السمندل والتنين الماضي والحاضر والمستقبل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 06:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-27-2007, 08:04 PM

عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد
<aعبد اللطيف عبد الحفيظ حمد
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السمندل والتنين الماضي والحاضر والمستقبل

    السمندل والتنين الماضي والحاضر والمستقبل
    عبر تلك الدهاليز المعتمة، وفي الأزقة الضيقة الدارسة، نبحر عبر الليل إلى ذلك المعبر السري إلى تلك الشرف القديمة حيث تطل الصحراء وتفتح تلك المدافن القديمة أبوابها، وتتحدث إلينا بشفرة الصحراء القديمة، تلك المدن المدفونة في جوفها تصحو فجأة بعد أن عبر فوقها السمندل، وطلعته البهية وهو (مبتل بالنار)، وتواصلنا برهة للتأمل وبرهة للغياب، وقد دهشت من وصف تفاصيل هذه العوالم الحفية العصية على خيالي المحدود، مع هذا المطلق الوجودي الكثيف، كأني قد أخذت خلسة إلى ممالك الجن التي سمعنا الكثير عن غرابتها ومكنوناتها العجيبة.
    نقف عند سدرة التاريخ التي اهتزت لذلك الحضور المحتشد من كل فج، والتمعت الأشباح الليلية برهة ثم اوقدت السرج وشوهدت الكثير من الكائنات المنقرض منها وغير المنقرض وغطى المكان الضجيج، كانت تلك الرمال تتفجر خضرة وجمالاً في تلك الغياهب الليلة، وشوهدت الذبائح تساق إلى الردهات إلى المذابح، وكان يوماً حافلا بالطبول والبخور والرقص والغناء، وقد عبرنا إلى تلك الشرف عبر معابرها العجيبة وأبوابها العريضة حينا والضيقة أحيانا، وانحدرنا قليلا إلى الغابة حيث شهدنا كرنفالا عظيماً من الطرب واللعب واللهو المباح وغير المباح بين سكان الغاب.
    وحين فتحت أبواب النهر عبر منحدرات الغابة الضيقة، كانت الشمس ذاهبة للأفول، وذهب السمندل إلى غياهب الغياب وشهدنا ما شهدنا، كأننا أمام ميلاد جديد وخليقة جديدة، يتقدمنا موكب وعلى رأسه اسماعيل (صاحب الربابة)، وهو يرسل الالحان وهاجة إلى الآذان، ثم تواصل مرحنا سويعات عند حديقة الورد الأخيرة، وعند منعطفاتها وممراتها المخضرة، ودار الجميع بالحديقة دورات عدة ثم أعياهم التعب وراحوا في غفوتهم، ولكن تلك العيون التي (جهرتها) نيران السمندل ظلت منتبهة على الدوام، وازداد توهج السمندل من قميصه الناري، الذي لم يدم طويلاً حتى غاب في غياهبه، وظل وميضه متألقاً للرائين حتى أتت الساعة (البنفسجية من الليل)، لنبصر عبر خيوط الظلام الآخذة في الانهيار أول الطيور فوقنا محلقاً نحو قرص الشمس، لتبدأ من جديد دائرة الضوء، تلتمع في الأفق البعيد.
    وانحدرنا عبر النهر الضيق مسرعي الخطى لنشهد كرنفال النوارس البحرية وعرس (الملكة جانشاه) التي ظللنا نختلس النظرات إليها، لعلنا نمتع بصرنا بذلك الجمال الآسر، وهذا البريق الذي يتكسر من بين أعينها، وأمعنا الأنظار ملياً إلى كائنات البحر وهي تمرح في ذلك العرس البهي، كان ليلا حافلا بألوان الجمال، وكان الحياة قد نبعت من هنا، عند أسورة تلك المملكة التي تربت على عرشها (الملكة جانشاه)، كانت تسبقنا الألحان يتردد صداها في الكون (ببنات البحر ضاجعن إله البحر في الرغو) كان سحراً أن نعبر ذلك الكون المكمل بصحراءه وغابته وبحاره.
    وسمعنا ما سمعنا، حين روى لنا الناس عن ذلك التنين الذي رفرف على (الأرض اليباب) منذ زمن طويل، (أخضر الجلدة، وهاج الشعل)، كان أخضرا كما وصفوه لنا لحيظات الصفا والسكون ولكنه بمرور الوقت بدأ يتلون بكل ألوان الوجود، ، وسيقشعر بدنك عندما تسمع تلك الحكاوي عن ذلك التنين الذي (رفرف في ليل المدينة ليلاً)، وتمطت أشعته عبر الكون.
    عبرنا، ثم تشتت الركب، ولكن تلك الصور ظلت باقية تفصح عن نفسها حينا طويلا من الدهر، كانت رحلة وجودية طافت بنا من بدايات الكون إلى نهاياته، وظلت منها الرسومات المعلقة على الجدران، وبعض الحروف الشعرية المموسقة، وصدى تلك الأصوات الساحرة، وتلك العوالم المليئة بالإندهاش والوجل.
    وبعد تلك الرحلة العجيبة الغريبة:
    تمخض التنين ليولد تنانيناً جديدة، ولا تزال تلك (التنانين تتناكح) في تلك الأرض... لتفرخ كل يوم تنيناً جديداً... يذهب تنين ثم يرفرف تنين آخر أجنحته ليحط منسأته على هذه الأرض الحلوب.
    ها نحن نستقبل العام تلو العام عائدين القهقرة أيها السمندل... فالحيّات تفرخ كل يوم حيّة جديدة في أرضنا...وتساق النذر في الردهات إلى التنانين التي تغير جلودها وأقنعتها كل يوم بينما تواصل النوارس رحلتها إلى المجهول... وها نحن توحشنا وقفتك المبرقة حين تقف مبتلاً بالنار لتزداد توهجاً على توهجك...هاهي الذكرى الثامنة عشر على الأبواب ونحن لا زلنا لا نرى غير السقوط هنا أوهناك وغداً حتماً سيكون...
    هاأنذا أحن إليك وتحن إليك الأرض وأنت ترقد رقدتك الأخيرة مطبق العينين... بعد أن امتلأ الكون ببريقك للحظات قليلة ثم عبر بك الملاك إلى ظلاله الوارفة... وظللنا نتمرغ في صمتنا الذي بذلت كل جهدك لتستنطقه فينا...لتهتز سدرة التاريخ مرات ومرات أخر... وتشرع البيوت نوافذها للريح لتمر وتعبر إلى داخل تلك الدهاليز القصية.
    وهاهي أمتي تتكئ على ظلال من الفراديس الرخيصة...وكما يقول صاحب الظلال والأفيال (تحك عجيزتها) على حفنة جدران من الوهم... ولصاحب الظلال والأفيال وقفات طويلة مع هذه الأمة...
    بين هذا المد والجزر نقف عند حواف الانهيار، نتأرجح على جدر وهمية التي حتماً ستقودنا إلى مصير مجهول في انتظار السمندل والنورس الملاك نرنو إلى المستقبل البعيد لعل (البت الحديقة تجي) كما في أغنية الفنان مصطفى سيد أحمد.
    تلك هي رحلة مع كبيرهم الذي علمهم الشعرنة الدكتور الشاعر محمد عبد الحي، صاحب ذلك الشعر المطبق على مملكتي الخاصة، والذي يحاصرني أينما اتجهت وحيثما حاولت الهروب، وذكراه الثامنة عشر على الأبواب.
                  

05-29-2007, 05:24 PM

عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد
<aعبد اللطيف عبد الحفيظ حمد
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السمندل والتنين الماضي والحاضر والمستقبل (Re: عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد)

    لو ضاع في نزوعه البحري
    فالملح والعباب
    سوف ينحتان من عظامه المبلورة
    حدائقاً من صدف تضيئ
    تسير بالزمان للأمام مرة
    ومرة تعود بالزمان القهقرة
    محمد عبد الحي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de