|
موسم المغتربيــن .. نرجو إطلاق سـراح الرهائــن ؟ عثمان مرغني
|
السوداني
حديث المدينة إطلاق سراح الرهائن..!!
بدأ موسم المغتربين.. شكاوى لا تنقطع تصلني تكاد تكون يومية.. من الطريقة التي يعامل بها المغترب عندما تحين لحظة مغادرته وطنه.. خاصة في جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج.. المعروف اشتهاراً بجهاز المغتربين.. *بعض الرسوم التي كانت تجبى منهم بالعملة الصعبة، وبعد أن تحسنت قيمة الجنيه السوداني باضطراد تحولت لتؤخذ بالعملة المحلية.. أي أن الرسوم التي كانت تؤخذ بالعملة الصعبة لما كانت هي الأقوى، ومع تراجع قيمتها.. ورغم أنها العملة التي أصلاً يتقاضى بها المغتربون أجورهم في الخارج.. تحولت إلى العملة المحلية للإستفادة من فارق السعر..!! عملية أقل ما توصف به أنها تطفيف للمكيال بالمنهج الذي عناه القرآن الكريم (ويل للمطففين.. الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون.. وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون).. *ما زال سؤالي قائماً وبعد أكثر من عام من أول مرة أثرته فيها.. لماذا جهاز للمغتربين؟؟ هل ليتيقن أن آخر قطرة من دمائهم تم امتصاصها بأعلى كفاءة قبل مغادرتهم إلى مهاجرهم؟؟.. ألم يحن الوقت لحل جهاز المغتربين ولإطلاق سراح رهائنه المغتربين؟.. *المغترب مواطن سوداني عادي سوى أنه يعمل في موقع جغرافي آخر.. وبهذه الصفة لماذا لا يستخرج تأشيرة الخروج من ذات المكان الذي يتعامل معه بقية شعب السودان غير المغترب؟؟.. لماذا المواطن السوداني حامل صفة مغترب وحده الذي عليه أن يذهب ليجري معاملاته المدنية في معسكر خاص تحت حراسة ديوانية مشددة؟؟ لماذا يبدو المغتربون عندما يزورون وطنهم رهائن تراقبهم إجراءات مدججة بأسلحة الإفلاس الشامل؟؟ *في الماضي ربما تمتع المغتربون ببعض الوجاهة وصيت الثراء بحكم عملهم في بلاد سوق العمل فيها يمنح قيمة أعلى، لكن المغتربين اليوم أقرب إلى الخط الذي يجعلهم أعضاء في نادي مستحقي الزكاة.. وزاد من سوء أوضاعهم تراجع قيمة الدولار وشموخ الجنيه السوداني، وعلمياً الآن انخفضت أجور المغتربين السودانيين بأكثر من 15% قياساً بسعر الجنيه مقابل الدولار الذي يتدحرج بسرعة نحو الألفين وربما الألف جنيه.. مما يعني عملياً أن معظم أجور السودانيين بالداخل ستصبح أعلى من إخوانهم المغتربين.. وربما يأتي قريباً اليوم الذي يرد فيه أهلهم بالداخل جميلهم الماضي فيرسلون تحويلات لأبنائهم المغتربين في الخارج.. *الذي يتعرض له المغتربون السودانيون تعدى مرحلة الظلم ليصبح جريمة نكراء.. جريمة قتل جماعي على شاكلة ما اتهمنا به في دارفور.. فمن قال إن القتل هو انتزاع الروح من الجسد. كثيرون فقدوا أرواحهم وإن ظلت تتمسك بأجسادهم.. مثلاً، مجنون ممزق الملابس في قارعة الطريق يهذي بكلمات لا تثير غير الضحك هل هو حي أم مقتول مع وقف التنفيذ، ببقاء الروح في الجسد.. فالمغتربون يقاسون مرتين، الأولى لأنهم تركوا الوطن ليزرعوا وجدانهم في تربة أخرى.. مع كل مرارة البعد عن الوطن والثانية لأن الوطن لا يتركهم لجراح الاغتراب فيطاردهم ليصطاد البقية الباقية من انسانيتهم.. *أعلم أن أُذن الحكومة بطبعها ثقيلة.. وتثقل أكثر عندما يتعلق الأمر بالإقلاع عن جباية ظلت تدمنها.. وتثقل أكثر وأكثر عندما يكون المواطن أصلاً مغترباً.. ضعيف الصوت عاجزاً مقهور الإرادة.. أقصى ما يملكه نفخة هواء ساخن ينفثها في وجه موظفي الجبايات الذين يعتصرون نخاع عظمه بعد أن أبلت لحمه التزامات الأهل والمعيشة الكمد.. *مطلوب تأسيس (جبهة تحرير المغتربين).. أما آن لهؤلاء الرهائن أن يحرروا..؟؟
|
|
|
|
|
|