دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: حبيبى اكتب لى– الكاشف- بصوت مصطفى سيد احمد – اهداء خاص الى العزيز موديك (Re: sheba)
|
شيء جميل أن يكون هناك هذا الحرص الجميل على الحفاظ على صوت الراحل مصطفى مؤدياً الأغنيات التي أحبها وكونت مقوماته الفنيةقبل ولوج الساحة الغنائية. لا أعرف لماذا لم أتمكن من سماعها، ربما شوية تخلف تكنولوجي ترجو أن تنجدونا لتلافيه حتى نستمتع معكم. والشيء بالشيء كما قيل يذكر، فإن أغنية "رسايل" (حبيبي أكتب لي) لها قصة فريدة حين كانت قصيدة، وبعدما أضحت أغنية. فقد نظمها الشاعر عبيد عبد الرحمن يناجي فيها صديقه ورفيق دربه الشاعر سيد عبد المحسن عبد العزيز الذي لا يعرف كثيرون أنه كان له باع في التأليف المسرحي مثلما شارك في نظم أغنية ما يسمى "الحقيبة" والانتقال بها الى مرحلة هيمنة الآلات الموسيقية على الأداء الغنائي السوداني. ومثل رفيقه عبيد عبد الرحمن كون ثنائياً متميزاً مع الفنان إبراهيم علي أبو جبل المعروف بالكاشف. وجاءت دواعي المناجاة بسبب إقامة عبيد في أم در أمانه، بينما كان سيد يقيم في الأبيض عروس الرمال حيث كان يعمل ملاحظاً لورشة مصلحة النقل الميكانيكي هناك. لا يعرف كثيرون، بل سيدهشون حين يكتشفوا أن ملحن هذه الأغنية العملاقة ليس الكاشف، وإن كانت لا تزال مسجلة في بطاقات المكتبة الصوتية لإذاعة أم درمان باعتبارها من تلحينه. ملحنها الحقيقي هو الفنان الكبير الأستاذ التاج مصطفى متعه الله بالعافية وأبقاه. وهو حي يرزق لمن شاء التأكد من هذه المعلومة منه. وقام يتوزيع الأغنية والإشراف عليها حين تم تسجيلها في أستديو الإذاعة الموسيقار الإيطالي الراحل إيزو ما يستريللي، وقد خلدت ذلك التسجيل صورة فوتغرافية شهيرة تظهر فيها الفرقة الموسيقية بقيادة مايستريللي، والكاشف مؤدياً والتاج مصطفى يرقب التسجيل ضمن الجوقة الموسيقية. ولم يكن الكاشف بحاجة الى من يلحن له، وكذلك التاج ليس بحاجةالى أن تضاف "رسائل" الى الديوان العذب الذي ابتكره من الألحان. ولو أن الإذاعة اكتفت من تسجيلات التاج كلها بأغنية "الملهمة" لكفته مجداً على مر العصور. وكانت تربط التاج وابراهيم صداقة فريدة ومودة قل أن يوجد نظير لها في هذا الزمان. والتاج يقدم مثل هذه الألحان من دون أن ينتظر من يقوم يمدحه وتقريظه، فقد قدم في زمان سابق الى الفنانة القديرة الراحلة عائشة الفلاتية لحن أغنيتهاالذائعة "عني مالهم صدوا". ومن طريف ما رواه التاج أن عائشة ارتجت أثناء جلسات التحفيظ، فكانت تقول "فكري سرّه وحاجت أشجانه" بدلاً من "فكر سرّح وهاجت أشجانه". وذكر أن تحفيظها هذا المقطع بشكله السليم استغرق وقتاً ليس بالقصير. أظن أنكم تعرفون القصة الشهيرة لعائشة مع الكاشف... فقد ذُكر أنها سئلت في مقابلة أجرتها معها إذاعة ركن السودان في القاهرة (وادي النيل حالياً) عما إذا كانت على دراية بالقراءة والكتابة، فردت "أنا واخوي الكاشف لا بنقر ولا بنكتب". وقد نفت الفلاتية أن تكون قد قالت ذلك، غير أن الطرفة وجدت رواجاً كبيراً حتى غدت مثلاً سائراً بين ظرفاء السودان. ومصطفى سيد أحمد - عليه رحمة الله - كان يكثر التغني في جلساته الخاصة بعدد من الأغنيات التي كان يعدها من أمهات عيون الغناء السوداني، وحسبك منها "قلت أرحل" و"ما شقيتك" و"الذكريات" و"بلابل الدوح" و"الأمان". ولم يكن يتكسب بأداء تلك الإنيات في حفلاته العمومية، لأنه ببساطة كان قد امتلك رصيداً من الإغنيات الخاصة به التي تكفي لإحياء ليلة بحالها. كان مصطفى حقاً دوحة في حديقة الغناء السوداني، لكن المنية كانت له بالمرصاد. وإذا كان ثمة من يحرصون على جمع جلساته الخاصة وأدائه لأغنيات زملائه وأستذته من الفنانين، فلماذا لا ينشطون في تسيير موقع RELIABLE يضم مكتية رقمية كاملة لأعمال هذا الفنان الذي تقدم زمانه كثيراً. فقد لاحظت أن المواقع التي تحمل اسمه على شبكو الانترنت لا يمكن الوصول إليها بسهولة. وأعتقد أنكم يا شباب قدر هذه المهمة وأكبر بكثير. فهلموا لتخليد فنان السودان الراحل بما يناسب تحديات العصر. وأنا مستعد للمساهمة بما في مكتبتي الموسيقية الخاصة من نوادر غنائية بصوت مصطفى. وقبل ذلك أعينوني على كيفية الاستماع الى مثل هذه المقاطع التي ترسلونها على الانترنت. ولكم تحياتي وتقديري.
| |
|
|
|
|
|
|
|