|
|
 الذكرى الاولى لاستشهاد اسد العروبة.....
|
مهما اختلف الناس حول شخصيته المثيرة للجدل وتاريخه السياسى الحافل بالمغامرات وجراته فى تصفية حساباته السياسية مع خصومه باعنف الوسائل الا ان التاريخ قد سجل له موقفاً من الرجولة والبطولة والاقدام فى العام الماضى وفى اول ايام عيد الاضحى المبارك عندما اكتملت المؤامرة الكبرى ضده بعملية اعدامه فى ذلك اليوم العيد الذى احزن الناس كثيراً وعمق من جرحهم الغائر اصلاً , لقد وقف كالطود فى شموخ وكبرياء واباء استفز به اعدائه الذين كانوا يروجون لما تحدثهم به انفسهم ذوراً وبهتاناً من انه قد جبن فى تلك اللحظات الاخيرة من حياته حتى كشفت كاميرا فيديو الهاتف المحمول كذبهم واثبتت للناس اجمعين تلك اللحظة التاريخية النادرة التى مثلت نقطة تحول عند كل نفس ابية وعزيزة مشرئبة الى المجد والسؤدد.
فى ذكرى استشهاده الاولى لا نذكر الا مواقفه النبيلة التى ارغمت انوف كثير ممن ظنوا انهم امراء لكوكب االارض ولا يقال فى وجههم كلمة لا او يرفض ويرد لهم طلب , لقد كان درساً بليغا لمن اراد ان يتذكر او يسترجع مسيرة امة لها اسهامها العظيم فى تغيير وجه الحياة على سطح البسيطة , درس اول ما قدمه فيه هو معنى الثبات والتفانى على ارض المنبت والنشاة والعز الذى يصاحب مثل هذه الميتة التى تنطق فيها الشهادة بكل طمانينة واناة , وفيه عرف الكثيرون ان هنالك فارق كبير بين الحديث والنظرية عن الوطنية والتضحية وبين ان يكون الانسان محور هذه المعانى مجسدا لها فى حركاته وسكناته ولو ادى ذلك الى فنائه من الدنيا وان (المرجلة) ليست صياح وعويل وتباكى كما تباكى الذين عجزوا عن منازلته بندية وشرف فقاموا بممارسة ( القوادة) فى وضح النهار لمصلحة الاجنبى حتى ياتى ليقتص لهم منه فهيهات لهم ان يتمكنوا من شفاء غلهم لقد كان عجزهم وخيبتهم تلاحقهم حتى اخر لحظات فى حياة هذا النسر الجارح , التى قالها لهم ويا ليتهم يعلمون معناها (هاى المرجلة؟؟) لقد ضاعت معانى و قيم كثيرة وانقلبت راسا على عقب فاصبح كل شئ فى غير موضعه السيف عند جبانه والمال عند بخيله.
لقد تملق كثير من القادة والزعماء القوى الدولية وداهنوها وتنازلوا عن كل ما يملكون من قيم مادية ومعنوية واريقت مياه وجوههم وتراجعوا عن الطريق الذى اختطاه لهم الاول من الشرفاء والنبلاء من رموز قوميين فابى الا ان يقود غمارها ويستعيد مجداً قد سلف لهذه الامة وان يستفز ذاكرة الماضى التليد عملياً ومن غير تردد او جبن قولاً وفعلاً فى قصفه لعاصمة الارهاب الدولى تل ابيب , لقد سمع صراخها وهى تأن تحت ضربات صواريخ الاسكود التى لا يطلقها الا قائد يحمل هم شعب عانى من ذل الماساة والموت والدمار , لقد اثلج صدور ارامل وثكالى و ايتام فلسطين الذين دمرتهم الة الحرب الاسرائيلية وادخل فى نفوسهم البهجة والسرور ولو الى حين وجدد فى روحهم الامل وبرهن لهم ان لا احد يحق له القول انه الرجل الوحيد الذى انجبته حواء.
انه اسم على مسمى , منذ نشاته كان مصادماً ومدافعاًومنافحاً وثائراً عنيداً لا يقبل بانصاف الحلول خاض حروب من اجل رفعة الامة وكسر شوكة المستكبرين فى المنطقة فى زمانه كان ساهراً من اجل حماية الضعفاء والمغلوب على امرهم ممسكاً بمدفعه مصوباً اياه تجاه المندسين خلف الاجنبى غير مبالى بزعيقهم ونواحهم , صال وجال طيلة ايام حكمه لبلاده معبئاً شعبه بكل مفردات الاممية والكرامة والقومية العربية ومؤكداً للرسالة العريقة الخالدة لامته و معاقباً لكل الذين وقفوا ضدها , فتح دياره الى كل من ينتمى الى هذه القومية دون قيد او اجراء يعرقل دخوله اليها وساوى بينهم ومواطنيه المحليين فى الحقوق والواجبات لان مدرسته الفكرية لاتعترف بالحدود السياسية وتعتبرها معوقات وضعها المستعمر لشل تماسك الامة ووحدتها , عاش الناس فى كنفه ايام من السعد احسوا فيه بالانتماء القومى .
حاوروه وراوغوه قبل غزوهم له لكنه رفض القبول باى صفقة مقابل عرضه وارضه التى فضل ان تضمه فى باطنها شهيداً من ان يرضى ببريق دولار نجس لم يستطع ان يغطى سوأة صانعيه , كان يعى ما يقول عندما استضاف ذلك الاعلامى الامريكى فى داره وهو جالس على كرسيه جلسة معبرة عن شموخه و كبريائه الذى اوغل صدور اعدائه بالاحقاد ضده , ساله ذلك الاعلامى عن امكانية قبوله بالمنفى وتجنيب المنطقة حرب لا محال قائمة , كان رده غاية فى الاعتزاز بالنفس حيث قال انه ينطلق فى موقفه هذا من تاريخ اجداده العريق فى الشهامة والاقدام والتفانى و التضحية من اجل حماية الارض , لقد نسى اعدائه انهم يتعاملون مع رجل سليل امة كريمة ورائدة فى التاريخ الانسانى , وايما شخص هذه منطلقاته فهو فى طريق لا يفضى الا الى امرين : اما ان يزلزل الارض تحت اقدام اعدائه واما ان يموت شريفاً مدافعاً عن قيم ومبادئ اسمى.
فى حقبة حكمه حقن دماء شعبه رغم العداءات الطائفية الداخلية فاحس الكل بالمساواة فى تلك الفترة ولم تكن هنالك افضلية لملة على اخرى , اراد ان يخرج بانموذج امثل واشمل ليجمع امة استهدفتها الامبريالية والصهيونية فحورب من صبية وعملاء هذه القوى الظالمة , توالت عليه الضربات لمدة اكثر من عشرة اعوام حرم فيها شعبه من الدواء والغزاء والكساء برغم ما يحويه جوف ارضه من ثروة نفطية هائلة , لم يسلم من تلك الحرب اطفال ونساء وكهول شعبه حيث ارتكبت فى حقه ابشع مجزرة ضد الاطفال والنساء فى ملجأ العامرية الذى تحولت فيه الجثث الى عجين من الرماد والعظام واللحم فى افظع صورة تنقلها وسائل الاعلام لتلك الحرب التى غزتها وساندتها حملة فكرية وسياسية ودينية تنادى بعودة الارض الموعودة.
فى ايامه الاخيرة كان متفرغاً لتلاوة القران و تدبر اياته فى خلوة تامة مع خالقه لكانما اراد البارى عز وجل ان يكون له وقتاً لمراجعة النفس واعدادها لمرحلة قادمة , لقد طلب من محاميه ان لا يستجدى مساعدة او وساطة اى من الزعامات التى اثرت الانزواء وعدم المواجهة , وقد اربك القاضى الذى جئ به ليحاكمه فى مسرحية درامية اكثر منها محكمة مختصة قدم من خلالها دروس وعبر و محاضرات بليغة للقاضيين اللذين تبادلا دفة المقاضاة , هز ثقة ذلك القاضى الاخير فى اكثر من موقف حتى افقده توازنه النفسى والحيادى الذى يعتبر من اولى اولويات نزاهة القضاء اذ لا يعقل ان يصدر حكم رشيد ممن يعانى الاضطرابات النفسية و فقدان الثقة بالنفس.
انه يوم حزين ان يترجل الفارس عن صهوة جواده بعد ان كان ضارباً لرقاب المفسدين وحامياً لحمى المستضعفين من النساء والولدان , انه زمان لا يسمح بان يكون مثله على قيد الحياة لان استمراية حياته سوف تحرم العديد من لصوص الظلام من العيش والاسترزاق من مهنة (الاسترذال) و(الاستقواد)وان وجوده يستفز الكثير من رصفائه لانه يشعرهم بالضعف والهوان , لذا تامر عليه الجميع لفقدانهم كل المسوقات الاخلاقية لكى يبقوا فى واجهة الحياة والكفاح و الاستبسال وما الحال الذى نعايشه الان من ذبح وتقتيل و تدمير لبنى البشر فى ارض الرافدين الا دليل على قولنا.
سماعين
|
|
 
|
|
|
|
اسماعيل عبد الله محمد
ناذر محمد الخليفة
حسين يوسف احمد
Salah Waspa
Tragie Mustafa
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست