|
|
 قصه جديده (دروس خصوصيه) للقاص محمدابرهيم محمد عمر
|
محمدابراهيم محمد عمر
-إن منيراً لم يكتب درساً منذ إلتحاقه بمدرسة التفوق ..
قالت زوجتي ذلك بينما أنا أهم بمغادرة المنزل إلي مبني الشركة التي أديرها.. فقلت محاولاً التنصل من الأمر :
-لقد كانت الفكرة فكرتك.. وأنت التي قمت بنقل منير إلى تلك المدرسة بحجة أنها الافضل والاكثر تفوقاً ..
لقد كانت الفكرة بالفعل فكرتها.. وذلك عندما قرأت عن مدرسة التفوق في إعلان لها بإحدي الصحف اليومية.. وقد أصرت علي أن ينقل منير إلى تلك المدرسة.. وتحت ضغطها وإلحاحها نزلت عند رغبتها وأذنت لها بتنفيذ رغبتها بخصوص نقل منير إلى تلك المدرسة.. وقد فعلت.. والآن تفتعل مشكلة جديدة وتدعي إن منيراً لا يكتب دروسه !!..اذ تقول:
-دعك من أن الفكرة فكرتي.. وأنني من قام بنقل منير.. إن ابننا منير معرض للضياع.. لابد ان تضع حداً لهذا.. وتبحث عن حل لهذا المشكل ..
قالت ذلك وقد أحضرت كراسات إبني منير.. وتحت ضغطها المتواصل إطلعت علي كراسات إبني.. فوجدت إنه فعلاً لم يكتب شيئاً عليها منذ شهر.. وقد جعل من الكراسات لوحات لتلك الاشكال الغريبة التي يرسمها.. والتي تعكس عن موهبة فذة.. إنني أعلم إن إبني ذكي ولماح ولديه رغبة صادقة في إكتساب المعرفة وإكتساب مهارات جديدة.. لابد أن خللاً ما في المدرسة ذاتها.. إذ كان لابد من علاج الامر فيجب ان يتم علاجه من هنالك.. ان زوجتي علي حق.. لو تركت هذه الامور تسير علي هذا المنوال سيكون مستقبل ابني في كف عفريت.. وسيضيع إلى الابد.. لابد ان اضع حداً لذلك.. والان وليس بعد.. اصطحبت معي ابني علي السيارة.. وقد قررت ان أذهب به إلي ادارة المدرسة وانا في طريقي إلى عملي ..
وصلت إلى مبني المدرسة.. مدرسة التفوق الأساسية النموذجية بنين.. دخلت وإبني مكتب المدير.. وجدت معلماً في العشرينات من عمره.. سلمت عليه ثم قلت :
-أين مدير هذه المدرسة ..
قال بلا مبالاة وآلية واضحة :
-إن المدير مسافر.. يمكنني أن أقدم لك مافي وسعي إذا كنت ترغب في استفسار أو إستشارة ما.. قال ذلك ثم فتح أحد ادراج مكتبه.. وقد تكدست بالدرج أوراق النقد بإهمال.. صار يجمع الأوراق النقدية.. ويعيد ترتيبها حسب الفئة والحجم..
وقد قلت له :
-إنني هنا بخصوص إبني منير.. لقد تم نقله إليكم منذ شهر.. وهو لم يكتب درساً واحداً حتي الآن.. لا أدري ما الذي يعاني منه إبني ؟؟؟
-أبنك لا يكتب بالفعل.. وحتي لو كان يكتب دروسة أولاً بأول فإن ذلك ليس حلاً.. إن أبنك ياسيدي لايستوعب الدرس بسهولة.. ويحتاج إلي تكرار الدرس أكثر من مرة وكما تعلم أن الوقت واليوم الدراسي أضيق من أن يسمح لنا بالقاءالدرس أكثر من مرة ..
يبدو إنني فهمت تلميحه.. إذا كان إبني لايستوعب الدرس من المرة الأولي وأن الوقت واليوم الدراسي لايسمح بالتكرار أكثر من مرة.. فان الامر واضح.. لا علاج لذلك إلا الدروس الخصوصية.. هذا مايعنيه هذا المعلم بالرغم من أنه لم يقل ذلك صراحة.. لذلك قلت :
-هل تعني أن ابني يحتاج إلى درس خصوصي في مادة بعينها ؟!
-أنا لم أقل ذلك.. ولكن بما أنك قد توصلت إلى هذا بنفسك وإنك ترغب في اعطاء ابنك دروس خصوصية في مادة معينة فانني انصح بأن يكون ذلك في جميع المواد الدراسية ..
قال ذلك ثم إستمر في ترتيب الاوراق النقدية.. أن درجة مليئاً بالأرواق النقدية من فئات وقيم مختلفة.. الآن عرفت من أين أتت كل هذه الأوراق النقدية ؟!.. إنها شقاء وسهر وكدح آباء التلاميذ الذين يتعاطون الدروس الخصوصية.. تعرفت علي مهن مختلفة وكثيرة من النقود التي أراها.. من مهنة القصابة وحتي رجال الاعمال.. يبدو أن ابني هو الوحيد الذي لا يأخذ دروساً خصوصية.. بالرغم من ان وضع أبيه- المالي المريح- يسمح بذلك.. لا مانع لدي من أدفع عن دروس خصوصية له.. أن منيراً فلذة كبدي وثمرة حياتي لاشئ يغلي عليه.. ولكن مايحز في نفسي أن يحتاج إبني إلى دروس خصوصية في كل المقرر الدراسي.. وليس لأن ذلك مكلفاً وإنما لأن ذلك يعني ان إبني لايستوعب شيئاً بالرغم من أنني أعلم وأثق تمام الثقة من أن ابني ذكي ولماح ولديه رغبة صادقة وإستعداد ذهني لتلقي مهارات وخبرات جديدة.. وقد أغاظني ما قاله هذه المعلم بشدة فقلت محتجاً :
-إن إبني ذكي.. ولايمكن أن أصدق أنه لايستوعب كل المواد ويحتاج الي دروس خصوصية فيما جميعاً لفهمه.. ولكن كما قلت لك ان الوقت لايسمح بان نطرح الدرس علي كل تلميذ لوحده وبالطريقة الأقرب لفهمه..
يبدو أن لهذا المعلم الفيلسوف الكثير من الحجج والبراهين لإقناعي بان ابني يحتاج الي دروس خصوصية مكثفة في جميع المواد.. وقد تحدث هذا الفيلسوف عن أشياء كثيرة.. وقد بدأ الملل ينتابني.. وحديثه الممل مازال مستمراً.. حتي نام إبني علي حجري.. وأنا ايضاً بدأت أحس بالنعاس بالرغم من أنني إستيقظت قبل نصف ساعة من الآن !.. وقد كان حديثه يدعو للتثاؤب.. وبين اليقظةوالمنام سمعت بعضا من حديثه عن الظروف المادية الضاغطة..وعن تلوث المياه بالزرنيخ..وضجيج المدينة.. وعن موقعنا بالقرب من خط الإستواء.. وتعامد الشمس عليه مرتين في العام.. وكذلك شيئاً عن ثقب الأوزون.. وظاهرة الاحتباس الحراري.. وإنبعاثات غاز الكربون من عوادم السيارات.. وإتفاقية كيوتو.. وتراجع مستوي الذكاء عالمياً.. وان العالم صار قرية واحدة.. وعدم كفاءة المناهج المدرسية.. وعن القنوات الفضائية.. والثقافة الشرقية الذكورية.. لا أدري كيف ربط بين هذه الاشياء المختلفة وبين حاجة إبني إلى دروس خصوصية في جميع المواد الدراسية.. ولكن والحق يقال لقد ربط بين كل ذلك باقتدار.. بل كان حديثه عن ذلك سلسلاً ومرتباً ومنطقياً لدرجة الاقناع.. وبالفعل توصلت إلى قناعة بان ابني في حاجة ماسة إلى دروس خصوصية مكثفة في جميع المواد.. وقد قلت موافقاً :
-لا مانع لدي من ان يعطي ابني دروساً خصوصية في جميع المواد.. بل اطالب بذلك بشدة.. فقط احتاج لمعلمين أكفاء في جميع المواد ..
- يمكنني أن اعطي ابنك دروساً خصوصية في جميع المواد ..
-هل أنت متخصص في تدريس أكثر من مادة ؟!..
وبدلاً من أن يجيب عن السؤال مباشرة.. سلك طريقاً آخر للإجابة عن سؤالي.. وذلك بقوله :
-إننا.. أعني نحن أبناء دول العالم الثالث لدينا مشكلة في .............
فقدت صبري.. لأنني لا أرغب في سماع محاضرة طويلة مرة اخري.. يكفي ان فرغت من سماع المحاضرة السابقة قبل قليل.. إنني أعلم إن هذا الفيلسوف سيتحدث عن الخطة الإسكانية الجديدة.. والتعداد السكاني وفائدته في تقديم دوال بيانية مفيدة لمشروعات التنمية.. وعن هجرة الناس من القري الى المدن.. وقلة فرص العمل.. والظروف الصحية السيئة.. سيتحدث عن كل ذلك ثم يربط بين كل ذلك وبين إمكانية ان يعطي دروساً خصوصية لإبني في جميع المواد الدراسية.. لذلك قاطعته بسرعة :
-أنني علي عجل ياسيدي.. أنني أوافق علي ان تعطي ابني دروساً خصوصية في جميع المواد مادمت تجيد ذلك.. لذلك أرجو أن توضح ذلك بإختصار ..
فقال معترضاً وغاضبا:
ً-. سأتحدث بإيجاز.. فقط أرجو أن لا تقاطعني.. ماذا كنت أقول ؟.. بدأت أشعر بالضيق لحديث وتصرفات هذا المعلم المتفلسف.. لو تركته يبحث عن ماذا كان يقول؟.. سأفقد وقتاً أنا في حاجة إليه وربما يفتح موضوعاً جديداً عن شئ آخر.. لذلك قلت مرغماً :
-نحن أبناء دول العالم الثالث ...
فأكمل بقوله :
- ... لدينا هوس وجنون إسمه التخصص.. كل شخص منا يرغب في أن يتخصص في فرع واحد فقط من العلم.. وكأنه بذلك يقدم نفعاً لا يقدر بثمن لأمته ومجتمعه.. ولكنني أعتقد أن ماندرسه جميعاً هو مجرد تحصيل لمعارف وعلوم موجودة أصلاً.. وأننا لم نبتكر شيئاً .. ولم نضيف شيئاً لانجازات البشرية .. ومع ذلك يتبجح الواحد من بانه متخصص في فرع معين من فروع العلم .. لمجرد انه يحفظ ويلوي لسانه بكلمات ومصطلحات عن ذلك الفرع.. لا أريد ان اطيل عليك.. ان وقتك لايسمح بذلك.. وان الحديث عن التخصص وأثره علي المجتمع لن ينتهي بهذه السرعة.. قد نتحدث عن ذلك في فرصة أخري.. وأقول لك بإختصار انني اجيد تدريس جميع المواد.. مادمت معلماً فيجب ان أدرس كل المواد.. وان كان لابد من التخصص فيجب علي المعلم ان يتخصص في جميع المواد ..
حمدت الله كثيراً علي ان هذا المعلم قد فرغ من إلقاء محاضرته بهذه السرعة.. وانه موافق علي اعطاء ابني دروساً خصوصية في جميع المواد الدراسية.. وقد قال :
-إذا كنت تريد ان أبدأ الدروس مع أبنك يجب أن توقع علي العقد ..
لم أكن أعتقد أن العقود ستصحبني هنا ايضاً.. وبينما هو يبحث عن العقود في ادراج مكتبه.. اخترقت النافذة كرة قدم كان الاطفال يلعبون بها.. كنت أتوقع ان ينفجر فيهم ويضربهم ضرباً مبرحاً.. إلا انه خيب ظني .. لم يفعل سوي أن ألقي لهم بالكرة مبتسماً.. وقد ناولني العقد للإطلاع والتوقيع عليه.. قرأته جيداً فوجدته موثقاً ومصاغاً بطريقة قانونية أكثر من جيدة.. وأكثر من محكمة .. وقد تضمن أن يكون التعاقد لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد.. وان يدفع والد التلميذ أجر شهرين مقدماً.. كما أن هنالك شرط جزائي لو أن أحد الطرفين أخل بشروط العقد - قبل انتهاء فترة التعاقد القانونية- يفقد حقه المكفول له بموجب هذا العقد.. أنه مصاغ بأحكام .. وقد راقني ذلك.. وهممت بالتوقيع عليه.. لولا أن دخل تلميذ دون إستئذان.. ثم وضع شريط كاسيت علي مكتب المعلم وهو يقول :
-لقد قال لك أبي إن مادة هذا الشريط غير واضحة ومشوشة.. يجب ان تجد حلاً لذلك..
لقد صدمني ماقاله هذا التلميذ!.. لم أكن أتوقع أن تتدني العلاقة بين المعلم وتلميذه لدرجة تصل فيها إلي إستعارة واعارة الأشرطة الغنائية !.. وقد صدمني أكثر مافعله المعلم !.. إذ قام من خلف مكتبه إتجه إلى خزانة خشبية في أقصي حجرة المكتب.. فتح الخزانة ثم أخرج شريط كاسيت آخر ثم ناوله التلميذ وهو يقول :
-قل لأبيك أن يجرب هذا .. وذلك بعد أن يتأكد من جهاز التسجيل يعمل بكفاءة.. وذكره بأن لايضع الشريط علي مقربة من الاجهزة التي يصدر عنها مجالاً مغنطيسياً.. إذ ان ذلك يتسبب في تلف مادة الشريط.. وإذ لم تفلح كل هذه السبل.. عليه ان يشتري النسخة الأصلية فإنها الافضل والاضمن والاكثر نقاء ووضوحاً للصوت ..
وبعد ان إنصرف التلميذ سألت المعلم الفيلسوف :
-هل تبيع أشرطة الكاسيت الغنائية في حرم المدرسة وللتلاميذ ؟؟؟ !!!
ضحك الفيلسوف وقد إهتز جسمه الغير متناسق.. وقد بدا سخيفاً وهو يضحك.. ثم قال وقد دمعت عيناه من الضحك :
-إن أشرطة الكاسيت التي تتحدث عنها ليست أشرطة غنائية.. إنها نتاج وخلاصة مبتكرة للدروس الخصوصية.. إذ إن وقتي لايسمح بأن أعطي درساً خصوصياً لكل التلاميذ في ذات الوقت.. لذلك توصلت إلى هذه الطريقة المبتكرة.. إذ قمت بتسجيل الدروس علي أشرطة الكاسيت.. لقد كانت عملية التسجيل شاقة ومتعبة.. ولكن المعلم يحتمل الكثير من المشاق في سبيل إيصال العلم إلى التلميذ.. وإمعاناً مني في تقريب الفروق بين طبقات المجتمع المادية قد جعلت من كل نسخة أصلية الكثير من النسخ المسجلة عن النسخة الأصلية وذلك حتي لايحرم من ذلك أبناء الذين لايستطيعون ان يشتروا النسخ الأصلية.. وإن كنت لا أنصح بشراء النسخة المسجلة لكثرة عيوبها وعدم وضوح الصوت بها.. ولولا نفاذ أشرطة دروس الصف السابع لنصحتك بشرائها لإبنك ..
أدهشتني طريقة هذا المعلم في تأدية واجبه.. بالفعل الطريقة مبتكرة.. وقد تكون مفيدة.. إلا أنني لا أرغب في هذه الطريقة مادمت قيد التجربة.. ولكن قد أقبل بذلك بعد التأكد من فاعليتها.. ولكن الآن يجب ان يعطي ابني دروسه الخصوصية من المعلم مباشرة.. بل ويكون ذلك في منزلي.. حتي يمكنني ان اضعهما- المعلم وتلميذه- تحت الرقابة الصارمة.. لأنني بطبعي أفضل ان اتأكد من ان كل دينار أنفقه يصرف في البند المخصص لصرفه.. لذلك قلت :
-لا أرغب في دروس الكاسيت لإبني.. يجب أن تعطي ابنى الدروس في منزلي.. ويكون التلقي مباشرة دون أي وساط أخري..
-إذن عليك أن توقع علي العقد.. ولا مانع لدي من أن أعطى ابنك دروسه فى المنزل.. وقعت علي العقد.. وقد اعطيته شيكاً معتمداً يصرف لحامله.. بمبلغ ستين الف دينار عبارة عن أجرة لشهرين مقدماً.. سلمني نسختي من العقد.. وقد وعدني بان يفعل ذلك من الغد وفي الغد بدأ المعلم الفيلسوف في اعطاء ابني دروساً خصوصية.. وقد شددت علي زوجتي بان تحضر لهما -المعلم وتلميذه- مايطلبان من مأكل ومشرب.. وأي وسيلة أخري تعين علي أداء دوره (المعلم)... وقد صارت زوجتي تطبق وصيتي بحرفية وكفاءة تحسد عليها.. وقد كان غرضي- من أن تحضر لهما زوجتي مايطلبان- أن تمارس عليهما دور رقابي يشعران به.. ولا تشعر هي بذلك ..
وبالفعل صارت الأمور علي مايرام.. وتفرغت مرة أخري لنجاحاتي المهنية.. وقد كنت أجد متعة ولذة حقيقية في العمل.. ولكن ذلك لم يمنعني من أن ألاحظ أن تحسناً قد طرء علي خط إبني وإن كراساته قد أشرفت علي الإمتلاء.. وقد سرني ذلك فعلاً.. وضاعف سعادتي..
لولا أنني عدت ذات يوم إلي المنزل لغرض من أغراض العمل قد نسيته.. مررت بالصدفة.. بغرفة التلميذ ومعلمه.. دخلت عليهما دون أن يشعرا بذلك.. فوجدت التلميذ النجيب نائماً !!.. بينما الأستاذ الكفوء الذي يجيد تدريس كل المواد.. منكبأ علي كراسة إبني وهو يكتب ملخصاً لدرس من الكتاب!!!.. لقد ضبطتهما متلبسين بالجريمة!!.. جريمة إهداء المال دون وجه حق !!.. إنتبه المعلم النبيه لوجودي فجأة.. حاول أن يغطي علي خطأه وهو يقرأ علي أذن إبني النائم.. الدرس السابع والعشرين من كتاب الادب والقواعد.. لذلك قلت منهياً اللعبة :
-لقد إنتهي كل شئ.. لاداعي للخداع.. عليك أن تعترف بأنك قد فشلت في أداء واجبك.. وقد فقدك حقك المكفول لك بموجب العقد ..
حاول أن يبدو أنه مندمج بتدريس إبني وهو نائم.. ثم إلتفت إلي وهو يتصنع الاهتمام :
-إن هذه الطريقة طريقة مبتكرة للتدريس.. ربما تكون آخر وسيلة للتعامل مع التلميذ الذي لايستوعب الدرس بالتكرار... فعندما يدخل في النوم يكون عقله الباطن مهيئاً للتلقي وقد سقطت عنه القيود المادية والحسية التي كان يتقيد بها في عالم اليقظة ..
تركته يتحدث.. وقد تحدث كثيرا ًوعن اشياء كثيرة.. وربط بينها وبين طريقة إلقاء الدرس علي أذني أبني وهو نائم.. إلا أنني في هذه المرة لم تنطلي علي حيلة وخداعه فطردته شر طردة.. وأنا أقول :
-إذا كان الأمر كما تقول لا حاجة لإبني بالدروس الخصوصية سأقرأ كل ليلة علي أذنيه كتاباً كاملاً من كتب مقرراته الدراسية ..
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: قصه جديده (دروس خصوصيه) للقاص محمدابرهيم محمد عمر (Re: محمد عبدالغنى سابل)
|
الأخ : محمد سابل
قرأت القصة وانتهيت من قراءتها للتو. وبالتأكيد فإن لي بعض الملاحظات عليها، ولكنني لم أشأ أن أوضح هذه الملاحظات في البوست نفسه منعاً للإحراج. في الحقيقة سردية الأخ محمد إبراهيم عمر ضعيفة ويحتاج إلى أن يتعلم "الحبكة" في السرد. ثم إن اللغة يستخدمها غير مترابطة أبداً مع النص. وكذلك الفكرة. مشكلة الدروس الخصوصية هي مشكلة لا يعاني منها مجتمعنا السوداني بقدر ما تعاني منها مجتمعات أخرى، ولذا يظل الكاتب بعيداً عن قضايا المجتمع الأساسية، ولا يلامس واقعها الفعلي. يجب أن يحدد الكاتب في قصته "من هو؟" هل هو إحدى الشخصيات الناطقة؟ أم هو مجرّد راوي فقط. هذا النص لا يعطيك الإجساس بهذا الأمر فالقصة تتكلم بلسان الشخصية فعلاً ولكن هنالك تدخلات كثيرة من الراوي وكأنه عالم ببواطن الأمور
بقلم\\هشام ادم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصه جديده (دروس خصوصيه) للقاص محمدابرهيم محمد عمر (Re: محمد عبدالغنى سابل)
|
وهذا عيب أساسي في القاص، لا يفترض بالراوي أن يتدخل أبداً في القصة لا بإبداء رأي أو توضيح. كما أن ردود أفعال شخصيات القصة غير مناسبة أبداً للفعل. فردة فعل الأب عندما وجد ابنه نائماً بينما كان المدرس يكتب له دورسه ، ليس رد الفعل الطبيعي في مثل هذه المواقف. كما أنه لا يمكن أن يختزل ردة الفعل كهذا في جملة مقتضبة مثل "أغضبني ذلك" في حين أن سلوكه لا ينم فعلاً عن ذلك.
القصة محتاجة لمراجعة لا سيما في الأخطاء الإملائية الكثيرة جداً فيها. كذلك يجب أن ينتبه أكثر لصناعة الحوار ليجعله متناسباً مع الجو السردي بشكل لا يخل بالنص. فمثلاً هنالك نص حواري يقول: -إن إبني ذكي.. ولايمكن أن أصدق أنه لايستوعب كل المواد ويحتاج الي دروس خصوصية فيما جميعاً لفهمه" عندما نقرأ هذا الحوار نقول أن الأب هو من يتحدث
بقلم\\ هشام ادم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصه جديده (دروس خصوصيه) للقاص محمدابرهيم محمد عمر (Re: محمد عبدالغنى سابل)
|
ولكن إذا أكملت نفس النص الحواري تجد هذه الجملة: "ولكن كما قلت لك ان الوقت لايسمح بان نطرح الدرس علي كل تلميذ لوحده وبالطريقة الأقرب لفهمه" فلا تعرف عندها من الذي يقول هذه الجملة هل الأب أم المدرس؟ ثم تبدأ الأمور بالاختلاط عليك.
هنالك نقطة أخرى ، وهو أن الأب عندما ذهب إلى مدرسة ابنه، ذهب من أجل إيجاد حل لمشكلته أو للاستفسار عن سبب تدهور وضعه الدراسي. هذا يقتضي أن يذهب إلى المدير (الذي كان مسافراً) وعندها يصبح من الطبيعي أن يتجه مباشرة إلى "الوكيل" الذي هو بمثابة نائب المدير ، ولا أدري ما الذي جعله يذهب لهذا المدرس. وهذا أيضاً خلل في الحبكة.
هذه بعض الملاحظات بشكل عام ومبدئي وأتمنى أن ينتبه لها أخونا محمد إبراهيم محمد في المرات القادمات.
تحياتي وتقديري
بقلم\\ هشام ادم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصه جديده (دروس خصوصيه) للقاص محمدابرهيم محمد عمر (Re: محمد عبدالغنى سابل)
|
ملاحظتي الوحيدة هي:
السرد الطويل لبعض الأحداث التي لا تستحق في القصة القصيرة , ودائما ما يتم الإستفادة منها بتركها للقاريء لكي يستنبطها , وبذلك يشترك في خلق القصة نفسها ويتم ذلك بإشارات محددة إذا أراد الكاتب أن يجبر القاريء علي تخيل محدد, أو بدون تلك الإشارات إذا ترك الكاتب لكل قاريء حرية صناعة المشهد بالطريقة التي تروق له ..
فمثلا في البداية:
Quote: -إن منيراً لم يكتب درساً منذ إلتحاقه بمدرسة التفوق ..
قالت زوجتي ذلك بينما أنا أهم بمغادرة المنزل إلي مبني الشركة التي أديرها.. فقلت محاولاً التنصل من الأمر :
-لقد كانت الفكرة فكرتك.. وأنت التي قمت بنقل منير إلى تلك المدرسة بحجة أنها الافضل والاكثر تفوقاً ..
لقد كانت الفكرة بالفعل فكرتها.. وذلك عندما قرأت عن مدرسة التفوق في إعلان لها بإحدي الصحف اليومية.. وقد أصرت علي أن ينقل منير إلى تلك المدرسة.. وتحت ضغطها وإلحاحها نزلت عند رغبتها وأذنت لها بتنفيذ رغبتها بخصوص نقل منير إلى تلك المدرسة.. وقد فعلت.. والآن تفتعل مشكلة جديدة وتدعي إن منيراً لا يكتب دروسه !!..اذ تقول:
-دعك من أن الفكرة فكرتي.. وأنني من قام بنقل منير.. إن ابننا منير معرض للضياع.. لابد ان تضع حداً لهذا.. وتبحث عن حل لهذا المشكل ..
قالت ذلك وقد أحضرت كراسات إبني منير.. وتحت ضغطها المتواصل إطلعت علي كراسات إبني.. فوجدت إنه فعلاً لم يكتب شيئاً عليها منذ شهر.. وقد جعل من الكراسات لوحات لتلك الاشكال الغريبة التي يرسمها.. والتي تعكس عن موهبة فذة.. إنني أعلم إن إبني ذكي ولماح ولديه رغبة صادقة في إكتساب المعرفة وإكتساب مهارات جديدة.. لابد أن خللاً ما في المدرسة ذاتها.. إذ كان لابد من علاج الامر فيجب ان يتم علاجه من هنالك.. ان زوجتي علي حق.. لو تركت هذه الامور تسير علي هذا المنوال سيكون مستقبل ابني في كف عفريت.. وسيضيع إلى الابد.. لابد ان اضع حداً لذلك.. والان وليس بعد.. اصطحبت معي ابني علي السيارة.. وقد قررت ان أذهب به إلي ادارة المدرسة وانا في طريقي إلى عملي .. |
كان يمكن أن تختصر إلي:
Quote:
Quote: -إن منيراً لم يكتب درساً منذ إلتحاقه بمدرسة التفوق ..
قالت زوجتي ذلك بينما أنا أهم بمغادرة المنزل إلي مبني الشركة التي أديرها.. فقلت محاولاً التنصل من الأمر :
-لقد كانت الفكرة فكرتك.. وأنت التي قمت بنقل منير إلى تلك المدرسة بحجة أنها الافضل والاكثر تفوقاً ..
-دعك من أن الفكرة فكرتي.. إن ابننا منير معرض للضياع.. لابد ان تضع حداً لهذا.. وتبحث عن حل لهذا المشكل ..
قالت ذلك وقد أحضرت كراسات إبني منير فوجدت إنه فعلاً لم يكتب شيئاً عليها منذ شهر.. بل و جعل من الكراسات لوحات لتلك الاشكال الغريبة التي يرسمها.. والتي تعكس عن موهبة فذة.. إنني أعلم إن إبني ذكي ولماح ولديه رغبة صادقة في إكتساب المعرفة وإكتساب مهارات جديدة.. لابد أن خللاً ما في المدرسة ذاتها.. .. نعم زوجتي علي حق... لابد ان اضع حداً لذلك الآن.. اصطحبته معي إلي إدارة المدرسة وانا في طريقي إلى عملي .. |
|
لاحظ أنني قد حذفت ما تحته خط تماما..وفضلت أن أتركه للقاريء لكي يتخيل الطريقة التي تم بها نقل منير إلي المدرسة لأن محمد ذكر في البداية ما يوحي بذلك:
وهنا أيضا:
Quote: وصلت إلى مبني المدرسة.. مدرسة التفوق الأساسية النموذجية بنين.. دخلت وإبني مكتب المدير.. وجدت معلماً في العشرينات من عمره.. سلمت عليه ثم قلت :
-أين مدير هذه المدرسة ..
قال بلا مبالاة وآلية واضحة :
-إن المدير مسافر.. يمكنني أن أقدم لك مافي وسعي إذا كنت ترغب في استفسار أو إستشارة ما.. قال ذلك ثم فتح أحد ادراج مكتبه.. وقد تكدست بالدرج أوراق النقد بإهمال.. صار يجمع الأوراق النقدية.. ويعيد ترتيبها حسب الفئة والحجم..
وقد قلت له :
-إنني هنا بخصوص إبني منير.. لقد تم نقله إليكم منذ شهر.. وهو لم يكتب درساً واحداً حتي الآن.. لا أدري ما الذي يعاني منه إبني ؟؟؟
-أبنك لا يكتب بالفعل.. وحتي لو كان يكتب دروسة أولاً بأول فإن ذلك ليس حلاً.. إن أبنك ياسيدي لايستوعب الدرس بسهولة.. ويحتاج إلي تكرار الدرس أكثر من مرة وكما تعلم أن الوقت واليوم الدراسي أضيق من أن يسمح لنا بالقاءالدرس أكثر من مرة ..
يبدو إنني فهمت تلميحه.. إذا كان إبني لايستوعب الدرس من المرة الأولي وأن الوقت واليوم الدراسي لايسمح بالتكرار أكثر من مرة.. فان الامر واضح.. لا علاج لذلك إلا الدروس الخصوصية.. هذا مايعنيه هذا المعلم بالرغم من أنه لم يقل ذلك صراحة.. لذلك قلت :
|
يمكن أيضا أن :
Quote: وصلنا إلى مبني مدرسةالتفوق الأساسية النموذجية بنين.. دخلنا مكتب المدير.. فوجدنا معلماً في العشرينات من عمره.. سلمت عليه ثم قلت :
-أين مدير المدرسة ..
قال بلا مبالاة وآلية واضحة :
- مسافر.. يمكنني أن أقدم لك مافي وسعي إذا كنت ترغب في استفسار أو إستشارة ما.. قال ذلك ثم فتح أحد ادراج مكتبه.. وقد تكدست بالدرج أوراق النقد بإهمال.. جمعها.. وأعاد ترتيبها حسب الفئة والحجم..
وقد قلت له :
-إنني هنا بخصوص إبني منير.. لقد تم نقله إليكم منذ شهر.. وهو لم يكتب درساً واحداً حتي الآن.. لا أدري ما الذي يعاني منه إبني ؟؟؟
-أبنك لا يكتب بالفعل.. وحتي لو كان يكتب دروسة أولاً بأول فإن ذلك ليس حلاً.. إن أبنك ياسيدي لايستوعب الدرس بسهولة.. ويحتاج إلي تكرار الدرس أكثر من مرة وكما تعلم أن الوقت واليوم الدراسي أضيق من أن يسمح لنا بالقاءالدرس أكثر من مرة ..
يبدو إنني فهمت تلميحه.. فهو يقصد أن لا علاج لذلك إلا الدروس الخصوصية.. هذا مايعنيه هذا المعلم بالرغم من أنه لم يقل ذلك صراحة.. لذلك قلت :
|
في نظري أن التطويل اخذ الكثير من جمال القصة لكنه لم يضر بالمضمون ولا الخاتمة الرائعة(أعجبتني جدا)..
وكما ذكرت أعلاه فالموضوع (الدروس الخصوصية)أصبح مستشريا جدا وبصورة خطيرة مما جعل الكثير من المعلمين إهمال دورهم الرئيسي حتي ينالوا فرصة الدروس الخصوصية..كما صوره لنا القاص
محمد إبراهيم..
فالتحية له ولك محمد عبد الغني..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصه جديده (دروس خصوصيه) للقاص محمدابرهيم محمد عمر (Re: خالد الطيب أحمد)
|
الاخ محمد عبد الغنى
هذه القصة من القصص التى تصنب فى خانة الواقعية
واحداثها تشابه احداث يوم فى حياة الكثير من الناس
لكن
الاخطاء المطبعية تفسد على القارئ متعة النص
مع ذلك فالنص جاد ويعالج قضية اجتماعية اكثر حساسية هذه الايام
فانت ترى ان الرجل (البطل) او (الراوى)
مرهون لتعليم ابنه وحيده وفلذة كبده ومستقبله
لكنه مجابه فى الان نفسه بواقع غريب يتجلى فى المدرس الذى لا يهمه سوى تكديس المال
وهذه واحدة من ماسى التعليم الان يتطرق لها الكاتب بجدية تتناسب والقضية
فى تسلسل منطقى وروح كتابة هى ليست جديدة لكنها تتلامس مع واقع جديد
ففى السابق لم تكن فى المدارس دروس خصوصية
وكان التلاميذ واباؤهم فى حل من مثل هذه الفوضى التعليمية
فالمدارس الخاصة لم تكن محل احترام الاهل ولم يكن يدخلها الا الذين فاتهم قطار التعليم الحكومى
عموما
القصة صادقة ولغتها بسيطة تدخل الى قلب القارئ مباشرة
للكاتب التحية على هذه القصة ولك اخى محمد الاحترام والتقدير لانك اشركتنا فى هذا العمل الانسانى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصه جديده (دروس خصوصيه) للقاص محمدابرهيم محمد عمر (Re: محمد عبدالغنى سابل)
|
قرأت القصة، أعتقد ان السرد متماسك والحوار لم يؤثر على قوته بل بالعكس يعطيه مزيد من القوة والتماسك. كما أن القصة تعالج موضوعا مهما وهو المشاكل الكثيرة التي تكتنف العملية التعليمية حيث التعليم نفسه لم يعد متاحا للكثيرين رغم ان الكاتب لم يعالج الموضوع من هذه الزاوية مباشرة لكن معالجته في النهاية تصب في القضية نفسها.
وهذا راى القاص الرائع
احمد الملك
| |
|
|
|
|
|
|
| |
سلمى الشيخ سلامة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست