(السودان وجبلة الاسطورة) (1) بقلم /الهادي صيام ...(هديه للانصار)

Quote: السودان وجبلّة الأسطورة (1) نحن أمام كل ما ينتجه العقل السوداني من : حقيقة ، مقدّس ، خرافة ، أسطورة ، أحاجي الجدّات – الحبوبات - ، كجور ، سبور وضخّه مرة أخرى في واقع الحياة المعاش وتصييره من خبر إلى إنشاء ومن أسطورة إلى واقع مقدس يبني منه أفراد وجماعات مستقبلاّ لأحلامهم وأفقاً لطموحاتهم ، ومن ثم يدخل في قائمة التابو الغافي الذي لا يسمح بإيقاظه ، يعزز كل ذلك ثقافة الثلّة – الشلّة – والرائد الاجتماعي الأسطوري , تشجعهم في ذلك الغفلة ومحدودية الأفق واللامبالاة والأنا السفلى وعجز الاستكناه لسبر الركام وإجلاء المطمور وبفعل الكسل الذهني والتسليم المطلق يصبح النتاج مكروراً منمّطاَ وكل ما أوغل في عمق الزمان اكتسب العتاقة التي تؤصّله حد الحقيقة المطلقة بعد تزويقها بخوارق ومعتقدات لفيفة. لم يكن النيل منذ الأزل ماعوناً للماء والكلأ فحسب إنما استقطب معه ركاماُ هائلاً من التجارب الإنسانية والمعتقد المتنوّع من شتّى الجهات فصار حوضه بوتقة لإنصهار التجارب التي انداحت في مجراه وصار مرجلاً يعجّ بكثير من المتناقضات والتضاد لزخم الالتفافات المتعددة فيه . المعتقدات الفرعونية القديمة لم تنقرض جملة بضرب الديانات السماوية التي تلتها وإنما واصلت نشاطاتها في العادات ( العوايد) والمناسبات الاجتماعية بالخصوص و يقف لضمان حراستها و تمريرها رجال أشداء ونساء عواجيز. التمساح إله الشر مازال في معاصم العرسان وبجانبه حريرتان ضرباٌ من الكجوراتّقاء لشره , كما أن النيل مازال إلها تقدّم له القربان بزيارته في الأعراس والختان والنفاس لمباركة الأفراح ، أما صبيان الختان مدجّجون بالتمائم منعاً (للكبسة) وجرائد النخيل والنخل إله الخير في المثيولوجيا النيلية القديمة مازال يلوّح به العرسان والمتظاهرون الهتّافة على السواء ، أما الخفاض الفرعوني مستمرة شفرته في الحصاد إلى حين آخر ، فكان هذا عصر الآلهة الأغريقية الذي خضع لصناعة تحويلية مسودنة .

(عدل بواسطة Tragie Mustafa on 02-11-2008, 00:56 AM)
(عدل بواسطة Tragie Mustafa on 02-11-2008, 01:38 AM)

Quote: والمتظاهرون الهتّافة على السواء ، أما الخفاض الفرعوني مستمرة شفرته في الحصاد إلى حين آخر ، فكان هذا عصر الآلهة الأغريقية الذي خضع لصناعة تحويلية مسودنة . تلته المسيحية التي مازالت أديرتها تصدح بالنواقيس فالإسلام مصحوباُ بمواعينه الثقافية والأنثربلوجية واللغوية من صحراء شبه الجزير ة العربية ، ضف إلى ذلك ما يسمّى بكريم المعتقد – المتح الأفريقي الأصلي حاضراً وباقياً بقاء حطام الفخّار المبثوث على تضاعيف النيل من نوملي وإلى حلفا . تحوّلت الأسطورة المخضوضرة في هذه البيئات من جرثومة ميتافيزيقية إلى حقيقة فيروسية مركّبة ومعقدة ليس بالسهل فكّ طلاسمها. لكن فلأبدأ من حيث بدأ التوثيق والكتابة التتريخية رغم أن الكتابة أخذت معينها من المشافهة التي لا تخلو من أسطورية والانتقاء النوعي والانفرادي ولكن بعرضها وتشريحها تحت مجهر العقل والواقع يمكن أن نستقرأ العديد من الحقائق لما كان وما يجري الآن في أرض الوطن . أشهر الكتب التي أرّخت للدولة السنارية طبقات ود ضيف الله وفي هذه الطبقات ما لا يخفى على العيان من مشاهد الأسطورة المحفوفة بنكهة الصوفية الغيبوبية الطاغية . مثلا أصل الفونج مازال مرجّحا على أنهم بنو أميّة ورجال الدين في ذلك العهد يتزوجون دون عداد والسلاطين قداستهم فوق الريب والحكماء حكمتهم لا تتقاطع مع السلطان البتة بل التأصيل هو إبقاء الخرافة الماحلة جنبا إلى جنب مع الدين واستخدام االدين لها بحجة الدعوة والتحبيب ويبرز ذلك في استخدام الإيقاع الأفريقي في النوبات والتمثيلية الصوفية التي تمّ فيها لأول مرة تعميد حواراُ سودانيا للشيخ البهاري ، فبقدر ما كانت الحقبة السنارية أسطورية تحولت إلى حقيقة مكتوبة ومترّخة بقدر ما أصبحت قاعدة متينة تنطلق منها الأسطورة السودانية لتصب في اللاحق من تاريخنا فانداحت في عهد التركية إلى أن تتوج عرشها في المهدية .

(عدل بواسطة Tragie Mustafa on 02-11-2008, 00:54 AM)

Quote: السودان وجبلّة الأسطورة (2) الأسطوة الفاعلة برزت المهدية وعلى رأسها تاج من الأسطورة الثورية حيث أن مؤرخي حقبته أسقطوا أصله وركّبوا له أصلا آخر وحذفوا لغته ودشّنوا له لغة أخرى وعقدوا - العقد الاجتماعي – نسبه بالقداسة المحمدية وتواطأوا في اسمه وأمه وأبيه وهجرته ودعوته السرية والجهرية حتّى وصل بهم الأمر لابتداع الخوارق , مرة يظهر في جبل قدير وتارة في جبل ماسا - وما آدم أم دبالو إلاّ معين ثر من المثيولوجيا السودانية البحتة - والأدهى من ذلك أن كلّمه سيد الوجود على طريقة النبي موسى – راجع منشورات المهدي - لإبي سليم وقد حارب الكفّار بما رميت ولكنّ الله رمى . فتح باب مدرسة الرأي على أبوابها ( هم رجال ونحن رجال..) : العيسويون - عبد الرحمن- الهادي – محمود محمد طه – الترابي...... إلخ .... (وأما ما جاء به الأئمّة إن شئنا أخذنا به وإن شئنا تركناه) فمن إضافاته أوجد ركنا سادسا في الدين وهو المهدية ( أنا المهدي المنتظر ومن شكّ في مهديتي فقد كفر) ثم دلف إلى الحدود وأضاف : حد التمباك , حد المرأة كاشفة الرأس .....إلخ . توثيقا لذلك فإن اسمه في شجر العشر والأنضراب , كل ذلك والأسطورة الممعنة في الإيمان لا ترى في المهدية إيمان أتباعه فحسب , بل إنه المهدي ا لمنتظر الذي يأتي آخر الزمان وعليكم بكتاب يسألونك عن المهدية الذي أوجد و قعّد له الأصول من الكتاب والسنة – ودونكم آخر الزمان الذي ملئ عدلا بعد أن ملئ جورا والأرض التي ملئت عدلا .هل هي السودان أم مجمل الأركان؟ - وألغت الأسطورة الأسباب الحقيقية لانتصاراته

Quote: وانهزام الانكليز وهي : انشغال إنجلترا بحروباتها الكونية ووإنحياز تجّار الرقيق وعلى رأسهم الزبير الملّقب بالباشا ثأرا من الإنجليز الذين حطّموا تجارتهم الاستثمارية , فأنضموا بعتيدهم وعتادهم ورقيقهم ودونكم (قرن شطّة) الذي حزّ رأس غردون باشا وهو من رقيق الزبير . فكرة المهدية ليست من تمام الدين ولا نقصه في شيئ ومن ضعف مظّانها ما ليجهد المفكّرين المسلمين من عناء في سبر صدقها , لكن الأسطورة المتأصلة في الوجدان السوداني جعلت منها حقيقة مركزيّة دينية مسلّما بها والمهدية السودانية تتقاطع مع المهدية الإثنى عشرية في أن الأخيرة تدّعي صلاة المسيح – عليه السلام – خلف المهدي , المهدي الذي اختفى في سامرّاء وليس قدير في أوائل القرون الهجرية ووصل بالشيعة أن الأطباق الطائرة التي ظهرت ما هي إلا جنود - آخر الزمان – وأن الناس يعيشون سبعا رغدا وخصبا بعد انقضاء الكفّار – على طريقة جورج بوش في نهاية التاريخ لفوكوياما البوذي - , ثم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا . لم ينته المهدي من تثبيت ما يؤمر به حتى وافته المنية بالحمّى الراجعة ( رحمة الله عليه كان مؤمنا بأن الأشراف هم الأشرار الذين يبيعون الوهم من لدن الألف و إلى الياء . رحل المهدي ولكنه بعد أن أسّس لمدرسة الأسطورة والرأي ما لم يسبق للعالم قاطبة , رحل وعلى التو أدّعى غالبية الذين يظنون أنهم هم الصالحون إدّعوا العيسوية من سنجة وإلى كركوج وحتى بارا – تخيّل أن كل أراضي السودان تنبت في الشتاء وليس الخريف بدل التبر و الموليتة و العدار والتمليكة تنبت أنبياء وعيسويين جدد

(عدل بواسطة Tragie Mustafa on 02-19-2008, 03:41 AM)

Quote: يؤذنون بنهاية الكون من الجزيرة أبا وإلى السماء ذات الحبك .

Quote: السودان وجبلّة الأسطورة(3) لم يكن الدين الإسلامي يغفر لنظرية تعدد الآلهة على طريقة الإغريق من إله للخمر إلى إله للجنس , ولا تقبل عبادة المسلم بزيادة أو تفنّن أو نقص أو تجنّن , فالابتداع في الدين من قول الشيطان الذي يزينه للعبد فيركن إليها ومن ثم يجرجر الأسطورة إلى ردهات القداسة وصبغ الاتباع بالابتداع , كان هذا ديدن الغرب حيث لم ينفك عن الديانات الأغريقية القديمة بل حشرها في المسيحية فالصليب لم يحمله المسيح في حياته وإنما هو مقصلة القياصرة , والثالوث المقدّس لم يقل به (عليه السلام) وإنما هو تفضّلات إغريق ورومان والرهبانية لم يبتدعها البتة فكل هذه الأساطير متناسخة . لم تكن المهدية كفكرة وممارسة وليدة الصدفة وإنما مخاض الأسطورة الدينية المنبسط في طول البلاد وعرضها : القباب , الأضرحة , الكرامات , التكايا , الزوايا و الخانات المبثوثة في أودية البلاد وهضابها . على أن الصوفية لم يكن السودان هو أصل منشئها وإنما موطنها الأصلي بلاد العراق كما هو ليس بالجزيرة العربية التي هي مهد الإسلام , وقد نمت الصوفية في بلاد فارس سابقا - العراق حاليا- حتى ولجت عمل قوم لوط فانتبذها عبد القادر الجيلاني وتماهت حتى انسلخت من البغاء على يد رابعة العدوية وتجاوزت الله حتى دخلت في الحلول على يد الحلاّج وتفسّخت حتى انتهت عند الحشاشين والمسطّلين وكل ذلك باسم العارفين بالله . لا الرسول الأعظم ولا أصحابه الكرام تصوّف على طريقة أهل السودان , لا مسبحة ولا نوبات , ولاتعميد ولا تكايا ولا قباب ولا الولي ولا القطب .

(عدل بواسطة Tragie Mustafa on 02-11-2008, 01:39 AM)

Quote: صحابة بدر - رضوان الله عليهم – كانوا أكثر من ثلثمائة لا تجد قبّة لأحد منهم –كان ذلك قبل الوهابية – ولم يبتدع أحدهم مدائح أو تواشيح يركزها مقام الباقيات الصالحات وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ليرددها مع غلمانه كل خميس أو كل ما حلّ ميلاد أبيه , ولم يصب أحدهم ماء في السيارة فيتحوّل إلى بنزين ولم يطر أحدهم من الجحفة وإلى رابغ وإنما الشيطان الذي كان رابضا في تلال فارس , حيث البوذية تمخّضت فولدت الصوفية بعد إضافة التوابل الإسلامية إليها ورشها بخواطر القطب النديّة , فانتحلت الصوفية لباس البوذية في أكثر من عشرة مبادئ – ر اجع كتاب البوذية وأثرها في الأديان لعبد الله بامسوك المحاضر بجامعة الأمير سونغكلا / جنوب تايلاند . المسبحة أو السبحة الصوفية ما زالت عالقة على تماثيل بوذا في طول آسيا من جنوبها إلى شمالها وحب التقشّف والرياضات اليوغا – الأولى وجد لها المنقّحون شيئا من حياة الرسول الكريم – وطريقة قبول المريدين الجدد (التعميد) وهو نفس المبدأ الذي اتبعته المسيحية , والهيام في الفيافي ولبس الخرق و البالي وترك العمل والتسوّل والاتكالية وغيرها . فإذا كان ذلك كذلك فإن الأسئلة يتفجّر سيلها رابيا ولابد أن نتساءل : ماذا يفعل الناس عند االقبيبات؟ ولماذا الانتقاء في الأقطاب والعارفين بالله حيث السلالة والتوارث بل جلهم من الأصول التي تنسب إلى العرب ، أما كان الأجدر أن يكون المقياس حسب تسلسل سلك العارفين؟ ما الفائدة العلمية والدينية من الحفاظ عل الصوفية في متاحف اللوفر – كما قال حسن ملائكة - وعدم المساس بها؟ لماذا شيوخ الصوفية هم الوحيدون الأقرب إلى الله تعالى بل ويحلّون في ذات الله ؟ لماذا كل ما طفت بثور المصائب التمس الناس حلها في صيدلية الصوفية؟ كيف تفهم أن علماء حضّروا الشهادات العلا في تمجيد الصوفية والأدب الصوفي ومجلّداتهم ما زالت جاثمة في مطارات المكتبات العالمية مثل مكتبة الكونغرس ؟ كيف تستوعب أن البرامج الدينية اليومية ما هي إلا مدائح وسير المتصوفة؟ ولمَ يحشر الوطن في غيبوبة سهرة الجمعة أسبوعيا؟ ولماذا يترك مدير جامعة إسلامية كرسي الأستاذية ويتحوّل إلى سجادة والده ( بروفسير الفاتح قريب الله) مثالا؟ ولماذا يصرّ أغلب السودانيين أن الصوفي هو الوحيد العارف بالله؟ ومن أين لزعامات الصوفية الحج سنويا لدرجة أن أتم بعضهم الحجة التاسعة والتسعين ؟ وكيف

Quote: السودان وجبلّة الأسطورة(4) ظل السوداني يرضع الأسطورة الأنثربلوجية من ثدي جدته قبل تكوين السودان الحديث وإلى يومنا هذا واكتسبت هذة النزعة قدرة الاستمرار بتفعيل التعليم الجهوي النخبوي واستغلال السلطة والإعلام بانحياز تام . كانت الجدة ( الحبوبة) وما زالت تحكي لإحفادها بعد غروب شمس الحقيقة بأن وراء هذا الباب مباشرة قبائل تتحوّل إلى فئران بقدرة خارقة وقبائل أخر تتحول إلى عفاريت ( البعّاتي) وهم ترب البنيّة ويرجع أصل الأسطورة إلى عهد النبي الكريم عندما شكك أهل قبيلة في سبب موت بنتهم فابتعثها الرسول الكريم لمعرفة الحقيقة وإجلاء الشك ومنذ ذلك الحين استمر أحفاد هذه البنت في الرجوع عقب الموت , وهناك قبيلة هربت بإبريق النبي – على طريقة زاغت فقيل لهم زوغوا فلن نزيدكم إلا عذابا - وقبيلة أخرى تأكل الناس وتتلذذ بكوارعهم وقبائل مصاصو دماء حيث يضع الفرد منهم قصبة في فيه ويمتص دماء الناس ليلا وقبائل أخرى تتحوّل إلى غربان تنعق وأخرى تتحوّل إلى بوم وقطط ليلية وعندما يراها الناس ترجع سيرتها الأولى وأفراد قبيلة عيونها تشعل الحرائق بمجرد رؤيتها للأشياء وتصيب الناس بالأمراض الفتّاكة وهكذا المنسوج الأسطوري في باب القبائل وعيوبها لا تحده نضوب . كل ذلك تضخم في اللاوعي الجمعي واستنسخ ضعف القبائل وضعف الشخصية فابتدع الأسطوريون ترياقا آخر ليخرج الناس من بؤرة الضعف (هذه واحدة من جذور ضعف الوطن) بأن نسبوا القبائل السودانية إلى الأعراق العربية القحّة ( كما قال ماركيز السودان: ومن لا يجد عروبته في السودان فليرحل) , فقبيلة المراريت هم بنو مرّة وقبيلة ميمة هم بنو أميّة وقبيلة تاما هم بنو تميم والفور جدّهم الوحيد هو أحمد المعقور المنحدر من الوندلس والفاندلس وقبيلة المساليت أصلها قرشي نزح جدّهم من تونس الخضراء وقبيلة النوبة في الشمال أصلها من الأشراف الهاشميين وقبيلة الفونج يرجع نسبها إلى بني أميّة وكل قبائل غرب السودان لا رابط بينها ( ملقطين) رغم عددها وعديدها وكل قبائل الشمال تنتهي عند العباس الذي يمتلك أكبر

Quote: حنجرة بشرية في التاريخ (راجع أصوات وحناجر) للدكتور أحمد الطيب , ثم حشروا كل القبائل والقوميات في نفق العروبة الضيق وبدأ استيراد الثقافة العربية من مصر أمنا لتقوية هذا الجسد الأسطوري وانكب المثقفون الأوائل على القراءة والسهر في كل ما هو عربي لدرجة تبجّح البعض بمقولة ( يطبع في القاهرة وبيروت ويقرأ في الخرطوم) فتمخض بذلك عفريت أسود بلسان عربي مبين وسندهم في ذلك من تكلّم العربية فهو عربي . وكيف أنهم صارعوا صراعا مريرا حتى دخلوا عنق الزجاجة العربية وزعيمهم (المحجوب) ناطح العرب وكشف زيف عروبتهم من فينيقيّ لبنان إلى فراعنة مصر وترك شنقلي طوباية ومشاكلها وألّف ديوانا كاملا في الفردوس المفقود ( ضياع الأندلس) فأسس بذلك الخطاب السياسي السوداني الذي جل ساسته انصرافيون فمن يريد حل مشكلة مزارعي القاش يستعين بقصائد الشنفرى ومن أراد مزاوجة الأمة والجبهة استعان بنقائض جرير والفرزدق (الصادق) : إذا احتربت يوما ففاضت دماؤها ******** تذكّرت القربى ففاضت دموعها وما زالت الانتلجنسيا السودانية تراوح مكانها من تخطّي سؤال الهوية , وقد سارعت القبائل التي سبقت بتسجيل أسمائها في قوائم الشرف العربية بسحب البساط من القبائل التي تم إدراجها في الملحق فاكتسبت بذلك نوعا من تضخم الأنا لدرجة أن الذين يحكمون السودان على مدى خمسة عقود من قبائل البساط , والآلة الإعلامية حتى يومنا هذا تضخ في قربتها الموخوذة- المقدودة- قبائل البساط ويمكنك بالتحقق من ذلك بمشاهدة التلفزيون والاستماع إلى الإذاعة والمادة المبثوثة هي في ذلك الإتجاه وأستمر التضخم في جهة والتقزم في الجهة الأخرى ولم يكتشف الأسطورة الحبوباتية إلا الذين غادروا تراب الوطن إلى أعتاب البيت العربي فأكتشفوا أن هذه التميمة لم تمنحهم الإعتداد الناضج في أرض العروبة فوجدوا أنفسهم في مفترق الشعب , فتقمص السوداني في العراق لهجة العراق بطلاقة وفي ليبيا لا يخالط الليبي أدنى شك بأن السوداني ماهو إلا ليبي أسود من القطرون وفي مصر يتكلم السوداني لهجة مصرية مقعّرة مع تحويل حرف القاف إلى همزة قاهرية ويمكن ملاحظة ذلك في مفردات بعض كتّاب الأعمدة في الصحف السودانية السيّارة .

Quote: بينما المصري في العراق هو مصري والعراقي في مصر هو هو . استمر الإنسان المربوك في استيراد كل الوصفات العربية لتقوية هويته ويتمظهر ذلك جليا في الإحتفاء المبالغ فيه رسميا وشعبيا لمؤتمرات القمة العربية في الخرطوم ودورها في رأب أصداع الأمة العربية فباتت تضفي راحة واضحة بانه أي السوداني العروبي أضحى مخ العروبة وجخّها . هذا الموقف السوداني الأسطوري يقابله موقف آخر مغاير فالأمريكي الأسود أشد ما يكره أن ينسب إلى البيض ولو كان والده من البيض فأسس لنفسه هوية يعتز بها ويفاخر وشرعت مراكزهم العلمية في دراسة تاريخ السود فوجدوا أن أصل الحضارة الإنسانية أسود في مصر وكوش وأما الأغريق الذين أنتهوا عند ثقافة هتلر بأن الحضارة العالمية أصلها أوربا وفكرة الجنس الآري فقد كشفوا عدم صحتها بأن فلاسفة الرومان تتلمذوا في مصر ونقلوا معرفتها , كما أثبتوا أن الأسود هو الأقوى وراثيا وجينيا وأستدلوا بأن الزوجة السوداء تنجب سودا وإن كان زوجها أبيضا والزوج الأسود ينجب سودا وإن كانت زوجته بيضاء بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك بأن آدم أبا البشرية هو الآخر أسود وإنما البياض الذي في بعض أحفاده هو عارض مرضي كما نسميهم ب (أولاد الحور) ويفترضون لو كان أبو البشر أبيضا لما أنجب سودا وحللوا الفراعنة بكربون 14 فوجدوهم سودا . قام فريق من الباحثين في مجال علم الوراثة بتحليل عينات بشرية لمعرفة أصولها فكانت نتائجهم مثار دهشة وعجب فمن أسود به جينات هندية وأوربية وأفريقية إلى أبيض به جينات صينية وهندية وأوربية , وبناء على هذه التحاليل الطريفة أقترح لباحثي الهوية السودانية باستجلاب هذا الجهاز المخبري لd N A والقيام بتحليل القبائل السودانية لإرجاعها إلى أصولها حتى نضع حدا لمأساة القبلية التي تتفجر دماً كل ساعة ونواصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــل

Quote: السودان وجبلّة الأسطورة ( 5) كانت دنيا الأرض مأهولة معمورة بالجن قبل هبوط الإنسان الإطراري إليها ولكن عندما أعملوا سيوف دمائهم فيما بينهم أرسل الله لهم الملائكة فاجتالوهم من اليابسة إلى الجزر النائية ومنذئذ أصبحت الجزر موئلا للجن والعفاريت والغيلان والأساطير المرعبة . جزيرة أبا إحدى الجزر الشهيرة التي يحتضنها النيل والنيل الأبيض بالخصوص فبالرغم من وجود جزر مثل الجزيرة مقرات والجزيرة مصران وجزيرة توتي وجزيرة بدين إلاّ أن جزيرة أبا لها نصيب خاص من الأساطير الجنونية التي كان استهلالها بدحر كتيبة أبي الدهب بالرقية المهدية ومن ثم سعت الجزيرة إيّاها (عهد عبدالرحمن والهادي)إلى استنساخ المناديب وإرسالهم إلى كد وقفار ودارفور وحتى مشارف تمبكتو وقد حملوا معهم رسائل المهدي الاستجلابية والأساطير معا , والمناديب هم أكثر العقول قدرة على هضم أساطير الإئمة وتصييرها إلى واقع مقنع . هب الحجيج من كل فج عميق استجابة لنداء المهدي والإئمة وتركوا وراءهم عرض الدنيا الفانية وعند وصولهم إلى سفينة النجاة- الجزيرة أبا- تم تقسيمهم إلى عمال وشاهدهم( ... ونِعم أجر العاملين ) وأنصار وهم الذين لم تتغلغل الأسطورة حد المشاش في تلافيفهم فضربوا في الأرض سعيا فظل أيسر الناس حياة هم الأنصار مقارنة بالعمال لأن سعيهم لهم بينا سعي العمال له وتم إختراع مصل لتدجين السواد والعامة بأن من لا إمام له فقد

Quote: مات ميتة جاهلية ومن بات ليلة واحدة خارج الجزيرة فقد نقضت شفاعته فتقمّصت الجزيرة لقب سفينة النجاة والبقعة الطاهرة وأرض الشفاعة وأحياؤها هي الجنان : دار السلام وأرض الشفاء والفردوس وطيبة و الغار غار حراء وفي الأخير كان الإمام عبد الرحمن على موعد مع القدر حيث إلتقى الإمام بنبي الله نوح نعم نبي الله نــــــوح وكان عمره لم يتجاوز العشرة السنوات وطلب منه المشاركة في بناء السفينة ولكن قال له النبي إن هذا العمل أجره في الآخرة فقبل الإمام وشاركه حتى إذا وضعا فيها من كل زوجين اثنين ساعده في سحبها داخل الماء فتركت السلاسل آثارها على كتف الإمام وتلك بشهادة عمّنا حامد صقير قاطن الحلة الجديدة حيث كان نادلا للإمام وقد رأى الإمام يزيح قفطانه عن كتفه ليراه الحاضرة ثم طغى الماء اليابسة وصعد ابن نوح إلى ساوي-–سآوي- ( سآوي إلى جبل يعصمني من الماء) التي تقع بين الغار وأرض الشفاء وهلك ابن نوح بطغيانه وفي مسجد الرضاء بأرض الشفاء أسري بالنبي الكريم محمد بشهادة الفكي النور الضرير أمّا نبي الله إبراهيم فقد حاولوا حرقه في سن النار التي تحولت إلى سنّار ولم تتشرف الجزيرة بحدث كهذا . من حفر شبرا في أبــــا فله شبر في الجنّة ومن حفر مترا فيها فله متر في الجنة ولم يمتلك أيما أنصاري شبرا في أبا بل يمتلكها الإئمة فهي خالصة في الجنة للإنصار فبنوا بذلك سدا دائريا رد الفيضان حول أبا وشقوا قنوات الري التي مازالت ماثلة وفي ساعات قلائل بنوا الجاسر الذي حمل الملك فيصل إلى أعتاب الجزيرة ومازال النيل الشرقي مبتورا حتى يومنا هذا. كان أول العقود الاجتماعية هي البيعة التوارثية المرتدية جناح أم جكّو من المهدي وإلى الصادق ولعل ما يصدق ذلك محاولة أبناء أبا بالجامعات والمعاهد العليا طرق باب إمام الحداثة الصادق في الستينات وهو الذي رفض زعم الإمامة واختلف مع عمه الهادي فظنوا فيه نصيرا للجزيرة فطالبوا بترشيح ناخب لدائرتهم – أنصاري- من أبناء الجزيرة بدلا من أبناء الأسماء التاريخية التي لا تمت لإبا بصلة فرد عليهم بأنه (يعجب لصدور فكرة كهذه من أبناء بيعة ) فخرج القوم كأن على رؤوسهم الطير!!!

Quote: سفينة النجاة ظلّت مظلمة لعدة عقود رغم دخول كيبل الكهرباء منذ الخمسينات فقد إكتفى الأنصار والمهاجرون والعمال والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب بنور الإئمة الذي لا تخمد جزوته فكان البيت الوحيد المضاء في تلك الجزيرة هو السرايا . اكتفت سفينة النجاة من التعليم بالتعليم الحِرفي الذي يسد حاجة الإمبراطورية التي تغيب عنها الشمس بينما ظل أبناء الإئمة يدرسون في الخارج لإطالة أمد الأسطورة حتى القرن الواحد والعشرين وفي ذلك كانت الأسطورة حاضرة بأن التعليم يعلّم الكفر وقد حملت والدة كاتب هذي السطور أمانة ثقيلة من زوجها عندما دنت منيته بأنه ( لا عافي عنها إذا أدخلت الوليدات إلى المدارس!!!! ) وعندما كان الإئمة يتسربلون بالقفطان والخز والحرير كان سواد الأنصار يلبسون من التكيّة الدمور ونساؤهم يرتدين الزراق النيلة وعندما كان الأنصار يأكلون الويكاب كانت موائد الأئمة عامرة بالديوك الرومية وقد تم تحريمها على السواد بفتوى جاهزة وحتى يومنا هذا يعتبر الأنصار الديوك الرومية والأرانب مكروهة فيربونها ويبيعونها إلى خواجات كوستي بعد أن رحل أول آخر الإئمة . مازالت تلك الجزيرة أبنيتها من أبعار البقر بينما قصور الشاه من المرمر الخالص وحين هب بعض الحادبين من الشباب لتغيير وجه الجزيرة بمشاريع تنموية واجهتهم فتاوى الإمام الماثل بإدخالها تحت قفطان الحزب فتمت مواراتها أضابير القراطيس . مات الأمام الهادي فردت الأسطورة بما صلبوه وما قتلوه ولكن شبه له وظل الأنصار على إيمانهم برجعته حتى أمد قريب وقد سخّر أبكر حمد هذه الأسطورة لمدة سبع سنين يجبي الزكوات والفطرة للإمام أبكر بن حمد بأبسط المسرحيات بأن الإمام توضأ للتو هنا وهذه مياه وضوئه وأمرني بجمع الزكاة وانتظار أوبته. مات أربعة عشر ألف أنصاريا في موقعة أبا ( الضربة) إبّان حكم النميري ولم تجد لهم لوحة شرف واحدة تخلّد غفلتهم وكان آخرهم عمّنا علي من أبونكوم الذي كان أثناء المعارك طريح الفراش وعندما تعافى في اليوم الثالث وقد وضعت الحرب أوزارها رفض البقاء وصحابته قد غادروا إلى الفردوس فامتشق حربته وتأبط حجباته ومات دون الجاسر تحت جنازير الدبابة ، بينما رفاة الإمام الهادي - وقد تكون رفاة هوام الأرض وأوباشها- نُقلت في مناسبة حفية تم إعلانها على الملأ!!. غبار سيارة الإمام الروزرويس شفاء ناجع لأم قنطو والطيرة والحصبة والجزام والكتكوتة بأن تنقع في الماء وتشرب على الريق أمّا بصاقه بلسم شافي للبرص والحروق والصفّير وماء وضوئه لا تضاهيه مياه زمزم أمّا بكاؤه فنهاية التاريخ ونفخة الصور فتأتون أفواجا. ونواصــــــــــل

Quote: السودان وجبلة الأسطورة (6) الناظر للتاريخ يقرأ جيدا الفارق المفاهيمي الواضح بين إعتقاد قدامى السودانيين ومحدثيهم في الأسطورة ومدى القدرة على توظيفها لأهداف كبيرة أو صغيرة وكيفية نسجها من الدين أو الخرافة السيسيولوجية والمضي في طريقها إلى نهايتها أو الارتداد عنها، فالقدامى كانوا مؤمنين بها لبناء أهداف سامية، أما المتأخرون يؤمنون بها لبناء مغانم آنية. المهدي كنموذج ناجح للأسطورة كان على قناعة تامة بمهديته وإيمان راسخ بأساطيره المحفة به ورجاله كانوا على هذا النسق، وقد متحها من الركام الهائل للخرافة المشعشعة في البلاد آنذاك وختمها بالشمع الأحمر بأحاديث ضعيفة وآيات مختلف في تفسيرها ولكنه وظفها توظيفا إنتهى به إلى تأسيس دولة كاملة من العدم وعلى أنقاض الاستعمار وهو بهذا أنجح سوداني في العصر الحديث في فهم واقع مجتمعه وقد ضمن بذلك أتباعا لم يتمكن الحاكم بأمر الله قديما وحديثا من جمع شمل كهذا باعتبار أوامره إلهية محضة وأقواله آيات محكمات ودعاؤه ( الراتب) الخاص يتلى عقب كل صلاة فجر وعصر إلى يومنا هذا ومن لم يحفظ ( الوسيلة) تسقط أهليته كطالب زواج، بل أساطيره صدق ناصع وحق فاقع. تسنم خط المهدي في أسطورته محمود محمد طه, فقد آمن بأسطورته هو الآخر التي نهلت من فلسفات اليونان وحكمة القرآن ومسايرة إتجاهات المجتمع فتوجها بأن الإنسان عجينته من جبلة الملائكة والشياطين فإن ارتقى وصل إلى سلم الملائكة وأن هوى تدحرج إلى منزلة الشياطين وقد مات دون رأيه كما نملة حز رأسها وعلى فمها حبة ذرة. نجح المهدي مع كل ذلك بركل أئمة السوء كما سماهم لفقرهم المدقع للأسطورة الثورية كما أبعد أهله النيليين من مواقع السلطة الذين إذا تقرفصوا على شيء حقنوه بالحسد وقصر النظر والمنفعة العاجلة والمحسوبية والقبلية والتعالي الكاذب وفوق كل ذلك القعود بالوطن ( وما زالت البلاد بعد خمسة عقود جاثية على ركبتيها) بدل توظيف إمكاناتها وتوليف بانورامها للنماء والتقدم. يعتبر المهدي بحق إن كان للصوفية إيجابية واحدة بأنه الصوفي الفاعل وليس كمن يركن إلى أن الله ما شق حنكا ضيعه وقد تواترت المجاعات والأوبئة على رأس كل عقد من الزمان ودون الناس تسعة أنهار ويزيد وعلى مرأى منهم هوام الأرض ودوابها وأغلب أعشاب البلاد وأشجارها غذاء ودواء ولكن تنفق أذناب البقر وأحقاب البشر.

Quote: المحدثون منهم من إتكأ على منسأة الدين فأسس أسطورته على طريقته من جمع للدراويش والمشوطنين تحت ظلال القباب ثم فتح خزانته على مصراعيها فمن أصابه دستور حبشي هرع بطلبات الحبشي إلى الشيخ ومن عقمت زوجته تصدق بتيس أسود وإن لم يجد بديك أحمر ومن سرقت غوائشها وهبتها غيابيا للشيخ فظل الشيخ نائما وحسابه الأسطوري جاريا. إلا أن أغرب الأساطير وأكثرها حداثة ما استنسخته الإنتلجنسيا التي تحمل الشهادات العليا , من أن القرود والقنافذ في حرب الجنوب كانت تنفذ مشيئة الله تعالى وتدل جنود الفاتحين إلى مواقع الألغام ومكامن العدو حتى إذا صدق الشباب المفتون بالخطابة هذه الأسطورة، أزهقت روحه وما كان ليتحسرها وهو على موعد مع الحور العين وليس من نافلة الفطائس. تمددت حبال الأسطورة من رأس الدولة إلى آخر عاطل في البلاد فالرئيس هو عمر وذاك الكرار وغدا إماما ببيعة وأغلظ القسم وليس هو بأولهم فقد سبقه حكام كثر وأئمة مبايعون من المهدي وآله إلى النميري وتاله وقد جمع الحاكم بدوره فقهاء (أم بتاري) من كانم والنيجر وبنين وحشروهم في بنايات فارهة ليحسبوا لهم أيامهم الباقية. دلفت الأسطورة بلا حياء إلى البرلمان من قبالة مسجد النيلين , المسجد الذي بناه أحد الحكام لأن روح محمود الشهيد خرجت من البحر الأحمر وظهرت على ضفاف النيل , جاءه المنادي فوجده غارقا في صومعة كحوله فهرول إلى ذلك المكان وبنى له مسجدا , دخلت الأسطورة إلى البرلمان فإذا بدكتور أريب يطرح على البرلمان البند السابع من ميثاق العفاريت المتحدة بالإستعانة بالجن لبناء دولة السودان الحديثة فيمور السودان برلمانا وصحافة وحواريا وأزقة لمدة شهر كامل ولم يصل إلى نتيجة تذكر غير تحديث الأسطورة. الجامعات التي انتشرت في كل صقع من أصقاع البلاد وحملت لافتات الكتاتيب بجدارة لا يدخلها طالب إلا من ذهب قبل الإمتحانات إلى شيخه وشرب وابترد من المحايا وتعاطى كمية من الرقي (الرتينزات) والبخرات المحروقة والمدسوسة. غدا السودان بورصة للأسطورة المالية تماما كداو جونز , جاء الحواة الذين يصنعون الدولارات من غرب أفريقيا ومن كل حدب وصوب وجعلوا من الخرطوم محطة استجمام ومنطلقا لدجلهم وقد سبقهم إلى ذلك فقهاء أم بتاري السودانيون على طريقة الضاربين في الأرض وجاؤوا بالملايين وتم استقبالهم استقبال الفاتحين من قبل أعلى المناصب في الدولة دون من أين لك هذا، فقد انتشرت فكرة خلق الدولارات كما خلق الله تعالى آدم في مصر عابدين والعتبة ودمشق المرجة ودبي وجدة حتى وصلت ماليزيا وبروناي بندر سي بقوان . إن كانت الحكمة ضالة المؤمن فإن الأسطورة زاد السوداني الذي حمل إلى أمريكا والصين تمباكه و كوله وتمائمه وبركات شيخه.

Quote: ؟ وكيف تمنح سلطات الحج تسعا وتسعين نعجة والبعض لم يحصل على نعجة واحدة حتى الآن ؟ ولماذا لا تتدخّل الصوفية في تصحيح حياة العامة بل توحلها في الأسطورة على طريقة الذي يسبّ الإمام بسيئ الأدب في المنبر وفي خطبة الجمعة ( مسجد النوبة السناهير- شمال أم درمان-) فيهم الدراويش بضربه فيرد الشيخ : هذا أطهر واحد لأن جزئية النجاسة الوحيدة فيه قد خرجت لتوها وإلى الأبد. ولماذا تنأى الصوفية بجلدها عن شئون الناس الحياتية ؟ ولماذا تبارك الصوفية كل الأنظمة الدموية ؟ ولماذا تهرع الأحزاب الدينية لضم ومباركة زعامات الصوفية : حزب الميرغني , حزب الأمة , حزب الهندي , حزب الجبهة ؟ ولماذا جلّ القيادات العسكرية العليا والشرط تخطب ود الصوفية بل وتحج إليها ؟ ولماذا لا ينفك الحكّام المقامرون والمغامرون – من شاكلة النميري - من السير حفاة عراة إلى أعتاب الصوفية المقدسة ؟ ولماذا لم ينبس ببنت شفة المصلح الديني الكبير حسن الترابي - رغم إفتائه في كل شئ – لرد الصوفية إلى دين التوحيد ؟ ولماذا مات محمود محمد طه - وشهادته متروكة لله – طبق نظرية الحلاّج ؟ ثم لماذا إبتلى الله الوطن بالحروب تلو الحروب والأوبئة تلو المجاعات والشح بعد العجز والفساد وقلة الحيلة وغلبة الدين وقهر الرجال ؟ وهل كل هذي الإبتلاءات لصحة توحيدهم ؟ وما مصير هاتي الجموع وتلك يوم الوقوف عراة ؟؟؟ ونواصل

Quote: السودان وجبلة الأسطورة (7) أفضل ما في أساطير الصوفية عدم وصولها إلى درجة المواجهة سواء أكانت مواجهات كلامية أو دموية، ففي بلادي وصل عدد الطرق الصوفية إلى أربعين ونيف ولم يكن التعدد هو اختلاف المصدر الأسطوري فكلها متحت من ابن عربي وتابعيه، كما لايسامح من يشكك في أن هذا التعدد لمنافع دنيوية ، أو قسمة ضيزى لدراويش البلاد ومسطحيهم. الختمية كمؤسسة أسطورية كبرى مثل الأنصارية لا تختلف قيد أنملة في تقسيم المريدين إلى دراويش وأولاد طريقة، كما أنها تعلقت كثيراً بمصطلحات الوحدة والتجلي والانبجاس والظهور والفيض ووالاندغام والاستنارة والحلول والأفول والسمو والدنو وكل كلمة ومترادفاتها ومتناقضاتها، إمعاناً في تشتيت العقل المتدروش. ويزعم الميرغني الكبير أنه رأى الرسول (ص) عياناً وأخذ منه هذه الطريقة الأسطورية التي نزلت بالمسطرة على الإقليم الشمالي والشرقي بالخصوص وكردفان وأرتريا بالعموم، وتعاليمها من استغلال للبسطاء والتقّول على الأنبياء، تماماً كالمشايخ الأخر من المهدي إلى غيره ، والأغرب في أمر المتصوفة أن لا أحد منهم يكذب الآخر أو يشكك فيه ، قل كل على شاكلته ، فالختمية لها ريع ومزارع وممتلكات بوضع اليد أو المرور أو مجرد الإشارة ناحيتها فقد سبقت الختمية نظرية هاري بوتر السحرية منذ ميلاد الميرغني الأكبر 1793م ، كما ينقلون صفات الله إلى الرسول الكريم ، بل بلغ بالختمية إدعاءهم بأن لهم التصرف في الكون، ويزعم مؤسس الطريقة أن من رآه أو رأى من رآه إلى خمسة أشخاص لاتمسه النار - نظرية صكوك الغفران- ، ومن صحبه ثلاثة أيام يموت ولياً مرشداً، لم يرعو شيخهم عند هذا الحد بل حشروا فيها مفردات أعجمية لزوم الطوطمية حتى يتركوا للدراويش أفقاً لانهائياً من التخيل والهيمان ، أصل الطريقة الختمية تقوم على خمسة أرجل أي حروف في قولك (نقش جم)، ولايتورعون في حلولهم في الوجود والاستيلاء على أساطير الشيعة الإمامية من مفاهيم آل البيت مروراً بالتقية والمهدي المنتظر، والحشاش يملأ شبكته! ومن هنا يمكن لكل فرد تأسيس طريقته التي أول ما يبدأها برؤية النبي(ص) ثم يضع ما شاء من تخيلات وأحلام زلوط وخزعبلات، ويقعّد من تعاليم، ويختمها بالاحتماء بالعبد الصالح وهو الخضر الذي امتلك العلم الباطن وهزم نبي الله موسى الذي الذي توقف عند العلم الظاهر ولم تشفع له أنه من أولي العزم فانهزم بثلاثة أهداف نظيفة في رحلتهما المشهورة (إنك لن تسطع معيَ صبراً). أن تسمع( وعليكم السلام) رداً على نباح الكلب من الصوفي فلا تعجل ، أما إن هنق الحمار فترد بغفر الله لكم وأثابكم الفتح النوراني، وإن غرد بلبل فقل صدقت فإنه ينعي الحياة ولا حياة لمن تنادي. لقد أسمعت لو ناديت حياً ولا نامت أعين الأساطير .

Quote: أفضل ما في أساطير الصوفية عدم وصولها إلى درجة المواجهة سواء أكانت مواجهات كلامية أو دموية، ففي بلادي وصل عدد الطرق الصوفية إلى أربعين ونيف ولم يكن التعدد هو اختلاف المصدر الأسطوري فكلها متحت من ابن عربي وتابعيه، كما لايسامح من يشكك في أن هذا التعدد لمنافع دنيوية ، أو قسمة ضيزى لدراويش البلاد ومسطحيهم.

Quote: Quote: æÞÏ äãÊ ÇáÕæÝíÉ Ýí ÈáÇÏ ÝÇÑÓ ÓÇÈÞÇ - ÇáÚÑÇÞ ÍÇáíÇ- ÝÚáÇð åÏíÉ íÇ ÊÑÇÌíºåÏíÉ(ÊÍÝÉ ãÍÈÊí áäÇ

Quote: معذرة للخطأ في اسم الكاتب فهو آدم صيام وليس الهادي صيام وكلاهما اخوة.

Quote: يااختي تراجي الثورة المهدية هي حقيقة ويشهد بها العدؤ قبل الصديق وواقع معاش ثوره علي الظلم والجبروت وعلي الطغيان باسم الدين والفساد. فالثوره تعني هدم القديم بمعضلاتها وان شاء جديدا بناء يقوم علي اسس وفلسفة .. لم تكن اسطوره ولم تكرس الثورة المهدية علي العنصرية بدليل الخيلفة الاول للامام المهدي لم يكن من آل المهدي فاين الاسطورة !!!

Quote: العوض. البنزين البنزين لو سمحت. دينق

Quote: اذن انت اتبعت اسلوب الخرافة والاسطوره ..

Quote: ممالا شك فيه هو منهج للمعرفه ولكنه احيانا يؤدي إلي الخطاء وقد يشعر الانسان القصصي بظلم حدث له فيكتب بخلاف الواقع ..وحتي المذكرات الشخصية لديها عيوب

Quote: الاخ عبد العزيز عيسي ولك السلام والرحمة اخي انا لم اخرج عن الموضوع ابدا وسألت سؤالا بداية الموضوع آي من المناهج اعتمده عليه كاتب المقال .وها انت تقول علي الحكاوي والسرد القصصي(ويشيب لها الرأس ), اذن انت اتبعت اسلوب الخرافة والاسطوره .. ولك كل الو

Quote: من الممكن ان نعطيك الأسماء لتذهب بنفسك وتتحقق من الظلامات التي حدثت في عهد عبدالرحمن المهدي لهؤلاء المساكين الذين لا زال الكثير منهم يؤمن بالقداسة والعناية الإلهية لأبناء المهدي دون سائر البشر..

Quote: ياسيدي العزيز ثروت المشكلة لم تكن في الامام عبد الرحمن المهدي نفسه بل من حوله !! لماذا لا يقولون هؤلاء الي عبد الرحمن المهدي في وجهه مباشرة وبحياته كل تلك الفظاعات التي كتبت الان؟ هل يخافون من اشخاص مثلهم ؟ اذن هي مشكلتهم ؟

Quote: تحية وسلام وصيام Quote: معذرة للخطأ في اسم الكاتب فهو آدم صيام وليس الهادي صيام وكلاهما اخوة. ثم Quote: ويواصل اخونا....آدم صيام. ثم Quote: ويواصل اخونا الهادي..... ثم Quote: ويواصل اخونا.....آدم صيام وأخيرا ..قال ثم من ... قال Quote: ويواصل اخونا ....آدم صيام.... في الجزء الثالث ويواصل...اخوناآدم صيام... ويواصل اخونا آدم صيام... ليس كل ذلك يعنينا وما كتبه أعداء الوطن من غير السودانيون كثير أمثال سلاطين باشا فلا يمكن ان نسنتدل بقولهم ونأخذ كل ما كتب بأنه صحيح او كان يمارس ... ما يهمناالثورة المهدية ... والتي اضافت لناالتسامي وأضفناها للعالم ... قاهرة الإمبراطورية التي لم تغب عنها الشمس وداحرة غردون ... ومحررة السودان وجامعة بلدنا السودان في بوتقة قومية تضم كل اهله ... واصلي ... نسال الله لك التوفيق .. وأن يمتعك بالقوة والعافية لكي لا تفتري وتفتر همتك ...

وشكرا لك اخي على الدعوات الطيبه.

وربنا يدينا المروة وننقل لكم باقي ابدعات آدم صيام.

Quote: ياسيدي العزيز نتيجة لتايد الذي حظيه به الامام عبد الرحمن المهدي من العالم الخارجي رأت الادارة البريطانية من الممكن تعديل سلوك الانصار من المنهج الثوري الذي قام به الامام محمد احمد المهدي الي منهج سلمي سياسي وبذلك تكون الادارة البريطانية نجحت في تحويل الحركة من حركة فعالة الي حركة سلبية غير جهادية , وتحويل كيان الانصار من كيان فردي يتحمل مسؤليتها كل فرد في اسرته الي اسره عبد الرحمن المهدي واخوانه حتي تسهل محاصرتهم عقائديا وفكريا واقتصاديةوسياسيا ,وكذلك رات الادارة البريطانية ضروره فرض حصارمحكم علي قيادات الانصار لتحول دون تعليم ابنائهم تعليما اسلاميا في الدول المجاورهمن الحجاز ومصر وارسالهم الي بريطانية لاعدادهم اعداد يكون مواليا الي بريطانيا.. هكذا كان التخطيط البريطاني ... واوضح ضرارصالح ضرار في تاريخ السودان الحديث ضرورة اسخاء المادي مع هذه الاسره لكي تعيش منعمة ومترفة بعيدة عن حياه الاتباع .. .

Quote: العزيزة أم حازم تشكرات على نقل الأسطورة حيث المرجل عفواً أختي يبدو أنك نسيت فقرة مكملة لمقال السودان وجبلة الأسطورة(3) وهي حيث توقفت عند ..... التاسعة والتسعين، وكيف؟ وتكملتها تبدأ من (كيف تمنح سلطات الحج.....

Quote: و للاخ السائل عن المنهج يجيبك الاخ آدم صيام: Quote: بخصوص السائل عن المنهج الذي اتبعته هو: المنهج الاستردادي : يعتمد على عملية استرداد ما كان في الماضي للتحقق من مجرى الأحداث ، ولتحليل القوى والمشكلات التي صاغت الحاضر ..

Quote: وحقيقة نقلت لكم البوست

Quote: Thanks Y Taragie... could you plrease provide the source, I mean if this article was originally published in a magazine/newspaper or a book... mohamed elgadi

المهم يا دكتور انه البوست طازج ولسه صاحبه بيكتب فيه وانا بنقل لكم اول باول
صاحبه الاخ آدم صيام مقيم بهونك كونج ومن مواليد الجزيرة آبا وزميل اختنا اشراقة
مصطفى بالجامعة الاسلاميه ,وهذه معلومات لمن يود ان يشكك في حقيقية الرجل من الانصار.

Quote: لنا مهدي صباح الخير الفيلم لسه ما بدأ بس انا فترت من النقل. خلاص صدقتي انك نسفتي كتاباته بهذه الكلمة؟؟؟

طيب حسع لو ردينا على النضم المرصوص والانيق الفوق ده ح يرد علينا منو ؟؟

( الهادي ) ( ادم ) صيام )وبالعكس .. ولا تراجي ولا منو بالرد ؟؟

ولا كمان ح تشيلي الرد تنقلي بيهناك عشان هو يرد وتاني تنقلي الرد بجاي وبالعكس ؟؟؟

غايتو انتي كان اتعلمتي رص النضم حكايتنا باظت

الا ندق خيمة في المنبر ده ونصاقروكي


التحية ليك وللاخ ود ( صيام ) لحدي ما تحسمي الاسم



البوست ده ناقص عادل عبد العاطي يكون نايم ولا شنو

يا ثروت ما تمشي تجيب صاحبك ياخ .. عارفك طبعك شين تلقى ليك وليمة زي دي تلبد بيها براك

Quote: يا ثروت ما تمشي تجيب صاحبك ياخ .. عارفك طبعك شين تلقى ليك وليمة زي دي تلبد بيها براك