|
بصات سعادتو المبتسم ..سيناريوهات الفاتح جبرا
|
الفاتح يوسف جبرا سيناريوهات. ..بصات (سعادتو المبتسم) - إنت الليلة مالك يا (سعادتو) نومه العصرية غالباك وكلما أدخل عليك ألاقيك خاتي ايديك فوق راسك و(مصنقر)... أكيد في حاجة شاغلاك؟
- لا مافي حاجة بس قاعد أفكر في مشروع (شركة المواصلات) دي..
- وده هسع العامل ليك قلق؟؟ ما كان تكلمني من الصباح أنادي ليك (التومة) الوداعية دي ما شافت ليك قبل كده (الخيرة) بتاعت مشاريعك وشركاتك كلها.
- آآى صحي والله... خلاص ناديها على بال ما آخد ليا (دش) سريع كده.
تناولت زوجة (سعادتو) الموبايل واتصلت (بالتومة)
- الو اذيك يا التومة؟ عاملة كيف بالله؟؟
- ............................
- آآي بس عرفتيها.. عندو مشروع شاغلوا شديد وعاوزك تشوفي ليهو (الخيرة) بتاعتو.
- ...................................
- عليك الله تعالى هسه وما تتأخري.. أنا بحضر ليك (قهوتك) المظبوطة العارفاها ديك.
بعد أقل من ساعة كان (عوض) سائق (التومة) الخاص يركن العربة (الاتوس) السوداء تحت احدى الاشجار الظليلة امام مدخل فيلا (سعادتو) بينما نزلت (التومة) وهي (تصلح) من ثوبها (الشيفون) الأصلي المشجر ثم تخرج من شنطة يدها الجلدية السوداء (مراية) تنظر فيها إلى وجهها ثم تعيدها فى عُجالة إلى شنطة يدها الجلدية من جديد بينما هى (تلز) باب الفيلا وهى تلتفت إلى (عوض) قائلة:
- شغلانية خفيفة يا عوض انتظرني بس نصف ساعة وح أجي راجعة
في الهول الرئيسي الأرضي كانت زوجة (سعادتو) قد جهزت الجلسة وصلحت (العقدة)... طقم القهوة المذهب الأنيق وكأس العصير البارد المشكل.. رائحة البخور النفاثة تعبق في المكان.
قامت التومة بمصافحة زوجة (سعادتو) بالأحضان.. ثم.. ثم صافحت سعادتو.. جلست على الكرسي الوثير بينما كانت زوجة (سعادتو) تصب القهوة وتقرب منها كوب العصير المشكل.. كانت (التومة) قد أخرجت (الودع) من شنطة يدها الجلدية و(كشحت) الودع على (التربيزة) ذات الغطاء المخملي الأحمر... ثم وهي توجه الحديث نحو (سيادتو):
- انت عندك سفرة قريبة والا شنو؟
- أنحنا ما طوالي مسافرين.
- لا... لا... لا... (يا سعادتو) شوف عيني... عندك سفرة قريبة خلاص شايف (وهي تشير إلى الودع) أهو دا طريق السفر لى بره محمدك.
في هذه اللحظة تذكر (سعادتو) أنه لم يقم بوضع (البياض) فأخرج محفظته وأخرج منها ورقة فئة الخمسين الف (توريد البنك المركزي) وضعها امام ( التومة) التي (كشحت) الودع مرة أخرى.
- شنو الحاجات الكبيرة كبيرة العاوز تجيبا دي؟؟ لا أقول ليك شاحنات لا اقول ليك طيارات.. لا أقول ليك لواري.
- أيوه دي (باصات) عاوزين نجيبا نشغلها..
- والله.. والله.. البصات دي تجي وأهي (وهي تشير للودع ) الشركة اشتغلت في أمان الله.
- بالله يا (التومة) شوفيها ليا بتشتغل كويس؟
- ان شاء الله شغل حبيبك يا سعادتو... ثم التفت نحوه قائلة:
أنا كمان يا (سعادتو) ودعي دا فيهو كلام أنا قبل كده ما شفت ليك (الخيرة) لي (معاهد الكمبيوتر) المشاركنك فيها الهنود... وما شفت ليك (خيرة) شركاتك كلها؟
- والله يا (التومة) النصيحة لى الله.. كلامك كلو كان صاح في الحاجات دي وكلها نجحت.. ثم مواصلاً في (استدراك) بس يا (التومة) كدي شوفي ليا موضوع (معاهد الكمبيوتر) دي.. فيهو شوية مشاكل بتتحل؟؟؟
- (تكشح ثم بعد هنيهة) شنو موضوع الشهادات دي؟
- أصلو (الوزارة) ما اعترفت بيها.. كدي عليك الله يا التومة شوفي الموضوع دا بتحل؟
- ( تكشح): والله ووالله أكان ما اعترفو بالشهادات حقت المعاهد دي أنا ذاتي ودعي دا ما ارميهو.. القصة بس قصه (زمن) يا سعادتو... هنا تدخلت (زوجة سعادتو) قائلة وهي تخاطب (التومة).
- والله يالتومة ياختي الناس دي حاسدانا ساكت.. تصوري طلعوا إشاعة قالوا المعاهد دي ما عندها ترخيص.. وما بتدفع ضرائب وما بتدفع زكاة؟
هنا تدخل (سعادتو) لأنو عارف خشم زوجته (فالت) محولاً الحديث:
- هسع قلتي ليا يا التومة نشتري البصات دي طوالي؟
- (وهي تكشح) على مسئوليتي يا سعادتو.. (ثم وهي تنظر للودع ملياً): لكن يا سعادتو البصات دي معقول تشتروها بدون (قزاز)؟؟.. أنا شايفا ما فيها قزاز.
- لا.. أكيد يكون القزاز (منزلنو)عشان كده انتى شفتيها ما فيها (قزاز).
- الله يعلم..
كان ما قالته (التومة) بالنسبة لسعادتو هو الضوء الاخضر لقيام (مشروع المواصلات) الذي يفكر في اقامته.. فهو يعتقد فيها اعتقادا راسخاً.. استاذن (سعادتو) من (التومة) وطلع على حجرته حيث اجرى اتصالا بسكرتير مكتبه (مرسي).
- انت وين هسع يا مرسي؟؟
- ..........................................
- شوف يا مرسي بكرة أول حاجة تعملها تمشي تودي الجواز بتاعي والجواز بتاعك للسفارة (الألمانية) عشان مسافرين.
- ..........................
- ما ماشي علاج يا مرسي.. ما ماشي علاج يا مرسى.. ماشين نشتري بصات.
- .....................
- وبعدما تودي الجوازات السفارة تغشى (بنك الشعلة الإسلامى) تسحب ليك خمسين مليون من الحساب.
- ..........................
- جنيه ايه يا مرسي.. برضو ده اسمو كلام...
- .................................
- دولار أيه يا مرسي... يورو.. يورووو يا مرسي.. والشيكات عندك فى الخزنة تلقاها ممضية وجاهزة.
في صباح اليوم التالي توجه (سعادتو) إلى مكتبة كالعادة فوجد سكرتير مكتبه (مرسي) قد قام بكافة التكليفات التي طلبها منه كما قام بالحجز على إحدى سفريات طيران (لوفتهانزا) المغادرة مساء ذات اليوم إلى (ميونيخ).
بينما كانت المذيعة الداخلية لمطار (ميونيخ) تعلن عن وصول ركاب الرحلة 312 القادمين على شركة طيران (لوفتهانزا) كان (سعادتو) وسكرتيره (مرسي) قد وصلا إلى كاونتر الجوازات وهما يرتديان الزي السوداني الكامل ويحمل كل منهما شنطة سامسونيت (حجم عائلي) في يده.. وبعد أن قام موظف الجوازات بختم جوازيهما قاما بوضع (الشنطتين) على جهاز (الاشعة الكاشفة) حيث طلب منهما ضابط الجمارك بأن يقوما بفتح الشنطتين.
- قروش كتير دا كلو انت جايبو هنا ليه؟؟؟ (بالالماني طبعا)!
- والله يا خواجة الحقيقة نحنا في مأمورية.
- قروش دا كثير يجي مية مليون (يورو).. مأمورية دا يكون بتاع شنو؟
- والله في الحقيقة عاوزين نشتري لينا باصات.
- (الخواجة في استغراب) هل انتما متأكدان من أنكما مسؤولان كبيران؟ (بالالماني الفصيح) -ثم مواصلاً- طيب انت ليه ما يجيب شيك؟
- يا خواجة شيك شنو عندنا مثل بيقول (الكاش بيقلل النقاش).
ظن الخواجة (وإن بعد الظن اثم) أن هذا المبلغ الهائل من (اليوروهات الكاش) ماهي إلا أموال (مغسولة) تتبع الى احدى الجماعات الارهابية فقام على الفور بالاتصال بوحدة مكافحة الارهاب الالمانية الذي جاء مديرها في لمح البصر وهو مزود بفريق من المخبرين وخبراء الالغام والكلاب البوليسية واجهزة (اللاب توب) التي تحتوي على كل بيانات تنظيم (القاعدة) وكل الجماعات ذات الصلة بالارهاب..
نظر (سعادتو) إلى ذلك (الجيش) العرمرم فقال فى (خوف) وهو يخاطب الجميع بصوت عال:
- يا جماعة لو مما مصدقننا إتصلوا بالسفارة بتاعتنا.
بعد مسافة من الزمن قضاها (سعادتو) وهو يتخيل فى نفسه وهو يرتدى اللباس (الأحمر) ويسير عبر زنازين (غوانتاناموا) قطع عليه خياله هذا مندوب السفارة وهو يحييه:
- - إذيك يا سعادتو... مش كنتو تتصلوا تكلمونا تقولوا جايين عشان نجيكم في المطار ونعمل ليكم الترتيبات اللازمة؟
- (رد عليه سعادتو متلعثماً) والله اصلو (التومة) أقصد (القومة) جات سريعة وكدا!!
تحدث مسئولا السفارة مع مدير أمن المطار ورئيس وحدة مكافحة الإرهاب وشرحا لهما الأمر وعرفاهما بأنو (ديل) مسؤولين وجايين يشتروا بصات وإنومسألة (كونو إنو) المسؤول عندنا يشيل معاهو قروش كثيرة كدا.. دي حاجة عادية وانو (ضهريات) عربات المسؤولين عندنا فى البلد كلها مليانه (بنكنوت) من مختلف الأنواع... يعنى (بنوك متحركة).
وما أن تم التوضيح من قبل مسؤولى السفارة حتى قام الخواجة بالافراج عن (سعادتو) وسكرتيره (مرسي) وهنا تنفس سعادتو (الصعداء) وهو يقول لنفسه:
- أمانه يا (التومة) ما اتلومتي.. ما كان تقولي ليا الخواجات ح (يتعكلتو) فيكم..
فى صباح اليوم التالى كان (سعادتو) وسكرتيره (مرسي) يجلسان في بهو الفندق الفاخر وهما يرتشفان الشاي (باللبن الحليب) مع شرائح (الزبدة بالمربى) ويضعان امامهما (شنط اليورو)...
- تعرف يا مرسي الليلة (الأحد) والدلاله بتاعت البصات بتكون (قاجة)
- (فى إستغراب) يعني ما ح نشتري يا سعادتو بصات (جديدة لنج) من المصنع؟؟
- من المصنع شنو يا مرسي؟ دي ح تكون غالية.. المشوار يامرسي من (أبو حمامة) لحدت (سعد قشرة) بخمسمية جنيه.. يعنى يطلعوا تمنهم متين؟؟
استغل سعادتو والسكرتير (مرسي) تاكسيا بعد أن أشاروا للخواجة السائق بأن يذهب بهم إلى دلاله (البصات) وبعد أن وصلا وحاسبا (بتاع التاكسي) ونزلا إلى ساحة الدلالة المزدحمة اتجه نحوهما شخص قائلاً:
- أي خدمة يا سادتي؟ يبدو أنكما غريبان؟؟
- شوف يا خواجة أنحنا عاوزين لينا ذي ميه ميتين بص يكونوا بحالة جيدة يعني (إن قوودد كوندشن).
- مافي مشكلة.. بس حقي بره.
- (فى إندهاش): انتو كمان يا خواجة بتعرفوا (حقي بره)؟؟
- خواجة شنو يا زول أنا سوداني بس قاعد هنا من سنه 69 لمن (لوني فتح).. وشغال هنا سمسار.
- طيب وكت بقيت بلدياتنا ما فيش مشكلة.
غاب (أخونا) السمسار بضع دقائق وعاد ومعه (خواجة) قال إن لديه كمية تكفي من البصات بالمواصفات المطلوبة.. هبوا جميعا لرؤية البصات التي كانت بحالة جيدة جداً.. وبعد أن قام (سعادتو) باختيار بعض البصات (عشوائيا) وجلس على كرسي السائق وقام بعمل (تيستا).. جلس في ضل الضحى (الالماني) و(إ ت ق ل ق ل) و(ا ت ق ل ق ل و ا) معاهو الخواجات.
- أها هسع البيعة دي بتدونا ليها تسليم هنا بي كم يا خواجة؟
- والله شوف سعادتك نحنا كلام بتاعنا واحد.. عايزين في البص الواحد ميتين الف يورو وانتو قلتو عاوزين ميتين بص يعني المجموع يكون أربعين مليون يورو.
في هذه الأثناء احضرت ست الشاي (الالمانية) صينية الشاي ووضعتها في الأرض أمامهم.
- شوف يا خواجة أنحنا عشان مستعجلين راجعين وما عندنا زمن للكلام الكتير.. نحنا بنديكم في البص مية وخمسين ألفا.
- كلام دا ما يجي.. فرق دا كبير.. هنا تدخل (السمسار).
- يا جماعة الخير (الفرقة) دي ما كبيرة بيناتكم علي بالطلاق ثلاثة يا جماعة تقسموها بيناتكم.
وهنا (طنطن) الخواجة (وطنطن سعادتو) ولكن قبلو بالامر الواقع حيث خاطب (سعادتو) مرسي قائلا:
- خلاص يا مرسي عد للجماعة ديل (تمنية وتلاتين مليون) واخذ الجميع يعدون (في اليوروهات) ثم بعد الانتهاء من عملية العد قام سعادتو بمخاطبة الخواجة:
- أها ديي يا خواجة القروش.. عدهم ثاني عشان تتأكد.
- لا مافي مشكلة.. مافي مشكلة.
- أقيف.. نعمل ليك فاتورة.
- فاتورة شنو يا خواجة؟ لا مافي داعي نحنا بحاسبنا رب العالمين بعدين.. حساب الدنيا دي خليهو.
قبل أن يغادر (سعادتو) المكان أدخل يده فى جيبه و(غمت) للسمسار (رزمة) يوروهات نظر إليها السمسار فى إزدراء وهو يقول:
- عطية المزين دي يا سعادتو هناك فى دلالة (الصحافة) هنا القانون بيقول حقي 5%...
وهنا أسقط فى يد (سعادتو) فقام بتنبيه (مرسي) بأن يقوم بإعطاء السمسار نصيبه ففتح (مرسي) الشنطة وأخذ فى العد مجدداً!!
بعد أسابيع قليلة تم وصول البصات إلى ميناء بورتسودان حيث تم استقبالها رسمياً حيث سارت فى (كنفوي) صوب العاصمة، حيث قام هنالك المواطنون باللإصطفاف على جانبي الطريق مبتسمين فرحين لإنتهاء محنة (المواصلات) اليومية التى يعيشونها. قام (سعادتو) إحتفالاً بوصول البصات بعمل (كرامة) ذبحت فيها الذبائح ومدح فيها المادحون وأنشد فيها المنشدون وقد حضرها عدد من كبار المسؤولين وتجار العملة ووجهاء البلد.
إنتظر المواطنون شهرا.. وشهرين.. وثلاثة ولم يظهر بص من بصات (سعادتو) على الطريق... قامت إحدى الصحافيات النشطات بعدة محاولات لإستنطاق (سعادتو) حول هذا التأخير (وبعد محاولات عديدة) إستطاعت أن تجرى معه حواراً صحفياً..
- المواطنون منتظرون يا سعادتك البصات الجديدة.
- البصات الجديده ياتا؟؟؟
- الأنتو مشيتو جبتوها من ألمانيا قبل عدة أشهر.
- أيوااا.. أصلو فى الحقيقه البصات دي لقيناها تعبانة وما بتستحمل الحفر والمطبات بتاعت الشوارع بتاعتنا دي.
- (فى إستغراب) وإنتو ما وديتو معاكم خبير ليه؟؟
- خبير شنو (مرسي) مدير مكتبي دا قايلاهو قبل 89 كان شغال شنو؟؟؟ ما ميكانيكى؟؟ علي باليمين يفك ليك البص (تحت الشجرة) صامولة صامولة ويربطو!!
- أها يعني (ملايين) وضاعت؟؟
- لا... تضيع كيف وأنحنا قاعدين.. أنحنا بعناها لى شركة (هندية) قالت دايرة تشغلها (الخرطوم@ - بورتسودان) ورجعنا للحكومة جزء من قروشا ولمن البصات تشتغل ح نرجع القروش الباقية ونكون ما خسرنا حاجة.
- لكن الناس بتقول إنك خاشي شريك مع الشركة (الهندية) بنسبة 60%؟ إنت موضوع (الشراكات) دي يا سعادتو ما شايف إنك كترت فيهو شوية؟؟ يعنى إنت هسع مشارك فى (معاهد الكمبيوتر العالمية) ومشارك فى... (سعادتو مقاطعاً).
- ومالو الزول يشارك ويكون عندو (بيزنس)؟؟
- لا يا سعادتو إنت شخصية قيادية عامة حقو ما يكون عندك بيزنس لأنو.. (سعادتو مقاطعاً).
- لأنو شنو؟؟
- لأنو هسع معاهدك دى شغالة بدون ترخيص وطالما ما عندها ترخيص معنى كدا ما بتدفع ضرائب وما بتدفع زكاة ولو ما إنت سعادتو معاهد ذي دي ما كان ممكن تشتغل من دون رخصة وكمان تدي الطلبة (بكالريوس) ما معترف بيهو.. لو الكلام ده عملو زول تأنى (غيركم) كان قيامتو قامت ووريتوهو الويل وسهر الليل.
- والله دي ما مسؤوليتى... الناس المسؤولين اليمشوا يقفلوها.
- منو البيقفلها؟؟؟ ما إنتو ذاتكم الناس البتقفلوا.
- هسع يا سعادتو خلينا فى موضوع (البصات).. بصات مافي والمواطنين ديل (ياكلوا نيم)؟؟
- إن شاء الله يا كلوا أى حاجة؟؟ البصات دي ح نشغلا سفرية...
- وهسع البصات دي موجودة؟؟
- طبعاً موجوده فى (الجراج) بتاعا قدام ميدان (سباق الخيل).
ما أن قرأ المواطنون تصريحات (سعادتو) المستفزة حتى إتجهوا فى ثورة عاصفة ودون إتفاق أو تخطيط إلى حيث توجد (البصات) فقاموا بتهشيم زجاج جميع البصات وكان يمكن أن يحدث ما لا يحمد عقباه لولا عناية الله وتدخل (الشرطة).
بينما كان (سعادتو) يشاهد نشرة أخبار التاسعة تم بث الخبر المصورعن توجه مجموعة من الجماهير الغاضبة نحو (جراج) البصات التى تم إستيرادها حديثاً وعن تهشيمها لزجاج جميع البصات.. وبينما كانت الكاميرا تقوم بتصوير البصات.. بصا.. بصا وهى خالية من الزجاج كان (سعادتو) يقول لنفسه:
- والله (التومة) دى شديده جنس شدة.. شوف البصات دي عدمت القزاز...
الفاتح يوسف جبرا
سيناريوهات. ..بصات (سعادتو المبتسم) - إنت الليلة مالك يا (سعادتو) نومه العصرية غالباك وكلما أدخل عليك ألاقيك خاتي ايديك فوق راسك و(مصنقر)... أكيد في حاجة شاغلاك؟
- لا مافي حاجة بس قاعد أفكر في مشروع (شركة المواصلات) دي..
- وده هسع العامل ليك قلق؟؟ ما كان تكلمني من الصباح أنادي ليك (التومة) الوداعية دي ما شافت ليك قبل كده (الخيرة) بتاعت مشاريعك وشركاتك كلها.
- آآى صحي والله... خلاص ناديها على بال ما آخد ليا (دش) سريع كده.
تناولت زوجة (سعادتو) الموبايل واتصلت (بالتومة)
- الو اذيك يا التومة؟ عاملة كيف بالله؟؟
- ............................
- آآي بس عرفتيها.. عندو مشروع شاغلوا شديد وعاوزك تشوفي ليهو (الخيرة) بتاعتو.
- ...................................
- عليك الله تعالى هسه وما تتأخري.. أنا بحضر ليك (قهوتك) المظبوطة العارفاها ديك.
بعد أقل من ساعة كان (عوض) سائق (التومة) الخاص يركن العربة (الاتوس) السوداء تحت احدى الاشجار الظليلة امام مدخل فيلا (سعادتو) بينما نزلت (التومة) وهي (تصلح) من ثوبها (الشيفون) الأصلي المشجر ثم تخرج من شنطة يدها الجلدية السوداء (مراية) تنظر فيها إلى وجهها ثم تعيدها فى عُجالة إلى شنطة يدها الجلدية من جديد بينما هى (تلز) باب الفيلا وهى تلتفت إلى (عوض) قائلة:
- شغلانية خفيفة يا عوض انتظرني بس نصف ساعة وح أجي راجعة
في الهول الرئيسي الأرضي كانت زوجة (سعادتو) قد جهزت الجلسة وصلحت (العقدة)... طقم القهوة المذهب الأنيق وكأس العصير البارد المشكل.. رائحة البخور النفاثة تعبق في المكان.
قامت التومة بمصافحة زوجة (سعادتو) بالأحضان.. ثم.. ثم صافحت سعادتو.. جلست على الكرسي الوثير بينما كانت زوجة (سعادتو) تصب القهوة وتقرب منها كوب العصير المشكل.. كانت (التومة) قد أخرجت (الودع) من شنطة يدها الجلدية و(كشحت) الودع على (التربيزة) ذات الغطاء المخملي الأحمر... ثم وهي توجه الحديث نحو (سيادتو):
- انت عندك سفرة قريبة والا شنو؟
- أنحنا ما طوالي مسافرين.
- لا... لا... لا... (يا سعادتو) شوف عيني... عندك سفرة قريبة خلاص شايف (وهي تشير إلى الودع) أهو دا طريق السفر لى بره محمدك.
في هذه اللحظة تذكر (سعادتو) أنه لم يقم بوضع (البياض) فأخرج محفظته وأخرج منها ورقة فئة الخمسين الف (توريد البنك المركزي) وضعها امام ( التومة) التي (كشحت) الودع مرة أخرى.
- شنو الحاجات الكبيرة كبيرة العاوز تجيبا دي؟؟ لا أقول ليك شاحنات لا اقول ليك طيارات.. لا أقول ليك لواري.
- أيوه دي (باصات) عاوزين نجيبا نشغلها..
- والله.. والله.. البصات دي تجي وأهي (وهي تشير للودع ) الشركة اشتغلت في أمان الله.
- بالله يا (التومة) شوفيها ليا بتشتغل كويس؟
- ان شاء الله شغل حبيبك يا سعادتو... ثم التفت نحوه قائلة:
أنا كمان يا (سعادتو) ودعي دا فيهو كلام أنا قبل كده ما شفت ليك (الخيرة) لي (معاهد الكمبيوتر) المشاركنك فيها الهنود... وما شفت ليك (خيرة) شركاتك كلها؟
- والله يا (التومة) النصيحة لى الله.. كلامك كلو كان صاح في الحاجات دي وكلها نجحت.. ثم مواصلاً في (استدراك) بس يا (التومة) كدي شوفي ليا موضوع (معاهد الكمبيوتر) دي.. فيهو شوية مشاكل بتتحل؟؟؟
- (تكشح ثم بعد هنيهة) شنو موضوع الشهادات دي؟
- أصلو (الوزارة) ما اعترفت بيها.. كدي عليك الله يا التومة شوفي الموضوع دا بتحل؟
- ( تكشح): والله ووالله أكان ما اعترفو بالشهادات حقت المعاهد دي أنا ذاتي ودعي دا ما ارميهو.. القصة بس قصه (زمن) يا سعادتو... هنا تدخلت (زوجة سعادتو) قائلة وهي تخاطب (التومة).
- والله يالتومة ياختي الناس دي حاسدانا ساكت.. تصوري طلعوا إشاعة قالوا المعاهد دي ما عندها ترخيص.. وما بتدفع ضرائب وما بتدفع زكاة؟
هنا تدخل (سعادتو) لأنو عارف خشم زوجته (فالت) محولاً الحديث:
- هسع قلتي ليا يا التومة نشتري البصات دي طوالي؟
- (وهي تكشح) على مسئوليتي يا سعادتو.. (ثم وهي تنظر للودع ملياً): لكن يا سعادتو البصات دي معقول تشتروها بدون (قزاز)؟؟.. أنا شايفا ما فيها قزاز.
- لا.. أكيد يكون القزاز (منزلنو)عشان كده انتى شفتيها ما فيها (قزاز).
- الله يعلم..
كان ما قالته (التومة) بالنسبة لسعادتو هو الضوء الاخضر لقيام (مشروع المواصلات) الذي يفكر في اقامته.. فهو يعتقد فيها اعتقادا راسخاً.. استاذن (سعادتو) من (التومة) وطلع على حجرته حيث اجرى اتصالا بسكرتير مكتبه (مرسي).
- انت وين هسع يا مرسي؟؟
- ..........................................
- شوف يا مرسي بكرة أول حاجة تعملها تمشي تودي الجواز بتاعي والجواز بتاعك للسفارة (الألمانية) عشان مسافرين.
- ..........................
- ما ماشي علاج يا مرسي.. ما ماشي علاج يا مرسى.. ماشين نشتري بصات.
- .....................
- وبعدما تودي الجوازات السفارة تغشى (بنك الشعلة الإسلامى) تسحب ليك خمسين مليون من الحساب.
- ..........................
- جنيه ايه يا مرسي.. برضو ده اسمو كلام...
- .................................
- دولار أيه يا مرسي... يورو.. يورووو يا مرسي.. والشيكات عندك فى الخزنة تلقاها ممضية وجاهزة.
في صباح اليوم التالي توجه (سعادتو) إلى مكتبة كالعادة فوجد سكرتير مكتبه (مرسي) قد قام بكافة التكليفات التي طلبها منه كما قام بالحجز على إحدى سفريات طيران (لوفتهانزا) المغادرة مساء ذات اليوم إلى (ميونيخ).
بينما كانت المذيعة الداخلية لمطار (ميونيخ) تعلن عن وصول ركاب الرحلة 312 القادمين على شركة طيران (لوفتهانزا) كان (سعادتو) وسكرتيره (مرسي) قد وصلا إلى كاونتر الجوازات وهما يرتديان الزي السوداني الكامل ويحمل كل منهما شنطة سامسونيت (حجم عائلي) في يده.. وبعد أن قام موظف الجوازات بختم جوازيهما قاما بوضع (الشنطتين) على جهاز (الاشعة الكاشفة) حيث طلب منهما ضابط الجمارك بأن يقوما بفتح الشنطتين.
- قروش كتير دا كلو انت جايبو هنا ليه؟؟؟ (بالالماني طبعا)!
- والله يا خواجة الحقيقة نحنا في مأمورية.
- قروش دا كثير يجي مية مليون (يورو).. مأمورية دا يكون بتاع شنو؟
- والله في الحقيقة عاوزين نشتري لينا باصات.
- (الخواجة في استغراب) هل انتما متأكدان من أنكما مسؤولان كبيران؟ (بالالماني الفصيح) -ثم مواصلاً- طيب انت ليه ما يجيب شيك؟
- يا خواجة شيك شنو عندنا مثل بيقول (الكاش بيقلل النقاش).
ظن الخواجة (وإن بعد الظن اثم) أن هذا المبلغ الهائل من (اليوروهات الكاش) ماهي إلا أموال (مغسولة) تتبع الى احدى الجماعات الارهابية فقام على الفور بالاتصال بوحدة مكافحة الارهاب الالمانية الذي جاء مديرها في لمح البصر وهو مزود بفريق من المخبرين وخبراء الالغام والكلاب البوليسية واجهزة (اللاب توب) التي تحتوي على كل بيانات تنظيم (القاعدة) وكل الجماعات ذات الصلة بالارهاب..
نظر (سعادتو) إلى ذلك (الجيش) العرمرم فقال فى (خوف) وهو يخاطب الجميع بصوت عال:
- يا جماعة لو مما مصدقننا إتصلوا بالسفارة بتاعتنا.
بعد مسافة من الزمن قضاها (سعادتو) وهو يتخيل فى نفسه وهو يرتدى اللباس (الأحمر) ويسير عبر زنازين (غوانتاناموا) قطع عليه خياله هذا مندوب السفارة وهو يحييه:
- - إذيك يا سعادتو... مش كنتو تتصلوا تكلمونا تقولوا جايين عشان نجيكم في المطار ونعمل ليكم الترتيبات اللازمة؟
- (رد عليه سعادتو متلعثماً) والله اصلو (التومة) أقصد (القومة) جات سريعة وكدا!!
تحدث مسئولا السفارة مع مدير أمن المطار ورئيس وحدة مكافحة الإرهاب وشرحا لهما الأمر وعرفاهما بأنو (ديل) مسؤولين وجايين يشتروا بصات وإنومسألة (كونو إنو) المسؤول عندنا يشيل معاهو قروش كثيرة كدا.. دي حاجة عادية وانو (ضهريات) عربات المسؤولين عندنا فى البلد كلها مليانه (بنكنوت) من مختلف الأنواع... يعنى (بنوك متحركة).
وما أن تم التوضيح من قبل مسؤولى السفارة حتى قام الخواجة بالافراج عن (سعادتو) وسكرتيره (مرسي) وهنا تنفس سعادتو (الصعداء) وهو يقول لنفسه:
- أمانه يا (التومة) ما اتلومتي.. ما كان تقولي ليا الخواجات ح (يتعكلتو) فيكم..
فى صباح اليوم التالى كان (سعادتو) وسكرتيره (مرسي) يجلسان في بهو الفندق الفاخر وهما يرتشفان الشاي (باللبن الحليب) مع شرائح (الزبدة بالمربى) ويضعان امامهما (شنط اليورو)...
- تعرف يا مرسي الليلة (الأحد) والدلاله بتاعت البصات بتكون (قاجة)
- (فى إستغراب) يعني ما ح نشتري يا سعادتو بصات (جديدة لنج) من المصنع؟؟
- من المصنع شنو يا مرسي؟ دي ح تكون غالية.. المشوار يامرسي من (أبو حمامة) لحدت (سعد قشرة) بخمسمية جنيه.. يعنى يطلعوا تمنهم متين؟؟
استغل سعادتو والسكرتير (مرسي) تاكسيا بعد أن أشاروا للخواجة السائق بأن يذهب بهم إلى دلاله (البصات) وبعد أن وصلا وحاسبا (بتاع التاكسي) ونزلا إلى ساحة الدلالة المزدحمة اتجه نحوهما شخص قائلاً:
- أي خدمة يا سادتي؟ يبدو أنكما غريبان؟؟
- شوف يا خواجة أنحنا عاوزين لينا ذي ميه ميتين بص يكونوا بحالة جيدة يعني (إن قوودد كوندشن).
- مافي مشكلة.. بس حقي بره.
- (فى إندهاش): انتو كمان يا خواجة بتعرفوا (حقي بره)؟؟
- خواجة شنو يا زول أنا سوداني بس قاعد هنا من سنه 69 لمن (لوني فتح).. وشغال هنا سمسار.
- طيب وكت بقيت بلدياتنا ما فيش مشكلة.
غاب (أخونا) السمسار بضع دقائق وعاد ومعه (خواجة) قال إن لديه كمية تكفي من البصات بالمواصفات المطلوبة.. هبوا جميعا لرؤية البصات التي كانت بحالة جيدة جداً.. وبعد أن قام (سعادتو) باختيار بعض البصات (عشوائيا) وجلس على كرسي السائق وقام بعمل (تيستا).. جلس في ضل الضحى (الالماني) و(إ ت ق ل ق ل) و(ا ت ق ل ق ل و ا) معاهو الخواجات.
- أها هسع البيعة دي بتدونا ليها تسليم هنا بي كم يا خواجة؟
- والله شوف سعادتك نحنا كلام بتاعنا واحد.. عايزين في البص الواحد ميتين الف يورو وانتو قلتو عاوزين ميتين بص يعني المجموع يكون أربعين مليون يورو.
في هذه الأثناء احضرت ست الشاي (الالمانية) صينية الشاي ووضعتها في الأرض أمامهم.
- شوف يا خواجة أنحنا عشان مستعجلين راجعين وما عندنا زمن للكلام الكتير.. نحنا بنديكم في البص مية وخمسين ألفا.
- كلام دا ما يجي.. فرق دا كبير.. هنا تدخل (السمسار).
- يا جماعة الخير (الفرقة) دي ما كبيرة بيناتكم علي بالطلاق ثلاثة يا جماعة تقسموها بيناتكم.
وهنا (طنطن) الخواجة (وطنطن سعادتو) ولكن قبلو بالامر الواقع حيث خاطب (سعادتو) مرسي قائلا:
- خلاص يا مرسي عد للجماعة ديل (تمنية وتلاتين مليون) واخذ الجميع يعدون (في اليوروهات) ثم بعد الانتهاء من عملية العد قام سعادتو بمخاطبة الخواجة:
- أها ديي يا خواجة القروش.. عدهم ثاني عشان تتأكد.
- لا مافي مشكلة.. مافي مشكلة.
- أقيف.. نعمل ليك فاتورة.
- فاتورة شنو يا خواجة؟ لا مافي داعي نحنا بحاسبنا رب العالمين بعدين.. حساب الدنيا دي خليهو.
قبل أن يغادر (سعادتو) المكان أدخل يده فى جيبه و(غمت) للسمسار (رزمة) يوروهات نظر إليها السمسار فى إزدراء وهو يقول:
- عطية المزين دي يا سعادتو هناك فى دلالة (الصحافة) هنا القانون بيقول حقي 5%...
وهنا أسقط فى يد (سعادتو) فقام بتنبيه (مرسي) بأن يقوم بإعطاء السمسار نصيبه ففتح (مرسي) الشنطة وأخذ فى العد مجدداً!!
بعد أسابيع قليلة تم وصول البصات إلى ميناء بورتسودان حيث تم استقبالها رسمياً حيث سارت فى (كنفوي) صوب العاصمة، حيث قام هنالك المواطنون باللإصطفاف على جانبي الطريق مبتسمين فرحين لإنتهاء محنة (المواصلات) اليومية التى يعيشونها. قام (سعادتو) إحتفالاً بوصول البصات بعمل (كرامة) ذبحت فيها الذبائح ومدح فيها المادحون وأنشد فيها المنشدون وقد حضرها عدد من كبار المسؤولين وتجار العملة ووجهاء البلد.
إنتظر المواطنون شهرا.. وشهرين.. وثلاثة ولم يظهر بص من بصات (سعادتو) على الطريق... قامت إحدى الصحافيات النشطات بعدة محاولات لإستنطاق (سعادتو) حول هذا التأخير (وبعد محاولات عديدة) إستطاعت أن تجرى معه حواراً صحفياً..
- المواطنون منتظرون يا سعادتك البصات الجديدة.
- البصات الجديده ياتا؟؟؟
- الأنتو مشيتو جبتوها من ألمانيا قبل عدة أشهر.
- أيوااا.. أصلو فى الحقيقه البصات دي لقيناها تعبانة وما بتستحمل الحفر والمطبات بتاعت الشوارع بتاعتنا دي.
- (فى إستغراب) وإنتو ما وديتو معاكم خبير ليه؟؟
- خبير شنو (مرسي) مدير مكتبي دا قايلاهو قبل 89 كان شغال شنو؟؟؟ ما ميكانيكى؟؟ علي باليمين يفك ليك البص (تحت الشجرة) صامولة صامولة ويربطو!!
- أها يعني (ملايين) وضاعت؟؟
- لا... تضيع كيف وأنحنا قاعدين.. أنحنا بعناها لى شركة (هندية) قالت دايرة تشغلها (الخرطوم@ - بورتسودان) ورجعنا للحكومة جزء من قروشا ولمن البصات تشتغل ح نرجع القروش الباقية ونكون ما خسرنا حاجة.
- لكن الناس بتقول إنك خاشي شريك مع الشركة (الهندية) بنسبة 60%؟ إنت موضوع (الشراكات) دي يا سعادتو ما شايف إنك كترت فيهو شوية؟؟ يعنى إنت هسع مشارك فى (معاهد الكمبيوتر العالمية) ومشارك فى... (سعادتو مقاطعاً).
- ومالو الزول يشارك ويكون عندو (بيزنس)؟؟
- لا يا سعادتو إنت شخصية قيادية عامة حقو ما يكون عندك بيزنس لأنو.. (سعادتو مقاطعاً).
- لأنو شنو؟؟
- لأنو هسع معاهدك دى شغالة بدون ترخيص وطالما ما عندها ترخيص معنى كدا ما بتدفع ضرائب وما بتدفع زكاة ولو ما إنت سعادتو معاهد ذي دي ما كان ممكن تشتغل من دون رخصة وكمان تدي الطلبة (بكالريوس) ما معترف بيهو.. لو الكلام ده عملو زول تأنى (غيركم) كان قيامتو قامت ووريتوهو الويل وسهر الليل.
- والله دي ما مسؤوليتى... الناس المسؤولين اليمشوا يقفلوها.
- منو البيقفلها؟؟؟ ما إنتو ذاتكم الناس البتقفلوا.
- هسع يا سعادتو خلينا فى موضوع (البصات).. بصات مافي والمواطنين ديل (ياكلوا نيم)؟؟
- إن شاء الله يا كلوا أى حاجة؟؟ البصات دي ح نشغلا سفرية...
- وهسع البصات دي موجودة؟؟
- طبعاً موجوده فى (الجراج) بتاعا قدام ميدان (سباق الخيل).
ما أن قرأ المواطنون تصريحات (سعادتو) المستفزة حتى إتجهوا فى ثورة عاصفة ودون إتفاق أو تخطيط إلى حيث توجد (البصات) فقاموا بتهشيم زجاج جميع البصات وكان يمكن أن يحدث ما لا يحمد عقباه لولا عناية الله وتدخل (الشرطة).
بينما كان (سعادتو) يشاهد نشرة أخبار التاسعة تم بث الخبر المصورعن توجه مجموعة من الجماهير الغاضبة نحو (جراج) البصات التى تم إستيرادها حديثاً وعن تهشيمها لزجاج جميع البصات.. وبينما كانت الكاميرا تقوم بتصوير البصات.. بصا.. بصا وهى خالية من الزجاج كان (سعادتو) يقول لنفسه:
- والله (التومة) دى شديده جنس شدة.. شوف البصات دي عدمت القزاز...
الفاتح يوسف جبرا
|
|
|
|
|
|
|
|
|