مشوار الفارس كان حافلا بكل ما يمكن لكرة القدم أن تمتع به محبيها من إثارة وفرح وحزن وترقب!على الرغم من فداحة الجرح الذي خلفه الخروج المحزن للفارس الأزرق في نفوس محبيه بعد مشوار
حافل بكل ما يمكن لكرة القدم أن تمتع به محبيها من إثارة وفرح وحزن وترقب؛ فإن اليأس إن
تمكن من أنصار الفارس والقائمين على أمره ولاعبيه، فسيقود لانفراط العقد الذي حافظ على
تماسكه منذ بدأ الهلال المشوار في أواخر يناير الماضي، حتى اهتز بفعل الظروف المعروفة التي
ألمت به في المنعطف قبل الأخير.
كأس دوري أبطال إفريقيا كأس غالية دونها الجهد والتمكن والتمرس، يخطب ودها أقوى فرق
إفريقيا كل عام في تنافس مثير يتساقط فيه الأقوياء، الواحد تلو الآخر، ولا يبقى في نهاية الأمر
إلا فريق واحد يظفر بالكأس وليس من موضع في جسمه إلا وكان مثخنا بجراح التنافس القوي!
في القلب حسرة على ضياع الكأس من الفارس هذه المرة وقد كان الأقرب لها من غيره، ولا بأس
من أن يعيد الكرة في العام القادم إن قدر له أن يمثل السودان في أكبر بطولات الأندية الإفريقية
للمرة الحادية والعشرين، كأكثر الفرق السودانية مشاركة فيها، دليلا لا يقبل التأويل
على الزعامة الهلالية والهيمنة الزرقاء على أهم البطولات الوطنية.
قلت إن الكأس الغالية دونها الجهد والتمكن والتمرس. وإذا كان بذل الجهد فعل رهين بالإحساس
بعظم المسؤولية لكنه ممكن على أية حال؛ فإن التمكن والتمرس صفتان ليس من السهل الاحتكام
عليهما. ولعل من حسن حظ الهلال أنه أعرب عن تمكن شهدت به إفريقيا كلها، و من حسن حظه أنه
يحتكم -الآن- على التمرس المطلوب لمواجهة الفرق القوية والتفوق عليها. ولذلك فإن من المهم
بمكان أن يواصل الهلال ما بدأه من حيث انتهى إليه الأمر في مباراة النجم الساحلي بسوسة،
ولا لقرارات انفعالية متسرعة تهدم ما انبنى بالجهد والمثابرة.
ما الذي يحول دون تكرار مشوار هذا الموسم في الموسم القادم إن احتفظ الهلال بمدربه ريكاردو ولاعبيه
الأساسيين وأضاف لهم نخبة مختارة تسد الثغرات؟ عن نفسي، لا أرى ما يحول دون ذلك لأن انتصارات الهلال
في هذا الموسم لم تكن وليدة الصدفة، هذا فضلا عن أن الهلال التقى فيه بأقوى الفرق على الإطلاق، فما عادت
ملاقاتهم تحمل معها التخوف والتوجس بقدر ما تحمل الثقة المدعمة بالتمكن والتفاؤل المدعم بالتمرس.ولأن الهلال في القلب مقيم، فإن الحديث والكتابة عنه لا يكونان وهو في كامل عافيته فقط، وليس منا
من يحب الفارس حبا موسميا لينصرف عنه عند العثرات. مشوار الموسم القادم يبدأ بالفوز ببطولة
الدوري الممتاز للمرة الخامسة على التوالي. وما أخشاه حقا هو أن تمتد آثار الإخفاق
الإفريقي إلى التنافس المحلي فيخسر الهلال كل شيء.