|
|
 قو.. أغبش...عندما .. تتمدد ..دنقلا العجوز .. عــــــارية ..على ساحل البحر الأحمر
|
(Go AGHBASH, every where...no where)
كانت المساومة ، بما فيها من مراوغة و حيل .. هي كل ما برع فيه .. فحتى عندما يبلع ريقه .. فهو يساوم .. ويراوغ .. ويماطل .. إلى أن يجف حلقه تماماً .. فتصبح بلعة الريق ذات طعم ونكهة ... مميزين للغاية ..
كان يتقرفص على الأرض ، خلف أكوام البهارات الحادقة والحبوب المختلفة .. في ألوانها وأشكالها ، بدرجة تدعو إلى التأمل ... وسط كل هذا التنوع .. الفوضوي ..بقوانينه المعقدة..المتفاعلة ..تولد لديه الإندماج التام في وظيفة .. وإناء .. الحواس ..الست... إلى حد التلاشي .. للحدود الفاصلة بين المرئي والمشموم .. والملموس .. والمسموع ... والمتذوق .. والمتوقع ..وعندما برز وجهها بهياً .. رائقاً ،.. واضح المعالم .. والحدود ..وبرقت من عينيها نظرة حمالة معاني ..خمن حدسه – لا سبيل البتة – ما عاد يثق كثيرا في حدسه المشوش.. بالروائح ذات الألوان العجيبة..والأصوات المزعجة ..روائح البهارات .. العالقة جنباً إلى جنب مع غبار الأقدام ..ترسم مسار شعاع متسرب بين شقوق الحصير..ليرسم بقعة ضوء ..تسمرت بمركزها نملة حائرة.. أو ربما أنها مبهورة ..مثل نجمة ترد بتواضع مصطنع على هتافات المعجبين...
وعلى الرغم من توقعاته الداخلية بالخيبة..المؤسسة على معطيات..لا يعيها تماما.. بدأ يمنى نفسه كثيراً .. ودون أن يكلف نفسه عناء الوقوف ..أو حتى نصب إحدى أذنيه ..دليل إهتمام متبادل.. حمر إليها تحميرة " مرفعين " عريق في دنيا المرافعين ، وكشر – مبتسماً فإفتر " ثغره الإفتراضي " عن ما تبقى من أسنانه المصفرة ، تظاهرت هي بمكر .. عريق .. بأنه ... من الصعب عليها مقاومة التطبيع مع إبتسامة كهذي " شعواء .. وواعدة بتحقيق الكثير من المصالح المتبادلة " كانت نظرتها للأمور ، بالطبع .. تستند إلى تحقيق مصالحها الذاتية ، هي فقط ولا غير ، ولكنها تعلم يقيناً بأن مصالحها الذاتية ترقد على عمق غير بعيد وراء تلك التحميرة المرافعينية ...
ودون الحاجة إلى أن تغمز برموشها المصقولة ..- لمثل هذا اليوم -... استدارت .. وهي واثقة بأنه سيأتي وراءها .. ولن تنفعه .. كل حيله ومهارته في المراوغة .. فهي لم تترك له مجالا للمساومة .. سيلحقها حتماً ...جري " دقاق " ... خلف شجيرات العشر .. المتجمهرات حول ...دفسة السوق ...
خرجت .. قطة .. وادعة ... من بين شجيرات العشر المتجمهرات . حول دفسة السوق .. تنفض يديها .. وتلعق مخالبها المطلية بالأحمر .. ببطء – تلعقها – ببطء وتأني ... وتغطي لطخة الدم الأخيرة العالقة بشفتيها .. بلمسة عاجلة من أحمر الشفاه الذي تحمله في حقيبتها .. دوماً .. لمثل هذا اليوم ..و سارت تجرجر بطنها الممتلئة فوق الرمال .. وفي عينيها نظرة بريئة .. تقول لمن لا يعرف .. مسيكين ذلك المريفعين..
وفي زمن آخر خرجت حفيدتها الرابعة أو السابعة – لا يهم - بعد الألف .. تتسكع في وسط المدينة " الداون تاون " ..حيث الكل متأنق في ملبسه .. مسرع في مشيته .. يثرثر في الموبايل .. وينفث ..دخان سيجارته.. الملون بألوان الطيف.. ويفتح باب سيارته البيئية ...ذات المقعد الوحيد ..المركونة عشوائياً ..على رصيف مشاة .. فوق ساق خشبية لأحد المتسولين.. أو في مذبلة النفايات الخالية تماماً .. ويقضم في الـ " هامبيرقر" .. ويشفط الكوكا ...الكل يفعل كل ذلك – دون استثناء - في آن معاً .. في نفس الوقت والحين .. بتناغم ديجيتالي عجيب ... فيسيل دخان السيجارة .. ملتفاً حول قطرة الكتشوب الممزوج بالمايونيز ... وتطير رائحة الدخان ..عبر الموجات الكهرومغنطيسية ..للنوكيا Y0u سيريز ...إلى دنياوات أخرى .. بعيدة .. ومتشابهة إلى حد الملل ..
.. كان خريف العام 3077م .. غزيراً على غير المتوقع .. وقد بلغ معدل تدفق الأمطار ..4 أمتار... وأحدث الكثير من الفيضانات .. على سواحل البحر الأحمر ... وغمرت مياه البحر .. شوارع دنقلة " Alajooz " ...مما أجبر سكانها إلى الإنتقال للعيش في السطوح العليا .. من بناياتهم.. ناطحة الكثبان الرملية ...
... كانت صدمة حضارية كبيرة .. لسكان القارة العجوز .. عندما كشف مركز أبحاث " ناسنا النسناسة " عن إكتشاف مخطوطة طينية قيمة ، لحضارة ما كان يعرف بدولة " ALAZ WAL" ، التي إندثرت ، تحت مياه البحر الأحمر ، ويعتقد الباحثون في الوكالة بأن الكثير من المعلومات المثيرة .. الخطيرة ، مازال مخفياً .. في منقوشات على شرائح ميكروسكوبية ، مخبأة داخل ذرات الطمي المتراكم على سواحل جزيرة " الخرتوم 3 " ... وأن أكثر الجهود التنقيبية لعلماء الحضارات البائدة .. منصب حالياً ..على البحث عن سر الرقمين المفقودين تحت أعماق البحر الأحمر " خرتوم 1 وخرتوم 2 " .. و سر جزيرة " 2 tea" .. التي غمرتها المياه .. من زمن سحيق ...بينما ..
للحديث بقية ...
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قو.. أغبش...عندما .. تتمدد ..دنقلا العجوز .. عــــــارية ..على ساحل البحر الأحمر (Re: محمد على طه الملك)
|
أقول ...بينما...
لا يوجد لدى الباحثون ..بارقة أمل في إكتشاف أي أثر للمحمية الطبيعية التي كانت تعرف بـ" الأمدوروكاني ماني " وفق ما ورد في المخطوطة الوحيدة التي عثر عليها ..والتي احتوت وصفا كاملا لتلك الحضارة الفريدة... فهي قد كانت حضارة رائدة في زمنها.. عاشت في سلام تام مع محيطها الطبيعي ..واستخدمت منتجات طبيعية مية المية .. في حياتها اليومية ..بداء من المباني الطينية مرورا بحطب الوقود .. ومياه الشرب .. المخلوطة بالطمي الخالص ..وحتى غباشة الناس .. كانت تتماشى مع لون الأرض العطشي .. وكان النيل يمد لسانه .. على مرمى حجر .. كية ..للمواسير التي بح صوتها من الشخير..ووسائط نقلها كانت تعرف بعربات الكارو .. التي تستخدم الوقود الأخضر الطبيعي ..و الذي يتم تدويره لاحقا.. بطريقة طبيعية ..والإستفادة منه ..في بناء بيوت غبشاء اللون ...وتخصيب تربة سوداء اللون ...لتنبت بندورة حمراء.. وخيارا أخضر .. وفواكه كثيرة .. لذيذة الطعم .. زكية الرائحة ...
تلك حقا كانت حضارة فريدة في نوعها .. عاشت في تناغم ووئام تامين مع زمانها .. ومكانها .. وبعد أن انتهى عمرها الإفتراضي .. أذابت نفسها ...عبر برنامج " السمارت سيلف ديستروكتشين " .. المخبأ في ريبوتها الأخير .. ذابت في تراب الأرض ... كما تذوب الشمعة المحترقة.. في بحر الشمع .. وإختلطت بطمي النيل .. وتسلقت أملاحها الذائبة .. سيقان اللالوب .. العجفاء .. في ساحل بحيرة الهجليج الأسود.. وسكبت طعماً مراً ..في حلاوة ثماره الجميلة .. طعماً مميزاً ... يختصر حكاية مدينة التراب .. وتسرب بعض مخلفاتها... عميقاً .. في جذور الأرض .. . في مهمة .. إنسانية .. سامية .. لعقد جولة مفاوضات .. أخيرة ..مع بحار النفط..لوقف النزيف الأسود..من العمق إلى سطح الأرض.. كي يتوقف النزيف الأحمر.. من سطح الأرض إلى باطنها .. كانت حضارة .. انتهى عمرها الإفتراضي .. قبل قرون طويلة .. وظلت في ذاكرة الزمان تعيش بسليقتها الطيبة .. وفرحها الأغبش .. تزاحم بنات الدنيا ..المبتبهرجات بكل زينة .. بريقها .. يصد الشمس .. في مطلعها .. تزاحمهن في مراقص الزمن ..الصاخب ... حضارة انتهت بعد انتهاء عمرها الإفتراضي .. بزمن بعيد .. وتم تدويرها كلياً - بل هي دورت نفسها بنفسها - دون أية مخلفات تضر بالبيئة .. الطبيعية ... خرجت وتركت الباب من ورائها ... " متركشاً " .. للأجيال القادمة ....
وللحديث...بقية..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قو.. أغبش...عندما .. تتمدد ..دنقلا العجوز .. عــــــارية ..على ساحل البحر الأحمر (Re: ibrahim fadlalla)
|
في تلك الليلة ... كانت تعلم جيداً ما تريد .. وتدرك بوعي كامل ... سبيل تحقيق مصلحتها الذاتية .. لتلك الليلة .. وربما للأسبوع القادم بأكمله ... فلم تبخل على نفسها بشئ .. ودللت جسدها كثيراً ...بعد أن استمتعت بجلسة تدليك .. بأفخر أنواع الدلكة " ماركة " كوشيستان " .. بعد جلسة " ساودخان" ساخنة ... فتحت كل مساماتها .. أمهلت نفسها كثيرا .. أمام المرآة .. وهي تضع آخر لمسات " الميكأب " ... بتحديد رموش العين ... واحداً بعد الآخر ... سنتها .. وصقلتها ..بعناية الجراح الماهر ... رمشا رمشاً ....تماماً كما كانت تفعل جدتها .. الرابعة أوالسابعة – لا يهم – قبل الأف ... في سوق أم دفسو ...
كانت تحميرته المرافعينية ..- هي .. هي لم تتغير - تقول الكثير ... عما يختلج في دواخله التي لم تغشاها أبدا رياح الرومنطيقية ... التي هبت للمرة الأولى على أقطار الكورة الواطاوية - كما ذكر في موسوعة " وي كبيدتنا المهرية " – في الحقبة الماقبل الماشة - كويسية .. حيث ورد أن منشأ الرياح الرومنطيقية ومنطلقها كان في نواحي إمبراطورية " Um brim bee ta " .. بثرائها الخرافي .. وفتوحاتها العلمية .. وشعبها الذي أنجز .. أروع الصروح المعمارية ... المدفونة تحت ملوحة البحر .. تقاوم كل أنواع التآكل .. سوى تأكل ذاكرة النوع المنقرض .. من الكائنات ذوات الأصوات المرتفعة والضجيج العالي.. في العصر الكتاحي الأول .. التي عرفت بـ " الإنسان"...
لم تنسى قبل أن تعدل من وضع إبتسامتها الساحرة .. المعلقة بطرف أنيابها البيضاء .. الدقيقة .. الحادة.. المصقولة بعناية كبيرة ... ليخفي بريق سحرها .. بريق شرها ... لم تنسى أن تسحب من دولاب التاريخ المنصوب قرب خزانة الأحذية ... إحدى الشخصيات التاريخية المؤثرة على مجرى الحياة البشحوانية السائدة ... داعبت بإصبعها السبابة .. أنف الكنداكة .. وغمزت بعينيها لكليوباترة .. ولكن .. لم تدم حيرتها كثيرا أمام فتنة " نانهي ..هجرم " .. وسحر " بلو بلو واشرب مويتو " .. فإختارت الأخيرة .. فهي دائما تتحيز لخياراتها الوطنية... فكانت هزت الأرداف لازمة .. لإيقاع .. الكعب العالي جداً .. على أرصفة سنتر "الهر توم" ... أمام فاست فووت .. الفار جيري ...كان ذلك ميدانها المفضل .. وساحتها المحببة .. حيث يمكن بسهولة .. تحقيق الكثير من المصالح الذاتية .. الآنية والمؤجلة .. دون كثير عناء .. أو تعب ...
ولا عجب ..فهي .. تنحدرمن سلالة كدايس بورسودان الشهيرة!! أقلت كدايس بوسودان؟!.. تلك..مدعاة لحديث آخر..سيأتي نسيجا..لوحده..فشأنها ..غاية في العجب...
وللحديث..بقية..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قو.. أغبش...عندما .. تتمدد ..دنقلا العجوز .. عــــــارية ..على ساحل البحر الأحمر (Re: ibrahim fadlalla)
|
فهي ..ولا عجب ..من سلالة كدايس بورسودان الشهيرة..كدايس بوسودان..!!.. هذه ..مدعاة لحديث آخر..سيأتي نسيجا..لوحده..فشأنها ..غاية في العجب...
إنتهى لحينه .. وللأزمان المقبلة .. هي خيوط نحو بدايات جديدة ...
خيط ..نحو ..كدايس بورسودان...
قفز ..بخفة ..ورشاقة.. من داخل الكبسولة المغناطيسية ..المثبتة بإحكام على ظهر الضفدعة.. العملاقة ...الخضراء..بعد أن أكملت نطتها .. الأخيرة ...من الشارع المقابل...من على بعد خمسين متر...من فوق المنصة الصخرية ..المنصوبة...لعبور الضفادع ...وهمدت ..تماما ..بعد هبوطها ...على الموقف الزجاجي المعد ...لتوقيف وسائل النقل ...الصغيرة.. قفز ..بخفة ..تتناقض مع ضخامة جسمه...ووقار شكله ...بشواربه المشذبة...بعناية ...عمامته الضخمة...البيضاء الناصعة...البياض..والجلباب...الواسع ..الفضفاض....والشال..ذو الخطين الأزرقين ...من أطرافه...يتخالف ...فوق كرشه ...ينام بكسل ...الأصلة التي إلتهمت ..عجلا ..حنيذا...للتو واللحظة ...تغط في سبات عميق...و أنزيماتها ...تسيل بغزارة ...للتعامل مع الزائر المسجى... في أحشائها...كان حذاؤه...من جلد ...الباندا...أبيض..ناصع البياض...ويخرج إبهام قدمه ...من فتحة عين الباندا المحاطة بهالة سوداء...داكنة السواد...دلف من باب المطعم الزجاجي الدوار...مثل أعصار صغير...بخفته المميزة..التي جعلت الباب يدور حول نفسه ..مرارا ..بحيرة كبيرة .. في قفص المدخل الزجاجي...
هالني ما رأيت...في تلك الصحوة الإعتباطية .. التي ما كان لها أن تأخذ حيزا ...في وجودي ..صحوة...في جوف ذلك الزمان البعيد الموغل في البعد...دون أن أمتلك من الأدوات المعرفية... ما يجعلني أتواصل..مع من حولي...زادت دهشتي واستغرابي ...عندما رأيت الجرسون الأنيق ...يهرول ...بعراقيه..الأحمر .. القصير..المشدود من وسطه بعصابة..خضراء..وسرواله الأسود... وطاقيته البيضاء...المنتصبة ..مثل قباب المباني ...في ذلك الزمان ..يحمل قائمة الطعام...لصاحب العمامة الضخمة ...الذي تربع في صدر المطعم...في مائدة فخمة ...تزينها باقة زهور كبيرة ...ومورقة ..بشكل يجذب الأنظار ...يبدو أنها معدة ...لكبار الزوار...إنحنى الجرسون بأدب ..مصطنع .. بل ..مبالغ فيه ..أكثر مما يجب ..إنحنى...فتدلى وجهه... بين قدميه... ...حتى أن عينيه...تلاقتا مع عيني الباندا..الذبيحة ..وجها ..لوجه .. دون أن يذرف دمعة ..إعتراف وندم واحدة... تغسل صحن جرائمة الملطخ ..بدماء بريئة...لمخلوقات كثيرة...أعطته الأمان...في غفلتها..وحيرتها..وقصر نظرها...فأودت .. بنفسها...أحذية تداس..تحت أقدام الوحوش المفترسة...
تلاقت عيناه وجها لوجه ..مع عين الباندا المسكينة التي حشر فيها الضيف الهام .. إبهام قدميه.. بقسوة..وسطوة ..تحمل الكثير من المعاني والرسائل المبطنة والصريحة .. رغم ذلك المشهد المسرحي ...للجرسون في إقعائه..الطريف ..في وجه...ومقزز في وجهه الآخر..لم يكلف صاحبنا نفسه حتى عناء رفع رأسه من وراء الصحيفة المفرودة أمام وجهه... يطالع فيها أخبار الصباح...ويلتهم العناوين الرئيسية ...بتمهل ..تمتد فيه مساحات من الهدوء...الحذر .. يفصل بينها ...هزهزة الرأس...علامة تعجب...أو ربما سخط...لا يمكنني أن أجزم بشئ ....من على هذا البعد...وبشلاقة ..أودت بي إلى مهاوى الحسرة...دفعني الفضول ...أو قل هي تلك الشلاقة ...إلى إختلاس النظر إلى عناوين الأخبار الصباحية:-
فوز ساحق ...لمرشح الحلازين ( القراقير) ..على ..الأسطون..حنك السمك...مرشح أسماك القرش....التفاصيل ..صفحة 2 ...
إنهيار...سبعة طوابق ...من مترو الأنفاق المائية.. بمحافظة ...كريمة...في تقاطع محطة ..مروي...مع محطة...النهار السعيد...
إنتشار وباء ...إلتهاب الرمش السابع للجفن العلوي....في ...ضاحية...نيالا...الوباء الفتاك ..يؤدي إلى الكثير من حالات تساقط الرموش...وفقدان ...أكوادها...الرقمية...بصورة كاملة...
كدت أقع في جوف موتتي الأولى ...مغشيا علي...من فرط الدهشة ...وهزلية الموقف.. ولوهلة ...بدا لي كأنني
أركض .. بسراويلي ...داخل أحدى مطاردات توم وجيري الشهيرة...وجسمي يأخذ أشكالا هندسية وهلامية مختلفة ...تتشكل حسب الممرات الضيقة التي أنزلق خلالها...طلبا للنجاة ....مرة ...يتفلطح رأسي ..ومرة ...يتكور...ومرة ...يسقط بين قدمي ...مثل كرة الشراب.. بكدمة واضحة ..في منتصف اليافوخ..
أشار بطرف أصبعه القصير ...المكسو بالشعر...الأسود الكثيف...يا الله ...سرت القشعريرة في ظهري...مثل طابور النمل الصباحي ...يدب..بدأب وإنتظام... فوق سلسلتي الفقرية..يحمل ...حبيبات السكر ...هل يمكن أن يكون هنالك بشر ...مكسو بالشعر لهذه الدرجة.؟؟؟ حتى من تحت طرف الجلابية ...يخرج الشعر...كثيفا...طويلا...أسودا...داكن....أشار ...وأظافره..وهي بالمخالب أشبه...طويلة ...معقوفة ...حادة ...أشار ملوحا...في الهواء... مرتين...بإصبعيه السبابة والوسطى ثم عقف سبابته...في شكل خنجر.. وسحب شيئا وهميا ..إلى الأسفل بقوة...لم أفهم شيئا ..ولا أدري ...كيف تمكن الجرسون من إلتقاط هذه الرسالة ...إلا أنه ...تقهقر.. بخفة وهدوء...ليحضر الطلبية ...مغمغما...بكلمات لم أسمعها...ولكنني..قرأت تلك الرسالة ..مع شكل جسم الجرسون المنحني في خنوع... فخرجت ..بمعنى ..السمع والطاعة...يا سيدي...وزادت بذلك حيرتي ...ودهشتي...وددت لو أن رأسي يسيل كقطرة الماء النقي..ذات نهار صائف..يسيل ..بهدوء ..تام ...من فوهة الوعي ..الكريستالي ..التي تلبستني ..نحو قاعي المظلم...الذي ألفته..نحو قاع ذلك الزمان.. الغابر...حيث أنتمي...
إنتهى لحينه .. وللأزمان المقبلة .. هي خيوط نحو بدايات جديدة ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
| |
ibrahim fadlalla
محمد على طه الملك
فيصل محمد خليل
خالد علي محجوب المنسي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست