دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
سوداني يتسلق السلم السباعي ليسمع صوته للعالم العربي
|
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=25&iss...10433&article=424735
Quote: سوداني يتسلق السلم السباعي ليسمع صوته للعالم العربي
موسيقيون يعتبرون مشاركة خالد حسن في «ألبوم» فرصة لدمج فنونهم عربيا
جدة: كمال ادريس اطلقت مشاركة الشاب السوداني خالد حسن في برنامج «البوم نجوم العرب»، الذي تقدمه قناة «إم بي سي» حالة من التفاؤل، ليس على نطاق بلاده فحسب، بل امتدت الى منطقة القرن الافريقي، التي تشكل مع بلاده وحدة في النغمة الموسيقية، التي تعتمد في معظمها السلم الخماسي. حالة التفاؤل افرزت جمعيات وصداقات ومواقع الكترونية شهدت رواجا غير مسبوق، فالغياب التام الذي جعل الاغنية السودانية العربية مجهولة لدى المستمع العربي لغيابها عن وسائل الاعلام العربية، ادى الى ان تشكل النغمة السودانية نشازا للاذن العربية، لكن مشاركة ذلك الشاب فتحت بابا للحديث حول امكانية دمج الايقاع السوداني ضمن الايقاعات العربية، فوحدة اللغة لم تشفع في اعتبار دول عربية، السودان غير عربي بسبب انغامه. الدكتور يوسف الموصلي، مؤلف موسيقي ومغن وموزع وناقد سوداني مقيم بالولايات المتحدة، حيث يقوم بتدريس الموسيقى هناك، يقول انه «تابع باهتمام أداء الشاب خالد حسن من السودان، ومشاركاته الايجابية في برنامج «ألبوم نجوم العرب»، واعتبر ان اداءه الممتاز حفزه ليعرف عنه المزيد، فهو ذو أداء رائع وصوت جميل وهادئ. ومشاركة خالد حسن من السودان في برنامج المسابقات، فيها الكثير من الجدية والفعالية واستطاع أن يؤدي المقامات العربية بحذاقة وحرفية لا تقل عن محترفي الأداء لهذه المقامات، وأن السودان نفسه لا يخلو من هذه المقامات، فهو بلد تعرض لدخول العرب اليه في فترة الفتوحات الإسلامية، فامتزج الدم الافريقي بالعربي، ولي بحث ميداني استغرق ستة اشهر في منطقتي شرق وغرب السودان، تمخض عنه تدوين المقامات العربية الموجودة في كلا المنطقتين مثل «الكرد» و«النهاوند» وغيرها من تلك المقامات، فضلا عن سيطرة المقام الخماسي، الذي لعبت سيطرة المركز على وسائل الإعلام فيه دورا كبيرا وأدت إلى سيطرته على الذوق السماعي، وكون خالد قضى جزءا من حياته في بعض الدول العربية، كمصر والسعودية والكويت، فهذه البيئات اثرت بشكل كبير في ثقافته السماعية قطعا». ويواصل الموصلي بقوله «لو تعرضنا لعملية مقارنة بمنطق الارقام لخر المقام العربي السباعي صريعا أمام سلالم الاثني عشر والاوكتاف المزدوج، ولوقفت المدرسة العربية حائرة أمام الدوديكافونية الغربية، علما بأن المؤلفين الغربيين حينما ارادوا الخروج من رتابة المقامية الى ما يسمى باللامقامية لم يجدوا غير المقام الخماسي مخرجا، لانه مقام يشكل كل صوت فيه مركزا قائما بذاته، فتصبح اصواته خمسة مضروبة في خمسة، والناتج خمسة وعشرون صوتا، فعلى الذين يجعلون من المقام الخماسي شماعة يعلقون عليها فشلنا كسودانيين، في أن نوصل أعمالنا إلى العالمين العربي أو الغربي، أن يبحثوا عن شماعة أخرى، فالتقصير نابع من اسباب كثيرة، أهمها عدم وجود وسائل انتاج شجاعة تؤمن بان الفن لم يعد فنا فقط ولكنه صناعة، ونحن في بلد لا يستطيع الفنان فيه أن يمارس مهنة الاحتراف، والفن لا يسد له أو لاسرته رمقا، في بلد يعتبر فيه الفن مجرد ترف حضاري لا غير، فالفنانون في كل انحاء العالم متفرغون لفنهم وتمارينهم وأبحاثهم، أما في السودان فهم متفرغون لسد الرمق وامتهان مهن بعيدة عن مجال تخصصهم، وأقولها، وبكل ثقة، لو وجد الشعر والأدب والموسيقى والغناء (واحد على عشرين) مما تلقاه نظيراتها في الدول الأخرى لكان البون بينه وبين تلك شاسعا». وقدم الدكتور يوسف نظرة ناقدة على قناة «إم بي سي» بقوله «نشكر القناة لإتاحتها الفرصة لخالد الذي أثبت وجوده، وان كنا نعاتبها على عدم إشراك متخصصين موسيقيين محترفين في مثل هذه الأمور، فمع احترامنا لما تم أداؤه، إلا أن تدوين الأغنية السودانية موسيقيا وتوزيعها هي مهمة يقدر عليها السودانيون اكثر من الآخرين، ومشاركة هؤلاء الشباب يجب ان تكون مصحوبة بمساندة معرفية». المطرب السوداني سامي المغربي المقيم في الولايات المتحدة، يرى ان خالد حسن يؤدي الأغنيات بأسلوب هادئ وبدرجة هادئة مع الحفاظ على التطريب الجميل، بالإضافة إلى أنه يؤدي نوعين من الغناء مختلفين تماماً سلمياً، فالأغاني السودانية دائماً ما تأتي على مختلف أنواع الإيقاعات والأزمنة والدرجات الصوتية، وتعدد كل هذه العوامل يجعل من إجادة انواع أداء مختلفة أنواعها أمراً صعباً للغاية، فقد تجد أحياناً أن هناك شخصاً ما يؤدي نوعا معينا من الأغاني بطريقة جيدة، ولكنه يفشل تماماً في نوع آخر من الأغاني، وهذا يعني أن هناك نوعاً من عدم الاحترافية في الأداء والقدرة والتحكم، ولكن خالد يؤدي الأغنيات السودانية بطريقة جميلة، وكذلك الأغنيات العربية، والأداء يحتاج لخبرة طويلة والخبرة الطويلة تحتاج إلى زمن وبعد ذلك فقد لا يكون الأداء كما هو عليه خالد الآن وفي هذه المرحلة، وبنفس هذه الروعة والجمال. الموسيقار شمت، الذي درس الموسيقى لخالد حسن بجامعة التقانة في امدرمان قال استنادا الى قدرات خالد فانه يستحق المشاركة والفوز واعتبره مشبعا بالموسيقى، وقال انه بيئة سودانية بحتة بالاضافة الى امكانيته في تناول انواع منوعة من الاعمال من العالم العربي ولعدد من الموسيقيين العالميين. وينتمي خالد حسام الدين حسن، الشهير بخالد حسن لأسرةٍ محبة للموسيقى، فهو الأخ الخامس لأربعة آخرين، وكان لوالدته الدور الكبير في تعزيز ثقته بنفسه، ووالده عمل مهندسا في كل من السودان والكويت ومن ثم في السعودية، وساعدت هذه التنقلات خالد على أن يختلط ببيئات أخرى غير بلاده، وقضى جزءا من صباه في الكويت، وشب يهوى الموسيقى بكافة انواعها، بالإضافة إلى إجادته العزف على عدة آلات موسيقية، منها آلة الأورغ والميلوديكا، ولم يكن يفارق فريق المدرسة الغنائي أثناء دراسته في الكويت ولا للحظة، فقد كان يشعر بأنه سيتذكر تلك الألحان يوماً ما على مسرحٍ كبير أمام أعين ملايين الناس. درس خالد مرحلته الجامعية في السودان وتحديداً في جامعة العلوم والتقانة في مدينة أمدرمان، ومنها كانت بداية الانطلاقة الحقيقية له لممارسة هوايته للموسيقى والغناء في مناسبات الجامعة. تقول والدته إنه كان من المتابعين دوماً لبرامج المسابقات الغنائية بحثاً عن فرصة سانحة تبرز له موهبته الرائعة في الغناء بالسلمين الخماسي والسباعي، وهو أمر في غاية الصعوبة، وعن فرصةٍ تثبت في الوقت نفسه لجميع العالم العربي أن الفن السوداني هو الحاضر الغائب بين اقرانه العرب وبقوة على الساحة الفنية العربية، وبأنه يضم مواهب شابة يجب أن تأخذ طريقها نحوها. تخرج خالد من كلية هندسة الحاسوب بجامعة العلوم والتقانة، وحلمه لا يزال كبيراً أمامه، فقد حاول وشارك في برنامج مسابقات تلفزيوني يسمى «صانع النجوم»، وأدهش فيه العالم كله عندما ردد وببراعة أغنيات السلم السباعي بطريقة تصعب على أهل السلم نفسه، وأعجب به كل أعضاء هيئة تحكيم البرنامج، إلا أن حلمه في أن يردد أغاني وطنه الكبير لا تزال عالقة لديه ولم تحقق بعد، إلى أن سنحت له الفرصة في المشاركة في برنامج ألبوم نجوم العرب على قناة «إم بي سي»، وهنا كان على موعدٍ مع تحقيق حلمه، وكان السودان الكبير على موعدٍ مع رفع رايته الثقافية عالياً في سماء بيروت، الذين سمعوا مختلف اللوحات الفنية السودانية عن خالد ورفاقه من فريق شمال أفريقيا. اختيار المنافس السوداني كمشترك اضعف في منتصف المنافسة، خلق حالة من التعاطف الطاغي من قبل مواطنيه، ليس داخل السودان فحسب، بل على امتداد العالم، وبدأ النداء لنصرته عبر التصويت له، فقد اختار بفطرة ذكية ان يلتحف علم بلاده فاحال المنافسة قضية وطنية شارك فيها الجميع، واستنفر خالد بعبارته المشهورة روح كل مواطن سوداني وحتى كل مواطن عربي ليأتي الرد قوياً على لائحة عرض نتائج التصويت التي صعقت مذيعة البرنامج رزان المغربي بنسبة التصويت التي لم تتحقق على طوال البرنامج 82 في المائة. نادر عبد الله كان يدرس الطب في ذات الجامعة التي درس بها خالد، ويقيم حاليا في نيويورك، حفزه وجود زميله في برنامج البوم نجوم العرب بانشاء وتصميم موقع الكتروني باسم «خالد ستار» لقى رواجاً كبيراً في فترة لا تتعدى الشهر تقريباً، وانتشر عبر العديد من المواقع السودانية والعربية الكبيرة تشجيعا لخالد ولفريق شمال افريقيا بكل الطرق الممكنة ومؤازرته والوقوف إلى جانبه والتصويت له وقد تكللت هذه الجهود بالنجاح الرائع، الذي أدى وبطريقة منظمة للوصول إلى نسبة التصويت المرتفعة تلك، التي بلغت 82 في المائة والتي لم يصل لها أي مشترك آخر. ويبين نادر أن الموقع وصل عدد زواره وأعضاؤه إلى أرقام كبيرة مقارنةً مع عمره حسب المؤشرات، التي أكدت أيضاً وجود زوار من كل قارات العالم ومن مختلف الدول وحتى من دولة فلسطين الحبيبة، التي تشاهد وبكل لهفة ما سيصل إليه السودان وحلمه الثقافي على أيدي هذا النجم. ويشير إلى أن الإحصائيات من موقع أليكسا العالمي والمختص في ترتيب المواقع أن أعضاء وزوار الموقع يزدادون يوما بعد يوم منذ افتتاحه، والموقع يحتل الآن الترتيب 180 ألفا على مستوى العالم، وهو رقم مرتفع جداً مقارنة بعمر الموقع الذي لم يتجاوز الشهر تقريبا وكل ذلك إنما يدل على التعاطف العالمي مع خالد وحلمه ومع السودان. ويعتبر نادر أن الموقع أصبح أكثر من مجرد صفحات الكترونية يتم النقاش فيها حول سبل الدعم والتصويت لخالد، بل إنه وتدريجياً سيتعدى ذلك الهدف ليبدأ في مناقشة ذلك المجال الذي كان خالد بمثابة المفتاح له ألا وهو دخول السودان على بوابه الفن العربي، عن طريق بداية مناقشة العديد من الأمور الموسيقية المختلفة والدقيقة لتجسير الهوة بين السلمين السباعي والخماسي وبين الموسيقى السودانية والموسيقى العربية الأخرى، ويؤكد أن عضوية الموقع تزداد يومياً بشكلٍ كبير لتضم كل أقارب وأصدقاء المتسابق السوداني من كل أنحاء العالم ولتضم عدداً كبيراً من الأعضاء من السودانيين وغير السودانيين من مختلف الدول، ويشير بأن كل أعضاء الموقع أصبحوا كالأسرة الواحدة التي اجتمعت في لحظة سعيدة على السودان كله وعلى الوطن العربي، وعلى مسارح مدينة بيروت وقناة إم بي سي. ويرى الكثيرون أن مشاركة الشاب السوداني خالد حسن في هذه المسابقة ربما تكون فرصة لانفتاح وسائل الاعلام العربية امام فن حرم كثيرا من المشاركة في المسابقات المثيلة. |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سوداني يتسلق السلم السباعي ليسمع صوته للعالم العربي (Re: abubakr)
|
الاعزاء
في خضم اسقاطات سوء ادارة كثيرة في بلادنا هذه الايام وحيث ان الطرب والغناء والفن عموما يستقطع حيزا مهما من الاهتمام السوداني فرايت ان اقتبس او انقل ما قرات في مكان اخر الي المنبر هنا حيث يتناول الموضوع محاور تتعلق بحالة الفنان في السودانواسبقيات اكل العيش وامكانيات يوفرها السلم الخماسي وامكانات لدي المغني السوداني لا يستغلها .. لكن ربما من المهم ان يتناول النقاش امرا مهما وهو لماذا يجد الغناء السوداني قبولا واسعا في افريقيا(غير العربية) ولا يجد مدخلا له في العالم العربي رغم اصراروتمسك سوداني شديد بعروبة في الاصل والارث رغم ثراء في مضمون الشعر الغنائي العربي في السودان ندر ان يتواجد في مجمل الشعر الغنائي في الاقطار العربية...ربما هذا كذلك ياخذنا الي شان "الهوية " وكذلك ماهية "العروبة " ومن هو العربي ...الخ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سوداني يتسلق السلم السباعي ليسمع صوته للعالم العربي (Re: abubakr)
|
سلام
بغضّ النظر... كم هو جميل أن نرى وجها سودانيا.. لشاب يستمتع بمنافسة لطيفه مع اقرانه من المتحدّثين بذات اللغة... وأن يذكر إسم السودان.. في كل حلقة..
من متابعتي المتقطعة، ما زلت أعتقد أن فريق المشرق العربي هو الأحسن، فريق الخليج هو الأضعف، وشمال افريقيا في الوسط
(بالمناسبة.. سامي المغرب يعرف الكثير عن السلم السباعي ويسرقه من لسان اصحابه بكل براعة وقوة عين..)
شكرا أبو بكر..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سوداني يتسلق السلم السباعي ليسمع صوته للعالم العربي (Re: نجوان)
|
Quote: لكن ربما من المهم ان يتناول النقاش امرا مهما وهو لماذا يجد الغناء السوداني قبولا واسعا في افريقيا(غير العربية) ولا يجد مدخلا له في العالم العربي رغم اصراروتمسك سوداني شديد بعروبة في الاصل والارث رغم ثراء في مضمون الشعر الغنائي العربي في السودان ندر ان يتواجد في مجمل الشعر الغنائي في الاقطار العربية...ربما هذا كذلك ياخذنا الي شان "الهوية " وكذلك ماهية "العروبة " ومن هو العربي ...الخ |
مهم جدا ياأبوبكر دوما تتحفنا بوعى شامل وأسلوب غاية فى الحصافة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سوداني يتسلق السلم السباعي ليسمع صوته للعالم العربي (Re: سمية الحسن طلحة)
|
Quote: في خضم اسقاطات سوء ادارة كثيرة في بلادنا هذه الايام وحيث ان الطرب والغناء والفن عموما يستقطع حيزا مهما من الاهتمام السوداني فرايت ان اقتبس او انقل ما قرات في مكان اخر الي المنبر هنا حيث يتناول الموضوع محاور تتعلق بحالة الفنان في السودانواسبقيات اكل العيش وامكانيات يوفرها السلم الخماسي وامكانات لدي المغني السوداني لا يستغلها .. لكن ربما من المهم ان يتناول النقاش امرا مهما وهو لماذا يجد الغناء السوداني قبولا واسعا في افريقيا(غير العربية) ولا يجد مدخلا له في العالم العربي رغم اصراروتمسك سوداني شديد بعروبة في الاصل والارث رغم ثراء في مضمون الشعر الغنائي العربي في السودان ندر ان يتواجد في مجمل الشعر الغنائي في الاقطار العربية...ربما هذا كذلك ياخذنا الي شان "الهوية " وكذلك ماهية "العروبة " ومن هو العربي ...الخ |
مزيد من القراءة
شكرآ أبو بكر تسلم يا الموصلى
التحية لخالد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سوداني يتسلق السلم السباعي ليسمع صوته للعالم العربي (Re: رأفت ميلاد)
|
الاخ ابو بكر
Quote: وهو لماذا يجد الغناء السوداني قبولا واسعا في افريقيا(غير العربية) ولا يجد مدخلا له في العالم العربي رغم اصراروتمسك سوداني شديد بعروبة في الاصل والارث رغم ثراء في مضمون الشعر الغنائي العربي في السودان ندر ان يتواجد في مجمل الشعر الغنائي في الاقطار العربية...ربما هذا كذلك ياخذنا الي شان "الهوية " وكذلك ماهية "العروبة " ومن هو العربي ...الخ |
الموضوع اخى Very depatable issue
سنعود بعد قليل بعد ان يعود لنا التوازن النفسي الذى افتقدته بسبب مرارة الاخفاق في مقابلتكم في دبي أمس فلك العتبي يا حبيبي حتى ترضى . والقدم زى ما بيقولوا اهلنا البسطاء ليها رافع .
عميق مودتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سوداني يتسلق السلم السباعي ليسمع صوته للعالم العربي (Re: فاروق حامد محمد)
|
Quote: يشكل السلم الخماسي القاسم المشترك بين الألحان الموسيقية الشعبية السائدة في أغلب المناطق الإفريقية من جهة، وبين الأنماط الموسيقية المغربية التي تشمل المناطق الصحراوية وأغاني أحواش والروايس في سوس ومرتفعات الأطلسين الصغير والكبير، ثم نوبة الرصد في الموسيقى الأندلسية، بالإضافة إلى أغاني الكناوي. وفيها تصطلح التقاليد الصحراوية في جنوب المغرب على تسمية هذا السلم بالأكحل. وتنعته الموسيقى الأندلسية بطبع الرصد الكناوي. إلا أنه يبقى في الممارسات الموسيقية عارياً من أي تسمية أو اصطلاح، الأمر الذي يعني إطلاق مصطلح ما، كالسلم أو المقام أو الطبع على طبيعة ألحان تلك الأنماط بقصد تقريب مفهومها إلى أذهان الذين نالوا نصيبا من الثقافة الموسيقية الغربية.
ما هو موقع هذا السلم "المنظومة" من مقامات وطبوع الموسيقى العربية الشرقية والمغربية وما هي خصوصياته ومميزاته الفنية؟
دأب منظرو الموسيقى العربية على تصنيف جملة المقامات الموسيقية العربية إلى ثلاث مجموعات هي:
1- مقامات تعتمد على توالي أجناس أو عقود ثلاثية أو رباعية أو خماسية. وهي في هذا تشترك مع الموسيقى الفارسية والتركية والإغريقية.
2- مقامات تعتمد السلم الخماسي وتلتقي فيه مع الموسيقى الإفريقية الزنجية وموسيقى الشرق الأقصى وغيرها.
3- مقامات أدمج فيها النوعان معا. وهي تتركز في الموسيقى الأندلسية بمنطقة المغرب العربي، وفي موسيقى الجزيرة العربية.
يتكون السلم الخماسي من خمسة أصوات مختلفة، انطلاقاً من جهة القرار وبمقارنته مع السلم السباعي الطبيعي المكتمل. ويلاحظ أنه أصغر منه بدرجتين اثنتين. غير أن غياب هاتين الدرجتين من السلم الخماسي لا يخلّف أي إحساس بنقص في الألحان الناهضة عليه.
ويختلف موقعا الفراغين في السلم الخماسي. فتارة يحتلان الدرجتين الرابعة والسابعة، كما هو الشأن في موسيقى الروايس وأحواش بالمغرب وفي موسيقى السودان جنوب مصر؛ وتارة أخرى يحتلان الدرجتين الثانية والسادسة كما هو شأن سلم باتي الكبير في أغاني الحبشة؛ وتارة يحتلان الدرجتين الثالثة والسادسة كما في أغاني كمناوة بالمغرب وفي نوبة الرصد الأندلسية؛ وأخرى يحتلان الدرجتين الثالثة والسابعة.
يتجلى من دراسة وتحليل ألحان الموسيقى المغربية الخاضعة لطبيعة السلم الخماسي أنها تبنت سلمين اثنين من بين النظومات الخماسية الشائعة في الدول الإفريقية. الأول هو السلم الخماسي الطبيعي الذي ينتج عن إسقاط الدرجتين الرابعة والسابعة من درجات السلم السباعي الطبيعي. وهو يعتبر من أشهر السلالم الخماسية وأوسعها تداولا. فهو بالإضافة إلى انتشاره في دول إفريقيا الشرقية كالسودان وإثيوبيا وبلاد النوبة وجنوب مصر، كثير التداول في الصين واليابان، وفي البلاد الاسكتلندية. ومن نماذجه النشيد الوطني الاسكتلندي. وقد انتقل استعماله إلى القارة الأميركية مع زنوج إفريقيا. كذاك يستعمل في الكثير من أغاني الروايس بمنطقة سوس وفي حلقات أحواش بمرتفعات الأطلسين الكبير والصغير.
تعتبر الدرجات الأولى والثالثة والخامسة مرتكزات أساسية لهذا السلم الذي يتألف من أبعاد لا تخرج عن صنفين اثنين هما: الثانية الكبيرة، والثالثة الصغيرة، وبذلك ينتفي وجود نصف التون فيه إطلاقا.
وتقوم بعض الألحان الأمازيغية في سوس على سلم خماسي ملون، وهو الذي يعتري درجتيه الثالثة والخامسة علامة خفض فيدخله نصف التون من جهة، ويكتسي من جهة أخرى نكهة خاصة تجعله شبيهاً بسلم تيزيتا الصغير المستعمل في أثيوبيا وشرق السودان.
والثاني هو السلم الخماسي الذي انتفت فيه الدرجتان الثالثة والسادسة، ويجري تداوله في أغاني كناوة وفي كثير من مستعملات الموسيقى الأندلسية التي تنهض على طبوع تحمل ملامح خماسية، أبرزها طبع الرصد.
يستقر هذا السلم في كل من الموسيقى الأندلسية وأغاني كناوة على نغمة "ري" مع إلغاء شبه قار للدرجة الثالثة "فا" والسادسة "سي"، فإذا عرضت الأولى في اللحن صعودا جاءت مرفوعة، وإذا عرضت نزولا جاءت طبيعية.
مجمل القول، إن ألحان الأغاني الكناوية خاصة تتميز بجنوحها إلى ركوب الطبقات الصوتية الحادة. وهو ما يبدو في الانتقالات المفاجئة التي يلجأ إليها المغنون، والتي يبلغ مداها الصوتي أبعاداً كبيرة يشق إحداثها على غير المتمرس. وتلك إحدى أبرز خصوصيات الغناء التي تقتضيها طبيعة الصياح في الأداء الصوتي للرصد الكناوي. |
http://www.al-hakawati.net/arabic/music_Art/arttype14.asp
| |
|
|
|
|
|
|
|