المواقف الجديدة.. معاناة (تمشي على قدمين)

Quote: المواقف الجديدة.. معاناة (تمشي على قدمين) الخرطوم: ياسر عبدالله صحيفة السودانى لا تزال الأزمة الخانقة لحركة المرور بوسط الخرطوم تسيطر على المشهد بالعاصمة وسط معاناة كبيرة للمواطنين والسائقين وأصحاب المركبات، كشفتها جولة ميدانية لـ(السوداني) بالمواقف الجديدة بالإستاد وميدان جاكسون الذي ظهر اسمه فجأة في وسائل الإعلام ونال شهرة واسعة النطاق لارتباطه بمعاناة الناس. يفتقر الميدان لأبسط مقومات المواقف من سفلتة ودورات مياه ومظلات تقي الناس شر الهجير، والظل الوحيد في الموقف شجرة نيم لا تسع جلوس سائقي المركبات فقط. الكل ساخط وغاضب، والسؤال الوحيد المطروح بشدة من مستقلي المركبات بعد وصولهم للموقف عن مواصلات المنطقة المعنية، وعلى جنبات الموقف توجد كافتيريات متفرقة انتعشت بشكل كبير ولا تكاد تجد موطئ قدم للظفر بساندوتش، فيما يواجه مجمع الأوقاف المجاور لموقف ابوجنزير حالة من الكساد بسبب نقل الموقف، وأدى القرار الأخير إلى ارتفاع جنوني في اسعار الإيجارات للمحلات التجارية المحيطة بموقف جاكسون، وبالمقابل توقّفت تماماً الحركة التجارية بمحلات تصوير المستندات والمكتبات ومحلات بيع الأطعمة جوار المواقف القديمة وانخفضت المبيعات بنسبة (75%)، في وقت فكّر أصحاب بعض المحلات في الرحيل من المنطقة بسبب انخفاض المبيعات مع ارتفاع أسعار الإيجارات، وشكا بعض السائقين من معاناة الدخول والخروج من المواقف الجديدة وما اسموه بالهرجلة والفوضى وعدم تجهيزها لاستيعاب حركة المواصلات، وأشاروا إلى انخفاض الإيراد اليومي بنسبة (30%). أزمة ومعاناة ويواجه المواطنون أزمة حقيقية في الدخول إلى وسط الخرطوم من المواقف الجديدة، ويلجأ أكثر من (90%) منهم إلى قطع المسافة راجلين إلى مقار عملهم ويستغرق المشوار نحو (30) دقيقة للشاب. وأبدى بعض المواطنين في حديث لـ(السوداني) تذمرهم من قرار نقل المواقف واعتبروه غير مدروس، لجهة أن مرافق الدولة والمؤسسات كافة بوسط الخرطوم، وتعتبر المواقف الجديدة في مناطق طرفية، وهذا يزيد معاناة الناس خاصة ذوي الدخل المحدود الذين لا يستطيعون استئجار تاكسي من المواقف إلى مقار عملهم أو لقضاء أغراضهم، وطالبوا بتوفير عربات صغيرة أو ركشات لنقل المواطنين إلى وسط الخرطوم، وأشاروا إلى أن المشوار إلى وسط الخرطوم من أم درمان يستغرق نحو (3) ساعات مقارنة بساعة قبل القرار الأخير. من هو جاكسون؟ تعود تسمية موقف جاكسون إلى السكرتير الإداري الإنجليزى مستر جاكسون الذي عمل إبان فترة الاستعمار مطلع الخمسينيات وقام بإنشاء حي سكني لكبار الموظفين بالدولة في منطقة الموقف الحالي أطلق عليه السكان اسمه، ومن ثم آل الحي إلى المؤسسة العامة للعقارات وهي مؤسسة حكومية وكان يسكن فيه بعض موظفي الحكومة، وظل الحال على ما هو عليه حتى حل المؤسسة في عام 1992 ومن ثم أزيل لاحقاً. وبعد قرار المحلية الأخير بتحويل المواقف من وسط الخرطوم إلى مواقف الإستاد والسكة الحديد وجاكسون ارتفعت أسعار الإيجارات في الأخير، وفي ذات الوقت ارتفع دخل أصحاب المحلات التجارية بنسبة (200%) طبقاً لبعض أصحاب الكافتيريات بالموقف تحدثوا لـ(السوداني). وفي مجمع الأوقاف قال بشير حامد، صاحب كافتيريا، وجدناه على غير العادة بلا زبائن، لـ(السوداني) إن مبيعاتهم انخفضت بنسبة (75%) بعد ترحيل الموقف، مشيراً إلى تفكيرهم في الرحيل إلى الموقف الجديد، لكنه أشار إلى أن الموقف الجديد غير مهيأ وأنهم في انتظار أن ينجلي الموقف. ويوافقه مرتضى عبدالله، صاحب محل تصوير مستندات بالمجمع، الذي قال لـ(السوداني) إن عملهم توقف تماماً وصاروا لا يحصلون سوى على (حق الفطور والمواصلات) مع ارتفاع الإيجارات، لكنه تمسك بفضيلة الصبر حتى تتضح الصورة وقال "الصبر جبر". معاناة الدخول والخروج واعتبر سائق حافلة بخط الخرطوم الثورات إبراهيم عيد، وهو من ضحايا الغاء الوظيفة، قرار نقل المواقف بأنه جاء متعجلاً وغير مدروس ولم يتم التعامل معه بالجدية المطلوبة. وقال عيد، وهو موظف كبير سابق بالبنك العقاري، لـ(السوداني) إن الموقف به هرجلة وعدم انتظام في الدخول والخروج إليه لعدم تنظيم الشوارع، مشيراً لمعاناة كبيرة يجدها السائقون في الدخول والخروج من الموقف، مشيراً إلى أنه يتطلّب نحو نصف ساعة مما يؤدى إلى ضياع زمن المواطنين، وأضاف عيد أن الإيراد اليومي انخفض بنسبة (30%) بعد ترحيل المواقف، منتقداً النقابة لعدم جلوسها مع السائقين لبحث آثار القرار.

(عدل بواسطة خليل عيسى خليل on 10-24-2007, 04:12 PM)
(عدل بواسطة خليل عيسى خليل on 10-24-2007, 04:23 PM)

Quote: حرم عثمان أحمد-المحامي تعاقبت على التاريخ البشري أنظمة مختلفة، فكان نظام الأقطاع احد هذه الأنظمة التي تركت أثراً عميقاً لدى الشعوب في ذلك الزمان، حيث كان أمراء الإقطاع أو ما يسمون بالنبلاء يسيطرون على الثروات ويمتلكون الأراضي ويعيشون حياة ارستقراطية في أبراج عاجية بعيدون كل البعد عن الشعوب ومعاناتها، التي تزداد يوماً بعد يوم بسبب الفقر المدقع والجهل والمرض إضافة الى الضرائب الباهظة. فاستولوا على أراضي الدولة وثرواتها ومواردها فأصبحت ملكاً خاصاً للأمراء لهم حق التصرف فيها بالبيع والنزع وغيرها من التصرفات الناقلة للملكية كما لهم حق منح من يرغبون في منحه وحرمان من يبغضونه أو يستضعفونه. فهم متخذو القرار، لذا نجدهم يسنون القوانين التي تخدم توجهاتهم وسياساتهم، حتى ولو تعارض ذلك مع مصلحة البلد أو مصالح الشعوب، فمصالحهم الشخصية فوق كل شيء. ونحن اليوم بعد مرور قرون عديدة على هذا النظام نجد التاريخ يعيد نفسه مرة ثانية ويطل على سمائنا أمراء إقطاع جدد، مارسوا الظلم بمختلف أشكاله وألوانه، استولوا على كل ثروات وموارد البلاد وأصبحت ملكاً خاصاً لزعامات المؤتمر الوطني، دون حياء أو خجل أو خوف من الله، فأثروا ثراءً فاحشاً، وأصبحوا يعيشون حياة ترف وبذخ، بعيدون كل البعد عن الشعب ومعاناة هذا الشعب التي بدأت منذ 89 يونيو، وأخذت أشكال وألوان مختلفة من ضرائب فادحة ومتعددة تحت مسميات مختلفة، لا تتناسب مع مستوى الدخل للمواطن، بالإضافة لالغاء مجانية العلاج والتعليم، وصولاً لأعمال الإزالة والتهجير القسري التي تمت لمناطق كثيرة في الخرطوم، والأقاليم المختلفة، وتشريد سكانها دون مراعاة لحقوقهم الدستورية التي نص عليها الدستور الانتقالي والمعاهدات الدولية. والسؤال الذي نطرحه: هل النزع تم لمصلحة عامة؟ الإجابة لا! لأن هنالك بعض المناطق التي تم نزعها وتشريد سكانها لصالح مشروع (دريم لاند)، أين المصلحة العامة في ذلك؟ الأمثلة كثيرة. واليوم تفاجأ بقرار تحويل المواقف دون أي سابق إنذار، ودون تخطيط ولا دراسة، كما أعتدنا دائماً في هذا البلد العشوائي! الذي لا تسبق قراراته أي دراسة علمية، وهذا أن دل على شيء إنما يدل على عشوائية متخذي القرار، ولكن نرجع ونقول أنها المصلحة الخاصة التي تطغي على المصلحة العامة. عملية تحويل المواقف هي خطوة أولى في سبيل تنفيذ مشروع مدينة السنط، لأن عملية التحويل يترتب عليها موت السوق العربي وبالتالي يسهل عملية إخلائه وتفريغه وتكسيره لإقامة الأبراج العاجية التي سوف تكون من نصيب أمراء إقطاع المؤتمر الوطني والمستثمرين الأجانب، أما المواطنون المغلوبون على أمرهم فسوف يعيشون في اطراف المدن، ام درمان، بحري، الخرطوم، ومن يرغب في الدخول الى مدينة السنط عليه ان يحصل على تأشيرة دخول لمدينة الأمراء!. حرم عثمان أحمد-المحامي

(عدل بواسطة خليل عيسى خليل on 10-30-2007, 10:14 AM)