(بقية ديوان حاطب الليل) لعبد الله شابو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 03:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-12-2007, 11:01 AM

khalid kamtoor

تاريخ التسجيل: 06-04-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(بقية ديوان حاطب الليل) لعبد الله شابو

    حاطب الليل
    الكرَّاسة الثَّانية

    كلامٌ في النّاس والأشياء والأماكن
    حَجَرْ
    ماذا عليكَ إذا ابتَعدَتْ
    ماذا عليكَ إذا انقَضَى زَمَنُ الغِناءِ
    وصوّحتْ امجادُ عُمْركَ فيِ الربيعْ
    حَجَراً غدوتَ عَلى الطريقِ مُراقباً هذِي الخُطا
    حَجَرٌ تُكثّفُ ثُمَّ أَقْصىْ في طريقِ السّابِلةْ
    ماذا يَفِيدُ الناسُ منْ حَزَنِ الغريقْ
    فالعُشْبُ ينمو فوقَ ظَهْرِ الناقِلةْ
    والشمسُ تُشرقُ دائِماً فِي الشَرْقِ
    تُشرِقُ دائماً
    وتلوِّن الآفاقَ بالبَهجَ العتيقْ
    يمَتَلأُ النهرُ القديمُ مِنْ الظلالِ المائلةْ
    هذه فتاةٌ مثل فَرْعِ الخَيزُرانْ
    نَفضَتْ جَدائلَها عَلَىْ كَتِفِ الرَصِيفْ
    وتَلفَتَتَ مَذعُورَةً
    جَذَبَتْ وِشاحَ هُمومِها
    ثُمَّ انقَضىَ هذا الزمانْ
    لِمَ يا تُرَى تَهتَزّ فيِ الريحِ القَصِيَّةِ كُلِّ هِذيِ الأشرِعَةْ
    بيضاءُ هذهِ الأشرعةْ
    بالأمسِ مَرّ عليكَ هذا الشيخُ حاذَر أَنْ يَرىَ
    ثُمَّ اخَتَفىَ عَرَضاً تَمَهَّلَ ثُمَّ زَالْ
    حَجَراً غدوتُ على الطريقِ مُراقِباً هذِىِ الخُطَا
    والصبرُ طالْ

    حسن
    يَزحفُ في السِجاد العَجَميّ النُورْ
    تتماوجُ أصداءُ الفرحِ الرائثِ في جَسَدِ الديجُورْ
    الساعةُ تغفو حالمةً في الحائطْ
    والعطرُ الناعسُ يصحوُ في مَوجاتِ الشَعَرِ المنثورْ
    تَتَهادىَ الأثوابُ الأنفاسُ هُوينىَ
    كسفينٍ تُسعِفُها ريحٌ سابحهٌ في بَحْرٍ مَسحُورْ
    تنسابُ المُوسيقى دافئةً
    ويُعانِقُ صَفَوَ الخَمْرِ الألاءِ البلُّورْ
    حَسَن
    فالبهجةُ تَسَهرُ لَيلتَها
    وتسافِرُ في قافلةِ السَحرِ المبهُورْ

    شجر الحناء
    شَجَرةُ حناء
    كانتُ حضناً للريحِ العابرةِ الخضراءْ
    أُنثىَ تتخاصَرُ فِي كتفيها خصلاتٌ ملساءْ
    حُبْلىَ يتواثبُ في كَفيها الماءْ
    وَهْنَاً ذاتَ مَساءْ
    عَبَرْتْ تلكَ الريحُ الباردةُ الخضراءْ
    دَحرجَتِ الخصلاتِ الملساءْ
    عَبرَتْ تلكْ الريحُ الخضراءْ

    الترقب
    يجيء مثل أغربه
    يجيء مثل لجةٍ ملتهبة
    أصيح اسمع الحجر
    يقول للحجر
    سمعت موجةً لموجةٍ تُسِرّ
    تهشَّمت ساقطةً في بدني
    وضعتُ إصبعي في أذني
    وها أنا أخِرُّ

    القناع
    يا مرحباً
    يا مرحباً بوجهِك الخبىء في القناع
    كاللؤلؤ الصقيل في عباءة الصدف
    ومرحباً نزلتَ دارنا كزخَّةِ الخريف في الدروب
    أنت الذي صلَّى علىجلالك القمر
    ماذا يحبُّ سيدي
    فالقمحُ وافرٌ في المخزن القديم
    والخمر في الدِنان مزبدة
    وكلُّ كاعبٍ تتوق كي تراك
    أهلاً نزل
    وصفَّق الغراب فجأةً
    ودار حول غُرّة الفرس
    الضوء شكَّ في الظلالِ وانحبس
    توهج القناع لحظةً
    وغاص في التراب !!
    لابأس
    لربما لأنني أحببتُكِ
    وربما لأنَّني أحببتُ غيركِ البنات عدَدا
    وربما لأن وجهكِ الجميل
    يجيء دائماً وأبدا
    ظننتُ أنَّ الجدب لا يجيء أبدا
    ظننتُ أنّ الموتَ لا يجيء أبدا
    ظننتُ أنَّ هذه الأعمدة اللفاء
    لن تعرف الفناء
    وأنّ زهرةً مغموسةً لخصرها في الماء
    لاتغيضُ أبداً
    قد كنتُ ساذجاً
    لكنَّنى صحوتُ ذات فجرٍ قاتمٍ
    في القفر نبتةً وحشيَّةً منفردة
    وطائراً في الثلج يرتعد
    لكنَّما لابأس
    ومرحباً بالحزن مرحباً باليأس
    فالحبُ كالحياةِ في امتلائِها
    تغيضُ لحظةَ التوهُّج البهيج
    والسعدُ غبطةٌ مسافِرة

    الخَاتمَ
    أنيِّ صنعتُك خاتماً
    زيَّنتُه بالماسِّ والياقُوت
    وغسلتُه بالماء ثم حملتُه وأتَيت
    ثملاً يُتَعتِعُني الهوى والوجد
    بهجاً نسيتَ الوقتَ والترتيبَ والتوقِيت
    ولكنيِّ ويا حزَني
    وجدتُ الصَّمت يرقُدُ هانئاً في البيت
    فضحكتُ إي والله إي والله
    ثم عكفتُ أنبشُ في الحصى والرَّمل
    ثم دفَنتُه ومَضيت
    لكَنمَا نبتَ الشقِي حرازةً
    تخَضَرُّ في كل الفصول وترتمي
    أَنىَّ تَوجهتِ الخُطا ومشيت .














    الزَّمنُ الثَّالث
    (2003م)
    شجر الحب الطيب
    كتابةٌ على جدارٍ طاعنٍ في السِّن

    (1)
    أَعرفُ
    أنَّا طَوعنا الجيناتِ
    وأنَّا فكََكَنا التّركيبَ النوويّ
    وعبَّأنا كفَّيه
    جحيماً موتاً
    أشهدُ أنَّا
    حدَّقنا في النسيِّ
    وسافَرْنا في الزَمَنِ المُطْلقْ
    طُوبىَ للعقلِ النفَّاذِ ومَرْحَى!!
    لكنيِّ …
    أتحدَّثُ عَنْ قلبٍ يسَعُ الدُنْيا
    عن قلبٍ مسكونٍ بالحُبِ
    ومشحونٍ مقتَا
    عن قلبٍ لا يتعلَّمُ أبداً
    عن قلبٍ لا يهدأُ أبداً

    (2)
    قصيدة
    مَنْ يُخبرُ فاتِنَتي
    أنَّ العالمَ يَسرقُنيِ منها الآنْ
    من يخُبرها
    أنَّا في الحانةِ كُنَّا أكثر مِنْ مائةٍ
    نَسبأُ زِقَّاً للعِشقِ
    ونشربُ نخب صِباها
    مَنْ يخبرُها ؟
    أنَّ الحانةَ لَمْ تعُدِ الحانةُ
    تَستَهوِي السمَّارْ
    ياسيِّدتي
    لو أنَّ كُلُمبُس كانَ حصِيفاً
    ما أبحَرَ في بحرِ الظُّلماتِ
    وما فكَّ شراعاً أصْلاً
    ولكانَ وجيهاً في غرناطةْ

    (3)
    أحياناً
    يَتمنىَّ أن يخرُجَ
    من صهدِ الضوضاءْ
    أنْ يدخلَ في النّهرِ ويستلقي
    في القاع الأخضرِ عُشبَاً أو صَدَفاً
    يتأرجحُ في طَقْسِ الماءِ
    ويأخُذُه النَسَمُ السَّابحُ في الموجِ
    بَعيِداً
    يَزرَعُهُ نُسقاً في الشَجرَة
    لَوَ يتَّكىءُ على جِزعٍ مَنسْيِّ
    في زَمَنٍ مَنسْيِّ
    يَحْيىَ في الزَمَن النَفسيِّ
    يَتَماهىَ فِي الأشياءْ

    (4)
    ياصديقي
    غَيرُ مجُدٍ يا صديقي
    أنْ تُقاتِلُ أوْ تخُاتِلْ
    مَرَّ بالنِّيل شُعوبٌ وقََبَائلْ
    فاستَضَاءَ النِّيلُ حيناً
    بالمصَابِيحِ الكثيرةِ والمشَاعِلْ
    ثُمَّ غاص اللَّونُ في هذي المشاتلْ
    يا لِبَابِلْ
    كابرَتْ حِيناً
    وغاصَت فِي المجاهلْ

    (5)
    طائر الحلم

    مالَ شيئاً وتبسّمْ
    سيِّدي
    يأتيِ مِن الزَمن القديمْ
    طائرُ الحلم الجميلِ
    ناشراً في الأفُقِ ثوباً مخمليَّا
    وغناءً عبقريَّا
    وسلاماً يالِبُشرَى
    ينبتُ الأرضَ العقيم
    تَشرقُ الدُّنيا وَينأَى
    عن وجوهِ الناسِ
    هذا الحزُنُ واليأسُ الدَمامل

    (6)
    لا تلُمنىِ يا صديقي
    لاتلُمنيِ يا صديق
    العُمر في الزَّمنِ المُسَافر
    فصيحٌ أنتَ خِدنيِ
    وصدِيقي في مسرَّاتيِ وحُزني
    وصحيحٌ أنتَ تحبوني كثيراً
    وتواسِيني كثيراً
    تُبصِرُ الأشياءَ عبرِي
    وتُناديني بأسمى
    وصحيحٌ أنَّ وجهَكَ مثل وجهيِ
    شاخَ في زمنِ الضَّياعِ
    غَيرَ أنيِّ يا صديقي
    ذآهبٌ في الأرضِ أبحثُ عن شراعِي

    (7)
    كنتُ علمتُ الصَّبَايَا
    رقيةَ العِشقِ وتزويق الكلام
    في المواعيدِ الغَرامِ
    وأُريدُ الآنَ رُوحيِ
    مِنْ نسيجِ العنكبوتْ
    أسمعُ الآنَ حفيفاً في شِغافيِ
    للخروج الأبديْ
    أدخلْ الحَلبةَ إنْ شئتَ
    ولكنْ
    لاتحُدِّثُنىِ طويلا
    عَنْ بسالاتٍ خُرافةْ
    هاهنا كنا و نَمْضيِ
    يا صديقي
    عَبَرَ هاتيكِ المسافةْ

    (8)
    كان يَعلْم
    أنَّ يعَدَ الحَفلِ صَمتا
    أنَّ مَوتاً
    كانَ في الرَّقصِ خبِيئَاً يَتَبرعَمْ
    أنَّ أفعَىَ
    تَرصُد الطّاؤوسَ وَهنَاً
    وَهْوَ يختالُ عَلىَ العُشْبِ جَمالاً مُطمئِنَّاً
    ثمَّ تنسَلُ حثيثاً
    تلدُغُ القلبَ الجميلْ
    والطواوِيسُ اليتامىَ
    تَتَفلَّى في الأصيلْ

    (9)
    وَهُنَا يأتِي المُحلَّق
    شاحِباً يبكِيِ على نجمٍ
    تَوهَّجَ في فِراشهِ
    مَلأَ الباحةَ نوراً وعبيراً
    ثمَّ ولىَّ
    والمحُلقْ ذاهلاً يفحَصُ الأرضَ
    المواتْ
    ياملحق
    أخطَأَتْ عيناكَ
    واشتبهَتْ عليكَ الأمكنَةْ
    جُرحُكَ السَّاهرُ يدمِيَ
    رَغمَ مرِّ الأزمِنَةْ

    (10)
    إنجلينا هيرنانديز
    فتاةٌ من أمريكا الجنوبيّة ,صديقة
    يحزنها كثيراً ألاَّ يرقصُ العالمُ كما تحبّ
    لكِ اللهُ يا صديقة
    إنجلينا
    نَحنُ للسلم
    وبالسلم نَردُّ العاصفهْ
    والطيورُ الخاطفهْ
    نحنُ لَسْنا كالظِّلالِ الواجفهْ
    كنتِ لي مأوىً
    وبيتُك كان لي مهدَ الظِّلالِ الوارفهْ

    (11)
    لرُبَّما لأنَّنى ابتليتُ
    بعارِ حُبِّكِ الرَّجيمْ
    ورُبَّما لأنَّ مكرَكِ اللَّئِيمْ
    أعادَ لِي بَراءتي
    وَوَجهيَ القديمْ
    أو لرُبمَّا لأنَّنىِ مشيتُ
    في شوارعِ الجَحيمْ
    حافياً
    لَنْ تقدِرِي على هزيمتيِ
    لن تقدِري
    على رُسُوخيَ العظيمْ

    (12)
    أََنْجليِنا زهرةَ الماءِ الخُّلاسى
    رَغمَ كلَّ العسفِ والموتِ الجزافى
    لاتخافي
    وافتحِي الشُّرفةَ للبَحرِ ونامي
    يُشعِلُ اللَّيلَ جناحيهِ مَليَّاً
    ثمَّ يمضي في ظلامِ القَوقعةْ
    غيرَ أنَّ البحرَ يَسجُو بعد عنفِ الزَّوبعةْ

    (13)
    كنتِ في قلبي حدِيقةْ
    وأنَا أعدو مع اللهفةِ والشوقِ إليكِ
    باسِطاً قلبي وكفِّي
    فالقناديلُ التِي أوقدتهِا لم تَنطفِىءْ
    والأماني في شعابِ القلبِ
    مشرعةً إليكِ
    كنتُ حدَّثتُ حنيني أن يَكفَّ ولكنْ
    لم يطاوعِني حنيني
    آهٍ لو تُطوَى المسافةْ
    كُنتُ عبأتُ فُؤادِي من هواءِ النِّيلِ
    في السحرِ المعافىَ
    كُنتُ أركُضُ في الشوارعِ لا أبالي
    بالعيونِ المشرئبَّة
    وصديقي قمرُ السامرِ في ليلِ الكآبة
    بازخاً يمشي على الموجِ
    ويَعرَى للصَبابةْ

    (14)
    زهرةٌ بيضاءُ فوقَ الغُصُنِ
    وغرابٌ مولعٌ بالحَسَنِ
    يشج قلبها يَشرَبهُا
    وهي تنمو ثانيةً
    مثلَ خضراءِ الدِّمَنِ

    (15)
    ليسَ وجهكِ ياجميلةْ
    ليسَ خصرك
    أو تراقِيكِ الصَّقيلةْ
    ثمَّ شيٌ بَينَ عينيكِ وقلبيِ
    ظلَّ يجتاحُ المسَافة
    ثمّ ينمُو هنانئَاً مِلءُ الدَّخِيلَة

    (16)
    أحبُّكِ جِداً
    وأعرفُ أنَّا التقَينا قديماً
    بِشطِّ البدآية
    وأنَّا افترقنَا كَي نلتَقِي
    بهذَا الزَّمانِ العَجَول
    وان طريقاً يشُدُّ خُطَاناَ
    طَريقٌ طَويلْ
    فهذَا الرِّواء النَّبيل
    وهذَا الحديثُ الأنيس الدَّمِث
    كرجعِ الكمانِ البعيدْ
    يُهَدهِدُ مَرجاً يناغِي القمرْ
    فقلبي يزيدُ اتِّساعاً لكلِّ البَشَرْ
    وأغدُو
    خَفِيفَاً
    ألُوفاً
    نظِيفاً
    تَسَاقطَ عنيَّ الصَّدأ
    وأَزهرَ فيَّ الكلامُ الجميلْ

    (17)
    لتمضِي الحياةُ علَى رسْلِهَا
    برهرهةً ,رُودَةً رَخصةً
    كأنَّ المدامةَ والزَّنجبِيل
    وريح الخُزامَى وطعمَ العَسَلْ
    ترقِّصُ بالخِصبِ أعطافَها
    وأنتِ الأمانْ
    المكانْ
    الزَّمانْ
    وطِفلُ السَّلامِ على ساعِديكْ
    وظلُّ السَّلامِ على ناظِرَيكْ
    يقولُ المغني القَدِيمْ
    يَعودُ طريقي مِنكِ إليك

    (18)
    يقولُ المغنى القدِيمْ
    سَلاماً سَلاماً
    لكلِّ اليَمامِ الطَّليقْ
    ِلبيتٍ صديقْ
    لكفٍّ تَواثبُ مِنها الهدايا
    ِلصِدقِ المَرايا
    ِلكلِّ الشَّوارِعِ
    ِلكلِّ المَداخِل
    ِلكلِّ البُيوتِ
    وكلَّ الزَّوايَا
    لقلبِ الفَتاةِ
    وزَند الفَتىَ
    لفكرٍ عميقٍ يُضوِىء فينا الحنايا
    لِشعرِي غُنَايَا

    (19)
    سَيكتبُ فوقَ الشَّواهدِ مِن بعدِنا
    بأنَّا عشِقنَا طَوِيلاً
    وأنَّا كتَبنَا بِدمِّ الشغافْ
    كأنْ لمَ يقُل شاعرٌ قَبلنا
    وأنَّا مَشينَا إلى حَتفِْنا
    رَعِيلاً يباري رَعِيلاً
    وأنَّا وقَفنا بِوجهِ الرَّدَى
    وُقوفَاً جميلاً
    سَيكتبُ فوقَ الشَّواهِدِ مِن بعدِنَا
    بأنَّا كَذِبنَا قلِيلاً
    وأنَّا انحنَينَا قَلِيلاً
    لِتمضِ الرِّياحُ إلى حتفِهَا
    وأنَّا سقطنَا سُقوطاً نبيلاً

    (20)
    يا مَن رَأَىَ حبيبتي
    بِربِّنا تُكَبرِّ المشيئَةْ
    فجِيدُهَا يَجِلُّ عن أظَافرِ الخطيئَةْ
    وَخطْوُهَا يُرقّصُ الأشياءَ كلَّهَا
    ويمنَحُ الحياةَ لونَهَا وطعمَها
    والبَهجةَ العَميقةْ

    (21)
    حَاوِليِ أنْ تبَتعِدي
    حَاوِليِ لوهلةٍ شاردةٍ
    أن تَبعِدي
    وحَدقِى في الصُّورةِ الأنيقةِ, المثال
    تماسَكِي لا ترتَعِدي
    القُبحُ في وضاءةِ الجَمال
    يسافر النهارُ في العَشيِّ مُكرَهاً
    وتُطبِقُ الظِّلال
    أيُّها المشرقُ في ليلِ الكآبَة
    جئتَ كَهفِي
    بعدَها ارتحَل المغنى وارتخى وتَرُ الرّبابة
    عُد طَليقاً
    لا مشاحةَ ,لا غرابةَ

    (23)
    آهٍ يا غارسيَّا لوركا
    ثَمَّ شيءٌ جاوَزَ الحسَّ عمِيقَاً
    ثَمَّ شيءٌ يعصِرُ القلبَ ثَقِيلاً
    ثَمَّ شيءٌ في دِمائِي
    يخطفَ البهجةَ من زادِي ومائِي
    ثَمَّ خِنجَرْ
    يطلب الدِّفءَ بقَلبي وزمانى
    نَم هنيئَاً يا صديقي
    في الفضاءِ

    (24)
    لَو أنَّ الظلَّ الجاثِمَ فوقَ الحقلِ
    يميلُ قَليلاً
    لنتَصَبت واقفَةً هَذِي الأشجارُ الحدبَاءْ
    ولكانَ غناءْ
    وتَنفسَ في صدرِ العشبِ الماءْ

    المطرُ البَاهِتُ يهمِي منتصفَ اللَّيلْ
    ويَرِينُ على الدنيا صمتٌ ,كالصَّخرِ الجاثِمِ فوقَ التَل
    إمرأةٌ تُمسِكُ مئزَرَها المبتَل
    تتلفَّتُ تَبحَثُ عَن بَيتٍ ناءٍ
    والطَّيرُ العَائِدُ بعد غُروبِ الشَّمس
    بوح
    ولأنَّ وجهَك كان طلقاً ضاحكاً
    ويديكَ مثقلتينِ بالثمرِ المباحْ
    ولأن بوحَكَ كان بوحاً نازفاً
    بكتِ الحبيبةُ حظَّها
    هانت عَليَ الأوغادِ فاجعةُ المُغني
    واستراحوا إلى الغناءْ
    حلم
    تَمشْيِ عَلَيْ كَتِفيكَ حُلمٌ فادحٌ
    ينثالُ في دَمِكَ السَخِي
    لَوْ أنَّ حُلمَكَ كان في زمنٍ مغاير
    أو مكانٍ غيِر هذا
    كانَ يمكنُ أنْ يكون
    الدوائر
    إنَّ الذين مَشَوا علي هَذي الرمالْ
    مَرّوا ـ خِفافاً أو ثِقالاً ـ كالظلالْ
    لَمْ يرسموا وشماً علَى حَجرٍ يَضِئ
    وَعليك مُنذُ الآنَ
    أَنْ تفتحْ طَريقَكَ في فَضاءٍ قاتمٍ
    ودوائرٍ تُفضِي لدائرةٍ تعيدُ حراكَها أبداً
    لتبدأ مِنْ قديمْ
    الحكيم
    قالَ الحكيمُ مخافتاً
    كلْ جَيِداً
    واملأَ فتاتَكَ غِبطَةً
    فلرُبما رانَ النعاسُ بمقلتيكَ
    وحَالَ في الطبقِ الطَعام
    فالوقتُ يُفْسِدُ كُلَ أعرافِ القبائلْ
    جوليا
    فَلَو أَنَّ جُوليا
    تَعبُرُ الآنَ الطريقَ إلي المكانْ
    باضتِ علي الجُرحِ الحمامةُ
    واستفاقُ الحُسَنُ في وجهِ الزمانْ
    رحيل الأصدقاء
    رحلوا جميعاً ـ أصدقائي
    أخذوا الجمالَ مع المسرة في الحقائبْ
    خلوا الأَسَي ينثالُ مِنْ أُطُرِ النوافذِ
    في الأسرةِ والمقاعدْ
    والأريكةَ مُترْبَةْ
    رباهـُ
    إن كانتْ حياةُ المرءِ يابسةً
    وَتُمعِنُ في اليَبَاسْ
    فِيما التَسَكّعُ هاهُنا بينَ القطيعةِ والتماسْ
    خَمَد الصهيلُ بقلبِ هذا الشيخِ
    أمعَنَ في التَثَبتِ والقياسْ
    لا نَدامةْ
    لستَ صَقراً أو حمامةْ
    لستَ زرقاءَ اليمامةْ
    أتُبصِرُ الأشياءَ عن بعيد
    وتَفتَرعُ العلامةْ
    وطليقاً مَثْلَ ماءِ الَقنطَرةْ
    تَمْشيِ عَلَى الأرضِ الهُوينيَ
    وتنامُ الليلَ فيِ حِصنِ القَمَرْ
    مطمئناً
    لا يُعنِيكَ ضميرٌ مثقلٌ
    أو تؤرُقكَ النَداَمةْ

    مرثية لعبد الهادي الصديق
    عباد الشمس
    أبصِرُكَ الآنْ
    مِن خلفِ مرايا مُعتمةٍ
    برقاً يتخطفُ شَجرَ الليلِ
    ويأخُذُهُ كَي يَنْموُ في أُفُقٍ آخَرْ
    يركُضُ خَلفَ صباحٍ يتبرجُ في زمنٍ آخَر
    لم يك وهماً زيفاً
    أنْ ألقاكَ علي كَتِف الليلْ
    عبادَ للشمسِ وخاصرةً ملأى
    بالعشبِ الطيبْ
    أسمعُكَ الآنْ
    ماءً يتسربُ بينَ الرملِ بطيئاً
    غرغرةً ماهلةً
    أعمقْ..... أعمقْ
    أَصْحُو...
    يأخذُكَ الموتُ ويَمضيِ صُعُدَاً
    يأخُذُني الموتُ الآخر
    أعمقْ... أعمقْ
    العشق المعاصر
    من أَجْلِكِ يا سيدتي
    أتأنقُ في لُغَتيِ
    وأحاولُ أنْ أبدوَ عصرياً
    أفهمُ في كلِ الأشياءِ
    وكلِ الأزياءْ
    وأراطنُ ظِلي كَي يتَرُكَني
    وأُفتِشُ في ذاكرِتيِ
    عن قصصٍ يُفرِحُ عينيكِ
    فَيُفْرِحِني
    وأزيِّفُ تاريخيِ كَيْ أَحلوَ في عَينيكِ
    فما أَكذَبني
    ما أصَدَقُنيِ
    هذا زَمنيِ
    يَلْبَسُ جِلَدَ الحِرباءِ ويُلبِسُني

    النهر يذهب للضفاف معانقاً
    حتى ارتوتْ الجذورُ وصفّقَ الثمرُ العَفيِ
    ينساحُ نحو مَصَبِهِ
    ينداحُ في الرَحِمِ الخَفيِ
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de