غناء العزلة ضد العزلة بصوت شاعرها الصادق الرضى
لنك الحفط
... .. اضغط هنا زر الماوس الايمن واختار حفظ…Save target as……النص الكامل لـ غناء العزلة ضد العزلة
الصادق الرضى
الىعبداللطيف محمد الحاج
كما يتسرّب الضوء شفيفاً
صوب سطح البحر
وهو محمّل’’ بروائحِ القمر
النبيِّ خلاصة السحر
غناء النشوةِ الكبرى.
وهفهفة العناصر في تراكيب الضياء
تتصاعدُ الأرواحُ في الأمواجِ
وهي ترتّلُ الغصِّة شيئاً من
خواص الماء
خيطاً من دُخان الرغو
في همسِ المزاميرِ
وَوَشوشة الغناء على شفاه الحورِ
إذ يسبحن بين القاع والسطحِ
فضاء الرهبة الصدفيةِ، اللالونَ
حيث الصمتُ فاتحة الوجودِ الداخليّ
لدولةِ البحرِ وقانون المياه
خذ من شعاع الشمس نافذةً
وحلّق في فضاءات الغيابِ
إلى رحيل أبدي
لا مكان الآنَ لكْ
والله يسكن بالأماكنِ كلّها
وجهاً يضوِّء بالأزقّةِ
شارعاً يمتدُّ في كسرةِ
الخبز - الطعام
المستحيل - إالى ثياب الفقراء
! ماذا يلوّحُ بالنوافذ؟
هل ترى منديل عاشقةٍ
بلون البحرِ
دمع صبابة في نهد عاشقةٍ
بطعم النارِ
يقطرُ ...
والعصافيرُ اكتمال للندى
في شرفة الحلمِ
تسدُّ الأفقَ
تبحثُ عن طفولتها بذاكرةِ
الفضاء الرحبِ
والفجر المعلّب في رفوف الصمتِ
واللغة الخفية للغناء على
مسام العشبِ
والشجر المخبّأ في تماثيلِ الشجرْ
**********************
الحزن لا يتخير الدمع ثيابا
كى يسمى بالقواميس بكاء
هو شىء يتعرى من فتات الروح
يعبر من نوافير الدم الكبرى
ويخرج من حدود المادة السوداء
شىء’’ ليس يفنى فى محيط اللون
أو يبدو هلاماً فى مساحات العدم
الحُزن فينا كائن
يمشى على ساقين
دائرة’’ تطّوف فى فراغ الكون
تمحو من شعاع الصمت
ذاكرة السكون المطمئنه
كيف ترفضُّ الجدائل
فضة فى الضوء
ترفضُّ الفقاقيع
ما بين إمرأة الرزاز
إشارة للريح فى المطرالصبى
إضاءة فى الماء
خيطاً من حبيبات الندى
سحراً..صلاةً..هيكلاً..قوسَ قزح
ذلك سر الكون
أن تبصر فى كل حسن آية لله
أنواراً من الملكوت والسحر
الإلهى المهيب
ذلك سر العدل
أن تتفجر الأشياء تُفصحُ
عن قداستها
ترى فىالشىء ما كان احتمالا
ثم تنفتح الكنوز
الأرض كانت تدخر القمح لأطفال لها
فقراء لا يتوسدون سوى التراب
قل للذين يوزعون الظلم
باسم الله فى الطرقات
الله فى نار الدموع
الله فى نار الدموع
وفى صفوف الخبز
والعربات والأسواق
والغرف الدمار
البحر يا صوت النساء الأُمهات
القحط يا صمت الرجال الأُمهات
الله حى’’ لا يموت
الله حى’’ لا يموت
الله حى’’ لا يموت
**********
كيف استوى ما كان
بالأمس هواءاً نتناً
ريحاً بغيضاً
بما كان هواءاً طيباً
ريحاً يؤسس معـطيات
الشارع الكبرى
عبيراً ضد تلك الرائحة
ما أشبه الليلة بالبارحة
كل ما كنا نغنيه على
شاطىء النيل تغّيب
وانطوى فى الموج منسيا
حطاما فى المرافىء
أو طعاماً للطحالب
فى إنزلاق الصوت للقاع
وفى صمت المسافات القصية
نحن في ساعة الحزن
اختر مكانك واحترق حيث انتهيت
أنت منسوب الدم الآنَ
وأنت الإشتعال - النارُ
مجمرة الغضب
أنت - إذن - ضياء اللحظة الآتي
أنا / أنت : ونحن الناسُ
والشارعُ
والعواميد التى تمتد بالإسفلتِ
صوتي / صوتكَ : المشروخ
في صدأ المقاعدِ
وانهيار البراكين
لم أقل : إن الفضيحة قد ترآءت
في تلافيف العمامةِ
وامتداد اللحية - الزيفِ
لماذا لم تقل ؟
إن العماراتِ استطالت
أفرغت أطفالك الجوعى
على وسخ الرصيفْ
ومقيات الفيجعة ، والفراغ
العاطفيِّ الوطنيِّ
الآن لن نبكي
ولكن مَنْ يساوم بالغدِ الآتي
!وماذا سوف نخسرُ؟
نحن بالغربة رتبنا بلاداً
لا تشابه غير وجه الذات بالمرآةِ-امرأة’’هى اللغة - الرماد
لا تثق بالقلب : إن العشق يؤذي
بينما يجدي التحرك في السكون
وفي مساحات الأنا
وعي التكّون
وابتكار الفرد مجموعاً
يوازي سلطة الإطلاق ،
تحديد المواضعِ
بالإشارة نحوها بالاسم
تفتيت الهلامِ
واختراق السرّ ،
فتح نوافذ الأشياء
تكريس التفاصيل الدقيقةِ
قوةَ تنسف الأحلام والذكرى
وأشباه الحبيباتِ –
الدمى ، والأصدقاء.
لا تثق بالقلب : كي يتصاعد
الضوء على كل المساحاتِ
وحدّق جيّداً
أنت تعرف أنهم يقفون
ضدّك .. ضدّنا ..ضدِّي
و أعرفُ أنني سأظلّ
السلطة - الاوعي
نحن الآن في عمق القضيةِ ،
مركز النارِ
وبالهامش تبقى سلطةُ اللغةِ الخفيفةِ
كي تُعلَّقَ في الفراغِ
نعم ، سننسى كل ما يأتون
من فعلٍ وقولٍ
سوف نصلبهم عرايا بالمساميرِ
على بوابةِ التاريخ
ثمَّ نعِّبىء الأيام في الصمت
الخرافيّ الرهيب
****************
لست من نورٍ لِتغفِر
أنتَ من طينٍ لتبنى
فابنى لي بيتاَ
لنا .. لكَ
للصغارِ القادمينْ.
إن يكُ للعدلِ في الأرضِ وجود’’
فليكن دمنا هو المقياسُ
إن تكُ السماء مقابلاً للأرضِ
فلتكنِ الدماء مقابلاً للعدلِ
قال الله كونوا ، ثم كنَّا
هل تحققنا تماماً من وجود
الذات في أرواحنا
! ضوء التكون وانطلاق الكائنات؟
نحن نخرج عن غناء العزلة الكبرى
لنكتب عن غناء العزلة الكبرى
ولكنا نصاب بضربة الحزن
أوان خروجنا من داخل الصمتِ
وفى جوف السؤال.
أغسطس 1988