|
دموع كلمات من عيون محمد امين مبروك تحت عنوان :عام على الغياب...
|
عام على الغياب:
لحظة الارتطام الداوي شهقت الربوع وهتفت أمدر (يا ولي الله إسماعيل) محمد أمين مبروك [email protected] السونيتا الأولي الزمان: فجر الاثنين 24 أبريل 2006م (العربة السوناتا السوداء) انحرفت عن طريقها فجأةً وبعد ... طوحت لمسافة مائة متر ثم ارتطمت بعربة أخري علي جانب الطريق بدوىٍ اهتزت له المآذن والكنائس .. في تمام الثانية والنصف فجراً في شارع السيد علي بالخرطوم بحري .. كان في طريقه نحو الشمال ، كان علي مقود السيارة وحده ، توقفت خفقات القلب ففقدت العربة السوداء بوصلة اتجاهها فانحرفت ! لحظة الارتطام استيقظت (بحري) ولهي من الكابوس .. توهج البرق في سماء الخرطوم المرصعة بالنجوم .. خرجت أمدرمان حافية وحالقة ودخلت الأبيض بيت الحبس). ( وصبح الناس يجيك مرسال أشيلك شوق لأوسط عينيــن أوديـــك مقرن النيليــن يخدِر فيك شبــاب يـاسمين وتقوم شتلة محنة مثــــال أريجاً دعــاش وحزمة نـال جبــال توتي أم خداراً شـال عيون أمدر لبيت المــــال تسـامر في الغيوم أشكـــال روائــع تذهـل المثـــال تراقــب في المجــرة زوال عيونك ما عيون أجيال )..... عبد الكريم الكابلي (زمان الناس). أي فجرٍ مشهود بك وأي حضور؟! أي طريق في هزيع الليل سلكت ؟! ثم غبت تماماً كنجم السعد وقد كنت ولا زلت نجماً لسعد الوطن بقيت بالدواخل في انتظار أن تصفو السماء!! أي خاطرٍ جال بخاطرك الوضئ تلك اللحظة والوطن يهفو بدمعتين لفراقك العظيم؟ استبقت النهايات البيولوجية تسابق الريح يا فارس الرهان وارتحلت هكذا باكراً يا عشم باكر. وحيداً ... وحيداً ... وحيداً يا وحيد . ( وحيداً من الخِلان في كل مهمة إذا عظم المطلوب قل المساعد) عظُمت المهمة ونأت بها الجبال في: ( وطنٍ تفردَ يُورد الأفذاذ حتم الموت وكان يصب أحرفُة العشية في غنائك تكمل المشوار وحدك شمعةٌ صُغري علي دَرج الرياح ) أصدقاؤك المتنبئ وسند ينصبان ظلك في الأرض ، والنهر في طريقه الحتمي نحو الشمال ، ونحن نطفو ونغرق .. نغرق ونطفو !! ثم بكينا عند (الشيخ قريب الله) في طريقنا إلي مقابر البكري .. إلي المزار الأزهري العظيم . 2 أيها الراحل في الليل وحيداً .... من أين جاءك النداء فاستجبت ؟! من أي نبع ومن أي منهل ومن أي صوب ومن أي حي ...؟! أهو نداء النجوم الزواهر ... الأزهري وزروق والفضلي ! تقديراً : سمعته حين مررت مسرعاً (وقرآن الفجر) بشارع سيدي علي في طريقك إلي أمدر في ذاك الصباح . يقيناً: سمعت الهاتف حين لاح عن يمينك الشارع المؤدي إلي بحري نصر الدين ، شارع عبد العزيز محمد داؤود ... أم تراه النداء انبعث من جهاز السيارة عبر صوت المغني يهزج شاكياً حزيناً. " قلبك عارفو أبيض ، أبيض عارفو أبيض، وكلك حسن نية!" ونسيم الفجر يداعب الفكرة لحظة التكوين الأولي هنا وفجراً في انتظار الفجر وصبح الخلاص؟! وحدك؟ أنت يا أزهري في أنشودتك اليانعة الشجية " وتر المدى المشدود هـواك أنغــامي فيهو إليك هـواي ليل الشقي الممدود أســاك تلقيني بنزف فيهو دمــاي أنا يــاني وليك ولي هواي أنـــا مـــــا براي وأنـــا مــــا براي !" نحن قلنا " إن كنت قلت ذلك فقد صدقت ... ما براك وقد نزفت دماك في ليل شقانا الممدود بيدٌ دونها بيد. من أي قبيل أتاك النداء يا رهيفاً لا ترفض لرهيف النداء ..؟! أناداك أهل الحضرة بجناب جدك ولي الله إسماعيل أم أهل السياسة والكياسة بجناب المعلم الأول الأزهري النكس ذٌري العلمين . أم أهل الثقافة والقيافة علي المك وصحبه الراحلين كالنوار خلسة ؟! أم قبيل الفن الأنيق الرفيع المصطفي أحمد وأبوداؤود وبيتهوفن وباخ وبوب مارلي.. أم الشعراء من امرؤ القيس وقد (بكي صاحبي لما رأي الدرب دونه...) إلي الأستاذ وقد (صحب الناس قبلنا ذا الزمانا...) حتى نرد منهلك العذب يحمي وارده الأيهمين صلاح سطيح والطيب برير فإذا الأمر .. كما قال برير: هو أنت صدقني لتدرك انك المنساب في شريان أغنيةٍ من الأمجاد كم طمرت برخو مواقف الأخوان من باعوك بخساً قوسو الأمجاد جسراً للعبور 3 وعود الصندل ؟ ( عود الصندل المستني يفرح بيك ......) تحتفظ به الحاجة مريم في حرز حريز انتظاراً ليوم فرح قريب غريب عود الصندل بكي .... بكي العود نثيث عطره وأهازيج العصافير وضحكات وجلبات أحمد الصغير وهو يسأل (وين بق بق؟!) نثيث العطر ونواح العصافير وصرخات أحمد الصغير تلك عناصر سيمفونية الغياب الكبير و (الفرقة الما بتنسد) والأرغن يصدر آهاته الولهى .... سوف تبقي دائماً فينا وحادينا والأرغن يتأوه لا يصدق بعد أن هاتيك الأصابع الذهبية لن تداعبه مرة أخرى ..والي الأبد !!! والباب الماتكأ علي الشارع أبداً وفي كل الأحوال ! إذ ينحني لعظمة هذه الجدران المعبقة بالمبادئ الصادقة ينحني الكبير والصغير . الأباطرة والشيوخ الرهاف الخيرون والأشرار ... يدخلون ويخرجون وأنت (بعيون أجيال) تستقبلهم هاشاً دائماً ضاحكاً وصافياً وهم يدخلون ويخرجون .... يخرجون ويدخلون من لــتلك الـجدران بعـدك ؟ ومن أين لي فصل الخطــاب!! لله درك يــــــــا قـدر وحدي أنا.. طمس الظلام هويتي وعبرت أنت إلــــي الـقمر والضــــوء يكمن في يـدي والـشمس ترقد في صفـــاء ها..... سوف نبقي مثل نجم السعد نحيا بالدواخل ريثما تصفو السماء!
|
|
|
|
|
|