|
حديث المدينه والرقابه على كتاب الاعمده
|
رقابة أمنية يومية قبلية تصادر أى عمود أو مقال للرأى يتحدث في السياسة .. وتمت مصادرة صحيفة السوداني يوم السبت من المطبعة بعد طباعتها .. تم مصادرة عمود محجوب عروة يوم الثلاثاء تم مصادرة عمود حديث المدينة يوم الاربعاء لا يمكن لكتاب الأعمدة تناول اى موضوع سياسي لأن الرقيب الذي يزرو الجريدة ليلا من جهاز الأمن يقوم بمصادرة أى عمود رأى يتحدث في السياسة.. كتاب الأعمدة تحولوا الى المواضيع الاجتماعية حديث المدينة الأربعاء 13 سبتمبر 2006
خللوووه ..!!
عادل إمام .. في مسرحيته الأروع (شاهد ماشفش حاجة..).. سرحان عبد البصير رجل (يمشى جنب الحيط).. لا علاقة له بمحركات المجتمع.. عندما رجع من العمل الى شقته وجد مجموعة غريبة من الرجال تنتظره..حاول الخروج من الشقة فأقفلوا الطريق أمامه في صمت دون أن يتحدثوا معه .. أخرج من (الكيس) الذي يحمله في يده قطعة (خيار) على سبيل الرشوة قدمها لهم ليتركوه.. فلم يفسحوا له الطريق.. أخرج (خرارايه) أخرى فلم يفتحوا له .. فدفع اليه بكل (الخيار) وأشار اليهم أن يأخذوه لكنهم ظلوا محيطين به .. وعندها رأى أن يقدم لهم آخر عرض فقال لهم وهو يشير الى الخيار ( خللوووه..) أى أصنعوا منه (مخلل) .. وبصراحة نصيحة مني لشعب السودان المجيد.. (خللوووه).. الدستور الذي ظللنا ننتظره سنين عددا .. بأحلام السودان الجديد .. ومتغيرات النظام الديموقراطي التعددي .. واتفاقية السلام في نيفاشا .. ودخول الحركة الشعبية لتحرير السودان الى دائرة الفعل الحكومي .. ثم عودة الأحزاب الأخرى بما فيها الشيوعي من المهجر السياسي .. ودخولهم الى البرلمان .. بعد كل هذا (الخيار) الذي قدمناه .. ولم يتبق لنا (خرارايه) واحده نتعشم فيها .. بعد كل هذا.. (خللوه) .. هذا الدستور ..!! ما معنى الدستور ؟؟ هذه الوثيقة التي منذ استقلالنا قبل نصف قرن ظللنا نكتبها ثم نمزقها .. دستور 56 .. ثم دستور 64 .. دستور 73 ..ودستور 98 .. ثم أخيرا الدستور الانتقالي .. ما معناه اذا كان مجرد هدر وقت في صياغته وهدر أموال تدفع للجانه التي تكتبه وتصيغه ثم تجيزه .. ثم تهدر مزيدا من الأموال في طباعته وتوزيعه والإحتفاء به .. ما معنى "الدستور" اذا كان غير ملزم لأحد .. وإذا كان القسم المغلظ باحترامه ... مجرد مراسم بروتوكولية .. تتبخر في أثير قاعة الاحتفال.. (خللوووه) إذن.. وليحكمنا السيد القانون .. وليس القانون السيد .. بلادنا في خطر .. على مرمى بوصات من الهاوية..لكن لا أحد يحس بذلك .. كنا نكتب .. ثم بدأنا نخطب .. ثم نهتف .. ثم نصرخ بأعلى صوتنا .. ولا يتغير شيء .. كقطار مسرع في قضيبه ليصافح آخر متوقف في عرض القضيب.. أكبر مصيبة قومية تهتك آمالنا في الجديد.. اننا بلد لا يظن أن الكلمة المكتوبة تستحق أكثر من تكاليف حبرها الذي كتبت.. لو أجتمعت الأمة السودانية على اختلاف ألوانها السياسية تحت سقف واحد وكتبوا بأغلظ الأيمان وثيقة تعهدوا فيها بالعهود.. لما دامت في ذاكرتهم الفاعلة الا على قدر ضجيج الاحتفاء بها.. لا خير في كثير من نجواهم السياسية.. لأن الساسة يظنون أن ما يكتب إنما كُتب ليحفظ في مكان أمين.. بعيدا عن عين الحسود التي فيها عود..وفي فمي ماء..!!
|
|
|
|
|
|