|
لا لجمع الصف الوطني
|
الأخوان المسلمين جبهة الميثاق الاتجاه الإسلامي الجبهة القومية الإسلامية ثورة الإنقاذ المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي كثرت في الآونة الأخيرة الأصوات التي تنادي بجمع الصف الوطني وأعني تلك الجماعة التي يرأسها المشير عبد الرحمن سوار الذهب الذي لا أشك في نواياه الحسنة كما لا أشك في أن الذين وراء كل ذلك، هم أهل المؤتمر الوطني الذين ضاق بهم الحال- وقد رأوا أن الناس قد جمعوا لهم فخافوهم- لذا لجئوا لغيرهم ليشاركوهم في المأساة التي صنعوها بأيديهم ونسوا أو تناسوا أن عواقب هذه المأساة ستقع عليهم وحدهم. هذا التنظيم الذي غير جلده سبع مرات، من الأخوان المسلمين وأخيرا المؤتمر الوطني أو الشعبي وهو لا هذا ولا ذاك، في كل مرة يغير فيها اسمه تجده قد غدر بآخرين(سبعة مرات غدر) آخرها غدره بنفسه. وللدلالة على ذلك الغدر، نسوق مثالين ليسا ببعيدين هما: الأول تركه للجبهة الوطنية في العام 1977 ودخوله في حكومة جعفر نميري والتي من خلالها بنى مؤسساته المالية الضخمة، بنك فيصل مثالا، وأكثر من ذلك فقد كان هو الحزب الوحيد الذي يسمح له بحرية الحركة مما كان له الأثر في تضليل الناس وتكوين قاعدة جماهيرية، يساعده في ذلك ثروته الضخمة وحرية الحركة واحتكار الدين المزيف الذي تصدى له الأستاذ محمود محمد طه وتلامذته رغم مضايقة السلطة ومن ورائها تنظيم الاتجاه الإسلامي لينتهي الأمر إلى تلك المؤامرة البشعة وتدبير إعدام الأستاذ الذي كان يعني لهم فشل مشروعهم الحضاري. الثاني دخوله الجمعية التأسيسية بأكثر من 50 نائبا ومن ثم اشتراكه مع حزب الأمة في الحكومة القومية في العام 1988 وهنا يجب أن نقف في هذه الفترة 1986-1989 التي يدعون أنهم إن لم يقوموا بذلك الانقلاب المشئوم لضاع الوطن. فكيف لعاقل أن يقول بمثل هذا الكلام وقد كان أمين حزبه العام- د. الترابي- فعالا ومشاركا تنفيذيا في هذه الحكومة التي تلتها حكومة الوحدة الوطنية والتي في عهدها تم الاتفاق مع الحركة الشعبية على إيقاف الحرب وعقد المؤتمر الدستوري بما عرف وقتها باتفاقية الميرغني- قرنق. وحينما وجدوا أنفسهم خارج اللعبة، قاموا بمؤامرة حيكت ليلا واستلموا السلطة في يونيو 1989.وخطاباتهم مليئة بلغة الاستفزاز والعنتريات الجوفاء. فهل هذا تنظيم يمكن الوثوق به؟ وسؤالي لقادة حزب الأمة وعلى رأسهم الامام الصادق المهدي: أين اتفاقية نداء الوطن؟ وأين السيد مبارك الفاضل الذي إنشق عن الحزب بمؤامرة كانوا هم قادتها؟ لينشق هو الآخر ويترك وزرائه من خلفه يتنعمون بكرسي الوزارة؟ أبعد كل هذا تثقون في مثل هؤلاء وتجلسون معهم بحجة جمع الصف الوطني؟ وكذلك سؤالي لجميع قادة المعارضة، عندما يقف رئيس الجمهورية في مدينة بورتسودان في العام 1998 إحتفالا بتصدير النفط السوداني ويقول بملئ فيه: يجب على المعارضة أن تغتسل بماء هذا البحر أولا قبل مجيئها إلى الوطن فهل بعد كل هذا تثقون في مثل هؤلاء. لم يثق المناضل المجاهد المرحوم د. جون قرنق لمعرفته بهم فجاء بالعالم ليكون هو الشاهد والضامن لهذا الاتفاق وعلى دربه الآن أبناء دار فور ماضون وسيكتب لهم النصر بإذن الله. هؤلاء، والتاريخ يشهد على ذلك، لا يريدون جمع الصف الوطني وهم في حالة نعمة ولكن يلوحون به دائما وهم في حالة نغمة فلا لجمع الصف الوطني في حالة كتلك الحالة.
|
|
|
|
|
|