تعرفت علي علي المك؛ كما اغلب السودانيين؛ ممن نشأوا بالريف او المدن الصغيرة والمهمشة؛ عن طريق صفحات الكتب والصحف والمجلات ؛ ثم عن طريق حضوره اللطيففي الاذاعة والتلفاز؛ وعبر حكايات الاصدقاء عنه؛ في سهرات السمر والمثاقفة والتذكار
كان اول ما قرأت لعلي المك؛ هو ترجمة له؛ لنماذج من الادب الزنجي الامريكي؛ وكان ذلك عام 1981؛ وكنت حينها يافعا ابن 14 ربيعا؛ وقد اهداني الكتاب الاخ العزيز صديق عبد الهادي. وكنت حينها مريضا راقدا بمشتشفي الخرطوم التعليمي؛ وكان ذلك الكتاب خير رفيق؛ عندما يذهب الاهل والاصدقاء؛ وفي ايام النقاهة اللاحقة بعدها في عطبرة.
ثم كان آخر ما قرات للراحل علي المك؛ بعد عشر سنوات من القراءة الاولي؛ هو سفره الذي جمع فيه مختاراتا من الادب السوداني؛ وقد حصلت علي الكتاب وقتها ؛ من مكتبة المركز الثقافي العربي بوارسو؛ وتماطلت في اعادة الكتاب؛ حتي استلفه مني سوداني؛ والذي قام بدوره بتسليفه لآخر؛ وذاك لرابع؛ وهكذا حتي تاه بين السودانيين؛ واختفي في خزانة ما؛ ودخلت في حرج مقيم مع ادارة المركز؛ لم ينقذني منه الا حل المركز من بعد؛ وتفرق مكتبته وادارته ايدي سبأ.
وبين القراءة الاولي والاخيرة؛ كان تعرفي علي علي المك من خلال ابداعاته المتعددة؛ من كتب ومقالات؛ وقد بقي في ذاكرتي منها مجموعته الموسومة: وهل ابصر اعمي المعرة؛ ومقال كان قد كتبه في جريدة الميدان بعد الانتفاضة؛ وهو عبارة عن رسالة وجهها لسميه النقابي علي الماحي السخي؛ وقد كانت محاولة لابتدار حوار ما بين المثقف والعامل؛ وكان علي المك قد بدأ فيها معتذرا؛ دون وجه حق في حالته؛ عن تجاهل المثقفين للعمال؛ فللراحلين العليين في هذه الذكري كل التقدير.
كما تابعنا علي المك من خلال اطلالاته الاذاعية والمرئية ؛ وقد تعرف عليه الناس بشكل جماهيري من خلال برنامج فرسان في الميدان لحمدي بدر الدين؛ وقد كان علي المك ؛ مع الحسين الحسن ؛ واستاذه مني من اهم عناصر ذلك البرنامج؛ وكنا نحضر هذا البرنامج فقط لنكتحل بمراي علي المك ؛ ونستمع للحسين الحسن؛ ونصل الي العلي؛ مع اجابات وطلة الاستاذة مني .
في ذكري علي المك؛ نحني هاماتنا اجلالا؛ لكل من قدم حرفا للثقافة السودانية؛ الحي منهم ؛ ومن مات ؛ ومن قتل ؛ وما بدلوا تبديلا.
تحياتي القلبية ؛ وكل التبريكات لك ؛ وان اتت متاخرة الا ان عند اهلنا البولنديين مثل يقول: ان تات متاخرا؛ افضل من الا تات ابدا
علي المك درة في تاج الثقافة السودانية ومثل هذه القصة هناك آلاف مثلها
فشكرا للقائمين علي البورد علي طيب تذكرهم واحتفالهم بالرجل والشكر اجزله لكل المساهمين والمساهمات؛ والمعلقين والمعلقات؛ والقارئين والقارئات في هذا اليوم الجميل
عادل
10-10-2003, 12:00 PM
Elmosley
Elmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683
تحياتى لك و ودى تابعت مثل كثيرين غيرى احتفاء المنبر بعلى العالى ود المك المك. و لم يفتح الله على بكلمات اشارك بها.. بساطة كلمتك جعلت الأمر محلولا عندى .. فالأمر معقود بكلمات صادقات و ليس المطلوب قصيدة تعلق باستار الكعبة .. ربما تعرفت مثلك على على الملك .. و لم نتشرف مثل المحظوظين بلقائه ... فى ليلة الاحتفاء بعلى المك .. قال لى صغيرى و هو يسحب طرف غطائه بعد يوم طويل توزع ما بين يوم دراسى و استذكار لدروس اليوم و الاستعداد للغد ، قال لى بــابا احكى لى حكاية... و احترت أحكى له عن ماذا .. و لم تطل حيرتى .. فقد و جدتنى أحكى له عن صغير اسمه على المك..ولد فى أمدرمان .. كان ينام تحت نجومها .. و عندما يأخذه سلطان النوم .. يذهب فى رحلة عبر كل هذة النجوم التى كانت شاهدة على تاريخ المدينة .. و أغنياتها .. و أفراحها و أحلام صباياها ...و عندما يعود من جولته الليلية تلك كانت ذاكرته تمتلئ بالنصوص و الرؤى و الحكايا .. و جوه الناس و أصواتهم ... امانيهم و أحلامهم ..و تاريخهم...كان يأتى بها من مغارات صغيرة مخبأة خلف النجوم... نشأ الصبى مليئا برائحة المدينة التى ينام على و سادتها و يصحو على صوت حداء و جلبة شوارعها ....يبدو أن صغيرى تعسر عليه هضم بعض المفردات التى وردت فى الحديث عن على العالى .. فنام فى حجرى ... لكنه و قبل أن ينام كان قد عرف أننى أكلمه عن رجل من بلدى ملأ الدنيا و شغل الناس .. لأنه أحبهم فقد أحبوه .. و لأنه عشق ثقافة بلدة و تناولها تدوينا و توثيقا و مباصرة .. فقد حفظته ذاكرة أولاد البلد ..كان يعرف أننى أكلمة عن كاتب و ناشر و مفكر و معلم و أنسان .. و قبل هذا و ذاك .. أحدثه عن طفل بات يحلم بأن يكتب كل ما أختزنته ذاكرته عن البلد التى أحبها .. لكنه رحل سريعا مثل كل الأشياء الجميلة .. و قبل أن يغمض عينيه للمرة الأخيرة .. قالت له صديقته النجيمة البعيدة: يـــا على لا تحزن .. سنختار طفلا أسمر من مدينة تحبها .. و نهبه كل مخزونك فى مغارات الأنجم البعيدة.. قلت لصغيرى .. ستورث بصيرة على لسودانى اسمر قادم .... قال لى ... ما الذى يجب أن أفعله لأصبح ذاك الوريث .. قلت له .. حب بلدك كما أحبها .. توهب لك كلمة السر التى حملته فى رحلته الليلية حول النجوم... ... .. . عندمـــا تفرست فى و جه صغيرى فى ذلك المساء و هو غارق فى النوم .. لمحت ابتسامة تضئ و جهه قلت لنفسى هل ذهب فى رحلة مع نجوم على العالى ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة