|
وداعاً عمدة الأغنية الخضراء
|
إلى أهلي وأصدقائي والقاعدة العريضة من الأحباب بنادي الميرغني الرياضي بكسلا.
أعيد نشر النعي الذي كتبته بجريدة الاتحاد الإماراتية الصادرة اليوم الثلاثاء الأول من فبراير – له الرحمة ولآل العمدة الكرام- الصبر والسلوان.
في ذمة "عمدة" كسلا
انتقل إلى جوار ربه الأسبوع الماضي العمدة بابكر أحمد جعفر عمدة مدينة كسلا عن عمر يناهز السبعين. كان الفقيد نسيج نفسه دائب النشاط في مجال العمل العام – كان رياضياً مطبوعاً، تقلد منصب رئيس مجلس إدارة نادي الميرغني أمد أكبر أندية الشرق في الدوري الممتاز لمدة 30 عاماً، وصار بعدها رئيساً لمجلس الأمناء بالنادي حتى رحيله المفاجئ. كانت له علاقات متميزة بالجاليات في كسلا الأثيوبية والاريترية والهندية واليمنية، وكان يعجبهم أنا يكونوا من رعاياه الأوفياء .... وكان أيضاً رئيساً لجمعية الصداقة الهولندية – السودانية ولعب دوراً دبلوماسياً شعبياً مهماً إذ حفلت المدينة من خلال هذه الجمعية بالعديد من الانجازات التنموية التي نفذها الهولنديون بعد التوأمة بين مدينتي كسلا وأمسفورد الهولندية. وبالرغم من أنه كان عمدة بصلاحيات قضائية إلا أن مجلسه القضائي كان للصلح والوئام يدفع من ماله الخاص لحل القضايا الشخصية أحبه الجميع وارتضوا قرارة الحكيم- كان حكيماً ومضيافاً هاشاً باشا ... وواحد من ظرفاء مدينته أسوة بأخيه العمدة الأسبق جعفراً أحمد جعفر، ومن قبلهما والدهما أحمد جعفر الذي كان عمدة مدينة كسلا إبان الحرب العالمية الثانية وكان له دور مشهود مع قوات الحلفاء لإرساء النظام في المدينة الجريحة. يعتبر منصب العمدة بمدينة كسلا- الوحيد الذي لم يطاله قرار نميري عند إلغائه الإدارة الأهلية في السودان- وظل جعفر أحمد جعفر يؤدي دوره كعمدة وكان يتندر بأنه مثل عمدة لندن – أو أتلانتا- كان يجوب المدينة على ظهر حماره الأبيض بثيابه الناصعة وثوبه النظيف الذي يلتحف به متمسكاً بزي العمد من أهل البادية، يزين المجالس ويمنحها الابتسامة بظرفه وحلو معشره – هكذا أيضاً كان العمدة بابكر – أما والدهما العمدة أحمد جعفر فقد اشتهر بالصرامة والأحكام الرادعة وسمى أهل المدينة الفلفل الحار (من نوع القبانيت) بحكم (ود جعفر) ولكن خلفه من أبناء العمدة كانوا أظرف ظرفاء زمانهم خاصة أخيهم حسن الذي لم يتقلد منصب العمدة ولكنه حمل اللقب. عجل رحيل صديقه الأستاذ المحامي حسن الماحي – رئيس اتحاد الكرة ونقيب المحامين – ونائب كسلا في البرلمان إبان فترة الديمقراطية الثانية- برحيل صديقه العمدة بابكر الذي كان يحمل له وداً خاصاً، فلحق به بعد ثلاثة أسابيع ... وبفقد العمدة بابكر فقدت مدينة كسلا واحداً من أعز أبنائها ... مازار وافداً مدينة كسلا إلا كان ضيفاً عليه ... ومااحتاجت أجهزة الإعلام القومية لضيف من أهلها ليلقي الضوء عليها – إلا كان عمدتها ... إنه كشجرة ماتت وهي واقفة ولم تسقط – فقد كان حتى آخر أيامه شعلة من النشاط ... وموجوداً في كل مكان ... في المآتم والأفراح وردة كل المجالس والمنتديات. كان العمدة عمي .. وصديقي ... ونديمي وأخي ... مثلي مثل كل أبناء جيلي في المدينة التي فجعت في عمدتها ... بابكر أحمد جعفر عليه شآبيب الرحمة.
أحمد طه
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وداعاً عمدة الأغنية الخضراء (Re: أحمد طه)
|
رحم الله عمنا العمدة بابكر أحمد جعفر رحمة و اسعة و أسكنه فسيح جناته, لا شك أن كسلا حزينة جدا علي رحيل هذا الرجل و الذى يمثل قامة سامقة و علم من أعلام هذه المدينة الوادعة و برحيل العمدة و رحيل الأستاذ حسن الماحى المحامى تزداد شدة حزن كسلا على فقدانها لرموز حقبة متميزة, توالي رحيل فرسانها بدرجة يصعب على المرء معها تخيل شكل المدينة دونهم و لكن تلك سنة الحياة. تعازينا لأسرة الفقيد و لكل أهل كسلا...(و أنا لله و أنا اليه راجعون)
الأستاذ الموصلى: تحياتى
كاتب النعى هو الأستاذ أحمد طه محمد الحسن و هو عميد متقاعد و من أبناء مدينة كسلا و هو عسكرى ديمقراطى الهوى أديب, شاعر و فنان مثقف و رسام ساهم فى الحياة الأدبية و الثقافية التى أزدهرت في كسلا فى ثمانينات القرن المنصرم, بهذا التعريف يمكن أن تتعرف علي هوية صديقك أتمنى ان يكون هو من تبحث عنه ولك الود.
| |
|
|
|
|
|
|
|