|
|
 بهجة النسيان ـ قصيدة
|
إلى أمي الثانية ... التي لم تلدني
فيما كان حذائي يلمع بين يديها ، عند شيخوخة قدحت خيالها بذكرى أبي ، قبل خروجه من المنزل (أيام الحلفاء) ... وحين جاءت لوحشتي من بلاد أليفة ، بعد أن سكنت ساحل العمر...
كنت بعيدا وكانت قريبة من كل شيء في غرفتي البائسة ؛ حتى من (التلفزيون) صديقها الذي يعرض عليها ـ في غيابي ـ صورة (كوندليسا) فتقول لنفسها بصوت مسموع : (هذي بنت سودانية) !؟...
وتلعن جميلات (العطور والشامبوهات...ألخ) حين تبصرهن(على الشاشة) لأكثر من شهر دون تبديل سراويلهن ؟! لا بسبب الجمال والبياض ؛ بل بسبب سراويلهن الداخلية المعيبة ، بالإضافة إلى ما يمكن أن يرشح عن تلك السراويل بمرور شهر كامل؟
في الثمانين ، أحبت الحياة كما لم يحبها أحد من العالمين . وحين رأت صديقي الشاب الأعمى ، دمعت عيناها و قالت  هذا أكيد من الملائكة) لأنَّ براءة متدفقة حلت محل عينيه ؛ ولأنها ضحَّت بـ(نكهة العمر) من أجل عينيها ، حالما أمرها الطبيب بالإقلاع فورا عن قهوة ٍ قدحت مزاجها قبل ميلاده ، واكتفت (خوفا من الضغط و العمى) بمزاج نشربه على يديها : صديقي وأنا .
في المزاج رأي صديقي الأعمى نشوة المذاق بين جبال وجنائن ذكرته بقهوة أمه قبل ثلاثين سنة ، وأبصر في البياض رائحة خضراء تنبعث من فمه لتعيد إليه ذكرى الأشواق الوردية البعيدة في (كسلا) ...
بعد شهور من فراقها ، أدرك صديقي الأعمى : أن النساء (بهجة البيوت)
ففي ذلك الصباح كان يتحسس لمعان موقد الغاز متعجبا ًمن يديها النظيفتين.
ذلك الصباح كنت بعيدا ، فيما كان صديقي الأعمى يروي لها أمنياته الخضراء برطانة شيقة : (................................)
حينها ، عرفت معنى أن يكون اليوم مزلاجا للشمس !
كما قال (التجاني يوسف بشير):
(..................................)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ينبع البحر 9/ شباط 2007
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بهجة النسيان ـ قصيدة (Re: محمد جميل أحمد)
|
| Quote: ولأنها ضحَّت بـ(نكهة العمر) من أجل عينيها ، حالما أمرها الطبيب بالإقلاع فورا عن قهوة ٍ قدحت مزاجها قبل ميلاده ، واكتفت (خوفا من الضغط و العمى) بمزاج نشربه على يديها : صديقي وأنا . |
الاخ محمد جميل ،،
منذ صباح هذا اليوم وانا انقب عن مثل هذه النكهة وان احتسى رغم مزاجي العكر ، كلمات تنشط ذاكرتي الموبؤة بالرهق !!
اعجبني كثيرا ، ان أقرا حروفك للمرة الاولى .. وانت ترسم بكلماتك لوحة إنسانية تعبر فيها عن حب ذاك الابن لأمه الثانية ، والى بضع ذكريات مشتركة طافت فوق فنجانين القهوة .. وامتزج بهارها ... ببضع دمعات صادقة !!
شكرا لانك اهديتنا مزاجك ، فتقاسمنا النسيان .. فاحتفظت القهوة بنكهتها طازجة !!
وما أجمل النسيان ...
ان تبدأ صفحة جديدة من المياة العذبة ... وان ينمو للوادي مجرى آخر ..
وللنسيان نكهة تظل دائما طيبة !!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بهجة النسيان ـ قصيدة (Re: محمد على طه الملك)
|
العزيزة سمرية ...
شكرا على تفاعلك مع النص وانتخابك له لتعديل المزاج وهذا شرف كبير لي يبعث على تجديد الثقة بالكتابة وجدواها .
أناإبن تلك المرأة العظيمة التي هي زوجة أبي العاقر التي ربتني منذ أن كان عمري ثلاث سنوات وأسأل الله أن يمتعها بالصحة والعافية .
لك مودتي الكبيرة
جميل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بهجة النسيان ـ قصيدة (Re: محمد جميل أحمد)
|
عزيزي محمد علي طه الملك ... تحياتي
ربما كان السياق الحزين للنص أوحى لك بإنطباعك . لكن أمي الثانية مازالت حية وبعافية . وحبها للناس والحياة هو الذي أطال عمرها المديد إنشاء الله . وربما كان الفراق هو الذي صور بعض معاني النص الموحية به . فـ(الفراق أخو الموت) كما قالت العرب قديما....
شكرا أخي على ثقتك بما أكتب وحسن ظنك الجميل
مودتي الكاملة
محمد جميل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بهجة النسيان ـ قصيدة (Re: محمد جميل أحمد)
|
الاستاذ محمد جميل.. عواصف الود: النص الذي بين ايدينا ينحت في ديجور الماضي/ ويستشف افاق المستقبل/ ويتامل هذا الواقع الواقع/ فهو علاوة على نبله ووفاءه/ هو ايضا نص يشتغل في العاطفة وردود الجميل يا جميل/ ادمناك -بتشديد النون- شاعرا فوجدناك قاصا متفردا/ لك ولها/ ولجميع الامهات الاخريات الود.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بهجة النسيان ـ قصيدة (Re: محمود الدقم)
|
عزيزي الأستاذ محمود الدقم ...
شكرا على المودة الصافية ، وعلى التأويل وحسن الظن . نعم لكل الأمهات الود والورد ياعزيزي وأتمنى أن يكون في هذا النص ما يرقى إلى قامة عطاءها ـ وهو والله لن يكون ـ لكنه ربما عبر عن القليل . سعيد أنا بإدمانك وتقديرك يأاستاذ محمود وأرجو أن أكون أهلا له ...
مودتي
محمد جميل
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد جميل أحمد
سمرية
محمد على طه الملك
محمود الدقم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست