المنتديات السودانية الإلكترونية:ما بين الاستمرارية والبقاء والانقسامات الأميبية!! / ناذرالخليفة

Quote: معذرةً ما تجرأت بتنويهي هذا إلا لأنني أعتصر ألماً من تلك العواصف التي تجتاح منتدياتنا السودانية في أمورٍ يشيب لها الرأس ، من ذلك السب والشتم والهمز واللمز والطعن والتنابز بالألقاب والتشهير والتنكيل . . . وهلمّ جرّ!!! وقد قال الله عز وجل " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " والمجادلة بالتي هي أحسن ، هي التي تكون عن علم وبصيرة وحسن نية وبتهذيب وأدب وتواضع ورحمة ورفق وحسن خلق لأجل رد الباطل بالحق وتبيين وإظهار قبح الباطل على أن لا يكون قصد من نتيجة المجادلة هي النصرة ولو بالباطل أو العلو من أجل العلو ولو على درجات سُلم الباطل بل القصد يجب أن يكون تبيان الحق وإرشاد وهدي العباد إبتغاءً لمرضات الله. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم [ ما ضل قوم بعد هُدى كانوا عليه إلا أوتو الجدل ثمّ تلا ( ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قومٌ خصمون )] ، وقد ضمن النبي صلى الله عليه وسلم بيتاً في الجنة لمن ترك الجدال بالباطل من أجل الله عزّ وجل ، فقال عليه الصلاة والسلام ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً ، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً ، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خُلُقه وقد تكون الأسباب متعددة لمن هو ديدنه الجدال بالباطل فنجد فيه صفات ذميمة : - إظهار العلم والفضل من أجل بواعث ذاتية كالتحدي والأنا ولفت الإعجاب.... - الغرور والكبرياء والخيلاء. - محاولة الإعتداء النفسي على الغير كالتقليل من شأنهم وإحتقارهم والإستهزاء بهم وإظهار نقاط ضعفهم وركاكاتهم بغرض الإذاء والتشهير والتنكيل بهم وكل ذلك من أجل الحقد والبغض الذي يحمله على الآخرين. وقد ذم الله صفة الخصام والمجادلة بغير حق في قوله تعالى " ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام" وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنّ أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم) والألد الخصم هو ذاك الشخص الذي يكثر الجدال ولو كان على باطل ولا يقبل الحق وإن كان مثل الشمس في رابعة النهار وهذا يقع عليه قول الله عز ّوجل " ..وإذا قيل له أتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد" فنحن حتى نترفع عن تلك المشاحنات والضغائن ونرتقي لسمو الخلق وعفته ، علينا أن نلجم ألسنة غضبنا وكظم الغيظ ومحاولة إتخاذ الأناءة والروية والحكمة لغة التخاطب والحوار ، لأننا إن لم نحرص فيما نود قوله وذكره سنفتقد لمفاتيح العدل والحكمة فتصدر منا ردود أفعال غير حميدة ، كأن نسب ونشتم ونلعن فيدخلنا ذلك في دائرة الفحش ، حيث يقول صلى الله عليه وسلم ( إنّ الله لا يحب الفاحش المتفحش ) وكما هو معروف الفاحش هو الذي يقذف بكلمات من لسانه بذاءة وقبح وكل ما لا ينبغي أ ن يقال أو يُسمع ! ! لذلك علينا بالآتي: - أن نحترم أنفسنا قبل أن نحترم الآخرين مع تقوى الله والتورع ولنتنبه من مكائد الشيطان حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنّ الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكنه لم ييأس من التحريش بينهم ) أي أن الشيطان ستكون لحظاته لحظات عيد وفرح وسيدق لها الطبول لما يراه بين إخوة متشاحنين ينتمون إلى دين خير الأديان. - التنبه لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ). وكما قال الشاعر: إنّ القلوب إذا تنافر ودها * * * مثل الزجاجة كسرها لا يجبر - قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كانت عنده مظلمة لأخيه ، من عرض أو من شئ فلتحلله منه اليوم ، من قبل الا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سئيات صاحبه فحمل عليه) - وقوله صلى الله عليه وسلم ( من إعتذر إلى أخيه المسلم فلم يقبل منه كان عليه مثل خطيئة مكس ) والمكس هو الضريبة التي يأخذها الماكس. لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب * * * ولا ينال العُلا من طبعه الغضب - قول الله عزّ وجل " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد إحتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً" * لذلك حينما لا نأخذ بهذه المبادئ الإسلامية السمحة ولا نعيرها إهتمام يليق بسموها و التي رصدها لنا خالق الخلق العالم بشئون عباده وبإرشاد وتوجيه نبينا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه نجد بأنّ أنفسنا قد إنزلقت إلى أهواء النفس الأمارة بالسوء لذلك قد نجد في منتدياتنا السودانية هذه قد كثُر الغث من سوء الخلق وفاحش القيل والمقال وساءت المنابر مصيراً فنجد تلك السلبيات الهادمة لأهداف ومرامي المنابر فنجد الآتي: - إفتقاد المنتدى لهدفه السامي وهي الرفع من رقي القلب والذهن والعقل لجميع ضروب الحياة الدنيا والآخرة. - كثرة الخصومات التي تؤدي إلى البغضاء والشحناء بين الأعضاء فتحدث الإنشقاقات والتكتلات الشخصية بمبدأ كن معي أو أكون ضدك. - التقليل من إبداعات المبدعيين حيث لا يجدون الأجواء الملائمة لإنزال ما لديهم من إبداعات وكأن الجوء اصبح ملغم وغير صحي للكلمة النقية الصافية. - تعدد المنتديات بسبب تلك الخلافات والتي غالباً ما تكون الخلافات الشخصية لها النصيب الأكبر من جذور ذلك الخلاف. - دائماً ما تكون تلك المواضيع الخلافية إنصرافية الأهداف بحيث لا يجد القارئ أو العضو ضالته العلمية والثقافية والتي من أجلها حاول التصفح من أجل أن يغذي ذهنه علمياً بشتى أنواع العلم والمعرفة. - إنصراف المجادل عن كل ما هو مفيد بالمنبر ويصبح ديدنه متابعة ردود خصومه وتجهيز ردود لخصومه ويهلوس بتفكيره العدائي ليل نهار مخاطب نفسه بهمسه لنفسه سأكتب له رسالة حتى يعي الدرس تماماً وهكذا دواليك وفي نهاية المطاف يرجع بخفي حنين. • ختاماً اقول لا بد لنا أن ننظر لمنتدانا هذا وللمنتديات الأخرى السودانية ما هي إلا واجهة إعلامنا الأسفيري الذي يعكس على مرآته أخلاقياتنا وسلوكياتنا وعاداتنا وتقاليدنا ومبادئنا وعلينا أن نتعاضد وننبذ تلك الخلافات الشخصية التي لا تخدم قضايانا الحامية في ديننا ووطنا والله نحن في حاجة ماسة لبعضنا البعض ، فنسأل الله أن يعفو عنا ويغفر لنا وأن نكون جميعاً أخواناً لا أعداءً وان يالف بين قلوبنا . وأخيراً وليس آخر أختم قولي بقول الله عزّ وجل" الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون" تقديري