|
محجوب عروة: أي إتجاه نسير ..؟
|
قولوا حسناً أي إتجاه نسير ..؟
محجوب عروة كُتب في: 2007-12-12
في ندوة الحريات وجائزة الشجاعة الصحفية التي أقامتها مشكورة جمعية الصحفيين الديمقراطيين مساء الأحد الماضي بجامعة الخرطوم لاحظت أن الأستاذ ياسر عرمان تحدث حديثاً موضوعياً إيجابياً حول حاضر ومستقبل الأوضاع السياسية أتفق معه إتفاقاً كاملاً .. وبدا لي أن الذين يهاجمونه من الكتاب الصحفيين لا ولم يستمعوا إليه جيداً خاصه في الفترة الاخيرة وهو يقود مع زملائه في الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني المباحثات من خلال اللجنة السداسية التي تكاد تعالج الأزمة التي نشبت بينهما. أتفق مع الاستاذ ياسر بأن المرحلة القادمة من تاريخ السودان المعاصر هي مرحلة خطيرة جداً فإما أن تقودنا الى الخروج من هذا النفق المظلم او الى مزيد من الظلام .. الى الاستقرار والسلام والتوحد والممارسة الديمقراطية السليمة والإزدهار أو العودة الى حرب لا تبقى ولا تذر .. الى فوضى عارمة وحرب شرسة وتفتت هذا الوطن الكبير ذو الثروات الهائلة والموقع الفريد او التوحد والتقدم والاستفادة من موارده .. ما علينا إلا أن نختار.. إذا إخترنا طريق السلام والتوحد والديمقراطية الراسخة والإزدهار فعلينا أن نعتمد نهج التطور المتدرج أى التطور السياسي والدستوري الحالي الذى أحدثته نيفاشا ونصلح من شأننا كله .. أحزاباً ومؤسسات وقوانين وممارسات وعلاقات إيجابية وبناء الثقة بين المكونات السياسية والإجتماعية لهذا الوطن المعطاء .. ولهذا يتعين علينا أن نقبل بإتفاقية نيفاشا ونعتمدها كأساس وإطار سياسى نبنى عليه، وموادها كمدخلات سياسية بها نكرس أوضاعاً أفضل ونحاول أن نجعل منها أساساً لتطورنا السياسي والدستوري .. بها نبني وحدة جاذبة حتى قيام الإنتخابات القادمة ثم الاستفتاء حول وضع الجنوب، ومن ثم على الجميع أن يعلموا أن قيام الإنتخابات في ظل أوضاع أكثر حرية وشفافية وعدالة ومساواة ونزاهة هي الخطوة الاولى نحو وحدة جاذبة خاصة إذا أوفى الجميع بعهد نيفاشا وأنهينا ظاهرة نقض العهود التي ما أنتجت الا حروباً أهلية شرسة وأكثر ضرراً حتى دخلنا في ما يشبه الإنتداب الدولي ونقص السيادة .. قد يقول البعض أن الإنتخابات لن تقوم وستحدث تطورات سالبة في البلاد تؤدي الى متغيرات خطيرة وواسعة ، وقد ينادى آخرون بضرورة الانتفاضة وتغيير الاوضاع رأساً على عقب وهنا يكمن الخطر فإذا حدث هذا فسيكون حتما قفزة في الظلام وقد جربنا التغيرات المفاجئة والثورات والانتفاضة فماذا حدث .. هل إستقر السودان أم توقفت الحرب الاهلية أم استدامت الديمقراطية.!؟؟ المطلوب من القوى السياسة أن تترك الجدل حول ثغرات نيفاشا والتشكك حول قيام الإنتخابات بل تعمل على قيامها وتلتف حول برنامج وطني واضح يقوم على نهج التطور التدريجي والتطور السياسي والدستوري فهذا أفضل .. والله أعلم .
|
|
|
|
|
|