قررنا انا وصديقى صلاح مصيبة السفر الى صنعاء من مدينة الحديدة التى نعمل بها معلمين لتكملة الاجراءت للعام الجديد..كا ن صلاح مصيبة يحمل مع كيس به شرائط كاسيت كنت اعرف ان معظمها لمصطفى سيد احمد..استقلينا احد باصات الرويشان السياحية التى تسافر فجرا الى صنعاء..وتحرك الباص..ادارالمضيف شريط لاغنية عربية من النوع التيك وى...اضجرت كل اليمنيين المسافرين معنا..وفجاءة تنبه المضيف المهذب للكيس الذى يحمله صلاح واقترب مننا لاستعارة شريط كاسيت وتشغيله..اصبنا بالحرج الشديد حيث كنا نعرف ان الاشقاء العرب لا يتذوقون السلم الخماسى غالبا..ولكننا فؤجنا بموجة عارمة تجتاح الباص على انهم يريدون سماع غناء سودانى..اخرج صلاح شريط الحزن النبيل الاصلى وسلمه للمضيف وبدا ت الالحان العذبة تنساب فى الباص الذى يتراقص بنا بين الجبال..بدا مصطفى سيد احمد يمارس سحره على الاشقاء اليمنيين، اذ خيم الصمت الجليل علىالباص واستسلم جل الاطفال الى النوم..الجمتنا الدهشة انا وصلاح..واستمر الشريط قى الرحلة التى تتجاوز الخمس ساعات والاخوان اليمنيين يصرون على قلب الشريط..وعندما وصلنا الى صنعاء طلب المضيف ان نعطيه الشريط بينما تحلق بقية الاخوان يسالوننا عن اسم المطرب واسم الالبوم واين يجدوه .. اخبرناهم باستريوا الاهرام فى التحرير وانفض سامر القوم وهم فى سعادة غامرة كان مصطفى سيد احمد..الراقص مع الجبال ومعجزة السودان حاضرا قىذلك اليوم المشهود ورفع راسنا عاليا فى زمن اصبح الفن الجاد والرصين رسالة وسفارة بين الشعوب..بل لاحقا وجدناكثيرمن ابناء اليمن اللذين لهم صلة بالسودان يحبون شرايط مصطفى سيد اجمد ويقتنوهابكثافة تذكرو ا ن هذا الرجل رحل قى يناير ..هل انتم جاهزون للاحتفاء به لا شك ان سودانيز اون لاين التى عودتنا بالكثير والمثير تعد لنا مفاجئات فى يناير شهر الاستقلال...
(عدل بواسطة adil amin on 11-15-2003, 01:53 PM) (عدل بواسطة adil amin on 11-15-2003, 01:55 PM)
11-15-2003, 02:35 PM
Elmosley
Elmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683
الأخ عادل تحياتي الشعب اليمني شعب مدهش و مثير للإعجاب ولا يمكن للشخص أن يعطية حقة إلا بعد أن يتعامل مع اليمنيين و فعلا الحكمة يمانية ...... تحية من خلالك لكل الشعب اليمني العظيم.
11-15-2003, 07:02 PM
adil amin
adil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38128
الاخوان يوسف الموصلى وحسين ملاسى خواتم مباركة يمكن هذه التداعيات تناسب شهر رمضان وتعرف الناس بالوجه الحقيقى لليمن..التى تعلمنا منها الكثير والمفيد..واتمنى ان تسنح فرص اخرى لكتابة بعض الصور التى يشكلها الموزاييك اليمنى...تصورو كمان اول مرة اكتشف ان اغنية الدرب الاخضر لعثمان حسين شاعرها يمنى اخر ..جعفر لطف امان...وهم شعراء ثلاثة شكلو بصمات واسعة على خارطة الوجدان السودانى..عبده غانم..جعفر لطف امان..وحسين بازرعة..ونتمنى من الاخوان فى سودانيز اون لاين ان يحتفو بهؤلاء الشعراء .خاصة ان نزار غانم ابن الراحل عبده غانم عضو فى سودانيز اون لاين
11-15-2003, 07:18 PM
sheba
sheba
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1874
رحلت ايها الفنان ولكنك ذهبت عظيما كما اتيت ... كما قدمت ..ذهبت منتصب القامة مرفوع الراس رغم الداء رغم انك لم تعرف سوى سيجارة البرنجى والتى كنت تعتبرها خروجا سافراً على تعاليم القرية وقيمها واخلاقها ..لقد عشت رجلا عاديا ياكل الطعام ويمشى فى الاسواق ويحن الى ود سلفاب.. كنت فلاحاً عاديا يعشق الماء والتراب واشجار الخروع التى تحيط بمزرعة الحاج( سيد احمد) ولكنك كنت تتحول الى شى غير عادى عندما تمسك عودك لتدندن بلحن قديم أو ترسى دعائم لحن جديد أو تعالج فى صبر ذلك النص الشعرى ليحى فضل الله حتى يستسلم لك اخيراً .
ورحلت يا مصطفى
كلهم بدون إستثناء تغنوا للحبيبة المشتهاة ذات الخصر المياس والنهد المدردم والبرتكان والتفاح وكبرتى وليك 19 سنة وحتى بدور القلعة التى ما تركت فى جسد الحبيبة شبراً الا وغزته .. الا انت كنت تغنى لـ وضاحة ولـ وجيدة ولـ مريم اخرى تعرفها انت .. كنت تسال الحبيبة قائلا : (نفسى فى داخلك اعاين اروى روحى واشوف منابعك) كنت تريد الدواخل ولا يهمك المظهر ولا البرتكان ولا التفاح. كنت تسال الحبيبة ( ابداكى من وين ...من ياتو منفذ بدخلك)
ورحلت يا مصطفى
من كان مثلك ..لا احد ..من جاء مثلك ... لا احد .. من جاء بعدك ... لا احد ..ايها الراحل المضمخ بالاحزان والوجع الرمادى .. ورحلت يا عصفورنا الاحلى .. رحلت تماما كطائر غريب ابتعثتك السماء لنا عوضا عن الهنات من حولنا .. بدات تضمد جراجنا ..قدمت كرخ خرافى جاء ليمنحنا العزاء كنت مبعوث العناية الالهية .. كنت غريبا عن ديارنا ورحلت ..
ورحلت يا مصطفى
رحلت ككل الاشياء الجميلة والنادرة رحلت كنسمة قادمة من زمن لم تالفه هذه البقاع الاثيمة ..رحلت كحلم رائع فى ليلة صيف ماطرة اختفيت في تجاويف الغيب لانك وليس سواك كان الرحيل يؤرقك وكان لابد ان تفعلها وتذهب مع سبق الاصرار ..كانت جرثومة السفر قد تشرنقت فى دواخلك المرهفة.. كنت قد اسرجت راحلتك وفعلتها بعد ان منحتنا كل ما لا يمكن ان يتكرر .
رحلت يا مصطفى
تماماً كـ على المك والعميرى والتجانى يوسف بشير وحتى صاحب الطير المهاجر ( صلاح ) نفسه لم يعد من سفرته ابدا .. لكنك طويت المسافة بين الدوحة وودسلفاب وعدت محمولا على الاعناق داخل صندوق خشبى وزرت معهد الموسيقى والمسرح فى الطريق الى الحاجة ست الجيل لتعانقها هناك ... وكان برفقتك ابوعركى البخيت ..ليتك كنت تراه يبكى فى صمت ..وحنان النيل تبكيك فى اسى وخطاب حسن احمد ينظرالى الارض ولا يستطيع رفع عينيه والعم الخزين يردد بمكرفونه اغنياتك فى وقت غابت فيه اجهزة التلفاز والازاعة
اريتك يا حزن تكبر .. تعرش جوة فى الاعماق وتصبح صوت.. اقول.. واقول آه يا ليل.. وآه يا نيل اريتك يا وجع تزداد .. تطول وتطول تتمد حزن نديان وتصحى تقول : رجع فاضى الكلام مليان دموع الناس تسيل يا ليل دموعنا تسيل ..تسد كل الدروب يا ليل دموع الغابة والصحرة دموع النيل دموع الناس دموع الحاجة( ست الجيل)
صور نادرة للراحل المقيم فى شقته بالدوحة نوفمبر 1995 ...................................... ترى لمن يلوح ؟؟ .........................................
رغم المرض والالم لم تفارقه ابتسامته العذبة ......................................... .......... اطنان من الادوية والدربات .........................................
......................................... البشكير لا يفارقه كتفه ابدا وهى عادة ظلت ملازمة له اينما رحل وفى البعيد صورة لطفلين يبسمان فى مرح وشى من المرارة
.........................................
......................................... بخاخ الازمة فى يده ؟؟ .........................................
......................................... عدد كبير من اشرطة الكاسيت تحوى على اغنيات يجب ان تحفظ وتجمع ترى اين هى الان؟؟ ......................................... .......................................
11-17-2003, 11:56 AM
adil amin
adil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38128
شيبا ليك التجلة والتحية وانت تزيين هذا البوست الجاف بابدعاتك السحرية انى اكتب لك هذا الرد والدمع المر يحول بينى وبين الحروف وانا ارى هذا الراحل الناحل كالطيف وصوره تزين البوست فقط بمناسبة البخاخ بتاع الازمة ده..كنت زمان ازور معهد الموسيقى والمسرح عندما كان فى العمارات شارع 61 بحكم ان اختى كانت تدرس هناك..وفى يوم جمعتنى جلسة فى ظل شجرة شاحبة مع مصطفى سيد احمد وقبل ان يتمدد بمساحة السودان ويعرفه الجميع..ودار حديث ودى بيننا..احزننى ان يفتح حقيبته ويخرج هذا البخاخ الازرق الذى اعرفه جيدا نسبة لتكمن مرض الازمة من عدد من افراد اسرتى..كان صفير صدره يسمع عن بعد وسالته -يا استاذ مصطفى كيف يمكنك الغناء وانت تعانى من هذا الداء الرهيب اجابنى طيب الله ثراه - نعم انى اتالم كثيرا حتى اخرج مقاطع الاغنية ويكون ادائى جيدا..وانسى الالم نهائيا عندما ارى الجمهور قد سرى فيه الاعجاب وتجاوب معى كان هذا اخر عهدى بالراحل المقيم مصطفى سيد احمد انظر عزيزي شيبا لهذا الرجل الذى كان يصنع الفرح ويصارع الموت لانه لا يسرف فى الحياة..وفى قمة التواضع والكرم والادب ان مصطفى الانسان..كالبصمة لا يتكرر ابدا فقط ترك ورائه فراغا ابديا كما تفضلت انت بذلك..التحية لك مجددا ومرحب بيك فى دربنا الاخضر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة