اذا كان الاستاذ يحى فضل الله مقلاً فى سرد ذكرياته مع مصطفى - واتمنى ان يقرأ هذا البوست- فلنحكى نحن تلك الذكريات وهذا هونص رسالة كتبها الاستاذ يحى فضل الله للراحل المقيم مصطفى سيد احمد بتاريخ 6/1/1994
البيت خلا .. حتى العصافير البتفضح سر صباحات الغنى نفضت جناحاته وطارت .. خاصمت حتى السما
هل تفرقت بينا السبل ام ما زلنا نلتقى؟ دائماً احتاج الى أن ألجأ الى اسئلة قد لا تفضى الى إجابات .. مصطفى هل انت بخير ؟ ماذا يعنى ذلك الرجوع الى القرية ؟كنت تخاف من ذلك حيث يكون الجرح هو الرفيق الثانى لكن رفيقك الاول "العود"كانت له وجهة نظر اخرى , تخيل انك لا تخاف الآن على ذلك الرجوع ..انت أيها المسافر مع المرض لكنى أجزم تماماً انك لم تغادر الامكنة الحميمة ؟ مصطفى هل كل الارض منفى ؟هل عرفت ما معنى المنفى؟ هل انت محاصر بالرحيل والغربة ؟؟علمتنا يا مصطفى ان نختلف ان نتآلف مع الاستثـناءات .. أن نصمت حين يعلو الصراخ وأن نصرخ حين الصمت يلبس اقنعة الخوف ويمشى برجلين من خيبةٍ وإنكسار .. طعنا الضل ..طعنا الضل وفى الاحلام ..طعنا الضل
كنت اقرا حديثك المسموع فى كتاب أهل المغنى ها انت تقول " كانت آثار المعاناة فى ظروف المرض إيجابية لحد كبيرفبين آلامى الشخصية ومشاعر من حولى والخطابات المحملة بالدعاء والحب الذى يظهر فى عيون الناس وانفعالاتهم تشتعل مشاعر متنوعة وعميقة ,قد تؤثر فى إختيار نصٍ او لحنٍ بعينه وهذا يؤكد اننى ما توقفت لحظة رغم الألم " حين يصمت المغنى لتموت فى أحشاءه أسرار البقاء هكذا يقول محمود درويش ,إختلفت الاسرار حول معنى الاغنية يا مصطفى وقد إختلفت معها الاراء قال احد كبار الفنانين " والله انا خايف ناس مصطفى ديل يجوا ينافسونا كمان " ألم أقل لك يا مصطفى أن فكرة هزيمة الغياب هى فكرة ممتعة .. ها أنت غائب ولكن رأيت بعيونى كيف يلتف أولئك الباحثين عن مقعد خال فى البص أو الحافلة رايتهم ينسون ذلك الصراع اليومى والدائرى ويقنعون بممارسة الانتظار لعل تلك الزحمة تخف .. يلتفون حول كشك مرطبات بالقرب من موقف " الجميعاب " ويعرفون أن الإنتظار ممتع جداً مع صوتك الذى يتسرب الى الوجدان من خلال أجهزة التسجيل فى المحلات المجاورة إنها حالة حضور مكثف ولكن يبدوان حالة غيابك لها نفس القدر من الكثافة
ها نحن نفتقدك .. نفتقدك دائماً .. احلم يا مصطفى ان أتناول معك كوب شاى .. ترى هل هذا حلم سريالى .. أحس تلك الأوتار القلقة وهى تبحث عن مدخل لقصيدة تحمل القلق والشفافية ما يكفى تماماً للمغامرة .. يكفى تماماً ان نعرف أن ابتعادك هو مادى بجسمك فقط ولكن نحس أن اقترابك يتقمص حالة الطيف المتسرب عبر الصوت وتشكيلاته .. هل تراك يا مصطفى ما زلت تضع البشكير على رأسك ؟؟ انا واثق جدا أن برنامجك الداخلى مرتب جداً .. مصطفى ان الدموع التى مارست قداستها على وجه الشاعر صلاح حاج سعيد تكفى تمامًًاًًًًً لكى تعلم أن حضورك ..غيابك..مسالة مازق نحاول كلنا ان نجد مخرج له ..
كان صلاح يستمع الى الحزن النبيل بتوزيع الموصلى – ضجت فيه الخبايا وتنوعت عنده أشكال الشجن وحين بحث عن الذكرى كانت دموعه أقرب .. مصطفى إنها الارض التى تغطت بالتعب .. القدرة وحدها هى التى تستطيع أن تجعل من هذا التعب شجرة أصلها ثابت وفروعها فى السماء إن مساحة الشوق دائماً خضراء ومتسعة مصطفى ترى كيف يفكر سامر وسيد احمد فى هذا الرحيل المتواصل . سلامى الحار لبثينة والاطفال يا بنية بغنوا والاحلام بدونك عادت لو واصلنا صباحة بيطلع .. مصطفى ان البحث عن صباح جميل ونقى بحث وجودى لا يقيم وزناً للاستسلام ان الاستمرار فى فتح اماكن جديدة وتصورات مختلفة يعمق معنى الحياة ...يا مصطفى احلم بان نلتقى احس بحاجتى الملحة لدرجة الاحلام .. احلم بونسةحميمة معك ..
Quote: ها نحن نفتقدك .. نفتقدك دائماً .. احلم يا مصطفى ان أتناول معك كوب شاى
مش موقع و بس ياريت كتاب كبيييييييييير يجمع كل الكتب المرقت مصطفي بقامة الوطن مصطفى الرائع انه غطى خارطة السودان في الطبعة الجاية من الاطلس بكون مصطفى مش في النيل ومتفرع لي ازرق و ابيض اها مصطفى بطول النيل و عمقه لكن متفرع و مغتي المليون ميل اننا الان نفتقدك و رغم وجودك و انت الزيك لا بفوت لا بموت لكن فاقدينك
Quote: لكى تعلم أن حضورك ..غيابك..مسالة مازق نحاول كلنا ان نجد مخرج له ..
و رغم الحزن العايشنو مش قلت لينا
متخبية والناس شايفنك باباى ونخيل متخفية والناس عارفنك قرآن وإنجيل وشقانا معاكى .. هو إنـّك طاويك الليل لكن واردنك .. وراويانا لا عيون تحزن .. لا دموع بتسيل باكر ضوّاى
و ماكذبت لكن الحزن عمرو ما فايتنا ودموعنا وراك نيل ما بتقيف ياوطن متفرد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة