|
Re: الحاج وراق (Re: Abdulla Ageed)
|
نص المقال:
الأطرش جاكم
الحاج وراق/ الصحافة
الدول تدول، والتاريخ لا يعرف فاصلة نهائية، ولكن الطغاة يعتقدون بأنهم يستطيعون إيقاف عجلة التاريخ عند لحظتهم العابرة! وهيهات! حين يصادر الطغاة التعددية الفكرية والسياسية، ويحطمون منظمات المجتمع المدني فإن الاحتجاجات الاجتماعية تبحث لها عن مسارب اخرى: فإذا كانت قبضة الطغاة قاهرة ولا قبل للمجتمع بها فإن اليأس يتخذ شكل الجماعات الارهابية، وان لم يفلح الارهاب في ازاحة السلطة القائمة الا انه- ورغم كُلفته الباهظة إنسانياً- يطلق ديناميات اجتماعية وسياسية تؤدي في النهاية الى تعديلات في شكل الحكم! واما اذا كانت قبضة القهر قوية في المركز ولكنها اضعف في الاطراف فان التعبير السياسي يتخذ شكل تمردات اقليمية او حركات قبلية وجهوية! واما اذا كانت السلطة الحاكمة، ولزيادة فاعلية قمعها تركز على المجال السياسي وحده وتترك المجالات الاخرى اقل تحكماً فان الاحتجاجات الاجتماعية تتخذ شكل الجريمة المنتظمة! بل وحين تهيمن سلطة عالية الجبروت على مجتمع ما، ويفشل هذا المجتمع في تحديها، فان هذه السلطة، وبطبيعة الاجتماع، تجنح الى التمدد خارجيا، مما يستثير ضدها سلطة اخرى او تحالف سلطات اجنبية يتمكن من ازاحتها! وهكذا ما من سلطة، وايا كانت قدرتها على القمع او اجادتها لتدابير التمكين، تدوم الى الابد! كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام! * وبلادنا ليست استثناء في الاجتماع البشري! ولكن الانقاذ، وقد صممها من يعتقد بانه «كلي» و«كامل» المعرفة، فقد تصورت بأنها يمكن ان تقيم طغياناً كلياً يشكل الخاتمة لتاريخ السودان! ولكن، وكما يؤتى الحذر من مأمنه، فقد اتضح بان «كامل» المعرفة لا يعرف حتى اقرب المقربين من اتباعه، كما لا يعرف ديناميات الاجتماع السياسي، بل ولا تدابير الاصطياد، فاصطادته السباع التي استخدمها بازاً لصيده!! واما الانقاذ «المتبقية» فلديها ذات اوهام ابدية التمكين! وقد ترسخت هذه الاوهام بواقعة ان الانقاذ ولسنوات واجهت معارضة «مهذبة» معارضة لها خطوطها الحمراء، التي وضعتها لنفسها بنفسها ،ولا تود تجاوزها لاسباب مبدئية- وطنية وانسانية واخلاقية! ولو ان الانقاذ واجهت معارضة تشبهها منذ البداية لما بقيت طيلة هذه السنين!. ولكن، ولأن المعارضة «المهذبة» تعجز عن الايفاء بمتطلبات مواجهة سلطة الإنقاذ، فانها تخلى الساحة تدريجياً لمعارضة من نوع معارضة يوم الاثنين الدامي!. وعن طبيعة هذه المعارضة، ومآلات الانقاذ، احكي الاسطورة ادناه، وهي اسطورة معروفة، ولكنني اعيد تركيبها لتجيب عن اسئلة واقعنا السياسي الراهن! * تحكي الاسطورة عن ملك غابة إدعى بأنه رأى رؤية رحمانية عن تدابير التمكين، وتشير كل الدلائل المتوفرة الى انه ربما قابل شيطاناً أوحى له رؤياه. وعلى كلٍ، وغض النظر عن مصادره ، فقد امتلك «وصفة» فعالة للحكم، يسميها هو بألواح «المعالم والتعاليم» ويسميها المراقبون المحايدون بنصائح ميكافيللي! * وإذا حذفنا التفاصيل غير الضرورية، فان ألواح الملك يمكن اختصارها الى ثلاثة مبادئ اساسية:المبدأ الأول «العزف»، ويعني ان «يعزف» الملك لاتباعه حتى يسيطر عليهم، ويقوم على فكرة التأثير في حواس سكان الغابة بحيث يتم «تخدير» عقولهم وسلب ارادتهم. وهو مبدأ اول لأن كل المبادئ الاخرى تستند اليه وتتفرع عنه!. ومبدأ «العزف» هذا هو نفسه ما تسميه الادبيات العلمية الحديثة بالدعاية او بالحرب النفسية، واذا كان يعتمد في الماضي على مزامير الكهنة، فإنه يعتمد في الازمنة الحديثة على الراديو والتلفزيون والقنوات والصحف والمنابر العامة!. وهو ذاته مبدأ السمسرة الطفيلية الذي يسمونه «الغناء»، فحين يغمز طفيلي الى طفيلي آخر قائلاً: «غني ليهو» فإنه يعني خداع المتعامل- ويسمونه بالرهينة «!»، لانهم يرهنون عقله بالكلام المعسول، او بكلمة اخرى بالعزف! * وأما المبدأ الثاني فهو «اللغف»، ويقوم على تعميم «اللغف» وسط النخبة، فما دام الحاكم يلغف، فإنه ولإستدامة لغفه، يشرك بقية الصفوة معه في ذلك ، سواء الصفوة الفكرية أو السياسية أو الثقافية! * والمبدأ الثالث والأخير هو «القصف» او «النسف»، وهو آخر مبدأ لانه آخر العلاج، وهو الكي، فالذين لا ينجح معهم «العزف» ولا يغريهم «اللغف» فإنهم اما ان «تُنسف» شخصياتهم، وهذا ما يسمى في الحرب النفسية باغتيال الشخصية، او «تُقصف» رقابهم بالاغتيال المادي المباشر!. وتشتغل المبادئ الثلاثة بصورة متخصصة وتكاملية، فيستخدم «العزف» للعامة، واللغف للصفوة، ويستخدم «القصف» للمتمردين سواء من العامة أو الصفوة!. *وتحكي الاسطورة ان ملك الغابة وبهذه التعاليم ثلاثية تدابير التمكين، استطاع ان يهيمن هيمنة مطلقة على الغابة، ولسنوات عديدة!. ولكن، وبسبب هذه الهيمنة المطلقة، فلم يكن يرى سوى اهوائه ونزواته، فتجاهل احتياجات سكان الغابة، بل وتجاهل شروط الحفاظ على العمران والبيئة. واستناداً على فنيات وتدابير كتاب «المعالم والتعاليم» استطاع ان يقمع وبكفاءة أية نامة معارضة .. الى ان جاء ذلك اليوم المشهود! * في ذلك اليوم المشهود، تقدم نحو الملك الطاغية احد الاسود مهاجماً، والاسود بحسب تصنيف كتاب «المعالم والتعاليم» تعد من العامة، لأنها وبرغم قوتها الجسمانية الهائلة، الا ان عقولها بسيطة، ولذا يسهل التحكم بها، فاذا اعطيت مقداراً كافياً من اللحوم، وتواصل العزف على رؤوسها، فانها يمكن ان تتنازل عن ميلها الفطري في البحث عن الكرامة و السيادة!. تقدم ذلك الاسد نحو الملك، ولسبب واضح، فالملك في انشغاله بأهوائه ونزواته لم يعد يهتم بشبع اتباعه!. ورغم ان الاسد المهاجم يشق طريقه نحو الملك وهو يفتك بالكثير من الحراس الذئاب، وقد كانوا هم ايضا جوعى وساخطين، الا ان الملك ظل رابط الجأش بل وغير مبالٍ، فقد كان على قناعة بان وصفات كتاب التعاليم لم تخزله ولن تخزله ابداً! امر الملك باستخفاف ان تعزف جميع المزامير في الغابة علها توقف تقدم الاسد المهاجم، ولكن، ولمفاجأته، واصل الاسد هجومه وفتكه بالحراس! فامر الملك بالقاء الكثير من مطايب اللحوم على الاسد المهاجم، ولكن فات الاوان، فالمهاجم وان كان جائعاً، الا انه كان غاضباً اكثر منه جائعا، فواصل هجومه! وحين استوعب الملك الطاغية المفارقة لم تتبقَ له سوى هينهات للدهشة: لقد افترسه المهاجم!. * وخلف عرش الطاغية القتيل تغامز قردان، كلاهما من الذين سبق وتمت السيطرة عليهما وفق التعاليم، ولكن بصعوبة-، قال القرد الأول: «ألم أقل لك انه سيأتي يوم يبرز فيه من العامة «أطرش» لا يمكن السيطرة عليه بالعزف، ولسبب واضح، انه لا يسمع اصلاً، فتنهار وصفة كتاب التعاليم؟!». فرد عليه الآخر: «صدقت، ولكن الجدير بالتأمل، انه حين يستكبر حاكم ما فلا يسمع لمجتمعه ولناصحيه، ويصير كالأطرش، فانه بذلك يفتح الطريق لاطرش آخر حقاً وفعلاً...!» وما أكثر العبر وما أقل الاعتبار!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: Abdulla Ageed)
|
الاستاذ عبدالله عقيد
خلال فتره عملى فى صحيفة الحريه ومن بعد فى صحيفه الصحافه , اتاحت لى الظروف فرصه العمل مع الحاج وراق ومرافقته. وخلال هذه المرافقه عرفت الوجه الاخر للحاج وراق . الوجه الانسانى للحاج وراق ....الاخ والصديق والاب والقائد. ولمن لا يعرفون الحاج وراق عليهم ان يتخيلوا سياسى عفيف فى وسط لا يعرف ساسته العفه , وعليهم ان يتخيلوا قائد جسور ومثقف يدهشك دائما بتحليلاته العميقه ويقنعك بمنطقه الذى يلامس الحقائق ويجليها امامك كما لو كنت تلمسها بيديك . وعليهم ان يتخيلوا صديقا صدوقا تلقاه عند الملمات . واخا ناصحا تجد دوما عنده الراى السديد . لم ارى فى حياتى قط رجل حمل هم الوطن وشقى به كما فعل الحاج وراق. ولكن ادعياء النضال هم دوما من يقصر نظرهم عن رؤيه ما يراه الناس فى الحاج وراق . فعندما تحدث فى المؤتمر الصحفى للنائب الاول , وجدوا ضالتهم وحاولوا النيل منه, ولكن ما ان مضت عده شهور حتى تبين للناس ماكان يقوله وينبه له الحاج وراق . ولكن لا حياة لمن تنادى كما يقال.
الحديث عن وراق يطول وهذه مجرد شزرات من معرفتى لوراق . سوف اعود لاحقا لاكتب المزيد عن الانسان الذى عرفته.
كل الود
................... ليس هنالك طرق... الطرق يصنعها المشى ............
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: حسب ربه)
|
عزيزى عقبد تحياتى وتقديرى
متى نفهم ونفرق بين القبضة الامنبة السياسبة والتى كان يقصدها الحاج وراق وبين القب القبضة الامنيةالمهنية والتى يفترض ان تقوم بها اجهزة الامن المختلفة.نصيحة الحاج وراق
الاخيرةنفذتها حكومة الانقاذ بحزافيرهاحيث وفرت الحماية الكاملةلاجزهتها السياسية والاقتصادية وبنوكها ودور مؤتمراتها الوطنية وقصورها ووجهت الاعلام وبذكاء شديد ليخدم اهدافها وتجاهلت امن المواطن السودانى وكانت النتيجة ماساة لها نتائج خطيرة على مستقبل الوحدة السودانية. كتابات الحاج وراق الاخيرة ايجابية وتعبر عن راى قوى الاستنارة بمختلف توجهاتهم الفكرية وهى بداية قد تنتهى بنقد زاتى لكل الخرمجة التى بدرت بدرت منة فى السنين الاخيرة . واللة لعلم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: رؤوف جميل)
|
العزيز رؤوف جميل لك التحية والتقدير
Quote: كتابات الحاج وراق الاخيرة ايجابية وتعبر عن راى قوى الاستنارة بمختلف توجهاتهم الفكرية وهى بداية قد تنتهى بنقد زاتى لكل الخرمجة التى بدرت بدرت منة فى السنين الاخيرة . واللة أعلم |
حتى لو افترضنا أن في بعض كتابات الحاج وراق (خرمجة) أملتها مواقفه السياسية وميوله الفكرية، فهي ليست كخرمجة غيره.. فالبعض يخرمج ضد البلد يا رؤوف. مشكلتنا أن سياسيينا وكتابنا ومثقفينا (إلا ما ندر) يخرمجون على الدوام ولا تصدر منهم (أي مواقف إيجابية).. فحالة الخرمجة عندنا هي الأصل.. وما دمنا نجد كاتبا صحفيا مثل الأستاذ ورّاق يفرق بين (الخرمجة) مع خصومه السياسيين أو المختلفين معه فكريا (وأنا منهم).. وبين المواقف الوطنية والحرص على استقرار البلد وأمنها فيجب أن نعض عليه بالنواجز.. فالاختلاف (أصل) لا يمكن تجاوزه. كما أن الوطن (أصل) لا يجب أن نتجاوزه فلماذا لا نظل مختلفين و(نخرمج) ضد بعضنا البعض، ستبعدين الوطن من أن يناله رزاز هذه الخرمجة!؟ لماذا لا نتفق على مبدأ (الوطن).. ونختلف ما شئنا حول الأمور الأخرى؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: حسب ربه)
|
الأستاذ حسب ربه
شكرا للإضافة..
Quote: سياسى عفيف فى وسط لا يعرف ساسته العفه , وعليهم ان يتخيلوا قائد جسور ومثقف يدهشك دائما بتحليلاته العميقه ويقنعك بمنطقه الذى يلامس الحقائق ويجليها امامك كما لو كنت تلمسها بيديك . |
هذا بالفعل ما لمسته لدى الأستاذ وراق، من خلال معظم كتاباته الصحفية.
نأمل أن يسلك مثقفينا وساستنا والنخبة فينا مسلك الأستاذ وراق. ويجعلوا الوطن (أولا) ثم بقية الولاءات والانتماءات.
لك الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: Abdulla Ageed)
|
الاخ/ عبدالله عقيد لك الشكر على هذا البوست
التحية والتجلة عبر هذا البوست للاستاذ الحاج وراق ، نفع الله بعلمه وثاقب فكره البلاد والعباد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: Zoal Wahid)
|
Quote: ولسنوات واجهت معارضة «مهذبة» معارضة لها خطوطها الحمراء، التي وضعتها لنفسها بنفسها ،ولا تود تجاوزها لاسباب مبدئية- وطنية وانسانية واخلاقية! ولو ان الانقاذ واجهت معارضة تشبهها منذ البداية لما بقيت طيلة هذه السنين!. |
كلام عجيب !!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: Abdulla Ageed)
|
Quote: ولسنوات واجهت معارضة «مهذبة» معارضة لها خطوطها الحمراء، التي وضعتها لنفسها بنفسها ،ولا تود تجاوزها لاسباب مبدئية- وطنية وانسانية واخلاقية! ولو ان الانقاذ واجهت معارضة تشبهها منذ البداية لما بقيت طيلة هذه السنين!. |
الأخ Mohamed E. Seliaman
لا أدري ما هو مثار تعجبك من هذا المقتطف من مقال الحاج وراق.. لكني شخصيا لا أتفق معه في هذا الأمر.. فالمعارضة (بجملتها) لم تكن كذلك.. إلا إذا كان يقصد معارضته هو.. وذلك أمر آخر. أما المعارضة الخارجية.. فقد كان منها من هو أسوأ من الإنقاذ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: Abdulla Ageed)
|
الاخ عبد الله السلام عليكم ورحمة الله كتب وراق
Quote: ولسنوات واجهت معارضة «مهذبة» معارضة لها خطوطها الحمراء، التي وضعتها لنفسها بنفسها ،ولا تود تجاوزها لاسباب مبدئية- وطنية وانسانية واخلاقية! ولو ان الانقاذ واجهت معارضة تشبهها منذ البداية لما بقيت طيلة هذه السنين |
!.
كتب عقيد
Quote: لا أدري ما هو مثار تعجبك من هذا المقتطف من مقال الحاج وراق.. |
Quote: فالمعارضة (بجملتها) لم تكن كذلك.. إلا إذا كان يقصد معارضته هو.. وذلك أمر آخر. أما المعارضة الخارجية.. فقد كان منها من هو أسوأ من الإنقاذ. |
يكتب M. E. Seliaman اعتذر واسحب تعجبي ولك تقديري ومحبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: Abdulla Ageed)
|
أخي الكريم محمد E سليمان لك وافر تقديري
حقيقة.. لم أكن أدري مثار تعجبك، هل هو تصديقا لرأي الكاتب أم تعجبا منه وقد بيّنت ذلك.. ولك صديقي مطلق الحرية في أن تقول ما شئت. فأنا لم أفتح هذا البوست داعيا لاعتناق فكر الحاج وراق وآراؤه وإنما اعتبره مثلا لمواطن يضع هم بلده في المقام الأول. ثم له بعد ذلك الحق في أن يخالف من يشاء ويخاصم من يشاء ويصالح كذلك من يشاء.. المهم هو أن هناك رجال يعتبرون الوطن (منطقة محظورة) لا يجوز زجها في ما يدور بين المواطنين من خلاف.
لك تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: Abdulla Ageed)
|
الاخ عقيد السلام عليكمورحمة الله اتابع اسهامك في المنبر باهتمام واحترم موضوعيتك في الرد
وارجو ان تطلعني رايك في ما كتبه وراق عن كرة القدم الاسلامية فيما نقله الاخ الكيك ولك الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: Abdulla Ageed)
|
التحية للاستاذ الحاج وراق الذى تعلمنا منه الكثير. شكرآ يا عبد الله عقيد على كلامك الحسن عن وراق. ولكن يجب النظر ابعد من شخص الحاج. يجب ان ننظر ونحترم ونلتزم بالقيم التى يعتنقها الاستاذ وراق. وكرس حياته من اجلها، ومن اجل ان يراها واقعآ معاشآ فى السودان. الحاج وراق يبشر بقيم الحرية والنزاهة وطهارة الحكم. والشفافية والمساءلة، وحقوق البشر فى الحياة الكريمة، والتعليم والصحة والامن من الجوع والطمأنينة من الخوف. ويبشر بالتسامح وبالمواطنة السمحة والشراكة فى الوطن لكافة بنيه غض النظر عن اللون، العرق، الدين، النوع، والاصل الاجتماعى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: Adil Osman)
|
عادل عثمان شكرا للمرور والإضافة
Quote: الحاج وراق يبشر بقيم الحرية والنزاهة وطهارة الحكم. والشفافية والمساءلة، وحقوق البشر فى الحياة الكريمة، والتعليم والصحة والامن من الجوع والطمأنينة من الخوف. ويبشر بالتسامح وبالمواطنة السمحة والشراكة فى الوطن لكافة بنيه غض النظر عن اللون، العرق، الدين، النوع، والاصل الاجتماعى. |
كلنا نطالب بهذا، ونسعى له.. وهذا بالفعل ما نشاركه الحاج وراق وكل مخلص حادب على مصلحةالوطن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: Abdulla Ageed)
|
الأخ عبد الله عقيد شكرا لهذا البوست الذي ينصف إنسان أعطى ولم يأخذ ، نشر الوعي بقدر ما يقدر .. وليس بقدر ما يملك.. أود ان أسوق لك حادثة تبين مدى فطنته وعمق قرائته لأحداث لماضي وتحليل الحاضر وأستقراء المستقبل.. خلال الديمقراطية الثالثة أقام الحزب الشيوعي ندوة بأمدرمان ميدان الأزهري (المدرسة الأهلية ) وتحدث فيها المرحوم الأستاذ خالد الكد والأستاذ الحاج وراق متعه الله بالصحة والعافية وآخرين ، وكان قبل تلك الندوة سبق أن سيرت الجبهه القومية الإسلامية مظاهرة حملوا فيها المصاحف وذلك بعد أن أخرجتهم مذكرة الجيش من تحالف السلطة ، عموما كانت مظاهرتهم ضعيفة وهشه وصارت موضوع تندر من بعض المتحدثين في تلك الندوة عدا الحاج وراق الذي تحدث وبين أختلافه مع من طالبوا بتجاهل تلك المظاهرة وتندروا عليها وقال منبها ومحذرا بأن تلك المظاهرة يجب أن تؤخذ بشكل جاد وهي غطاء لما سيأتي ولو لم نأخذ حذرنا سوف نخسر كل شئ .. ولكننا للأسف لم نأخذ تحذيره مأخذ الجد وفوجئنا بعد عدة أسابيع بإنقلاب الإنقاذ المشئوم... وخسرنا كل شئ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: عاطف عبدالله)
|
مسارب الضي من «طرائف» الأصولية: كرة القدم «الإسلامية»!
الحاج وراق
*الخط الفاصل الاساسي، والذي يميز بين الاصولية والاستنارة، انما هو كيفية التعامل مع الآخر، فبينما تجنح الاصولية الى تأثيم استلاف اي نتاج من نتاجات الآخر، فان الاستنارة تتبنى موقفا نقديا يقوم على مبدأ «الحكمة ضالة المؤمن، أنا وجدها فهو احق بها.» ولهذا فإن الأصوليه تؤدى الى الانغلاق، بينما تثمر الإستناره الانفتاح الحضاري والثقافي. ويبدأ انغلاق الأصولية برفض الديمقراطية وحقوق الإنسان بوصفها نتاجا «وافدا» وغزوا فكريا! ولكن واهم من يعتقد بأن الكارثه تنتهي عند ذلك، إنها تمتد لتطال كل عالم الانسان - تطال الفكر، والاجتماع، والفنون، والآداب، بل وتطال حتى الرياضة!! { ولنتصور مقدار ما يمكن ان يصل إليه الغلو، فتأمل عزيزي القارئ في الفتوى ادناه عن كرة القدم، والتي نشرتها صحيفة (الوطن) السعودية بتاريخ الخميس 25 أغسطس 2005، نقلا عن أحد مواقع الإنترنت الأصولية. وقد تثير مثل هذه الفتوى مجرد الابتسام والسخرية في بيئة منفتحة نسبيا، ولكنها، وهذه الخطورة، تؤثر فى بعض الشباب، وقد أثرت عمليا، كما تذكر (الوطن) السعودية، في بعض الشباب السعوديين ودفعتهم للإنقطاع عن ممارسة كرة القدم! وفيما يلي الفتوى: { «اولا: تلعبون الكرة بدون الخطوط الأربعة لأنها من صنع الكفار والقانون الدولي لكرة القدم الذى امر بوضعها ورسمها عند اللعب بالكرة. ثانياً: ألفاظ القانون الدولى الذى وضعه الكفار والمشركين كالفاول والبلنتى والكورنر والقول والآوت كل هذه الالفاظ وغيرها تترك ولا تقال. ومن قالها منكم يُؤدب ويُزجر ويُخرج من اللعب، ويقال له علانية: إنك قد تشبهت بالكفار والمشركين، وهذا حرام عليك. ثالثاً: من سقط منكم أثناء اللعب وكسرت يده أو قدمه أو مست الكرة يده فلا يقال فاول ولا يوقف اللعب من أجل سقوطه، ولا يعطى من كسره وأسقطه ورقة صفراء ولاحمراء.. بل الأمر لتحكيم الشرع عند الكسور والجروح. فيأخذ اللاعب المكسور حقه الشرعي كما في القرآن وأنتم يجب عليكم ان تشهدوا معه على أن فلانا تعمد كسره. رابعاً: لا توافقوا الكفار واليهود والنصارى وخاصة أمريكا الخبيثه بالعدد، بمعنى الا تلعبوا احد عشر شخصا، بل تزيدون على هذا العدد أو تقلون. خامساً: تلعبون بثيابكم أو ثياب النوم وغيرها، بدون السراويل الملونه والفنايل المرقمة حيث ان السراويل والفنايل ليست من ملابس أهل الاسلام بل هى ملابس الكفار فإياك والتشبه بلباسهم. سادساً: أن يُقصد من لعبكم بالكرة اذا طبقتم الشروط والضوابط تقوية البدن بنية الجهاد فى سبيل الله تعالى والإستعداد له فى وقت ينادى للجهاد. لا لضياع الوقت والأعمار والفرح بالفوز المزعوم. سابعاً: لا تجعلوا وقت لعبكم (45 دقيقة) كما هو الوقت المرسوم عند اليهود والنصارى وجميع دول الكفر والإلحاد وكذا هو الوقت المعمول به عند نوادى الضلال، فعليكم بمخالفة الكفار والفساق وعدم مشابهتهم بشئ. ثامناً: لا تلعبوا على مدار شوطين، بل شوطا واحدا كما تسمونه، او ثلاثة اشواط حتى تتم مخالفتكم للكفار والمشركين والفساق والعصاة. تاسعاً: اذا لم يغلب احدكم الآخر وينتصر عليه كما تسمونه ويدخل الجلد بين الأخشاب او الاحجار، فلا تضعوا وقتا (اضافيا) او (بلنتات) حتى يحصل الفوز، لا، بل انصرفوا مباشرة إذ الفوز بهذه الطريقه هو عين التشبه بالكفار وهو عين تطبيق القانون الدولى لكرة القدم. عاشراً: إذا لعبتم الكرة فلا تضعوا اثناء لعبكم شخصا يتابعكم تسمونه حكما، اذ بعد الغاء القوانين الدولية كالفاول والبلنتى والكورنر وغيرها يكون وجوده لا داعى له، بل وجوده تشبه بالكفار واليهود والنصارى ووجوده طاعة فى تنفيذ القانون الدولى. الحادى عشر: لا يجتمع عليكم أثناء لعبكم مجموعة من الشباب لينظروا اليكم، إذ أنتم اجتمعتم من أجل الرياضة وتقوية أبدانكم كما تزعمون، فلماذا هؤلاء ينظرون اليكم. فإما ان تجعلوهم يشاركونكم في تقوية الأبدان والاستعداد للجهاد كما تزعمون، واما ان تقولوا لهم اذهبوا للدعوة الى الله ومتابعة المنكرات في الاسواق والصحف ودعونا نقوى ابداننا. الثاني عشر: اذا فرغتم من اللعب بالكرة فإياكم ان تتحدثوا عن لعبكم، وأننا احسن لعبا من الخصم الآخر، او ان فلانا يحسن اللعب وهكذا، بل يكون همكم وحديثكم عن ابدانكم وقوتها وعضلاتها. واننا ما لعبنا الا لقصد التدرب على الجري والكر والفر استعدادا للجهاد فى سبيل الله تعالى. الثالث عشر: من أدخل الكرة منكم بين الاخشاب أوالحديد ثم اخذ يجرى لكي يتبعه اصحابه ويعانقوه كما يُفعل باللاعب في امريكا وفرنسا، فهذا يُبصق في وجهه ويُؤدب ويُزجر، إذ ما علاقه الفرح والمعانقة والتقبيل بالرياضة البدنية التي تدعونها. الرابع عشر: الاخشاب او الحدائد الثلاثة التى تضعونها لتُدخل الكرة فيها ينبغي ان تجعلوها خشبتين بدلا من ثلاثة، بمعنى انكم تنزعون الخشبة او الحديدة الفوقيه، وكذلك تنقصون من ارتفاع الاخشاب او الحديد حتى لا تشبه طريقة الكفار وحتى تتم مخالفة القانون الدولى الطاغوتى لنظام كرة القدم. الخامس عشر: لا تجعلوا مايسمى (بالاحتياط) وهو ما اذا تعثر احدكم ادخلتم بدلا عنه، اذ هذا هو صنيع الكفار فى امريكا وغيرها. هذه بعض الشروط والضوابط، حتى لا يقع شباب الصحوة فى التشبه بالكفار والمشركين فى لعبهم بالكرة.....» انتهت النقاط الاساسية للفتوى!! { والحجة الضمنية لهذه الفتوى واضحة، وهى ضرورة رفض كل ما يأتى من الآخر - (المشرك، الكافر، اليهودى، النصرانى... الخ)، باعتبار ان مثل هذا الاخذ يدخل فى باب «التشبه»! وقطعا انه لا يمكن ايصال هذه الحجة الى نهايتها المنطقية، حيث أنَّ الآخر لم يبتدع كرة القدم وحدها، ولا الديمقراطية وحقوق الإنسان وحسب، وانما انتج كذلك العربة والطائرة والمضاد الحيوى والتراكتور والصحيفة والراديو والتلفزيون.. الخ، وبالتالى فلا يمكن قيام حياة معاصرة، خصوصا كالحياة المرفهة لمجتمعات الاستهلاك في الخليج بدون منتجات هذا الكافر الصليبي! وإلا فمن من الاصوليين على استعداد ان يمتطى البعير بديلا عن اللاندكروزر؟! والأهم ان لاعلاقة لمثل هذا المنطق المغلق والمتهافت بالقيم والحضارة الإسلامية، فالحضارة الإسلامية في أوج إزدهارها لم تجد غضاضة في استيراد الحكمة ايا كانت مصادرها، ولكننا في أوان الانحطاط الحالى، ولأننا لم نعد كما فى السابق، قادرين على الاخذ والعطاء، فإننا نفضل القبوع فى الكهوف مغلقة الارتاج والنوافذ والأبواب! وألا يؤكد مثل هذا الموقف، قول المتطرفين لدى (الآخر) بأننا لم نعد عبئا عليهم وحسب، وإنما كذلك حضارة مريضة، تنتشر «عدواها» على كل المعمورة؟! ولكن، من المؤكد ان هذا الغثاء الى حين، سيذهب الزبد جفاء، وسيمكث ما ينفع الناس، أي ما يتطابق مع ما في القيم الإسلامية من رحمة وكرامة وحرية وعدالة وانفتاح!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: الكيك)
|
الاخ عقيد السلام عليكم
Quote: وميوله الفكرية، فهي ليست كخرمجة غيره.. فالبعض يخرمج ضد البلد يا رؤوف |
ما هي الخرمجة ان لم تكن مثل :
Quote: من «طرائف» الأصولية: كرة القدم «الإسلامية»! |
الوراق هذا لم يثبت نسبة الفتوى الى اي مسلم ثم يستخدمها للتندر بالاصولية انها الخرمجة بعينها تحياتي وحبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: Mohamed E. Seliaman)
|
الاخ محمد لك التحية والتقدير
لا بأس أن نعتبر هذا المقال من قبيل (الخرمجة) التي يلجأ إليها الكثير من الكتاب. وقد تابعت هذه الفتوى (المفبركة) وتداعيتها هنا في السعودية فقد تناولتها الكثير من المنابر متهكمة أو منتقدة.. وقد ثبت أنها مفبركة تقريبا.. ولكن إذا أردنا أن نحاسب على الخرمجة فيجب أن نبدأ بصحيفة الوطن التي أحيت هذه المزلة بعد فترة من انتشارها وأعادت نشرها والتعليق عليها..
لك تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: Abdulla Ageed)
|
الاخ عقيد ولك فائق ودي وشكري على الرد وراق يكتب الحق ويكتب الباطل ومثال الفتوى اعلاه خير مثال على باطله وهو كاتب قدير وقلم انيق فهل يعقل انه غفل عن احتمال الفبركة !! واتابع مقالاته ومغالاته من قبيل:
Quote: والمتهم الاساسي ايديولوجية الاخوان المسلمين لانها اذ ترى في الصراعات السياسية صراعات عقائد، فانها ، وبالضرورة، تسعى الى افناء الآخر او اخضاعه اخضاعاً كلياً ، وبذلك يقضي شعارهم التهريجي: « فليعد للدين مجده او ترق كل الدماء»! |
هل ترى وضوح صناعة التخليط والتلبيس المتعمد في هذا المقال ؟ والحاج وراق ذو وعي كاف بالمفردات التي يستخدمها ولكنه بفترض عدم وعي الكثيرين ولك التحية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: Adil Osman)
|
Quote: يجب ان ننظر ونحترم ونلتزم بالقيم التى يعتنقها الاستاذ وراق. وكرس حياته من اجلها، ومن اجل ان يراها واقعآ معاشآ فى السودان |
لا ارى وجوبها علي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: Abdulla Ageed)
|
الاخ عبدالله عقيد السلام عليكم ورحمة الله لقد ذكرت رجلا ليس بالسهل فهو سياسي قدير ومثقف متميز وانسان ذي نفس اخلاقي عالي الحاج نموذج للسياسي الذي يعلمك ان السياسه بلاقيم لاتعبر عن مصالح الشعب انما تعبر عن مصالح السياسيين المحترفين والسياسه بلا فكره هي محض لعب بوليتيكا لذلك تراه في مواقف كثيره يبدو محيرا للكثيرين لانهم الفوا نمط وشكل محدد للسياسه والسياسيين لان الاخرين يقدمون الحزب علي الوطن والقبيله علي الحزب والنفس علي كل ذلك احدهم لايبالي ان يتسسب في حرق المركب مادام هو سينجو ولا يبالي ان يتحالف مع الشيطان في سبيل تحقيق طموحاته الشخصيه هولاء الذين سماهم د0عبدالله علي ابراهيم سماسرة السياسه يكفي الحاج وراق الرساله العظيمه التي ارسلها عندما قدم استقالته من قيادة حركة حق والمبررات الاخلاقيه التي ساقها فهي لاتصدر الا عن رجل عظيم فالتحيه لاستاذنا الحاج وراق ولك اخي عقيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: فتح العليم عبدالحي)
|
الأخ فتح العليم لك خالص التقدير
Quote: لان الاخرين يقدمون الحزب علي الوطن والقبيله علي الحزب والنفس علي كل ذلك احدهم لايبالي ان يتسسب في حرق المركب مادام هو سينجو ولا يبالي ان يتحالف مع الشيطان في سبيل تحقيق طموحاته الشخصيه هولاء الذين سماهم د0عبدالله علي ابراهيم سماسرة السياسه |
سماسرة السياسة، هم مصيبتنا. ولتجاوزهم لابد أن ننوه بأمثال هذا الرجل، ونضع (لافتة) تشير إليهم، فأملنا الوحيد هو أن نختلف على غير (الوطن) الذي يجب أن يكون دائما خارج إطار خلافاتنا..
ولك ودي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: Abdulla Ageed)
|
Quote: الأطرش جاكم
الحاج وراق/ الصحافة
الدول تدول، والتاريخ لا يعرف فاصلة نهائية، ولكن الطغاة يعتقدون بأنهم يستطيعون إيقاف عجلة التاريخ عند لحظتهم العابرة! وهيهات! حين يصادر الطغاة التعددية الفكرية والسياسية، ويحطمون منظمات المجتمع المدني فإن الاحتجاجات الاجتماعية تبحث لها عن مسارب اخرى: فإذا كانت قبضة الطغاة قاهرة ولا قبل للمجتمع بها فإن اليأس يتخذ شكل الجماعات الارهابية، وان لم يفلح الارهاب في ازاحة السلطة القائمة الا انه- ورغم كُلفته الباهظة إنسانياً- يطلق ديناميات اجتماعية وسياسية تؤدي في النهاية الى تعديلات في شكل الحكم! واما اذا كانت قبضة القهر قوية في المركز ولكنها اضعف في الاطراف فان التعبير السياسي يتخذ شكل تمردات اقليمية او حركات قبلية وجهوية! واما اذا كانت السلطة الحاكمة، ولزيادة فاعلية قمعها تركز على المجال السياسي وحده وتترك المجالات الاخرى اقل تحكماً فان الاحتجاجات الاجتماعية تتخذ شكل الجريمة المنتظمة! بل وحين تهيمن سلطة عالية الجبروت على مجتمع ما، ويفشل هذا المجتمع في تحديها، فان هذه السلطة، وبطبيعة الاجتماع، تجنح الى التمدد خارجيا، مما يستثير ضدها سلطة اخرى او تحالف سلطات اجنبية يتمكن من ازاحتها! وهكذا ما من سلطة، وايا كانت قدرتها على القمع او اجادتها لتدابير التمكين، تدوم الى الابد! كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام! * وبلادنا ليست استثناء في الاجتماع البشري! ولكن الانقاذ، وقد صممها من يعتقد بانه «كلي» و«كامل» المعرفة، فقد تصورت بأنها يمكن ان تقيم طغياناً كلياً يشكل الخاتمة لتاريخ السودان! ولكن، وكما يؤتى الحذر من مأمنه، فقد اتضح بان «كامل» المعرفة لا يعرف حتى اقرب المقربين من اتباعه، كما لا يعرف ديناميات الاجتماع السياسي، بل ولا تدابير الاصطياد، فاصطادته السباع التي استخدمها بازاً لصيده!! واما الانقاذ «المتبقية» فلديها ذات اوهام ابدية التمكين! وقد ترسخت هذه الاوهام بواقعة ان الانقاذ ولسنوات واجهت معارضة «مهذبة» معارضة لها خطوطها الحمراء، التي وضعتها لنفسها بنفسها ،ولا تود تجاوزها لاسباب مبدئية- وطنية وانسانية واخلاقية! ولو ان الانقاذ واجهت معارضة تشبهها منذ البداية لما بقيت طيلة هذه السنين!. ولكن، ولأن المعارضة «المهذبة» تعجز عن الايفاء بمتطلبات مواجهة سلطة الإنقاذ، فانها تخلى الساحة تدريجياً لمعارضة من نوع معارضة يوم الاثنين الدامي!. وعن طبيعة هذه المعارضة، ومآلات الانقاذ، احكي الاسطورة ادناه، وهي اسطورة معروفة، ولكنني اعيد تركيبها لتجيب عن اسئلة واقعنا السياسي الراهن! * تحكي الاسطورة عن ملك غابة إدعى بأنه رأى رؤية رحمانية عن تدابير التمكين، وتشير كل الدلائل المتوفرة الى انه ربما قابل شيطاناً أوحى له رؤياه. وعلى كلٍ، وغض النظر عن مصادره ، فقد امتلك «وصفة» فعالة للحكم، يسميها هو بألواح «المعالم والتعاليم» ويسميها المراقبون المحايدون بنصائح ميكافيللي! * وإذا حذفنا التفاصيل غير الضرورية، فان ألواح الملك يمكن اختصارها الى ثلاثة مبادئ اساسية:المبدأ الأول «العزف»، ويعني ان «يعزف» الملك لاتباعه حتى يسيطر عليهم، ويقوم على فكرة التأثير في حواس سكان الغابة بحيث يتم «تخدير» عقولهم وسلب ارادتهم. وهو مبدأ اول لأن كل المبادئ الاخرى تستند اليه وتتفرع عنه!. ومبدأ «العزف» هذا هو نفسه ما تسميه الادبيات العلمية الحديثة بالدعاية او بالحرب النفسية، واذا كان يعتمد في الماضي على مزامير الكهنة، فإنه يعتمد في الازمنة الحديثة على الراديو والتلفزيون والقنوات والصحف والمنابر العامة!. وهو ذاته مبدأ السمسرة الطفيلية الذي يسمونه «الغناء»، فحين يغمز طفيلي الى طفيلي آخر قائلاً: «غني ليهو» فإنه يعني خداع المتعامل- ويسمونه بالرهينة «!»، لانهم يرهنون عقله بالكلام المعسول، او بكلمة اخرى بالعزف! * وأما المبدأ الثاني فهو «اللغف»، ويقوم على تعميم «اللغف» وسط النخبة، فما دام الحاكم يلغف، فإنه ولإستدامة لغفه، يشرك بقية الصفوة معه في ذلك ، سواء الصفوة الفكرية أو السياسية أو الثقافية! * والمبدأ الثالث والأخير هو «القصف» او «النسف»، وهو آخر مبدأ لانه آخر العلاج، وهو الكي، فالذين لا ينجح معهم «العزف» ولا يغريهم «اللغف» فإنهم اما ان «تُنسف» شخصياتهم، وهذا ما يسمى في الحرب النفسية باغتيال الشخصية، او «تُقصف» رقابهم بالاغتيال المادي المباشر!. وتشتغل المبادئ الثلاثة بصورة متخصصة وتكاملية، فيستخدم «العزف» للعامة، واللغف للصفوة، ويستخدم «القصف» للمتمردين سواء من العامة أو الصفوة!. *وتحكي الاسطورة ان ملك الغابة وبهذه التعاليم ثلاثية تدابير التمكين، استطاع ان يهيمن هيمنة مطلقة على الغابة، ولسنوات عديدة!. ولكن، وبسبب هذه الهيمنة المطلقة، فلم يكن يرى سوى اهوائه ونزواته، فتجاهل احتياجات سكان الغابة، بل وتجاهل شروط الحفاظ على العمران والبيئة. واستناداً على فنيات وتدابير كتاب «المعالم والتعاليم» استطاع ان يقمع وبكفاءة أية نامة معارضة .. الى ان جاء ذلك اليوم المشهود! * في ذلك اليوم المشهود، تقدم نحو الملك الطاغية احد الاسود مهاجماً، والاسود بحسب تصنيف كتاب «المعالم والتعاليم» تعد من العامة، لأنها وبرغم قوتها الجسمانية الهائلة، الا ان عقولها بسيطة، ولذا يسهل التحكم بها، فاذا اعطيت مقداراً كافياً من اللحوم، وتواصل العزف على رؤوسها، فانها يمكن ان تتنازل عن ميلها الفطري في البحث عن الكرامة و السيادة!. تقدم ذلك الاسد نحو الملك، ولسبب واضح، فالملك في انشغاله بأهوائه ونزواته لم يعد يهتم بشبع اتباعه!. ورغم ان الاسد المهاجم يشق طريقه نحو الملك وهو يفتك بالكثير من الحراس الذئاب، وقد كانوا هم ايضا جوعى وساخطين، الا ان الملك ظل رابط الجأش بل وغير مبالٍ، فقد كان على قناعة بان وصفات كتاب التعاليم لم تخزله ولن تخزله ابداً! امر الملك باستخفاف ان تعزف جميع المزامير في الغابة علها توقف تقدم الاسد المهاجم، ولكن، ولمفاجأته، واصل الاسد هجومه وفتكه بالحراس! فامر الملك بالقاء الكثير من مطايب اللحوم على الاسد المهاجم، ولكن فات الاوان، فالمهاجم وان كان جائعاً، الا انه كان غاضباً اكثر منه جائعا، فواصل هجومه! وحين استوعب الملك الطاغية المفارقة لم تتبقَ له سوى هينهات للدهشة: لقد افترسه المهاجم!. * وخلف عرش الطاغية القتيل تغامز قردان، كلاهما من الذين سبق وتمت السيطرة عليهما وفق التعاليم، ولكن بصعوبة-، قال القرد الأول: «ألم أقل لك انه سيأتي يوم يبرز فيه من العامة «أطرش» لا يمكن السيطرة عليه بالعزف، ولسبب واضح، انه لا يسمع اصلاً، فتنهار وصفة كتاب التعاليم؟!». فرد عليه الآخر: «صدقت، ولكن الجدير بالتأمل، انه حين يستكبر حاكم ما فلا يسمع لمجتمعه ولناصحيه، ويصير كالأطرش، فانه بذلك يفتح الطريق لاطرش آخر حقاً وفعلاً...!» وما أكثر العبر وما أقل الاعتبار!!! |
هذا هو الحاج وراق الذي نعرفه ....وقوف في وجه الشمولية والأقصاء والنضال من أجل الحريات والتعددية هذا هو تاريخ الرجل ...هذا هو خطه وماعداه هنات وأخطاء و هامش علي المتن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: kamalabas)
|
الأخ كمال عباس شكرا لك للمرور والإضافة
ولو تمعنت فقد ورد هذا المقال في أعلى البوست، بل هو أحد أسباب فتح هذا البوست..
لك الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: عبد الله عقيد)
|
الأخ الأستاذ عبدالله سباق أنت دائما للاحتفاء بالذين يستحقون الاحتفاء. الأستاذ الحاج وراق - نختلف ونتفق معه - شخص جدير بالاحترام. مثقف حقيقي منحاز لقضاياه التي يؤمن بها، ومحترم جدا في خصوماته السياسية. لك وللصديق وراق وافر احترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحاج وراق (Re: خالد عويس)
|
أخي وصديقي المبدع خالد عويس لك كل الشكر والتقدير أتحفتنا بمرورك الرشيق وتحيتك الأنيقة وأنقلها بدوري للأستاذ وراق
ولك التقدير
| |
|
|
|
|
|
|
|