استراتيجيات العولمة وأطروحات ما بعد الحداثة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 06:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-28-2007, 10:21 AM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
استراتيجيات العولمة وأطروحات ما بعد الحداثة



    استراتيجيات العولمة وأطروحات ما بعد الحداثة

    تجد استراتيجيات العولمة أرضية ثقافية خصبة فى طروحات من يسمون بدعاة ما بعد ــ الحداثة. ذلك أن المفاهيم الأساسية لعصر الأنوار (العقل، الذات، الحرية، التقدم، الحداثة) تتعرض اليوم إلى التسفيه والنسف على يد هؤلاء الدعاة الذين باتوا يكفرون بالعقل والعقلنة، ويعتقدون أن الحقيقة لا وجود لها، أو لا يمكن معرفتها، وان الحرية ليست إلاَ وهماً، وان الإنسان الذى ابتكر من قبل مفكرى القرنين السابع عشر والثامن عشر ــ مفهوماً ــ قد مات، وان التقدم هو نتاج وعى ضال، وان التاريخ هو الآخر محض تصوَر من العبث الإمساك به.
    يرى الآن تورين فى كتابه الهام "نقد الحداثة" أن قطبى الحداثة (العقل وتحقيق الذات) هما على وشك الانفصال، وأن الحداثة بقدر ما تنتصر، تفقد قدرتها على التحرير، ويستشهد بهوركهايمر الذى يستنكر تدهور العقل الموضوعى إلى عقل أداتي، أى التحوَل من رؤية عقلانية للعالم إلى فعل تكنيكى محض. ويشعر هوركهايمر أن أفول العقل الموضوعى لا يؤدى إلاَ إلى البربرية النازية عبر أزمات مجتمع بورجوازى فاقد الاتجاه.
    وإذا كانت للأفكار هذه ما يسوغها فى إطار شروطها الموضوعية، وقد وجدت متنفسها تحت وطأة الأزمات الاقتصادية والفكرية والروحية، والنفسية فى ظل الرأسمالية العالمية، فإنها باتت تنتعش بعد سيادة مفهوم العولمة، وانهيار المعسكر الاشتراكي، وضرب واحتواء ثورات التحرر والبناءات الوطنية فى العالم الثالث، وتحريف مساراتها. وهذه الأفكار تقود حتماً إلى اليأس والعدمية، واللاثقة بالمستقبل.
    لقد أعطت العولمة للمفاهيم الإنسانية العامة مدلولات تتساوق مع أهدافها. فهى بتظاهرها تحقيق الحرية على الصعيد العالمى لا تخلق إلاَ الإنسان الممتثل لمقتضياتها، والمندمج من ضمن قطيع هائل لا حول له ولا قرار. فالرأسمالية العالمية باسم العولمة، وبما تملك من وسائل مع افتقارها لأية قيم أخلاقية تحاول أن تسحق كل من يفكر بالضد من موجهاته، وأن تقضى على إمكانيات تحقيق الذات الإنسانية بحرية، وكذلك على الوعى والحس النقديين عند الأفراد، وأخيراً على إيمان هؤلاء بقدرتهم على إحداث تغييرات عميقة فى الواقع لمصلحتهم.
    يوماً بعد آخر تتيح تقنية الاتصال فرصاً أفضل لانفتاح الثقافات بعضها على بعض وحوار الحضارات بعضها مع بعض، وتسهيل أشكال التبادل المعلوماتى والتجاري، وتهيئ مقدمات صالحة للإنسانية فى سبيل أن تتقدم وتواجه المعضلات المشتركة الخاصة بالبيئة وبالحياة الاجتماعية والاقتصادية لأبناء المعمورة كافة0 غير أن ما يحصل، فى عالمنا المعاصر، هو أن القوى الرأسمالية تستغل هذا التقدم التقنى والعلمى فى سبيل بسط نفوذها على العالم كله، من خلال الترويج لثقافة استهلاكية سطحية، وفرض صيغ للتعامل الثقافى والإعلامى ذات بعد واحد، ليكون الطرف الأقوى والرابح هو الرأسمالية بشركاتها العابرة للقارات، ومؤسساتها الإعلامية المسخرة لتحقيق مصالحها، وليكون الطرف الأضعف والخاسر مجتمعات العالم غير الغربى والتى خرجت لتوّها من مرحلة الاستعمار لتجد نفسها مطوقة ومستنزفة ومأزومة. وهكذا تعمل الرأسمالية على إدامة هذه الحالة لتجعل منها قدراً مقدّراً ليس للآخرين أى أمل للخلاص منه.
    إن مؤسسات الغرب الرأسمالى لا تبغى قطعاً، خلق عالم مثالى أساسه السلام والرفاهية والشراكة العادلة فى خيرات الكوكب0 وهى لا تريد للآخر أن يكون له دوره الإيجابى فى الإنتاج المعرفى والعلمى والتقنى والاقتصادى للعالم. بل تريد له أن يبقى متلقياً سلبياً، ومستهلكاً، على طول الخط، قابلاً أبداً، ومذعناً أبداً، وهامشياً أبداً.
    يقول أمين معلوف "سيكون مدمراً أن تعمل العولمة الجارية فى اتجاه واحد، فمن جهة هناك "المرسلون العالميون"، ومن جهة أخرى "المتلقون". من جهة "القاعدة"، ومن الجهة الأخرى "الشواذ". من جهة أخرى "المقتنعون" أن بقية العالم لا تستطيع أن تعلّمهم شيئاً، ومن جهة أخرى "المقتنعون" أن العالم لا يرغب بالاستماع إليهم أبداً .
    قد تبدو تسمية "العولمة" بريئة للوهلة الأولي، ولكننا مع تفحص الاستراتيجيات المعدّة فى المؤسسات الغربية تحت مظلتها، والتى نلمس تجلياتها يوميا فى سلوك هذه المؤسسات مع مجتمعاتها والمجتمعات الأخري، نجد كم هى مراوغة هذه التسمية وخدّاعة. فالعولمة مطروحة اليوم فى شكل آيديولوجيا وظاهرة .. آيديولوجيا لها مفاهيمها وتصوراتها وغاياتها. والظاهرة تطبع عالم ما بعد الحرب الباردة، والتى هى معطى لحزمة العوامل والمتغيرات التى تفاعلت تاريخيا بعد الحرب العالمية الثانية ووصلت ذروتها مع انهيار المعسكر الشرقي. وقد يبدو أننا مع العولمة لا نواجه مؤسسة بعينها أو دولة بعينها، وإنما شبكة معقدة من الإستراتيجيات المتوافقة، الموضوعة فى مؤسسات غربية شتي، أو خاضعة للتأثير الغربي، ولا سيما الأميركي. فالعولمة استراتيجية ذات طابع ثقافى همّها اختراق الثقافات الحية، لا بقصد إغنائها أو الانفتاح عليها، أو التحاور معها، بل من أجل تدميرها. وهى أخطبوط اقتصاد كبير القوة والوسائل يريد أن يطبق على أسواق العالم بأسره. وهى سياسة تتعاضد آلاف المؤسسات فى قارات الأرض لتوجيهها فى مسارات محددة.
    إن العولمة تعرض ثقافة الاستهلاك السريع. فهذا الرجل الذى يعود بعد ساعات العمل المضنية فى المؤسسة أو المصنع إلى شقته. وتلك المرأة المرهقة من عناء العمل فى البيت وخارجه. وذلك المراهق الضجر الذى لم يعد يدرى أى طريق يسلك نحو المستقبل، وقد غدا غامضاً و مخيفاً .. كل هؤلاء باتوا بانتظار تلك الوجبات البراقة وسهلة الهضم من البرامج التى تبثها الفضائيات وأجهزة الأعلام الأخرى المسخرة لخدمة مؤسسات العولمة، والتى تجعل من الفرد مراقباً سلبياً لا يتفاعل بوعى مع ما يجرى حقيقة فى العالم ويجد نفسه حائراً ومشوشاً أمام الفوضى التى تصور بها تلك الأجهزة وضع العالم. وهنا يكون هذا الإنسان على غير شعور منه جاهلاً إلى حد كبير ومهمّشا، ومبعداً عن القيام بأى فعل يحقق له ذاته وإنسانيته، وكما يقول أمين المعلوف فنحن "نتخيل أحياناً أننا سنستمع مع هذا العدد من الجرائد والإذاعات والتلفازات إلى عدد لا يحصى من الآراء المختلفة. ثم نكتشف إن ما يحدث هو العكس. إذ كل ما تفعله هذه الأبواق هو تضخيم الرأى السائد حالياً لدرجة أنه يطغى على أى صوت آخر، والواقع أن تدفق الصور والكلمات لا يترك مجالاً للحس النقدي. .
    هناك الآن تآمر معلن، وخفي، فى الوقت نفسه، للنكاية بالعقل البشرى وبموروثه من الخبرات والتجارب والتراكم الثقافى والمعرفي، وهدم الحدود التى أقامها هذا العقل، والقيم التى أسسها ليميز بين ما هو فى مصلحة الإنسانية وتاريخها، وما هو ضدها. ويمكن فرز محاولات لتخريب الوعى الغربى ذاته ذى الأفق الإنساني، وإدخاله فى النفق المظلم، حيث لا أثر للنظر العقلى الشفاف، وحيث الحقيقة ضائعة، وهذا ما يشخصه هابرماس بقوله: "إن الفروق والتعارضات باتت ملغومة وأكثر من ذلك متداعية، إلى درجة أنه فى الأفق الكالح والمسطّح لعالم يُدار كلياً، ويخضع للحساب والسلطة، أمسى النقد عاجزاً عن تمييز التباينات والتلوينات المزدوجة .

    بقلم / سعد محمد رحيم

    عن موقع العرب أو لاين .
    عن موقع مجلة المعلم الالكترونية
    www.almualem.net
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de