|
|
 Re: .. لقد تم الإعلان عن أول أيام العيــــد ! (Re: Elmuez)
|
عفواً .. تحسسوا مصداقيتكم
ضياء الدين بلال
[email protected]
الصور التي عرضتها صحف الخرطوم أمس لمجموعة من المسؤولين بولاية الخرطوم بعضهم يرتشف أكواباً من اللبن - بتلذذ مصطنع - والبعض الآخر تمتد اياديهم الى مائدة اللحم - بحماس مفتعل-الغرض الدعائي من الصور لا يغيب عن فطنة القراء .. فالجهة التي اعدت تلك المائدة تريد ان تمنح كروت «أمان» لكل لحوم المواشي بولاية الخرطوم ولألبانها كذلك، لعل الصور المنشورة تزيل ما تراكم من شكوك على كل المنتجات الحيوانية، منذ انطلاق الحديث عن ظهور حمى الوادي المتصدع بمعظم مناطق السودان. ولم يكن من حظ الخرطوم ان تنال استثناء السلامة، فالجميع يعلمون ان بعض مستشفياتها الكبرى استضافت عدداً من المصابين بالحمى النزفية، وليس هناك ما يؤكد قطعاً ان كل المصابين قد التقطوا الفيروس من خارج الحدود الجغرافية للولاية. الامر لم يعد الآن متعلقاً بوجود المرض في الاساس أو مقدرة أجهزة الدولة في السيطرة عليه أو عدم وجوده ابتداءً،الازمة الآن في وجود --الجهة-- التي ستحظى بثقة المواطن حتى يصدق ما تقول اثباتاً أو نفياً. فيروس الوادي المتصدع ألحق ضرراً بمصداقية الاجهزة الصحية أكثر من الضرر الذي ألحقه بصادر الثروة الحيوانية، فالفيروس يمكن ان يظهر في أية دولة فقد ظهر من قبل في كينيا واليمن والسعودية. صحيح أن ما ترتب على ظهوره من آثار كان كبيراً وقتذاك، لكنها كانت آثاراً مؤقتة زالت بزوال المرض وهزيمة الفيروس..و لكن الفيروس حينما يصيب --المصداقية-- فإن أثاره تظل عميقة وشبه دائمة وقد تنتقل الى مجالات أُخر غير ذات صلة باللحوم والالبان، وقد تصل( قصة دب جوليانا) وغيرها من سرديات رسمية...! رغم مرور أكثر من شهرين على الحديث عن ظهور المرض لا تزال تصريحات المسؤولين يناطح ويصارع بعضها بعضاً على صفحات الصحف. وزارة الثروة الحيوانية تنفي ظهوره في الحيوان. والصحة تؤكد على انتقاله من الحيوان الى الانسان وتدلل بظهوره وسط الرعاة.و الثروة الحيوانية تقول عبر ناطقها الرسمي أن نتائج فحوصات معمل جنوب أفريقيا أثبتت خلو البلاد من الفيروس، واذا بذات الوزارة ولكن عبر وكيلها تصرح في الاذاعة بعد أيام، بأن نتائج الفحص التي أرسلت الى جنوب أفريقيا لم تظهر نتائجها بعد..! والامر يثير الربكة والاضطراب عندما تتناقض ارقام المصابين والوفيات،اذ تنشر الصحف في فترة محددة أن عدد الوفيات 97 واذا بالرقم يتراجع- دون حيثيات- بعد أيام الى 94 ..!! والمفارقة تصل حد الضحك الهستيري اذ يتضح من الخبر الذى رافق صور المسؤولين بولاية الخرطوم أمس وهم يشربون اللبن ويأكلون اللحم أن هذه المائدة الشهية من اعداد اتحاد الرعاة بولاية الخرطوم الذين يريدون تحريك بضاعتهم بعد أن اصابها العطب. صور الموائد الرسمية المعروضة على بصحف الجمعة لم تغلق أبواب الاشتباه بل فتحت باباً واسعاً للسخرية،اذ علق البعض بأن الرسميين والجهات الداعية لا يمكن ان يجازفوا بصحتهم، بتناول الالبان واللحوم دون ان تسبق ذلك تدابير تحوطية بالغة الدقة،هذه التدابير بالقطع لا تتوافر للمواطن العادي في غياب الكاميرات،وبعض آخر مضوا في سوء ظنهم أبعد من ذلك، حيث شككوا في سودانية اللحوم، واحتمال ان تكون المائدة مكونة من لحوم مستوردة، وان الالبان قد تكون من منتجات احدى دول الجوار. رغم عدم جدية أغلب هذه الشكوك وافراطها في سوء الظن الا ان وجهها الآخر يعكس حالة ذهنية كونتها صور واساليب التعامل مع الحدث ومع أحداث مشابهة، جعلت ذهنية المواطن تنتج اجساماً مضادة لكل الصور الاعلامية ذات الطابع الرسمي.. التي ترسل عبر أجهزة الاعلام لنفي معلومة أو لتأكيدها،فما تحمله الصور من «مصداقية» لا يكفي لدحض أوهن الشائعات وان جاء مطعماً بالابتسامات او معززاً بالقسم المغلظ...!
http://sudaneseonline.com/
| |
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست