|
الإسلام ينمو في ظل الدولة المدنية
|
الإسلام ينمو في ظل الدولة المدنية - ضياء الموسوي
كشخص ولد من ذات البطن الاسلامي، وترعرع في بيئتهم، وشرب من ذات الحليب الذي وزع في خيمهم، مؤمن بان الاسلاميين السياسيين يفكرون في اقتناص الفرصة للسيطرة علي اي حكم، اللهم إلا قلة منهم. الحركات الاسلامية السياسية في معظمها تلبس معطف الزهد ظاهريا، ولكنها تستبطن الرغبة -كبشر- في الحصول علي الحكم والسلطة، بل هم اكثر شوقا وهياما وافتتانا بالسلطة. هذا هو الواقع لافرق بين حركة واخري. ماشهدناه في سوريا من قبل الاخوان المسلمين في الثمانينات، او من قبل حركة التكفير والهجرة في مصر، او حركة الحوثي في اليمن اوحركة الطفيلي بثورة الجياع في لبنان، اوحركة فتح الاسلام في لبنان علي شتي فروعها الا دليل علي ذلك. اقول ذلك ليس رجما بالغيب، وليس من باب التحريض، وانما من تجربة قرأتها في خيمهم، وداخل بيوتهم ودكاكينهم السياسية. لاافرق في ذلك بين اسلامي او اشتراكي او ليبرالي، وان كنت مؤمنا ان الاسلاميين السياسيين اكثر تولعا بالسلطة، لايمانهم من موقع العقيدة ان لادولة حقة الا دولة الاسلام، اي دولة الحزب او الحركة او المنظمة او المذهب الذي ينتمون اليه وان تباينة درجو الملوحة في الخطاب المقدم. ليس بالضرورة ان تكون الدعوة عن الاسلام المعني بها هو الاسلام وانما الحزب الاسلامي. كثيرا مايطرح ليس من الاسلام بشيء. ادبيات حركاتنا، وللاسف الشديد، تري من حيث الواقع ان كل دولة لاتمثل عقيدة الحزب او المذهب هي دولة غير شرعية او اسلامية. واذا تم التعاطي معها انما يتعاطي بها من حيث الضرورة كأكل المسلم للميتة في الصحراء ف الضرورات تبيح المحظورات . لافرق في ذلك بين اي حركة اسلامية واخري فلايوجد حركة اسلامية سياسية لاتحلم ليلا بالوصول الي كرسي السلطة، فكل الادبيات متخمة بالدولة الموعودة، وفي السر يتم ادخال هذه المفاهيم ضمن قهوة الحزب التي تقدم للشباب المسلم. كل يوم نري تمردا يدعو الي الانفصال حسب نوعي الحزب. ولنا في حركة الحوث_كلماتنا في الحكم واحدة وكل الي ذاك الجمال يشير مع الاعتذار للشاعر. ان ثقافة تكفير الانظمة تزرق لشبابنا المسلم، وتوضع كمورفين خفي ضمن الوجبات الفوسفاتية المقدمة عبر كثير من الاطروحات التي تقدم للشباب في الخيم الصيفية وفي المعاهد الا مارحم ربي، لهذا اتمني من الشباب الحذر من الاقتناع بمثل هذه المخدرات، من ان الدولة لاتكون ملزمة قوانينها او شرعية ا.. هذه فكرة ليست صحيحة وليست من الاسلام بشيء، فالاسلام يري شرعية اي دولة تعقد معها مواثيق، ويري وجوب الالتزام بقوانينها حتي لاتعم الفتن وتنتشر الفوضي. فالاسلام يركز علي التدين السلوكي، والتدين العملي وليس التدين الظاهري. والتدين العملي يتمثل بترسيخ حقوق الانسان ومبدأ تكافؤ الفرص وہان من الامور التي اضاعت جزءا كبيرا من المسلمين هو اقحام الدين الاسلامي في السلطة بطريقة تعسفية تحمل نكهات حزبية شخصانية والعمل السياسي حتي بات مايعرف بالاسلام السياسي. الاسلام اسلام انساني يدعو للاممية الانسانية وليس المذهبية. ان اقحام الاسلام في السياسة يعد خطرا علي الاسلام لأن أي أداء سياسي حيث البرجماتية والمصالح ستتحكم بالاسلام وتؤدي الي تشويه الاسلام. ان الدعوة الي ثيوقراطية الحكم، تقود الحكم الي حيث الطائفية في حين الاسلام جاء ليبني حضارة تقوم علي الانسانية وليس علي المذهبية. ان لغة تكفير الانظمة المتسللة الي جدران دولنا جاءت وفق هذه النظريات من حيث لانشعر. ولقد بتنا نقرأ منشورات توزع في اكثر من بلد خليجي، تكفر حكامنا ودولنا. ولقد اثبتت التجارب ان في حكم الشيعي الاسلاموي تتحول الدولة الي طائفية، وفي حكم السني الاسلاموي تتحول الدولة الي طائفية، وتضيع هنا الاقليات، ولكن عندماتتحول الدولة الي دولة مدنية، ينمو الدين وكل انسان يمارس طقوسه بلاتفريق او طائفية. وهذا مانتمناه للعراق، دولة ديمقراطية بلامحاصصة لقد اصبحنا نخسر اوطاننا بالتقسيط بسبب عدة عوامل منها، اختلاط الدين بالسياسة بطريقة تعسفية، واختلاط ما هو الهي بماهو بشري. مانشهده اليوم في غزة من سيطرة حماس علي الحكم يعزز النظرة الكبري من ان الاسلامي السياسي يفكر في السلطة، ولو اتيحت له فرصة اقتناص الفرصة والسيطرة، فلن يتردد في ذلك. بعض شبابنا يحلمون، ويعشون في عسل اليتوبيا من ان الحكم الاسلامي افضل للشعوب والمسلمين وافضل حتي للاسلام. هذه النظرة خاطئة والخلل ليس في الاسلام، وانما في الحركات الاسلاموية او في الثورات الاسلامية فهي تمارس أدبيات الحزب وليس ادبيات الاسلام. نعم الرسول والائمة والصحابة بنوا افضل ا_ الحركات الاسلاموية اذا حكمت هي اكثر بطشا من اي حركة اخري، لانها تذبح المعارضين بسكينة ايديولوجية، وتبرر كل شيء باسم الاسلام، فيضيع الدم ولوكان مظلوما.
السؤال: لماذا لم نوفق منذ رحيل الرسول واهل البيت والصحابة بتصور يقود الي الحضارة؟ لماذا لم نر تجربة اسلامية ناجحة تصلح لان تحتذي؟ ذلك لان في الحكم الاسلامي الحزبي اليوم تختلط المفاهيم وتصبح المفاهيم والاداء الحكومي الثيوقراطي هلاميا وزئبقيا ورجراجا وحمال اوجه. مؤمن ايماناً كلياً ان الحكم لفلسطين من قبل حماس لن يكون افضل حالا من حكم حركة فتح ان لم يكن اسوأ مع احترامي لبعض ايجابيات حماس في بعض مواقع ادائها التاريخي. ستتسلل خطابات هوس التحريم علي كل شيء مدني وان كان مباحا اسلاميا، وسنشهد مشانق تعقد باسم الاسلام، وسنري عودة لمحاكم تفتيش، تعتقل اي عقل يقوم بالنقد لحماس او لنظرية ولاية الخلافة وعودتها . لقد شهدنا كيف تم اقصاء التيار الاصلاحي الخاتمي من قبل بعض متشددي التيار الراديكالي في ايران . اق لااقول كل ايران تشدد ولا كل حماس تشدد، ولكن استطيع ان اقول :ان المتشددين هم الاكثر سيطرة علي اي حركة اسلامية سياسية. الاسلامويون اذا حكموا فهم ينشغلون بالشعارات اكثر من اشغالهم بالواقعية السياسية، فهم لايميزون بين الواقعية والوقوعية. اننا بحاجة الي تصحيح الفكر الديني كي تنجو اوطاننا وابناؤنا واجيالنا من هكذا خطابات تقودنا الي حيث الانزلاق الي الخلف والي حيث الدوغمائية. ان معركة التنمية والاصلاح تحتاج الي عقول منفتحة علي الواقع لاتتورم من المذهب او الانتماء الايديولوجي او العرق، انما تقيم الانسان من خلال كفاءته. ليس من صالح المنطقة ان تحكم الايديولوجيات وتحتكر السلطة. اعلم ان البعض سيري في هذه النظرة ليبرالية فاقعة، ولكن الحقيقة انها اسلامية بلارتوش ولامكياج. الاسلام يدعونا الي ذلك للحفاظ عليه من احتكار المؤدلجين، الذين لايرون الا حزبهم طريقا للحقيقة. كثير من المقموعين في العالم الاسلامي في البلدان الاسلامية، يمارسون كل طقوسهم تحت رحمة الدول المدنية في الغرب. دلوني علي دين او عرق او مذهب قمع في الغرب، ايا يكن شكله او جيناته او لونه. ولكن السؤال ماذا عن الاقليات في العالم الاسلامي؟ نعم اذا كان الحكم علي الطريقة الماليزية فأهلا وسهلما أجمل اسلاما يظلل الجميع بلا تمذهب او حزبية. انه اسلامنا الجميل بلااسنان حزبية اواطروحات شخصانية. المصدر :الإسلام ينمو في ظل الدولة المدنية
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الإسلام ينمو في ظل الدولة المدنية (Re: عبده عبدا لحميد جاد الله)
|
الدولة المدنية : إن طبيعة الدولة المدنية تتلخص في وجود دستور يعبر عن قيم ومعتقدات واعراف المواطنين باختلاف انتماءاتهم الدينية والثقافية والعرقية والفصل بين السلطات واكتساب الحقوق على أساس المواطنة وعدم التمييز بين المواطنين بسبب الدين أو الثقافة أو العرق . وكفالة حقوق الإنسان وحرياته الأساسية واحترام التعددية ، والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرة على الأسس الديمقراطية وأن تستمد السلطة شرعيتها من اختيار الجماهير وتخضع للمحاسبة من قبل نواب الشعب ..الخ . المصدر:خطبة الجمعة 20 يونيو بمسجد الهجرة بودنوباوي- الأمير عبد المحمود ابو تعليق: دولة بمثل هذا المفهوم تعبر عن فكر متقدم ومؤسساتية لامثيل لها ،وكل مواطن فيها يرى نفسه ممثلاً في الدولة بغض النظر عن الفروقات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الإسلام ينمو في ظل الدولة المدنية (Re: عبده عبدا لحميد جاد الله)
|
Quote: بعض شبابنا يحلمون، ويعشون في عسل اليتوبيا من ان الحكم الاسلامي افضل للشعوب والمسلمين وافضل حتي للاسلام. هذه النظرة خاطئة والخلل ليس في الاسلام، وانما في الحركات الاسلاموية او في الثورات الاسلامية فهي تمارس أدبيات الحزب وليس ادبيات الاسلام. نعم الرسول والائمة والصحابة بنوا افضل ا_ الحركات الاسلاموية اذا حكمت هي اكثر بطشا من اي حركة اخري، لانها تذبح المعارضين بسكينة ايديولوجية، وتبرر كل شيء باسم الاسلام، فيضيع الدم ولوكان مظلوما.
|
فوق لمزيد من الاطلاع
تحياتي يا حبيب
| |
|
|
|
|
|
|
|