|
من أوراق الجمعة (3) هجرة شعراء الحقيبة من أمدرمان إلي عروس الرمال
|
من أوراق الجمعة (3) هجرة شعراء الحقيبة من أمدرمان إلي عروس الرمال
في هذه الفترة ازدانت المدينة بكواكب طالما اضاءت ليالي أمدرمان بالغناء الجميل فجاء بهم الزمان إلي عروس الرمال ليغردوا في دوحتها استحقتهم واحتفت بهم وضمتهم إلي صدرها فحركت مكامن الابداع فيهم من جديد وانطلقت حقيبة الفن مرة أخرى تجدد شبابها في عروس الرمال. كانت مصادفة غريبة أن يلتقي في وقت واحد في مدينة الأبيض الشعراء سيد عبد العزيز وحدباي ومحمد علي الأمي وحميدة أبوعشر وكوكبة أخري سيجىء ذكرهم... التفوا حول هؤلاء وسعدوا بهم وكان أكثر القوم سعادة هو محمد عوض الكريم القرشي الذي طالما تمني لمدينته مثل هذا المجد الابداعي الشفيف .. فتحقق حلمه وكان له ما أراد. اجتمع هذا الجمع الرائع وكونوا كياناً اسموه ( جمعية اصدقاء حقيبة الفن ) ... لم يكونوا أصدقاء فقط بل كان معهم من هو من لحم ودم... اجتمع هؤلاء الأصدقاء العشاق لفن الحقيبة فاحتقنت الخلية وتقطرت شهداً ونظماً وابداعاً... كان اللقاء الأسبوعي الشامل يتم عقب صلاة الجمعة في منزل أسرة أحد الأصدقاء ويمتد الأنس والغناء والسمر إلي ما بعد منتصف الليل وكانت نخبة منهم يلتقون مساء كل يوم... أما في الخريف فكانوا يخرجون إلي وديان كردفان الجميلة ويواصلون سمرهم في الليالي القمرية في الفضاء الواقع بالقرب من جبل كرباج ويكون محور الحديث حقيبة الفن... ويطعمون المجلس بالغناء والدعابة وشعر الأخوانيات حتي وقت متأخر من الليل. للقمر في كردفان مودة خاصة مع كثبانها التي تعكس ضياءه فتمنح المكان مزيداً من جدائل الضوء الفضي الباهي... انها مدينة مدهشة حقاً تلك التي تحتفي بالقمر وتفسح في قلبها مكاناً للشعر والنغم. واوصل
|
|
|
|
|
|