مقتطفات من كتاب الطباشيرة والكتاب والناس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 08:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-06-2007, 08:46 PM

هلال زاهر الساداتي
<aهلال زاهر الساداتي
تاريخ التسجيل: 04-08-2007
مجموع المشاركات: 225

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
مقتطفات من كتاب الطباشيرة والكتاب والناس

    في العيلفون :
    بلدة العيلفون مدينة عريقة في المدن و تبعد مسافة ساعة بالعربة جنوب الخرطوم و يرجع وجودها الي خمسة قرون و اشهر معلم بها هو ضريح الشيخ إدريس ود الأرباب و بني فوق قبره قبة , و كان صالحا و من أولياء الله و أورد المؤرخ نعوم شقير ان الشيخ إدريس لقب بسلطان الأولياء و كان له و لذريته من بعده مكانة رفيعة عند ملوك سنار ( 1821:1505م) فكانوا يصلحون بينهم و بين كبار رعيتهم إذا اختصموا و يتشفعون عندهم في الأمور الخطيرة بل كانوا إذا طارد ملك أحد الرعية فلجأ الي حماهم رجع الملك عنه .
    و قيل لي انه كان الرجل يأخذ طوبة من حائط ضريح الشيخ و يضعها فوق جوالات الذرة في العراء فلا يقربها أو يمسها أحد و من طريف ما أورده نعوم شقير ان صاحبة الانداية ( وهي المكان الشعبي لبيع و شراب المريسة ) ما يلي : (( هذا و من عادة بائعات المريسة في العيلفون ان ترفع كل منهم راية فوق منزلها و تجلس عندها تنادي بأعلى صوتها : (( يا شيخ إدريس يا راجل الفّدة و المّدة تلحقنا و تفزعنا و تبيع لي مريستي )) فيجتمع الناس عندها فتخرج من المريسة ملئ قدر فتسقيهم اياها مجانا تصدقا عن روح الشيخ إدريس ثم تشرع في بيع الباقي بالثمن .
    و لما نقلت إليها كانت بلدة صغيرة منازلها صغيرة من الطين و بها سوق صغير و شفخانة ونقطة بوليس و بها مدرستان أوليتان للبنين و البنات و مدرسة متوسطة دينية تابعة لمصلحة الشئون الدينية و كان ابرز مبني بها هو مبني المدرسة الحكومية و منازلها , وهي مدرسة كبيرة ذات داخلية و ملحق بها ثلاث منازل للمدرسين و بيت للناظر و صهريج للماء (دونكي) علي بئر لتزويد المنازل و المدرسة بالماء , وكان بالداخلية حوالي المائتي طالب .
    كانت المدرسة مجهزة تجهيزا كاملا و مبانيها و ملحقاتها ممتازة , كما أنها كانت مزودة بالكهرباء , و لكن سبقتني سمعة المدينة , أي العيلفون , فقد كانت مشهورة بإثارة المشاكل و افتعالها مع النظار و لهم باع في التدخل فيما لا يعنيهم , وكان زميل و صديق لي ودفعتي في بخت الرضا ضحية تهمة خبيثة ألصقت به وهو ابعد الناس عن تلك الفرية الظالمة , وقد سبقني بسنوات ناظرا للمدرسة , ولقد برئ من تلك التهمة المشينة و أعيد له اعتباره و اصبح من قيادات وزارة التربية و التعليم , ولم اسلم أنا من أقاويلهم فقد بلغني انهم قالوا عني أنني شيوعي .. و علمت ان عمدة البلدة يتدخل في أمور المدرسة , وعزمت علي ان احسم الأمر معه منذ البداية . زارني العمدة في المدرسة للتعارف , و رحبت به ودار الحديث كعادة السودانيين في التعارف عن الأهل و الموطن و عن العمل السابق , ثم اخذ يسأل عن أشياء في صميم عمل المدرسة , فقلت له بحزم انه كعمدة البلد اكن له كل احترام و لكن أرجو ان لا يتدخل في إدارة المدرسة كما أنني لا أتدخل في إدارته لعموديته , و كان ردا صارما و غير متوقع وبدا عليه الامتعاض و الاستنكار وذهب ولم يرجع الي المدرسة مرة أخرى و لكنه دعاني الي الغداء بمنزله ومعي نائب الناظر , وظلت العلاقة بيننا في حدود الاحترام المتبادل . عملت بجد علي تنظيم المدرسة و احسب أنني كنت شديد الوطأة علي العاملين من مدرسين و فراشين مما تسبب في الضيق من صرامتي , ولكن كان تصرفي لصالح العمل و لصالح الطلبة .. فمما اتخذته من إجراءات أنني كونت لجنة من ثلاثة من المدرسين لاستلام الغذاءات الطازجة من المتعهد و يكتبون ملاحظاتهم في دفتر خاص يعرض علي يوميا , واخترت للجنة المدرسين الذين آنست فيهم أمانة وجدية , كما ان اللجنة تتغير يوميا فقد كان المتعهد يتلاعب في الغذاءات ومن ذلك كان يورد قطع لحم ماعز هزيل علي انه لحم ضأن , واستدعيته وطلبت منه ان يورد خروفا مذبوحا بطوله لأن كمية اللحم المقررة تعادل وزن خروف , واحتج بأن اللحم الذي يورده يكشف عليه المختص البيطري , فقلت له إذاً فليكشف البيطري علي الخروف , وقلت له انه إذا لم يتقيد بشروط العقد فإنني سأطلب من الوزارة إلغاء العقد وامتثل بتوريد خروف مقفول وارتاح بالنا من ناحية اللحم , وارتحنا أيضا من ناحية وزن ونوع الغذاءات الأخرى بواسطة لجان الاستلام التي كونتها من المدرسين . وكان أمر استلام الغذاءات موكول الي الطباخ و السفرجي قبل ذلك .. وقد فعلت أمرا آخر يتعلق بالطباخ فقد كان مبتليا بإدمان شرب الخمر واحضر معه زجاجة العرقي في المطبخ وحاكمته إيجازيا وخصمت منه 3 أيام من راتبه ولكنه لم يرتدع وكررها مرة ثانية وخصمت منه 7 أيام من راتبه وفعلها مرة ثالثة وأضاف إليها تهديد المدرس الذي ضبط الواقعة بسكين وشرع في الاعتداء عليه ولكن السفرجي واحد الأساتذة امسكوا به ونزعوا السكين منه .. وفي هذه المرة فصلته من العمل و أرسلت القرار لمدير التعليم ليصادق عليه , ولم يبت في الموضوع حتى نقلي من المدرسة بعد شهور ومن ذلك أيضا تحويل خفير المدرسة الليلي الي فراش بالنهار لانه كان بعد ان تنتهي المذاكرة ويطفئ الأنوار ويطمئن الي ان الجميع انصرف , يذهب هو بدوره الي منزله ..
    كان بالداخلية 197 تلميذا من القري القريبة والبعيدة من العيلفون , وكان عددا كبيرا منهم يخرج في نهاية الأسبوع للذهاب الي ذويهم , فكنا نستخرج الراجعة كاملة العدد ثم نطرح منها عدد الذين غادروا الي ذويهم وكمية غذاءاتهم وقيمتها بالنقود , ثم نطلب من المتعهد ان يورد بالثمن حلاوة طحينية أو بلح أو جبن نقدمه لهم في خلال الأسبوع , واستفدنا أيضا من هذا المبلغ بشراء سلك شائك عملنا به سورا حول المدرسة فقد كانت المدرسة بلا أسوار وتتجول بداخلها الأغنام و الحمير .. وفي هذا المنحي أيضا شرعنا بعمل التلاميذ والمدرسين من زرع أشجار حول سور المدرسة ..
    وطلبت من الطلبة بأن يتقيدوا بالزي المدرسي صباحاً ومساءً عند الحضور للمذاكرة , وكان الزي المدرسي يتكون من قميص أبيض وشورت كاكي , وطلب مني بعض التلاميذ أن أعفيهم من لبس الزي في المساء وأن يلبسوا بدلاً منه الجلابيب , ولما كان الشتاء قد بدأت بوادره فقد وافقت على طلبهم على الفور .
    عندما جئت إلى مدرسة العيلفون كان عدد المقبولين للثانوي لا يتجاوز الأربعة ولما أمضيت السنة بالمدرسة كان المقبولون من المدرسة بالثانوي أربعين تلميذاً ..
    تتميز البلدة بظاهرة لم أشهدها في المدن الأخرى التي عملت بها وهي أنه إذا ذهب الواحد إلى السوق أو البلد يجد كل واحد ينظر إليه حتى الجزار إذا كان يقطع في اللحم يمسك عن التقطيع ويرفع بصره لينظر إليك , وتستمر هذه الملاحظة العينية الدقيقة إلى أن تختفي من أنظارهم ! ولا أنسى أن هناك عائلات من الأفاضل في العيلفون مثل آل صبير , وعبد الكريم الأمين , ولا أنسى من فراشي المدرسة الجندي القديم الشيخ محمد الشيخ الذي يؤدي واجبه بإخلاص وتفان والذي حدثني بأنه في شبابه وكان جندياً في الدفاع الجوي أصاب بمدفعه طائرة حربية إيطالية أغارت على العاصمة في الحرب العالمية الثانية , وللمفارقة الساخرة أنه كان يذهب أول كل شهر إلى المديرية بالخرطوم ليصرف معاشه عن خدمته وكان خمسين قرشاً !
    أما جنايني المدرسة الكهل الجاك والذي وهبه الله خمسة من الإناث فقد كافح بمعاشه الضئيل وبما يكسبه من عمل النجارة في وقت فراغه أن يحسن تربيتهن ويعلمهن فصارت اثنتان منهما معلمات .. وعزمني كل منهما في رمضان في داره المتواضعة ورددت العزومة بدعوتهما وكل الفراشين بالمدرسة إلى إفطار رمضان ووجدت سعادة بالغة وأنا أخدمهم وأكرمهم في داري ..
    وقضيت سنة كاملة في العيلفون ولم أشعر بغربة مكانية وأقصد أني في مديرية الخرطوم وكنت أقضي ليل الخميس ويوم الجمعة بدارنا في أمدرمان والحلة بين الوالد والوالدة والإخوان والأخوات والأصدقاء .
    وصدر كشف التنقلات السنوي ونقلت هذه المرة إلى مدرسة الخرطوم بحري الأهلية الحكومية بمدينة الخرطوم بحري ..
    وغربت شمس بقائي بالعيلفون لتشرق من جديد على بقعة ليست غريبة على وأن كنت لا أعلم عنها الكثير ولا أرتادها إلا في المناسبات فأهل أمدرمان وهي موطني الصغير لا يعرفون الكثير خارج مدينتهم ويعرفون الخرطوم بالضرورة لارتباط مصالحهم بالعاصمة التي يوجد بها الوزارات والمصالح الحكومية , وهناك البعض الذين لم يخرجوا من أمدرمان لعدة سنوات ..
    في الخرطوم بحري :
    مدرسة الخرطوم بحري الأهلية الحكومية المتوسطة مدرسة كبيرة ذات مبان حديثة وبها ثلاثة أنهر وقد شيدت مبانيها بعد ضمها للحكومة أو وزارة التربية والتعليم ويوجد بالمدينة مدرستان متوسطتان أخريان , أولها المدرسة القديمة وهي الأهلية الحكومية فكانت تقع شرق المدينة في مدخلها من ناحية الخرطوم بعد الكوبري , وكان على أن أصل إليها عن طريق الخرطوم وفي هذه الحالة أركب مواصلتين من الموردة إلى المحطة الوسطى بالخرطوم ومنها بتاكسي طراحة إلى الخرطوم بحري وأنزل في الشارع الرئيسي عند نقطة موازية للمدرسة , ولكن العيب في هذا الطريق الأقصر أن جميع وسائل المواصلات تأتي ممتلئة من السوق الكبير بأمدرمان لأن كل وسائل المواصلات القادمة من الخرطوم تكون خالية في الصباح , ومن السوق الكبير أركب طراحة إلى المحطة الوسطى بحري ومن هناك أتخذ طراحة للخرطوم وأنزل عند الشارع الموازي للمدرسة , يعني أتخذ ثلاث مواصلات للوصول إلى المدرسة , وتحسرت على أيام الأقاليم عندما كان منزل الناظر يجاور المدرسة أو جزءاً من المدرسة في مدرسة البنات ويفصله عنه باب ..
    وجدت الوضع فريداً في تلك المدرسة فقد كان بها ثلاثة من المعلمين في درجة G أي درجة ناظر مدرسة صغيرة أو نائب ناظر في مدرسة كبيرة , فوزعت عليهم الاختصاصات واتخذت أقدمهم وظيفة نائب للناظر , وفوجئت بكثير من عدم الانضباط وقذارة المدرسة فالفصول والحوش ملئ بالأوساخ والأوراق المتطايرة والفراشين لا يؤدون عملهم وبعضهم ( يزوغ ) من المدرسة , ونفذت إجراءات صارمة فورية لفرض النظام والانضباط , واجتمعت بالمدرسين وبسطت لهم سياستي التي ستكون في إدارة المدرسة , وأنني أؤمن بالديمقراطية في العمل أي أن نتشاور جميعنا لما فيه خير العمل والتلاميذ وأنني سأنفذ سياسة الثواب والعقاب والمساءلة ولن أجامل أحداً في العمل , كما أنني اجتمعت بالفراشين وبينت لهم ما قلته للمدرسين , ولقد أتبعت القول الفعل , واستقامت الأمور .
    تتميز مدارس العاصمة بأن جل المدرسين مدربين وربما تكون هيئة التدريس كلها من المدرسين المدربين . أمر آخر سبب لي شيئاً من الضيق والحذر فقد وجدت أثنين من المدرسين يعانيان من اضطرابات عصبية ويتلقيان العلاج بمصحة الدكتور طه بعشر الاختصاصي المعروف في الأمراض العصبية والنفسية والعقلية , والمصحة قريبة من المدرسة , وعادة ما يلحق هؤلاء المرضى بالمدارس فوق العدد المقرر ويكلفون بعمل خفيف فقد قال الأطباء الأختصاصيون أن النظرة الجديدة في العلاج في محيط عملهم ولا يعزلون , وأنا أتلمس طريقي في التعامل مع هؤلاء الزملاء المبتلين أتتني محادثة تليفونية وكانت من صاحبي القديم الأستاذ دهب والذي تولي إدارة التعليم الأوسط في الوزارة , وقال لي : (( يا هلال أنا جايبلك مدرس ممتاز بس عنده شوية مرض عصبي وأنا أوصيك عليه )) فقلت له : : (( يا سيد دهب فاكرني أنا دكتور بعشر ولا شنو ؟ ده أوديه وين مع الاثنين العندى , يعني أفتح لي مستشفي ؟ )) وأطلق ضحكةً وقال لي (( أنا متأكد إنك حاتعرف تتعامل معاهم )) .. وجاء الرجل وفي الحقيقة كان هادئاً وحسناً في هندامه وعرفت أنه من الجماعة ( جماعة دهب ) أي أنه من أخوتنا الحلفاويين ورحبت به وأعطيته جدولاً به ست حصص في الأسبوع , أي حصة واحدة في اليوم وأخبرته أنه حر في مغادرة المدرسة بعد أن يدرس حصته . وبعد يومين جاء إلى المدرسة وقميصه مفتوح الصدر وخارج البنطلون , ونبهته بلطف إلى ذلك وأحتد وقال لي أنه ليس هناك أحد ينتقد لبسه , وقلت له أنا لا أنتقده ولكن كل المعلمين ينبغي أن يكونوا قدوة لتلاميذهم في سلوكهم ولبسهم خاصة داخل المدرسة وغاب اليوم التالي , وعاد وقميصه داخل البنطلون وقميصه مقفول , وحييته ولم أسأله عن تغيبه , وأما الزميل الآخر فقد كان ( مولانا ) أي أستاذ عربي ودين وكان ساكناً هادئاً لا يتكلم إلا أقل الكلام , وكان عند تصحيح أوراق الشهادة يجلس مع زميله في مكتب مقفول وحدهما فصاحبنا يحب الهدوء ولا يطيق الضجة والكلام , وقد علمت بعد نقلي من المدرسة أن مولانا خرج من منزله ولم يعد وبعد بحث طويل ومضن لم يعثر له على أثر ..
    وفي نهاية العام الدراسي حل موعد امتحان الشهادة الابتدائية والدخول للمدارس المتوسطة وكلفني مدير التعليم بأن أترأس لجنة النظام والمراقبة ال control ولجان التصحيح وأن تكون المدرسة مقراً للجنة , وذلك لكل منطقة الخرطوم بحري وكان عدد التلاميذ الجالسين للامتحان ثلاثة آلاف تلميذاً وكانت مراكز الامتحان في المدارس المتوسطة الحكومية الثلاث والتي سبق ذكرها , واستدعي ذلك ان انتقل بين المدارس الثلاث للإشراف علي سير الامتحان ولم تزودني إدارة التعليم بعربة لهذا الغرض , فاستأجرت سيارة تاكسي طيلة أيام الامتحان علي ميزانية المدرسة , واذكر أيضا ان الأظرف التي توضع فيها أوراق الإجابة نفذت ولم تزودني إدارة التعليم بالمزيد منها لنفادها لديهم أيضا , ولم أجد حلا سوي ان اشتري الأكياس الورقية التي يوضع فيها اللحم والخضراوات , وسدت الوظيفة بكفاءة ! وكان معي في الكنترول ناظرا المدرستين الحكوميتين , وانغمسنا في عمل دائم نهارا وليلا لمدة ثلاثة أسابيع حتى فرغنا من التصحيح ورصد درجات كل ممتحن , وصرنا في مرحلة استخراج النتيجة وهنا حدث ما لم يكن في الحسبان , وقبل ذلك أود ان أعطى فكرة عن عمل التصحيح , فبدءا يختار ويكلف بالمراقبة وتصحيح الامتحان المدرسون الذين حصلوا علي تقدير ممتاز في تقاريرهم السنوية وان أوراق الإجابة تنزع منها أسماء الممتحنين ويوضع بدلا منها أرقام سرية يعرفها فقط رئيس الكنترول ولا يكشف عن الأسماء إلا بعد رصد الدرجات واستخراج النتيجة , وهي عملية بالغة الدقة و الكفاءة وفي عملية التصحيح يكون هناك ثلاثة مدرسين لكل ورقة إجابة , الأول يصحح الورقة ويضع الدرجة و الثاني يراجع تصحيح الأول والدرجة والثالث يراجع مراجعة نهائية ولذلك ينتفي الخطأ أو السهو ..
    وتكلم معي تلفونيا مدير التعليم واخبرني بأن وزير التربية والتعليم أمر بأن تراجع جميع أوراق الإجابات في الامتحان مرة أخرى , وسألته عن السبب لا سيما وأننا فعلنا المستحيل لضمان سلامة إجراء الامتحان والتصحيح , واخبرني بأن الوزير بلغته إشاعة بأن هناك تسرب لورقة من أوراق الأسئلة في أحد اللجان وفي الحقيقة كان للوزير ابنان جالسين للامتحان , وكان مدير التعليم لا ينفك من الاتصال بالتلفون للسؤال عن سير الامتحان , ثم أوفد موجها ظل معنا في المكتب الي ان فرغنا من الامتحان والتصحيح , وقال لي الموجه ان مدير التعليم اخبرهم بأن من ضمن مهامهم الإشراف علي الامتحانات ولذلك أوفدهم الي مراكز الامتحانات , وكذلك زارنا من الوزارة مساعد لوكيل الوزارة .. وفي الحقيقة أصبنا بغيظ وغضب بعد المجهود المضني بدنياً وذهنياً الذي بذلناه في الأسابيع الماضية , واستدعيت رؤساء لجان تصحيح المواد المختلفة وأبلغتهم الخبر ولم أخف استيائي ولكن لا بد من تنفيذ الأمر , واكن الاستياء عاماً وبالرغم من ذلك تمت مراجعة الأوراق مرة أخرى ..
    كانت النقابة قد اتفقت مع الوزارة على مكافأة معينة للمدرسين المشاركين في أعمال الامتحان من ومراقبة وتصحيح وتصرف المكافأة فور الانتهاء من أعمال الامتحان , وجاء الموجه بالنقود وكشف بأسماء المدرسين الذي شاركوا في الامتحان واستحقاق كل منهم , وسلمني الكشف والنقود بصفتي رئيس مركز الامتحان والكنترول , وصرفت لكل واحد نصيبه من المكافأة وزميلاي وشخصي , ولحظت أن الموجه قد تلون وجهه وكلح وبان عليه الإحباط ولعله كان يتعشم أن ينال نصيباً من المكافآت , وأفهمته أن هذه النقود من حق النقابة وهي مخصصه للمدرسين ولا يحق لأحد أن يتصرف فيها , وهذا الكشف أعدته النقابة وأن إدارة التعليم اعتبرت الأشراف على الامتحان من صميم عمل الموجه , وأن كانت هناك مكافأة للموجهين فيمكن أن يدبر هذا الأمر مع إدارة الامتحانات بالوزارة والنقابة ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de