|
Re: منوت ، عندما يكتمل القمر (Re: ديامي)
|
الاخ العزيز ديامى لكم احب هذا المنوت ولكم اشكو غيابه للكل ، فهو من علمنى كيف ارسم الحرف عربيا سليما وكيف انطقه معافى ، يام كنا فى الاذاعة ، كلما ماجاءت سيرة هذا المنوت الجميل تطل الى اذنى وقلبى ذكريات الاذاعة وطيف من مصطفى سيد احمد واطياف من العميرى ، و(سهرة الاربعاء) ، و(اصداء) و(صباح الخير يا وطنى ، مساء الخير يا وطنى ) وقبلهما (مجلة المساء ) محفور فى داخلى كل ذلك الطيف الذى كان يلونه منوت بصوته الباهر الاليف ن المحكم المخارج ، لكم اتعذب الان لانه بعيد عن تلك الجهات وكذا اندب غيابى مرات كثيرة ، مرات عديدة تساءلت لماذا تنفلت الاسوار من ايدينا وكنا معاصمها التى تزدان بها ؟ لماذا اخترنا ان نفارق الضفاف(والنيل هان عليك؟)لماذا تركنا ما كنا فيه من حب للنفذ الى اقطار واصقاع لا تعرف قيمتنا ؟ واجد العزاء فى اننا ما تركناها لكنها من تركنا وتعزينا بتلك الايام نجتر جمالها الذى لا ينضب ولا يعتريه الوهن وال قابل للنسيان فهو محفور فى الافئدة (فبراير من العام 1989 مذكرة الجيش الشهيرة ، غبار امشير العالق يخيط الجو بغلالة كثيفة تنسحب علي السياسة والحياة بكاملها ، كنت في نفسي موقعي في المكتب انتظر حضور نايلة العمرابي ، يقف امامي الآن الاستاذ صالح محمد صالح مدير الاذاعة : ـ الاولاد ديل وين ؟ ـ منو ديل ؟ ـ شاذلي وصلاح التوم ؟ ـ مشوا يجيبوا تلج ؟ ـ ليه فى زول مات ؟ ـ انت ما عارف النكته ؟ مشوا البيت ـ وانتي ما عندك بيت ؟ ـ ما عندي مواصلات ، بعدين عندي شغل مع نايلة العمرابى وسيداحمد ابراهيم ـ يعني بتعرفي تقري وتكتبي ؟ ضحكت من سخرية السؤال ، واجبت بارتباك ـ بعرف طبعا ـ خلاص دي مذكرة الجيش ، عارفاها ؟ ـ قريتا الصباح في الجرايد ـ خلاص بكرة الصباح عاوز برنامج صباح الخير عنها وخرج المدير مضت اللحظات ثقيلة ، فلقد كان عليّ ان اسجل المفكرة مع نايلة ، وان اكتب واخرج برنامج صباح الخير يا وطني ، لاول مرة منفردة ، وهذا يعني الطوفان . قلت لنفسي : الليلة ووب يا بت الشيخ ، كان الحلقة طلعت كعبة سجمك ، وغنيت ( طلعت الحلقة ) ضحكت مني ، كنت ما ازال في حالة من الانبهام ، وواصلت الحديث معي : ـ يا بت الشيخ يا حليلك يا المكتوية بقلم الرصاص ، بمسحوك ، وتمت وختمت ، وعمك صالح كسر قلمك ، حتي القلم آيل للكسر ، ان لم .... السادسة مساء ، لم اكن قد تحركت من مكاني ذاك الا بالقدر الذي يسعني لطلب كباية شاي من عم قطبي ، الذي جاءني دون ان اسعي اليه ، يدخل الآن الثنائي الرائع حسن محمد دوكة ورجاء حسن حامد ، تعقبهم نايلة ميرغني العمرابي ، نزلنا الاستديو ، وجدنا اسامة جمعة وطلال عثمان ، اكتمل التيم ، فهما من اكثر الفنيين قربا الي نفسي ، قلت لهما :
ـ سعيدة جدا لانكم الليلة هنا ، خايفة ـ من شنو ؟ ـ صالح اداني مهمة صعبة الليلة ـ شنو ؟ ـ صباح الخير يا وطني ـ يا حاجة قولي بسم الله ، معاك حسن ورجاء ، ما بتجيك عوجة ، ونحنا معاك اكملنا التسجيل اودعنا الحلقة الي الاستديو المباشر ومعه شريط المفكرة في الصباح صحوت من نوم لم يكن الا كوابيس وهلاويس ،انهيت كتابة برنامج مجلة المساء عند السادسة صباحا ، الراديو كان قد بدأ بث النشرة اليومية الصباحية ، بدأت بعد ذلك المفكرة ، تلاها برنامجي الذي كنت انتظره والبيت باجمعه كان يؤازرني ذلك الصباح ، كلما مرت الدقائق كنت احس خوفي يتراكم ، وضربات قلبي ترتفع وتيرتها ، ( امتحان شهادة ) انتهت الحلقة ، لا اعرف ماذا فعلت ولا ماذا كان شعوري بالضبط ؟ خوف ، رهبة ، ابتسمت لي في سري ، ومنحت نفسي درجات ضئيلة حتي لا ( انشرح ) كما قلت لي سرا ، جاءني صوت امي مهنئا ، رفعت قليلا اسهمي ، والدي لاول مرة يخرج عن صمته فهو قليل ما ينفعل بما افعل علي الاقل هذا ما كنت احسه ، هنأني بدوره ، خرجت باكرا باتجاه الاذاعة علي غير العادة ، لا اعرف كم استغرقت الرحلة الي الاذاعة من ميدان البوسته ؟ قل له اننى احبه واننى اتمنى ان تعود تلك الايام لنزهو من جديد بحب العمل الذى علمنا اياه شيخنا صلاح الفاضل
| |
|
|
|
|
|
|
|