فيليب غبوش : محمود ما عندو مباديء.. كان بحارب الأخوان المسلمين بس!

Quote: حوار: أحمد يونس بعقل لم تفقده السن توقده، وبروح مراوغة معهودة عنه، أجاب الأب فيليب عباس غبوش على أسئلة (الرأي العام)، وقال إن الراحل جون قرنق عينه مارشالاً في الحركة الشعبية، مع احتفاظه بحزبه (القومي السوداني) دون أن يحس بتناقض، لأن الحركة الشعبية ليست حزباً، وأضاف إنه انتمى للحركة الشعبية لأن قضيتها وقضية حزبه واحدة، وأن رموز الحركة الشعبية من أبناء جبال النوبة كلهم تخرجوا من بيته وتربوا على يديه، يوسف كوة، وعبد العزيز الحلو، واسماعيل جلاب وغيرهم، ووصف الحركة الشعبية بأنها لم تعد تحقق إشباعاً سياسياً لذلك زهد فيها الكثيرون، مشيراً إلى عبد العزيز آدم الحلو، وياسر عرمان، ونيال دينق.. وقال إن الإنقاذ راحت زمان، ماتت ودفنوها.. * فيليب عباس غبوش بعد عمر طويل من ممارسة السياسة، كيف ينتمي للحركة الشعبية لتحرير السودان؟ ـ منذ زمن طويل أنا (مارشال) في الحركة الشعبية، فيليب حركة شعبية عجب هذا الكلام الناس أو لم يعجبهم! أنا رجعت السودان معاهم.. * لكنك رئيس للحزب القومي السوداني؟ ـ ما في مشكلة هذا شئ وذاك شئ آخر.. * أنت منتم لحزبين إذاً؟! ـ الحركة الشعبية ليست حزباً.. * لكنها تقول إنها أصبحت حزباً سياسياً؟ ـ هي تنظيم سياسي وليست حزباً.. وهنالك فرق!! * لكنها تقول إنها تتحول لحزب سياسي؟ ـ عندما تصبح الحركة حزباً يكون لكل أوان حسابه.. المرحوم قرنق لم يرقني لمارشال في التنظيم اعتباطاً.. * هل فشل الحزب القومي السوداني لذلك ذهبت للحركة الشعبية؟ ـ هذا كلام فارغ.. نحن والحركة الشعبية تجمعنا قضية واحدة.. قضية الظلم.. * هل تستطيع الآن التأثير على أبناء النوبة؟ ـ الحكاية ليست استقطاباً، لو كنا نريد الكسب الحزبي لكسبنا كل السودان، نحن الذين بنينا الحركة الشعبية، ولن نسمح لأي من كان أن يستصغرنا، هي حركة (حقتنا) لأننا نحن الذين بنيناها.. * لكن قيادات الحركة في منطقة جبال النوبة ليسوا أعضاء في حزبكم..؟ ـ من هذا البيت خرج يوسف كوة، وهو (ولدي ربيتو لحدي ما بقى راجل) وعلمتوا السياسة، ثم (وديتو) للحركة الشعبية، ومن هذا البيت أيضاً خرج إسماعيل جلاب، وعبد العزيز الحلو، وآخرون.. * لكن كثيرين من قيادات الحركة الشعبية قطاع جبال النوبة لم يعودوا موجودين في السودان؟ ـ كل واحد له رأيه، نعم عبد العزيز خرج زعلان، لكنه ليس وحده، أين ياسر عرمان مثلاً، هنالك كثيرون «زعلانين» مثل ولدي تلفون كوكو، ونيال دينق نيال، كلهم زعلانين من نظام الحركة الشعبية. * وانت ما زعلان مثلهم؟ ـ إذا زعلت فماذا أفعل، هنالك أقطاب كبار في الحركة والجيش الشعبي زعلانين، لكن (ما فيش فايدة).. * لماذا..؟! ـ الطريقة التي تسير بها الحركة الشعبية الآن ليست هي الطريقة التي كنا نريدها.. بكلام واضح (مافي) إشباع سياسي.. * ماذا تعني بالإشباع السياسي؟ ـ (كتر خير) الخمسة الباقين، الذين ظلوا ممسكين بالإتفاقية ويسعون لتنفيذها مع الحكومة، (ديل قاعدين يعصروا الحكومة عصر تمام)! * من هم الخمسة؟ ـ بكلام السياسة دعني من الأسماء..! * اتهمك النميري بإنك قدت انقلاباً عنصرياً، فيما سماه المحاولة الإنقلابية العنصرية وقدمت للمحاكمة بسببها، هل أنت عنصري؟! ـ ما في عنصرية في السودان، لأن العنصرية تعني أن تقول للناس أنا أحسن منكم، وهي لم تكن موجودة إلا كان في جنوب إفريقيا، في السودان هنالك قبليات تتعرض للظلم، ولو أن الأمر أمر نوبة فهنالك نوبة في الشمال كذلك..!! * لكنك تراجعت في المحكمة عن القبلية وأعلنت توبتك؟ ـ لم أعتذر عن الإنقلاب، وقلت للمحكمة نحن في المسيحية نغفر لأخوتنا سبعين مرة، المكاشفي طه الكباشي قال لي: (لسة ما تبت، قلت ليهو: لا..)! ـ تلفت الأب فيليب ثم قال: (ما سمعت بحكايتي مع محمود محمد طه)؟! * أجبت: لا.. ـ فباغتني إذاً (إنت رايح ساي).. * ما هي حكايتك معه؟ ـ قلت لصاحبي لا تتعصب مع النميري، إشتغل بوليتيكا (سياسة)، لازم تبقى سياسي، عليك بأخذ السبحة والقول (لقد تبت)، عشان تواصل الفكرة والمباديء.. وين محمود محمد طه الآن؟! محل قبرو ما معروف، البوليتيكا تقول أن تعرف متى تزوغ إذا أحسست أن هنالك خطراً يهدد (كرعيك)..! * كأنك تقول لا توجد مباديء تستحق الموت من أجلها؟ ـ محمود ما عندو مباديء.. كان بحارب الأخوان المسلمين بس! * والإنقاذ هل صالحتها؟ ـ الإنقاذ راحت زمان، ولم تبق منها إلاّ الكلمات الرنانة، من ماذا كانت تريد إنقاذ الناس؟ لقد ماتت واندفنت زمان.. * أنت تستخدم خطاباً جماهيرياً فيه الكثير من الإستفزاز لجماهير حزبك.. هل تراه خطاباً ناجحاً؟ ـ مثل ماذا؟ * كأن تقول في إحدى الندوات: (يا نوبة خلاص خميتو الخرا.. خدمتو اسيادكم، وما إليه)..! ـ النوبة صعبين جداً لذلك فإن أساليب مخاطبتهم يجب أن تكون صعبة، هم أغرب ناس في السودان، لقد رأيت اليهود والغربيين لكنني لم أر مثلهم، هم ناس مستقلون تماماً، لا يفعلون إلا ما يريدون فعله، ولا يقبلون إملاء من أي شخص، لذلك استخدم معهم هذا الأسلوب العنيف، لأن أخلاقهم ليست موجودة إلاّ عند اليهود. أنا أعرف أسلوبهم، لا أستفزهم لكنني أشجعهم لذلك فإن محبتهم لي شديدة. * مارست السياسة خلال عمر طويل، ماذا خرجت من تجربتها؟ ـ أنا غير مستعجل في حياتي السياسية والإجتماعية، أمشي براحتي، بالضبط كما تفعل الحرباء، خطى بطيئة لكنها خطيرة، عيون مركبة تلمح كل شئ ومن كل الجوانب، لا أخطو خطوة دون أن أدرسها بعناية.. * هل تفكر في إعتزال العمل السياسي؟! ـ لن أنسى العذاب الذي واجهته من أجل الحزب، العذاب الذي وصل حد الضرب، لقد بدأته من الصفر، حتى وصلت هذه الدرجة، بعض أبنائي يقولون لي كفاك يا (أبونا) قدم إستقالتك، فأرد على الواحد منهم: (يا جنا كون حزبك، وعندما يكون لديك حزب أنا بخلي ليك حزبي، أنا موجود إنت ما قادر تسوي شئ، استقيل كيف؟).. * أمنية تود لو تحققت؟ ـ أتمني أن يخلق الله من شباب السودان قيادة قوية، أنا متفاءل بشباب السودان لكنهم لم يجدوا الفرصة