|
الرحيل في الليل، بين أبوذكرى ومصطفى سيدأحمد وبشرى الفاضل
|
كنت - كما تاجر أفلس - أقلب في في دفاتري لأجد حوار أجراه أديبنا د. بشرى الفاضل مع الراحل المقيم الفنان مصطفى سيد أحمد حول تلحينه وأدائه لقصيدة الرحيل في الليل التي يحمل ديوانه اسمها. وكان د. بشرى قد أهداني شريط كاسيت مسجلة عليه القصيدة الملحنة وكنت قد فرغت الحوار وفقدت الشريط فهل يسعفني استاذي بشرى بالقصيدة بعد قراءة هذا الحوار الذي اعتقد أنه دار في إحدى مستشفيات موسكو إبان تلقي فناننا العظيم للعلاج
د. بشرى: استاذ مصطفى، تعتبر قصيدة الرحيل في الليل في ديوان أبوذكرى قصيدة أساسية، كيف قدرت تعمل لحن ليها، نتكلم عن القصيدة عن الديوان الذي قرأته ... الصوت غير واضح هنا مصطفى: تقريباً يمكن الاحساس الموجود في القصيدة دي، بعد اطلاعي على الديوان ، حسيت أنو الإحساس الموجود فيها كأنما هو خيط منظومة عليه كل القصائد الموجودة في الديوان. يعني القصيدة فيها كل البيئة النفسية الموجودة في الديوان ذي مكثفة في القصيدة دي بالتحديد. الشيء الآخر حسيت بأنها بتعكس ملامح الغربة، غربة الأديب السوداني وبالتحديد أبوذكرى بكل ما مر به في تجربته والتي انتهت النهاية المعروفة والتي اعتقد أنها كانت شكل احتجاج لكل الاحباطات الحاصلة، الكان ظاهر صوتها حتى في قصايدو بين عام 63 و73 في ديوان الرحيل في الليل. حقيقة كثير من المبدعين السودانيين يسقطون سهواً، وتعركهم ظروف الحياة والظروف العامة والإحباط العام، ويغتربوا سواء داخل البلد أو في خارجها، ويكون الاغتراب أكثر مرارة عندما تكون جرعات الاحباط متلاحقة، حتى وإن ظهرت بوادر تفاؤل في وقت من الأوقات، وده بالذات على صعيد البلد ككل ناهيك عن الإهمال والاستلاب لوجدان الإنسان السوداني من خلال مبدعيه سواء كانوا شعراء أو أدباء أو مغنين أو موسيقيين والذين يسقطون سهواً وذاكرة الدولة وذاكرة النظام لا تستطيع أن تحتويهم، ولا يستطيعوا أن يجدوا فيها مكاناً بل يعيشون اغتراباً كاملاً. ده تبلور في النهاية في شكل الإحساس بالرحيل المستمر والاغتراب المستمر والمرارة ... صوت غير واضح بشرى: نحن بنقول في السودان في مرات كثيرة جداً قامة المبدع في السودان أكبر من قامة وزارة الثقافة .... الأديب المغني السوداني بمعنوياتو دي بيظهر الشكل ده من أشكال الكتابة (الإنسان المنفرد الوحيد الضائع) لما تزورو بواكير الخريف بتكون دي منطقة لحنية وسطى بالنسبة ليك في الأغنية. لما تزورو بواكير الخريف بتكون دي جزء من القصيدة مختلفة عن السلطة الضائعة في البلد، يعني ذي فيها صوتين، الصوت القصير الأمد الفيهو إشراقات والصوت الطويل الأمد الفيهو إحباطاته ووحدتع وعزلته .............................. صوت ضعيف ........ كيف وجدت المعادلة اللحنية، يعني من الداخل هل عشت القصيدة كأنك كاتبها؟؟ أنا داير أعرف الطريقة التي لحنت بها القصيدة وتهت فيها، أنا افتكر إنو جزء موفق جداً إنك انتقلت من النداء الطويل في أيها الراحل إلى الجمل القصيرة اللحنية البتقول فيها زارتني بواكير الخريف. أنا فعلاً لمستها وأنا أفتكر إنو الشاعر قصدها أيضاً، يعني كيف لحنتها. مصطفى: في الحقيقة عندما قرأت القصيدة في الول حسيت بأنها تمسني في مكان ما، ودي ما تبلورت بالشكل الكامل، يعني ما قدرت أصل للمعادل إلا بعد ما قريت الديوان كلو. فمن خلال اطلاعي على الديوان تكثفت الصورة من خلال كل القصائد الموجودة في الديوان لدرجة أحساسي بيها وما كان عندي لحن جاهز، لكن بمجرد ما مسكت العود تدفق اللحن بي شكلو ده كشيء تلقائي جداً، لأني تشبعت بالبيئة الموجودة في كل قصائد الديوان وذي ما قلت في روح بتربطها بالضبط ذي الخيط البينضم حبات العقد. فمن خلال اطلاعي على كل القصائد كثفت الروح الوجدانية والبيئة النفسية بتاعت أبوذكرى التي تبلورت في النهاية في القصيدة الأساسية في ديوان الرحيل في الليل. واتشحنت بالروح دي لدرجة إنو بمجرد ما مسكت العود طلعت كشيء تلقائي، يعني اطلاقاً ما كان فيها معالجة قبل ما أبدأ أسجل، إطلاقاً ما كانت كده. ده لأنو حصلت كثتفة تقمص، ما لم تحصل الدرجة دي من التقمص بتبقى الشغلانية ظاهرة فيها الصنعة وليّ الأشياء عشان تطاوع القوالب المحددة وجايز تكون مختلفة منها تماماً ، ودي طبعاً بتعكس عدم صدق العمل الفني، لكن الشيء التلقائي بيكون فيهو روح الصدق. بشرى: شكراً جزيلاً استاذ مصطفى القصيدة بلحنها ده حا يدوي يوم تأبين الشاعر الراحل عيدالرحيم أبوذكرى. شكراً جزيلاً مصطفى: وأنا بدوري بأهديها لكل الأخوة في اتحاد الكتاب وكل الأخوة ذوي هاجس الكلمة، الذين لديهم هاجس أن يكتبوا ....... صوت غير واضح
|
|
|
|
|
|