دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
المشهد الكامل لاغتيال الدكتور علي فضل .. في تجديد المحبة والعهد لك يا علي ..د . أحمد حاج علي
|
وحدها واقعة ميامي القضائية هي التي جعلتني أكثر فهما و استيعاباً، و هي التي حركت في دواخلي العهد و أيقظت ذلك الأمل و تلك الإمكانية تجاه شهيدنا و شهيد حركة الأطباء و الشعب ، و من ناحية أخرى تفسر لي الواقعة سر ذلك الخوف الداهم الذي حاق بالحجاج بن يوسف الثقفي، و أورثه ذلك الضجر الأرعن المستبد الذي ظل يقابل به فتوى القاضي الورع سعيد بن جبير . . " القاتل يقتل و لو بعد حين..! "
إن واقعة ميامي عند العام 2003 بولاية فلوريدا الأمريكية تتصل بما جرى في استاد سنتياغو الرياضي عند العام 1970 ، إذ يحكي بأن ثلاثاً من المعتقلين اللذين اكتظت بهم المدرجات بعد أن امتلأت و طفحت " معتقلات و بيوت أشباح" أوغستيو بينوشيه ، شاهدوا أربعة من محترفي القتل التابعين لجهاز أمن الانقلاب العسكري الدامي يطلقون النار (اختيارا و إصرار و ترصدا) على شخص ما ، هو أيضا معتقل و اعزل و ذلك بعد أن كدوا و جاهدوا في تحديده و فرزه من بين المئات!
إذن و بعد 33 عاما صار اثنان من هؤلاء شهودا على أحد القتلة من أولئك الأربعة، و ذلك بعد أن توفى رب العزة و الجلالة الآخرين (شهودا و متهمين) . وهكذا دارت الأفلاك و الأزمنة لتستقر بوصلة الحق عند مقولة بن جبير . . " ولو بعد حين... و لو بعد 33 عاما "
كان عيال أب جويل و منهم شهيدنا علي فضل احمد قد انطلقوا من تخوم كرري إلى فضاء السودان و سهوله الواسعة بعد أن واروا شهداءهم ثرى الوطن العزيز، و هم ما انفكوا يلعقون جراحهم!
. . لقد نبهني استشهاد علي فضل و ضياعه من بين أيدينا على هذا النحو المأساوي إلى أننا و في أمر السودان ينطبق علينا قول المتنبي و فلسفته للموت في قصيدته المسماة "يدفن بعضنا بعضاً . . و صرنا إن أصابتنا رماح تكسرت النصال على النصال !"
. . فهاهو ألماظ يدفن ود حبوبة، و هاهو عبد الخالق يدفن ألماظ، و هاهو علي يدفن عبد الخالق، و هانحن ندفن علياً و ننتظر و ما بدلوا تبديلا ...! و منذ تلك الانطلاقة التاريخية الوثابة للعيال فالظلم و الاستباحة و القمع صولات و جولات و دول في السودان ! إن نفس علامة الاستفهام الكبيرة(؟) التي رسمتها أعمدة الدخان المتصاعدة من حطام عنبر جودة المحترق في سماء النيل الأبيض عام 1953 ، قد عادت لترتسم بوضوح في سماء مقابر الفاروق بالخرطوم عند صباح ذلك اليوم من ابريل1990 .. و هاهو شبح الاستفهام يتضخم و يكبر مرتحلا غربا و شرقا ليعلو فوق تلال البحر الأحمر و وهاد دارفور ..!! لماذا؟! لماذا قتلوا أولئك المزارعين الطيبين البسطاء عندما طالبوا بتوزيع دخل المشروع وفقاً لنسبة جديدة.. لماذا قتلوا "علي" عندما حمل هموم الأطباء بإعادة توزيع الدخل القومي لصالح قطاع الصحة ؟ لماذا كلما طالب أحد أبناء الجنوب أو الشرق أو الغرب بإعادة التفاوض سلميا حول أمر السودان كان نصيبه الاستباحة و القتل؟؟ ، و على كلٍّ .. فلولا تلك الأيدي الآثمة لكان علياً بيننا الآن و هو يبلغ من العمر56 عاما فيالها من سن للنضوج و يالها من تجربة عظيمة !" و لكن كما لاحظ خليل فرح مبكرا" : وهل بمقدور العنزة الفاردة أن تبقى على قيد الحياة حتى عمر كهذا أو لما بعده في بلد كالسودان. . ! ؟
و منذ العام 1979 و نحن متعلقين بـ "علي فضل أحمد" نناديه تحببا و صفاء بـ "علي يا فضل" و هي تسمية و حالة و وصف كامل من صنع رجل بسيط بمعامل كلية الطب منسوب للطبقة العاملة المصرية! و عليا بعد أن تعرفه "ولا تستطيع أن تتذكر متى و كيف كان ذلك من هول جمال التعاطي المنداح"، سرعان ما يستدرجك عفوا و اقتدارا إلى أن تتأمله و ترصد مكونه الفريد الخاص، و يظل زنادك قلبا و عقلا " مقدوحا" من فرط هذا السجال الفكري –الإنساني المدهش! ثم ينمو حبك له في خط صاعد أشبه بخطوط العلاقة الإحصائية ذات القيمة الإيجابية العالية The linear relation ففي العلاقة مع علي و في صعيدي الصداقة الحميمة و العمل النضالي الجاد تجد تنفسك منطلقا كما التحليل الإحصائي الدال من حالات عشوائية غير جاهزة و لا مصنفة سلفاً Non-biased عينات واسعة و أثيرة و مريحة.. ثم سرعان ما يسوقك (علي) كوقع الحافر بالحافر وبذكاء إنساني لا ينضب إلى حالة من البساطة و الثقة و الاحترام المتبادل لا تعترف بالشكليات و لا الخوف من الخطأ أو اللوائح أو الضوابط لينتهي معك عند تخوم الجمال و الحقيقة.. لم أر شخصا متزنا "و منتجا" على الصعيد اليومي كما "علي فضل أحمد". . حقاً، فقد كان حديثا و متمدنا و بسيطا كالحقيقة أو كما جاء وصفه في كتاب الشهيد الصادر في 21/4/1991 من لجنة نقابة الأطباء الشرعية.
و ها نحن نعيد اكتشافه مجددا عند المدى 86-1989 .. كنا معاً عندما وصلنا تلك المزرعة بضاحية الخرطوم في فبراير 1987 فلقد مثل ذلك الاجتماع الموسع و الذي تجلت في أمر ترتيبه و الإصرار عليه عبقرية الشهيد التنظيمية و الفكرية الفذة و أصالة نهجه الديموقراطي الجماعي، مثل نقطة الانعطاف التي رسمت مسار مستقبل حركة الأطباء لاحقاً و بلورت نهجها و رؤاها الجديدة ..!
و في مساء 26/11/1989 قال لي يوم اشتعال شرارة الاضراب البطولي لأطباء السودان في مواجهة طغمة الإنقاذ : يا أبو الحاج ، لسنا سعداء لأن الإضراب قد تم تنفيذه بنسبة تفوق الـ96% وهذا دون شك إنجاز يحتسب للحركة ، بقدر ما إننا سعداء لأن قرار الإضراب قد اتخذته الغالبية الساحقة للأطباء من داخل جمعياتهم العمومية ، و إن كان علي فضل قد استشهد بسبب ذلك الإضراب فإنني أقول و للتاريخ و للحقيقة :
" لم يكن شهيدنا و على المستوى الشخصي مقتنعا بتوقيت الإضراب و ظروف الإعداد له ؛ فعلي فضل بكل تجربته و ثاقب نظره لم يكن ممن يدخلون المعارك الكبيرة بدون حساب دقيق لمجمل الوضع على الصعيدين الوطني/السياسي و التنظيمي، لكنه نفذ الإضراب و أصبح في قيادته؛ لأنه كان قرار الجمعيات العمومية و قرار اللجنة السياسية للتنظيمات الوطنية وسط الأطباء.
قال لي علي ليلتها :
صارت علينا مسئولية كبيرة، سنواجه هذه المعركة بكل استقامة و عزم و ثبات؛ فقد صار الأمر مرتبطا بشرف الأطباء و الوطن.. أتوقع أن نتعرض لقمع وحشي فلا تقضي الليلة في المنزل و ابق خارجا حتى إشعار آخر، احرصوا على سلامة و أمن "حاج إبراهيم" ، و رتبوا منذ الليلة مكانا لائقا لاختفائه. . ولنبدأ حملة الدفاع عن سلامة أطباؤنا المعتقلين صباح اليوم نفسه . .
ثم غادرني "دابي الجبال" . . متخيرا وعرالدروب و هو لا يدري أين سيقضي الليل؟
كان علي وسطنا خلال الديموقراطية الثالثة مثل " ستيف بيكو" وسط جماعة نيلسون مانديلا و مثل حمزة وسط جماعة "النبي الكريم محمد" يوم نزال بدر، . . بالله ألا تبدو الأمور مترابطة؟ فقد سحلوا الأول و مضغوا كبد الثاني ثم ساقوا عليا إلى آلة تعذيب وحشي دامي على مدى21 ليلة ممسكة برقاب بعضها البعض ! اعذروني إذ أفتح عليكم أبواب الأوجاع و الحزن ، و لكن من العذابات و الألم نحن ننهض لاستيفاء الحقوق و ما فينا تشوهات ولا رعونة و لا حقد و أريد أن أذكر كل من يشعر بأن دم علي حق معلق برقبته ، و حيث أن الذكرى تنفع المؤمن . . بأن ما تعرض له شهيدنا من تنكيل على أيدي جماعة المشروع الحضاري الاسلامي تتضاءل أمامه آلام بلال بن رباح و محنته على يد المشرك أمية بن خلف! لقد كان تعذيبا مبرمجا "لأجل القتل" . . فما من موضع بجسد فتى الخرطوم المشرق Ali The verdant إلا و به ضربة من سوط أو طعنة من نصل أو حرقة من نار " مثلما دون تقرير الطبيب الشرعي آثار أعقاب السجائر على إحدى عينيه" ! . . و الله حقا لا نامت أعين الجبناء.
عند الساعة السابعة مساء يوم 21/4/1990 كان " قنديل" واجما أمام باب منزلنا و محرك سيارته يدور فتوجهنا سريعا إلى مجمع العيادات و تأكدت لنا الحقيقة ، الحقيقة التي مثلت طعنة نجلاء لا تزال في كبدنا !
سمعت هنالك كلمات ذلك الجراح الذي يعمل بالمستشفى العسكري و هي لا تزال ترن في أذني كأنغام مدوزنة على مقامات قسم أبقراط و استقامة و نزاهة أطباء بلادنا ، كلمات لا تزال تعيد الأمل و الإمكانية في إيفاء العهد معك يا علي يا فضل ... " لم يكن مارايته هو حال معتقل سياسي مريض بحمى الملاريا كما يدعون .. بل هي حالة مشرد بائس جيء به من زاوية الطريق بعد أن انتهكت حرمة جسده بما يفوق الوصف ! لقد كانت حالة هذا الطبيب السوداني مزرية و مؤلمة و إنني مستعد أن اشهد بذلك في أي تحقيق جنائي يتم". كان قنديل و منذ العام 1980 منسوبا إلى مدرسة "الشيخ البكاي" في أمر الشهيد علي! دموع قنديل و عبد الله و مصطفى و شيخنا الأمير جرت عفوا و نحن نودع علي عند باب الحديد مستقلا قطار عودته النهائية من مصر لأرض الوطن..بكى قنديل مرة أخرى في ميدان الشهداء بأم درمان و أبكاني معه هذه المرة في أمر علي أمام الرجال... ما رد علينا عقلنا و ثبات قلوبنا إلا حزم و دلالات تلك الكلمات الجليلة من أحد اشد الرجال صدقا و شجاعة و كرما كان ذلك الراحل د عثمان بشير عبد الله! أفقنا و لملمنا سريعا حزننا و متاعبنا " بالضبط كما كان يفعل شهيدنا " . . لنواصل سيرنا الذي لم ينتهي بعد على درب محنة الوطن الجريح!
شققنا طريقنا إلى حي الديوم بالخرطوم و ترن في ذهني كلمات الجراح و شهادته تلك و ينطبق علينا غناء ود الأمين .." عيال أب جويل درب أب درق شقوا"
الساعة 9.45 مساء وصلنا و شاهدنا حركة غير عادية و نحن نرقب منزل الشهيد من بعد و لمحت المدعو "عباس عربي" رجل استخبارات و أمن نظام القتلة يدخل و يخرج متوترا ، و هو يسعى جاهدا لإقناع العم فضل أحمد باستلام جثمان ابنه و دفنه سريعا على قاعدة الإسلام التي تقول " الميت أولى بالدفن و إكرام الميت دفنه" ناسيا عن عمد ما جاء في محكم التنزيل معنى و دلالة " بأن الذين إن أصابهم البغي فهم ينتصرون.. و السن بالسن و الجروح قصاص"
أكرر و أشير إلى أن فطنة و ثبات العم فضل وهي من ذات فطنة و ثبات قاسم أمين و الشفيع أحمد الشيخ حيث يتناغم العقل و القلب بسبب من الجسارة و خبرة الحياة، هي التي قادت الأمر إلى ذلك الحد الذي قام بموجبه مولانا القاضي المقيم "بشارة" بفتح البلاغ رقم 903/1990 ووصفه و تحديده لجهاز أمن السودان كمتهم مباشر تحت المادة 251 من قانون العقوبات لسنة 1983 القتل العمد مع سبق الإصرار و الترصد.
حلاً لإشكال إنساني و أخلاقي عويص تنزل على حشود كانت بانتظار جثمان الراحل عبد الوهاب سنادة ، توجه عمر سنادة بسؤاله الى صديق طفولته وهو مسجي بداخل كفنه القادم من بلاد تموت حيتانها من البرد ، و ذلك في فناء مقابر برى بالخرطوم:
" يا وهاب هؤلاء أهل خير و متطوعون رحمة و أجرا" ليدفنوا هذه المرأة الفقيرة التي لا تملك ثمنا لقبر في دولة المشروع الحضاري! وهم يريدون قبرك الذي أعده لك آل سنادة؟!" قال عبد الوهاب و هو يحكي البرق مبتسماً " باقي ليك يا عمر نحن حنسابق على قبر بعد أن تركنا الدنيا مبكراً بحالها و نعيمها؟! يدنا مع الجماعة و قلوبنا مع الفقراء و الكادحين أدوها القبر يا آل سنادة" - الواقعة رواها كامل إبراهيم أما كلمات عبد الوهاب فهو ما عرفته عنه و شاهدته بأم عيني. . لذا فهي من عندي "
ينطبق على عبد الوهاب و علي فضل و عثمان سوركتي قول الحردلو في وصف هذا النوع من الرجال
" من قومة الجهل ولدا مميز عومو...
حافلات اللبوس فيهن مفرز كومو.. "
بالله يا قسم الله و يا راوي اسألوا عليا ماذا تريد منا الآن فأنتم أدرى بقوله " محاكمة قضائية عادلة لمن استباحوا حرمة جسدي و حاكموا فكرنا المسالم بالآلة الحادة " حاكموهم ما وسعكم ذلك أمام قضاء مستقل و نزيه لكي ما نضع بلادنا على درب الأمل .. ذلك الأمل الذي ظل يراود لويس أراغون بشواطيء جميلة لا متناهية مليئة بأمم عاقلة ونقية "
إنني أشهد و أجزم أن شهيدنا علي فضل أحمد قد تزوج الناس كلها . . " قد تزوجت البلاد يا علي كما قال محمود درويش" و أن حب علي فضل أحمد للسودان كان حبا "عذريا" ليس فيه مغانم و كذلك كان حبا "سلميا" و اعزلا كحب الشفيع أحمد الشيخ للكادحين و البسطاء و كحب مصطفى بطران لحسناء بحري و هو يردد على فراش موته في ذلك الزمان الذي لم يكن فيه لداء الصدر دواء بعد "صدري مزماري و الدموع شربي .. و إنت عارف نوع حبي ليك .... سلمي، و شوقي مهما ازداد ... برضي شايفه قليل"
. . لا تحدها حدود قد كانت أشواق عبد الوهاب سنادة و عثمان سوركتي و علي فضل لدولة القانون و الديموقراطية و السلم!
في السودان و في مناطق خليجية و على ضفتي الأطلنطي بلندن و مدن أخرى أمريكية ناقشنا مع عدة عارفين و أحبار قضاء و قانون وناشطي حقوق إنسان "حق أولياء الدم" فيما يشبه قضية شهيدنا علي فضل أحمد .. و عود على بدء ، فلقد مثل أولئك التشيليين الثلاث وبعد 33 عاما ، شهود إثبات و عامل مبرر لإقامة دعوى قضائية أركانها مكتملة فالمتهم حاضر و أولياء الدم موجودون و جريمة إستاد سنتياغو موثقة و أدلتها ثابتة و جلية.
إذن ما بالنا نحن؟ إذ أن قاضيا "مقيما" بقسم أم درمان الجنوبي قد طالب بإعادة التشريح وفقا لشك مقنع و تكييف قانوني سليم استند فيه على المادة 137 من قانون الإجراءات "الاشتباه في القتل" فجاء تقرير الطب الشرعي بوصفه البينة الكافية لتقبل النيابة الدعوى و يفتح القاضي بلاغه محددا المتهم و مادة الاتهام التي تنطبق على الفعل و تصفه كما هو! إذن (لا تقادم و لا حصانة) فمن أوقف الإجراءات القضائية هم القتلة أنفسهم!
و في أمر شهيدنا "العلي" فلتتصارع اليوم الأدلة و القرائن بين تقرير الطب الشرعي . . " ذلك أن البينة الطبية حاسمة في إثبات أو نفي ادعاءات التعذيب.. " و بين تقرير آخر ملفق كتبه طبيب إسلامي يدعى "أحمد سيد أحمد" كان نفسه قد جاء متخفياً إلى لندن فتم كشفه و فضحه و ما أفلت إلا لكوننا لم نمارس حقنا الصريح و المشروع في تجديد إقامة الدعوى كاملة داخل السودان و خارجه و بما تكفله لنا المعالجة الدولية كما جاء في دليلRedress حول قضايا التعذيب. . فما أصاب شهيدنا يندرج عند صلب المادة (1) من الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب و في صلب مواد العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الصادر في 18/3/1976.
لا أدري إذا كان نهج نيلسون مانديلا حول المصالحة و الحقيقة قد يصلح لبلادنا أم لا؟! و لكنني أرى أن ما يهمنا هو جوهر الأمر المتعلق برسالة الشهيد ومهام قوى التحول الديموقراطي وقضاياه الماثلة اليوم! فنحن نروم و بحزم تحقيق العدالة في أمر شهيدنا علي و نتمسك بإصلاح و جبرالضرر أمام محكمة قضائية كمبدأ قانوني و صفة للعدالة .. ونعلم تماما لماذا يرفض القتلة الحاكمون إلغاء المادة 33 من قانون قوات الأمن الوطني و التي تبيح الإفلات و تشجع على التعذيب و نعلم لماذا يرفضون حتى اللحظة المصادقة على الاتفاقية الدولية المناهضة للتعذيب .. لكن نضالنا لن يتوقف ، فنحن أحبابك يا علي و رفاق دربك و فكرتك... نسير على خطى كلمات بازرعة و هو يخاطب الشهيد القرشي عند العام 1964 " قلبي معا .. لا الغاز ، لا البارود ، لا التعذيب يوما أفزعا. . قلبي معا" بيننا و بينك يا علي شرف و ميثاق وصيتك الأخيرة التي تقطعت فيها أنفاس رئتيك المتهتكة من التعذيب . . " إنه درب اخترته و أموت لأجله و أنا واثق بأن هناك من سيواصل بعدي على هذا الدرب".
دعني أخبرك ختاما بما قالته عنك تلك العجوز الفقيرة التي كنت أراها دائما تنتظرك خارج عيادتك بذلك الحي الشعبي العريق، بكت تلك المرأة و سالت دموعها و هي تقول "أحي عليه الوجيع.. أحي عليه البليغ... إنت فهمك مو دراسة .. إنت فهمك مو قليل .. بريت دار أبوك. . قش دمي البسيل"
يا علي يا فضل . . يا فرتيقة أم لبوس يا لويعة الفرسان، كنت عنزة و قرونها سنان، و كنت أعلم أنهم لن يتركوك .. لقد حملت همنا و مهامنا ردحا طويلا و ها نحن بعدك نكبر و نصير أكثر وعياً و نضجاً و على دربك نسير...
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المشهد الكامل لاغتيال الدكتور علي فضل .. في تجديد المحبة والعهد لك يا علي ..د . أحمد حاج عل (Re: خالد العبيد)
|
Quote: فما من موضع بجسد فتى الخرطوم المشرق Ali The verdant إلا و به ضربة من سوط أو طعنة من نصل أو حرقة من نار " مثلما دون تقرير الطبيب الشرعي آثار أعقاب السجائر على إحدى عينيه" ! . . |
Thanks Ya Khalid for this moving article and testimony... here my testimony on the torture and killing of Ali Fadul, I believe not many heard it before:
On Thursday April 16th 1992 around 7pm the serial killer Abu Zeid of Citibank Ghost House admitted that "Ali fadul we killed him here". He said this in front of another five prisoners while pushing us to the small room known as 'weapon storage room' in the far northern side of that notorious place. Those 5 witnesses are still alive.
Around the same time on April 23rd, 1992 the notorious torturer Major Adil Awad, along with his torture team of 7 admitted braggingly that "We killed Ali Awad in this same room, and we gonna kill you, too". This was at the HQ of the Security, aka Al-amara, in Khartoum East.
Quote: لا أدري إذا كان نهج نيلسون مانديلا حول المصالحة و الحقيقة قد يصلح لبلادنا أم لا؟! |
Truth and Recociliation Concept was not meant to be applied in such cases. It meant to cover those who were fighting and able to strike back but not civilians who were peascefully opposing the regime
The crime of torture لا تسقط بالتقادم
mohamed elgadi http://ghosthouses.blogspot.com
P.S. could you send the link to this excellent article?
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المشهد الكامل لاغتيال الدكتور علي فضل .. في تجديد المحبة والعهد لك يا علي ..د . أحمد حاج عل (Re: banadieha)
|
Quote: " لم يكن شهيدنا و على المستوى الشخصي مقتنعا بتوقيت الإضراب و ظروف الإعداد له ؛ فعلي فضل بكل تجربته و ثاقب نظره لم يكن ممن يدخلون المعارك الكبيرة بدون حساب دقيق لمجمل الوضع على الصعيدين الوطني/السياسي و التنظيمي، لكنه نفذ الإضراب و أصبح في قيادته؛ لأنه كان قرار الجمعيات العمومية و قرار اللجنة السياسية للتنظيمات الوطنية وسط الأطباء.
|
العزيز خالد تاكيدا للتاريخ ان رابطة الأطباء الاشتراكيين التي كان علي مسئولها التنظيم ضد قرار الأضراب ولكن رضخنا لرأي الأغلبية رغم اعتراضنا عليه وتصويتنا ضده وقد قدم علي روحه وجهده لقرار لم يكن يؤمن به ولكنهاالديمقراطية وإحترام رأي الاغلبية ولك الود
| |
|
|
|
|
|
|
|