|
|
 جيشنا الهمام!!!
|
جيشنا الهمام
على ضوء الإحتفال بالعيد الثالث والخمسون للجيش السودانى حاولت أن أسترجع بذاكرتى تاريخ هذا الجيش وأستعرض إنجازاته التى أتى بها للسودان فلم أجد للأسف شيئا يمكن أن أقول عنه إنجاز للقوات المسلحة أو قوات الشعب المسلحة أو الجيش السودانى وملحقاته.
لست من الذين دخلوا أو عملوا فى صفوف الجيش السودانى لكن كان لى فيهم معارف منهم زملاء دراسة ومنهم من التيقيتهم فى مواقع عمل بجنوب السودان وغربه ومنهم من التقيتهم بعد الصالح العام وآخرين فى بلاد الإغتراب يعضون الأنامل متحسرين على أحوالهم بعد عز. بالتالى ومن خلال اللقاء بهم فى أندية او مناسبات حاولت أن أستشف منهم بعض الإشارات لإنجازات قام بها هذا الجيش فى أى مجال سواء العلمى أو التقنى أو زراعى أو صناعى. لم أجد شيئا ينسب الى الجيش السودانى.
الجيش السودانى هو الجهة الوحيدة التى لم تقاتل من أجل السودان إنما قاتل لمصلحة نفسه فى شكل انقلابات عسكرية يكون الجيش مطية لأحلام مدنيين لم يصلوا الى السلطة عبر صندوق الإنتخابات فيختصروا الطريق للوصول اليها على ظهر دبابة. والغريب أنه بعد ثلاث انقلابات لم يكتشف العسكر أنهم حصان طروادة الى السلطة لصالح غيرهم. ( خيل حماد ).
تنشأ الجيوش لسببين إما دفاعاً عن حدود الوطن و المواطن أو انتزاعا لحق مسلوب. فـأين جيشنا من هاتين المهمتين المقدستين؟ جيشنا الهمام لم يحارب يوما دفاعا عن حدودنا المخترقة لا شرقا ولا غربا ولا جنوبا ولا شمالا اللهم إلا فى الخيال. فاليوم حدودنا الشرقية وخاصة مع أثيوبيا مستباحة يدخل الأحباش الى وسط أسواقنا ويضربون مواطنينا ويحملوا البضائع على ظهور عساكر الشرطة ويعودوا بها غنائم والجيش صامت صمت القبور. تدخل القوات المصرية وتنتزع حلايب وشلاتين العزيزة من بين أيدينا والجيش كأن الأمر لا يعنيه. بل على العكس نسترضى مصر و نتذلل اليها طالبين الرضى فى كل صغيرة وكبيرة. أفريقيا الوسطى التى كان عشرة من شباب البقارة دخلوها حتى قصر جان فيدل بوكاسا ليحذروه وينذروه بزوال دولته إذا هو تمادى فى التحرش بحفرة النحاس. اليوم الجيش وقائده لا يحرك ساكنا ازاء الإستفزازات اليومية التى يقوم بها جنود أفريقيا الوسطى ضد شرطتنا فى ام دافوق. بل تسعى الدولة لإبرام إتفاقات أمنية.
لا أدرى فى المناطق الأخرى لكن فى دارفور تحول الضباط الى تجار يملكون القوة و المال. يؤخرون القطار فى الضعين حتى يبرق لهم من نيالا بإحتياجات المدينة فيشحن جزء من القطار لصالح قائد المنطقة. وخاصة مادة السكر التى تمنع الشاحنات الخاصة بالتجار الآخرين من نقله الى نيالا حتى يفرغ القطار الذى تم شحنه من الضعين.
هذا الجيش فى الحقب السابقة ومنذ الإستقلال كان هم قواده فى الجنوب ليس الحرب الأهلية بل كان همهم الأساسى الإستفادة من السلطة التى منحت لهم فى تجارة الخشب و سن الفيل ولحم الصيد وجلود الحيوانات و الزواحف. كان الطوف عندما يخرج من مدينة الى أخرى تتركز إهتماماتهم فى صيد الجاموس والزراف والفيل والنمروالتاسيح والثعابين (الأصلة) وقطع خشب التيك و المهوقنى لتغذية الأسواق بها.
تلك أمثلة من أفعال جيشنا الذى إحتفلنا بعيده الثالث والخمسون قبل أيام. لو أردنا جردة للجيش لوجدنا حصيلته صفرا (سالبا) بالمقارنة مع الجيوش الأخرى فى العالم. إن ماصرف على هذا الجيش يكفى لبناء عشر دول. كان ربع الدخل القومى يصرف لصالح القوات المسلحة وذلك على عهد الفريق عبود. ثم جاء عهد النميرى ليرتفع الى نصف دخل السودان فى بداية العهد وتزايدت الوتيرة الى أن بلغ الصرف على الجيش يوازى الميزانية المعلنة زيادات فى الرواتب وشراءاً لآليات يستخدمها الضباط فى صولاتهم الإجتماعية. ناهيك عن تجارة الديزل والبنزين. إنه جيش تدرب على الطمع فى الثراء استغلالا للسلطة. و السلب والنهب فى الحروب الداخلية فكلما قام شجار بين إمرأة و زوجها تدخل الجيش فيقتل الرجل ويستبيح المرأة ويرفع بندقيته بعلامة النصر.
الجيوش فى العالم تقدم إختراعات وأبحاث وتقنيات يستفيد منها الوطن والمواطن وتقلل بها الضغط على ميزانية الدولة. بمعنى آخر جيوش منتجة تقدم لبلادها حلولا لبعض مشاكلها. لكن جيشنا فى حالة الحرب لا يقاتل ويلجأ الى الإنقلابات وفى حالة السلم يعمل بالتجارة يبيع الوقود وقطع الغيار وفى بعض الأحيان الذخيرة.
قد أكون متجنيا فى قولى هذا، لكن هذا هو الظاهر ولم أكد أجد لهذا الجيش حسنة تغفر له مساوئه. فمن له دليل على إنجاز واحد للجيش غير الإنقلابات وتقتيل المواطنين فلينشر ما عنده ويصحح ما نحمله من ظن سىء ضد هذا الجيش. فلا أحد يقول لى معركة كرن ولا حرب العلمين فكلاهما حربان ليست للجيش فيهما باع وقد حكى عنها المعاصرون لها و أفاضوا فكانت كلها تحت اللواء الإنجليزى وقيادته. أما بطولات على عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ فكانت قبل هذا الجيش الذى عمره ثلاث وخمسون عاما. فماذا أنجز فى نصف قرن من الزمان؟.
جيش يشترى صمته بالمال فكلما قام إنقلاب زادت رواتب الجيش وعلموه أن ألد أعدائه هو المواطن السودانى. جيش يعيث فيه كل منقلب فسادا من فصل وتشريد وإعدام حتى يخاف أشجعهم فيصبح تابعا (أسد على ...). جيش كل همه الدفاع عن السلطة فى وجه المواطن وكأنما هو من المريخ أو الزهراء. جيش لا يستأسد إلا على العزل والنساء والأطفال وليته يواجههم لكن يقصفهم ويعود مدبجا التقارير بأنه هزم العدو. كانوا فى الجنوب يدخلون القرى على ظهور الدبابات وكل همهم النهب والسرقة وينسبونها الى المتمردين. وفى دارفور يسرقون الأسواق وينسبونها للمتمردين أو الجنجويد. كان كثيرا منهم يهمه خشب التيك والمهوقنى وسن الفيل التى نقلت ببواخر النقل النهرى وبيعت فى الخرطوم. جيش همه التجارة والثراء الحرام أينما توجه فإن كان لديهم غير ذلك من انجاز فليبرزوه من أصغرهم حتى قائدهم.
هذا تحدى لكل من يدعى أن هذا الجيش خدم شيئا لمصلحة السودان. أحسن ما يمكن أن يفعل بهذا الجيش هو تسريحه وليس الإحتفال به.
ابن عمر عبد الله
|
|
 
|
|
|
|
Abdlaziz Eisa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست