|
شركة بالخرطوم تفتقر إلى المصداقية وتعبث بمصير 350 شاباً
|
بسم الله الرحمن الرحيم شركة بالخرطوم تفتقر إلى المصداقية وتعبث بمصير 350 شاباً
لعلكم سمعتم بشركة تسمى كريستينا للملاحة ، تلك الشركة القابعة فى الطابق الأول بمبنى مجمع حراء التجاري بالسوق العربي الخرطوم ، فقد أعلنت بأحدى الصحف اليومية السيارة بأنها تحتاج لعمال بحارة للعمل على متن بواخرها خارج المياه الإقليمية وفق مجموعة من الشروط منها : أن يكون المتقدم سوداني الجنسية ، لايقل عمره عن الـ25 عاماً ولايزيد عن الـ 40 ، الحصول على الشهادة السودانية كحد أدنى ،أن يكون لائقاً طبياً وأخيراً إجتياز الدورة التدريبية بالأكاديمية البحرية السودانية " ومصروفات الدراسة على نفقة المتقدم " . المرحلة الأولى : التقديم والقبول تقدمنا لهذه الشركة وقمنا بملء إستمارة التقديم والتي إحتوت على بعض البيانات الخاصة بالمتقدمين مثل المؤهل الأكاديمي والخبرات السابقة ، برسوم قدرها (10جنيهات ) بعد ذلك أجريت معاينة شخصية للمتقدمين ، لكنها تختلف كثيراً فى شكلها ومضمونها عن المعاينات التى أجريناها أو سمعنا بها من قبل ، إذ أنها كانت عبارة عن إلقاء نظرة على مستندات المتقدم دون أسئلة أو حتى نظرة فاحصة للبنية الجسمانية أومظهر المتقدم ، مع علمنا التام بأن العمل على ظهر البواخر يحتاج لبنية متكاملة ، السيد المدير السوري الجنسية / أحمد مجد كوراني لم يسألني إلا عن المؤهل الأكاديمي الذي كنت أحمله والذي أثار فضوله وأعجبه وإندهش له بشكل واضح ، والمؤهل هو درجة البكالاريوس بمرتبة الشرف ، وبالرغم من أن لدى درجة دبلوم عالي فى تخصص آخر مختلف عن الأول إلا أني لم أشير إليه لا كتابة فى إستمارة التقديم ولابالحديث عنه أمامه فى المقابلة الشخصية ، لعلمي بأنها لن تنفعني فى شيئ فالوظيفة (عامل / بحار ) لاتستدعى درجة علمية ، المهم أنه كتب عبارة " مقبول " وعبارة "إداري " في المكان المخصص لذلك على إستمارة التقديم ، وطلب مني أن أقوم بإكمال بقية الإجراءات ،بمعنى أني قد عرفت نتيجة المعاينة وأنا داخل مكتبه ومعلوم للجميع أن ذلك غير متبع فى عُرف المعاينات . المرحلة الثانية : مرحلة الكشف الطبي : فى الحقيقة أني كنت متخوفاً من الكشف الطبي شأني فى ذلك شأن جميع السودانيين الذين يخافون من الأطباء وإكتشاف الأمراض التى بهم مثل (السكري والضغط والقلب وغيرها من الأمراض ...) المهم أنه مامن حل غير الخضوع للكشف الطبي ، وإجراء الكشف الطبي يستوجب دفع رسوم مالية قدرها(1000 جنيه) وبعد أن وفقنى الله من إستدانة المبلغ من أختى - المعلمة بالمرحلة الثانوية - دفعت المبلغ وأخذت سنداً بذلك من الإدارة المالية بالشركة ومعه إستمارة صغيرة (كعب ورقة ) Ticket مطبوعة كتبت عليها بعضاً من البيانات الشخصية للمتقدم ورقم متسلسل ووصف لمكان المعمل الذي سيتم به الكشف الطبي . ذهبت إلى المعمل الذي يبدو فى شكله متواضعاً للغاية ، وقام الفني بسحب عينة من دمي وأخبرني بأنه سيرسل النتيجة إلى الشركة بعد يومين ، فعرفت لحظتها بأن الفحص الطبي الذي دفعت مقابله كل ذلك المبلغ لايعدو سوى كونه فحصاً للإيدز وإلتهاب الكبد الوبائي ، والذي علمت فى مابعد بأنه يكلف الشركة (50جنيه فقط ) ، ظهرت نتيجة الكشف الطبي بعد ثمانية أيام والحمد لله كنت سليماً من تلك الأمراض. المرحلة الثالثة : الإستعداد للدورة التدريبية بالأكاديمية البحرية السودانية ببورتسودان : المرحلة الثالثة تستوجب على المتقدم دفع مبلغ (1000جنيه ) ليتسنى له توقيع العقد وإدراجه ضمن قائمة المسافرين لبورتسودان للدورة ، سددت المبلغ المطلوب ووقعت عقد العمل الذي ضم فحواه ستة عشر بنداً أهمها بند يُلزِم المتقدم بدفع مبلغ 500 دولار يقوم المُخدِم بإستقطاعها على شهرين فقط بعد بداية العمل ، مع العلم بأن المخدم – أحمد مجد كوراني السوري الجنسية – يُقال بأنه هو صاحب الشركة الملاحية وهو المالك لعدد 2 باخرة ووكيل لعدد 5 بواخر فكيف ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وعلمت حينها بأن الدورة قد أُحيلت من بورتسودان إلى اللاذقية بسوريا على أن تكون فى العاشر من نوفمبر ، أحضرت جواز السفر بناءاً على توجيهات الشركة لغرض التأشيرة . لكن قبل تأريخ السفر بيومين وجدت إعلاناً يُفيد بتأجيل السفر إلى يوم 15نوفمبر ، وعلمت أيضاً بأن السفر سيكون من أمام مكاتب الشركة بالسوق العربي الخرطوم ، على أن يكون الحضور فى الساعة الحادية عشر صباحاً والقيام الساعة الثانية ظهراً . المرحلة الرابعة : السفر إلى بورتسودان : هذه المرحلة كشفت لنا أمرين مهمين أولهما سوء وتخبط التخطيط والإدارة بالشركة ، ثانيهما : عدم توفر الأمانة والمصداقية فى القول والفعل من قبل إدارة الشركة ، فقد حضرنا في الزمان والمكان المحددين للسفر ولكن الشركة أخلفت وعدها ، فكان حضور البصات بعد الثانية والنصف ظهراً ، إضافة إلى أن عددها لم يكن كافياً مقارنة بعدد المتقدمين المسافرين ... وحقيقة ثار سؤال في دواخلي لماذا كل هذا العدد ؟؟؟ هل هنالك حوجة فعلية لكل هذه العمالة ؟؟؟ ولنفترض أن ذلك صحيحاً فلماذا لم تقم الشركة بتفويجهم على مراحل منعاً للخطأ وتيسيراً وتسهيلاً للمهام والواجبات الإدارية ، وقد كان لسان حال جميع المارين بالسوق العربي المشاهدين لهذا المشهد يقول ما كنت أتعجب منه وأسأل عنه نفسي . . . وقد تجاوز عدد المسافرين 350 فرداً . ساد المكان هرج ومرج شديدين لأن عدد كبير من المسافرين لم يجد له مقعداً على البصات الـ 6 ، وقد جاوز عددهم الستين فرداً ، وبعد أن زاد قلقهم وإستفسروا عن مصيرهم وعدهم السيد المدير السوداني / عبدالله ميرغني بأن هناك بص سابع قادم وبأنه ملتزم بتفويجهم مع زملائهم فى ذات اليوم . لكن تحركت البصات دون قدوم البص السابع فساد المكان إضطراب شديد حتى تدخل بعض أفراد شرطة مكافحة الشغب للحد من ذلك ، وأخل السيد المدير بإلتزامه الذي إلتزمه والذي ماكان إلا لضمان تحرك البصات الستة بسلام ثم يلتزم للبقية بإلتزام جديد وهو أن السفر سيكون يوم السبت القادم " بعد غد " . في الحقيقة أن هذه التصرفات بدأت تقلقنا وبدأ الإحساس بعدم الثقة فى هذه الشركة يتغلغل فى أعماقنا ، بعضاً من زملائنا كانت حقائبهم قد شُحنت فى البصات لكنهم لم يحالفهم الحظ فى الجلوس على مقاعد حتى تحركت البصات ، لم يكن أمام الشركة من حل سوى أن تقوم بإستئجار عربات أمجاد لتلحق بالبصات وتأتى بالحقائب ، إستغل هذه الفرصة الكثيرين حتى الذين لم تُشحن حقائبهم فلحقوا بالبصات وركبوا فيها (شماعة) خوفاً من أن لاتفى الشركة بإلتزامها ليوم السبت ... وكان مصير البصات الستة التأخير لتتحرك من سوبا صباح اليوم التالي "الجمعة " . أما بالنسبة للذين إستسلموا للأمر وعادوا إلى الخرطوم وكانوا يآملون في أن يسافروا يوم السبت الساعة العاشرة صباحاً تحركوا إلى مكاتب الشركة فى الوقت المحدد إلى أن جاءهم السيد المدير متأخراً ، وقام بحل إشكاليته المالية مع شركة بسمة المالكة للبصات ، وقد إجتمع معه المدير العام والمدير المالي والمستشار القانوني لشركة بسمة لإكمال بقية المبلغ إلا أن النقاش معهم كان حاداً وكان الصوت عالياً سمعه كل من كان بالشركة ، وقد ذكر لنا أحد المتأخرين عن السفر بأن السيد المدير قد إعتذر لهم إعتذاراً رقيقاً مستشعراً حجم الخطأ الإداري الكبير الذي إرتكبته الشركة فى حقهم ، إلا أن أحدهم وبسبب عدم الثقة فى أقوال السيد المدير طلب أن يكون الإلتزام بالسفر إلتزاماً شفوياً من قبل إدارة شركة بسمة و التى كان مديرها مايزال موجوداً ، وقد إلتزم لهم المستشار القانوني بذلك . المهم أن الله يسر لهم سفرهم ووصلوا بورتسودان فى نفس اليوم ، وتم إسكانهم مع زملائهم بفنادق ببورتسودان . صاحبت فترة الإقامة ببورتسودان الكثير من المشاكل والإخفاقات والتى من بينها : إزدحام الفنادق – توقف الوجبات – فى أحدى الفنادق تم طرد النزلاء لأسباب مالية . فمجمل المشاكل كانت مالية . طالت مدة الإقامة حتى بلغت الستة عشر يوماً دون أن تظهر الباخرة وكل المعلومات التى تصلنا معلومات مشكوك فى أمرها وفى حين آخر يتبين زيفها وعدم صدقها ، وحتى الآن نعيش على وعود ( غد وبعد غد ) ، وإنتهت تأشيرات الغالبية العظمى من المسافرين . والسيد المدير عبدالله ميرغني لم يقدم لنا شيئاً سوى الكلام المعسول والتصريحات للصحف والتى قدم فيها إعتزاراً عن أخطاءه التى إرتكبها فى حق هؤلاء الشباب ، وكأنما الإعتراف بالذنب فقط يغفر الخطيئة ويمحو وزرها ، دون وضع أي حساب أو إعتبار للحالة النفسية السيئة التى نعيشها ، وتوقفنا عن العمل وفقداننا لوظائفنا السابقة. نتمنى أن ترتقي شركة كريستينا لمستوى المسئولية وأن يكون كل فرد فيها مستشعراً لحجم الكارثة الحقيقية التى نعيشها حالياً .
أحد العمال البحارة مجهولي المصير الذين تعبث كريستينا بمشاعرهم
|
|
|
|
|
|