شعوب الدنيا كلها تعتز بتراثها وفنونها واشيائها وبصماتهاكمظهر من مظاهرالاعتزاز بالهوية والتعبير عن الانتماء الوطني وتتمسك بها وخاصة في منابعها الوطنية الاصلية اي في جغرافيتها تربة منشئها حيث النبع الاصلي واما في الخارج تبدو الصور عكس ذلك فربما المهاجر تسهم في توهين هذه الحالة بسبب حالة الشد والجذب مع ثقافة الاخر صاحب المهجر والذي غالبا ما يفرض لسانه واشياء من ثقافته وهنا معذور هذا الكائن المهاجر ان تاثر بهذه الحالة العرضية الاستثنائية وهي تمس كيانه.. ولكن المفارقة الكبرى تكمن في السودان الحالى حيث معكوسة هذه النظرية عندما نلحظ ان حالة التغريب صارت تضرب المواطن السوداني داخل جغرافيا الوطن اي في منبعه الاصلي بشكل ملحوظ في ماكله ومشربه وهندامه وسلوكه حيث تبدلت كثير من التقاليد والعادات بسبب مؤثرات داخلية وخارجية اصابت مواطن الداخل في مقتل وهي تشوه كيانه وهو غير ابه لهذا التشويه المخيف كانما الامر نوع من التقدم والرقي حين تتخلى عن هويتك وبصمتك بينما نجد مواطن المهاجر السوداني صار اكثر تمسكا باشيائه وتفاصيله السودانية حتى صار عند العودة الموسمية الى الوطن يرى نفسه غريبا في وطنه من حيث لغة تعامله ومنظومة سلوكه بل صار يبدو في اعين اهله بالداخل ( دقة قديمة) اشبه باهل الكهف وهو يحمل عملة غير صالحة التداول في داخل الوطن وهو امر محزن وسرعان ما يعجل برحيله غير اسف من الوطن الام الى الوطن المهجر عائدا من السودان الشقيق!
ماالذي اصاب الشخصية السودانية في مقتل اي في عقر هويتها وبؤرة انتمائها هل بالفعل هو منتوج الوضع السياسي الراهن ام لضعف ذاتي يعتري الشخصية السودانية وهي تخوض محكات حقيقية اي اختبارات واقعية لم تصمد امامها!؟
10-20-2009, 05:34 AM
هشام هباني
هشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة