|
عندماوجدت جدتى تستمع لاغنيةعم عبدالرحيم- قالت لىغنانا دة الجابو ليكم شنو؟؟
|
الكتابة عن الرحل المقيم مصطفى سيد احمد متعة لا أستطيع إنكارها او الفكاك منها, وتجربته الغنائية ذات رهبة توج النفس عند تناولها بالتحليل والتقييم لأنها قيمة حياتية لفنان مبدع وهبنا لحظات من عمره ثم ارتحل وكان لزاما علينا ان نوثق له ولتجربته الفذة .
أقول هذا للذين ما فتئوا يتساءلون - هو الزول الاسمو شيبة ده ما عندو شغلة غير سيرة مصطفى ؟؟؟ الزول مات ما مريحو فى قبرو ياخى أدعو ليه ربنا يغفرلوا ويرحموا بدل ما انت فاتح لينا البورد مناحة اللهم اغفر له وارحمه بقدر ما قدم آمين يا رب العالمين
كدة كويس يا اخوانا ارتحتو خلاص , يلا خلونا فى حالنا الله يرضى عليكم
اذكر اننى فى احد الأيام دخلت على جدتى وكانت تستمع الى الإذاعة التى تطلق إحدى أغنيات مصطفى سيد احمد ووجدتها مطرقة تستمع بطرب شديد .. اندهشت لذلك .. سبحان الله .. كنت احسب كغيري ان الكلام الذى يقوله مصطفى والالحان التى يغنيها والنصوص الحديثة العادية والرمزية منها يصعب على الجيل الجديد من الشاب الحالى ناهيك عن امراة مثل جدتى .. ما الذى يجعل امرأة من الجيل الثالث قبل جيل الحداثة والعولمة وهى التى عاصرت الطمبرة والدوبيت والجابودى والجرار, ما الذى يجعل فى خلاياها بعض الانجذاب نحو ما يغنيه مصطفى .
ولم تكتفى جدتى بذلك بل بدات تطلب ان تستمع الى بعض الاغنيات فقلت فى نفسى – ومالو كدى نشوف اخرتها شنو- واحضرت لها شريط عم عبد الرحيم وعندها بدات تستمع بشغف وحرص وتهللت اساريرها وانتفضت مشاعرها واستعادت وجودها ثم قالت لى – دة غنانا زاتو الجابو ليكم شنو – هسة انتو بتعرفو- الطرقة – الصفاح – تسريح السفر-المشرع- التكل – ثم نادت على حفيدتها وبدات فى سؤالها من كل ما قالته قبل قليل ولما اجابت الصغيرة بالنفى التفتت الى وقالت - ما قلته ليك ده غنانا ذاتو ؟؟
ابنها المهندس الميكانيكى لا يهتك كثيرا بمعظم الفنانين ولكنه يموت فى مصطفى و - مريم الاخرى – تحديدا . اما حفيدتها الصغيرة التى تدخل الجامعة هذا العام فهى لا تستمع لاى فنان سودانى سوى مصطفى تملك كل اشرطته وتحفظ أغنياته
ترى كيف جمع مصطفى بين هذه الاجيال الثلاثة – الجدة التى تقارب على الثمانين- وابنها الشاب - و الحفيدة التى كانت رضيعا عندما استن مصطفى مبدا جلسات الاستماع وبدا فى تقديم تجربته الفريدة فى بداية الثمانينات . جيل هذا الصغيرة الذى ظل يرفض كل أشكال الغناء الذى نشأ بعد العام 1989 وانحاز لتجربة مصطفى الغنائية , اذا طربت الجدة فما الذى يمنع الحفيد ان يطرب هو ايضا وكذلك جيل الوسط . ولا زلت اذكر ذلك المحاضر الامريكى بجامعة امدرمان الاهلية الذى غنى - والله نحن مع الطيور بالجيتار- فى لقاء تلفزيوني ولم يكتف بالغناء فقط بل وشرح ايضا مضامين تلك الاغنية ورؤيتها العميقة لمعنى الحرية .
من الغرائب والمفارقات التى تبدو جلية وواضحة أننا شعب نحتفي بمبدعينا وهم أموات لا نستشعر قيمة أشياءنا الا حين نفتقدها وتتوارى فى البعيد مع انها كانت رهن أصابعنا . والاحتفال بمصطفى هو ما يجب ان ياتى على الطريقة التوثيقية والتعريفية والتحليلية والنقدية ايضا وهذه مهمة لمشروع مصطفى الغنائى وان يجلس الجميع ويتفاكروا معا , فالاحتفالات والتابين والتصفيق وما يجرى الان لا فائدة منه , نريد ان تكون اغنيات مصطفى فى يد كل زول وفى سمع كل انسان فى الاذاعة وفى التلفزيون وفى الحافلات وفى الشارع والكافتيريات والجامعات وكل بيت سودانى .
حينها فقط يمكن لابو سامر ان يستريح فى رقدته ولروحه الشفيفة ان تستقر و ترتاح ولكم حبى
تجميع من عدة صحف لعدة كتاب مرتضى الغالى صلاح الدين مصطفى
|
|
|
|
|
|