منيرفا.....................طرادة

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 06:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.نجاة محمود احمد الامين(د.نجاة محمود&bayan)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-03-2007, 07:21 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
منيرفا.....................طرادة

    To my friend Sana this for you
    again

    الى أ. ن و أنت تعاني من الغربتين, غربة المكان والعقل"

    منيرفا.....................( طرادة)*



    لأول مرة رأيت منيرفا ,كان بعد انتقالي إلى هذا البيت بعدة اشهر. سمعت طرقات منزعجة بعد منتصف الليل, فتحت الباب وجدت امرأة في الباب ,بلهوجة قالت لي أمي مريضة جدا تحتاج أن تنقل إلى المستشفي فورا..ركضت بسرعة غسلت وجهي وأخذت مفتاح السيارة.
    قالت لي: هذا باب بيتنا فكانت تسكن النصف الآخر من البيت الذي اسكنه .عندما دخلت,
    وجدت امرأة هزيلة في سرير, يبدو عليها المرض الشديد حملتها بسهولة إلى السيارة ومنيرفا خلفي..أخذناها إلى المستشفي.
    وقال الطبيب: إنها مريضة جدا يجب حفظها في المستشفي..بقيت معهم إلى إن تمت كل الإجراءات ,وذهبت إلى البيت..
    وفي اليوم التالي وأنا عائد من العمل ذهبت لعيادتهم..
    وجدتها قد دخلت في غيبوبة وقربها ابنتها ساهمة وحزينة ..
    جلست قربها وسألتها :هل هناك أهل تريدين إخبارهم فاذهب
    لإحضارهم؟
    قالت: لا لا نعرف احد فقط إنا وأمي..اعتصر الحزن قلبي وتذكرت مقولة المسيح طوبي للغرباء..
    من لهجتها عرفت أنها حبشية..جلست معها طويلا.
    وقلت لها: سأعود في المساء..هل تحتاجين لشئ احضره لك؟.
    أعطتني مفتاح المنزل وقالت لي: فقط نحتاج لأغطية
    تجدها في خزانة الملابس في الصالة..
    وفي المساء دخلت منزلهم وأحضرت ما طلبته
    ومشيت إليهم .. وصرت اذهب إليهم كل يوم..
    يوما رن الهاتف فى العمل و قيل لي إن هناك من يطلبني على الهاتف
    وجاني صوت منيرفا وبين شهيقها عرفت إن أمها قد ماتت..وكنت قد اعطيتها رقمي
    وطلبت منها أن تتصل بي اذا جد جديد.او احتاجت لشئ
    خرجت إلى المستشفي وجدت منيرفا قرب جثمان أمها المسجي وهي تبكي بكاء مريرا وتتمتم بالامهرية..رأتني ارتمت في أحضاني وبكت بكاء شديدا ولم اعرف ماذا افعل. وكنت حزينا لها جدا .تجمعن بعض النسوة قربها يبيكن معها..
    قمت بالإجراءات وذهبنا بالجثمان إلى البيت هناك تجمع الجيران.. ومنيرفا ذاهلة في حزنها الكبير.. عرفنا إنها مسيحية قام القس بكل الإجراءات ودفنت أم منيرفا..
    وبعدها صارت منيرفا تزورني محملة بالأطعمة لي..وتوطدت علاقتي بها..
    لمنيرفا جمال أخاذ وجسد بارع التشكيل كلما أراها أتذكر قصيدة صلاح احمد
    إبراهيم " يا مرية".. وكانت تبدو في نهاية العشرينات.لها وجه كالقمر وشامة في خدها و ابتسامة تفتر على لؤلؤ منضود..وكانت حلوة المعشر
    وصرنا في كل جمعة نخرج إلى الحدائق نقضي كل اليوم معا
    وصارت منيرفا شغلي الشاغل.. أحببتها من كل قلبي
    وفي يوم سألتها: يا منيرفا هل تحبينني؟
    سكتت منيرفا برهة ثم قالت: نعم احبك ثم أردفت بسرعة أنت أخي
    واحترمت رغبتها هذه. وتوقفت هي عن الحضور إلى منزلي
    سألتها لماذا: قالت لي أنت رجل محترم وقد يظن فيك الجيران الظنون..
    وصارت تمد لي الطعام من خلال الحائط.. ويوم الجمعة تخرج وحدها ونلتقي في الحديقة..
    صرت أحبها كثيرا ولم أعد احتمل فقلت لها يوما: منيرفا هل تتزوجينني؟
    نظرت إلي برهة وقالت: أنت أخي..
    في اليوم التالي أعطتني علبة كبيرة قالت لي انظر ما فيها..
    والتقي بك يوم الجمعة و أخبرك لماذا أريدك إن تكون أخي..
    أخذت تلك العلبة وجدت بها رسائل تربوا على المائة..
    قضيت ليليي كله اقرأ فيها..
    رسائل غرامية إلى منيرفا.. من رجل يبدو انه أحبها حبا عظيما

    رسائل يخبرها كيف انه يحبها ويعبد الأرض التي تمشي عليها
    وكيف انه لم يعد يستطيع إن يطيق الليل لأنه يفرقها عنه..
    عواطف مشبوبة وحب كبير. في قبيل الصباح نمت قليلا
    وخرجت إلى العمل و إنا أتحرق للعودة لقراءة رسائل منيرفا
    وكانت حيرتي تزداد كلما قرأت رسالة لو هو أحب منيرفا كل هذا الحب فأين هو الآن؟
    هل يا ترى خلف الحزن العميق الذي يبدو في عينيها إنها فقدت هذا الرجل بالموت..ترسخت لي قناعة إنني اقرأ رسائل رجل فارق دنيانا هذه..
    قرأت الرسائل كلها وأعدت جزء ,عاطفة مشبوبة.
    وغرام عظيم وحارق ..ولغة منمقة باهرة وقدرة على التعبير
    مذهلة.جعلت قلبي يخفق مع كل حرف.
    يوم الجمعة التقيت بمنيرفا.. جلست تنظر إلى بعينها الجميلتين
    و رفعت حاجبا وسألتني: هل قرأت الرسائل؟
    قلت: نعم ولكن يا منيرفا يموت الأحباب وتمضي الدنيا فلماذا تدفني نفسك لأجل حب مات صاحبه منذ سنوات..
    قالت بدهشة: مات؟
    قلت : قد فهمت إن حبيبك هذا قد مات وألا لما تفرقت بكما السبل بعد هذا الحب الكبير.
    قالت بسهوم وهي تشير إلى قلبها: مات هاهنا ولكنه حي يرزق.
    وقلت: ولكن لماذا تركك وهو يحبك كل هذا الحب وأنت تحبينه كل هذا الحب..
    قالت بحزن: لأنه لا يحبني تركني..
    قلت لها مندهشا كيف لا يحبك؟ لقد عصر قلبه ليكتب لك كل هذه الرسائل.. وكأنه كتبها من مداد قلبه يا منيرفا فلا تظلمي الرجل..
    قالت لي بحرقة لم أظلمه بل ظلمني..وبدأت الدموع تتجمع في عينيها.. نظرت إلي بنظرة تجمع فيها كل حزن الدنيا وقالت لي اسمع قصتي و أحكم بعدها من هو الظالم و من هو المظلوم.. يتبع






    * رويت لي هذه القصة في شتاء 1983 أدخلت عليها تعديلات و اضافت معلومات حتى لا تكون ذات القصة مع الاستفادة من القصة الاصلية. سالت الراوي اذ يمانع ان انا كتبتها
    رد لا يمانع مع تغير الاحداث حتى لا تعرف الشخصيات.. عرفت انه الان قد فقد عقله ويعيش فى مصح في دولة اوربية.. وفاء لوعد قطعته له يوما. ولصداقة جميلة ربطتني به لسنوات طويلة..ولأوقات ممتعة قضيناها معا نلعب على البيانو دون نوتة< "جقلرة" أغنية اهواك
    وشايف البحر و أغاني محمد منير واعجابه الكبير بتعليقاتى على رسوماته الكاركاتيرية.. للموسيقار الوحيد الذى يسمح لي بالغناء معه رغم
    " طراقتي البائنة و شتارتي"" أ هدي هذه القصة..و أعلم انه لم أحزن في حياتى بقدر حزني الان
                  

04-03-2007, 07:30 AM

تماضر الخنساء حمزه
<aتماضر الخنساء حمزه
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 5215

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منيرفا.....................طرادة (Re: bayan)

    سلامات بيان ..
    تقافزت بين الأسطر لأعرف سر منيرفا..
    أحزنني ماذكرتيه عن صديقك ..اتمنى أن يشفه الله شفاءً لايغادر سقماً وهوّ القدير على كل شئ..
    أتابعك..
    كل الود..
                  

04-03-2007, 07:51 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منيرفا.....................طرادة (Re: bayan)

    فتحت عينيّ على الدنيا على جدتي متعهدة بتربيتي
    في منزل جميل في حي راقي.. وكانت أمي تزورنا
    بانتظام محملة بالهدايا تبقى قليلا ثم تسافر..أدخلتني أمي
    مدرسة (كمبوني) بدأت من الروضة , كنت أحب المدرسة
    جدا لان في البيت فقط هناك جدتي ولكن في المدرسة هناك كثير من الأطفال كنت العب معهم بفرح وسعادة
    تعرفت على بنت في سني اسمها منال كانت تسكن قربنا كنا نقضي جل وقتنا نلعب معا.. كنت احكي لجدتي عنها وعندما تعود أمي معها هدايا كنت أتقاسمها معها..يوما ما دعتني إلى منزلهم أخبرت جدتي رفضت في البداية ثم وافقت تحت إلحاحي
    أخبرت جدتي سائق الحافلة إنني سأنزل مع منال.. وبالفعل
    ذهبت مع منال إلي بيتها.. وجدت أمها قرب الباب تنتظرنا
    سلمت علي وقبلتني كما قبلت ابنتها .. في الداخل لعبنا إنا ومنال بالعرائس حتى توقفت سيارة ركضت منال لتستقبل والدها الذي حملها وقبلها ونزل من السيارة ولدان.. كل منهم قبل منال وأعطاها هدية.. لا أدري أحسست بثقل في قلبي
    ولأول مرة ألاحظ انه ليس لدي أب.. وهجس في داخلي هذا الخاطر بشدة.. عندما أحضرت الأسرة الطعام جلسوا كلهم
    وأكلوا وهم يرون ما حدث في يومهم.. وكنت أنا مأخوذة
    بهذا الاكتشاف الذي اسمه أسرة.. سألني أبوها عدة أسئلة
    أين اسكن ؟وماذا يعمل أبي؟.وقلت له لا اعرف أين أبي ولكن أمي تعمل وأنا أعيش مع جدتي.. ومن يومها صار منزل منال هو ملاذي احاطني والداها بالمحبة والحنان كانوا إذا خرجوا إلى حديقة يأخذونني معهم.وفجأة صرت ابنتهم الثانية.. عندما تحضر أمي تأتي أم منال لزيارتها.. أمي كانت سعيدة بعلاقتي الجميلة هذه.. وصرت بحق جزء من الأسرة..
    كان عاصم و عاطف يعاملانني كما يعاملا أختهما.
    كان عاصم في المتوسطة وعاطف في الابتدائي..
    مرت الأيام على هذا المنوال. دخلت المدرسة المتوسطة
    وبدأت أبدو اكبر من سني.. جدتي كانت تقول لي :"أنت أجمل
    بنت رأيتها".. وكلما تقدمت عام كثر اهتمام أولاد الحي بي
    فصارت تصلني كثير من الرسائل .. كنا نقرأها أنا ومنال ثم نحرقها.. مرة وقعت احد الرسائل في يد عاطف.. الذي اقسم انه سيقتل الولد الذي أرسلها..وركضت خلفه أترجاه إلا يفعل
    وكنت أخشى أن تحدث مشكلة فتعلم جدتي و خالتي أم منال..ويغضبن مني
    وعندما رجوته إن يعطيني الرسالة وألا يخبر احد صفعني
    وقال لي :"إذن أنت تعرفينه وتريدين حمايته". أقسمت له أنني لا اعرفه وبكيت. فرق قلبه علي فأعطاني الرسالة ومسح لي دموعي وقال لي:" إنا آسف إذ فقدت عقلي ومددت يدي عليك.."
    فقط لأني غاضب.. وأنت أغضبتني بحمايتك لهذا السافل.. مرت الايام ودخلت المدرسة الثانوية بتفوق وكذلك منال. سافر عاصم الىالخارج للدراسة ,كان يأتي كل عامين
    وصار عاطف في أول سنواته في الجامعة.. فكان يدرسنا الحساب
    ويساعدنا في اللغة الإنجليزية. ويمنعنا من الخروج إلا معه..
    وفي يوم من الايام التقيت عاطف في الطريق ومشي معي و أعترف لي انه يحبني وصار يكتب لي رسائل يبثني حبه وكنت افعل بالمثل.. كان دائما يقول انه يحبني وان حياته تحمل معناها بوجودي.. وكنت أنا أحبه إضعاف حبه لي.. وكنت سعيده به وبحبه وعطفه علي
    ..فسألتها: إذن عاطف هو صاحب تلك الرسائل.. أجابت بالإيجاب..
    في العطلة الصيفية بعد فراغنا من امتحان الشهادة. مرضت جدتي. واتت أمي وبقت معنا عدة اشهر إلى إن ماتت جدتي
    وكنت حزينة وقفت أسرة منال معنا في مصيبتنا..
    حتى إن أم منال اقترحت على أمي إن أبقى معهم ولكن أمي شكرتها وذهبت و أتت بسيدة كبيرة في السن لتعتني بي.
    صرت اخرج كثيرا مع عاطف إلى حفلات الأصدقاء

    كنا في البداية نذهب ثلاثتنا ولكن بعدها منال لم تعد تذهب معنا فكان عاطف يأتي بالسيارة ويقف إمام البيت اخرج إنا وحدي كانت مربيتي تظن إن منال معنا..كان يحبني وكنت أحبه و كان العالم جميل.. وظهرت نتيجة الامتحانات حيث احرزت مجموعا عاليا ودخلت الجامعة كلية العلوم وهو كان في السنة الخامسة يدرس الهندسة.. كنا نقضي جل وقتنا معا.. أعترف لك لقد كنت أتساهل معه في بعض الأشياء.. لم نكن نختلف كثيرا رغم انه سريع الغضب وعصبي. ..لأنني كنت أطيعه في كل شئ كان لي مثل اله.. يأمرني فلا أجادله.. أشياء كثيرة فيما بعد تكشفت وعرفت أنني لا اعرفه جيدا كما كنت أظن.. يوما غضب مني غضبا شديدا حتى انه كاد إن يصفعني لأن هناك زميل ذهبت معه إلى المعمل لعمل تجربة وحدي..فأتي إلى الداخلية كنت أخبرت صديقتي إن تخبره أنني في المعمل.. وعندما أتي كنت مع هذا الزميل.. تغير وجهه في الحال و انتظرني في الخارج وبدأ في تقريعي.. ماذا تفعلين؟! هذا الزميل سيستغلك في أشياء أخرى غير كريمة. ذلك اليوم لأول مرة وقفت وعارضته وطلبت منه إلا يتدخل هكذا في حياتي..غضب غضبا ضاريا و قرعني ولامني انه فقط يحبني ويريد إن يحميني من الأفاعي المندسة في هؤلاء الزملاء.. قلت له :"لا أريد حمايتك لقد أحرجتني أمام هذا الزميل دون وجه حق.. لو كنت افعل ما تظنه لما أخبرتك أين أنا"..وأخذت اشيائى وركضت من إمامه..
    تغيب عني أيام عديدة وكنت غاضبة عليه وغاضبة على نفسي..
    فذهبت إليه لأنني أحبه.. و تأسفت له عن أنني حقا لم ادر أنه يفعل ذلك لأجل انه يحبني..واستمر منزويا بعيدا..
    وكنت كل مرة اذهب إليه وهو معرض عني..أرسلت لها كثيرا من الرسائل اطلب غفرانه.. استمر هذا الحال لمدة شهر
    وأنا في النار.. إلى إن وجدته يوما يقف إمام كليتي
    سلم علي.. وعاد يأتي لزيارتي كما كان يفعل دون إن يذكر ما فعله في حقي..وصرت إنا أخاف إن أتعامل مع اى زميل حتى لا يحدث ما حدث.قليلا قليلا عاد كما كان محبا ودودا..
    كان يقول لي إنني أحس انك ليست لي.. انك لا تعطيني الآمان
    كنت أساله: كيف؟
    كان يقول : لا ادري كيف ولكنني معذب من الداخل..

    كنت اخبره بصدق أنني فقط أفكر فيه ولا احد غيره..
    فكان ينظر إلى بحزن ثم يصمت..مرة أتي وسألني: هل تحبينني حقا؟
    قلت :نعم وكثيرا.
    قال: هل تثقين في؟
    .. قلت: نعم وكثيرا..
    قال: لو تحبيني وتثقين في حقا كما تدعين.. يجب أن تكوني لي أنا وحدي..
    قلت : إنا لك وحدك.. سألته يوما لماذا لا تفتح لي قلبك وتخبرني لماذا صرت هكذا؟؟!!..لقد تغيرت كثيرا.!.
    قال: نعم لقد تغيرت لأنك تغيرتي لم اعد الوحيد في حياتك..
    قلت: أنت الوحيد في حياتي.
    قال بضيق: لا لا يجب إن تفهمي
    أنا أرى كيف ينظر أليك الرجال و الطلاب..يوما ما
    سيحدث ما أخشاه..قد تجدين رجلا آخرا..
    قلت : منطقك معوج لماذا أجد رجل أخر وأنت في حياتي؟!
    ..مالذي يجعلني أفكر في اى إنسان آخر وأنت في حياتي؟!
    صمت ثم قال : كيف أتأكد إن ما تقولين هو الصحيح!؟
    قلت: لأني يا عاطف أقوله لك. هل أبدا كذبت عليك؟
    نظر إلي بعقل شارد وقال لي كم أتمنى إن اصدق ما تقولين..
    وصار دائم السهوم والحزن وكان قلبي يتفطر عليه.. كنت اسأله
    لماذا تغير هكذا كان يصمت أو يهمهم لا شئ لاشئ.. فقط مرهق..وكنت أحيانا أرى غضب مكتوم ولا اعرف سره يخرج في انفجارات كبيرة في اقل اختلاف بيننا.. صرت أخاف منه
    . ولكن خوفي منه لم يمنعني إن أحبه صرت مثل العصفور المحبوس في قفص ذهبي..أحبه و اغفر له كل ما يفعله وقد صفعني أكثر من مرة. وكان بعدها يدخل في كآبة وأحيانا يبكي
    ويطلب غفراني ويعدني انه لن يكررها أبدا.. ولكن في اقل اختلاف ينسي دموعه ووعوده..كان ذات يوم أن ذهب معي إلى منزلنا. ولم يكن هناك احد ,مربيتي سافرت إلى بلدها لترى بعض الأقارب. وطلب مني لو أسمح له بالبقاء معي..
    ولم أمانع. جلسنا نتحدث في أمور مختلفة انتهت تلك الليلة بأنني سلمته نفسي.. وبعدها جلس وبكى بكاء مريرا وقال لي ما كان يجب إن نفعل ذلك..وخرج ولم أراه لمدة أسبوع كامل
    ثم عاد أكثر كآبة و أكثر تشتتا.. وصار شكله غريبا
    شعره مهوشا و عينيه زائغتين. ولا يغير ملابسه كثيرا.
    كنت اسأله عاطف أخبرني ماذا بك؟ لماذا صرت هكذا؟
    حتى منال سألتني لماذا عاطف صار هكذا.. وقلت لها لا ادري
    حاولت المستحيل لأعرف ما يجول في خاطره ولكن لا يريد إن يفصح لي.. مرة أخرى أتي وطلب مني إن أذهب معه إلى مكان
    وذهبت وجدته منزل لصديقه كان قد سافر إلى الخارج..
    وصار يأخذني إلى هناك دائما وكنت أطيعه دائما وكان ذات الشئ يحدث يبكي بكاء شديد بعد كل علاقة جسدية بيني وبينه
    تحيرت معه كثيرا..منال تزوجت وسافرت مع زوجها إلى الخارج. ولم يعد هناك من أثق به لأخبره ما يحدث منه
    حاولت أن أجد مبررات لهذا السلوك الغريب. كنت اسأله
    ولكن فقط ينظر إلي بعينين ساهمة وحزينة. فكرت ربما يتعاطى شيئا لان سلوكه غريب وغير طبيعي.. سألته يوما عاطف يجب إن تصدقني القول تعرف كم احبك و لن احكم عليك خبرني هل تتعاطى مخدرات؟ و اعلم أنني سأساعدك
    لتتجاوز هذه المرحلة ومعا ستنجح. فقط أصدقني القول.
    نظر إلي بغضب وقال لي: لماذا تظنين أنني أتعاطي مخدرات؟
    قلت له: يا عاطف سلوكك صار غريبا.وانظر إلى نفسك متى آخر مرة ذهبت إلى الحلاق؟ قال لي إنا مشغول وأنت تعرفين ذلك والوقت الفارغ الوحيد اقضيه معك..فقط إنا مرهق
    و لا أنام كثيرا بسبب مشروع تخرجي و التدريب.. كل شيئ سيكون على ما يرام بعد التخرج...قلت له : وهذه الكآبة
    والتغير في المزاج.؟
    قاطعني بحدة: لأني مرهق فقط لأني مرهق .
    قلت له: يا عاطف أنا أحبك وأريد أن أساعدك. قل لي ماذا بك؟
    لقد تغيرت ولا أظن الإرهاق يؤدي إلى ما تفعله..
    قال لي: اعرف انك تحبينني و أنا بخير فقط مرهق. أرجو إلا تقلقي.. كل شئ سيكون على ما يرام.جلسنا ذلك اليوم نتحدث
    أخبرني عن مشروع تخرجه وكان طبيعيا..
    بعد أسبوع كان يبدو متعبا وعصبيا
    قال لي:هل تريدين أن تذهبي معي؟
    قلت له إلى أين؟
    قال لي إلى المنزل قلت له بعد يومين لدي اختبار. فيمكن أن نذهب بعد ذلك.
    نظر إلى بكدر وقال لي هل تتهربين مني؟
    . قلت له: بدهشة لماذا أتهرب منك؟
    قال لي منذ فترة أحس انك لم تعود مثل من قبل. تغيرتي
    كثيرا.
    بدهشة قلت له: عاطف الآن تستخدم الهجوم خير وسيلة للدفاع
    لماذا أتغير وأنت تعلم كم احبك؟
    قال: هذه الأشياء تحس ولا يتحدث عنها.. أنظري الآن تعللتي بالاختبار حتى لا تذهبي معي.من قبل كنت دائما تلبين طلباتي
    ولا تعارضينني ألان صرت تهاجمينني وتتهمنني بأنني أتعاطى مخدرات فقط لو أحتديت معك قليلا لأخطاء ترتكبينها أنت
    صرت لا تعتذري لي و أحس انك صرت لا تريدينني مثل من قبل..
    قلت له: يا عاطف أنا لم أتغير أنت الذي تغيرت..
    قال: إنا لم أتغير وإذا تغيرت هذه نتيجة لتغيرك أنت.
    يجب أن تواجهي نفسك وتكوني صادقة معها.. إذا لم تعودي تحبينني قولي لي وأنا رجل. سأحتمل هذا و ابعد عنك.
    قاطعته: عاطف لماذا تقول لي هذا هل تريد إن تتركني؟
    وتبحث عن أعذار ألان.. ألان عرفت انك ترسم خطا للتراجع
    لماذا أكف عن حبك بالله قل لي؟
    قال: لا أدري قد تغيرتي كثيرا لم تعود منيرفا التي أحب أكثر من حياتي..
    قلت: تأكد انك ستكون في قلبي إلى الأبد وأنني أبدا لن اكف عن محبتك. فقط أريدك يا عاطف إن تعتني بنفسك وترجع كما كنت.
    وتواعدنا إن نلتقي بعد غد ووعدته سأذهب معه إلى مزلنا لآ، مربيتي في القرية..
    في ذلك اليوم لم تأت صديقتي و شريكة غرفتي إلى الاختبار
    بعد الاختبار ذهبت إلى منزلهم. ووجدتها مريضة جدا
    بقيت معها إلى العصر و قلت لها سأعود لأن عاطف سيأتي لزيارتي.. في هذه الأثناء أتى خالها لعيادتها. طلبت منه صديقتي أن يوصلني إلى الجامعة خاصة إنها في طريقه. وذهبت معه
    وقرب الداخلية أنزلني في اللحظة التي تحرك ظهر عاطف
    بسيارته التي أوقفها بطريقة لفتت كل الأنظار ثم تقدم نحوي
    وبغضب صفعني حتى حاول يعض المارة التدخل. سحبني من يدي و قادني إلى السيارة.. من هول الصدمة لم أقاومه. . قاد السيارة بجنون. وهو يصرخ ويشتمني شتائم غريبة.
    وكل مرة ينظر إلى ويصرخ مالذى تريدين أكثر مما أعطيك؟
    لماذا أنت هكذا؟ هل هذا الأمر في الجينات؟
    لقد حاولت إن اصنع منك امرأة محترمة ولكنك لا تريدين إلا إن تكوني...... أغلقت أذني حتى لا اسمعه وصرت ابكي
    إلى إن توقف قرب منزلنا..وخرجت من السيارة وركضت
    فتحت الباب بصعوبة حاولت أن أغلقه في وجهه. ولكنه
    ضغطه وفتحه. وصفعني و لأول مرة أرد عنفه صفعته
    بكل قوتي جن جنونه.حملني إلى الفراش..
    صمتت منيرفا قليلا وسالت دموعها
    قلت لها يمكنك أن إلا تستمري.. ولكن هزت رأسها وقالت:
    دعني اخبرك كل ما حدث 7 سنوات و إنا احمل هذه القصة في قلبي.. سكتت لبرهة واغمضت عينيها وقالت بصوت باك و اغتصبني ..وكان عنيفا وطيلة الفترة كان يشتمني بأقذع الشتائم.بعد إن فرغ جلس يبكي ويهمم أنت السبب في كل مصايبي
    أنت السبب في جنوني لم اعد اعرف من أنا.. ركضت إلى الحمام ورأيت وجهي هالني ما رأيت وجدت الدم ينزف من قطع في خدي.. بقيت فترة طويلة عندما خرجت...وجدته قد ذهب
    وعلى الطاولة قرب السرير وضع وهنا بكت منيرفا بعنف حتى رق لها قلبي. وطلبت منها أن تكف عن الحديث بين شهقاتها
    عرفت انه قد وضع لها" طرادة"*
    يا الهي لا أدري لماذا كرهته و تمنيت لو أدق له عنقه.
    قالت لي: إنها ما زالت تحتفظ بهذه الطرادة و أخرجت سلسل
    من عنقها به أنبوب شفاف. ظهر فيها طرادة ملفوفة. قالت لي إنها تحتفظ بها قرب قلبها النازف..
    سألتها ماذا حدث بعد ذلك.. قالت لي: إنها أغمي عليها وفاقت في الصباح الباكر ودخلت الحمام وبلعت حبوب منومة وقطعت شرايينها.. أتت الخادمة في الصباح و نقلت إلى المستشفي
    وهي غاب قوسين أو أدنى من الموت.. وبقيت في المستشفي فترة طويلة لم يأتي عاطف لزيارتها
    وكانت تلازمها أم منال إلى أن حضرت أمها أخذتها إلى الخارج للعلاج. ولم تخبر احد بما حدث إلا طبيبها النفسي.. وإثناء فترة العلاج اكتشفت أنها حامل.. ولكن أمها أصرت على إجهاضها
    بصوت محشرج بالبكاء قالت: إلا أنني كنت أود أن احفظ الطفل
    ولكن أمي رفضت . وقالت: بكيت كثيرا و توسلت لها ولكن
    أمي قالت ليست من مصلحتك حفظ هذا الطفل ولا من مصلحة الطفل نفسه.. غرقت في كآبة عالية..
    وبقيت هناك حوالي عام كامل ولم أكمل تعليمي بعدها.
    لان ما فعله عاطف إمام باب الداخلية كان قد انتشر
    وكانت القصة أنني خرجت مع رجل آخر وهو أكتشف ذلك..
    ولذلك ظلمت من عاطف و المجتمع
    قالت: وهل أبدا رايتي عاطف مرة أخرى؟
    قالت : لا بعنا بيتنا لان العلاج في الخارج مكلف جدا. و اشترينا شقة في مكان آخر وقطعنا صلتنا بأسرة عاطف حتى منال لم أراها منذ ذلك اليوم..
    وقالت : عادت امي منذ اشهر وعندما عادت كانت مريضة جدا لقد أصيبت بسرطان التدي
    حاولت العلاج في الخارج لكن دون جدوى و استأجرنا نصف البيت هذا قبل 7 أشهر حتى يغطي إيجار الشقة بعض تكاليف العلاج..
    بكتب منيرفا ذلك اليوم حتى احمرت عينيها.. وقالت لي:
    إنا أخبرتك بكل شئ حتى تعرف كل شئ عني وتكون أخي.
    كنت هناك كثير من التساؤلات أود أن اعرفها ولكن أجلت ذلك إلى مرة أخرى. لأنها كانت حزينة ومكسورة و مهيضة الجناح
    لقد كانت إنسانه رائعة وحساسة حملت اثقال أهلها مثل صليب
    حاولت الهروب من قدرها دون فكاك, فذكرتني بأوديب مهما كان نبل الفرد إلا انه لا يستطيع الفكاك من أقداره..ولا بد لكل حامل صليب أن يشنق فيه.. فهذا هو العدل الدنيوي..


    * طرداة هى ورقة نقدية من فئة ال25 قرشا كانت اجرا معلوما يعطي للعاهرات عندما كان البغاء ل مسموحا به في السودان..

    هناك كثير من الاخطاء اللغوية.. حاولت ان اتجبنها ولكن لا يوجد لدي مدقق لغوي
    ساعدنى احد الاخوة مشكورا ولكن لم تصل لدرجة الكمال..فاسالكم المعذرة
                  

04-03-2007, 07:58 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منيرفا.....................طرادة (Re: bayan)

    Quote: اتمنى أن يشفه الله شفاءً لايغادر سقماً وهوّ القدير على كل شئ



    امين


    شكرا يا ملكة
                  

04-03-2007, 08:10 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ســــــــ عند خط الافق ـــــــــــــابي (Re: bayan)

    الى الاعزاء احمد داؤد و محمد الحاج عربون مودة

    ســــــــ عند خط الافق ـــــــــــــابي



    عندما قابلته أول مرة ،لم تلفت وسامته البالغة نظرها بقدر
    ما لفت نظرها تصرفاته التلقائية ،وبساطته .فبهرتها شخصيته
    الغريبة. لم يكن مثل أي رجل قابلته. بمرور الزمن وجدت نفسها تتابعه مثل ظله.. وتتوق له، ولا تطيق أن يغيب عنها لحظة،
    فقدكان يحتمل نزقها، وغضبها الفوار، بصبر شديد. كان يعدّل لها هندامها، عندما يجد ياقة القميص غير معدلة، أو إن زرائر قميصها غير متكافئة ،يقوم بكل بساطة بفك اول زرار، ثم تعديلهم واحداً خلف الآخر ، وهي مستسلمة له؛ بعد أن ينتهي ،يضع يديه على خديها ويفركهما، كأنه يؤنب طفلا على شقاوته. عندما تجرح نفسها بالقاطع ،وكثيرا ما تفعل ،يقوم بتنظيف الجرح و يضمده،
    ثم يلثمه كما تفعل الام لطفلها الصغير المجروح.يرتب لها خصلات شعرها المتطايرة، يرجع لها نظارتها الى الخلف عندما تنزلق إلى ارنبة انفها،ويؤنبها على عدم اهتمامها ببلوزاتها ،التى تكون دائما ملوثة بالالوان. دائما يقول لها عليك بتحديد لبس محدد لمادة التلوين
    حتى لا تكون كل ملابسك مبرقعة. عندما تكون حزينة
    يضع يده على كتفها ،ويهدهدها كطفل صغير.أحبته لدرجة الجنون، ولكن ابدا لم يبح لها هو بحبه.كان يقضي جل وقته معها ،ولكن ابدا لم يخبرها يوما انه يحبها..فكانت احيانا تحس انه مشاعره نحوها خاصة ،وانه يحبها و حينا آخراً تحس انها فقط صديقة لا غير.
    مر الزمن وهي تحبه ،وتحس حاجتها له متزايدة وهو يعاملها كطفلة.
    يوماً ما أخبرها إنه ذاهب إلى منزلهم، إذا كانت ترغب في الذهاب معه، أجابته بالإيجاب ،وفرحت كثيراً إذا كان يريد أن يعرفها بأسرته ،فهذه خطوة في الطريق الصحيح.عندما ذهب معه، وجدتهم يسكنون في بيت جميل على ساحل البحر.دخل الى البيت
    وطلب منها ان تتفضل . أخذها إلى المطبخ وجدت امه وجدّته
    تعدان الطعام قبلته امه على خده وقبل جدته على رأسها.
    قال لامه :هذه "سابي" يا امي.ورفع صوته في الحديث مع جدته
    واخبرها هذه صديقته واسمها "سابي" حيتها ألأم وقبلتها في خدها
    وكذلك الجدة . ثم اخذها إلى غرفة المعيشة حيث والده الذي
    يشبهه كثيراً، يشاهد التلفاز قدمها لوالده الذى نظر اليها
    بعين فاحصة ثم هز رأسه وقال لها تفضلي اجلسي.
    جلست جلس هو قربها ،وبعد قليل تعالت اصوات من الخارج
    قفز وفتح الباب المؤدي إلى الخارج ، دخلن ثلاثة بنات
    قدمهنَّ لها فقد كان دائما يحدثها عن اخواته. واحدة تصغره ثم توأم متطابق.. حيينها بلطف وجلسنَّ حول والدهنَّ.
    جلس هو قربها، نظرت اليه ،نظر اليها مبتسما.. وقال لها ضاحكا:
    كما ترين أنا وأبي فى منزلنا هذا أقليات. ثمهمس لها بعد الغداء ساريك غرفتي.
    بعد الغداء طلب منها أن تذهب معه ،أحست بالحرج، ولكن وجدت الكل أخذ الأمر ببساطة. صعدت معه السلم
    في الطابق الثالث وجدت غرفة كبيرة قائمة بذاتها. فتحها
    وجدت غرفة فسيحة أثاثها ابيض، وفي طرف الغرفة رأت حامل فيه لوحة لها في طورها النهائي.
    قالت : لماذا لم تخبرنِ انك ترسم لوحة لي أيها الخائن .
    ضحك وأخبرها أنه كلما يأتي هنا يرسم قليلاً فيها، ثم أردف اتمنى ان تعجبك.
    جلس على الفراش، وجلست هي على أريكة رمادية . بعد قليل اتى وجلس قربها على الأريكة، ومعه (اللبوم) وصار يريها صوره
    منذ أن كان رضيعا، ثم صوره في الثانوي ، وفي فرقة المدرسة الموسيقية
    يعزف على الجيتار ،ثم علي دراجة نارية ،وصور من الجامعة،
    وفي آخر الصفحات وجدت عدد من الصور لهما معا.
    قالت : عندما كنت في الثانوي كنت اكثر وسامة !!
    ضحك وقال: انه كان يهتم كثيرا بنفسه اما الآن فلا يهتم.
    سألها:هل تودين أن تذهبي الى البحر؟ أم تنامي قليلاً؟
    ثم أردف:
    تبدين متعبة نامي قليلا ،سأذهب انا للتحدث مع والدي
    وقبيل المغرب نذهب الى البحر.
    وبتردد قال لها برجاء:لو طلبت منك طلب ارجو ألا تحمليه اكثر مما يتحمل. هل يمكن أن تخلعي سلسلة الصليب حتى لا تراها جدتي؟؟
    فالبقية لا تهتم بالدين كثيراً، ولكن جدتي تهتم كثيراً. ارجو ألا
    تأخذي في حديثي إلا ظاهره
    .إبتسمت وقالت له: سافعل ذلك ساعدها في فك مشبك
    السلسل ،وضعه في مظروف اعطاه لها، وقال لها شكراً لحسن تفهمك ثم خرج.
    وقبيل الغروب طرق الباب حتى أذنت له بالدخول
    دخل. و ذهبت هي الى الحمام غسلت وجهها وخرجت وجدته
    يحمل حصيرة ،وبعض المناشف قال لها دعينا نذهب الى الشاطئ.
    قالت له: أنا لا اسبح..
    قال لها: انا سأسبح وتشهدين أنت غروب الشمس.وخرجت معه الى الشاطئ .أضجع هو على ظهره وهى على بطنها قربه رفع لها خصلات شعرها من وجهها، ثم
    غير وضعه حيث رفع رأسه بساعده ،واضجع على جانبه وصار في مواجهتها. ونظر اليها مبتسماً. في هذه اللحظة تعالت جلبة
    وضحكات حيث وصلن اخواته الى الشاطئ بملابس السباحة.
    وبادرتهما احد التوأم مازحة :يا هلا بعصافير الحب!
    ضحك نديم وقام وذهب الى البحر. تبعنه التوأم وبقيت أخته الأخرى واسمها سارة. تحدثت معها عن الدراسة.

    واشياء متفرقة. بدون مقدمات قالت لها: هذه المرة الاولي يحضر
    نديم صديقة فهل علاقتكما علاقة جادة؟
    قالت لها " سابي"نحن اصدقاء وأنا أحبه كثيراً ولكن لا أدري كيف ستكون الأمور.
    قالت لها سارة: هو يحبك ايضا ألا ترين كيف ينظر اليك حتى جدتي قالت: انه يحبك كثيرا ،وضحكت ثم اردفت قائلة: جدتي تحلم بأن يتزوج نديم ،حتى ترى اولاده، وبذلك تكون شهدت جيلين من الاحفاد. صمتت "سابي" وتذكرت أسرتها ،و العواصف التى ستقوم اذا أخبرتهم إنها ستتزوج نديم. راعها انها ابداً لم تفكر
    في مصير هذه العلاقة هل يرفض عقلها الباطن ان تلوث اللحظة
    بمخاوف المستقبل؟!و أكتشفت بانها دائما تشكك في حبه لها،
    حتى لا يكون حقيقة. فهي تريد علاقة معه ،ولكن غير مسمية
    فهذا أكثر راحة لها. قطع حبل تفكيرها رجوع نديم وجسده يقطر بالماء مدت له سابي المنشفة نشف شعره وجسده.. وجلس قربها.. ذهبت سارة
    سألها الا تريدين الدخول فقط في طرف الماء؟
    . قالت له :انها لا تعرف السباحة .. قال لها فقط أدخلي في طرف الماء فهذا الوقت تكون باردة ومنعشة. قالت له شكراً المرة القادمة.
    جلس قربها وكانت الشمس كقرص ناري يتهاوى صوب البحر والكون يبدو في
    اجمل شكل يمكن ان يكونه.. وخط الافق مع الماء يعطي شكلاً غريباً بين حمرة السماء والزرقة المعتمة للبحر.
    قالت له لخط الافق هنا شكلاً مختلفاً
    قال: في اساطير الصيادين هنا ان خط الافق هو نهاية العالم حيث تذهب ارواح الموتي. وربما هذه الفكرة صحيحة.
    وحكى لها ان في قصص الصيادين ان هناك فتاة جميلة كانت تحب صيادا اختفى ذات عاصفة وقفت كل القرية تبحث عن المفقودين
    لثلاث ليالٍ. ولم تفارق الفتاة الساحل لتنام دقيقة وهي تنتظر حبيبها عند الشاطئ. وعندما لم يحضر ذهبت الى خط الافق للبحث عنه ولم تعود. ربما هي الان معه هناك سعيدة بقربه.
    دائما كنت اسأل جدتي التى تحفظ عدد كبير من القصص الشعبية
    للصيادين هل يمكن ان تكون معه في خط الافق؟!. فكانت جدتي تسكت.
    فكرت في قصة تلك الحبيبة رق قلبها لها. فكيف تطيق ابتعاد من تحب.وتذكرت قصة هبوط ارفيوس لعالم الموتي لاحضار محبوبته
    من عالم الموت. تحفل كل الثقافات الانسانية بفكرة الرحيل الى عالم الموتى للعودة بالحبيب الميت. فكرة تحضير الارواح ايضا فكرة تقوم على ارجاع الميت او خلق تواصل بين عالم الشهادة و الغيب. هذا العالم المجهول الذي لم يعود منه ابداً احد ليخبر ما به. الفلسفات و الديانات الوثنية و السماوية عا لجت هذه العلاقة الجدلية بين الموت و الحياة.
    سألته: هل يا ترى ينتهي الحب بفناء المحبوب او رحيله الى العالم الآخر.
    قال لها: في رأي ان الحب لا يموت ولكن ينتقل الى مستوي آخر
    مستوى مختلف . في هذا المستوى الجديد يرتبط بفرقة ابدية و أحساس بالحزن الشجي.ولذلك يبقى في الداخل يشقي اكثر ويحزن أكثر. عندما مات جدي حزنت جدتي حزنا كبيرا قد كان زوجاً
    محباً لطيفاً. كل يوم تنظف جدتي الغرفة و وترتبها وكأنه لم يغب
    واصبحت الآن تصمت كثيراً. ودائما احس انها تترقب ملاك الموت
    فهي فى إ نتظار دائم. ولذلك أظن ان بموت المحبوب يكون الطرف الآخر في حالة إنتظار دائم للحاق به. حيث يصبح الموت اليفاً و وغير مخيف. أنظري كيف تتغير النظرة الى الموت؟ من شيئ مخيف وهادم للذات الى شيئ منتظر و ومشوق للمحب الذي بقي
    في المستوى الآخر.
    أنظري ايضا روميو وجوليت قتل روميو نفسه لانه رأى هذا العالم لا يستحق العيش بعيداً عن محبوبته. ثم قتلت جوليت نفسها عندما عرفت بموت روميو لأن هذا العالم الخالي من روميو لا يستحق البقاء فيه.دائماً يحيرني سؤ الفهم الذي حدث بين جوليت ورميو
    و أفضي لموتهما ليعلنا للعالم إن الحياة لا تسوى في غياب الآخر.
    توهم روميو انا جوليت قد ماتت ،على هذا الوهم مات وتأكد لجوليت ان روميو قد قتل نفسه لأجلها فقتلت نفسها . هل يمكن ان يكون هناك حب أكثر من هذا أن تتطابق الرؤية لدي محبين.
    فيتركا عالم الشهادة الى عالم الغيب. يتنكبان الدرب الصعب
    للمجهول..؟


    وران الصمت بينهما خرقه صوت الام من البيت يطلب منهم الرجوع. نادى نديم اخواته ،خرجن من الماء ،أعطاهن المناشف
    وساعدهن في تجفيف شعرهن. ثم ذهبوا جميعا الى البيت.
    غيروا ملابسهم .وجدوا الجدة والام قد أعددن الطعام. جلسوا
    ليأكلوا .وكانتا ميرا وماريا نجمات ذلك العشاء بصخبهما الجميل
    وحيويتهما الدافقة.
    بعد الفراغ من الطعام .
    قالت الام لنديم :اليوم ستعفى من غسل الاواني لان معك ضيفة وسيقمن ميرا وماريا بفعل ذلك على ان تحل مكانهم عندما يأتي دورهن قال نديم : سأفعل يا أمي وستساعدني "سابي" جمعت "سابي" معه الأطباق و تبادلا الغسل والتجفيف وتنظيم المطبخ. ولحقا بالجميع في غرفة المعيشة. وتحدثوا وتآنسوا الى ان إنتصف الليل
    قالت ميرا :لسابي ستنامي معنا انا ومارية في غرفتنا لأنها واسعة وبها سرير اضافي. وذهب الجميع وقف نديم قليلاً مع سابي قرب غرفة اخواته ثم قبل اخواته متمني لهن
    أحلاماً سعيدة. وعندما أراد الذهاب قبل سابي فى خدها وقال لها مساء الخير وذهب. لبست سابي ملابس النوم وجلست في سريرها .قالت ماريا لها: هل حقا تحبين نديم؟
    قالت لها سابي : نعم كثيراً .
    ثم قالت ميرا : هو يحبك كثيراً. لا يكف عن النظر اليك.
    ضحكت سابي..و تمنت لهما نوما هنيئاً..
    في الصباح استيقظت مبكراً غيرت ملابسها وخرجت الى الشاطئ
    جلست قرب البحر تنظر الى الشروق. بعد قليل أتي نديم وجلس قربها .علا في الجو اصوات النوارس . وبدأ الموج يعلوا ويلامس اقدامها .
    وقفت وقالت له: سارجع الى البيت.
    قال لها :أذهبي سالحق بك بعد قليل. ذهبت وجدت الجدة تجلس على الارض تسبح،
    والام تصنع فطائر، وسارة تعد المائدة ،ساعدت سارة في تنظيم المائدة. اتى الاب يحمل صحيفته، وضعها قرب كرسيه امام التلفاز.
    علا صخب في السلم نزلت ميرا وماريا وهما يتحاجان في أمر ما،
    بعد قليل دخل نديم، و جلس الكل يشربون الشاي ،و يفطرون
    وبعد الانتهاء ،قامت سارة وسابي بجمع الصحون ،وغسلها ،وتجفيفها،
    وجلس نديم قرب والده يشاهدا اخبار الصباح.اتي ندبم الى المطبخ نادى سابي اخذها الى غرفته. وجلسا على الاريكة يتحدثان في امور مختلفة. ثم قال لها يريد يعمل قليلا في مشروعه
    وذهب الى طاولة في ركن الغرفة، وبدأ في العمل ،وهى جلست قرب النافذة تنظر الى البحر. فكرت كم هى سعيدة الان وكم تحب نديم. وكم رائعة اسرته وفكرت في أسرتها هل كانت ستستقبل نديم كما استقبلتها اسرته؟
    فكرت في أمها التى ستجن لو عرفت انها تحب مسلم.
    وستألب عليها والدها. فكرت ليت اسرتي مثل اسرة نديم اسرة محبة و مستقرة. وفكرت اذا طلب منها نديم الزواج فماذا تفعل؟
    وكيف تخبر اسرتها.وفكرت ماذا لو رفضته اسرتها !؟وهى متأكدة ان هذا ما سيحدث. هل تتركه ام تستمر معه؟وهي في استغراقها في افكارها المدلهمة هذه . احست بنديم خلفها رفعت رأسها التقت أعينهما . شهقت في بكاء مرير روع نديم له.مسكها من كتفها أجلسها على الاريكة ولف ساعده حولها في حنان وسألها
    لماذا تبكين؟
    هل اغضبتك في شئ؟
    اشارت برأسها سلبا. قالت له ان أسرتك اسرة طيبة،
    قبلتني ولكن اخشى ان ترفضك اسرتي. ولأول مرة منذ ان عرفتك
    افكر اننا من دين مختلف.وافكر ان هذا سيكون مشكلة لنا
    قال لها نديم : شعوري نحوك صادقاً واتمنى ان يكون ايضاً شعورك نحوي صادقاً وهذا هو المهم.. سوف لن نفترق ابدا.
    مسكها من كتفها وهزاها بعنف
    قولي لي إنك لن تتركينني ابداً مهما حدث. فقط أوعدينيى إنك لن تتركيني.قولي لي انك ستكونين لي ولا احد غيري.الا ترين انني دونك لن اكون شيئا.. ولكن انت دائما تتباعدين عني
    وانا حائر معك.. هل تحبينني كما احبك؟
    أكدت له سابي انها ابدا لن تتركه وانها تحبه حبا لا يمكن تقديره..
    سحبها من يدها الى الاريكة واحضر كرسيا جلس في قبالتها ومسك يديها وقال لها: سابي يجب ان توعديني ان اسرتك لن تنجح في تفريقنا بسبب الدين. وانك سوف لن تتركينني ابدا. اذا حدث ذ لك يا سابي سوف أقتل نفسي.. هل يمكن يا سابي ان تتركي اهلك لأجلي؟ انا على استعداد ان اموت لأجلك يا سابي
    فهل أطمع في ان تفعلي ذلك لأجلي.لا أدري يا سابي ولكن احسن إن أمك ستمنعك عني واخشي ان ترضخي لها.. انا احبك حبا لدرجة الألم. اتمنى ان تخبريني الآن انك ستكونين لي
    وانه مهما حدث لن تتركينني..
    نظرت اليه سابي وقالت له لماذا تظن انك تحبني اكثر مما احبك؟
    سوف أكون لك الى الأبد وسوف لن أدع كائن من كان ان يفرق بيننا.. وهذا وعد مني.. لك ولنفسي. طيلة الفترة الفائتة كنت احس بانك لم تحزم امرك. قال لها:اني نويت ان احضرك هنا اولاً لتري اسرتي ولاخبرك أنني احبك واريد الزواج منك.. وأنا سعيد
    انك تحبينني كما أحبك.. جلس قربها لف ساعده حولها بقيا هكذا لفترة حتى سمعا طرقاً على الباب دخلت ميرا واخبرته ان والدها يريده ان يذهب لشراء بعض الاشياء. ذهب ومعه "سابي" وطيلة الطريق كل غارق في افكاره. والصمت بينهما. احست انها سعيدة جدا ليت
    هذه اللحظة تستمر وتذكرت اسرتها و خاصة امها . فكرت كيف يا ترى ستتصرف أمي معي!؟ هل ستطردني من المنزل وتجبر كل من في العائلة على عدم التعامل معي؟
    ذهبت سابي لزيارة أسرتها. وقررت أن تخبر أمها بنديم.
    كما توقعت "سابي" اشتعلت نيران الخصومة في البيت ،وسرت لبقية الاسرة كما تسري النار في الهشيم. توافد افراد عائلتها لتحذيرها من غضب الرب. و أنبتها خالتها كيف تخزل امها؟
    وهي الابنة الوحيدة، التى طالما اعتنوا بها، ووفروا لها حياة لا يحلم بها أحد. وبكت جدتها وقالت: ربما هذا مس شيطاني اصابها . وربما هذا المسلم سحرها وهم معروفون بذلك. اتى عمها القس وقال لها حديث طيب في ظاهره ولكن به تحذير خفي بأنهم لا يقبلون
    ان تفعل واحدة من العائلة هذا.وهم عائلة خدمت "الابرشية"
    وأنها بهذا الاختيار تكون قد فارقت العائلة. كل هذه الفوضى وو الدها صامت. لم يقل اي شئ لا سلبا ولا ايجابا. بل غضب على امها التي نشرت الخبر قبل ان يدرس بينهم . وبهذا عقدت الموقف.
    بكت سابي كثيرا للتقريع الذي وجدته من الكل، ولكن بينها وبين نفسها كانت مقتنعة تماما ،بأنها ستكون لنديم مهما كلفها الامر
    قالت لأمها: فقط يا أمي لو قابلتيه ربما تغيرين رأيك.
    صرخت فيها: امها هو مسلم هذا يكفي لنعرفه. هؤلاء المسلمون
    لا يحترمون المرأة ويجمعوهن كالبهائم في بيت واحد، و يمكن للرجل ان يتزوج عدة نساء. فهل تودين يوما ان تجدي يوما تشاركك في زوجك امرأة اخري ،ولها نفس الحقوق؟
    ربما عماك الحب ،ولكن أعلمي ستكونين انسان درجة ثانية،
    وهم يبررون هذا بأقوال يدعون انها من السماء. سوف تجدين نفسك في موقف لا تحسدين عليه بمجرد ان يتزوجك.
    حاولت "سابي" أن توضح لأمها ان هذا غير صحيح، ولكن دون جدوى، أستمرت الام الملتاعة في تهديد، وتخويف ابنتها من مغبة هذه الخطوة. فهي تارة تحاول استمالتها باللين ،وتذكيرها انها ابنتهم الوحيدة المحبوبة، ومرة اخرى ترهبها بانها بخيارها هذا ستخرج من حياتهم الى الابد.
    رجعت "سابي" الى الجامعة. اتصل بها نبيل وسألها ماذا حدث أخبرته بكل ما حدث، ووعدته انها سوف تمضي في علاقتها
    معه ولا تهتم بما تقوله اسرتها. رد نديم عليها بحزن : ربما
    تحتاجين ان تفكري كثيراً قبل إتخاذ هذه الخطوة.وسوف ابتعد عنك قليلاً الى ان تصلين الى نتيجة وحدك دون تاثير مني.
    بقيت حائرة ومتنازعة الى ان عادت يوما الى السكن، وجدت سارة
    في انتظارها. وعندما رأتها أسرعت اليها وقالت لها: انا هنا منذ ساعة.استغربت "سابي" حضور سارة . فهل يا ترى ارسل نديم سارة لتعرف اجابة "سابي" الاخيرة؟
    قالت لها سارة: هناك ما أود ان أخبرك به . صمتت "سابي"
    تابعت سارة: نديم في المستشفي منذ الصبح لقد حدث له حادث
    حركة. وارسلتني الاسرة لاحضرك. صرخت "سابي "
    بكت وصارت تسألها بلهفة: اخبريني بربك كيف هو؟. بكت سارة وقالت لها: علينا بالذهاب الان. ذهبت" سابي" وعندما وصلت المستشفي وجدت فى صالة الانتظار كل الاسرة والكل يبكي ويبدو عليه
    التاثر. استقبلوا "سابي" بالدموع . طلبت سابي ان تذهب لرؤيته
    اخبرها الاب ان الزيارة ممنوعة عنه وهو في العناية المركزة ولكن
    سيخبر الممرضة ان تأذن لها بالدخول. ذهبت سابي
    وجدته مغطي الراس بالضمادات و وألاجهزة تخرج اصوات
    ورنين حست وكأن الارض تميد بها . مسكت يده ونادته
    ولكن هيهات.هو في غيبوبته لم يراها ولم يسمعها.
    أحست بأتها تهوي في بئر سحيق لا قاع لها.
    سندها الاب و أخرجها لتنضم للكل يجلسون في قاعة الانتظار
    اخبرها الاب ان حالته غير مستقرة الى الآن .ولكن ندعوا الله
    ان ينجيه من كربته هذه. جلست" سابي" والدموع تنساب
    على خديها دون توقف. احست بالحزن ليتها اتصلت به واخبرته بقرارها.وهو ان تضحي باي شيئ لأجله. ذهبت الى الهاتف
    اتصلت باسرتها: اتى صوت والدها من الجانب الآخر
    بصوت يصهره الحزن اخبرت والدها بما حدث. تحدث معها والدها مطمئناً و أخذ منها العنوان وقال انه سيحضر فور وصول
    أمها التى كانت خارج البيت.في الصباح أتى والدها وحده
    وجلس قربها راجياً ان ينجي الاله نديم..لم تسأله عن أمها
    طلب منها والد نديم ان تذهب لتأخذ قسطاً من الراحة ثم تعود
    رفضت بإصرار أن تذهب.
    ذهب والدها متمنيا الشفاء لنديم شكرته "سابي"
    وقال لها : ستكونين دائما ابنتي التي أحبها أكثر من أي شئ.
    وقبيل المغرب اخبرهم الطبيب : ان نديم قد فارق الحياة
    لا تدري ماذا حدث بعدها لأنها غابت عن الوعي
    وعندما استيقظت وجدت نفسها في غرفة نديم
    فكرت قليلاً وتساءلت هل هي تحلم؟
    ثم تذكرت الفاجعة التى المت بها . بصعوبة وصلت النافذة
    نظرت الى البحر كان القمر مكتملا. لا تدري لماذا تذكرت
    قصيدة كانت تعجب نديم عن الموت . وتذكرت حديثه الدائم عن الموت هل كان ذلك استشرافا لأن حياته ستكون قصيرة؟
    عادت القصيدة الى ذهنها حية كاملة:
    "
    طوال الليل، لعلمي بأنك ميت،
    جلست في هذه الغرفة الطويلة النوافذ
    اتطلع نحو البحر، والاسى القاتل
    يحزّ فى نفسي بذلك كنت استعيد،
    عن غير عمد، تلك الساعات التى قضيناها معا-
    حين كان الشباب كشمس متمردة
    تسكب طموحها على الريح التائهة،
    ساعات، كانت تنذر بالاوهام،
    والآن ما من أحد يشاركنياها.
    أما وقد متّ، فأني اتركها جميعاً وشأنها.
    يوم كأي يوم. مع إننا في اي يوم من اليوم
    نتوقع الموت. الفضاء ملبد بالغيوم
    والبرد القارس كالثلج يهبّ على الشاطئ
    وفي المستنقع، تطفح المياه الآن
    كبحر شارد. هذه هي اللحظة حين البحر،
    وهو يعجّ بالحركة ، يبدو بلا حراك.
    الارض و البحر قد اتحدا معاً. والمستنقع قد إضمحل
    وهمّي
    يغمره الطوفان. كل شئ ، ما عدا الكثبان، وقد غرق.
    وإذ طفحت بالذكريات عثرت
    على الساعات التي عرفناها، ولكن
    لم نعثر على المفتاح. أَنَّى لي العثور على المفتاح الضائع
    للخزانة الفضية؛ وقد خبأته و أنت طفل غرير.

    أفكّر بكل ما فعلت
    وكل ما كان في وسعك أن تفعل، من قبل
    أن يسحقك الموت ، لولا القنوط.
    أي مستقبل كان كمستقبلك حينما جئت
    كالربيع ، وألوان الزهور في شعرك ،
    وتنتطلق كالريح ، إذ يكون الغاب عاريا
    وكل ساكنة تهمّ بالغناء.

    لم يكن يومئذ لأحد مستقبل كمستقبلك
    أو فطنة كفطنتك، ولم يكن له كحسن طلعتك؛
    إذ كنت شجاعا كابن "دانائي"
    مخلوقا، ك"بيرسوس" في حلم ذهبي.
    وما من أحد ، حين كنت فتىً،
    يسارع هكذا الى إ قتفاء المظاهر البراقة
    لعصر "جورجوني" في الترس اللمّاع.
    لا تقنط من الحب ، لا مصير يستيطع أن يخمده.....
    أكان إخفاق كل عاطفة في منتصف الطريق
    يعود الى دمك الفاجع
    الذي يجري من إله سيئ الطالع؟
    لم تنصرف عن شئ انصرافك عن العزلة،
    وقد اعوزتك الطمأنينة، وجريت
    هناك في البعيد، وراء ما يثيره الندم من هياج حزين

    ايكون أنك، وقد حملقت
    برأس الزمن المقطوع ، المتدلي والاعمى،
    المتدلي بشعره الملطخ بالدماء،
    ورأيت الدم على تلك النظرة العمياء،
    تطلعت فاصبحت واحداً
    مع الرعب الخانق لتلك العينين الكفيفتين؟
    تطلعتَ ، ولم تتحوّل الى حجر."*
    مع نسمات الصباح الاولي خرجت "سابي" الى الشاطئ
    ثم ابحرت الى خط الافق بحثا عن توأم روحها. مثل حبيبة ذلك الصياد
    التى قال نديم انها من القصص الشعبية بين الصيادين.




    من قصيدة الساعات
    جون بيل بشوب
    John Peale Bishop
    ترجمة يوسف الخال
    1892-1944
                  

04-03-2007, 08:20 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ســــــــ عند خط الافق ـــــــــــــابي (Re: bayan)

    الى الشهيدين عادل نقد, ويس لوال أرو ,تمثيلاً في كل من مات في الجنوب من الجانبين.. فتية آمنوا بالكفاح المسلح
    وقدموا التضحية الكبرى لما آمنو به,, راصفين طريق السلام بعظامهم وساقين ورورد الحرية بدمائهم.


    ( هذه القصة قصة حقيقية حدثت في الجنوب)

    لا اذكر على وجه التحديد متى رأيتها لأول مرة..ولكن أذكر أنها
    كانت تأتي إلى المعسكر بانتظام تعالج جرحاً متعفناً في قدمها..
    اخبرني صديقي إن "جاركوت" أتت وهي تعاني من حمي شديدة
    ناجمة عن جرحها هذا.. أتت إلى البوابة .. وسألت الحارس أن يساعدها
    وبما انه كان من المستحيل إدخالها المعسكر إلا أن الحارس عطف عليها
    وأتي إلى ممرض الوحدة وأخبره.. فذهب مع الممرض ورآها ترتعد من الحمى وتبكي….ففكر الممرض كيف يحل مشكلتها.. لا يستطيع إدخالها إلى المعسكر تحت أي ظرف من الظروف وفي ذات الوقت لا يمكن أن يتركها هكذا.. فذهب واخطر الطبيب الذي حضر ومعا نظفا جرحها
    أعطاها حقنة مضاد حيوي..وقال لها عليها ان ترجع يوميا لتأخذ جرعة المضاد الحيوي.. ومن يومها صارت "جاركوت" تأتى يوميا فيخرج الممرض لها إلى البوابة وينظف الجرح ثم يحقنها بالجرعة.. فتحسنت صحتها..فكانت تأتى لهم بثمار الباباي والأناناس. وبلغة عربية مكسرة
    تشكرهم.. كانوا يحسون بامتنانها لهم من نبرة صوتها العطوفة الحانية..
    مرت الأيام وصار وجود "جاركوت" عاديا لا يثير حتى العساكر الذين كانوا يعتقدون أن هذا نوع من الغباء والغفلة في أن يتركونها قريبة هكذا من المعسكر .. ولكن بعد مشاحنات لا حد لها مع الممرض حسمها الطبيب الأعلى رتبة.. بأن جاركوت ستأتي يوميا لتلقي العلاج
    دون أن يحتج أحد.. وقليلا قليلا صارت "جاركوت " أهم شخص يعرفه الجنود خارج المعسكر..الكل صار يحبها ويتجمعون حولها
    عندما تأتي.. بادلتهم جاركوت حب بحب ومودة بمودة..
    إلى ان كان ذلك اليوم الحاسم عندما وصل جنود من الحركة الشعبية إلى قرية "جاركوت".. وفجأة من وسط الأشجار انبثقت جاركوت
    راكضة وهى تصوت بأعلى صوتها ثم سقطت على الأرض.. استعد الجنود بأسلحتهم
    وبلغ الضابط الرآسة إن هناك هجوم ويريدون الأذن للخروج لتقصي
    الحقائق.. وعندما ظهرت جاركوت لم ينتظروا أي رد خرج جيب
    به الممرض وبعض الجنود أسرعوا تجاه المكان الذي سقطت فيه جاركوت.. بينما كون الآخرون حماية لهم نزل الممرض حمل جاركوت سريعا ادخلها في الجيب ورجع الجيب وانهال عليه الرصاص من الغابة.
    حيث كون جنود المعسكر سد أمان وصاروا يطلقون الرصاص..
    وصل الجيب و حملت جاركوت إلى العيادة الميدانية.. واشتعلت الإشاعة في المعسكر حيث قليل ان جاركوت جريحة جرحاً قد يؤدي
    بحياتها.. وحضر الكل يتسقطون الأخبار وجاركوت في الداخل
    وكل يدعوا لها بالسلامة..خرج الطبيب وبحزن قال لهم نحتاج لنقلها
    إلى المعسكر الكبير.. فتبرع العشرات لفعل ذلك.. ولكن كان الوضع الأمني غير مطمئن والقيادة قالت أنها سترسل طوافة لتختبر هذا الهجوم المعادي.وطلبت منهم البقاء في المعسكر إلى أن يعطوا أوامر أخرى.
    الطبيب اخبرهم أنها فقدت كثير من الدم. وعندما لم نستطع أن نفعل شئ طلبنا منه أن يقوم بعمل العملية في العيادة. شمر الكل عن سواعدهم متبرعين بالدم لها.وقف كل المعسكر أمام العيادة حتى القائد أتى بنفسه ليطمئن على وضع جاركوت الصحي..
    صلينا صلاة الحاجة.. ولم ينقطع الدعاء وجاركوت تقاتل من اجل حياتها و الطبيب يجاهد في إنقاذها أذن المؤذن لصلاة الفجر
    خرج الطبيب وقال انه لا فائدة قد ماتت جاركوت الطيبة
    وصلينا جماعة والدمع ينزل من مآقينا مدرارا.. حزن عميق
    تمدد في دواخلنا.. وعلا نحيب البعض في هذه اللحظة
    سمعنا صوت الطوافة.. التي نزلت في المعسكر.. وقيل لنا انه كان هناك هجوماً جزئياً..وكان هناك كمين معد للمعسكر لولا ان جاركوت
    عرفت ذلك واتت وهي تصرخ لتنبهنا إلى ذلك الهجوم..حيث اطلق عليها جندي معادي النار.. فبكينا
    لهذه المرأة الطيبة التي حفظت الجميل وضحت لأجلنا بحياتها..
                  

04-03-2007, 08:24 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هذا يحدث فى الخمس الاول من القرن الواحد وعشرين...(1) (Re: bayan)

    لانى احبك تركتك.....

    (الى تلك الصديقة التى تنكبت الدروب الصعبة....وكان الحزن الاكبر)


    عندما سافر إلى الخارج لدراسة الطب.. شق عليه فراقها فكتب إليها في أول رسالة :

    أمل
    ها هي ذي الأقدار تأخذني بعيدا..لأعرف كم تعنى لي أنت. منذ سفري وأنا أحس بألم طاغي
    وحزن لا يتبدد…فهل إحساسي هذا إحساسا عاديا؟ تجاه أخت؟
    من قبل كنت أقول انك أختي ولكن ألان لا أعتقد أن هذا الشعور والحزن هو شعور
    أخ لأخته.. أرجو آلا تغضبي منى ولكن أظن أنني احبك ليس حبا اخويا إذا كنت
    تريدين أن تعرفي. أتمنى أن تتفهمي موقفي.. هل تذكرين في العام السابق عندما تقرب لك
    علي كيف أنني قد غضبت وثرت فيه؟؟.. هذه الثورة لم تكن لأنك أختي قد كنت في حالة غيرة
    ولكنني فضلت أن أنكر هذا الإحساس وأحوره وألونه.. ولكن ألان بما لا يدع مجالا للشك
    فأنا احبك..
    أبدا مشتاق
    ناصر


    كتبت له :
    ناصر
    سلامات
    لا أدرى ماذا أقول لك .. ولكنني حزينة لابتعادك وها هى `ذى الايام والمسافات تباعد بيننا
    اعلم انك دائما في القلب..وأنى سعيدة أنك وجدت تفسيرا لما يربطنا معا غير تلك الاخوة
    المدعاة.. أما بخصوص غضبك من علي لقد قال لي علي انه لم يعرف سببا لغضبك هذا غير
    انك تحبني..ولا أكذب عليك لقد أحسست بالسعادة لهذه الفكرة.. أتمنى أن تداوم على الكتابة
    كما يقولون الجواب نصف المشاهدة ..
    دوما لك
    أمل


    قرأ ناصر رسالة أمل عشرات المرات وفى قلبه دبيب وفى عينيه دموع ليته لم يأت إلى هنا
    ليته لم يبتعد عنها.. تذكر أول مرة رآها فيه عندما انتقلوا إلى مدينة جديدة وسكنوا
    في حي قريبا من المدرسة التي يعمل فيها والده.. خرج هو وأخاه إلى الشارع
    ووجدوا مجموعة من الأطفال تلعب تحت شجرة كبيرة فاقتربوا منهم ..
    ودعوهم الأطفال للمشاركة في اللعب.. وهناك تعرف على أمل و أخويها
    كانت أمل تصغر أخويها كانت فى حوالي السابعة وكان هو في العاشرة
    واحد اخوتها في سنه والآخر يكبره بعامين.. ومنذ لك اليوم صار لا يفارقهم أبدا
    فكان من الصباح يذهب إليهم في البيت في طريقه إلى المدرسة فيخرجوا معه
    وكان يدهشه أن أختهم تذهب إلى مدرسة الأولاد آلتي كان والدها مديرها
    ولكن عرف مؤخرا لان مدرسة البنات في الطرف الآخر من المدينة وبعيدة
    فضل الأب أن تذهب أمل إلى مدرسة الأولاد القريبة..وصارت أمل جزء من حياته
    فهو مثل اخوتها يحميها ويفرض وصايته عليها.. فكانت هي طفلة غريبة الأطوار ..
    فهو أبدا لا ينسى عندما طاردهم كلب عقور.. وسقط هو على الأرض أمل الوحيدة التي رجعت
    لتنقذه من ذلك الكلب, حيث صبت على الكلب وابل من الحجارة والرمل حتى تركه وركضا
    بعيدا.. منذ ذلك اليوم صارت لها مكانة خاصة عنده .. فهو يذكر ايضا يوما ذهبوا جميعا لشجرة "نبق" كبيرة
    وصاروا يرمون الحجارة عليها.. فدخلت أمل تحت الشجرة فسقط عليها حجر عالق وشج رأسها ..
    وسال الدم وهو لا ينسى كيف انه صرخ وولول اكثر منها ومن أخويها وكيف خلع قميصه ليربط
    جرحها.. وحملها وركض بها إلى أمها.. فكان اهتمامه الشديد بها يرفع اكثر من حاجب في الأسرة
    ويثير ضحك أسرته.. عندما تأتى جدته من القرية محملة بالأشياء و وكان يقسم نصيبه من الأشياء إلى جزئين.. وينتظر شروق الشمس ليذهب لهم ويعطيها نصيبها.. مرت الأيام
    وعندما دخلت أمل المدرسة المتوسطة صارت لا تلعب معهم ولا تخرج كما كانت تفعل من قبل
    وكان هو يذهب إلى بيتهم ليراها ولكن بدأت أمه تطلب منه أن يخفف من زياراته لهم بحجة أن أسرتها قد لا توافق خاصة انه صار كبيرا.. وهذا الاختلاف في حياته صار يحزنه فهو لم يعد
    يراها أو يلعب معها مثلما كان يفعل من قبل.. فصار ينتظر قرب بيتهم حتى إذا خرجت إلى المدرسة
    لحق بها كان يوصلها إلى المدرسة ثم يرجع مرة أخرى ليصل إلى مدرسته.. كانت هذه اسعد
    فترة في حياته فكان يتحدث معها ويثرثر في كل المواضيع لاحظ ا هناك تحول كبير حدث لها
    لم تعد تلك الطفلة الثرثارة كانت تسمعه وتبتسم فقط ولا تقهقه كما كانت تفعل
    في السابق.. كم كره هذا التغير وتمنى لو بقيا أطفالا الى الابد لقد كان سعيدا من قبل اكثر..
    وكان يستشيط غضبا إذا رأى أحد الأولاد الكبار ينظر إليها.. فكان يحرض اخوتها
    على كل من ينظر إليها.. مرت الأيام و السنين وهاهو يذهب بعيدا لتلقى العلم ويتركها
    في ذلك الزمن لم يكن يحتاج أن يحدد ماهية علاقته معها ولكن فراقها شق عليه
    وصار حزينا يائسا.. كان يجلس الساعات يكتب لها رسائل طويلة يحكى لها
    عن حياته والجامعة وكيف انه كل ما يرى شيئا يفكر ماذا سيكون تعليقها عليه فهو يستصحب خيالها معه في كل لحظة.. مرت السنين… عندما ذهب في العطلة الصيفية قرر أن يخبر والده
    بأنه يرغب في أن تخطب أمل له… وكان يعتقد أن الأمر مفروغ منه ولكن فوجئ عندما رفض والده
    و أخبره أن مثله لا يمكن أن يتزوج مثلها فدهش دهشة كبيرة وسأل والده لماذا ؟!
    فقال له الأب:
    هؤلاء لا قبيلة لهم يا ولدى..وجدودها كانوا ارقاء...
    فذهل ناصر وقال: لقد توقفت الحروب يا أبى ولا نحتاج لقبيلة.. أنا أريدها يا أبى
    لا يهمني إذا كانت لديها قبيلة أم لا..رفض الأب رفضا باتا وقال له اذهب وحدك
    وكان هو يعرف أن أسرة أمل لن تقبل به وحده..
    قال ناصر لأبيه يا أبى لقد عشنا معهم منذ سنوات طويلة أكلنا طعامهم واكلوا طعامنا
    أحببناهم أحبونا وأنت صديق والدها وأمي صديقة والدتها فلماذا يا أبى ترفضها
    ولماذا تقف أمام سعادتي بعذر لا اهتم به كثيرا ما يهمني يا أبى أن أتزوجها
    .. رفض الأب بعناد وسط له ناصر كل أفراد الأسرة ولكن بقى على رأيه
    رجع ناصر ليكمل عامه الأخير والحيرة تلفه هل يخبر أمل أم لا؟
    فقرر ألا يخبرها إلا عندما يقابلها وجها لوجه إذ أن اللغة المكتوبة
    قد لا توصل المعنى المراد.. وكان يكاتبها فقدت كتابته لها رونقها والقها
    وصار غصبا عنه ينقل أفكار سوداء في رسائله أحست هي بشقائه وتمزقه ولكن لم تجد تفسيرا لهذا
    الشقاء أسرت في نفسها ربما.. تغير إحساسه تجاهها وكذلك هي فقدت رسائلها رونقها والقها
    وصارت المراسلات التي كانت تجلب الفرح والسعادة تجلب كثير من المعاناة والحزن
    قررت أمل أن تعرف الحقيقة و بالفعل عرفت أن ناصر كان قد اخبر والده ووالده رفض
    فجلست أيام تبكى وفسرت قلة الرسائل ربما ناصر يريد الانسحاب .. فقررت أن تكون نهاية هذه القصة بيدها لا بيد عمر.. فقبلت الزواج من ابن عمها الذي تقدم لها وتمت الخطوبة وكانت أمل في غاية الحزن.. أخبرتها أمها أن مثلك يا ابنتي لا يمكن أن تتزوج ناصر أن أسرته لن توافق لأننا يا ابنتي
    مختلفين عنهم.. صرخت أمل نحن ناس وهم ناس يا أمي .. فقالت الأم: يجب أن نمدد أرجلنا بقدر الحفتنا يا ابنتي التطلع يورث الألم..و خيبة الأمل تعصف بالإنسان بكت أمل لفترة طويلة
    هي تحبه وهو يحبها فلماذا لا يكون هذا سببا كافيا للزواج ما دخل القبيلة في هذا الزواج
    وتقرر أن تتزوج أمل ابن عمها وبالفعل تم الزواج وارتحلت أمل إلى الخارج معه.. وعاد ناصر وعرف
    ما حدث وحزن حزنا فائقا فأختار أن يعمل في منطقة نائية بعيدا عن كل من يعرفهم
    يقضى ليله في اجترار الذكريات ويقرأ رسائلها له ويبكى.. كيف تركته هكذا لماذا لم
    تعطيه فرصة للدفاع عن حقه في الزواج منها !!؟؟لماذا استسلمت ؟
    لقد قالت له: انها فقط
    تريد أن تجنبهه مغبة الأحزان والمتاعب أن هذا المجتمع الذي لا ينظر إلى إنسانية الإنسان إلا من خلال الأعراق لا يمكن أن ينجح فيه زواج مثل هذا.. لان المتاعب ستقتل الحب و تبقى الحسرة في القلوب
    ها أنا ذي أتتركك وفى قلبي حب كبير لا يتبدد..فلماذا تعتقد أن الحب يفضي إلى الزواج دائما.. اننى رأى
    أن الحب يبقى في القلب إلى أن يتوقف نبض هذا القلب.. فلا تحزن.. قالت لي أمي :
    أ ليس كل من نحبهم نستطيع أن نتزوجهم.. ففي بلادنا الحب شئ والزواج شئ آخر.. فسامحنى فقط لانى أحبك حدث ما حدث]..
                  

04-03-2007, 08:26 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا يحدث فى الخمس الاول من القرن الواحد وعشرين...(1) (Re: bayan)

    الحلقة الاولى


    "اكتب هذه القصة للعبرة"

    مرحاض ومستنير..

    تجمد الزمن وتلاشت الاصوات وسكن كل شئ عندما وقع نظره عليها لبرهة أحس انه آدم وهي حواء ولا أحد قربهما.. التقت نظراتهم للحظة . ثم أدارت بصرها في المكان و انفرج فمها عن ابتسامة جذابة عندما وقع نظرها على أصدقائها.. الذين أتوا في صخب لتحيتها.. تحين الفرص و اقترب منها لم تكن جميلة ولكن بها سحر خفي
    جلس معهم كانوا يتحاورون حول قضية ثقافية كان الكل يستمع إليها بانتباه وتقدير لما تقله.. صمت الكل
    التقت نظراتهم مرة أخرى.. قدمها أحد الأصدقاء له قائلا: أماني علي وهذا محمد حسن أظنك سمعتي به..
    أجابت بالإيجاب.. بدون أن يشعر اخذ هاتفها الجوال وسجل رقمه ثم اتصل برقمه وسجل رقمها في هاتفها ثم ارجع إليها هاتفها وقال لها سأتصل بك يوما.. سعدت بلقائك هناك الكثير الذي أود مناقشته معك.. ثم توارى في الزحام مخلفا دهشة كبيرة..
    بعد يومين اتصل بها حياها بحرارة وقال لها مشتاق لرؤيتك.. لم تعرف كيف ترد على هذه الحفاوة
    ثم صمتت قال لها آسف على هذا الاقتحام ولكن أحس وكأنني أعرفك.. شكرته بأدب ووعدته بأنها ستلتقي به قريبا وشكرته على الاتصال بها…
    التقت به مرة أخرى بالصدفة.. فأبدى اهتماما كبيرا بها… سالت صديقتها عنه أخبرتها انه متزوج وله عدة أطفال
    ويبدو انه يهتم بك لأفكارك التي أعجبته.. تكررت اللقاءات أحيانا كان يحضر إليها في مكان العمل.. مشكلته كانت إن الكل يتعرف عليه.. يتحدثون معه و يتحلقون حوله ولا يجد وقت ليتحدث معها.. دعاها مرة إلى مطعم تكررت المسألة… تعددت اللقاءات واكن دائما يذهب وهناك حوار او سؤال معلق حتى يلتقي بها مرة أخرى... مرة قال لها

    ا أنت شهرزاد احتاج لألف ليلة حتى اكمل حديثي معك…


    الحلقة الثانية


    تعددت اللقاءات وصارت الأحاديث اكثر خصوصية بعد أن كانت دائما أحاديث عامة حول قضايا
    وحول الفن و الأدب و الثقافة.. عرفت انه متزوج ولديه ثلاثة أطفال وان زوجته متفرغة للمنزل..
    وعرف أنها غير متزوجة ولا يوجد رجل في حياتها.. سألها لماذا ؟
    قالت: أنها مهتمة في الوقت الحالي بعملها وربما إذا أتى الشخص المناسب سوف لن تمانع
    سألها من هو الشخص المناسب" قالت له هو الشخص الذي احبه حبا مطلقا. الشخص الذي يساعدني في تحقيق طموحاتي.. ويعترف بحقي في العمل و التفكير الحر ولا يقيدني… يحترم كينونتي كامرأة .. فقط

    رد ضاحكا: فقط؟؟!! أتمنى أن تجديه…فضحكت وقالت: آمين يا رب..

    يوما قال لها أتتمنى أن نجلس في مكان وحدنا قد صرت أتضايق من تعرف الناس علي ومقاطعتنا
    فهل يمكن أن تأتى إلى مرسمي يوما.. نظرت أليه تطلع إليها منتظرا ردها.. قالت له لا مانع لدي..
    واعدها يوما واتى إلى مكان عملها أخذها بسيارته إلى مرسمه الذي يقع في طرف المدينة..
    وجدته عبارة عن شقة صغيرة بها غرفة و صالة واسعة معلق بها لوحات وفى الطرف قرب الشباك
    هناك حاملة وطاولة بها كثير من الألوان وأدوات الرسم.. وفى الطرف الآخر توجد أريكة كبيرة
    وثلاجة صغيرة.. برشاقة انحنى وقدم لها زجاجة مياه غازية.. وذهب أسدل الستائر..
    وجلس بكل بساطة يتحدث عن مواضيع مختلفة.. وكانت هي مترددة فأنها لم تفعل هذا في حياتها
    لم تبق مع رجل وحدها هكذا..ذهب إلى الطاولة و وضع اسطوانة وانسابت موسيقى السرنيد لموتزارت
    فملأت السكون بضجيج محبب..نظرت إليه متسائلة كيف عرفت أن هذه المقطوعة هي مقطوعتي المفضلة
    قال لها.. لأنك اخترتها كنغمة لجوالك


    الحلقة الثالثة


    صار يتصل عليها يوميا…. ثم اكثر من مرة في اليوم… ثم مرات ومرات.. في الصباح ليقل لها صباح الخير
    وفى المساء ليقل لها مساء الخير اخبرها انه لا يستطيع أن يبدأ يومه أو ينهيه بدون سماع صوتها.. بدأت تخيفها
    هذه العلاقة ويخيفها طريقته في التعامل انه لا يترك لها مكان تختبئ فيه من نفسها.. أحست انه يحاصرها.. أحست إنها تحب هذا الحصار فهي لا تشكو فقط مندهشة أن يعني لها هذا الرجل الكثير .. تعودت على علاقات سطحية مع الجنس الآخر.. وكانت قد بنت سورا عاليا حول نفسها و ها هو يتسلل من هذا السور.. صارت تفكر فيه كثيرا.. تفكر في أحاديثه.. وفي شخصيته الغريبة.. إنها لم تعرف في حياتها شخص مثله.. فهو بمفهومها كارثة متحركة.. يتحدث بتلقائية آسرة. لا تستطيع صده أو توبيخه على كثير من الأفعال لانه يفعلها بتلقائية وبراءة كأن يمسك يدها أثناء الحديث معها أو يضع يده في كتفها إذا مشى معها..فهي تخشى أن رفضت ما يفعله أن يفكر أن أفكارها سوداء
    أو إنها خبيثة.. فصارت تصمت إذا فعل ذلك…وتخشي أن تبدي عدم رضا بها . في داخلها تستعذب لمساته..
    لكن هناك عراك دائما بيت عقلها وقلبها.. هذا رجل متزوج قبل كل شيء وهى لا يمكن أن تقم علاقة مع رجل متزوج لان هذه ضد مبادئها.. فهي نشطة في الحركات النسوية وترفض تعدد العلاقات و ترفض تعددية الزواج..
    ولكن هذا الرجل يهز قناعاتها..يغير دواخلها فهي لا تحب ما تحس به..قررت ذات يوم أن تتركه وتتهرب منه لكن وجدت نفسها اكثر تلهفا..قررت ألا تستقبل مكالماته وكانت قد وضعت لها نغمة خاصة.. ولكن قبل أن تنتهي النغمة دون أن تشعر تجد نفسها ترد عليه.. قال لها يوما إنها جادة اكثر من اللازم.. قالت له كيف؟
    قال لها عندما تردي على الهاتف يأتي صوتك باردا..ثم يصير دافئا فيما بعد..قال لها ضحكتك تفقدني صوابي أحيانا.. أنت امرأة غريبة تجمعت فيك كل المتناقضات..الدفء والبرود القسوة و الحنان..
    قالت له:أنا افضل دائما أن أكون جادة لان في هذا العالم يجب أن تكون المرأة هكذا.. في مجالي الذي أتحرك فيه لا مكان للرقة والنعومة.. فاعذرني أن رأيتني متناقضة.
    ضحك وقال : لا أبدا هذا ليست عيببا تعتذرين عنه.. فقط في حياتي لم أقابل امرأة مثلك.. ولم اكن أظن أن هناك امرأة مثلك..أنا احبك هكذا…

    الحلقة الرابعة


    نظرت إليه بذهول.. وقفت أخذت حقيبتها وركضت خارجة حاول أن يلحق بها .. بخشونة طلبت منه أن يبتعد عنها للابد… ناداها لم تستجب له.. اتصل بها تلفونيا قال لها إني آسف إذا كنت أخطأت من حيث لا ادري .. أغلقت الهاتف قبل أن يكمل….. أوقفت كل الاتصالات به.. راعه انه لا يعرف أين تسكن.. صار يذهب إلى مكان عملها يوميا.. ولا يجدها جن جنونه..لا يستطيع أن يسأل عنها..
    وإلا وضعها في موقف قد لا ترضاه.. صار هائما في الأرض يبحث عنها في كل مكان.. عندما يعود إلى منزله لم يعد يطيق المنزل أو زوجته..
    يثور فيها لأتفه الأسباب.. ويرفض التحدث معها ثم عاد لتناول الحبوب المهدئة ..
    وصار يقضي جل وقته في النوم,.. عندما وصل إلى حافة الانهيار..
    قرر أن يرابط أمام مكان عملها… يوما في الصباح رآها تقطع
    الشارع.. خرج من سيارته و ركض نحوها حتى كادت انه تدهسه
    سيارة.. ناداها توقفت نظرت إليه راعها شكله وهندامه لم تراه هكذا أبدا..رقت لحالة عصف بها حنين طاغ له..وقف أمامها . وبمسكنة شديدة قال لها ماذا فعلت لك لتتعاملي معي هكذا…؟
    قالت له: يجب ألا نلتقي مرة أخرى..
    قال لها: أعطيني فرصة فقط لأبين لك وجهة نظري تعالي معي إلى المرسم

    فقط هذه المرة دعينا نتحدث.. بعدها افعلي ما تشائين.. فقط أعطيني هذه الفرصة..توسلت إليه أن يتركها في سلام..
    توسل إليها أن تعطيه فرصة أخرى
                  

04-03-2007, 08:28 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا يحدث فى الخمس الاول من القرن الواحد وعشرين...(1) (Re: bayan)

    الحلقة الخامسة

    نظرت إليه مفكرة.. تطلع إليها بكل رجاء… قالت له: اوكي سأحضر إليك بعد العمل.. تهلل وجهه فرحا.. شكرها من أعماقه.. وذهب إلى سيارته.. وكأنه ملك العالم.. بعد العمل ذهبت إليه.. فتح الباب
    بسعادة غامرة.. أفسح لها لتمر… جلست على الأريكة جلس على الأرض
    قال لها : أولا اعتذر إن كنت قد أخفتك وقلت لك إني احبك.. أنا إنسان واضح.. ولذلك أتى ذلك الاعتراف تلقائيا… لم اكن أظن انك لا تبادلينني الشعور.. كنت أظن انك تعرفين ذلك..
    قالت له: المسألة انك رجل متزوج.. هل تعلم ماذا يعني هذا بالنسبة لي؟
    مبادئي وأفكاري تمنعني أن أفكر فيك بهذه الطريقة هذا كل ما في الأمر..
    قال: ما ذنبي أنا إن كنت متزوجا.. لقد أحببتك دونما اشعر.. آننا لا نختار أن نحب.. الحب فعل غير إرادي..
    قالت له: اعرف ذلك ولكن ماذا نفعل بهذا الحب فعل إرادي.. تجدني في غاية الأسف إذ ارفض هذا الحب رغم اعترافي بوجوده.. لانه ضد أفكاري ومبادئي.. فأنت رجل متزوج هناك امرأة أخرى في حياتك
    وهى زوجتك وتعاهدت معها على الوفاء وما تفعله الآن خيانة لها..
    قاطعها: ماذا افعل أنا في مثل هذا الموقف .. ماذا تريدينني أن افعل
    هل تريدينني أن أطلق زوجتي حتى تعيدين النظر أم ماذا.؟.
    بغضب ردت عليه: لا لا أريدك أن تطلق زوجتك.. ولم اقل لك ذلك ولم يكن حتى في بالي.. يجب أن تفهم جيدا أنا لا أريد منك شيئا..
    غير صداقتك.. ألان حتى صداقتك لا ارغب بها انك تدخلني في أماكن ضيقة.. وتضع على لساني ما لم اقله.. أرجوك افهم ما أقوله
    أريدك أن تعود إلى بيتك وتنساني…
    وقف منتفضا وصرخ: نعم؟ ماذا ؟ انساك؟؟ هكذا ببساطة .. لماذا
    لم تنسحبي وتصديني منذ البداية فأنت تعرفين أنني متزوج
    ورضيت أن تحضري هنا يوميا.. لماذا كنت تأتين؟
    انك تحببنني وتكابرين..الآن عرفت لماذا يكره الرجال الجندريات مثلك
    لأنكن تحلن حياتنا إلى جحيم.. ثم تنظرن عن المبادئ و القيم والخيانة
    أين كان هذا الضمير الحي في البداية؟
    لماذا تأتين وتأتين كل مرة.. لانك تحبينني لانك تريدينني
    ألان استيقظ ضميرك فجأة.. اعرف كم أنت سعيدة ألان وقد كسرتي قلب رجل.. ولكن انت لا تعرفينني أنا لا استسلم بسهولة..وبغضب عارم صرخ: اعرف ستذهبين إلى صديقاتك السحاقيات*.. وتحكي لهن وسيضحكن كثيرا
    ولكن .. اعلمي جيدا هذا الامر لن ينتهي…
    قفزت من مكانها واتجهت إلى الباب.. وخرجت وهى لا تلوي على شئ

    * لسبب ما يظن الرجال المستنيرون ان كل النساء الجندريات سحاقيات.. ودائما فى غضبهم عليهن يقولون هذه الكلمة باللغة الانجليزية.. اتمنى ان اجد تعليلا لذلك
    _________________



    الحلقة السادسة


    لا تدري كيف وصلت إلى منزلها طول الطريق لم يكف هاتفها عن الرنين….دواخلها تمور بشتى العواطف المتضاربة.. الذي راعها أن ليس بين هذه العواطف المتضاربة كره لم تحس إنها تكرهه بل أحست إنها تريده.. ووجدت له العذر لكلماته القاسية.. لم يحدث لها في حياتها
    أن وجدت العذر لأي كائن كان فأن لها كرامة متضخمة ولا تغفر أبدا
    أخطاء الرجال تجاهها..ولكنها لم تحس تجاهه بالكراهية بل بالعكس أحست إنها تحبه كثيرا.. أحست إنها أخطأت في حقه.. وان كل ما قاله صحيحا لقد كانت تعرف انه متزوج ورغم ذلك تمادت معه..أحست بحزن عميق تجاهه .. وكان صوته الغاضب المؤنب يرن في دواخلها..
    ودت لو رجعت إليه لتخبره إنها آسفة إذا كانت قد آلمته .. لتخبره أن إيلامه هي آخر شئ تفكر فيه وأنها تحبه كثيرا.. ألجمت هذا الصوت في داخلها..كبحت جماح نفسها.. لكنه لا يساعدها فقد صار يأتي إلى أي مكان هي فيه.. يجلس بعيدا يتبادل معها النظرات.. كانت تحس حزنه
    ولوعته..تحاول أن تتجاهله وتتجنب النظر إليه.. ولكن ينتفي وجود الكل ويبقى هو ماثلا دائما في دواخلها.. له إمكانية تأويل الحضور إلى الصفر.. إنها تعلم إنها تحبه بل تعبده وتتعذب وهى بعيدة عنه.. ففي حياتها لم تحب رجل كما أحبته ولم ترغب أن يحبها رجلا كما رغبت أن يحبها هو.. ولكن حقيقة انه زوج تؤرقها وتحزنها وتشتتها و ومطاردته الصامتة وحصاره لها تضعف مقاومتها…كل يوم يرسل لها رسالة يبثها حبه.. ويخبرها عن عذابه وعن انه يحبها كثيرا وانه آسف إذا كان قد
    غضب ذلك اليوم وقال مالم يجب انه يقله.. ولكنه فعل ذلك فقط لأنه كان خائفا أن يفقدها.. وانه يحس انه صار يفقد عقله وانه يتصرف مثل فتى مراهق ولكن فقط لأنه يحبها.. لم تكن ترد على رسائله أو تتجاوب معه
    ولكن كلما تراه تتمنى أن تذهب إليه وتخبره إنها تحبه

    الحلقة السابعة

    لم تعد تحتمل هذا الوضع .. وقررت أن تذهب إليه ليناقشا بموضوعية
    ما يجب عمله.. بعد العمل ذهبت إلى مرسمه وجدت سيارته في الخارج
    فرحت انه موجود في مرسمه طرقت الباب وانتظرت لم يفتح لها الباب
    دارت حول المرسم وجدت الشباك مغلقا انتابها قلق عليه ربما هناك شئ حادث له.. أخرجت مفتاح كان قد أعطاه لها يوما للمرسم واحتفظت به.. دخلت وجدت المرسم معتم ورائحة الكحول والدخان تملأ المكان تقدمت إلى الداخل.. سمعت صوت تنفسه .. وجدته نائما على الأريكة.
    هزته من كتفه فتح عيناه نظر أليها ثم أغمضهما مرة أخرى. ثم فتحهما على اتساعهما وقطب حاجبيه.. ثم هذا رأسه أداره إلى الجهة الأخرى واستمر في النوم.. هزته مرة أخرى نادته باسمه … قفز واقفا
    أخذها بين ذراعيه وهو يردد هل هذه أنت أم أنني أتخيل انك أنت..
    تملصت منه رفع ذراعيه في الهواء مستسلما ومعتذرا.. بأنه أخذته حين غرة.. وسوف لن يفعل ذلك مرة أخرى.. أشار لها انه ذاهب إلى الحمام
    وذهب .. فتحت هي الشباك ليتسلل الضوء إلى الغرفة ليكشف عن فوضى عارمة
    وزجاجات خمر و أعقاب سجائر في كل مكان..بدأت في جمع الزجاج وترتيب المكان و تنظيفه.. خرج من الحمام والماء يقطر من شعره
    أحضرت له قهوة. وقالت له : أتيت لنتحدث فيما بيننا و نحاول أيجاد حلول.. لان ترك الأمر معلقا هكذا ليس من مصلحتك أو مصلحتي..
    هز رأسه بالإيجاب..
    قالت له: ها أنني أرى انك رجعت مرة أخرى للخمر..
    أضاف بسخرية وكل الأشياء الأخرى شكرا لك..
    قالت له: على رسلك.. أود أن أخبرك فقط إنني أتيت إلى هنا
    لنضع حدا لما تفعله…لم اعد أطيق هذا الوضع.. وارى انك
    أيضا لم تعد تطيقه.
    أنا احبك كثيرا لكن لا أمل لهذا الحب فأنت متزوج.. ولذلك علينا إيجاد صيغة جديدة لهذه العلاقة.. وأنا اقترح أن ننسى ذلك الاعتراف ونعود إلى ما قبله..كما كنا نلتقي ونتحدث كأصدقاء.. على أن تلتزم أنت بعدم
    ذكر انك تحبني ولا تنظر إلى إلا كصديقة وأخت..
    نظر إليها مطولا وكأنه يقلب الأمر ثم هز رأسه وبجدية قال لها موافق..
    سوف لن أخبرك كم احبك وكم أنا معذب وسعيد في آن واحد بهذا الحب الذي تريدينه أن يكون اخويا ألان.. وسأحاول جهدي أن أكون عند حسن ظنك.. أضاف ضاحكا ولكن فقط لا تمنعينني من أن انظر إليك..
    قالت له: أتمنى أن تكون جادا لان هذا هو المخرج الوحيد.. ولا تنسى.. يجب أيضا ألا ترسل لي أي رسائل كالتي ترسلها لي في السابق..
    رفع يديه علامة الاستسلام الكامل.. كل ما تريدينه يا عزيزتي…
    فقط يجب أن أخبرك للمرة الأخيرة كيف انك تعاملتي معي بقسوة لا استحقها.. وكيف عذبتنني وتفننتي في تعذيبي.. وكيف أحلتي حياتي إلى جحيم.. أن تبتري هذا الحب دون مقدمات لفعل في غاية القسوة..
    كان يجب أن تناقشي معي الأمر لأنني طرف في هذه العلاقة التي قامت بموافقة ورضى الطرفين.. ذهابك هكذا لم يكن أخلاقيا…وأنت تتحدثين عن المبادئ والمثل.. كان حريا أن تتمثلي بها في المستوى التطبيقي..
    قالت له: لم يكن هناك مخرج آخر لي غير أنني ابتر هذه العلاقة
    أنا لا أستطع أن أتصور كل مثلي وقيمي سأتنازل عنها هكذا!
    هل تظن أنني كنت سعيدة بما افعل؟.. لا لم اكن سعيدة ولكن أنت رجل أتى في حياتي في زمنه الخطأ.. فأنت متزوج وأنا يستحيل أن أكون زوجة ثانية.. أو امرأة أخرى..


    الحلقة الثامنة

    بدأت اللقاءات تتباعد.. وصار لا يتصل عليها كثيرا مثل من قبل
    تنفست الصعداء ولكن ليس طويلا.. صار مرة أخرى يظهر في كل الأماكن التي تذهب إليها.. وصار اكثر غيرة عليها.. وكثير ما يتصرف بخشونة مع رجال حولها يظن انهم يريدونها.. وإذا وجدها تتحدث مع أحد بصورة خاصة.. يتصل عليها هاتفيا ويوبخها على عدم مراعاة شعوره
    وانه لو كان سيعرف إنها تبحث عن رجل آخر لم وافق على هذه الاتفاقية.. وقال لها الاتفاقية ألا أقول لك إني احبك ولكن هذا لا يعني
    أن تقيمي علاقة أخرى. بذلت جهدا خارقا .. لتبين له إن الاتفاقية ألا
    تكون لديهما علاقة حب .. والغيرة عليها أيضا جزء من الحب..
    ولكن لا يسمع.. وأستمر في الجلوس بعيدا ومراقبتها… يوما تجاهلت هاتفه أتى واخبرها.. إن هاتفك يرن لماذا لا تردين لم تعرف ماذا تفعل معه
    ذهبت إليه توسلت إليه أن يتركها في حالها لكنه لا يسمعها… صار مرة أخرى يتصل عليها يوميا.. ولكن يتحدث في مواضيع مختلفة..
    لم يعد يرسل رسائل يبثها حبه..ولكن دائما يطالبها بان تأتي إلى زيارته
    بدعاوى مختلفة تارة ليريها كتاب.. تارة أخرى انه اكمل لوحة يريدها تعطيه رأيه فيها قبل تعليقها في معرضه.. أو انه مريض..فكان ملتزما بالاتفاقية.. ولكن كانت تحس بأنه يحاصرها..مرة دون مناسبة اخبرها
    إنها عندما تتحدث إلى شخص حدده دمه يفور.. قال لها انه يحبك
    أستطيع أن أرى ذلك جليا.. يجب ألا تتحدثي معه مرة أخرى..
    قالت له غاضبة: انك ليس في مركز أن تخبرني مع من أتحدث ..
    قال لها متوعدا: لا تقولي أنني لم أحذرك..ولا عذر لمن انذر..
    لم تهتم بما قاله..ليأتي يوما إلى ندوة ليشتبك معه وكادا أن يشتبكا
    بالأيدي لولا تدخل البعض..وكانت هي الوحيدة تعرف السبب
    وفى اليوم التالي ذهبت إليه في المرسم.. أخبرته خلاص هذا حدي معك
    أرجوك دعني و شأني لم اعد احتمل..
    قال لها غاضبا: لقد أخبرتك أن تبعدي من هذا الشخص ولكن أنت تريدين إثارة غيرتي.. انك تستمتعين بعذابي وإظهار انك مرغوبة..
    صرخت فيه مستنكرة: أنا افعل كل ذلك.؟! لماذا أتثير غيرتك؟!
    ولماذا أعذبك ؟! يبدو إن الأشياء التي تتعاطاها قد أثرت عليك.. وصارت أحكامك مغيبة مثل عقلك..
    مسكها من يدها بشدة وقال لها: اسمعيني جيدا إياك وإياك أن تتحدثي عما أتعاطاه مرة أخرى.. أنت مجرد صديقة وليست زوجتي..ألم تقولي هذا ملاين المرات.. وصار يعيد ويكرر هذا.. عندما لم تجد ما أتت من اجله تركته وخرجت باكية,, لحق بها في السلم أرجعها إلى المرسم..
    جلس قبالتها مسح دموعها وعدها انه سيكون كما تريده فقط تكف عن البكاء.. و اعتذر لها وطلب منها المغفرة.. وقال لها: فقط لاني احبك
    لذلك أتصرف بجنون.. بصوت مسكين أضاف لا أدري ماذا افعل معك.. ليتني مت لترتاحي مني.. نظرت إليه بحنو وقالت: بعد الشر
    لماذا تقول هذا.؟. فقط أريدك أن تكون موضوعيا..أن تحترم رغباتي
    أخبرتك لا يمكن أن اعمل في منظمة لتنمية المرأة ثم أكون امرأة أخرى
    هذا ضد كل ما آمنت به حياتي كلها وسخرت زمني وحياتي له..
    أرجوك تفهم موقفي..قال لها: يشهد الله أنى أحاول قصارى جهدي
    حتى أكون عند حسن ظنك.. ولكن تصرفاتك تقتلني وتخرجني من صوابي.. فقط أرجوك أن تبعدي عن ذلك الشخص.. لأجلي
    إذا كانت لديك معزة لي كما تقولين..وعدته بأنها ستفعل.. ولكن كانت تعرف أن هذا الطلب لن يكون الأخير…
    _________________



    الحلقة التاسعة

    قال لها: وأنا ألا ترين كيف صارت حياتي ؟؟لماذا تكثرين من الشكوى
    وتكررين مبادئي مبادئي؟!,, كيف أنا أليس لي مبادئ أو قيم؟!.. أنا رجل متزوج لم أخن زوجتي قط.. ألا ترين كيف صرت بفضلك رجل خائن؟
    من قبل كانت زوجتي إذا اتهمتني بشيء أو ألمحت إلى شكوك .. كنت اهد المنزل على رأسها.. واغضب من أعماقي أما ألان فقط اصمت واذهب لانام أتدرين لماذا؟ لان ما تتهمني به حادث لأنني احب غيرها.. وأنا رجل صادق مع نفسي والآخرين.. ألان صرت رجل خائن وكذاب.. من قبل
    أن تظهري أنت في حياتي كنت احضر إلى منزلي كأي رجل محترم
    محملا بالبندورة و الخبز والحلويات للأطفال.. وكنت اعتنى بالصغيرة
    لحين أن تعد زوجتي الطعام.. أما ألان فلا اذهب إلى منزلي بعد فراغي من عملي.. بل احضر هنا لانتظرك تأتين… وبعد أن توقفت عن التدخين
    والخمر حتى أكون أبا جديرا بهذا اللقب عدت للتدخين والخمر..
    بعد كل هذا لا أجد منك شيئا غير الصد والتأديب افعل هذا
    لا تفعل هذا قل هذا ولا تقل هذا.. فقط أنا لا أجيد الشكوى..
    والحديث عن المبادئ والقيم ولا أرمي اللائمة على الآخرين كما تفعل واحدة اعرفها..يجب أن تفهمي أنني غير سعيد بهذه العلاقة.. وأنني يشهد الله حاولت مرات ومرات أن أتركك لمبادئك وقيمك.. لكن اعترف أنني ضعيف جدا أمامك.. لا ادري ربما إذا كانت علاقة سوية و أنت استجبتي لحبي.. ربما كنت ألان اتخذت قرار الابتعاد.. ولربما كانت ستكون لي المقدرة على تركك.. ولكن هذا الكر والفر "يجهجهني" كثيرا
    ويجعلني عاجزا تماما.. عن اتخاذ أي قرار..أنت تعطينني اشارات مختلفة
    ومختلطة.. حددي ألان هل حقا تريدينني أن أتركك؟


    الحلقة العاشرة



    نظرت إليه برجاء.. قالت له نعم. أريدك أن تتركني.. نظر إليها بحزن
    وقال لها: سألتزم بذلك رغم أنني افضل الموت على أن افعل ذلك..
    و فتح لها الباب وصافحها و ذهبت هي اغلق الباب.. وجلس يبكي على الأريكة..انتابته نوبة عارمة من الغضب..كسر كل الأشياء في المرسم
    ..وكان يردد أنها لا تستحق أن يحبها لقد استهانت بحبه تجاهها لاجل مبادئ وسخافات و ماء وجه أمام الناس . تبا لها من منافقة و قاسية شريرة.. لا قلب لها..وكان يقول لنفسه استحق كل ما حدث لي ما كان لي أن أحسسها أنها مهمة في حياتي.. النساء هكذا يجب فقط معاملتهن معاملة المراحيض لا غير.. وعدم احترامهن أو تقديرهن أو النظر إليهم بانهن مساويات لنا في الحقوق والواجبات. تبا لها الساحرة الشريرة..
    السحاقية التي لا قلب لها..سوف ألقنها درسا لن تنساه. إذا عادت مثل المرات السابقات لا تلومن إلا نفسها…وصار يتخيل سيناريوهات عودتها له وماذا سيفعل بها وكيف سيعذبها ويأدبها ويحسن تأديبها اللعينة القاسية..افرغ جام غضبه عليها وعلى اليوم الذي وقع نظرها عليه
                  

04-03-2007, 08:29 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا يحدث فى الخمس الاول من القرن الواحد وعشرين...(1) (Re: bayan)

    ثم تمدد على الأريكة بعد أن أخذ عدد من الأقراص المهدئة ابتلعهم بزجاجة بيرة و كوب من الويسكي.. وراح في سبات عميق..




    الحلقة 11

    هي بعد أن اغلق الباب جلست على عتبات المرسم و بكت بكاء مرا
    كم تحبه وكم ستفتقده.. وستكون تعيسة طول العمر وهي بعيده عنها..
    وبدأ عقلها وقلبها في الاصتراع قلبها يريده ويحبه ويهفو إليه عقلها يرفضه
    ويؤنبها ويذكرها بالمبادئ و التنظير الذي تعيش عليه ألان وتعمل له لأجله.. كيف سيكون حالها إذا تزوجته زوجة ثانية أو رضخت لرغبته لتكن عشيقته سرا .. ستكون خاسرة في كل الاحوال حتى لو لم يعرف الناس .. ستفقد نفسها و تصير شخصا جديدا… وقلبها يقول لها : ستكونين سعيدة وتجدين من يحبك كل هذا الحب .. والحب تضحيات
    يجب أن تضحي لأجله بهذه المبادئ ما نفعها إذا كانت تحرمك السعادة
    لماذا يعيش الإنسان؟ يعيش الإنسان ويبحث عن السعادة فكيف تركلينها
    بقدميك لتعيشي تعيسة.. انبعثت من داخل المرسم أصوات تكسير
    وعرفت انه يمارس هوايته بان يعبر عن غضبه بتدمير ممتلكاته المادية فهي تذكر يوم رفضت أن تركب مع السيارة فركل المصباح الأمامي و أطاح به.. وقاد سيارته بجنون.. حتى خافت عليه و اضطرت أن تتصل به رغم أنها قررت ألا تفعل ذلك.. مسحت دموعها وذهبت ومازال قلبها وعقلها في عراك… ترى تفاصيل حياتها معه فتهفو إليه.. محادثاته
    التلفونية الطويلة التي يحكي لها كل ما فعله ذلك اليوم بالتفاصيل المملة
    و يحدثها عن رسوماته وعن عمله.. وتحن إليه والى رؤيته.. وتذكر كل التفاصيل حتى اللحظات التي كان يتعسها فيها عندما يداهمها بغيرته المجنونة وكانت مرات تبكي لما يفعله لها.. حتى تلك اللحظات التي تظن أنها كانت فيها تحس بالتعاسة تذكرها بكثير من الحب.. وتتمنى أن يعود اليها.. مرات تقسم انه لو عاد لها ستقبله وترضخ لما يريد ستترك عملها وتتبعه.. فقط لو يعود..و أحيانا تحس أنها اتخذت القرار الصحيح.. تذكرت مسرحيات عصر النهضة عندما كان الواجب ينتصر على الحب.. أحست بإحساس
    جديد لهذه الصراعات الدرامية.. وجدت نفسها في نفس المحك الحياتي
    فهل يا ترى هذا القرار صائب.؟ قررت أن تشرع في الدخول في علاقة عاطفية فتتداوى بالتي كانت هي الداء لا يمحو الحب إلا الحب..
    كان هناك شاب يتقرب لها وكانت تستلطفه كثيرا.. ولكن كانت حذرة معه بسبب علاقتها الأخرى.. بالفعل استجابت له. صار تخرج معه هنا وهناك.. ولكن دائما تتوق للآخر دائما تقارنه به..دائما يقول لها : انا أحس انك بعيدة عني.. كانت ترد ضاحكة كيف ؟!ها أنا ذي اجلس قربك يقول لها: أنت تعرفين ما أعني..لا أحس بك قريبة هل هناك مشكلة؟.. هل العيب فيّ؟ قالت له : أبدا ربما العيب فيّ أنا.. ولو أنني لا أرى هناك أي مشكلة.. لم تستطيع أن تتجاوب معه لان الآخر دائما
    في خيالها. تفتقده تحن إليه بل تحبه بغير حدود..تريده أن يرجع لها
    ….
    لم يعد يذهب إلى الأماكن التي تذهب إليها مرت شهور لم تراه
    إلا أن دعاها رئيسها في العمل يوما لاجتماع مصغر في لجنة أعدت لثقافة الطفل… عندما ذهبت فوجئت به جالسا مع رئيسها في المكتب..
    قدمهما رئيسها لبعض لم تقل أنها تعرفه ولم يقل هو ..جلس في قبالتها
    نظر إليها لبرهة التقت نظرتهما..أحست بدواخلها تمور .. مازال لديه تأثير كبير عليها.. هناك احمرار في عينيه عرفت انه مازال يشرب الخمر
    ابتدرها رئيسها قائلا سيقوم محمد بالعمل مع لجنتكم بشأن مراجعة الرسومات إذ أن شركتهم ستقوم بطبع الكتيبات.. هل يا ترى هذه واحدة من ألاعيبه؟… هل يحن إليها كم تحن إليه؟ وتحين هذه الفرصة حتى يراها ويكون على اتصال معها؟ أم انه لا يعرف إنها في هذا المشروع..
    قال لرئيسها: للأسف ساكون خارج البلاد في شهور الصيف
    ولكن سأرسل أحد من الشركة ليتابع معكم..ونتمنى أن نكون عند حسن الظن..
    قال لها رئيسها: ولكن الاتفاق أن تقوم أنت بالذات بالإشراف..
    رد محمد: نعم ساكون أنا المشرف ولكن سيكون هناك وسيط.. لأنني مرتبط بهذا البرنامج الصيفي.. ولا أستطيع تأجيله..وعلى العموم نتمنى أن يتم هذا العمل بأحسن ما يكون..فأننا نقدم الأحسن دائما.







    الحلقة 12




    خرج دون أن ينظر إليها. أحست بحزن وقهر عالي.. تجاهلها كأنها لم تعني له يوما شيئا..تذكرت كيف كان يقول لها إنها أهم شئ في حياته وأن وجودها في حياته أضفى عليها معنا ورونقا..ألان صارت لا تعني له شيئا.. استهان بحبه لها..رغم أنها تعرف أن هذا خيارها إلا أنها كانت تود لو فقط عاملها بلطف..من اجل ما كان بينهما.. أحست بصداع قاتل
    قررت أن ترجع إلى البيت..في الصباح عندما أتت إلى المكتب وجدت
    فتاة في غاية الجمال والأناقة في انتظارها.. عرفت نفسها بأنها أتت بناء على رغبة مح حسن وستكون هي الوسيط بينه وبين المنظمة.. مادت الأرض بها.. لقد وصلتها الرسالة واضحة..أحست بنوبة من الغيرة
    نظرت إليها بعين فاحصة تود أن ترى عيبا فيها ولكن لم تجد سوى فتاة في غاية الجمال..غاص قلبها.. قالت لها الفتاة أسمى نهى على
    وسأكتب كل المقترحات لاسلمها إلى محمد حسن.. لنرى كيف يمكن أن نساعدكم.. كانت الفتاة في غاية اللطف.. فجأة علت نغمة السرنيد.. بحثت عن هاتفها ضحكت نهى وافتر ثغرها عن ابتسامة جذابة وقالت هذا هاتفي غريب أن يكون لدينا نفس النغمة..لم تبتسم أماني بل ابتأست.. لان من كان على الهاتف هو محمد … وكان يتحدث
    مع نهى التي كانت تؤمن على كل ما يقول.. ثم انتهت المحادثة دون أن يطلب محادثتها.. اغتمت أحست بكراهية طاغية لهذه الفتاة..التي قالت لها: محمد يقول انه يريد المقترحات كلها خلال أسبوع لانه سيسافر نهاية الأسبوع..ولذلك قال: انه يجب أن نعمل بكل جهد حتى نكمل المشروع.. لاذت أماني بالصمت.. أحست بأنها تريد أن تذهب
    حالا.. ذهبت إلى رئيسها وأخبرته أنها مريضة منذ الأمس وتود لو أعفيت من العمل في المقترحات.. ولو انه يمكن ترشيح شخص آخر..
    لأنها ستذهب إلى الطبيب و سيد محمد يريد المقترحات في خلال أسبوع.. نظر إليها رئيسها وقال لها هذا مشروعها عملت فيه بجد
    كان يتمنى أن تقم بالعمل هي ولكن ما دام الأمر انك مريضة فسنرشح أحد الزملاء.. خرجت أماني إلى منزلها..دون أن تذهب إلى نهى لتخبرها أنهم سيرشحون شخصا آخرا.. وطول الطريق كانت تفكر هل يا ترى لنهى علاقة مع محمد؟ وهل محمد أرسلها لها قاصدا إثارة غيرتها
    أم أنها محض صدفة..أحست إن الدنيا تضيق عليها..



    الحلقة (13)

    لم تستطع النوم.. ورفضت الطعام .. استلقت على السرير
    وصارت أفكارها مثل كرة" البنق بونق" وداهمها سؤال
    هل ستكون اسعد حالا إذا كانت قد رضخت له؟!.. ها هي
    تتعذب وهى بعيدة عنه ومنتصرة لمبادئها.. لماذا لم تحس بنشوة
    الانتصار؟ لقد سيطر عقلها على قلبها تماما ومضت شهور لم تراه
    هل ذلك اللقاء كان بمثابة الحجر الذي بدد سكون وجه البحيرة؟
    ونامت وهى تحس بتعاسة شديدة.. في الصباح قرت أن تتحدث معه
    في هذا الأمر.. وكيف يمكن أن يحتفظا فقط بصداقتهما دون التزام تجاه
    الآخر.. لان هذه المقاطعة لا تجدي . وتطيل العذاب دون جدوى. كل ما تريده منه أن يكون عاديا معها..وألا يتجاهلها ..قررت أول شئ تفعله أن تخبر الآخر أنها لا تستطع أن تستمر معه في هذه العلاقة.. فهي تحس بأنها خانت قلبها بعلاقتها الأخرى هذه .. واكتشفت أن مقولة لا يداوي الحب إلا الحب وهم كبير… فكيف تبكي على كتف الآخر من تحبه. وتحس بعدها بأنها ليست خبيثة وان سلوكها هذا سلوكا أخلاقيا..
    ما كان يجب أن تبني علاقة على أنقاض أخرى..وتتصرف بردود الأفعال.. فهذا ليس أمرا عادلا للطرف الآخر. إذا كان يحبها بصدق وهى لا تستطيع أن تحبه بصدق… أحست بقلبها يخف من أثقاله..
    اتصلت بالرجل الآخر طلبت مقابلته في الظهر.. وعندما حضر
    قالت له إنها وجدت أن علاقتها معه غير عادلة بالنسبة له.. وأنه رجل رائع ولكن أتى في زمن خطأ بالنسبة لها.. وأنها كانت قد خرجت من علاقة فاشلة ومحبطة وظنت أن علاقته معها ستزيل الألم الذي تحس به
    ولكن بعدها اكتشفت الخطأ وأنها لا تستطيع أن تخادعه..ولذلك ترجو أن يسامحها أن كانت غير واضحة معه.. نظر إليها طويلا ثم قال لها شكرا على إخطاري بذلك.. ووداعا..أحست ن هناك جبل حط عن كاهلها..
    ثم بدأت تفكر كيف تخبر محمد بقرارها هذا..





    الحلقة(14)


    فكرت كثيرا كيف سيكون هذا الحوار.. فهي ألان صارت غير متأكدة من عواطفه نحوها.. ربما سيرفض أن تكون لديه علاقة معها.. خاصة إنها كانت التي طلبت منه أن يبتعد عنها.. وكان هذا خيارها هي..
    وصلت إلى العمل ناداها مديرها سألها كيف الصحة ألان؟
    قالت له بخير.. قال لها يجب أن تتصلي بمحمد حسن قبل سفره
    إذ إن هناك تعديل في المقترحات وهو سيسافر بعد يومين..
    واخبرني انه سيقوم بتسليم الاسكتشات الأولية غدا.. وأريدك ألان أن تتصلي به لتخبريه أن هناك تعديلات في المقترحات حتى يضعها في الحسبان..أهذا القدر يلعب لعبته؟
    أدارت رقمه بقلب واجف أتاها صوته الحبيب.ز أحست بإحساس
    جميل كم مر من الزمن منذ أن سمعت صوته في الهاتف.. صمتت
    أتى صوته الو؟
    قالت له بلهوجة حسن أنا أماني.. ران صمت ثم أتى صوته متسائلا: خير!
    لمست بعض البرود ولكن قبل ان تخنها شجاعتها أو تتغلب عليها كرامتها
    المتضخمة... قالت له: خير كنت أريدك في أمرين أمر يخص العمل أمر خاص.. صمت.. اها معك؟
    اخبرني المدير أن هناك تعديل في المقترح يود لو تفضلت بأدراجه..
    رد حسن: اوكي أرسلوا لنا التعديل قبل الواحدة..
    ثم؟
    تلعثمت وبدى صوتها مسكينا.. أود أن أتحدث عما بيننا..
    قاطعها: ما بيننا؟! لا اعتقد أن هناك بيننا ألان بناء على طلبك..
    قالت له: فقط أود أن نتحدث عن كيفية التعامل بيننا ألان بعد أن صرنا نعمل معا..الطريقة التي تعاملني بها تورثني كثير من الألم..ولذلك وددت لو تحدثنا عن صيغة جديدة للتعامل.. صمت ثم تنحنح.. وواصلت
    هي :فقط يا حسن لو كففت عن تجاهلي ساكون احسن حالا
    قاطعها: عزيزتي هل أنا "فارش نبق" أم ماذا؟ على ما أذكر انك قلت لي أن أتركك في حالك.. وتركتك في حالك ألان لا تريدينني أن أتركك في حالك.. انسابت دموعها في صمت اختنق صوتها: كنت اعتقد أن لدي خاطر عندك..رق قلبه تمني لو كان قربها ليمسح دموعها..أحس كم هو لعين في لحظة مثل هذه وهو يريد أن ينتقم مما فعلته له.. هاهي تريد
    أن تتحدث معه وهو لا يتذكر إلا الألم الذي سببته له.. اعتور صراع
    كبير في نفسه.. إذا قال كلمة خطأ ربما تكون النهاية فهو لا ينكر انه يحبها اكثر من أي شئ في هذا العالم.. وانه يفتقدها ومنذ أن تركته
    يحس بشرخ كبير في داخله.. ولكن يجب ألا تعلم أن لديها اليد الطولى.. يجب أن تتأدب قليلا ما دام هي التي بدأت هذا الحوار.. قال لها: تعرفين أنني مسافر بعد غد.. كما أنني مشغول ألان..هل يمكن تأجيل الحديث هذا لحين عودتي..؟ ران الصمت لدقائق احسن بكرامتها المهيضة تستصرخها قالت له: أنا آسفة جدا..إذا كنت شغلتك عن عملك.. سأرسل لك المقترحات قبل الواحدة.. أنهت المكالمة.. ضرب بهاتفه
    عرض الحائط وجلس على الكرسي منهارا..هو دفن رأسه بين يديه
    وبكى ..وهي جلست على كرسيها وانسابت الدموع على خديها مدرارا
    أحست أن العالم قد أتى إلى نهايته.. إذن لم يعد يحبها.. الذي راعها أنها غير غاضبة عليه بل على نفسها..كيف أبعدته؟
    _________________



    الحلقة(15)


    جلس منهارا لا يعرف ماذا يفعل.. لماذا يقل لسانه ما لا يحس به
    لماذا لم يخبرها انه يريدها ويتمنى أن يصلا لحل يرضي الطرفين.. لماذا لم يتجاوب معها وهو يعرف أن تتخذ خطوة الحديث معه في هذا الأمر
    تطلبت منها كثير من الشجاعة.. لماذا صدها بهذه الطريقة.. قد كان طيلة الفترة السابقة يحلم بهذه اللحظة ويتمناها.. تبا لخراقتي ما كان لي أن أصدها هكذا..؟ اخبر سكرتيرته أن ترجئ الاجتماع إلى الغد لأنه سيخرج ألان.. ركب سيارته ونهب بها الأرض نهبا حتى لا يغير رأيه
    ولا يستمع إلى ذلك الصوت الخافت الذي يطلب منه عدم اتخاذ هذه
    الخطوة..دخل إلى مكتبها وجدها جالسة على كرسيها وغارقة في التفكير ويبدو الحزن عليها.. تقدم منها قال لها أرجو أن تعذريني وتتفهمي موقفي.. لم اقصد أبدا الإساءة إليك..افضل الموت على أن اقف منك هذا الموقف.. اعتذر لك عن برودي وخراقتي .. نظرت إليه تهلل وجهها
    ولسان حالها يقول المهم انك قد أتيت وأنا غير غاضبة منك بل من نفسي..دعته للجلوس.. نظر إليها طويلا وسألها محاولا ألا يكون ساخرا :عما هو مشروعها الجديد بخصوص الذي "بيننا" مادام أنت الوحيدة التي تشرعين وتعدلين كيفما يحلو لك وقتما يحلو لك.. صمتت لبرهة لتجمع أفكارها و لتبتلع الاتهام بانها من يقرر..قالت له: المسالة أنني لا أريد أن أكون معك في حالة خصام.. أي هناك إمكانية أن تقوم علاقة
    صحيحة يسودها الود والاحترام.. ولكن عندما يكون هناك برود وتجاهل
    تكون مثل الخصومة.. وأنا لا أريد ذلك.. حد أدنى من التعامل السوي
    أي تكون صداقة و إخاء.. نظر إليها طويلا هز رأسه.. وقال: هلا أبدا يا عزيزتي سمعت بعلاقة حب تحولت إلي صداقة؟ من المعروف إن الصداقة تتحول إلى حب ولكن الحب لا يتحول إلى صداقة.. يا عزيزتي انك تحتاجين لقديس وأنا ليست قديس.. ما أريده أنا لاحظي ما أريده أنا هذه أول مرة أريد شيئا.. دائما الأشياء في السابق ما تريدينه أنت….فأنا لا احب جرجرة الأشياء وهذا ليست من المصلحة لكلينا.. إما ترجع العلاقة كما كانت أو تنتهي ألان… ان خيرتك فاختاري



    الحلقة (16)


    نظرت إليه مليا.. وفكرت أنه يريد أن يلوي يدها.. قالت له يبدو انك قد فهمت دوافعي خطأ؟ أنا فقط أريد حدا أدنى من التواصل خاصة أننا نعمل معا.. نظر إليها قال لها: أنا حذرتك من وضع الشروط.. أكرر لك إني خيرتك فاختاري أن تنتهي هذه العلاقة ألان.. أو ترجع كما كانت.. لا وقت لدي لهذا التلاعب بالعواطف… نظر إليها.. عرف
    انه يلعب (الروليت الروسي) وخشي من مغبة ذلك أن تكون الطلقة
    ألان في الخزانة وتصيبه من مقتل…قال لها :اوكي يا عزيزتي فالنرجئ هذا
    النقاش إلى حين عودتي من رحلتي.. أعطيك وقت كافي للتفكير حيث
    أنني ثابت على هذين الخيارين لا ثالث لهما..فكري جيد واخبريني بقرارك
    حين عودتي.. ألان على أن اذهب لدي كثير من الأشياء يجب عملها قبل سفري.. سكتت ثم سألته: متى ستعود ؟
    قال لها: بعد شهر تقريبا..
    قالت له: حسنا إلى اللقاء إذن.. صافحته و غادر . وتركها الهبة للأفكار
    هاهي مناورتها معه ترميها في مفترق الطرق…ماذا لو كان جادا بشأن هذين الخيارين.. ماذا ستفعل هي هل إذا رفضت خيارته هذه ستتحمل أن تفقده إلى الأبد؟ أم ترضخ لرغباته.. ولكن ماذا يقول الناس عنها أو بالأحرى كيف ستقبل لنفسها هذا الوضع… بالتأكيد لن تتزوجه
    ولكن ستكون لديها علاقة سرية معه.. إلى متي ستكون هذه العلاقة
    بهذه الصورة.. ماذا لو قدمت تنازلات أخرى؟ كيف سترى نفسها
    وكيف ستكون مرتاحة الضمير وهي تشارك امرأة أخرى رجلها..
    وهى التي تكتب وتحاضر في وضعية المرأة وفى كل مكان تقول أن الإسلام ظلم المرأة عندما حولها مطية لرغبات الرجال و ملهاة لإسعادهم.. وكم من مرة وقعت في عرائض تطالب بها أن يمنع الزواج الثاني للرجل.. كما أنها كتبت ورقة بحثية عن الجنح و تحدثت فيها أن الزواج الثاني يدمر الأسر . ويحول الأب إلى أب مؤقت.. وقدمت تعريفا للأسر المدمرة
    إذ كان فقط تعرف فقط بغياب الزوج بالطلاق. فعدلته إلى إذا كان الزوج غائبا كليا أو جزئيا بتعدد الزوجات.. وكتبت بما أن هناك قاعدة فقهية تقول لا ضرر و ضرار فيجب على الحكومة سن قانون يمنع التعدد.. حتى يقل عدد الجنح القادمين من بيوت مدمرة..إذ أن الأسرة المستقرة هي لبنة لبناء المجتمع السليم المنتج السعيد..فها هي تجد نفسها في هذا الموقف.. فهي أبدا لن تتزوجه ولكن هل تقبل أن تكون عشيقته؟
                  

04-03-2007, 08:30 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا يحدث فى الخمس الاول من القرن الواحد وعشرين...(1) (Re: bayan)

    الحلقة(17)

    ناداها رئيسها ..في الغد طلب منها أن تذهب إلى المطار مع السائق
    لإعطاء محمد حسن بعض الأشياء التي طلبها..ولم تصدق ما تسمع
    كل الطرق صارت توصل له.. ذهبت مع السائق إلى المطار.. في صالة
    المغادرة رأته يقف مع شخص.. ذهبت إليه حياها بفرح حقيقي أعطته المظروف وقبل أن تذهب أتى طفل في الرابعة وتعلق بساقه وناداه بابا
    لاول مرة ترى أحد أطفاله .. وركض الطفل مرة أخرى تابعته بنظرها
    وقف أمام امرأة في غاية الجمال ترتدي طاقم ببنطال"جينز" أنيق ..
    تابع نظرها وقال لها تعالي أعرفك بزوجتي..ذهبت معه مثل المنومة..
    قدمها إلى زوجته بأنها تعمل في المنظمة التي يرسم لها كتبها..
    حيتها زوجته بصورة جميلة.. وتحدثت معها لبرهة عن المنظمة
    نظرت أماني إليها.. رأت امرأة في غاية الجمال تبدوا مثقفة ..
    ما لذي ينقص هذا الرجل ليبحث عن علاقة أخرى؟
    قد كانت تتخيلها امرأة سمينة وغير مثقفة تهتم بالبيت والأطفال
    ولكن من رأتها امرأة في غاية الجمال إذا قارنتها بنفسها لن تكون النتيجة لصالحها..فلماذا يا ترى يريدها؟
    استأذنتهم في الذهاب وتمنت لهم رحلة سعيدة.. تبعها إلى خارج الصالة
    نظرت أليه وقالت له لماذا؟
    زوجتك في غاية الجمال واللطف.. قال لها: زوجتي وردة صناعية وأنت
    وردة طبيعية أراك بعد شهر و أتمنى أن تقومي ما قلته لك سابقا واعلمي انك ستكونين في قلبي دائما..
    نظرت إليه وارتج عليها القول.. طيلة الفترة السابقة تتعامل معه بمعزل عن أسرته.. ألان رأت أسرته تغيرت رؤيتها له ولأشياء كثيرة..
    لم تكن أبدا تظن أن زوجته في غاية الجمال والحداثة.. كانت تظنها
    تقليدية ومملة ولا تتحدث إلا عن الطبخ والأطفال و أخبار الجيران..
    ولذلك هو كان يبحث عن امرأة تحاور عقله.. فوجدها هي ..
    وحاول أن يطوقها بحبه حتى تكون له.. ولكن زوجته امرأة متعلمة ومثقفة وراقية وفوق هذا وذاك جميلة..فجأة تذكرت انه أبدا لا يتحدث عن زوجته معها.. غير مرة اخبرها إنها إذا حاصرته أو ألمحت انه يرى امرأة أخرى كان يهد المنزل على رأسها.. هذا يعني أن زوجته غيورة ..
    هل يا رب انه يهرب من حصارها له.. أم حقا انه قد وقع في حبها هي..
    حست بتأنيب ضمير .. وبحزن شديد على انها وجدت نفسها فى هذا الموقف.. وداهمها سؤال لو ان زوجته كانت قبيحة وتقليدية
    فهل كان هذا سيغير في شئ.؟. هل هذا يعطيه العذر ليبحث عن مرأة أخرى..؟ وفجأة ضبطت نفسها تفكر مثل العامة الذين دائما يجدون عذرا للرجل الذي يتزوج امرأة اخرى ودائما يلقون اللائمة على زوجته..
    ويخرجون عيوبها.. ومبررين له الزواج الثاني..فها هي تفكر بنفس هذه العقلية التي سعت عمرها كله لتغيرها…
    _________________


    الحلقة (18و)




    الوقت يمر على المهلة والأيام تتناقص وهى لا تعرف ماذا تفعل.. رأسها يكاد ينفجر.. و وتحس بضيق كبير.. قررت أن هذا اكثر من تحملها
    قررت أن تشرك شخص آخر في مشكلتها هذه لم تعد تحتملها وحدها.. فكرت أن تخبر صديقتها أيمان ولكن غيرت رأيها.. خشية أن تسرب أيمان الخبر… ولذلك قررت إخبار صديقها مصطفى .. الرجال اقدر على حفظ الأسرار ولن يستخدمها ضدها يوما.. اتصلت به .. طلبت منه مقابلتها لأمر هام.. بعد العمل حضر إليها وذهبا إلى مطعم المتحف القومي.. نظر إليها بتمعن وقال لها: ماذا هناك؟
    قصت عليه ما هو حادث .. نظر إليها بخوف وقال لها: أماني
    أتمنى ألا تكوني فعلتي ما أفكر فيه.. هل هذه العلاقة صداقة فقط؟
    نظرت إليه بغضب: لماذا احضرك إلى هنا لأخبئ أجزاء من القصة
    علاقتي مع هذا الرجل علاقة إلى الآن أفلاطونية…. كما قلت لك
    أنني احبه كثيرا.. أرجو ألا تطلب مني أن أنساه .. يشهد الله
    هذا ما أحاوله منذ فترة ولكن فشلت تماما..ماذا تفعل لو كنت في مكاني:
    تنحنح مصطفي وقال: أسمعيني جيدا.. أنت مثل أختي.. كما أنني رجل ويستحيل أكون في مكانك.. ولكن إذا أنا كنت هو لتركتك لأني متزوج
    ولان هذا يتنافى مع مبادئك.. أنا كرجل إذا كان هناك امرأة احبها قولي اعبدها.. وبقيت خلفها 100 عام وفى السنة 99 استسلمت لي..
    سأظن إنها سهلة و أحتقرها ولن أثق فيها مع غيري ولن أتزوجها.. إن المفاهيم التي تربينا عليها وتحكم علاقة الرجل بالمرأة.. هي إن المرأة الشريفة هي التي تحافظ على عذريتها.. حتى إذا تزوجها عشيقها سيحس كمن لبس ملابس العيد قبل العيد..ولذلك أحذرك من الوقوع مع هذا الرجل في علاقة غير مفهومة..لأنك في هذا المجتمع ستكونين أنت الخاسرة الوحيدة..الرجل هنا دائما يكسب وأنا رجل أقول لك هذا.. من يحمل معول التغير في الحفر لمفاهيم مترسخة آلاف السنين يدفع ثمنا غاليا..
    و اعذريني إذا قلت لك أنني فقط ارى في هذه العلاقة رغبة جنسية فوارة
    لا اكثر.. كان يمكن أن تكونا أصدقاء فقط لا غير.. ولكن هو يسعى وأنت تسعين لخطوة أخرى هذه الخطوة تغير طبيعة هذه العلاقة إلى الأبد حيث لن تكون هناك رجعة.. لديكما طريقان.. الزواج أو عدمه
    إذا تزوجتي رجل متزوج ستنهين تماما كل ما أنجزته وستفقدين مكانتك واحترام الناس لك.. الطريق الآخر أن تكوني عشيقته
    وهنا ستفقدين احترامك لنفسك أقول لك كرجل هو نفسه سيحتقرك في قرارة نفسه.. لأنك سلمتيه ما لا يستحقه … وقد يزهد فيك بعد فترة
    وتكوني الخاسرة الأولى قد لا يعجبك حديثي هذا وقد ترين أنني رجل تقليدي كما تقولين لي دائما ولكن.. هذا هو المجتمع الذي نعيش فيه ولا يصح إلا الصحيح بمقاييسه..اتركي هذا الرجل يا أماني.. انه يقودك إلى الوحل..
    نظرت إليه أماني بعيون غائمة:: لا أستطيع يا مصطفى لقد حاولت
    كثيرا تركه ولكنني أكاد افقد عقلي بدونه… لا أدري ولكن قطعا الزواج لن يكون اختياري في هذا الموقف.
    نظر إليها مصطفي بدهشة وقال: تريدين أن تكوني عشيقته؟
    اكاد لا اصدق من تتحدث معي هي أماني.. التي كرست وقتها لخلق واقع افضل للمرأة.. أماني هل جننت؟
    أصدقك القول والنصح إذا رضخت لهذا الرجل ستفقدين نفسك تماما..
    ستتحولين إلى مسخ شائه. ربما يعد فترة لن تتعرفي على نفسك وستحسين بالضياع واحتقار الذات و سيؤنبك ضميرك ويجلدك وستفقدين الصدق مع نفسك والآخرين…. وأنا أتمنى أن تفكري جيدا قبل اتخاذ أي خطوة
    وأقل لك رأى إذا كان لا بد من هذه العلاقة فمن الأكرم آن تتزوجيه
    وتتركين عملك وتنزوي عن الحياة العامة.. وتكون جائزتك انك تزوجتي من أحببت..
    _________________


    الحلقة (و19)

    كادت المهلة أن تنتهي.. وهي مازالت تفكر ماذا تفعل هل تتبع عقلها
    و تتركه و تعيش من دونه حياة تعيسة .. تتبع قلبها و ترضخ له
    وقد تعيش سعيدة معه.. وربما لو عاشت معه سوف لن تكون سعيدة لان ما ستفعله ضد ما تؤمن به.. فهل تترك كل حياتها الماضية.. لتبدأ من جديد معه؟
    ما هي الضمانات أنها ستكون سعيدة ؟
    هل فعلا ما تبحث عنه هو السعادة؟
    ماهي السعادة؟ هل ستجدها معه أو بدونه..؟
    واحسن بوطأة الأسئلة .. الشيء الوحيد الذي تعرفه إنها تحبه كثيرا ولا تتخيل حياتها من دونه.. وان بتره من حياتها كأن تبتر طرف من أطرافها
    كم تقاسي لانه بعيد ولأنها لا تستطيع أن تحدد ما تريده.. هي تعرف هو
    ما تريده.. هو الرجل الوحيد الذي رغبت أن تكون معه طول حياتها..
    الرجل الذي يمنحها الفرح ويمنحها الاكتفاء والاشباع.. لم تعد تفكر إلا فيه هو..
    الرجل الذي يمكنها أن تضحي من اجله بكل شئ..
    و قررت أنها سترضخ لمطلب أن تكون معه بأي طريقة.. وأنها لن تفكر في أي شئ إلا هو..فإذا تركته سيكون هناك دائما "لو" في حياتها
    وهى لا تريد ذلك ستجرب أن تكون معه..ربما استمرت العلاقة إلى الأبد أو انتهت إلى الأبد… فقط لن تعلقها ولن تتركه.. وفكرت في زوجته..ماذا لو زوجته عرفت؟ ووضعته في موضع خيار.. ماذا لو اختار زوجته وأسرته وهذا ما يفعله الرجال دائما؟…ماذا ستفعل هي بعد أن تكون خسرت كل شئ..؟ فهل أن تبقى معه يستحق كل هذه التضحية.. الغير مضمونة العواقب.. فكرت في حديث مصطفى لها
    مصطفى رجل تقليدي ومحافظ ويحكم برؤيته هو ولكن محمد رجل تقدمي ومستنير…. وبالتأكيد مسالة غشاء البكارة و العلاقة بدون
    زواج رسمي سوف لن يتوقف عندها.. هل العلاقات الإنسانية تحتاج
    لورقة حتى تكون مشروعة؟؟.. وبأي حكم تحدد مشروعيتها.؟ فإمكانية قيامها هي التي تحدد مشروعيتها ..و كل أوراق العالم لن تغير أنها تحبه وتريده..وهو يحبها ويريدها..ولذلك قررت أنها ستكون له سرا..
    وستسعى أن تحفظ هذا السر إلى الأبد.. لآن استمرارية هذه العلاقة تقوم على ان تكون سرا..ثم أخلدت للنوم وقلبها يغرد بالسعادة..


    الحلقة (20)

    في الصباح اتصل عليها مصطفي.. وتحدث معها فيما قالته له .. وقال لها: اسمعيني يا أماني ستخرجين من هذه العلاقة خاسرة..
    قالت له: كيف اخسر وأنا تبعت من احب..

    قال لها: ألم تفكري أبدا ماذا سيحدث لو أن هذه العلاقة انتهت؟
    قالت له: أيضا علاقات الزواج قد تنتهي يا مصطفي..
    قال لها: انك تقولين انك ستكونين له بغير زواج.و أعذريني اذا قلت لك ان هذه العلاقة
    قائمة فقط على الشهوة الجنسية.
    قالت متجاهلة عبارته الاخيرة: يا مصطفي ما الفرق بزواج أو غيره الفعل واحد؟
    قال لها: كيف تقولين ذلك؟! لقد تواضع الناس على أن تكون مثل هذه العلاقات في مؤسسة الزوجية و بعقد..
    قالت له: هل يغير العقد هذا ما في القلب أو بالأحرى يؤثر عليه سلبا أو إيجابا؟
    قال لها: هذا منطق عجيب!! ارأيت إذا قتلت رجل و تم إلقاء القبض علي
    وحكم على بالإعدام ونفذ حكم الإعدام من قبل الحكومة.. أنا قاتل
    و الحكومة قاتلة.. ولكن أنا قاتل ظلما والحكومة قاتلة عدلا.. يقودني حديثي هذا إلى الفعل ذاته فأن القيمة هي التي تعطي الفعل معناها..
    فإذا مثلا انتهت العلاقة الزوجية تكون الزوجة مطلقة ومهما نظر إليها المجتمع بدونية ولكنها مطلقة وكانت في علاقة شرعية.. أما المرأة التي تدخل في علاقة خاصة خارج مؤسسة الزوجية ينظر إليها المجتمع على أنها عاهرة..وهناك بون شاسع بين المطلقة والعاهرة..
    قالت له: مصطفى قلت لك أنى سأحفظ هذه العلاقة سرية…
    مصطفى مقاطعا: أنا أتحدث عن معك ماذا بعد ..هبي إنها انتهت وانك أحببت شخصا آخرا وتودين الزواج منه.. كيف ستفسرين عدم عذريتك له؟؟!!
    أم ستخبرينه انك كنت على علاقة جنسية مع شخص آخر.. أم ستقومين
    بالخدعة الكبرى وتذهبي مثلك مثل أي عاهرة "لقابلة" لإصلاح ما افسد؟
    قالت له غاضبة: كيف تلمح على إني ساكون عاهرة العاهرة هي التي
    تأخذ اجر مقابل خدماتها الجنسية.. وأنا فقط ساكون لرجل واحد أحببته..
    قال: يا عزيزتي أرجو ألا تغضبي إذ أنني فقط أبصرك إلى مغبة ما تنوين فعله في هذا المجتمع الذي فقط ينظر لأي امرأة مارست فعل الجنس قبل الزواج على إنها عاهرة….ولا أخفي عليك إذا فعلت ذلك أيضا سأنظر إليك باحتقار..لآن هذه هي القيم السائدة لا يمكن تغيرها بين يوم وليلة أو من شخص لآخر.. أنا نفسي لن أتزوج امرأة سبق لها علاقات
    جنسية خارج مؤسسة الزواج ولكن قد أتزوج مطلقة..
    رغم عدم العذرية في كل أو بالأحرى التجريب في كل… إلا إن واحدة تحسب عاهرة وواحدة تحسب مطلقة…على حسب قيم المجتمع إلذي اعيش فيه.. وكذلك حتى إذا حدث فأنني لن أثق فيها أبدا.. لان من تفرط مرة
    قد تفرط مرة ثانية إذ أن حاجز الأخلاق لديها متحرك وغير ثابت…
    قالت له: انك تحصر شرف المرأة بين فخذيها.. و بئس التفكير
    قال لها: أنا لا افعل ذلك ولكن أنت تريدين تأطيري حتى لا تستمعين إلي
    لان ما اقله هو الحقيقة وهو الصواب.. وأنت لا تريدين الحقيقة ولا الصواب.. سوف لن أتركك تفعلين ذلك ولو عرفت هذا الرجل اللعين
    لذهبت أليه ودققت عنقه.. هل يقبل ذلك لأخته أو لزوجته أو لابنته؟
    قاطعته: مصطفي شكرا لك كثيرا على النصائح… ومع السلامة
    ووضعت سماعة الهاتف.. وبدأت الأفكار تعصف بها من جديد…
    _________________


    الحلقة 21

    صارت تفكر أفكار جنونية لا تشبهها.. ماذا لو طلق زوجته؟.. فإذا أصلا
    هو لا يحبها ويحب غيرها فهذا يعني أن زواجه زواجا فاشلا غير سعيدا..
    وبدلا أن يخادع زوجته وقبل ذلك يخادع نفسه. عليه أن يخرج من هذا الزواج.. غير السعيد..فإذا كان يحبها حقا ويريدها فعليه أن يطلق من لا يحبها.. وبعدم وجود زوجته في حياته يمكنها أن تقيم علاقة
    سوية معه ويمكنها أن تتزوجه دون أن تتنازل عن مبادئها بشأن أن تكون زوجة ثانية.. وكذلك أن ترضي المجتمع بزواج بأوراق على أقوال مصطفى…داهمتها هذه الأفكار أحست فجأة بأنها صارت شيطانية وغير مبدئية ما ذنب زوجته وما ذنب أطفاله أن يعيشوا بعيدا عن رعاية والدهم
    ..أحست أن حبها لهذا الرجل حب مدمر .. يجعلها تلقي كل مبادئها
    التي آمنت بها و سخرت حياتها لها.. أحست أن هذه العلاقة غير السوية
    تجعلها غير سوية.. أصبحت تنكر نفسها.. إنها لم تعد تعرف من هي هذه الأماني التي تلبستها.. كيف لها أن تفكر أن يطلق رجل زوجته ويترك أطفاله لأجلها…ماذا سيكون شعورها لو كانت هي الزوجة وزوجها يحب غيرها و يطلقها لأجل تلك الأخرى..فكرت لو كان زوجي لا يحبني من الأفضل أن يذهب.. من الأفضل لزوجة محمد أن تذهب لان زوجها لا يحبها… ويحب غيرها.. وهذا يعني انه يخدع زوجته
    وبالتالي لا أظن أن هناك امرأة تعيش مع رجل يحب غيرها.. وتكون سعيدة.. أو هو يعيش معها ويكون سعيدا..هل السعادة فى الزواج هي أهم مقوماته؟ أم أن هناك مقومات أخرى.. هل فقط يعيش البعض فى زيجات غير سعيدة لأجل اعتبارات أخرى السعادة ليست منها.. ربما محمد يعيش مع زوجته التي لا يحبها من أجل الأطفال فقط لا غير.. وهذا فى حد ذاته نبل ان تضحي لأجل الأطفال.. ألم يستخدمن النساء عبارة أن الأطفال هم "قيد الهوان" ربما أيضا هناك أزواج يعشون في زيجات لا تمنحهم الدفء والمحبة فقط لأجل الأطفال.. أحست بأنها تريد أن تخرج وتصرخ بأعلى صوتها. لم تعد تطيق هذا الوضع .. لماذا أن حبها هي من دون النساء يجلب الدمار لها و لغيرها؟.. ولماذا هي لا تستطيع أن تملك أمرها.؟. وترفض هذه العلاقة المدمرة.]


    الحلقة22

    رن الهاتف النغمة التي طالما انتظرتها وأيضا تخوفت منها.. أتاها صوته دافئا ينضح حبا وشوقا..اخبرها انه قد وصل لتوه. وانه يفتقدها بشدة.. ويتمنى أن يراها في أسرع وقت.. وتحدث معها قليلا وأدهشها انه لم يسألها عن قرارها فقط التقط الخيط حيث انتهي وكأنه لم يخيرها ما بين أن تتركه إلى الأبد أو تعود إليه..تحدث في مواضيع متفرقة.. وقال لها انه سيذهب إلى المرسم بعد الظهر يريدها أن تأتي إليه..وعدته أنها ستحضر هناك..
    وراعها أن ذلك التمزق قد اختفى تماما.. وأنها فقط سعيدة انه عاد
    وسوف لن تفكر ماذا سيحدث وستسلم أمرها للأيام تفعل بها ما تشاء..
    ولكل حادثة حديث عليها ألان أن تذهب إليه.. وتنسي كل تلك الأيام السوداء.. وتستثمر كل لحظة قربه وتسعد به.. ولا تفكر في المستقبل لا شيء يفسد الحاضر مثل التفكير في المستقبل… انتظرت بعد الظهر بفارغ الصبر… رجعت إلى البيت.. غيرت ملابسها بعناية اختارت "بلوزة"
    خضراء كان دائما يعلق عليها عندما تلبسها ويقول لها أن هذا هو لونها المناسب.. ثم تعطرت بعطر كان قد أهداه لها.. ثم صففت شعرها
    بالطريقة التي يحبها.. وللحظة راعها أنها تتزين له وأنها لم تفعل ذلك أبدا من قبل..و أحست ربما أن الأمور في داخلها قد حسمت لأجله..
    وان تلك المخاوف أبدا لم تتسلل إليها.. وذهبت نصائح وتحذيرات مصطفى أدراج الرياح.. أنها تحبه و ستبذل قصارى جهدها ليكن لها..
    وبعد الظهر خرجت.ز وكانت طوال الطريق تحس بشوق وحب عظيم تجاهه أنها فقط تريد أن تراه وأن تتحدث معه و أن تخبره كيف أنها تفتقده
    و طرقت باب المرسم فتح لها الباب مبتسما مدى يده ليصافحها
    و استبقى يدها في يده قادها إلى الداخل.. سحبت يدها من يده جلست
    على الأريكة احضر هو كرسيه وجلس في قبالتها ونظر إليها لبرهة وقال لها: تبدين بخير.. نظرت إليه حولت عينيها عنه: وقالت له الحمد لله أنا بخير كيف أنت؟
    قال لها: أشتاق إليك كثيرا ولم تغيبي عن ذاكرتي أبدا.. يا ترى و"حشتك كما وحشتنني"؟
    ضحكت ولم تجاوب..
    تحدثا في مواضيع مختلفة لم يتطرق أبدا إلى الأحداث قبل سفره وكأنها لم تكن.. وهي كانت سعيدة وكأن كل تلك الليالي المتوترة لم تكن أبدا..
    استمتعت بكل لحظة قربه وهو كان أيضا يبدو فرحا سعيدا بها.. لا يدري أين يضع يديه من الارتباك… ونظر إلى ساعته وقال لها: يالله الساعة قربك اقل من دقيقة كما قال المغني..ألان انقضت ساعات
    آسف علي بالذهاب الآن لان أسرتي ستحضر لزيارتنا بعد المغرب..
    و ذهب إلى الغرفة واحضر لها "كيس" ورقي جميل قال لها هذا لك..
    تمنعت أولا ثم أصر أن تأخذه وقال لها يتمنى أن تعجبها الأشياء
    .. ومد يده مودعا وببساطة لف ساعديه حولها لبرهة ثم أطلقها
    أحست هي بحرج شديد وخجل.. لم تقل له شئ و خرجت
    .. وهي تحس بإحساس غريب.. هذا الرجل هو الرجل الوحيد الذي أحبته وسوف لن تفرط فيه أبدا




    الحلقة23

    [color=#2a00ff]وصلت إلى البيت وهى في قمة السعادة..سوف تكن له مهما كان
    الأمر الحب يجب أن يضحى من اجله و ليست به..وسوف لن تعود
    إلى تلك الأيام المظلمة.. وهى تستحق أن تحب من تريد و أن يحبها من تحبه… وسوف لن تفكر في الآخرين لأنهم سوف لن يرضون عنها أبدا هذه المرة سترضي نفسها.. ستبحث عن السعادة… العمر يعد بلحظات السعادة فيه..وقد يهون العمر إلا لحظة هذه اللحظة قد تكون وجيزة ولكنها تساوي العمر كله..برهة من الزمن تعيش فيها بسعادة وتبقى العمر كله تتذكرها بكثير من السعادة و الحب كاف لان تخوض التجربة..هذا الرجل يحرك فيها طاقات من السعادة والحب لم تكن تعرف أبدا أنها تمتلكها…فلماذا تحرم نفسها من هذه اللحظات الخالدة ؟؟ولأجل اعتبارات قد لا تكن مهمة أو أساسية.!.كل ما تعرفه أنها تحبه وتريده وهذه المعرفة كل ما تحتاجه..
    سوف توصد قلبها لكل من يقول لها عكس ذلك..
    وصل هو إلى بيته وهو يفكر هل كان أبدا يفكر انه سيكون مثل المراهق مرة أخرى.و تذكر قصيدة نزار قباني التي تتحدث عن أن حبه لهذه المرأة صيره مراهقا يود أن يكتب اسمها على الحائط بالطباشور.. انه يحبها ولا يدري كيف سيفعل إذا فقدها.. وتذكر ذلك اليوم الذي طلبت منه الابتعاد عنها… كيف أن عالمه انهار و أحس بغثيان ودوار.. وكاد أن يقضي وهو يتذكر كل لحظة كل كلمة وكل هذا الزخم العاطفي الذي يعيشه وهذه النشوى التي تسرى في دمه عند رؤيتها أو سماع صوتها.. وقتلته فكرة أن هذا الشيء الذي بينهم قد أنتهي..
    وتذكر كيف حقا كان يتصرف كمراهق عندما يبحث عن أي مكان قد تكون فيه.. ويذهب ليراقبها.. فقط رؤيتها كافية أن تبعث الحياة في دواخله. لماذا لا ترى كيف انه يحبها بل يعبدها وانه علي استعداد أن يضحي بكل شئ لاجلها.؟!. ما ذنبه إن هي طرقت أبوابه وهو مرتبط بأخرى؟!
    كل الذي يعرفه انه يحبها ويريدها بجماع قلبه.. ويتمنى أن تتفهم موقفه هذا..ولماذا كون انه يريدها سلوكا أنانيا أليس لنفسه عليه حق؟[/color


    الحلقة 24

    استمرا في الالتقاء مع بعضهما البعض ..لا حديث عن المستقبل.. كأنهما استقرا على
    فكرة العيش في الحاضر .. وتركا التفكير في المستقبل ..ولكن هناك معلقا دائما هذا الخوف ماذا لو حدث شيئا ..؟ و أصبحت الاستمرارية متعذرة..
    كانت تعرف أن الوضع لا يمكن أن يكون هكذا إلى الأبد.. وانه قد يأتي الوقت الذي يكونا فيه في مفترق الطرق… ولكن كانت تطرد
    هذه الفكرة من رأسها و هو أيضا لا يريد أن يفكر في ماذا بعد.؟.
    يرعبه الإحساس بأنه قد يفقدها.. يحس بان حياته من دونها ستكون
    حزينة ولا جدوى منها..حتى هذا التفكير يحسسه بغصة في قلبه
    يحسسه بان سعادته هذه لن تدوم طويلا..ولكنه منساق وراء فكرة عليه باللحظة التي يعيشها يريد أن يوطن نفسه عليها..ولكن الهواجس تقلقه
    ماذا لو عرفت زوجته بهذه العلاقة؟ فهو يبذل وسعه ألا تعرف..
    لا يترك في" جواله" أي رسالة منها ولا رقمها حتى لا يكون هناك مجالا لأي خطأ يدفع ثمنه . سار يغطي كل آثارها درب نفسه على ألا يستخدم اسمها عند مخاطبتها.. حتى لا يخطئ يوما ويخاطب زوجته به.. صار حريصا على الاتصال على زوجته من حين لاخر حتى لا تتصل هي وتجد
    خطه مشغولا فتشك فيه إذا تكرر الأمر… صار اقل حدة مع زوجته
    واكثر لطفا… ويفوت لها الكثير الذي من قبل كن يتوقف فيه.. ويحدده
    لا يريدها أبدا أن تشك فيه.. حتى عندما تداهمه بشكوكها يطمئنها مازحا انه لن يعيد الخطأ مرة أخرى.. من قبل كان يخاصمها ويغضب منها..ولكن الخوف الدائم الذي يعيشه من كشف أمره جعله يدخن كثيرا.. وقلقا مشتتا لا يستطيع أن يؤدي وظيفته بالصورة المطلوبة
    .. كل هذه الأشياء تذهب في وجودها معه يحس بالدعة والصفاء.. يمتص أي ثانية أو دقيقة يستمتع بالمتاح له.. وعندما تذهب تتركه نهبة للهواجس والمخاوف..صار يستبقيها اكثر ويلح عليها أن تبقى معه إذا أرادت الذهاب.. ومرات تدمع عيناه عندما تصر على الذهاب.
    صار حساسا مرهفا.. وهذا ما كان يخيفها.. أنها أبدا لم تر رجل مثله
    ولا تظن أبدا هناك من يحبها إلى هذه الدرجة.. ولكن أيضا تخاف
    أن يحدث ما يعكر هذه العلاقة.. ماذا لو حدث ما لا يحمد عقباه؟
    ماذا لو اضطرت أن تتركه؟ كيف ستعيش من دونه. كانت دائما تسأله هل سيحبها إلى الأبد ؟
    كان يقول لها :إلى الأبد ستكونين في قلبي إلى ا ن اسلم آخر أنفاسي في هذا العالم ..وحينها سيكون آخر نفس ونبض لك أنت..
    كانت ترد: لك طول العمر ولكن أتمنى ألا يكون أبدك بعد حين..
    كان يرد ضاحكا سيكون ابدي إلى الأبد تأكدي من ذلك..
    _________________



    الحلقة 25


    استيقظت على رنين الهاتف ..بصوت ناعس ردت:ألو
    أتاها صوت مصطفي قائلا: متأسف إذا كنت قد أيقظتك فقط كنت أود أن أسألك إذا كان لديك وقت نلتقي في المتحف لتناول الغداء معا..
    تذكرت أن محمد اخبرها انه لن يكون في المرسم اليوم.. وافقت على اللقاء مع مصطفى.. واعتذر مكررا عن إيقاظها..
    خرجت للعمل في الطريق اتصل عليها محمد أخبرها انه سيكون في المرسم . اعتذرت له بان لديها ارتباط ولا تستطيع الحضور إليه
    أبدى اسفه وقالت له أنها في الطريق ستتصل به حال وصولها إلى العمل..
    وعندما وصلت وجدت هناك اجتماع.. وكان طويلا استغرق وقتا طويلا.. وبعدها كان عليها أن تذهب لاجتماع آخر.. ولم تتمكن من الاتصال به وكان هاتفها مغلقا طيلة فترة الاجتماع.. بعدها ذهبت للقاء مصطفى.. أخبرها انه يود مقابلتها ليخبرها انه تقدم إلى قريبته للزواج
    وقد يكون الزواج قريبا .. هنأته وقال له: لذلك كنت مختفيا طيلة الفترة السابقة.. قال لها أبدا هذا زواج مرتب.. لقد رشحتها لي أمي قابلتها وجدتها لطيفة و أخبرت أمي بموافقتي بدأت الإجراءات الآن فقط لأنك صديقتي وددت أن أخبرك.. نظرت إليه بدهشة وقالت له : كيف تتزوج امرأة رأيتها مرة واحدة؟ قال لها ضاحكا هناك من يرون رجل لمرة واحدة ويقعون في حبه وعلى استعداد أن يضحون بكل شئ من اجله..
    صمتت لبرهة ثم قالت له صحيح الحب لا يحتاج لزمن ألف مبروك وأنا سعيدة لأجلك..سألها عن أخبارها قالت: كما هي لا جديد تحت الشمس.. سالها ماذا بشأن ذلك الرجل المتزوج. قالت له: ما باله؟
    قال لها هل مازلت ترينه؟ قلت له نعم أراها كثيرا.. سألها: متى سيكون الزواج.. قالت له: أي زواج؟ قال لها: زواجك أنت؟
    قالت له من تحدث عن زواج أنا لن أتزوجه وسنبقى أصدقاء فقط
    ضحك مصطفى وقال لها ساخرا: أول مرة حب يتحول إلى صداقة دائما تسجلين أرقاما جديدة يا عزيزتي..ولكن أنا أرى أن تتزوجيه اكرم لك
    من هذه اللقاءات الكثيرة لأنه يوما ما قد يحدث شئ.
    قالت له بغضب : ماذا سيحدث مثلا؟ هل تظننا مراهقين؟
    قال لها:: المسألة ليست مراهقة أم لا المسالة رجل وامرأة وأنا رجل
    وأعرف كيف يفكر الرجل إذا أحب امرأة..
    قالت له مصطفى شكرا لك للنصائح اعرف كيف اعتني بنفسي
    و أود الذهاب ألان.. اعتذر لها إن كان ضايقها في شئ وأكد لها انه فقط يريد مصلحتها لا غير وأنها مثل أخته تماما..شكرته وقالت له إنها متعبة
    ومن الصباح تخرج من اجتماع لآخر.. خرج معها أخذها بسيارته إلى بيتها…
    في المساء اتصل بها محمد قال لها أن هناك معرض إذا كانت تود حضوره
    قالت له أنا تعبه جدا اليوم قال لها : أتتمنى أن تأتي ألم اقل لك اليوم الذي لا أراك فيه لا احسبه في عمري.. ضحكت وقالت له سأحاول
    ليتك أخبرتني في الصباح قال لها: لقد عرفت به في الظهر اتصلت بك و هاتفك مغلق طوال اليوم..قالت له لأنها كانت في اجتماعات طول اليوم.
    خرجت في المساء للمعرض هي وصديقتها ..وهناك وجدت عدد كبير من معارفها.. وجلسوا يتحدثون بعد أن مروا على اللوحات . أتى صديق لمحمد وجلس معهم وصاروا يتذكرون ذكرياتهم المشتركة فقال صديقه ضاحكا:
    أن محمد هو مخترع شعار "إن النساء مراحيض خلقنا لنا" عندما كان في الكلية.. ران الصمت.. ثم ضحك الكل إلا أماني التي أحست بالإهانة
    إذن الأمر كذلك..!!؟؟ جلست قليلا ثم قالت إنها ذاهبة.. ثم خرجت وصديقتها دون أن تنظر إلى محمد.. الذي كور يده وبقدر ما له من قوة
    ضرب صديقه الذي صرخ متألما .. فقال له أحد الأصدقاء ممازحا: أمام سيمون دي بوفوار شخصيا.. تقل هذا يا رجل.!!؟. محمد قد تغير تماما ألان صار رجلا متزوجا محترما تراه يحمل أكياس الخبز والخضار وحاويات الزيت بدلا عن تلك الاشياء.. أما حديثه السابق هذا فكان من أحاديث البنقو والهلس الذي كان يتعاطاه..
    قبل عشر سنوات.. ثم التفت إلى محمد الذي بدى كتلميذ فقد قروش الإفطار.. إن الماضي دائما يلحق بنا حتى لو بعد عشرات السنوات
    وتعالت الضحكات إلا هو لم يضحك..


    الحلقة 26

    كان يعرف ألان ستكون فقدت الثقة به تماما وظنت انه يناور معها ليصل إليها..وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه.. كيف يجد مخرج من هذه المشكلة الجديدة.؟. حقا النساء ناقصات عقل.. حديث قاله قبل اكثر من عشر سنوات.. تحاسبه عليه ألان..قرر أن يكون موقفه هجوميا معها
    فخطة الهجوم خير وسيلة للدفاع فكرة جهنمية.. سيقرعها تقريعا شديدا على تصرفها وعدم نضجها ويسخر من فكرة أن يحاسب شخص حي ومتطور على حديث قاله وهو في بداية العشرينات..ويثبت لها تمام أن في الفترة الفائتة ومعرفته بها جعلته رجل أفضل وربما يعترف لها انه قديما كان متخلفا وحقا لا ينظر إلى المرأة إلا إنها مرحاض.. ولكن الآن بفضلها
    صار رجلا واعيا بان المرأة إنسان كامل..(قاوم شبح ابتسامة ساخرة) وقرر أن يكون جادا لا بعد الحدود لان المسألة ألان تشبه مسألة حياة أو موت يجب أن يكون كيسا مخلصا لا يدع الريبة تتسرب إلى نفسها فيصعب إقناعها..بأنه قد صار رجل افضل. وفكر أن تقيم علاقة مع امرأة "جندرية " كقيادة الدراجة في الرمال..
    _________________


    الحلقة الاخيرة


    ذهبت وهي غاضبة منه ومن نفسها كيف تأتى لها أن تحب رجل مثله
    ضد كل ما آمنت به.. أضمرت في نفسها أنها هذه المرة ستتخلى عنه نهائيا ولن ترجع له أبدا..انه رجل ماجن ومستهتر وهذا النوع من الرجال
    لا يجب الا يستهويها..انتظرت أن يتصل بها.. لم يفعل مر أسبوع وهو لا يتصل..
    اندهشت لسلوكه هذا.. في اليوم العاشر اتصلت به.كان باردا معها
    وفقد صوته تلك الفرحة التي كان يتحدث معها بها.. سألته عن حاله رد باقتضاب ولم يسألها أي سؤال.. قالت له: إنها تريد أن تراه اليوم
    قال لها: لا أستطيع اليوم ولكن في الغد يمكنك أن تأتي إلى المرسم.
    سألته لماذا لا يكون اليوم؟!
    قال لها : لدي بعض الارتباطات الأسرية.. ران صمت ثم قال لها مع السلامة أراك غدا إن شاء الله..حدقت في الفراغ ماذا يريد هذا الرجل منها.. انه حتما سيقودها إلى الجنون.. لماذا هو غاضب؟ تبا لهؤلاء الرجال دائما يقلبون الطاولة ..وقررت في الغد لن تذهب له..وأتى الغد وبدأ النزاع في داخلها هل تذهب لتنهي معه هذه العلاقة الغريبة ويكون آخر لقاء
    أو لا تذهب وتجرجر الموضوع..قررت عدم الذهاب .. وشغلت نفسها
    طول اليوم.. وفي المساء اتصل بها.. سألها ببرود ماذا تظنين انك تفعلين؟
    قالت له: ماذا هناك؟ قال لها: اسمعي جيدا أرجو أن تكفي عما تفعلين؟
    قالت له: ماذا افعل
    قال لها:: قد انتظرتك وقتا طويلا لماذا لم تتصل لتعتذري عن عدم الحضور.. على الأقل
    قالت له : كانت لدي ارتباطات ومشغوليات .. قاطعها أتمنى ألا تكون مثل تلك الارتباطات التي تأخذك إلى المتحف لمقابلة أحدهم..
    صرخت كالمصقوعة: الآن تتجسس علي..
    قال لها: لا تجسس ولا يحزنون رايتك بالصدفة ولم أحاسبك أو أسألك
    لأني ليست مثلك أحاسب الناس على أقوال قالوها قبل اكثر من عشر سنوات..اسمعي جيدا يا أماني لم اعد أطيق ما تفعلينه معي..
    قاطعته قائلة : نفس الإحساس الحمدلله وصلنا إلى نفس النتيجة في ذات الوقت.. اعتقد آن الأوان لان نحل هذه العلاقة غير المجدية والمتعبة..
    اسقط في يده و تملكه غضب عارم.. وقال لها: هذا قرارك أرجو ألا تغيري رأيك بعد حين وتأتي لتعيدي تر سيم العلاقة..
    أتمنى لك حظا وافرا في العلاقات القادمة..وأغلق الخط..
    في اليوم التالي قابلته قرب باب مبنى المنظمة يحمل حقيبة كبيرة
    نظر إليها ترددت في أن تتحدث معه . وتابعت سيرها دون أن تتوقف
    أتى خلفها قال لها بغضب: أماني ما تظنين انك تفعلين؟ ماذا تريدين مني؟ لماذا لا تنضجين قليلا وتفكرين في الآخرين قبل آن تفكري في نفسك.. ا
    نظرت إليه وقالت: لا أريد منك شيئا لأنك حقا لا تملك ما أريده..
    نظر إليها ورد ساخر: أن ما لدي هو ما تريدينه ولكنك تكابرين حتى نفسك.. ما نفع النظريات إذا لم تجعل من واقعنا واقعا افضل وتساعدنا على التكيف مع الواقع.. بربك هل تعرفين ما تريدين؟
    قالت له: اعرف جيدا أن رجل مثلك لا يمكن أن يجعل واقعي افضل هذا ما اعرفه.. رد ساخرا: يا عزيزتي يجب أن تفكري بنضج وتتركين هذه الأفكار الصبيانية.. أنا عندما احببتك لم اكن أظن أنني أحبت مؤتمر بكين للمرأة.. لماذا لا تكونين مثلك مثل كل النساء.. ردت عليه غاضبة لماذا أنت لا تتغير و وتحاول ألا تكون مثل كل الرجال..رد عليها بغضب ماذا تعرفين انت عن الرجال؟ أنت لا تعرفين شيئا عن الرجال..وصرتي محظوظة إذ وقعت أنا في طريقك حتى تطبقي نظرياتك علي..أنت تناورين وتكذبين على نفسك..أنت مسخ شائه لامرأة مثقفة.. قالت له هذه خطبة مجيدة من رجل يظن ان النساء مراحيض خلقن لأجله.. رد غاضبا باختصار
    ماذا تريدين مني؟ هل تريدينني أن اذهب من حياتك إلى الأبد هل تريدين أن تستمري في هذه العلاقة التي صارت عقاب مسلط علي؟..تقولين لي اذهب ثم تأتى لتبحثي عني أنا متعب ومشتت ألان في هذه اللحظة أتمنى لو أنني لم أعرفك أبدا و أتمنى لو أنني مت.. ردت بغضب: محمد أنا أقولها لك ألان لو كنت اسبب لك كل هذه التعاسة لماذا تريدني.؟
    قال لها بغضب أنا لا أريدك وسأخرج من حياتك إلى الأبد.
    قالت له: هذا افضل.. تحرك نحو سيارته فتح الباب بعصبية..
    والقي بالحقيبة ثم وضع المفتاح و بأعلى سرعة تحرك ليصدم
    شجرة كبيرة قرب المبنبى.. لم تصدق ما تراه وعلا صوت بوق سيارته
    بصورة متصلة.. ركضت إلى السيارة حاولت أن تفتح الباب تعذر عليها فتحه. صارت تضرب الزجاج بجنون وهى تنادي اسمه.. هب لنجدتها بعض المارة فتحوا الباب أخرجوه وضعوه علي الأرض وسط ذهولها
    كأنها في كابوس كانت تصرخ وتصرخ..تقدم رجل قال انه طبيب أفسح الناس له.. قال يجب نقله إلى مستشفي ألان لإسعافه.. تم نقله إلى سيارة وهى تسير مع الجموع في ذهول سألها الرجل الذي قال انه طبيب هل تعرفينه.. أومأت بالإيجاب أحست أنها فقدت القدرة على النطق
    ركبت في السيارة. في مستشفي خاص قريب من مكان الحادث
    تابعته وهى خائفة أن تسال أي سؤال عن حاله لأنها تخشى الإجابة
    جلست ودموعها تنساب في صمت لم تعد تقوى على البكاء
    أتى الطبيب وقال لها أنت أتيت مع الرجل المصاب .. أومأت بالإجابة
    قال لها هناك كسر في الساق اليمنى وكسر في أحد الأضلع وعلينا أن ننتظر إلى أن يخرج من الصدمة ولكن حالته مستقرة
    هو محظوظ رغم أن الاصطدام كان مباشرا..
    فكرت في الاتصال بأسرته بحثت في هاتفه وجدت رقم اخيه..
    طلبت من رجل أن يتصل به ويخبره بما حدث…ولم يمض وقت طويل
    حتى توافد الناس للسؤال عنه .. أشار رجل الاستقبال إليها أتى الأخ
    حياها وسألها ماذا حدث: أخبرته انه تحرك بالسيارة ربما افلت المقود منه
    سألها بتهذيب: لا أود أن أحرجك ولكن من أنت؟.. قالت له بحرج:
    أنا اعمل معه في مشروع خاص بمنظمة في المبنى الذي حدث قربه الحادث. وصادف وجودي أثناء الحادث. وأتيت معه .. تجمع الأقارب
    حولها أتى الطبيب قال لهم لا زيارة اليوم و حالته مستقرة.. في هذه اللحظة دخلت زوجته ومعها مزيدا من الأقارب.. وكانت تبكي
    وتسأل بقلق ماذا حدث..جلست أماني بعيدا تراقب الحدث
    أشار أحدهم لها: أتت زوجته حيتها وقالت لها يخيل لي إني رايتك من قبل.. قالت لها أماني : نعم رايتك في المطار عندما أحضرت لزوجك
    كراسة المواصفات… جلست قربها وهى تبكي
    أحست أماني بحرج كبير.. قالت لها قد صادف أني كنت قرب الحادث إذ انه حدث قرب المنظمة وأتيت معه.. شكرتها زوجته كثيرا..
    أحست بغصة في حلقها.. في كل لحظة يدخل رجال ونساء حتى امتلأت قاعة الاستقبال وضاقت بهم ..هي وزوجته تجلسان كتف لكتف.. وقلب كل منهما يتوق ويخفق لرجل واحد معلق بين الحياة والموت نتيجة لحماقة من احبها اكثر..
                  

04-03-2007, 08:36 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فردوس ضائع.. او حب افلاطوني.. (Re: bayan)



    هى وهو




    أنا وهى


    ( للحبيبة دوما أعمق الحب و التبجيل)

    كنت أهم بركوب حافلة المطار عندما ظهرت هذه المرأة وكانت تحمل عدد من الأغراض ومعها طفلة, فرجعت خطوة لأفسح لها الطريق
    حتى تدخل الحافلة أولا و عندما التفتت لتشكرني .. يا الهي .. لوهلة ألجمتني الدهشة وسرعان ما هتفت أميرة؟؟

    وصرخت هي عصام؟

    ودون أن نشعر وجدتها في أحضاني ونحن نتبادل عبارات التحايا و الأشواق.

    قلت: لم تتغيري قط !

    وقالت: وكذلك أنت !

    نظرت إلى طفلتها .. يااااااه !!!! تشبهها حد الاستغراب.

    سألتها مشيرا إلى الطفلة: ولادة أو استنساخ؟!
    ضحكت وقالت: حتى طبعك لم يتغير ظللت على مزاحك الدائم و جلسنا سويا فى طريقنا إلى الفندق قرب مطار هثرو سألتها من أين والى أين؟

    قالت: ذاهبة إلى كندا و أتيت من السودان.

    وكررت لي ذات السؤال قلت لها ذاهبا إلى الولايات المتحدة و أخبرتني أنها ستسافر غدا و أنا كنت مثلها.. و أدرت وجهي أنظر إليها لم تتغير كثيرا فقط صارت الآن يمكن تميز أنها امرأة بسهولة… قبل عشرة سنوات كنت حقل تجاربها في الحب والتفنن في التعذيب..

    تعرفت عليها وهى طالبة في الجامعة و شدني إليها غرابة أطوارها … وكانت نفسها هي الأسباب التي تركتها بها فيما بعد أو بألاحرى تركتني هي … كانت ابنة وحيدة لأبويها و أدخلتها أمها المدرسة وهى في الرابعة و دخلت الجامعة وهى في السابع عشرة من عمرها عندما قابلتها كانت في السنة الثانية وكنت أنا في السنة النهائية.. التقينا مرة و منذ ذلك اليوم صرت أقابلها هنا وهناك و بعده صرت أتعمد أن ألتقيها و أذهب إلى الأماكن التي تتواجد فيها عمداً و أتظاهر أنني قابلتها بالصدفة إلى أن صرنا أصدقاء وصارت هي تزورني وأزورها.. وبعدها صرت لا أستطيع ألا أن أراها كنت قد أدمنت جنونها وفقدت السيطرة تماماً على نفسي.صارت هي سيدتي كانت تسمح لي أحيانا بأن أمسك يدها أو ألف ساعدي حول كتفيها … و مرة سمحت لي أن أقبلها… و كانت تحب القراءة لدرجة غريبة إلى أن وقع في يدها ذلك الكتاب المشئوم عن الحب الأفلاطوني.

    قالت لي: إن ما يميز الإنسان عن الحيوان هو العقل وما يجمعه بالحيوان هو التكاثر و خرجت من هذا بأن الإنسان ليكون أنسانا كاملا يجب إن يترفع عن الجنس وأنها ترغب في إن تكون إنسان كامل ,ولذلك هي تؤمن بالحب الأفلاطوني وهو حب سامي ومطهر قالت لي مثل الحب العذري فاستمعت لها وهى تشرح نظرياتها لي في البداية كنت معجب باهتمامها بهذا الأمر و إلمامها به ولكن في داخلي كنت أرى أن الموضوع لا يخلو من طرافة و لأنها تغضب جدا من مزاحي و تخاصمني بالأيام مما يتعسني ويورثني الحزن ..و اضطر إلى الاعتذار..قررت ألا أسخر من هذا الموضوع ولا امزح به.. بصبر شديد سمعت كل ما قالته لي وكنت أري أن الأمر مازال تحت السيطرة ,و سرعان ما تنساه و نرجع كما كنا ,إلى أن ذهبت لزيارتها في داخلية الطالبات في عيد ميلادها العشرين لأنها تهتم بهذه التفاصيل وتعيب على إهمالي في هذه الأمور… المهم عندما وصلت إلى الداخلية خرجت مقابلتي ووجدت أميرة أخرى، أولا قصت شعرها بصورة غريبة و غير منتظمة و ثانيا تلبس ملابس لا لون لها نظرت إليها بدهشة ودون أن اشعر قلت لها: هل تشقلبت في مقص آو المقص سقط عليك.؟!

    و ضحكت و ياليتني لم أضحك صرخت في وأخبرتني إنها تكرهني و أنني شخص سخيف ورجعت إلى الداخلية ووقفت أنا كالأبله و بدأت أحس بأن هناك عيون ترمقني و نظرت فوجدت عدد من الناس ينظرون إلي في فضول فرجعت إلى داخليتي و قضيت تلك الليلة في معاقرة الخمر و الغضب يعصف بي… و أقسمت إنها يجب أن تعتذر هذه المرة و تعتذر بجدية و أنى سأمنعها مرة أخرى من ذكر أفلاطون.. و سيكون هذا هو شرطي في الصلح.. و كالعادة لم تسأل عنى و لم تأت إلى وكنت أسأل دائما هل أتي أحد لزيارتي حتى صرت مثار سخرية الزملاء و بعد مرور أسبوع وأنا أقضي ليلى في شرب الخمر و نهاري في الانتظار .. قررت أن اذهب إلى كليتها و أتظاهر بأنني ذهبت لزيارة صديق هناك و بالفعل ذهبت و رأيتها من بعيد بشكلها الجديد بصعوبة تميز إذا كانت بنت أم ولد.. و وعملت المستحيل حتى ألفت نظرها دون أن اظهر لها تهافتي وإحتياجي .. بالصدفة أتى صديق مشترك ووقفت أتحدث معه و فجأة وقع بصره عليها فقال لي: هذه أميرة و ناداها.

    التفتت إلينا و ذهب الصديق لتحيتها و أنا معه و بعد التحية و السلام و أنا أبدي لامبالاة بالأمر كله ، أتظاهر بأنني لا أهتم ودوا خلى تمور .. كم أتمنى أن أصفعها و لكن حقيقة أتمنى أن أضمها إلى صدري أن أخبرها عن الألم الذي أحسه وعن احتياجي لها… والتقت نظراتنا للحظة ثم حولت نظري عنها متظاهراً بأنها لا تهمني في شيء و بعد قليل استأذنت لأني أريد الرجوع إلى كليتي دون أن اشعر سمعت صوتي يسألها: هل تريدين أن تذهبي معي أريد أن أخبرك بشيء. ونظرت إلى لبرهة و هذه البرهة كانت مثل مئات الأعوام بالنسبة لي لأنني سأموت في حالة رفضها.

    و لكنها قالت: أوكى أذهب معك .

    و استأذنا من الصديق بعد أن كان قلبي يلهج له بالشكر والثناء .

    سألتها: كيف حالك؟

    قالت: بخير.

    و مشينا سويا و الصمت ثالثنا و في ذات الوقت قالت لي: أنا آسفة وبادلتها الاعتذار و ضحكنا معا و مر اليوم دون أن أضع لها شروطي و كانت طوال الوقت تتحدث عن أفلاطون و حبه., أخبرتني أنني يجب إن أتعلم أن أكون إنسان كامل أترفع عن الرغبات الحيوانية استخدم عقلي الذي ميّز الله به البشر عن سائر المخلوقات ووعدتها أنني سأحاول أن أكون عند حسن ظنها… وكانت تسمح لي بان أمسك يدها ولكن إذا وجدت أي تغيّر حيواني تثور و تسحب يدها.. و منعتني منعاً باتاً بأن أحدق فيها بحب لإعتقادها الجازم ورؤيتها بأنها تشكل رغبة حيوانية ..وكانت حقيقة تغضب منى و تتهمني بأنني لا أريد أن أكون إنسانا كاملا… وكانت أيامي تمر بعذاب شديد وأنا أحاول أن أفرض عليها رغباتي و أخبرها بأنني أريد أن أكون إنسانا عاديا بي شيء من الحيوانية ..ولكنها تخاصمني بالأيام و هذا يملأني حزنا و يدفعني لعمل أشياء لا أرغب فيها حتى صرت السكير الأول في داخليتي وصرت أعاني من الاستيقاظ صباحا لأذهب إلى الورشة و صار أستاذي يقرعني على إهمالي و يذكرني بإحتمالية فقدي لفرصة التخرج بمرتبة الشرف إذا أستمر هذا الإهمال وهى لا ترحمني و لا تتفهم موقفي و أنا ضعيف أمامها …فهي التي تملي شروط اللعبة كلها و أنا لا حول لي ولا قوة…. إلى إن كان ذلك اليوم الذي طلبت فيه النصح من أحد الأصدقاء والذي يتمتع بسمعة طيبة مع النساء و أخبرته بالقصة فضحك ضحكاً شديداً و قال لي أنني مخطىء إذ أخضع و أخنع لها بهذه الصورة و وأعطاني خطة وهى أن أستدرجها إلى مكان خالي و أجعلها تنسى أفلاطون هذا وبعد ذلك لن تأتى باسمه عندما تعرف كيف يتشارك الإنسان والحيوان في ذات الشيء.. و نظرت له غير مصدق !

    و قلت له: حرام عليك أتريدني أن أغتصبها؟! لا ألف لا…

    ضحك الصديق وقال لي: اليوم عرفت لماذا كانت هي صاحبة القدح المعلى، من قال لك اغتصبها فقط أجعلها تحس بهذا الجانب الحيواني ومتعته ..و عندما لم أفهمه صرخ بنفاذ صبر: يا أخي هي تركتك يوما تقبلها أليس كذلك ؟ فقط قبلها.

    المهم صارت هذه النصيحة ترن في عقلي و كل يوم أميرة تعذبني و تقول لي أنظر إلى هكذا و لا تنظر إلى هكذا ..و إذا وقعت عيناي على صدرها تقسم إنني أبحلق فيها بحيوانية. و إذا نظرت إلى شفتيها تخزني بكوعها في صدري بغضب و أقسم لها بكل شي أنني فقط أنظر إليها لأنني أريد أن أسمعها جيداً ولكن هذه الشيطانة لا تخفى عليها خافية فهي تقرأ أفكاري ككتاب مفتوح و تتبع نظري و تعرف إلى ماذا أنظر بالتحديد.. وكل يوم هي غاضبة منى لأنني حيوان و أنا اعتذر لها دائما عن حيوانيتى و أعترف لها في فشلي أن أكون إنسان كامل و هي لا تقبل ذلك و تضعني أمام خيارات صعبة.. و كل ما زادت هي في افلاطونيتها .أزددت أنا في حيوانيتي وصرت أفكر فيها ليل نهار و صارت حياتي مليئة بالمعاناة كل أصدقائي يعيشون قصص حب عادية و.. ولكنني معاناتي و أخيرا قررت أن آخذ بنصيحة صديقي وبالفعل وحيث أنني متأخر في مشروع التخرج أخبرت المحاضر أنني سأعمل في الورشة لوقت متأخر وكتب لي رسالة ليسمح لي بالتواجد في الورشة إلى وقت متأخر… وبعدها كانت المشكلة إقناع الآنسة أفلاطون بالحضور إلى الورشة و بعد تفكير قررت أنها يجب أن تأتى في وقت مبكر يكون هناك بعض الطلاب ثم أبقى أنا إلى أن أكمل عملي بهذه الطريقة لن تعرف السر وراء هذه لدعوة .. و بالفعل عندما قابلتها في الصباح قلتا لها آسف لا أستطيع الحضور إليك في المساء لأني سأعمل في مشروع التخرج و أن أستاذي غير راض عن عملي … و سكتت هي سألتها ببساطة ماذا تفعلين هذا المساء .. قالت لي أنها تحضر بحثاً.

    قلت لها بصورة عفوية: لماذا لا تأتى إلى الورشة أنت تكتبي وأنا أعمل في مشروعي وبهذا نكون ضربنا عصفورين بحجر نبقى معا و نعمل واجباتنا.. سألتني من يكون هناك ؟

    قلت لها ببراءة أحسد عليها :سيكون هناك عدد من الطلاب ، كما تعرفين الامتحانات على الأبواب و نظرت إلى وجهي بتمعن و هزت رأسها بالموافقة ..كدت أن أقفز و أصرخ نعم! لولا سيطرتي على نفسي وودعتها قائلا إلى اللقاء إذن…. و مشيت و أنا أكاد أموت من الفرح …. ألان حلت المشكلة الكبرى و تبقى بعد ذلك كيفية الاستفادة من هذه الفرصة….. و في المساء ذهبت إلى الورشة و بدأت العمل في مشروعي بانشراح و كان هنالك عدد من الطلاب و بعد قليل وصلت أميرة و كنت البس في وجهي النظارة الواقية و لذلك لم ترى فرحتي الجنونية بحضورها وأوقفت العمل في الماكينة و رحبت بها و أجلستها في مكتب ملحق بالورشة.. وذهبت و بعد قليل أصبح الطلاب يخرجون و أنا انتظر حتى لم يبقى أحد غيري.. ذهبت إليها في المكتب وجدتها تجلس على كرسي وهى تكتب و قفت خلفها سألتها: ماذا تكتبين؟

    و انحنيت لأرى بصورة عفوية ما تكتبه لامس صدري كتفها و قلت لها جميل جداً ..وعندما رفعت رأسها لمستني في وجهي بشعرها و لفحت أنفاسي صفحة وجهها… وهبت واقفة فأخذتها بين ذراعي و ضممتها لي بشدة قبلتها وقاومتني و صفعتني فأفلتها من بين ذراعي.. و انهارت على الكرسي و بدأت في بكاء و نشيج قطع نياط قلبي فركعت أمامها وأنا اعتذر لها و أعدها أن هذا لن يحدث أبدا و لن يتكرر و أنني أحبها أكثر من آي شيء في هذا العالم.. ولكنها جمعت أشيائها وخرجت راكضة…. و كانت هذه آخر مرة أتكلم معها قبل هذا اليوم في المطار إذ أنها تركت الداخلية.. و صارت تأتي مع أمها يومياً و مرت فترة الامتحانات و أنا في جحيم.. بعدها قررت أن أذهب إلى منزلهم و بالفعل ذهبت و استقبلنى أبوها و أجلسني و قلت له أنى أتيت لأعرف لماذا لا تأتي أميرة إلى الجامعة ؟؟ نظر إلى أبوها و قال: أن أميرة أخبرتنا بكل شيء…. و دوت عبارة كل شيء في رأسي ماذا يعنى كل شيء؟!.. وأحسست بالخجل الشديد و أخبرني أنها لا ترغب في رؤيتي و أن ما بيننا قد انتهى و خرجت لا ألوى على شيء.. و اجتهدت في أن أتخرج و بالطبع لم أنل مرتبة الشرف ووجدت عقد عمل في دولة بترولية و ذهبت و بقيت هناك 7 سنوات وقررت الذهاب إلى أمريكا للدراسة.. و عندما قابلتها كنت عائدا إلى أمريكا بعد عطلة قصيرة.

    ها .. لقد وصلنا .. هكذا قطع صوتها اجترار ذكرياتي.. ساعدتها في حمل أغراضها ودخلنا إلى الفندق.
    _____________________________________________


    هى وهو

    (إلىّّّ ّّّذّبيدة ذكرى خالدة)

    بعد تكملة الإجراءات فى الفندق وضعونا فى حجرتين متجاورتين و ساعدتها
    فى حمل أغراضها و دخلت معها إلى غرفتها و بدأت الطفلة فى البكاء و كانت هى تهدهدها فى حنان و الطفلة لا تكف عن البكاء..
    قلت لها: يبدو أنها متعبة اذهب أنا الآن .. و عندما كنت قرب الباب قالت لى أنا سعيدة برؤيتك فقلت لها و أنا أيضا و ونبهتها أنني فى الغرفة المجاورة إذا احتاجت إلى شئ.
    ودخلت إلى غرفتى و ورميت نفسى فى السرير وأنا أحاول أن أسيطر على ما يعتمل فى داخلى. و أحسست أننى كنت مثل البحيرة الساكنة و كان لقائى بها بمثابة الحجر الذى
    بدد شكل سطح البحيرة و صارت دواخلى تنداح دوائرا من الحيرة … الألم.. الحب.. يا إلهي من كان يصدق أن أراها بعد كل هذه الأعوام و تمنيت أن أتحدث معها لتخبرني كم ندمت على تركي.. أليس هذا ما نحتاجه دوما أن يعترف حبيب سابق بأنه ندم على تركك و أنه يحن إليك كما تحن إليه.. حتى تحس بأنك حقا تحولت إلى فردوس مفقود.. و بعد مرور ساعات لم تأتى إلى .. كنت أقاوم أن اتصل بها أو اطرق بابها ربما تعود هواجسها القديمة.. ربما ليس لديها رغبة فى الحديث معى.. و بعد مرور وقت أطول صرت مشتتا تماما ,ومتحيرا ماذا أفعل؟ و بدأت تراودنى فكرة النزول إلى البار وقطع الوقت فى الشراب. وقررت أن استحم أولا ثم أخرج إلى البار.. و دخلت الحمام و أخذت حمام طويل وخيل إلى إنني سمعت رنين الهاتف و خرجت مسرعا وفى آخر لحظة سمعت صوتها يقول لى آسفة
    هل كنت نائما قلتا لها لا.
    قالت لى : أود أن اعرف إذا كنت ترغب أن تأتى إلى غرفتى و نطلب طعاما و نتبادل الأخبار.
    قلت لها و أنا أسيطر على صوتى حتى لا يشى بفرحى: أعطني خمس دقائق و أكون عندك.
    و بالفعل لبست ملابسى بسرعة و طرقت بابها فتحت لى الباب حييتها و دخلت كانت الطفلة نائمة.. أشرت إليها قائلا : ابنتك حلوة ما اسمها؟
    قالت لى: رامة.
    قلت لها: اسم جميل جدا يناسبها تماما.
    جلست على كرسى و جلست هى على حافة السرير و تنهدت قائلة : زمن طويل والله.
    قلت : نعم و كأنه قرون.
    قالت: هل تزوجت لا أرى خاتم فى يدك؟
    قلت : لا أبدا مازلت كما أنا.
    قالت ضاحكة: حقيقة لم تتغير.
    قالت: أها أحكي لى ماذا حدث فى حياتك فى الفترة السابقة؟
    أها هى تريد أن اوكد لها على حزنى وعزابى ولكنى لن أعطيها هذه الفرصة
    قلت: الخمسة السنوات الأولى لا اذكر منها شئ.
    و الخمس سنوات التى تلتها محاولة لبدأ حياة جديدة مثمرة و.. أخبريني أنت
    ماذا حدث لك فى العشرة سنوات المنصرمة أراك كنت مشغولة و أشرت إلى لطفلة
    نظرت إلى بحزن وقالت: نعم يبدو ذلك.
    وبدأت تقص على قصتها قالت بعد ما حدث بيننا بدأت فى الابتعاد عن كل الرجال
    و لكن بعد عامين قابلت أحدهم و كان مثلى مثاليا آمن بكل نظرياتى الأفلاطونية و صرت اسعد قليلا أخيرا هناك رجل يريد أن يكون انسانا كاملا ..و بالفعل استمرت علاقتى معه وكان يلتزم بكل ما أريد وكنت أنا سعيدة جدا به.. لان أمي كانت تقول لى أن هذا مستحيل.. ولكن كنت أظن انه أنا محظوظة أخيرا وجدت من يؤمن بما أريد و يساعدنى.على تحقيق أحلامي و استمرت علاقتى معه .. علاقة سامية و كنت سعيدة إلى درجة لا توصف.. إلى أن كان ذلك اليوم.. الذى رأيته بالصدفة يتحدث إلى طالبة اشتهرت بسمعتها السيئة.. وكان يبدو ودودا معها فى البداية لم أصدق عينيا و قلت ربما أنها زميلة له. و رجحت حسن النوايا.. و سألته عندما قابلته عنها أنكر معرفته بها وقال يبدو انك تحتاجين إلى نظارات.. و ضحكت وصدقته و لكن مرة أخرى أخبرتني صديقتى إنها رأته مع ذات الطالبة و داخلني شك كبير فراقبته ويوم زعمت له إني ذاهبة إلى البيت و وراقبت تلك الطالبة و بالفعل خرجت و تابعتها إلى أن وصلت إلى الميدان الشرقي و هناك كان مكى هذا هو اسمه فى انتظارها …و وفجأة اختفيا عن الانتظار.. و رجعت إلى الداخلية ودموعى تهبط مدرارا و أكاد لا أتبين خطواتى ولم انم تلك الليلة و فى الصباح ذهبت إليه وواجهته و تلعثم و أخيرا قال لى إنها توفر له أشياء لا أوفرها له أنا و انه يحبني ولكن لديه احتياجات كرجل و سألته أن الجنس والحب مترادفان لا يمكنك أن تمارس جنس مع أمرأة وتحب أمرأة أخرى و قلت له أن أن يعد علاقتى معه منتهية و تركته..
    نظرت لها بتعجب أذن هذا ليس أبو الطفلة.. كنت أتوقع أن تخبرنى كيف غيرت رأيها عن الحب الأفلاطوني و أتت بهذه الطفلة.
    3 ___________________________________________________________
    سامحينى
    (إلى نادية فريز حب لا يتبدد)

    وصرنا نتحدث فى مواضيع متفرقة. وكنت أنظر إليها و أنا أفكر لكم هى جميلة
    وكم كنت غبيا عندما ضيعتها من يدى وكانت هى لى كالسمع والبصر بها أتعرف على عوالم لم ألجها.. و بدأت أحس بعدم توازن لكم احتاج أن اشرب شيئا.. وقررت أن اذهب إلى غرفتى و آخذ زجاجة بيرة من الثلاجة هناك لا أستطيع أن أحتمل حالتى هذه إلا إذا شربت شيئا يساعدنى فى تجميع روحي المنشطرة فاستأذنت منها قلت لها اطلبي الطعام.. أحتاج لشئ فى غرفتى و ذهبت و فى ثلاثة جرعات أفرغت الزجاجة فى جوفى أحسست بالدماء تجرى فى دمى و طفرت دموعى..جلست على حافة الفراش وبدأت اجمع فى روحي المنشطرة و أنا أقول لنفسى يجب ألا ارتكب أى خطأ و يجب إلا تعرف كم عزبنى بعدها هى ألان أمرأة متزوجة .. و أم و على أن احترم ذلك ودون أن اشعر أخذت زجاجة أخرى وشربتها بسرعة و بدأت أحس بدوخة خفيفة .. بدأ خدر لذيذ يلفنى تنهدت بعمق.. و قلت لنفسى ألان يمكنى أن أواجه آي شئ .. ,أخذت قطعة علكة لأخفى الرائحة.. و غسلت وجهى و جففته و ذهبت إليها.. وجدت الطفلة قد استيقظت و تشرب كوبا من العصير . قالت لى إنها طلبت الطعام و جلسنا نتحدث فى أمور عادية.. أتى الطعام أكلنا فى صمت و بعدها أجلست ابنتها أمام التلفاز و أخذت الكرسى إلى الجانب ألآخر من الغرفة و وجلست هى على الفراش و جلستا أنا على الكرسى.. سألتنى لم تقل لى أي شئ عن حياتك بينما أخبرتك أنا بكل شئ.
    نظرت إلى الطفلة وقلت لهامتسائلا: كل شئ؟!
    قالت: أخبرني ماذا فعلت فى السنوات الفائتة؟
    قلت: لقد أخبرتك الخمسة سنوات الأولى لا أذكر منها شئ.. قضيتها فى غيبوبة
    أستخدمت كل الوسائل و الأشياء باختياري حتى أكون فى هذه الغيبوبة .
    لا اكذب عليك لقد كانت لدى بعض العلاقات النسائية هنا وهناك و لكن لم تسفر عن شئ.. مرة كدت أن أتزوج و لكن تراجعت فى آخر لحظة.. لاننى كنت سأتزوج للأسباب الخطأ ودون أن اشعر وجدت نفسى أقل لها كل الأشياء التي يجب أن لا أقولها
    فسكت.. نظرت إلى وهزت رأسها وقالت : اها؟
    قلت لها عن أذنك أريد الذهاب إلى غرفتى و سأرجع بعد قليل.. وخرجت إلى غرفتى و شربت الزجاجة الثالثة هذه المرة ببطئ شديد و لسان حالى يقول عصام تعقل.. انك تمشى فى طريق غير صحيح..و أخرجت علبة الدخان و أخذت أدخن و أفكر لماذا بعد كل هذه السنوات مازالت لها هذا الأثر على.. لقد تركتنى و أحبطت أحلامى و دمرتها
    ودمرتنى و جعلتنى مسخ مشوه من الداخل.. نعم لقد أخطأت فى حقها ولكن أليس الحب تسامح.. لماذا أبدا لم تسامحنى و لو حقا كانت تحبنى لتنازلت عن أفكارها لأجلى
    ولكنها تركتنى للعذاب و الأسى.. و عشرة سنوات مرت وها هى مازالت لها اليد الطولى فى السيطرة على.. كل هذه المدة و أنا اعتقد إنني سلوتها ولكن أنا مخطئ.. هى ألان أم وهذا يعنى أنها وجدت من أحبته و أحبها و أستطاع أن يقنعها بخطل نظرياتها و نجح فيما فشلت أنا.. قررت أن اذهب لها و أعرف بقية قصتها فقط لاجل أن أجد أجابات لتساؤلاتى… و دخلت إلى الغرفة وجدتها لمم تتحرك من مكانها و جلست نظرت إلى و قالت: أها؟
    قلت: أها؟
    قالت ارجوك أكمل ما كنت تقوله.
    قلت: ماذا كنت أقول.
    قالت: ألم اقل لك انك لم تتغير؟ كنت تتحدث عن حياتك و عن كيف انك لم تتزوج بعد اكتشافك انك ستتزوج للأسباب الخطأ..
    قلت: مولاى القاضى أن موكلة المتهم تستدرج الشاهد. و أردفت أهذا ما تقولونه فى المحكمة للمحامى الذى يقود الشاهد إلى الإجابات المطلوبة.. ضحكت و قالت لى أيها المراوق.. بالله أكمل القصة و بصورة خطابية قلت : بعد أن تركتنى أميرة قلبى و هشمت قلبى لم أجد من تداويه و تسكنه و لذلك بقيت فى مكانى ساكنا علنى أجد قلب أميرة و اسكنه. وعندما وجدت الأميرة التي أعتطنى قلبها أكتشفت أن تتزوج الأميرة التى تحبك لانك لن تتزوج الأميرة التى تحب هذا سبب خطأ ولذلك قررت إلا أتتزوج….وضحكت أميرة و رمتنى بالوسادة..قالت: مازلت مجنونا. وهنا تنبهت إنني أمشى فى طريق سيفضى إلى حوار لا أرغب فى خوضه و قلت لها : اها لم تخبرينى عن سعيد الحظ زوجك ؟
    نظرت إلى بحزن و قالت لى لماذا تصر أن تعرف هذه القصة؟
    قلت: أبدا فقط أريد أن اعرف من هذا السعيد الذى غير أفكارك ولكن لك مطلق الحرية فى أن تخبرينى أو لا تخبرينى و أسف إذا كنت فضولى ولكن استمحيك عذرا لقد كانت أفكارك هى المعول الذى هدم حياتى و كسر قلبى… و بدأ لسان حالى يقول عصام ألزم الصمت …..ملعونة تلك البيرة لقد بدأت افقد السيطرة على الوضع
    و فجأة ظهرت دموع فى عينيها و بدأت فى الانسياب على خديها وهى تحاول أن تسيطر على نفسها و أحسست بحنو تجاهها أريد أن أضمها إلى صدرى أن أقول لها أشياء كثيرة و لكن سكت و ثبت نظرى على الأرض وران صمت طويل بيننا فنظرت الطفلة إلى أمها وركضت إليها و لفت ساعديها حول عنق أمها و قالت بصوت طفولى : ماما لا تبكى و لقد وعدتينى إلا تبكى مرة أخرى.. و نظرت إلى بغضب قائلة: انت أبكيت ماما أذهب بعيدا. و ضمتها أمها وقالت لها لا يا حبيبتى لم يبكنى هذا رجل لطيف كنت أعرفه من زمن طويل.. و وحملتها و أجلستها أمام التلفاز مرة أخرى.. ورجعت وجلست فى مكانها و كنت أنا مضعضعا أحاول أن اجمع جماع نفسى دون جدوى.. قلت لها : خلاص لا تخبرينى بشئ يجلب لك الحزن أرجو أن تعذرى إلحاحي و أنا آسف
    و أعتقد انه من المفترض أن ارجع ألان إلى غرفتى قد تأخر الوقت و أنت متعبة..ووقفت للذهاب فسحبتنى من يدى و أرجعتنى إلى الكرسى وقالت: لا أبدا أرجوك أن تبقى أحتاج أن أخبرك و من حقك أنت تعرف بعدما حدث ما حدث بيننا كان مثل انتحار عاطفى بالنسبة لى.. أن أخرجك من حياتى بعد أن كنت أول من افكر به عندما استيقظ و آخر ما افكر به عندما أنام و بين هذا وذاك أفكر فيك طول الوقت كان خطأ جسيم اقترفته فى حقك وحق نفسى وكنت أنانية لأنني لم أرى احتياجاتك فقط رأيت ما أريد
    و لقد دفعت الثمن غاليا ومازلت ادفع..لا أدرى لماذا مع شوقى طول عمرى أن اسمع هذا الاعتراف إلا انه لم يسعدنى البتة وبل أحسست بحزنى يتعمق أكثر.. و قررت أنني فى حاجة عاجلة إلى زجاجة أخرى .. فقلت لها: سأحضر بعد قليل وخرجت إلى غرفتى بسرعة أخذت الزجاجة شربتها بسرعة وجلست على حافة السرير و بكيت … بكيت لأجلى ولأجلها و للحزن والأسى الذى عشته طوال السنوات السابقة و لأشياء كثيرة.. و كثيرة..
    __________________________

    أندياح
    (الى بدوى طائعا مختارا دخل محميتنا)

    رجعت اليها و قلبى مثقل بالهموم وألاحزان.. لماذا أريد أن اسمع نهاية قصتها؟ هذا سؤال لا أجد له إجابة شافية .. و لكن أحيانا نعجز عن إيقاف الأشياء التى تذبحنا… على الرغم من معرفتى الكاملة بأنها لن تكون لى أبدا ولكن فشلت طيلة هذا السنوات فى نسيانها .. و هذه الأشياء ليس بيدنا.. هل هذا تبرير لعجزى عن النسيان.. هل حزنى ولوعتى طيلة هذه السنوات ناجمة عن عقدة ذنب لما اقترفته فى حقها و حق نفسى.. و لكن ماذا افعل إذا كنت فشلت فى النسيان
    وطردها من قلبى..على الرغم من معرفتى أننى بالنسبة لها ورقة منسية و مطوية.. و لكن طيلة هذه الفترة أنا أعيش فى وحدة و أعاني ما أعانيه..لا أدرى هل عدم تمكنى من الحديث معها بعد ما حدث بيننا هو الذى ترك جرحى لا يلتئم وهل مقابلتى لها هنا بالصدفة ستضع الأشياء فى نصابها و أتحرر أنا من هذا الذنب.. و أستطيع أن أعيش حياة طبيعية بعدها… فأنا آلم لها ثم آلم لنفسى..
    وطرقت بابها و دخلت وجدتها تهدهد الطفلة فى حنو و أشارت لى بعينها أن اجلس
    و بعد قليل نامت الطفلة.. فغطتها و أتت لتجلس أمامي.. و جلسنا فى صمت لبرهة نتبادل النظرات.. و ضحكت هى وقالت : أحس و كأننى فى حلم من يصدق أن نلتقى هكذا بعد كل هذه السنوات… أنى أعترف لكم راودنى هذا الحلم .. و ذهبت لتعد كوب من الشاى و سألتنى إذا كنت أريد أن اشرب شاى قلتا لها أفضل كأس قهوة
    و رجعت و ناولتنى الكأس.. سألتها هل هى ذاهبة إلى كندا لتلحق بزوجها..
    قالت: لا ذاهبة لأهرب من زوجي.. أنا الآن رسميا مطلقة.. و نظرت اليها بدهشة
    فقالت لى هذه قصة طويلة…
    قلت: هناك متسع من الوقت لدينا يوما كاملا.. إذا كانت المسألة مسألة زمن إما إذا كنت لا تريدين أن تحكيها فأنا أتفهم ذلك..
    قالت لا أبدا أريد أن أخبرك بكل شئ.. من حقك أن تعرف.
    وجلست على السرير و بدأت تحكى لى: بعد التخرج بعدة سنوات التقيت به
    كان قد قصد مكتبنا فى استشارة قانونية و بعدها صرنا نلتقى ونتحدث و كنت معجبة به و كذلك هو و سألنى يوما للخروج معه و بالفعل تكرر خروجنا معا … أخبرته بمفاهيمى فى الحب و الجنس و أبدى إعجابه بها و أيمانه بها.. و بعد عامين تزوجنا
    و ذهبنا فى شهر عسل إلى مصر و قضيناه بصورة جميلة و رومانسية و لم يمسسنى و كنت فى قمة السعادة و رجعنا و بدأنا حياتنا.. وعندما مرت ستة اشهر اصبح يغير معاملتى
    و يطالبنى بحقوقه و أخبرته إننا أتفقنا وعلى هذا الأساس تزوجته و صارت هناك كثير من المشاكل و الجدل إلى أن دخل يوما إلى غرفتى و بدأ يتشاجر معى..و سكتت هنا و غطت وجها بيديها وبدأت فى البكاء و طلبت منها أن تتوقف عن البكاء و بين دموعها أخبرتني أنه أغتصبها.. و بعدها و أصيبت بانهيار عصبي و مكثت فى المستشفى فترة و بعدها أكتشفت أنها حامل.. و ذهبت إلى منزل أسرتها وكانت تعيسة طيلة فترة الحمل
    و لكن بعد إنجابها ابنتها كانت تعتقد أنها لن تحبها أبدا ..ولكن بمجرد أن حملتها بين زراعيها أحست بحب دفاق لها و كانت تتساءل كيف يمكن أن يأتى من شئ قبيح شئ جميل.. و أحسست بحزن لها… و أخبرتني وبعدها سعت إلى تطليقه و لكن رفض هو و بعد كثير من الجهد طلقته قبل اشهر.
    وقررت الرحيل و بدأ حياة جديدة فى كندا هى و ابنتها.. و جلسنا نتحدث فى مواضيع مختلفة و وبعده قلت لها أتتركك لتجدى شئ من الراحة وتنامى و نلتقى فى الصباح و أخبرتها أننى سأذهب معها إلى المطار على الرغم من اختلاف وقت الإقلاع لطائر تنيا.. و خرجت إلى غرفتى و ولم أنم طيلة الليل وكنت أفكر فى أحداث الصباح و فيها.. و لا أدرى كنت أحس بمشاعر متناقضة تعتور فى دواخلى. و تنتهبنى الحيرة و والدهشة مما قصته لى … من يصدق بعد كل هذه السنين أتمكن من رؤيتها.. و أتتحدث معها وجه لوجه.. و أحسست بحزن لما حدث لها فى زواجها…
    وفى الصباح ذهبنا سويا إلى المطار وجلسنا نتحدث فى مواضع مختلفة إلى أن أزفت
    لحظة السفر و مشيت معها إلى البوابة و هناك وقفت فى بالتها انحنيت طبعت قبلة على خد الصغيرة و لففت سأعدي حولها و همست لها حظا سعيدا… ودلفت هى الداخل
    تمسك الصغيرة بيدها و قبل أن تتوارى لوحت لى مودعة.. وفعلت أنا بالمثل و استدرت
    و مشيت و أول مرة منذ سنوات أحس بأن خطواتى خفيفة لا تكبلها القيود و رفعت كتفى و كأن أثقال العالم كلها حطت عن كاهلى … و مشيت خفيفا .. سعيدا

    (عدل بواسطة bayan on 04-03-2007, 08:38 AM)

                  

04-03-2007, 08:46 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى (Re: bayan)

    ضاءة


    بعد سنوات التقاها بعد أن غاب عنها في تعريجات الحياة العجيبة..

    رأى امرأة تقبل آخر ايام جمالها وفتنتها قبلة الوداع . ورأت رجل كلل الشيب هامته فاضفي على وجهه الوسيم جاذبية..

    عادت عشرات السنوات.. عندما كانت الحياة بهية وجميلة.. اتي يوم دون مقدمات
    وقف أمامها وضع كمنجته علي الطاولة ،وبدون مقدمات أو سابق معرفة، وامام شلتها قال لها: تعرفين أود ان اخبرك إنك اجمل امرأة رأيتها في حياتي !
    واعتقد انني احبك لاني افكر بك كثيراًً ، وعندما اراك احس ان قلبي سينفجر ،
    وانه سيغمى علي..
    نظرت اليه وكانت ممراحة ولطيفة وقالت له: شكرا لك وانت ايضا رجل وسيم
    فالنتفق على هذا الحب..
    بين ضحكات الحضور قالت له :احمل لي كتبي هذه انا ذاهبة الى السكن.. هل تظن ان الحب شئ ساهل؟؟!! يجب ان تتعب نفسك كثيراً.
    وضاحكا، قبل ان يحمل الكتب الثقيلة ومعها الكمنجة.. وسارا معاً الى الداخلية هو يلهث
    بحمله الثقيل وهي تمازحه..
    صار هذا حاله سالها يوما لماذا هذه الشعبة؟ لماذا لا تبحثين عن دراسة كتبها اخف من ذلك؟
    ردت ضاحكة لقد اخبرتك انك لن تقدر على حبي..

    كان يعزف مع فنان زميلهم كان يدعوها لكل التدريبات.. ويأنبها كيف انه تحضر تدريباته وتستمتع بينما هو يحمل كتبها..
    كان يجلس فى مقدمة المسرح .. ويبحث عنها بنظره وعندما تلتقي عيناه بعينيها يبستم ويبدا العزف بحيوية
    و تألق..

    أتت العطلة.. سافرت ثم عادت لم يعد يهتم بها كما كان قابلته يوما : سالته مالذي حدث
    لماذا لم تعد تزروني؟
    قال لها: من أنت لا اعرفك.
    ضحكت وقالت له: هل نيستني؟
    قال لها: بجدية نعم نسيتك.
    من يومها صارت تناديه عندما تلتقي به يا ناسيني
    وهو يرد يا ناسيك..
    مرت الايام و السنين التقاها.. وفرح كثيراً وقالت له: يا ناسيني
    رد عليها لم أنساك ابداً..وكل ما قلته أمام الناس رغم أنني كنت فى حالة" سطلة"
    الا انه الحقيقة العارية.. ولقد كابدت كثير من الالام لابعد عنك لأني لا استحقك
    فأنا يا عزيزتي صعلوك لا غير و أنت ملكة.. فعرفت قدر نفسي وتركتك
    والى الان لم ار امرأة تفوقك جمالا وملاحة ومرحا.. وانا أحبك..ولم اكف يوما عن حبك..

    ببقى بعدك فى الأسى
    وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى
                  

04-03-2007, 08:47 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى (Re: bayan)

    لسبب ما آمنت ان هناك شئ غريب بها يجذب اليها الرجال غريبي الاطوار..

    كان لا يتحدث الى احد ،يجلس وحيدا في مقصف الطلاب، يحمل نوتة موسيقية، ويوقع بقلم على الطاولة
    قربه الانغام. وعندما تجهز طلبيته، يأخذ طعامه في صمت، ويجمع أوراقه بصمت ،
    ثم يمضي.. عادة لا يلتفت الى الهرج والمرج في المكان يعيش في عوالمه الخاصة...فجأة وقع نظرها عليه فجأة . و اقسمت انها رأ ت شبح ابتسامة
    في شفتيه عندما التقت عيناه بعينيها.. ثم سرعان ما انزل عينيه الى النوتة..

    صارت تلتقي به كثيرا في المكتبة او في الدرج ولا يعيرها انتباه او يتظاهر بانه لا يراها.. قالت لصديقتها: ماجد غريب الاطوار
    ردت صديقتها غريب الاطوار هذه قليلة هو مجنون رسمي..
    لاحظت انه عندما تجلس في الطاولة المقابلة اصبح يكثر من رفع راسه لينظر اليها ثم عندما تنظر اليه يتشاغل بالنوتة امامه ولكن تلاحظ اضطراب التوقيع
    على الطاولة.
    فقررت ان تتخذ الخطوة الاولى فقد كانت جريئة وهو جذاب...حذرتها صديقاتها منه
    وقالت لها: لا تتحدث الى المجنون ولا تدعه يتحدث معك..فلا تقتربي منه.
    ..
    وجدته في ذلك الصباح يشرب كوباً من الشاي. يجلس وحيدا بينما كل الطاولات التى حوله مشغولة سحبت الكرسي الذي امامه وجلست. فجأة تجرع جرعة كبيرة من الشاي الساخن ،و بلعها بصعوبة دفعة واحدة،. طفرت الدموع من عينيه، واندلق ما تبقى من الشاي
    على النوتة ،وبهلع حاول تنظيفها ، سحبتها منه اخرجت منديلها مسحت الشاي
    وأعطتها له ببساطة وقالت له : أنظر نظيفة كما كانت.
    هز رأسه موافقا و ابتسم شاكراً.. ولم يرفع بصره اليها..فجأة ران صمت في كل المكان.. كلما زاد الصمت زاد احمرار وجهه.فجأة جمع نوتته وهز راسه لها محيياً
    ونهض واقفاً ومشى.

    يتبع

    عارفني منك لا الزمن يقدر يحول قلبي عنك ولا المسافة ولا الخيال
                  

04-03-2007, 08:48 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى (Re: bayan)

    كانت تتدرب فى غرفة التدريب والباب موارباً..فجأة أطل رأس ماجد من فرجة الباب. وجدها تتدرب على الجيتار . دخل وجلس على الارض بهدوء جامعا
    ساقيه الى صدره . لم يرفع نظره اليها وبعينين نصف مغمدتين ظل متابعا عزفها وكان يقطب جبينه من حين لآخر. وعندما فرغت وقف و تقدم نحوها بهدوء. اخذ الجيتار وضبط أوتاره ومن الذاكرة عزف المقطوعة التى تتدرب عليها
    منذ شهر دون توقف بصورة بارعة جدا.. عندما فرغ نظر اليها وهى واقفة فاغرة الفاه.
    بصوت خفيض قال لها عليك دائما باعادة ضبط الاوتار لانها عندما تكون مرخية
    تفقد الانغام حدتها.. ثم دار حولها ومن الخلف عدل لها وضع يدها ورفع الجيتار قليلا.. ثم قال لها بصوته الخفيض في اذنها الآن حاولي مرة اخرى.راعها قربه
    منها تسربت الى انفها رائحة عطر خفيف. وذهب وجلس على الارض بنفس الوضع السابق .. هذه المرة لاحظت نظافة قدميه و حزائه وتذكرت قول صديقتها ان الرجل المهذب الراقي يعرف من قدميه وحزائه..فاذا متسخات و بها تشققات
    والاظافر متسخة وغير مقلمة تعرفي انه صعلوك وغير مهذب..ويجب ان تبعدي من هكذا رجال مسافة اربعين يوما.. قاومت ان تبتسم على هذه الخاطرة..

    بعد ان فرغت قال لها الان احسن من المرة السابقة لاحظي دائما لوضع يدك ولا تنزلي الجيتار اقل من الوسط.. وارخي ساعدك قليلا..
    في هذه الحظة اتت صديقتها استأذن ماجد..
    ضحكت صديقتها وقال لها ساخرة:" بكرة بنقعد في الحيطة ونسمع الظيطة بس فضل المجانين.."
    ردت ضاحكة مجنون؟ بناء على نظريتك فهو مهذب ومحترم اذ ان اظافر قدميه
    مقلمة ومنظمة وحزائه انظف من حزائك..وفوق هذا وذاك معطر بكلونيا..
    هل رأيت ابدا في هذا المكان اى شخص نظيف ومعطر؟
    ..اها ! انا قد رأيت اليوم وكسرت القاعدة..
    وتضاحكتا وجمعت نوتتها و ووضعت الجيتار في الحقيبة وخرجتا...

    تحرمني منك و المواعيد لا بتجيب منك تودي
                  

04-03-2007, 08:49 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى (Re: bayan)

    عاد ماجد الى سيرته الاولي. لا يتحدث معها ويتظاهر بعدم رؤيتها حتى لو التقى بها في الدرج.. لم تعد هي تعاكسه. وذات يوم بعد الفراغ من الاوركسترا والجميع يضعون ألاتهم في محافظها ويجمعون النوّت وقع نظرها عليه وجدته ينظر اليها .
    هزت رأسها محية رد التحية..تشاغلت بحمل الجيتار و خرجت متجهة الى السكن
    سمعت وقع اقدام خلفها التفتت وجد ماجد وقف قربها و وهو ينظر الى الارض ويرسم دوائر بقدمه. ووجهه يتلون بين الحمرة القاتمة والابيضاض.. تنحنح مسلكا صوته ثم بصوته الخفيض سألها: هل ترغبين في حضور حفلة موسيقية في معهد جوتة لفرقة المانية زائرة؟
    نظرت اليه برهة ثم قالت: اها !انت تدعوني للخروج معك بعد ان تجاهلت وجودي لفترة طويلة.؟
    نظر اليها مضطربا وأدخل يده في حقيبته واخرج دعوتين منها وقال: لقد استلمت
    الدعوة بالامس فقط.
    قالت: ماجد انا لا اتحدث عن الدعوة انا أتحدث عن سلوكك تجاهي. لقد تجاهلت وجودي لفترة طويلة. لماذا تظن أنه سيكون لدي رغبة اذهب معك الى أي مكان؟
    نظر اليها بحزن وقال لها: "عديها مسحوبة "و آسف فقط ظننت انك قد تكون لديك رغبة في هذا الحفل..
    قالت له: اوكي متى سيكون هذا الحفل؟
    نظر اليها طويلا ثم قال: اليوم الساعة السابعة.
    قالت له: قبلت الدعوة وشكرا لك. تعرف سكن الطالبات؟
    قال لها: لا لا اعرفه.
    وصفت له الطريق وكيف يجد السكن فقط يسأل عنها في الاستقبال ولكن في الغالب ستنتظره في الزمن الذي يحدده في الخارج.
    قال: فاليكن الخامسة و النصف .
    ثم ذهبت.
    في الخامسة و النص التقت به فتح لها باب سيارة (مارسيدس)
    الجمتها الدهشة. وقال لها انه يجب ان يسلم كتاب الى مكتبة المعهد وقد نسى أن يأتي به سيتوقف قليلاَ في بيته ليأخذه. توقف امام منزل كبير ودخل مسرعا ثم عاد
    سألته: هذا بيتكم؟
    قال لها: نعم.
    ثم ادار مقطوعة لباخ في جهاز التسجيل .وطيلة المسافة لم يقل كلمة واحدة.
    واوقف السيارة ثم هرع خارجا وفتح لها الباب بكل ادب.
    خرجت قال له اتفضلي.
    في الطريق صادف امرأة المانية تحدثت معه باللغة الالمانية رد عليها باللغة الالمانية. اثار دهشتها من اين تأتي له ان يتحدث اللغة الالمانية كما يتحدث العربية.؟
    سارت معه ذهب الى المكتبة سلم الكتاب. ودعاها لترى الاسطوانات
    قال له: أنت لا تتحدث كثيرا.
    نظر اليها ثم أردف :هل ترين ذلك؟
    قالت: لا اراه بل أعيشه.
    قال: لاني عادة أكون وحدي.ولذلك لا اتحدث.
    الان يجب ان نذهب الى الحفل لنجد مكان مناسب.
    بعد ان أنتهت الحفل في طريق الرجوع توقف امام مطعم وقال لها انتظري قليلاً.. وعاد محملاً بصناديق. عندما وصل الى السكن فتح الباب لها ثم اعطاها صندوق وقال لها هذا العشاء لم اسألك ماذا تريدين ولكن أحضرته على ذوقي.. وتصبحين على خير وشكرا للذهاب معي الى الحفل.
    شكرته و ودخلت .. وهي تفكر في غرابته. لا احد يعرف عنه اي شئ. فكرة انه مجنون سادت فتوارثتها كل الاجيال التي زاملته.. وخلقت بينه وبين كل الناس سياج. رغم طيبة قلبه وتهذيبه.




    خليك خليك ..على الوعد القديم
    وخليني في الشجن الاليم
                  

04-03-2007, 08:50 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى (Re: bayan)

    لم تر ماجد منذ ان تركها امام السكن.. لم تسأل عنه اذ إنه لا يتحدث مع أحد
    وعندما أتي يوم الاوركسترا لم تراه أيضا . بعد الفراغ من الاوركسترا
    سألت استاذه قال لها: انه قبل خمسة ايام كان يحس بحمى و رجع قبل
    ان يكمل تدريباته.. قررت ان تذهب الى منزله . وترددت كثيرا ماذا سيقول
    والديه اذا زارته. بعد تردد حزمت امرها وسالت استاذه انها ستزوره اذا كان هناك
    شئ يود توصيله له اعطاها بعض" النوت".. ثم ركبت الحافلة و نزلت وهي تحمل النوت وجيتارها
    طرقت الباب فتح لها الحارس. سالته عن ماجد قال لها :انه مريض
    وتقدمها حيث صعد الدرج أمامها وطرق باب .
    وفتحت الباب امرأة كبيرة في السن استنتجت انها عاملة في البيت بلهجة مكسرة
    قات لها تفضلي.
    جلست في الصالة. ونظرت حولها وجدتها مؤثثة بذوق راق و منظمة
    لفت نظرها البيانو الكبير قرب النافذة.. وظهر ماجد يبدو عليهالاعياء
    واحمر وجهه عندما رآها وقفت وحيته ومدت يدها له صافحها احست بدرجة حرارته العالية
    بأعياء جلس على الاريكة. وقال لها: شكرا انك أتيت لزيارتي..
    فقالت له: فقط لم اراك اليوم في الاوركسترا و سألت
    استاذك قال انك مريض وارسل معي هذه "النوت."
    يمكنك الان ان ترجع الى غرفتك ساذهب انا و اتمنى ان تبلغ الصحة..
    قال لها: ارجوك ابقي لا تذهبي ساستلقي على الاريكة..
    اتت مدبرة المنزل و قدمت لها عصير.
    وجلست تشرب وهو صامت قال لها :اتودين سماع موسيقى
    قالت له: نعم
    قال لها :هناك مكتبة صغيرة تخيري ما تريدين
    ذهبت الى المكان التي اشار اليه . وجدت مكتبة بها عدد كبير من الاسطوانات اختارت باخ
    وضعت الاسطوانة على الجهاز الذي قربه رفوف بها كثير من الصور
    رأت صورة بها امرأة اجنبية ورجل وسيم سوداني.. ثم صور لاطفال
    وصورة لماجد وهو يبدو في بملابس المدرسة ومعه المرأة الاجنبية ثم
    عدد من الصور في مراحل حياته المختلفة
    وصورة وهو يحمل طفل وقربه اخته..وصور عائلية.وصورة بها ماجد وجدته
    وتبدو شلوخها الافقية..
    اذاً الامر انه لونه الفاتح لان أمه أوربية..

    رجعت قربه وبقي هو صامتا. احست ربما هو غير سعيد بحضورها ربما هو قلق
    ان يأتي والديه ولا يعجبهم ان تزوره زميلة.قالت له ألان اعود
    نظر اليها بيتوسل وقال لها: لماذا لا تبقين قليلا؟
    . انا سعيد بزيارتك
    ولماذا لا تتناولين طعام الغذاء معي .؟. وفي العصر ترجعي الى السكن
    قالت له: على رسلك
    سألته متي ياتي والديك.. نظر اليها برهة
    وقال لها:لا ياتي احد؟
    قال له: اها هما مسافران؟
    قال لها بحزن: نوعا ما.أ مي و أبي و أخي الصغير قتلوا في حادث
    حركة قبل 6 سنوات. واختي مع جدتي في المانيا.
    وانا وحدي هنا. تاتي هذه المرأة تبقي طول النهار وفي الليل تذهب.
    هزتها مآساته ولم تدر ماذا تقول له. صمتت بعد أن همهمت
    بعض الكلمات غير المفهومة..احست بحرج عندما نظرت اليه
    ووجدته حزينا..
    في العصر قالت له: انها ستعود الي السكن . اعطاها بعض الاوراق لاستاذه
    وقال لها: شكرا لك كثيرا. وانا سعيد بهذه الزيارة..
    كنت اتمنى لو استطيع توصيلك الى السكن ولكن كما ترين العين بصيرة واليد قصيرة.
    شكرته وذهبت. طوال الطريق كانت تفكر في حجم مآساته في لحظة تدمرت
    اسرة كانت تبدو انها اسرة سعيدة..بعد ان كان لديه اسرة صار وحيدا.
    وعذرت تصرفاته الغريبة ووحدته وحديثه
    القليل.. كم قاسية الحياة مع ا لبعض.وكم قاسين نحن دائما نحكم على الآخرين من خلال تجاربنا نحن ولا نجد لهم العذر.


    اعيش زمان بالفرقة حارق.
                  

04-03-2007, 08:51 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى (Re: bayan)

    بعد يومين ذهبت مرة أخرى لزيارة ماجد وجدت صحته قد تحسنت . وكان يتدرب على البيانو
    قربه وبدأ في عزف السرنيد لموتزارت. نظرت الى وجهه وجدته مضيئا وممتلئا بالعواطف
    لاحظت ان لا يبدو طبيعيا الا وهو يعزف ويبدو متاثرا لحد بعيد.
    عندما فرغ صفقت له وقالت له جميل . ابتسم ابتسامة واسعة اضاءت وجهه لاول مرة تراه مبتسما او ضاحكا
    وبدى وسيما لطيفا لا يبعث الى التوتر.. نظرت اليه وفكرت ان الاحزان والمآسي تقتل الفرح داخل الانسان، فماجد توقف عن ممارسة الفرح،.ولذلك صار مبعث قلق لكل من يقترب منه . ولكن حقيقة هو انسان لطيف.
    فهو لا يتحدث كثيرا يقضي كل وقته معها مستمعا الى الموسيقى فهو يرفض التواصل و الكلام
    لانه يعتقد انه اذا تحدث مع شخص سيخلق علاقة انسانية وهو لا يريد. ان يعرف عنها شئا او تعرف عنه شيئا
    راقتها هذه العلاقة فهي علاقة غريبة. تلتقي به تستمع معه الى الموسيقى لا يتحدث و لا تتحدث هي.
    وعندما تقول انها ذاهبة يوصلها الى السكن. ويشكرها على الزيارة.. ساعدها كثيرا على تجويد ادائها في
    العزف. و عرفها بانواع كثيرة من الموسيقين.. اخبرها يوما ان أمه طبيبة ولكنها عازفة بيانو معروفة
    في منطقتها فهي تعزف مع فرقة " مدينتها. كما استمعا معا الى بعض تسجيلات هذه الفرقة
    كما شاهدت معه شرائط فيديو للفرقة ورأت امه في سنين عمرها المختلفة وهي تعذف البيانو مع فرقة
    المدينة.
    هذه هي المرة الوحيدة التى تحدث فيها عن أمه. لاحظت رنة الفخر في حديثه عنها.
    عدا ذلك لم يتحدث يوماعن أسرته ولم يسألها عن اسرتها.
    انتهى العام الاخير لماجد حيث دعاها لحضور امتحانه . ذهبت وكان كما توقعته
    عظيما ورأت الاستحسان في وجوه اللجنة الممتحنة. بعد ان فرغ ذهبت معه الى بيته
    وجلسا يستمعان الى المقطوعات الموسيقية. وسالته ماذا ستفعل بعد التخريج
    قال لها: لا أدري ربما اذهب الى المانيا لزيارة اختي وجدتي .
    سألته: هل ستبقى هناك؟
    نظر اليها برهة ثم قال لا أدري.
    وعرفت انه لا يريد التحدث في هذا الامر. أحضر لها كتاب به نوت
    كثيرة لمقطوعات مختلفة. وقال لها اشتريت لك هذا الكتاب.
    نظرت اليه غير مصدقة. وقالت: لكنه كتاب غالي جدا.
    تذكرت عندما رأته في معرض للكتاب ووجدت الثمن يوزاي ما يعطى لها
    لمدة عام .وترددت في قبول هدية ثمينة مثل هذه. ولكنه أصر انه اشتراه لها
    .واذا رفضته ستجرحه كثيرا..
    وشكرته من أعماقها..


    لا الشجن قادر قادر يسوقنى عليك
    .. أعدِّى
                  

04-03-2007, 08:52 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى (Re: bayan)

    أنقطع ماجد عن الحضور الى المعهد . ولم يسأل عنها رغم انها كانت اخبرته
    بمواعيد امتحانها. وقررت هي ايضا ان تتجاهل وجوده كما تجاهلها.
    وبالفعل لم تهتم به كثيرا و استمرت هي في حياتها العادية. تخرج مع صديقاتها و اصدقائها
    الى المسرح و الندوات و السينما. ومن حين لآخر يذهبون الى جامعة الخرطوم
    لحضور بعد اركان النقاش..يوما احضرت لها صديقة رسالة . وجدتها من ماجد
    يخبرها انه قد حضر عدة مرات الى السكن ولم يجدها. و أخبرها انه مسافر
    ويود فقط وداعها. وانه سيحضر الى السكن في الغد الساعة السادسة
    اذا امكن ان يراها. نظرت الى الرسالة لاول مرة ترى خطه
    خط مرتب و انيق. ووقررت ان تبقى في الغد لتراه.
    في الغد حضر ماجد فى مواعيده وجدها تنتظره في الاستقبال
    لم تسأله عن سر غيابه الطويل. قال لها: انه حضر ثلاثة مرات
    هذا الاسبوع ليخبرها انه مسافر.. قالت له لم يخبرن احد الى ان استلمت رسالتك
    ولم تسأله عن الاسابيع الفائتة التى لم يسأل عنها فيها.. وسالته هل ستبقي كثيرا في الخارج
    قال لها على الاقل 6 أشهر. وجلس ساهما ينظر اليها ثم يحول نظره
    سالته هل انت متضياق هنا. يمكننا الذهاب الى المعهد او الى اى مكان تختاره.
    قال لها افضل ان نذهب الى المعهد. ذهبت الى غرفة التدريب معه.
    جلس هو على الارض وجلست هي على الكرسي ..
    سألها عن الامتحان قالت له انه مر بسلام . ثم صمت لفترة طويلة
    نظرت اليه وجدته ساهما.. قالت له : ماجد اجد صعوبة في فهمك
    لا أدري ماذا هناك؟
    لماذا لا تتحدث ؟
    قال لها: انا فقط أتيت لاراك قبل سفري.
    قالت له: شكرا لك كثيرا.. فالنذهب الان.
    وقفت ووقف وسبقته الى الخارج .طيلة الطريق كان الصمت ثالثهما
    عندما وصلت الى السكن مدت يدها له مصافحة استبقى يدها
    قليلا وعجز ان يقول شئ سحبت يدها من يده.
    استدارت لتمشي نادها: دقيقة لو سمحتي؟

    .....


    وأبقى فى كل المداين
    سكتى .. وسفرى الجحيم
                  

04-03-2007, 08:52 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى (Re: bayan)

    تبعته الى سيارته فتح الباب لها ثم دار حول السيارة
    ودخل من الباب الاخر..وجلس صامتا.. كانت تحس بأنه يقاوم شيئا.
    سالته بلطف لماذا انت هكذا.?!.أنت رجل ناجح و مهذب ولطيف ولكن تصرفاتك غربية
    فلماذا لا تكون طبيعيا مثل الاخرين.؟!
    صمت لبرهة ثم قال بحزن: لاني ليس مثل الاخرين او بالاحرى الاخرون ليس مثلي.
    فلماذا تريدينني ان اكون مثل الاخرين. انا هكذا لا اطالبك يوما ان تكوني مثل اى شخص آخر..
    اعتذرت له وقالت: يبدو انك قد أخطأت فهمي. ماجد احس بأنك تعاني لانك تقاوم ان تكون عاديا.
    وأحس انك حزين جدا. وانك تستعذب هذا الحزن.
    قال لها: انا حزين و وحزين جدا ومكسور من الداخل من تعرفين عمره اربعة وعشرين عاما
    كل من يجب ان يكونوا حوله في المقابر.؟! فأنا احس بأنني اكبر شخص عمره 24 عاما.
    صمتت وصمت وفجأة احست انه يبكي في صمت
    ثم بدأ في التحدث : عندما كنت فى الثامنة عشرة وانا استعد لامتحان الشهادة. ذهبت مع صديق من المدرسة لاخذ كتاب منه وفي نهاية اليوم . كان من المفترض ان يأتي ابي لأخذي. اقترحت امي ان تذهب لزيارة اسرة صديقة
    وبعد الزيارة يحضرون لأخذي . في الطرق حدث حادث مات ابي و اخي في الحال و جرحت امي و اختي
    ودخلت امي في غيبوبة بعدها اسلمت روحها في اليوم السابع . اختي خرجت من الغيبوبة فاقدة الذاكرة اتت
    جدتي لأمي ثاني يوم من الحادث و بقت حتى ماتت امي ودفنت واخذت اختي وذهبت معهم تاركا جدتي لابي التى كان ابي ابنها الوحيد.
    عدت بعد شهر لأجلس للامتحان بقيت مع جدتي التى فقدت الرغبة في العيش بعد موت ابي.. كانت لا تكف عن البكاء
    وترفض الطعام. لم تفهم كم كنت احتاجها رحلت هي بعد عام من الحادث بقيت وحدي.
    لولم اذهب لذلك الصديق لما حدث الحادث.
    لم تستطع ان تتحدث فقدت القدرة على الكلام

    احست بالم هائل ان ما يقتله اذن هو عقدة الذنب يا الله الرحيم انه يعتقد انه السبب في هذه المآساة]

    تبقى أيه الدنيا من بعدك .. تكون
    وأبقى أيه بعدك .. أكون؟
                  

04-03-2007, 08:53 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى (Re: bayan)

    جلسا والصمت ثالثهما. وصوت نشيج خافت ياتي منه. انسابت دموعها..يا لهذه الدنيا الظالمة هناك من يأخذون اكبر جرعة من الالام والاحزان من بقية الخلق
    قالت له: يا ماجد الاعمار بيد الله هكذا قدر الله لهم. لو ذهبت الى صديقك او لم تذهب لن يغير هذا شيئا..
    قال لها بصوت مشروخ: لماذا فقط اسرتي لماذا كلهم يذهبون؟ ان هناك شئ يخصني يجعل كل من حولي يموتون
    حتى جدتي تركتني وحيدا.
    ساد صمت كانت محرجة لم تكن مستعدة لتسمع قصة مثل هذه. لم تعرف ماذا تقول له.
    هذا الرجل المسكين مسكون بالحزن وعقدة الذنب معا.
    وكلاهما يمكنهما ان يقضيا على رجل حساس مثله فما بال الاثنين معا. مدت يدها وضعتها في يده تصلبت يده ثم ارتخت نظرت اليه وقالت: ماجد يجب ان تفهم ان هذه اقدار لا يمكن الهروب منها. هذا ما مقسوم لنا.يجب ان تنظر الى نفسك
    وتفهم ان هذه مصائب مثلها مثل اى مصائب تصيب الانسان. ولكن الا ترى
    انه ليست هناك اي مساحة للدين والايمان في قلبك
    ان تتداوى من هذا الحزن القاهر هو أن تربي هذه المساحة الايمانية في قبول المصائب باعتبارها مقدرة. لا ينكر احد فداحة فقدك.. ولكن حزنك يكبل حياتك ويجعلك خارج عن المألوف.
    بصوت خافض حزين قال لها: حاولت كثيرا لكم صليت لله ان يخفف عني الامي هذه، ولكم صلت جدتي ان يصبرنا الله على فقدنا ولكن بعد موتها . احسست
    انه لا جدوى من كل شئ.
    فقدت الرغبة فى ان اعيش او ارى اي شئ جميل في هذا العالم. أحيانا أحسد أختي انها كمن ولدت من جديد بعد الحادث فهي لا تتذكر اي شئ حدث قبل الحادث
    وتعيش حياة جديدة. بدون ماضي حزين وهي الان مثل طفلة في السادسة. لم تتذكرن فقط تعرف انها أختي وتعرف هذه جدتنا ..دائما احس بأن هذه رحمة لها
    لانه لا أدري كيف كانت ستحتمل ما أحتمله أنا.
    صمتت حائرة ماذا تقول له. قالت له ماجد
    اجل سفرك لمدة اسبوع فقط. لان هناك الكثير الذي يجب ان نتحدث عنه. لان الان علي الرجوع الى السكن قبل اغلاق البوابة.
    صمت برهة ثم قال لها فاليكن.
    خرجت من السيارة وقالت له سأمشي الى السكن
    خرج من السيارة وكان حزينا ساهما مكسورا رق قلبها له..مشي معها صامتا وعند الباب توقف
    قالت له سأحضر اليك فى البيت .
    قال لها: لا تتجشمي المشاق، انتظريني في الشارع الخلفى في العاشرة ساحضر لأخذك.
    ثم ذهب. نظرت اليه وفكرت حقا انه أعجز رجل عمره في الرابعة و العشرين رأته في حياتها، لقد تذوق ما لم يتذوقه انسان في السبعين. فإن العمر لا يقاس بالسنوات التي نعيشها ولكنه يقاس بالتجارب التى يمر بها الانسان...



    الشجن اللازمني مدة ما بقول فارقني عدا
                  

04-03-2007, 08:55 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى (Re: bayan)

    في الصباح قابلته حسب الموعد الموسوم. فتح لها باب السيارة كعادته جلست لاحظت هالات حول عينيه
    وكان يبدو مجهدا. لم تعلق اخذها الى المتحق القومي
    حيث هناك كافتريا جميلة. جلس في قبالتها وكان ساهما مترددا ، ثم تنحنح وقال: بالامس لم أنم حتى الصباح. كنت أفكر في كل ما يحدث لي الآن
    . ساسافر ثم اعود لارتب حياتي. ساحاول
    ان أجد حلا لمخاوفي و احزاني..علي يوما اعيش
    حياة عادية.
    فكرت انه الان يود ان يتحدث على غير عادته
    قررت ان تشجعه لتعرف كيف يفكروقالت:
    يجب ان تحاول أن تنظر الى الحياة بمنظار مختلف
    الموت حقيقة نتعامل معها يوميا و لكن انت تظن غير ذلك تربطه بذاتك. ان يموت عدد من افراد الاسرة
    معا تحدث دائما. فقط عليك ان تنظر الى الامور بصورة عادية. تعرف ان الدين قد قدم تفسيراً لها فى غاية البساطة. وهي ان بموت الانسان يكون قد اكتمل اجله المكتوب له. وهذا الامر غير مربوط بأى رابطة أخرى فقط انتهاء الآجال. فأنت عليك ان تفرق بين حزنك المشروع و سبب هذا الحزن. من حقك ان تحزن حزنا شديداً فمصيبتك كبيرة وفقدك عظيم
    ولكن لا يحق لك ان تظن انك سبب هذه الكارثة.
    اننى ارى ان الذي يحزنك هو تأنيب الضمير كون ان والديك كانا قد خرجا لأجل اخذك. وهذا غير صحيح
    ان أجلهم قد اكتمل بك او بغيرك كان مصيرهم المحتوم ينتظرهم..
    نظر اليها برهة ثم قال لا استطيع ابدا أن ابين لك
    ما أحس به و ما يحزنني لا استطيع..ولا أعتقد ابدا انك ستفهمين ما امر به.
    قالت له بلطف : لماذا لا تجرب؟
    اخبرني ما الذي تحس به. ما هو الشي الذي حقا يجعلك تعيسا هكذا..واضافت ضاحكة وغريب الاطوار.
    نظر اليها برهة ثم ابتسم كم يبدو وجهه غريبا عندما يبتسم.
    : قول لك بصراحة انني خائف.
    سألته مماذا؟
    من ان أحب شخص او اتعلق به فيموت وتتكرر
    أحزاني . بعد موت جدتي كان لدي كلب ربيته منذ ان كان جروا. اعطيته لصديق حتى لا اتحمل عبء فقده اذا فقد.. صرت همي التحرر من عبء اى علاقة انسانية. ولذلك لم اكن اتحدث مع الزملاء خشية ان
    تستمر العلاقة وتتحول الى صداقة وبالتالي رباط انساني قد يفقد بالموت.. الآن احس انني متورط في علاقة انسانية معك بقدر ما تسعدني ولكنها تشقيني
    اخشى ان افقدك.وتتكرر طاحونة الالم.
    نظرت اليه ثم قالت: هل افهم الان انك تريد ان تجد
    تبريرا لان تفقد كل علاقاتك وتصير وحيداً?.



    وأبقى فى كل المداين
    سكتى .. وسفرى الجحيم
                  

04-03-2007, 08:56 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وتبقى إنت الظالم .. القاسى .. النـِّسى (Re: bayan)

    نظر اليها مليا وقال لها بحزن: انت لا تفهمين ما اقوله.. حاولي ان تضعي نفسك في مكاني ماذا كنت ستفعلين. كم أتعذب الان. اود فقط ان تفهمي ان هناك شئ يربطني بك وهذا الشيء بقدر ما يعطني سعادة الا انه بقدر المستوى وربما اكثر يرعبني.. اخاف عليك كثيراً.
    نظرت اليه: انا افهمك جيداً و اتعاطف معك كثيراً وارى ان هذا الامر غير طبيعياً . انت تغرق في احزانك ومخاوفك ولأجل الا تجرح مرة اخرى
    تود ان تكون بعيداً.. ماذا بشأن من يحبونك؟
    الا تحس بأنك بابتعادك هذا ايضا ستؤلمهم؟
    نظر اليها بحزن: ليتني استطيع ان اجب على هذه الاسئلة لحلت مشكلتي ما يحدث لي لا ارادة لي فيه.
    انا لا استطيع ان اقدم لمن احبهم اي شئ غير هذه الاحزان و المخاوف.. يشهد الله حاولت ان اغتنم فرصة ان اتعرف عليك وان احبك عل احزاني تمسح ويطمئن قلبي ولكن بالعكس صرت اكثر شقاءً وخوفاً..
    اعطني زمنا اصبري معي ربما استطعت ان اخرج من هذا النفق المظلم. كوني ذلك الضياء في نهاية النفق.وانهمرت دموعه مدراراً نظرت اليه
    احست بالشفقة عليه رات رجل يسيطر عليه الماضي
    ويلبس نظارة ماضوية معتمة تمنعه من النظر الى المستقبل ربما في نفقه هذا بنظارته هذه لن يستطيع ان يرى الضياء في نهاية النفق..
    قالت له: ماجد تحتاج ان تخلد الى ذاتك ان تنقب فيها
    وتبحث بجدية عن ماذا يعني لك ان تحب. انت لا تحب الا الاموات و ذا تك. يحزنني ان اقول لك هذا
    ولكن كما يقولون الحي ابقى من الميت..اتمنى ان اساعدك اذا رايت جديتك في انك حقا تريد ان تتغير
    وتريد ان تبحث عن معاني اخرى غير تلك التي تعيش فيها.. الحقيقة يا ماجد اننا يوما كلنا سنموت.
    ولذلك لن يكون مدهشا ان تموت انت او اموت انا
    ولن يكون غريبا ايضا.. فأن انا مت لن اموت لأنني اعرفك. ولكن لأن اجلي قد حان.. منطقك المختل يجعلك ترى نفسك سبباً في موت من هم حولك. ربما حساسيتك المفرطة هي التي تصور لك هذا وربما
    حزنك المقيم يشجيك ولا تريد ان ترى هذا العالم دون هذا الحزن..
    الذي به تكفر عن ذنب ان اسرتك ماتت وهي في طريقها اليك..نظر اليها وقال لها: الان على ان اذهب
    وساسافر في الغد .. وسأعود بعد ستة اشهر
    وبيننا الرسائل هذا عنواني اعطته عنوانها
    اوصلها الى الداخلية.. وكانت هذه آخر مرة تراه
    فيها في عشرين عاماُ... ولم يتغير فيه شئ
    وحيداً ممتلئاً بالوساوس و المخاوف ولكنه موسيقار
    ناجح ومعروف...

    يا هوى الألم النعيم
    خليك على الوعد القديم
    وخلينى فى الشجن الأليم
    وأبقى فى كل المداين
    سكتى .. وسفرى الجحيم
    تبقى أيه الدنيا من بعدك .. تكون
    وأبقى أيه بعدك .. أكون؟
    عارفنى منك ...
                  

04-03-2007, 10:11 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منيرفا.....................طرادة (Re: bayan)

    شكرا نجاة علي هذا الفيض من الابداع الانساني ..

    واصلي ...
                  

04-03-2007, 10:32 AM

Ahmed Daoud
<aAhmed Daoud
تاريخ التسجيل: 01-30-2004
مجموع المشاركات: 755

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
منيرفا.....................طرادة (Re: bayan)

    لقد عادت بيان


    احمد داود
                  

04-03-2007, 04:01 PM

منى أحمد

تاريخ التسجيل: 01-27-2006
مجموع المشاركات: 362

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منيرفا.....................طرادة (Re: Ahmed Daoud)

    العزيزة بيان

    مرحى مرحى
    ها أنت تعودين في أبهى حللك
    أشكرك على استمتاعي هنا
    هذه تحية ولي عودة باذن الله

    مودتي

    (عدل بواسطة منى أحمد on 04-03-2007, 04:03 PM)

                  

04-03-2007, 05:07 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الوان من الحب.. وللحب الوان..... (Re: منى أحمد)



    الى ملاذ ابنتى والى ذلك الصديق
    حب وعرفان


    العم جوى


    ايييييييييييييييييييييها.. أنظر إلي تلك الفتاة الجميلة
    نظرت إلي مصدر الصوت.. رأيت مجموعة من الرجال العجائز السود يجلسون على كنبة قرب
    باب بيتنا.. ولرعبى ودهشتى وجدت أحدهم ينظر إلي ويشير بأصابعه السبابة
    تجاهى تلفت لانظر إلي هذه الجميلة لم أجد أحد خلفى.. نظرت إليهم بين مصدقة
    ومكذبة فال لى الرجل الذى يشير إلي جهتى: نعم أنت ياجميلة.. ونظرت إليه مشدوهة لقد أتيت من ثقافة مغايرة.. لا يمارس فيها هذا الغزل المكشوف.. وضحك أحد الجالسين وقال لى : لا تهتمى يا فتاتى بما يقوله جوى العجوز فهو مثل الكلب العجوز
    ينبح ولكن لا يعض.. وتعالت الضحكات التى لم أشاركهم فيها.. أدرت وجهى ومشيت
    … وأنا أفكر هل هذا يحدث لى أنا.. كنا قد أتينا من بلادنا البعيدة.. ننشد الحياة الكريمة
    وقادتنا الأقدار إلي هذا ألحي فى شرق مدينة فلادلفيا.. الفقر معلن هناك.. البيوت آيلة إلي السقوط.. الضجيج يعلو فى المكان..ترى الفقر والقهر فى كل شئ.. ارض الأحلام أمريكا..لقد باع زوجى كل ما نملك لنحضر إلي هنا ونبدأ حياتنا..
    وعند رجوعى طاردنى ذات الرجل بنفس عبارات الإعجاب.. وصارت هذه عادته
    عندما اخرج من بيتى فى الصباح نفس الصرخة يييييييييييييها وبذات العبارة..
    وعندما أعود يستقبلنى بذات الصرخة ويلتفت كل من فى الشارع ويضحكون
    أو يؤمن البعض على قوله.. يوما عدت وجدته جالسا وحده فتقدم فى الشارع ومد يده
    لى قائلا: أننا لم نتعرف بصورة رسمية.. اسمى جوى وأنت يا جميلة؟ قلت له :: اسمى فاطمة.. وجلس واشار لى أن اجلس فجلست. أخبرته أن ما يفعله يوميا يضايقنى
    وأنني أتيت من ثقافة مغايرة..ترى مثل هذا السلوك سلوك سئ ويحط بقائله
    ضحك جوى وهو يشرب من زجاجة تلازمه وقال : لى يا جميلتى
    أنا فقط أثنى عليك فى ثقافتنا يجب عندما ترى شيئا جميلا تؤمن عليه
    ..ومن ذلك اليوم كف جوى عن معاكستى وصرت اجلس قربه فى الشمس يحكى لى عن حياته.. وعن انه شارك فى الحرب الكورية .. سألنى يوما تخيلى كم عمرى؟
    نظرت إليه: وجدت وجها مستديرا به كثير من التجاعيد .. فقلت له: فى الستينات
    فقال لى: لا أبدا أنا فى الثمانينات من عمرى. فنظرت إليه مندهشة فقال لى : ألا تريدين أن تسأليننى عن سر قوتى وشبابى؟!.. قلت له: أها ما هو سرك؟!
    ضحك ضحكته الملجلجة وامتص السائل الذى فى الزجاجة وقال لى: إذا أخبرتك على أن أقتلك.. وقهقه ضاحكا وأردف قائلا بصورة خطابية
    الخمر الجيد واللحم الملئ بالدهون و النساء الجيدات.. هذا ما حافظ على شبابى
    كل هؤلاء الخبراء ذوى الكروش الضامرة الذين يأتون فى التلفاز ويتحدثون عن
    كيف تحافظ على شبابك.. هؤلاء كلهم فى قبورهم وجوى مازال يعيش
    قويا..يشرب الخمر الجيد ويدخن السيكار.. وضحك مرة أخرى ضحكته المجلجلة
    صار جوى صديقى الوحيد فى تلك المدينة..لان زوجى كان متغيبا طوال اليوم فى العمل..
    وعندما ظهرت اعراض الحمل على.. كان جوى يساعدنى فى حمل الأغراض ويتوقف عند الباب.. ولا أنسى عندما أتت سيارة الإسعاف لأخذى لأضع طفلي كيف أن جوى هرع أمامي
    ووقف وهو يودعني متمنيا لى حظا سعيدا وأكاد لا أكذب إذا قلت أنى رأيت دموع فى عيني جوى.. وهو يقول لى:: تعالى بالسلامة يا جميلتى..
    وعندما عدت إلي البيت احمل ابنتي هرع جوى ألينا عندما توقفت عربة الأجرة
    وعندما نزلت مسح يده فى سترته وصافحنى وصافح زوجى ونظر إلي ابنتى
    فرحا مسرورا وقال: طفل جميل و بصحة جيدة شكرا للرب.
    وبعدها بعدة أيام رن جرس الباب فتح زوجى الباب رأيت جوى يلبس
    ملابس الأحد ويحمل قبعته فى يده وفى اليد الأخرى باقة ورد وفى ساعده هدية
    أتى زوجى طلب منه الدخول.. نظر جوى بحياء إلي الأرض ورفض.. أعطى زوجى الهدايا ومضى فى سبيله.. بعد فترة صرت اخرج واجلس معه وطفلتى فى عربتها نائمة وكان. يثير ضجة عالية حول طفلتى يتحدث لها بصوت محبب مبشرا إنها يوما ستكون كسارة قلوب لجمالها وبحياء يقول إنها تشبهك كثيرا.. ومرة قال لى ان لها نجوم كأعين
    أتى الشتاء وصار الطريق مليئا بالجليد..ولم اعد اخرج ولم أرى جوى لفترة طويلة
    أتى الصيف وجوى لم يظهر سألت أحد أصدقائه قال لى : جوى ذهب إلي صانعه
    وبكيت ذلك اليوم وكأني لم أبكى من قبل .. أحسست بالضياع
    صديقى الوحيد قد مات.. وتحريت وتقصيت إلي أن عرفت قبره وحملت باقة ورود
    وذهبت الى المقبرة.. وجدت قبره ... جلست قرب الشاهد .. مكتوب عليه عاش سعيدا ومات سعيدا
    جونثان ب بترسون
    مايو 1902 ديسمبر 1987
    ووضعت الورود قرب الشاهد ..
    جلست قليلا وبكيت
    وقلت له وداعا العم جوى
    ومضيت فى طريقى وبقى جوى فى ذاكرتى دائما شيئا جميلا وسط ذكريات تعيسة
    وحقا هناك أطياف من الحب والالوان


    فيلادلفيا شتاء 1987



    الى اخوانى مونج ودينق و شول واختى ماجاورى الينانا وذلك الصديق
    محبة خالدة وعرفان



    لينو


    هناك عند حافة الغياب ما بين الغياب والحضور فى حد الذاكرة يقبع ذلك الفتى الجميل لينو
    قدم الى منزلنا مع والدى يوما يحمل حقيبة صغيرة .. وابتسامة واسعة وقلبا كبيرا
    اجلسه ابى فى الصالون
    فتجمعنا حوله انا واخوتى
    وكان ينظر ألينا بود وانا وأخوتي
    ننظر إليه بكل دهشة . تكلم معنا بلغة عربية مكسرة أضحكتنا أنا و أخي الأصغر
    حاولنا أن نخبئ ضحكاتنا بوضعنا أيدينا على فمينا… واخفاء وجهينا فى ثوب امى.
    وكان يتحدث باللغة الإنجليزية الى والدى
    وكان يخاطبه يابا. جلبت أمي الغداء لهذا القادم الغريب الذي حل بيننا وأحببناه
    لدماثة خلقه وغرابته.. فيما بعد شكل لنا لينو نقطة وعينا بالجنوبى هذا الآخر المجهول ..و بقى هذا الحب ملازما لي لاهل الجنوب.. ارتبط لينو فى ذاكرتى بحلوى الكراملة التى تكون فى شكل الجواهر إذ كان يحضرها لى ولأخي كلما زارنا وكنا ننتظر زيارته لنا بفارغ الصبر
    وعلى ما اذكر كان يحضر فى نهاية الأسبوع كان يقص علينا القصص عن قريته فى الجنوب وعن الحيوانات يشكل ويلون لنا خيالنا وكان يشدنى إليه تلك النبرة التى يعكسها صوته وتشى بالحب لأهله وأرضه وحنينه لعائلته كان يخبرنا عن الصيد و عن الرعي.. ويعلمنا الرقص.. كنا نسأله عن العلامات التى فى وجهه كان يخبرنا إنها علامة القبيلة كان يقول هذه النقاط مثل الخطوط التى على خد "يمه" (يعنى أمنا التى كانت مشلخة مطارق)وكنا لا نكف عن الأسئلة وهو يوضح لنا ويشرح لنا بكل رحابة صدر وصبر . وصار لينو شغلنا الشاغل كان موهوبا فى صنع وتشكيل الحيوانات من الطين فكان يصنع لنا الحيوانات فى مهارة فائقة..وكان يرسمها على الورق بذات المهارة . أمضى عامين ثم اختفى لينو من حياتنا كما أتى وحزنا حزنا عميقا على رجوعه الى الجنوب.. تراكضنا انا وأخى خلفه و نحن نناديه ونبكى ونتوسل له و نعده اننا سنكون اطفال جيدين ولن نغضبه ابدا اذا بقى, حتى وصل الى الشارع الرئيسى ليأخذ الحافلة وقفنا قربه, اخى يمسك يد وانا امسك باليد الاخرى نتوسل اليه الا يذهب .. اتت الحافلة انحنى بقامته الطويلة على الارض واحتضننا انا واخى فى حب عميق.. ومسح دموعنا التى كانت تسيل مدرارا.. ودلف الى الحافلة جلس قرب الشباك
    ونظر الينا بعيون مليئة بالدموع ولوح لنا, وقفنا انا واخى نبكى الى ان توارت الحافلة التي حملت لينو
    الى الابد. وقفلنا راجعين بقلوب مثقلة بألم الفرقة و ثقل أن تحب اناس يرحلون عنك الى الابد.

    كنا عندما نسأل أبي عنه وعن أهله كان يقول لنا انه ابن سلاطين,أهله طيبون و مؤخرا عندما كبرنا عرفنا الدور العظيم الذي لعبه والد لينو لينقذ حياة أبي و زملائه من مجزرة التمرد الاولى
    وكذلك علمنا أن لينو قد حضر ليدرس فى معهد السنتين ليصير معلما . وذهب لينو وترك لنا هذا الحب العميق للجنوب وأهله.
    بعدها سافرنا الى لبنان وهناك أحسست بوطء أن تكون اسود اللون فى بلد عربى
    و أحسست بعطف على من يحمل عبء لونه اينما حل لا تنظر الناس الا الى جلده
    ولا تتجاوز هذا الجلد لتنظر الى هذه الدواخل الجميلة المشرقة بالحب والجمال

    قام بتحريرها احد الاصدقاء له الشكر كله



    الى أخوتى عادل وحسين وهشام ملاسى
    رفاق الدرب الاخضر.. لكل خطوة مشيناها معا
    ولكل المشاكسات القديمة
    حب وعرفان

    ولكل من شجعنى فى كتابة الوان الحب
    من رفاق البورد
    اقدم لكم جميعا
    هذه السيدة العظيمة لها الرحمة والغفران



    الحرم



    عندما ذهب ابى الى لبنان للدراسة مبتعثا رحلنا نحن الى منزل جدى فى الداخلة فى عطبرة
    فى منزل جدى كان لدينا ثلاثة جدات.. جدتى لأبى و وأخواتها… كان بيت جدى
    مزدحما دائما وهناك ضجيج دائم ومعاكسات.. ولكن احسب ان تلك الفترة هى اجمل
    الفترات فى حياتى كلها.. فى طرف الحى قرب سوق الداخلة تسكن جدتى الحرم
    كنا انا واخى نقضى غالبية وقتنا معها.. فهى امرأة بارعة الجمال على صغرنا كنا نعرف أنها
    فى غاية الجمال وكنا نكثر من النظر الى وجهها المليح.. و كانت كذلك الجدة الوحيدة التى لا تغضب منا وتجيد حكى الاحاجى و الغلوطيات ولقد شكلت لى انا واخى عوالمنا وخيالنا بقصصها التى لا تنتهى.و لا نملها… كانت تحكى وعندما تفرغ من قصتها اذا كانت جميلة وأعجبتنا نطالب بأعادتها والويل لها من أخى ذى الذاكرة القوية اذا غيرت حدث او حذفت جزء فيقاطعها بلجاجة تثير غضبى كثييرا قائلا: جدتى انك فى المرة الاولى قلتى كذا وكذا والان لم تذكرى ذلك وينفلت سير التسلسل ونفقد الامتاع .... وأثور عليه لاسكاته وتغضب هى اذ كيف للبنت ان ترفع صوتها على الولد..
    فهى كانت تكرس لعظمة الذكر مثلها مثل جيلها فكنت اضيع الوقت فى محاولة ان اثبت لها
    انه لا فرق بينى وبين اخى اذا لم اكن خيرا منه.. فكانت تغالطنى وتحاججنى فى هذا الامر
    الى ان فكرت ذات صباح ان اغير اسمى الى حسن حتى اكون مقدرة.. وبالفعل ادخلت الاسرة كلها فى تعاسة عندما صرت لا استجيب الى اسمى الاصلى ابدا فكل من يريد منى شيئا عليه بمناداتى بحسن..وبعناد شديد اصررت على الاسم الجديد.. حتى الحرم صارت تنادينى به اذا رغبت فى ان اقضى لها امرا..كما قلت فهى لا تحب ان تغضبنا.. وكانت امى الملتاعة تطلب منها عدم الاستجابة الى هذه الرغبات الغريبة وتتهمها بأننا صرنا مدللين..وخارجين عن سلطتها
    كانت جدتى الحرم تحب سعاية الحيوانات المنزلية فلها كثير من الدجاج و الاغنام كنا نقضى وقتنا فى اللعب مع السخلان ومساعدتها فى العناية بهذه الحيوانات .. واذا انتصف النهار ذهبنا الى شجرة الليمون واعملنا العيدان فى طينها بحثا عن الصارقيل استعدادا لرحلة صيد اسماك موعودة من عمى لم تقم ابدا ولم تخرج من دائرة الوعود.
    جدتى الحرم لم تنجب اطفال ابدا فى حياتها.. ولكنها كانت ذات قلب كبير مترع بالحب لنا رغم ضجتنا وجلبتنا.. ولانى كنت ابقى فى المستشفى دائما فكانت هى التى تتعهدنى بالرعاية فى المستشفى… لان امى تعنى باخوتى الصغار ولا تستطيع ان تبقى معى فى المستشفى
    اذكر فى مرة انني كنت مريضة جدا قبل العيد وقضينا ذلك العيد فى االمستشفى
    ايقظتنى جدتى الحرم والبستنى فستان العيد ولم تكن تعرف جدل الشعر على الطريقة الحديثة
    فمشطت لى شعرى مما اثار ضحك وسخرية اخوتى على.. وبكيت بكاءا شديدا.. فجلست
    طوا ل اليوم تفك جدائلى دون كلل او ملل فكانت هذه عادتها, تحاول إرضائنا بكل الطرق
    على عكس من أمى التى كانت تأمرنا فننفذ ولا وقت لها لارضائنا ولذلك كنا شبه مقيمين معها
    خاصة عندما نفعل شيئا فى البيت الكبير يوجب العقاب فتفرض علينا حماية لا يمكن اختراقها

    مرت الايام ونحنا نتقلب فى حبها ورعايتها … سافرنا لنلحق بابى .. سمعنا بخبر موت جدى ود العقيد زوجها.. وبيكينا انا واخى فقد كان عاملا فى السكة حديد وكان رجلا مرحا سهل الجانب رحمة الله عليه.. عندما عدنا وجدناها قد رحلت الى مورة وصرنا نذهب فى العطلات الصيفية, تبكى عندما نحضر وتبكى عندما نسافر ... نقضي الليل معها وهى تحكى لنا الاحاجى الى ان ننام ..
    بعدها كبرنا وصرنا لا نذهب الى مورة كثيرا فصارت تأتى من حين لاخر الى عطبرة لتقضى معنا بعض الوقت.. ثم تعود وكبرنا نحنا وشرقنا غربنا.. ولم اراها لسنوات طويلة .. ذهب اخى ليزورها راعه انها لم تتعرف عليه ولم تتذكره..فبكى اخى الرقيق حزنا عليها .. وبعدها ذهب عمى واحضرها الى الداخلة حيث ماتت بعدها بشهور قليلة رحمها الله رحمة واسعة .. لقد كانت امرأة مستقلة لاتحب ان تعتمد على احد..

    ( قام احد الاخوة بتحرير هذه القطعة فله الشكر والتقدير)




    الى محاسن وسعاد و وابتسام فسيفساء حياتى

    الى
    وليد طه و ابو الريش وصدى ومهيرة ودومة
    ضيوفى الدائمين
    وكل من شجعنى على كتابة هذه
    الالوان من اصدقاء البورد
    والى اول عريس لى
    ايمن محمد طه عبدالعزيزالصغير ابن الرابعة
    سبب موت رنجو
    لكم جميعا
    الحب والمعزة والتقدير






    هل تؤمن بالحب من اول نظرة..


    لاول مرة وقع بصرى انا وأخى على رنجو عندما كنا نتسكع فى شوارع معهد التربية شندى دون جدوى.. فراينا كلبة معها جروان يتبعانها ودون ان نشعر تبعناهم.. حتى دخلت تلك الكلبة عن طريق مجرى المطر فى بيت من بيوت احد العمال..دونما تردد طرقنا الباب اتى صاحب المنزل سالناه: يا عم هل يمكن ان تعطينا ذلك الجرو البنى.. تعرف الرجل على والدنا الذى كان معلما فى المعهد
    وقال نعم ولكن نأتى بعد شهر لانه صغير الان.. لم نخبر احد فى البيت وكان سرنا الباتع… كل يوم فى العصر نذهب لزيارة الجرو الذى اسميناه رنجو..
    ونعود عند الغروب فرحين سعداء.. انقضى الشهر وقررنا الا نستاذن
    من ابى وامى فقط نضعهم امام الامر الواقع تيمنا بما يفعله اخينا الاكبر الذى لديه ست قطط دون ان يأخذ اذن من أحد.. فى اليوم الموعود خرجنا انا وأخى
    فى العصر كالعادة.. بعد معركة حامية الوطيس مع اخى الحليف قررنا ان هذا الكلب هو كلبى انا.. وسكت اخى على مضض وساعدنى فى جلبه الى البيت
    وقفنا خارج الباب .. نتسمع وببطئ هربناه الى الداخل ووضعناه فى القراش
    جلبنا له ماء وطعام.. وعند وقت النوم بدأنا فى النوم اذا برنجو يبدا فى اخراج اصوات..لم نتحسب لذلك ابدا ابى سأل ما هذا سكتنا انا واخى.. ذهب ابى الى القراش وجد الجرو.. سال لمن هذا الجرو ؟سكت اخى وحمد الله انه لم يكن له
    فبدأت انا فى البكاء.. فنظر الى ابى وقال: اذن هذا الجرو لك يمكن ان تحتفظى به ولكن لا اريده داخل البيت.. لكم احببت ابى ذلك اليوم ووعدته بذلك وصار لى كلب.. معترفا يه فى منزلنا وبدأت الغيرة تدب فى قلب اخى .. فقال لى انه فى الغد سيأتى بالجرو الآخر وقالت اختى الصغيرة انها ايضا تريد كلبا.. فكان على ان أقنعهم بالا يفعلا ذلك لان ابى الذى يؤمن بالعدل سيقول لا
    .. وقد يطلب منى ارجاع الجرو
    فقررت النزوع للاشتراكية ومشاعية الملكية وقلت لهم سيكون كلبنا
    كلنا,و وتهللت اساريرهم فرحا.. فكانت العقبة الوحيدة حتى نطمئن ان يبقى هذا الكلب فى البيت هى اختى الكبرى التى كانت فى الداخلية وكانت متسلطة
    جدا.. ودائما فى حالة معارك مع اخى الاكبر فى قططه وكم من مرة اقنعت الوالد
    ان ترمى قطط اخى..يوم الخميس اتى وكان علينا عمل خطة.. فقالت اختى الصغيرة بصوتها الالثغ لماذا لا نقل لها اننا احضرناه لها.. عندما وقفت حافلة المدرسة تراكضنا لاستقبالها.. وبنفس واحد اخبرناها اننا جلبنا لها كلبا
    فنظرت الينا بدهشة شديدة.. وعندما وصلت البيت اخذناها الى القراش
    مباشرة فنظرت اليه وبأعجاب شديد قالت: حلاتو سميتوهو شنو؟!
    وكانت هذه هى العبارة السحرية فرحنا فرحا شديد وجازيناها بعدم عمل اى مشكلة.. فى البيت او رمى اى اوساخ.. وسمعتها تقول لآمى: الكلب دا عمل فائدة عظيمة بجلوسهم الدائم فى القراش سيكون البيت مرتب ونظيف..
    هكذا اسعد رنجو الجميع.. بدأنا فى تعليمه القفز فى طوق الهيلاهوب
    وكثير ن الحركات كان يتبعنا الى المدرسة يوميا
    رحلنا الى مدرسة شندى الثانوية.. مشينا كل المسافة من المعهد الى المدرسة نحمل شوال به القطط ويتبعنا رنجو.. بقينا فى المدرسة عاما آخرا ثم نقل والدى الى الدويم.. وبكينا بكاءا مرا فى وداع رنجو.. بقين اخواتى فى المدرسة فقالت اختى ان رنجو عندما يراهن فى المدرسة ياتى اليهن فرحا كل مرة يبكين لانن يتذكروننا به.. بعدها بعام نقل والدى الى مكتب التعلبم فى الدامر..
    ذهبت اختى الى شندى اخذت اخى معها … ذهب اخى فى البحث عن رنجو فوجده وتعرف عليه رنجو.. فقرر اخى ان يحضره الى الدامر وذهب الى (عطشقى )القطار واقنعه بانه كلب طيب وهادئ وافق الرجل وضع رنجو فى عربة الفرملة
    وفرح كل البيت حتى امى به فرحا شديدا.. بقى معنا حوالى السنة ثم أختفى
    فى ظروف غامضة.. خرجنا انا واخوتى وبحثنا عنه فى كل المدينة خاصة اخى الاصغر الذى كان يرافقنى فى البحث عنه ويقترح الاماكن التى قد يكون فيها
    ولم نراه مرة اخى وقيل ان بائع اللبن اخذه..
    مرت السنوات قبل عامين وجدت ابن جيراننا من الدامر فى سودان نت وكنا نتبادل
    الايميلات نتذكر فيها طفولتنا الى ان اتت سيرة رنجو
    وعرفت منه سر اختفاء رنجو .. اذ ان اخيه الصغير اتى الى زيارتنا وهجم رنجو عليه واحسبه كان يريد اللعب معه لانه كان كلبا طيبا
    فخاف الطفل.. وتم قتله بواسطة اخى الاكبر واخوه الاكبر وتم دفن الكلب بواسطة صاحب الايميلات ومعه ذات الاخ الذى كان يبحث معى فى كل المدينة ويقدم المقتراحات.. وبذلك تقسم دمه على كل هؤلاء..
    شكرا رنجو على كل السعادة التى منحتنى اياها..


    ولمن قتلك الرماد
    الوان من الحب وللحب الوان
                  

04-03-2007, 05:10 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوان من الحب.. وللحب الوان..... (Re: bayan)

    الى اشرف و رافعى وكمال ونادية وسمانتا وبن





    حضرنا إلى هذه البلد البعيدة منذ حضورنا حصرنا علاقتنا مع الأجانب
    الذين يعملون في الجامعة.. في العام الثاني لحضورنا هنا .. تعرفت عليها
    سيدة من اصول صينية دخلت الإسلام وصارت ناشطة وسط المسلمين الجدد..صرنا نتقابل كثيرا ثم دعتنا إلى ببيتها حيث وجدنا والدها هناك
    رجل طيب وهادئ.. جلسنا نتحدث في أمور مختلفة.. فيما بعد عرفت إن والديها لا دينين.. كنت في غاية الدهشة إذ أنني لم التقى قط بمن لا دين له من قبل كنت دائما انظر اليه بدهشة كيف يعيش بدون دين..
    كان العم (لو) رجلا طيبا يعبد بناته وأحفاده يقضى وقته كله في خدمتهن
    يحضر الأطفال من المدارس ثم يرسلهم إلى نشاطات ما بعد المدرسة
    يقوم بتصليح كل الأشياء المكسورة في بيوت بناته.. فهو نموذج لجد
    مثالي.. بناته واحدة مسلمة واحدة مسيحية واحدة تدين بديانة لم اسمع بها…فهو يعرف كل الممنوعات في هذه الأديان ولا يرتكب أي غلطات
    يعرف إن رافعي وكمال يجب أن يصليا بمجرد أن يتوقف الآذان
    فيحثهم ويطاردهم لاداء الصلاة .. ويعرف أن نادية يجب ان لا تصافح أحد

    فعندما يلتقي بأي شخص يعرفه يخبره نادية لا تصافح.. ويعرف أن سمانتا يجب أن تذهب الأحد إلى الكنيسة فإذا ذهبت لقضاء نهاية الاسبوع معهم
    عليها أن تستعد في العاشرة ليأخذها إلى الكنيسة.. ويتجنب المطاعم الصينية إذا معه أي من الأحفاد المسلمين أو المسيحين..
    فهذا الرجل له قلب يسع هذه الدنيا .. فوجدنا أنفسنا مشمولين
    برعايته وحبه وصار اشرف أبني يتبعه مع كمال ورافعي إلى نادى الجولف للسباحة أو الذهاب إلى ماكدونالد أو اللف في الأسواق.. فتجد هذا الخليط.. هذا الرجل القصير ومعه رافعي وكمال المالاوين واشرف السودانى.. وعندما كانت نادية تتعلم قيادة السيارة كان يذهب معها
    وعندما بدأت الجامعة كان يتبعها إلى الجامعة ليطمئن إنها وصلت.. فناديا هي حفيدته الأولى فكان يتعهدها بالرعاية منذ صغرها .. فتفوقت ناديا
    وحصدت الجوائز الأكاديمية و الغير أكاديمية .. ألان صارت هي أول طالبة مالاوية في المستوى الجامعي تدخل هارفارد.. فكان فخورا بها
    يتحدث عنها بكل فخر مشيرا إليها

    (My Nadia)
    في راس السنة الصيني المنصرم قررنا أن نزوره في بيته وذهبنا هناك
    وجدناه فى انتظارنا أمام الباب رحب بنا كثيرا .. وكان كل ما يقدم لنا شئ
    يشير إلى علامة حلال و يؤكد انه اشتراه من متجر للمسلمين
    كان هاشا باشا سعيدا بزيارتنا..
    اتصلت بي ابنته و العبرة تخنقها وقالت لي:
    بابا مصاب بسرطان البنكرياس و الطبيب أعطاه فقط شهور..
    وأنا لا اعرف ماذا افعل.. هل اخبره أم لا هل اخبر أمي أم لا.
    انحبست الكلمات في حلقي لم استطع حتى مواساتها..
    قررت ابنته أن تخبره أخبرته أخبرت أمها التى لم تستقبل هذا الخبر بصورة جيدة.. زوجها لمدة خمسين عاما سيذهب.ز بكت الام وقالت إنها
    ستذهب أولا ومن يومها أصبحت تعد لجنازتها و وجهزت ثوبها
    أرسلته إلى المغسلة..والابنة المكلومة ضائعة بينهما..بالأمس اخذ العم (لو) أول جرعة من العلاج الكيماوي… ذهبت مع بناته إلى المستشفى
    رغم الحزن والموقف التراجيدي … سألني من أسرتي واظهر حفاوة وسعادته بوجودي.. وعندما خرجنا فتح لي باب السيارة وانحنى لي
    بكل احترام وتبجيل..
    اللهم اهده وخفف عنه مرضه وصبر ذويه
                  

04-03-2007, 05:16 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دثروني ..........زملوني (Re: bayan)

    الاهداء

    الى احبتى دومة وايهاب الخنفشارى و الجازلوت وعلى حسن مصطفى وأحمد داؤد والجميع
    كل عام انتم بخير ومحبتى البهية لكم


    دثروني زملوني

    صرخت بأعلى صوتي وركضت صوب أمي.. وواحسست بسائل ساخن يسيل بين فخذي.. لم اعد أقوى على الركض أو الوقوف
    سقطت على الأرض
    سمعت صرخات وولولات أمي.. وبسملة جدتي..وضجة عالية
    الكل يتحدث بصوت واحد.. أخي يصرخ بأعلى صوته
    إنها كندة يا آبي.. كندة أخافتها.. سمعت صوت أبي يستوضح من أخي..
    ثم يقول بصوته الهادئ: هذا مصير أي طفل بخيال خصب ونشط اكثر من اللازم ثم يعيد
    حديثه باللغة الإنجليزية فهو يفعل ذلك لتأكيد قوله دائما.. ثم غبت عن الوعي
    كل ما اعرفه قيل لي فيما بعد.. أنني قد تصلبت وداهمتنى نوبة ربو حادة
    وركض بي والدي إلى الطبيب الذي يسكن جارنا.. حيث نقلت إلى المستشفى
    أعطيت أدوية وحقنة منومة.. ووضعت في الأوكسجين لليلة كاملة..
    وكنت تحت المراقبة.. إلى أن استيقظت في اليوم التالي.. ورفضت أن افتح
    عينيا.. وكنت اصرخ ثم أتوقف ثم اصرخ هكذا استمرت هذه الحالة ثلاثة أيام بلياليها..أحضرت جدتي رجلا صالحا يتلو القرآن على رأسي.. أوصى بان يوضع المصحف قربى..ثم رقاني …..
    وعندما أخيرا فتحت عينايا لانظر لاول مرة منذ أن سمعت قصة كندة
    رأيت عالما مختلفا..وكنت مرعوبة تتسارع دقات قلبي و ويصعب على التنفس
    وكنت أهذي.. بالدم النمل والعيون المتطاولة..وأنى لا أريد أن أموت
    هكذا قيل لي..كانت كانت كندة هذه زوجة الخفير تسكن في كوخ صغير في نهاية الحديقة كنت احب الذهاب هناك فهي كانت تحكى لنا قصص عن الجبال
    حيث أن قبيلتها تسكن الجبل وكنت سعيدة جدا بهذه القصص التى لا تمل
    روايتها لنا إلى أن كان ذلك اليوم حين أخبرتنا أن هناك قبيلة في الجبال
    أعينهم متطاولة و عندما يجرحون بدلا عن الدم ينزل نمل… وكان ما كان
    والى ألان بعد كل هذه السنوات وأنا اعمل طبيبة جراحة ما يوما حملت المشرط لاقطع وإلا تجمدت يدي لثواني خشية أن يسيل النمل من الفتق..

    (هذه القصة محض خيال)

    ( هناك فى طفولتك لابد ان يكون هناك موقفا مرعبا نرجو المشاركة)




    الى اوسلى صديقى اللدود...,واحمد البشير.. ابن مدينتى



    كان رجلا لا يخلو من وسامة فارع الطول.. فهو لا قبيلة محددة له

    وقد وصل إلى ما وصل إليه من قمة التعليم بسبب مجانية التعليم..
    أرسل ليعمل في الخزان كبير مهندسين.. عندما أتيت إلى المنطقة كان على أن اسكن معه.. اخبرني أحد الأصدقاء ضاحكا الله معك..لم اسأله لماذا..
    عندما حضرت دخلت إلى البيت وجدته جالسا على سرير في الغرفة..
    طرقت الباب .. نظر إلى بعيون متسائلة .. أخبرته أنني المهندس الكهربائي الجديد.. مد لي يده صافحني أشار بعينيه أي اجلس.. فجلست
    ولم ينظر إلى أو يتحدث معي لفترة طويلة..أحسست بالضيق وددت لو أنني لم احضر..في هذه اللحظة دخل صبى صغير.. سألني من أكون قلت له أنا المهندس الكهربائي الجديد.. قال لي أننا نتوقعك منذ ألامس.. أخبرته أنني تأخرت
    لان هناك أمرا ضروريا كان على آن أقضيه..حمل لي حقيبتي و طلب منى أن اتبعه
    وبالفعل وقفت لاتبعه نظرت إلى كبير المهندسين لم ينظر إلى بل كان يبحلق في الفضاء.. بصمت تبعت الصبى.. أخذني إلى غرفة بها دولاب وسرير وطاولة
    وقال لي هذه غرفتك..تأتى سيارة المشروع عادة في الساعة السابعة صباحا..
    والشاي يقدم في السادسة..سألته ما اسمك قال لي : محسوبك حميدة
    اذا احتجت لشئ أنا دائما تحت الخدمة..غرفتى قرب المطبخ.. شكرته
    وطلبت منه ماء.. وتذكرت اننى لم اشرب منذ فترة طويلة..
    خلعت ملابسي ولبست جلباب المنزل و استرخيت على السرير
    كل عضلة في جسمي تصرخ وحدها.. احضر حميدة الماء أخذت
    قرص أسبرين .. أسلمت نفسي للنوم.. في الفجر سمعت حديث
    و ضحك..اندهشت لا يوجد غيري وغير كبير المهندسين و حميدة..
    قلت لنفسي ربما حضر شخص آخر أثناء نومي.. حاولت أن أنام مرة أخرى
    ولكن لم استطع النوم .. لقد كانت الهمهمات تأتى بصورة مستمرة ثم الضحك
    وبعد قليل.. سمعت باب يغلق ثم يفتح.. ثم شق صوت الآذان الفضاء..
    جلست على حافة السرير.. جسدي يؤلمني من تعب الرحلة الطويلة..
    وقفت وببطء مشيت إلى الباب ذهبت إلى الحمام أخذت حمام طويل توضأت ثم صليت صلاة الصبح.. وبعد قليل سمعت صوت انفتاح باب .. ثم شخص يتحدث مع شخص آخر.. ولكنى كنت اسمع صوت واحد فقط ولا اسمع حوارا
    وبعد قليل دخل حميدة يحمل صينية بها الشاي.. شربت الشاي و لبست ملابسي وخرجت وجدت كبير المهندسين يجلس على أترسى في الفراندة
    حييته رد على بصورة مقتضبة وقفت حتى سمعت صوت السيارة أتى حميدة وقال لنا إن السيارة قد حضرت.. تبعت كبير المهندسين ركب في السيارة دون أن ينظر إلى ركبت وسلمت على السائق الذي سألني هل أنا المهندس الجديد..
    أجبته بالإيجاب..استغرقت الرحلة اكثر من نصف ساعة.. قطعناها في صمت
    ..بعد أن وصلت إلى هناك وجدت عدد كبير من العمال و الموظفين كلهم حيوني بلطف..وكنت كلما اذكر لاحد أنى اسكن في استراحة المشروع
    يقول لي مبتسما الله يعينك..مرت الأيام وتكررت بتفاصيلها كبير المهندسين لا يتعامل معي.. ولا يخرج من البيت و يبقى طوال الليل يتحدث مع زائره
    اعتدت أنا أن أذهب إلى النادي حيث التلفاز و الصحف وحلقات النقاش ولعب الورق.. يوما ما سألني المحاسب كيف أخبار المهندس وجنيته؟
    سألته جنيته!!!!
    ضحك الرجل وقال لي نعم ألم تراها بعد
    قلت له أنا أرى فقط المهندس و حميدة
    قال : إذن لم تشاركه جلساته مع الجنية.. وسط دهشتي قلت له أبدا
    لم ار أحد معه..
    فقال لي: ما دا المجننا.. انه ما معه أحد ولكنه يتحدث طول الليل
    مع جنية لا يراها الا هو..
    اندهشت جدا إذن هكذا الأمر..تلك الهمهمات والضحكات لا يوجد
    زائر بل جنية يراها هو فقط..



    الى سولارا الصباح.... تحريض على كتابة قصص جدتك الماسواوية



    جلست القرفصاء أمام كندة لتمشط لي شعري... وطلبت منها بإلحاح أن تقص علينا قصة من الجبال.... فى البدء
    تمنعت كثيرا ولكن تحت إلحاحي وإلحاح آخى.. قالت أنها ستقص علينا قصة عن القبيلة... قالت لنا في أعلى الجبل
    هناك آ ثار حوافر حيوانات و آثار اقدم لأناس بقال انهم هبطوا من السماء وبذلك بدأت القبيلة.. أي أن أجدادهم من خارج الدنيا.. نظرنا إليها غير مصدقين فقالت لنا ستأخذنا يوما لنرى هذه الآثار.. لم تعجبنا هذه القصة.. لقد فقدت
    كندة ملكتها في جذبنا بالقصص العجيبة... إلى أن كان بوم ذهبنا ووجدناها تبكى وتولول أخبرتنا بين شهيقها وزفيرها
    وصراخها إن أمها قد ماتت في الجبال وأنها ذاهبة ألان..بكينا معها أنا وآخي وتخيلنا أن يفقد الإنسان أمه
    أحسسنا بفداحة فقدها والمها عندما تخيلنا أنفسنا نفقد أمنا العطوفة.. ركضنا خلفها إلى حافة الجبال ..
    بعد أسبوعين عادت كندة حزينة كنا نذهب لها كل يوم فهي لا ترغب في قص أي قصص.. إلى أن سألها آخى
    كيف ماتت أمها... قالت له إن أمي من( ترب البنية) ستعود ولكن ستكون ( بعاتى) تبادلنا النظرات أنا وأخى
    ورنت كلمة( بعاتى) في أذهاننا أحسست بان قلبي فقد نبضة.. ولكن الفضول دفعنا إلى مزيدا من الاستفسارات
    فقالت لنا أن قصة( ترب البنية) هي أن هناك امرأة أعطت طفلة إلى الرسول( ص) وماتت الطفلة أصرت المرأة على الرسول(ص) أن يرجعها لها.. فأرجعها الرسول(ص) إلى الحياة ودعى عليها بالا يموت نسلها إلى الأبد ويعود من الموت... شهقنا أنا وآخى من الرعب ونشبت أظافري في ساعد آخى الذي حبوت لالتصق به سمعت تسارع دقات قلبه..ولكن الفضول القاتل جعلنا نسألها أسئلة أخرى.. كيف نعرف (البعاتى) قالت إن جثته تكون حية ولكن إذا نظرتم إلى العينين تلاحظوا انهما ميتات ولابريق فيهما...في لحظة انتقلنا إلى جوارها نحتمي بها.. ثم سألناها
    ومتى تعود أمها قالت بعد الأربعين ألان أنا ذاهبة إلى القبر أضع لها زيت في قرعة حتى تمسح جسمها عندما تخرج
    فهل تذهبان معي؟… قبل أن تكمل حديثها كنا أنا وآخي قد أطلقنا ساقينا للريح..



    الى الصديق العزيز على الحلاوى.. مع فائق الود والمحبة

    لا أدري كيف بدأت تلك المحادثة مع جارتنا التى كانت تعمل "داية" ولكن تطرقنا إلى العجائب
    التي تراها في مهنتها.. فقصت علينا كيف انه يوما أتى رجل إلى بيتها في منتصف الليل
    وأخذها إلى بيته في طرف المدينة.. فوجدت امرأة شابة تعانى من المخاض.. ومعها بعض النسوة.. ففحصتها وجدتها قريب من الولادة.. فطلبت ماء ساخن أخرجت أدواتها
    وشرعت في توليدها .. وكان ولادة متعثرة فخرج شئ ظنته "الداية" إنها المشيمة أتت متقدمة
    ولكن أخرجت بعد قليل كيس آخر ولم يخرج طفل.. بعد أن أكملت عملية الولادة
    نظرت إلى الأكياس وجدت بأحدهم حركة غريبة.. فقررت أن تفحصه ربما الطفل بداخله.. ففتحت الكيس بالمشرط وصرخت من الفزع لهول ما رأت في ذلك الكيس رأت
    أشياء صغيرة مثل الديدان تتحرك فأمعنت النظر فوجدت ما ظنته ديدان تربوا على
    المائة ما هي إلى أطفال صغار ..فصرخت مرة اخرى فأتى الرجل فنظر إلى الكيس… فأخبرته "الداية"
    إنها يجب أن تبلغ المستشفى.. فأخرج الرجل سكينه واقسم إنها إذا فعلت ذلك سيقتلها..
    ثم اخذ الكيس ودفنه بمحتوياته.. ومنذ ذلك اليوم تركت مهنتها هذه…
                  

04-03-2007, 05:18 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دثروني ..........زملوني (Re: bayan)

    الاهداء
    لذارية ابراهيم ابنتى و لزرايا عالم عباس
    و لندى امين
    ذكرى لا تتبدد

    يعود مع ثمار المانجو

    سحبت هنادى ذات السنوات الاربع عروستها ونزلت من السرير لتعرف لماذا تصرخ أمها هكذا
    وجدت عمها نظر اليها ولم يحملها ويلف بها مغنيا لها
    يا ملكة قلبى كما يفعل عادة .. جرت هنادى الى امها حملتها امها وصرخت
    وكانت تصرخ وتصرح لم تكن تبكى بل كانت تصرخ والجدة تحاول ان تهدئها
    وامتلأ البيت بالناس .. ما عداه هو لماذا لم يأتى يا ترى الا يسمع صراخ امها
    ادارت هنادى وجهها فى الوجوه كل الوجوه عابسة واللوعة تكسوها
    عمتها تحمل لينة الرضيعة و فى كل لحظة يدخل فوج و ينتظم فى العويل
    هنادى تفكر لقد ذهبت ماما الى المستشفى و أتت بلينة اللعينة ومن يومها
    صار لا احد يحبها و كل الناس الان يحبون لينة وكلما تقترب هى منها تزيحها الايادى فقط هو الذى بقى يحبها ولم يتغر يجلب لها الحلوة ويأخذها الى ميدان الكرة و فى الليل تقاسمه فراشه
    ولكن ذات يوم ذهب الى المستشفى وبقى هناك.. يا ترى ماذا لو حدث ورجع معه طفل ولد
    مثل لينة لقد اشترتها ماما من المستشفى والان ذهب بابا وقد يأتى بولد ولن يحببنى احد بعد الان
    ليته يأتى الان وحيدا.. جدتى قالت لابى لا تأخذ هنادى الى ميدان الكرة ذلك مكان للاولاد فقط.. ربما الان بابا سيأتى بولد ليذهب معه الى ميدان الكرة… وانا لن يحببنى احد…. ليته يعود
    وليت امى تكف عن البكاء وعن ضمى اليها بشدة اضلعى تألمنى..
    أنقضت الايام وهنادى لا تفارق امها المحزونة وعندما طال غيابه و انفض الناس
    سألت هنادى امها: أين بابا؟
    بكت ام هنادى وقالت لها : ذهب با بنيتى
    سالتها هنداى: متى يعود؟
    سكتت الام قليلا وقالت لها مع ثمار المانجو
    ومن يومها تراقب هنادى شجرة المانجو وفى ذات الوقت تنظر الى الباب فى موسم الايراق
    والاثمار.
                  

04-03-2007, 05:22 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دثروني ..........زملوني (Re: bayan)

    الى كل النساء ذوات الاجنحة...كما يراهم رجال بلادى
    ننجومي *

    نجاة محمود


    لا أدري متى بدأت هذه الإشاعة ولكن فجأة انتشرت مثل النار في الهشيم وتناقلت بين الرجال والنساء وعمت في القرية الفوضى.. وصارت ننجومى الشغل الشاغل للرجال والنساء على حد السواء… عادت ننجومى إلى القرية بعد أن مات زوجها في أحد التظاهرات العمالية.. عادت وحيدة منكسرة وعاشت مع أبيها الذي لديه حقل يزرع فيه اليام والكسافة وكانت المدينة قد ابتلعت كل أبنائه وصار وحيدا بعد أن ماتت زوجته.. وعندما عادت ننجومى فرح فرحا شديدا.. وصارت تعينه على الحياة وتبيع له ثماره في السوق الأسبوعي.. عندنا تسامع الناس الإشاعة وانتقلت إلى القرى المجاورة صار سوق قريتنا الأسبوعي من أهم الأسواق في تلك المنطقة.. كانت ننجومى تجلس القرفصاء قرب بضاعتها وفى دقائق معدودة صارت تبيع ما أتت به.. إذ يتصارع الرجال في الشراء منها,, فكانت الدهشة تعقد لسانها فلا أحد يساومها في ثمن ما تبيعه يدفعون المبلغ بكثير من الاحترام والتقدير.. عندما تذهب إلى الكنيسة يوم الأحد تتبعها الأبصار .. الرجال بنظرات محبة ومقدرة والنساء بنظرات ساخطة.. والصبية يتصبب منهم العرق.. وبعد الصلاة يحيها الكاهن تحية خاصة.

    سعدت ننجومى بوضعها كأرملة شهيد مقدرة ومحترمة.. فلأول مرة ترى أنه قد خرج شيء حسن من فقدها لزوجها.. صارت تساعد والدها في الحقل وتذهب إلى السوق لبيع ما تجنيه من مزرعتهما الصغيرة.. أخبرها الطبيب البيطري الذي زارهم دونما سبب أنها تستطيع أن تزيد دخلها إذا أدخلت بعض الدواجن فيمكنها أن تبيع البيض واللحوم كذلك.. وبعد أيام أتى الحداد دون سابق معرفة أيضا وأخبرها أنه على استعداد لعمل الأقفاص لدواجنها.. وبعدها زارهم المهندس الزراعي دون سابق معرفة.. وأخبرها إذا تريد زيادة الإنتاج عليها أن تغير نظم الري ..أخبرها أنه على أهبة الاستعداد لعمل ذلك بنفسه بدلا عن العمال.. ثم بعد ذلك زارها ضابط البوليس.. استجابة لبلاغ فتحه والدها قبل خمس سنوات عندما سرق أحدهم أدواته الزراعية وأخبره أنه سيجد في إحضارها له.. ثم أتى الطبيب مرة ليسأل لماذا لا تأتي للعلاج عنده فأخبرته أنها بخير وصحة جيدة ثم قال لها دعيني أتأكد من ذلك وأحضر حقيبته الطبية وفحص ضغطها .. وفعل ذات الشيء لوالدها.. وبعدها أتى مدير المدرسة وأخبرها أنهم يودون أن يقيموا جمعية للأمهات ويتمنى أن تساهم فيها . أخبرته ننجومى أنها لا أولاد لديها.. ثم أتى العمدة يوما وأخبر والدها أنه إذا كان يرغب في زراعة الرقعة المتاخمة له يمكنه أن يقدم طلب وسيصدق عليه وأحضر العمدة له كل الأوراق المطلوبة ووعده في الغد سيعود لأخذها.. كل هذه الأشياء والزيارات صارت تثير الريبة في نفس ننجومى ووالدها.. أخبرها والدها ربما كان زوجها رجلا عظيما ويعمل سرا في أحد الحركات السياسية.. فصارت ننجومى عندما تأتي إلى القرية بمجرد أن تقع أعين الرجال إليها يهرعون لها عارضين مساعدتها. وكانت تشكرهم بحزم. والصبية يسألونها إذا احتاجت للمساعدة في مزرعتها عليها فقط بأخبارهم وسيعملون دون مقابل.. زارهم القسيس يوما وأخبرهم أنه قرر أن يسجل بعض الزيارات للناس من أتباع كنيسته ويتفقدهم.. فرح الأب كثيرا وتذكر كيف أن القس لم يحضر عندما ماتت زوجته وبعدها صارت هذه الزيارات لا تثير دهشة ننجومى أو والدها..

    ومر العام هكذا إلى أن أتى موسم حصاد الكسافة فعند الصباح رأت ننجومى عددا مهولا من الرجال يقصدون مزرعتها ويعرضون مساعدتهم.. شكرتهم ننجومى بعد أن فرغ حصاد الحقل الذي كان يأخذ منهم زمنا طويلا في السابق..

    كما قلت أن سوق قريتنا قد ازدهر ازدهارا عظيما وصارت كل القرى المجاورة تأتي للبيع والشراء فيه.. لم يعرف أحد السر ولكن تبين إنها تلك الإشاعة الخبيثة التي تحيط بننجومى هي سر هذا الإقبال على قريتنا.. إلى أن وقف يوم القس في أحد القداسات وقال وهو غاضب أن في هذه القرية امرأة ملعونة.. هذه المرأة اللعينة هي سبب كل ما يحدث في القرية.... أصبحت الشغل الشاغل للرجال وهذه المرأة سيلعنها الرب في الدنيا والآخرة .. لأنها تعطي من تشاء وتمنع البعض الآخر وتثير القلاقل والبلابل . بين الأزواج والأخوان والجيران. ولذلك علينا كلنا أن نقف صفا واحدا مع الرب ونطردها من قريتنا.. واتجهت كل الأنظار إلى ننجومى التي دهشت لما قاله القس الذي أردف أن هذه المرأة الساحرة.. اكترت شيطانا في شكل حية أسكنته في فرجها.. لتقدم المتعة الشيطانية لمن تريد دون الآخرين.. وصرخ القس لاعنها وعلا صوته الغاضب.. وتكشف سر أنه عندما تعبر الأرملة ننجومى يخفي الصبية نتوءاتهم بحقائبهم المدرسية .. ويجلس الرجال في الأرض حتى لا تبدو نتواءتهم.. للآخرين..

    إذن في الأمر فرية صدقها كل الرجال في قريتنا والقرى المجاورة.. وراجت تجارة الملابس الداخلية الضاغطة للرجال…

    نشرت فى افق عدد يوليو 2004
                  

04-04-2007, 04:03 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دثروني ..........زملوني (Re: bayan)

    up
                  

04-04-2007, 05:23 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دثروني ..........زملوني (Re: bayan)

    جيت بيجاي


    تحايا
                  

04-05-2007, 02:58 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: منيرفا.....................طرادة (Re: bayan)

    Quote: جيت بيجاي


    وانا بجاي ايها الجالس القرفصاء الملوكي

    اها ببارييك والقاك بتجلس في الاماكن المخضرة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de