|
عندما قال واحد لمصطفى انت فنان صفوى
|
بعد انتفاضة ابريل خرج مصطفى سيد احمد،على الناس بتجربة غنائية جديدة،تختلف من حيث الشكل والمضمون عن الطريقة التى بدا بها مسيرته الغنائية وعماهو مطروح فى ساحة الغناء.كانت التجربة من الجدة بمكان بحيث ان الاذاعة رفضت تسجيل كل الاغانى التى تقدم بها.ولم يجد مصطفى ملاذا غيراؤلئك النفر من اصدقائه الذين ادهشتهم نضارة التجربة فشدوا من ازره وافسحوا له فى مجالسهم،يغنى لهم فى جلسات الاستماع التى بدات صغيرة لا يكاد يتجاوز حضورها عدد اصابع اليدين.وشيئا فشيئا، بعد ان اتسعت دائرة الاصدقاء والمعجبين بدات جلسات الاستماع تعقد فى الجامعات والمعاهد العليا والمنتديات. اذكر انه كنا فى جلسة استماع باتحاد شباب بيت المال جنوب،وكان عددنا لا يتجاوز العشرين.غنى مصطفى مجموعة من اغنياته الجديدة ثم فتح باب الحوار كعادته لسماع اراء الحضور ومقترحاتهم حول تجربته الجديدة.قام شاب وقال :انت يا مصطفى فنان صفوى قاعد تغنى بس للمثقفاتية ديل،حقو تمرق بره وتغنى للجماهير الكادحة دى فى الشوارع؟ لم يرد مصطفى ولكنه ترك الباب مفتوحا للتعليق.فقمت انا- واعوذ بالله من انا -ورديت على ذلك الاخ ,وقلت له:ان الفن الاصيل لا يجارى الذوق العام وانما يرتقى به، فكانه ياتى الى الناس من المستقبل.ولذلك من الطبيعى جدا الا يتجاوب الناس مع مصطفى من البداية. ولكنى على يقين انه سياتى قريبا اليوم الذى تكون فيه اغانى مصطفى على كل لسان وضربت امثلة فى مجال الفن والفكر لم يالفها الناس اول الامر، ولكن بمرور الزمن الفوها و فضلوها على ما كان سائدا قبلها.وقد كان؛ فلم يكد عام1989 ينصرم حتى صارت اغانى مصطفى منتشرة فى كل مكان،فى فى الحافلات والقهاوى ومحلات بيع الاشرطة بل ان بعض الناشئة بدا فى تقليده.حتى الصحف والاقلام الصفراء التى كانت تسخر منه صارت تتاجر بفنه وبحياته وبموته؛
|
|
|
|
|
|