مات جوزيف فى طريق "السودان الجديد"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 03:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-14-2007, 08:15 AM

A/Magid Bob
<aA/Magid Bob
تاريخ التسجيل: 04-23-2005
مجموع المشاركات: 224

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
مات جوزيف فى طريق "السودان الجديد"

    الميدان .. الجنوبى*
    مات جوزيف فى طريق "السودان الجديد"

    أسعدنى الظرف بالتعرف عن قرب على السياسى الجنوبى المخضرم جوزيف أدوهو أو "أونكل جو" ، كما يسميه أبناؤه الجنوبيون تحبباُ . وكان وقتها كثير التردد على مكتبة جامعة جوبا . يقلب هنا وهناك يكتب ويطالع بنهم وكأنه يسابق الزمن ، فى وقت لم يكن فيه الإطلاع فى مقدمة هموم كثير من الناس . وكانت الجنوب حتى ذلك الوقت ، على مشارف الثمانينات الماضية ، يعيش خواتم أيام الرغد الذى عاشه بعد توقيع إتفاقية أديس ، وتدفق الأمواال والإعانات . فبدت فى الأفق مناورات ، ومواجهات بين المركز والإقليم الجنوبى ، بلغت مداها بتقسيم الإقليم الجنوبى . وكان ذلك القرارا وبالاً على كل السودان وأقاليم الجنوب خاصة . ومن ثم سارت الأمور فى منعطف حاد أفضى إلى قيام أنيانيا الثانية ثم الحركة/الجيش الشعبى لتحرير السودان . وما حدث بعد ذلك معلوم للجميع .

    كان أدوهو مديد القامة ، أنيقاً فى كل الأوقاتً ، صارم القسمات ومنزوياً فى معظم الأوقات ، ولكنوراء هذه الواجهة ، يحمل فى طياته قلباً طيباً ودافئاً ، إذا إطمئن إليك . قدمتنى إلبه فى بادىء الأمرأمينة مكتبة جامعة جوبا ، ديانا روزنبرغ . وكان إبنه كزيتو من بين طلابنا فى كلية الإقتصاد والدراسات الإجتماعية. وهكذا توسلت إليه . ولازلت أحمل عنه أجمل إنطباع . كان أدوهو رجلاً مطلعاً فى التاريخ والأدب والسياسة . وقد عمل فى الأصل معلماً للغة الإنجليزية . وكذلك كان ولده كيزيتو نابهاٍ ومهذباً وأنيقاً فى آن واحد . يتحدث الإنجليزية والعربية بطلاقة . وكان من أوائل الطلبة الجنوبيين ممن إنفتحوا على زملائهم من شمال السودان .

    إنضم الأب والولد تباعاً إلى الحركة/الجيش الشعبى لتحرير السودان ،منذ تأسيسهما فى عام 1983 . وأوكلت إلى أدوهو رئاسة اللجنة السياسية للحركة الشعبية فى خضم صراعات دموية خاضتها الحركة والجيش الشعبى ضد الداعين إلى الإنفصال (صمويل قايتوت واكوت اتيم ، ووليم عبدالله شول) . وعلى عكس مايتوقع المرء إنحاز ادوهو إلى مجموعة العقيد قرنق التى تدعو للوحدة . ومعروف عن أدوهو أنه كان فيما مضى من غلاة الداعين لفصل الجنوب .

    أما كزيتو فقد سار فى خطى أبوه . فما أن أكمل دراسته فى جامعة جوبا حتى سارع بالإنضمام إلى الجيش الشعبى وقاتل ببسالة فى المعارك الأولى . غير أنه لم يحيا طويلاً ليشاهد بعينيه ثمرة نضاله المبكر . فقد عاجله الموت فى إحدى مستشفيات نيروبى ، وهو لما يزل فى ربيع أيامه . وكان موته شديد الوقع على أبوه ، الذى فجع قبل ذلك بموت زوجته ، بينما كان مع مجموعة من القادة الجنوبيين منهمكين فى وضع الترتيبات الأخيرة لإنطلاقة حركة الأنيانيا وحزب سانو .

    عمل ادوهو فى بداية حياته المهنية معلماً وتلقى تدريباً فى معهد بخت الرضا حتى عام 1956 . وكان لتوه قد أخليت ساحته من تهم جسيمة ، تحمل عقوبة الإعدام ، لإتهامه بالضلوع فى التخطيط لتمرد الوحدات الجنوبية فى حامية توريت (أغسطس 1955) . وتوريت هى معقل قبيلة اللاتوكا التى ينتمى إليها أدوهو . وربما كانت تلك الأحداث سبباً مباشراً فى تغيير مساره إلى الأبد . فقد تخلى عن مهنة التدريس ، وأنخرط فى العمل السياسى . وترشح فى الإنتخابات لبرلمان عام 1957 وفازفيها بمقعد عن شرق الإستوائية .

    فى داخل الكتلة البرلمانية الجنوبية توطدت صلاته بالأب سترنينو لوهرى وأزبونى منديرى وكانوا من غلاة المطالبين "بالفدريشن" . وهذا ما حمل أزبونى على تكوين حزب جنوبى بهذا الأسم فانتهى الأمر بتقديمه إلى محكمه جائرة ، قضت بسجنه لمدة سبع سنوات . ولم تكن محاكمة أزبونى منديرى أشد خزياً من محاكمة إيليا كوزى ، وقد كان عضواً فى البرلمان حتى وقوع إنقلاب الفريق عبود (نوفمبر 1957) . إتهم كوزى بعقد إجتماع غير مرخص . وقضت محكمة السلاطين فى غرب الإستوائية بسجنه لمدة عشر سنوات . أعلن بطلانها فى وقت لاحق رئيس القضاء سابقاً ، محمد أحمد أبورنات .

    بعد مرور عامين على إنقلاب الفريق إبراهيم عبود ، و فى ليلة عيد الميلاد تسلل أدوهو والأب سترنينو لوهرى إلى الكنغو . ولحق بهم فيما بعد وليم دينج ، والنقيب جوزيف لاقو . وأعلنوا بداية العمل المسلح باسم الأنيانيا ، وهى كلمة مركبة من عدة لهجات جنوبية وتعنى "السم الذى لا يمهل مصابه ليسترد أنفاسه" . تولى ادوهو رئاسة حركة أنيانيا ، وآلت السكرتارية إلى وليم دينج . وأختير الأب سترنينو لوهرى راعياً للحركة . ولكن أدوهو ووليم دينج لم يكونا على وفاق منذ البداية . وكانت أفكارهم حول أهداف الحركة ووسائلها غير متطابقة . فانتهى الأمربينهما إلى إتهامات ومحاززة وتخوين وإبعاد من الحركة . وعرف عن أدوهو أنه متطلع للزعامة ومشاكس وصلف . إنتهى به الأمر فى وقت لاحق إلى عزل حليفه المعتمد أقرى جادين وإلى قطيعة لم تكن فى الحسبان مع الأب الروحى لحركة الانيانيا سترنينو لوهرى ، الذى مات فى ظروف غامضة فى يوغندا .

    كان أدوهو من أشد المعارضين لتوقيع إتفاقية أديس أبابا . ومعروف أنه فى اللحظات الأخيرة قبل إتمام مراسم توقيعها سافر بصحبة قائد الأنيانيا جوزيف لاقو وعدد من المستشارين الإسرائيليين للمطالبة باستبدال الإتفاقية المعدة للتوقيع بمسودة أخرى . بدعوى أن ممثليهم فى المفاوضات لم يطلعوهم على سيرالإتفاقية وبنودها . إلا أن إمبراطور إثيوبيا وقف فى وجههم بحزم . وأمر بابعاد المستشارين الإسرائيلين من إثيوبيا .

    بعد توقيع إتفاقية أديس ، عاد ادوهو إلى جنوب السودان ، وتولى منصياً وزارياً . لم يبق فيه طويلاً . فقد ظل على موقفه المعارض للإتفاقية باعتبارها صفقة خاسرة مع حكومة نميرى . ولم يكن هو الوحيد الذى اتخذ ذلك الموقف . فسرعان ما استشرت حالات العصيان والتمرد ، وكان من بينها تمرد القوات المكلفة بحراسة مطار جوبا (1977) . وقد أحبطت المحاولة واعتقل بسببها ادوهو وصدرت بحقه عقوبة بالسجن لم يكملها تماماً . ولكن كعادته كان أدوهو شديد المراس . لا يكاد يخرج من معركة خاسرة إلا لينغمس فى معركة أخرى .

    فى حوالى عام 1987 أخذ اليأس يتسرب إليه ، بسبب خيبة الأمل فى رفقائه المناضلين القدامى فى حزب سانو . فتحول للعمل مع مجموعات الشباب الذين أقاموا عدداً من المنظمات المناهضة لحكومات الجنوب والشمال . وانتهى به الأمر إلى صفوف حركة "نام" (حركة العمل الوطنى) . وضمت هذه الحركة بعض العناصر الشيوعية من بين خريجى الجامعات المصرية ، وأنصار الإشتراكية الإفريقية "الماوية" . وأصدرت "نام" برنامجاً يدعو إلى تحرير جنوب السودان أولاً ، واتخاذها من ثم نقطة إنطلاق لتحرير شمال السودان . وأصبح لهذه الحركة أفرع وأصداء فى واو وملكال ومريدى وياى . وحسبما يروى ترتسيو أحمد وهو شيوعى قديم فان أدوهو سعى إلى إستمالة الحركة إلى معسكر الماويين السائد آنذاك فى عدد من أحزاب شرق إفريقيا ، ولكنه لم ينجح فى مسعاه . وحركة "نام" لم تعمر طويلاً بسبب تقسيم الجنوب إلى ثلاثة أقاليم .

    وكعادته لم يهدأ لجوزيف أدوهو بال . فاتجه للعمل فى المعسكر المعارض لقرار تقسيم الإقليم الجنوبى . وصار من أهم أركان "مجلس وحدة الجنوب" الذى تولى رئاستة كلمنت امبورو . وقام المجلس برفع مذكرات صريحة وشديدة اللهجة للرئيس نميرى . وتصاعدت حدة المواجهة بعد تطبيق قوانين "الشريعة الإسلامية" فى سبتمبر 1983 . وقبل ذلك بقليل تم الاعلان عن تكوين الحركة والجيش الشعبى لتحرير السودان (مايو 1983) . فكان ادوهو من أبرز السياسيين الجنوبيين القدماء الذين انضموا للحركة . وتولى فى بداية رئاسة اللجنة السياسية ، كما أوردنا من قبل ، غير أنه لم يبق فى ذلك المنصب طويلاً . ولأسباب غير معلنة حتى هذه اللحظة تم إعتقاله وسجنه لينضم إلى الرائد أروك ثون أروك وكاربينو كوانين بول اللذين اعتقلا بسبب إتهامات نسبة إليهما بخرق التعليمات السائدة فى الجيش والحركة الشعبية . لم يشفع لأنكل جوزيف تاريخه النضالى وكبر سنه وهزاله . فقضى بضع سنوات فى إحدى معتقلات الحركة فى كوكادام .

    وكما هو جوزيف ادوهو ، تمكن بطريقة ما من الهرب فى عام 1990 ولحق بمجموعة ريك مشار ولام اكول وغوردون كونج التى إنشقت عن الحركة الأم . ولم يخطر بباله مرة أن يستجم بعد كل المعارك التى خاضها ، وينشد الراحة فى خواتم أيامه . بقى فى وسط الأحراش يقاتل الخطوة بالخطوة إلى جانب الفصائل المنشقة عن الجيش الشعبى ، حتى تمت مباغتته والمجموعة التى أحاطت به من المنشقين عن الجيش الشعبى . فهرول رفاء السلاح ينشدون السلامة ، وتركوا وراءهم أكبرهم سناً ومكانة ‘أونكل‘ جوزيف ادوهو إلى جانب جرحاهم وشهدائهم . وهذا الحدث على أهميته لم يتطرق له الدكتور لام اكول فى مذكراته التى حوت أدق التفاصيل المتعلقة بالحركة والجيش الشعبى لتحرير السودان .

    الآن وقد هدأت الخواطر ، وتوحد الفرقاء داخل الحركة الشعبية ، يتعين على قادتها الكشف عن الملابسات التى اغتيل فيها جوزيف ادوهو ، وموضع قبره إذا تم دفنه آنذاك ورد إعتباره كاملاً كأحد مؤسسى الحركة السياسية فى جنوب السودان . وفى ذلك أيضاً بعض الوفاء لنضاله من أجل بناء "السودان الجديد" مع رفاقه فى قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان . فمهما اختلف الناس حول آرائه ومواقفه فى موضع ما ، فلا جدال فى أن الحركة السياسية وتطلعات الجنوبيين التى تراوحت بين الوحدة والفدريشن والإنفصال و‘السودان الجديد‘ قد تجسدت فى شخصه . وهذه بمثابة مناشدة لقيادة الجيش والحركة الشعبية .

    * نشرهذا المقال بداية فى صحيفة ‘الميدان‘ الإسبوعية . ونعيد نشره لمن لم يتثن لهم مطالعته فى الموقع الأصل !
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de