النصُ النثري الحديث: عبثٌ وفوضى طاغيتان..!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 01:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-01-2007, 05:45 PM

khalid kamtoor

تاريخ التسجيل: 06-04-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
النصُ النثري الحديث: عبثٌ وفوضى طاغيتان..!!

    النصُ النثري الحديث: عبثٌ وفوضى طاغيتان..!!
    خالد أحمد بابكر

    يموتُ رديء الشعر من قبل أهله
    وجيـّده يبـقى وإنْ ماتَ قائـله
    (دعبل)

    يصل العبث والفوضى – في زماننا - ببعض ممن نعرفهم إلى الادعاء بكتابة قصيدة النثر، وما يكتبونه لا يتجاوز تسميتنا له بـ (النص النثري). وبدا لهم أنه نص شعري حداثوي أو ما بعد حداثوي مفتوح يحمل قسمات الشعر – كما يزعم نقادهم!!، بينما لا يرقى ذلك العبث إلى مراتب الشعر الدنيا. يقول محمد الماغوط رحمه الله:«أنا أكتب نصوصاً ولن أغضب إذا قيل إنني لست شاعراً وإنما كاتب نصوص». فنصوص الماغوط هي نثر شعري أو قصائد نثرية لا تشبه بأية حال نصوص الفوضى الضاربة بأطنابها اليوم في حقلنا الثقافي والأدبي السوداني. ولعلنا نفتح باباً جانبياً للوقوف على إرهاصات (قصيدة النثر) التي تُردُّ إلى مجموعة أمين الريحاني «هتاف الأودية» الصادرة في العام 1910م حيث اعتبرت من (الشعر المنثور)، بينما عُدَّ ديوان «دمعة وابتسامة» لجبران خليل جبران الصادر عام 1914م – نصاً نثرياً مشحوناً بالشاعرية أو (نثر شعري). ولو راجعنا المقدمة التي أوردها الريحاني في مجموعته لوقفنا على كثير من مرجعيات كتابته. وقد كتب الريحاني يقول في مقدمة مجموعته:« يُدعى هذا النوع من الشعر الجديد بالفرنسية (Vers Libres) وبالإنجليزية (Free Verse) أي الشعر الحر الطليق». وهو آخر ما اتصل إليه الارتقاء الشعري عند الإفرنج، خاصة الإنجليز والأمريكيين، فشكسبير أطلق الشعر الإنجليزي من قيود القافية. أما (والت ويتمان Walt Wittman) فقد أطلقه من قيود العروض كالأوزان والبحور، وهو من رواد قصيدة النثر المجيدين، وصاحب المجموعة الشعرية «أوراق العشب Leaves of the Grass». المفارقة أنه اشتهر فيما بعد بقصيدته الموزونة المسماة (Oh Captain) وهي في رثاء الرئيس الأمريكي (إبراهام لنكولن) محرر المستعبَدين.
    في السياق ذاته، يمكننا القول أن ما كُتب في النصف الأول من القرن العشرين يعبّر عن قصيدة النثر في مرحلتها الأولى – كما عند الريحاني وجبران. وقد أشار لويس عوض في مقدمة كتابه «بلوتولاند وقصائد أخرى» الصادر عام 1947م إلى أن:« الشعر المرسل منتظم الموسيقى لكنه يخلو من القافية. أما الشعر المنثور فهو حر الموسيقى وخال من القافية معاً».
    وهكذا كانت قصيدة النثر نصاً خارجاً على قانون الشعر العربي، غير خاضع لضوابط إيقاعات الخليل وأوزانه، أو تفعيلات الشعر الحر (التفعيلة) في أضيق نطاق، فلقد تخلت قصيدة النثر عن كل هذا باتجاه اللاوزن واللاضوابط إيقاعية.
    غير أننا نشهد اليوم على مدى الفوضى والعبث في النصوص النثرية التي تدعي الشعرية عند بعض أبناء جيلنا. كذلك نلحظ خطورة ذلك التساهل عند نقادنا، لا أقول كلهم، لأن في ذلك ظلماً لبعضهم لا أقترفه. فقد وصل الأمر ببعضهم إلى معاملة تلك النصوص النثرية الرديئة – معاملة تفوق الوصف، فهي لا تستحق ما كُتب حولها من قراءات. وأجدني أختلف اختلافاً كلياً مع ما ذهب إليه الناقد د. عبد الماجد الحبوب في سياق قراءته في (جنائن الهندسة) لمحمد الصادق الحاج. فالمطلع على تلك الكراسة لا يجد الشعور محسوساً مكتوباً.. لا يجد حتى رائحة الشعر من بين تلك المقاطع العبثية والتعابير الهلامية الميتة. ويكفي المطلع أن يقرأ بعض ما جاء في تلك الكراسة ليكتشف مدى الحيف الذي ألحقه ناقد وأكاديمي حصيف، وكيف أنه صنّف تلك الفوضى العارمة بـ (الظاهرة) وما سماه بـ (التجلي ما بعد الحداثوي)!!. وإننا لنعجب من ثقافة هذا (الكلام الكبير) التي اعتبرها الدكتور طارق حجي من (عيوب تفكيرنا المعاصر).. تعجب حين تقرأ في الكراسة:
    وتلك الجنائز المبثوثة على بياض
    الهندسة
    كعطور خالدة
    في قامات الفراغ
    تخصك بالموت
    قذف من جسده بالليل والهندسة
    والفضاء
    على رسلك أيها الأسف
    وعلى رسل العقوق
    أحتسي غابة الهندسة الوسيمة
    يتقمص الوعي منضدة الموسكي
    وصفرتها
    أمامي
    إذا افترضنا جدلاً أن هذا نص شعري (ولو مجازاً)، ما وقعه على نفس المتلقي؟ وما قيمته الجمالية والشعورية على ذات المتلقي؟ هل محض القول يعد إبداعاً وفناً؟ هذا إذا اعتبرنا القيمة التي أعطيت لهذا النص!!. لا أتفق مجملاً مع قول د. الحبوب في رؤيته لهذا النص حين قال: « يمكننا أن نضع مفردة (الهندسة) في هذا الديوان وربما في كامل نص خطابه الشعري، كأيقونة كبرى يدور حولها النص». أية أيقونة؟ هذه محض مغالاة ومبالغة في اللاشيء، وإعطاء القيمة الشعرية لما لا قيمة له البتة. بل على العكس، هناك فوضى واضطراب تصل ببعض التعابير في بنية النص إلى درجة من العبث يستحيل معها النظر لهذا النص وكأن له قيمة غير محسوسة وإدهاش. ولا هو – كما يقول الدكتور الحبوب – استوظاف غير تقليدي لجسد النص. فهل الغرائبية في نص ما هي توظيف غير تقليدي؟ لا أرى ذلك، لأن في هذا النص إسفاف وانحدار وقذارة لا قيمة لها ولا يمكنها أن تمشي بين الناس، اقرأ:
    ترسل الهندسة إسهالها المنير
    لإقناع بنطلوني بفساد الهندسة
    مرحاض الجمال
    من فمي ينفتح صنبور
    لايني
    يدفع بالقيء والقيح إلى وجه العالم
    بكل الرعب
    يرى محمد العباس في كتابه« قصيدتنا النثرية: قراءات لوعي اللحظة الشعرية» أنّ:« من المبالغ فيه أن ننسب انتصاب قصيدة النثر في واجهة مشهدنا الثقافي إلى متغيرات البنى الفكرية والاقتصادية والاجتماعية دون الاشارة إلى جاهزية النموذج شكلاً وحساً والآتي من الغرب، فهي حتى اللحظة لا تتمثل إلا ضمن شريحة ضئيلة جداً وتعاني من غربة استثنائية قياساً إلى بقية الأجناس الأدبية، مع العلم بأن التحديث الفني عموماً يعاني من الاغتراب الحاد لأن ذائقتنا ووعينا الجمعي لم يتسع لتراكمات بعيدة المدى قادرة على التأثير وتغيير حساسيات الاستقبال الابداعي في مجموعنا العام، ولا زالت ذائقتنا مسكونة بالايقاع، وموسيقانا أكبر شاهد على ذلك».
    تحدد (سوزان برنارد) قصيدة النثر بقولها:« إن النثر الموقع الذي تستخدمه هذه القصيدة هو نثر متميز عن الشعر الحر وذو طبيعة مختلفة.. قصيدة النثر المكتوبة بالنثر الايقاعي تتمايز عن النثر الايقاعي تمايز القطعة الموسيقية من الكتابة الطباقية لأنها تفرض على النثر الايقاعي تنظيماً شكلياً وبناءً عاماً ليكون من ذلك وحدة واحدة وكياناً فنياً».
    ولعل مقالة أدونيس عام 1960م حول قصيدة النثر هي أول مقالة نقدية واضحة المعالم عن خصائص هذه القصيدة النثرية. على أن الخصائص التي طرحها أدونيس هي ذات الخصائص التي طرحتها سوزان برنارد بعد أدونيس. وتُظهر مقدمة أنسي الحاج في مجموعته «لن» الصادرة في العام 1960م - التماثل الكبير مع ما طرحه أدونيس في مقالته. وقد رأيت أن قصيدة النثر عند شاعرنا الكبير محمد المهدي المجذوب، وتلك التي كتبها توفيق صائغ عام 1947م، تختلف اختلافاً كبيراً عما يُكتب اليوم في السودان.
    لقد واجهت قصيدة النثر العربية إشكالاً حقيقياً هو مرجعيتها غير العربية، وهو الأمر الذي ساهم في تعميق إشكالية المصطلح من خلال ما حدث من نقل حرفي للمصطلحات والمفاهيم غير العربية. وبرهن بعضهم على عدم وجود شبيه لها في التراث العربي. إلا أن ذلك دعا بعض المدافعين عنها إلى الأوبة والرجوع للتراث لاستخراج نماذج ونصوص لشعراء قدامي. فأعاد أنسي الحاج أناشيد الكتاب المقدس وكذا فعل أدونيس مع (مواقف النفري)، انطلاقاً من المتحقق النصي لا من القصدية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de