|
حــروب الــردة: المسيـح الأبـــدي
|
(نطلب الصفح عن الانقسامات في صفوف المسيحيين واستخدام العنف الذي لجأ إليه بعض المسيحيين لخدمة الحقيقة والسلوك العدواني الذي اعتمد إزاء اتباع الديانات الأخرى في الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش ضد المنشقين)..
البابا يوحنا بولس الثاني
جاء نداء في شكل التماس يحمل توقيع نحو 90 ألف شخص من 32 بلدا بينهم مسلمون حاليون وسابقون سلم إلى المفوضة السامية لحقوق الإنسان. وجاء في الالتماس أنه يتعين على زعماء المسلمين والهيئات الإسلامية الدعوة صراحة إلى إعادة تفسير الشريعة الإسلامية "بحيث لا يواجه المسلمون الذين يتحولون عن دينهم الترويع أو المضايقات أو الاضطهاد أو الموت نتيجة لذلك.
ليس بدءا بمحاكمة جاليليو ومرورا بسجاح و بعيهلة بن كعب العنسي و مسيلمة بن ثمامة, واستغلال خالد بن الوليد للردة وصولا الي تصفية محمود محمد طه ثم نوال السعداوي ونصر حامد ابوزيد السياسية ثم تسليمة نسرين وسلمان رشدي يبدو مفهوم الردة مسيحا جديدا خالدا يحمل أوزار وخطايا البشر ورغباتهم في تصفية ونفي الاخر ويصلب علي وجه التاريخ ثم يبعث في اليوم التالي ليصلب من جديد.
ويتغير من مفهوم الاعتقاد الديني الي استغلاله في تصفية الحسابات الشخصية الي التهديد الي التحييد. ودار حول هذا المفهوم جدلا واسعا ما بين الكرادلة والبابوات و الصحابة والعلماء والفقهاء نهاية برجال الدين العصريين فمن السيد القرضاوي الذي يقرر القتل للمرتد مساويا بينه وبين الخيانة العظمي الي محمد سليم العوا الذي يقرر عظم الجريمة ولكنه لا يقر القتل كعقاب الي جمال البناء ومحمد عمارة اللذين يرفضان المسالة كاملة الي حسن الترابي الذي تأتي فتواه حسب ما يتطلبه الموقف.
ثم تحول المفهوم مؤخرا الي عدد من المفاهيم المماثلة في محاولة تأويله من ردة الافراد الي ردة الحاكم الي ردة المجتمع والتي حولت مياه الانهار الي اللون الاحمر.
كما انسحب مفهوم الردة من الاطار الديني الي السياسي مشكلا ثقافة تمددت عبر مئات الاعوام واصبحت تلقي بظلالها في كل الاتجاهات حيث يكون حق الاختلاف مصادرا من المنتمين الي التنظيمات السياسية باختلاف توجهاتها ويمتلئ التاريخ القديم والحديث بمثل هذه المصادرات التي تنزع الي التصفية كعقاب للاختلاف.حتي يصل اخيرا الي ما تفجر هنا في داخل المنبر من خلال كل ما كتب حول قوات التحالف والانشقاق الذي حدث فيها. ان ثقافة التبخيس التي تحدث عنها الأخ atbarawi تمثل تجليا بسيطا لمفهوم الردة والتي تمتد من الاجتماعي البسيط الي السياسي والعقائدي.
ويبقي السؤال الذي يطرح نفسه هل مسالة الاختلاف العقائدي الفكري والسياسي او تغيير الانتماء امرا يوجب التصفية الجسدية او المعنوية.وهل حق الاختلاف مكفول للجميع. أم انه مشروط في اطار التنظيم او في اطارالعقيدة.
تري متي ستقف مساجدنا لتعترف بالخطايا التي تم ارتكابها باسم الردة وتصفية الاخرين باسم الدين.ومتي يتوقف السياسيين من مصادرة حقوق الاخرين في الاختلاف.
هل نحتاج الي نبي جديد يمتلك الشجاعة مثل البابا ( غير المعصوم ) ولا ننسي الغزوات البوردية وجيش الردة الذي يستعرض عضلاته في كل مطلع شهر جديد
" ما كانتش دي فتوي "
. .
|
|
|
|
|
|