دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
خريف 88 ... قصة قصيرة
|
كانت الخرطوم على موعد مع القدر فى ذلك التاريخ من شهر اغسطس عام 88. لم تكن الاحوال تنذر حينها يشى .
الجو كان خريفيا بما يكفى لان يفتح الشهايا,غيوم تتراقص فى السماء و امطار خفيفة تتساقط, رائحة الدعاش تنعش ساكنيها. الاجواء تغرى بالتجول و الابداع. هكذا احس اسامة ابن العشرين عاما وهو يكوى قميصه المفضل فى داخلية البركل و هو يراقب سحب هذا اليوم من نافذة الغرفة, دفع الباب عادل سليمان حاملا افطار الصباح و قال ممازحا اسامة: على وين الليلة, انشاء الله خير و قميصك دا ما بمرق الا فى مناسبات خاصة. اسامة: انت زاتك جاى معاى, ح نمشى للشباب فى داخلية الحلة الجديدة, ناس عبد الرحيم يوسف, الليلة الغداء بى هناك. تناولو ما تيسر و تفقدوا نقودهم البسيطة , كانت تكفى لركوب بص امدرمان من السوق الشعبى, وكانت تكفى ايضا لشراء جريدة الميدان. اذن هيا بنا فال عادل , وعندما ترجلا من ما يسمى بباص ام درمان امام الحلة الجديدة كانت السحب تزداد كثافة. و داخلية الحلة الجديدة لمن لا يعرفها , اشبه با الحصن. بنيت لتستوعب طلاب معهد الكليات. بناء صامد شامخ عند المساء اقترح معاوية ضواها ان يتناولوا فول سـمـبـتيـك لدى عم على الفوال, كان دكانه يقع فى اخر الشارع تحلقوا فى حلقات كان اخرها من نصيب عادل و معاوية و انضم اليهم اسامة. فى لحظة اللقمة الثانية بدات الامطار تهطل, لم يكن هطولا عاديا. نظر اسامة الى قطرات الامطار, لم تكن قطرات, انما هى اشبه بكتل من الماء تنزل فتضرب, و تنزل فتسمع لها دويا, يا الهى ما الذى يحدث. لم يكمل معاوية عشاءه و انطلق لا يلوى على شى با اتجاه الداخلية, و فى لحظات اختفى وبقى تحت راكوبة" عم على" اسامة و عادل ينظر اليه بتوتر. حتى عم على اختفى حينها. اسامة: اسمع المطرة دى ما عادية الشارع فى دقيقة اتملا, اخير نتخارج بسرعة, كان قرار الهروب مهما حينها, اذ بدات معالم الشوارع تختفى و الماء وصل الى الركب. كان عادل يركض فى الامام و اسامة على بعد خطوات منه و الماء فى كل مكان, عند منتصف الطريق كانت المياه تزداد , صادف عادل رجل وسط كل هذا الماء و هو يرقص و يحمل زجاجة من الخمر, هى يا شباب تقدرو تعملو كدا صاح السكران, لم يكترث عادل به و انما واصل ركضه, كان السكران لايزال مصرا ان لا احد يقدر يعمل كدا و امسك با اسامة: تقدر تعمل كدا و رفع قدمه و لف فى الماء ولكنه لم يسقط, انما الذى سقط كان اسامة, نهض وهو يلعن: يا عمنا كدا شنو ياخى, يا عم شوف ليك مكان اتضارى فيهو, ثم واصل ركضه. عندما وصل الداخلية, شاهد عادل ينادى عليه من الاعلى يا اسامة: من هنا , بى جاى, اطلع فوق, اوضة ناس سامى. تسلق اسامة هذا الجبل عله يعصمه من الغرق.انقطعت الكهرباء حينها وكان الجو يشبه يوم القيامة." يا الهى" فيما بعد عرفت هذه الاحداث بفيضانات 88, نعم لقد فاض النيل هكذا فجاة, كما لم يفض من قبل, واستعدت البلاد لا اسوا كارثة فى تاريخها. كانت غرفة سامى تبدو كا الملجا , لم يعلم اسامة كم شخصا با الداخل, اثناء قيامه بخلع ملابسه التى تبللت اضاء سامى شمعة, كان الجميع قابعا فى الداخل و بدا الجو رطبا و باردا, فكر اسامة, يبدو اننا علقنا. فجاة كانت هناك صيحة من السكن المجاور: لا لا ما بى هنا لا لا بى جاى..... كان احد الطلاب يصرخ من بلكون الغرفة الى احد السائقين فى اسفل الشارع, حيث يبدو ان هذه السيارة ضلت طريقهاو على وشك ان تسقط فى الخور الكبير, الذى اختفى تماما تحت مياه الامطار. تبرع بعض الطلاب للنزول و سط هذا الشلال بعد ان توقف صاحب السيارة. ساعده الشباب با الخروج, كان عريسا فى ايامه الاولى مع عروسه, حيث كانا فى طريقهما الى الرياض لتلبية دعوة عشاء هناك, و انتهى بهم الامر الى الاقامة معنا فى غرفة بداخلية الحلة الجديدة لا اسبوع كامل. كان كل شى تحت الحصار. ظل الامر هكذا حتى تمكن البعض من الخروج بعد الاسبوع , كل ذهب يتفقد اهله. و فى ظهر هذا اليوم, شاهد اسامة ربيع السمانى, قادما من بعيد و هو يصيح, يا اسامة .. يا اسامة: ارح معاى ام درمان, فى اشاعة قوية , قالو بيتنا وقع. كانت البيوت تتساقط حينها كاوراق الشجر. و لذلك لم يكن غريبا ان يسقط بيت ربيع وقتها. تمكنو من ايقاف سيارة بيك اب امام الحلة الجديدة , فى طريقها الى ام درمان, حيث قفز ربيع و اسامة فى الخلف و اخذا يشاهدان ما حل با الخرطوم من دمار. كان كل شى مختلفا, البيوت نصفها وقع و النصف الاخر ينتظر, الناس لا زالو مذهولين, المياه فى كل مكان,الطين و التراب, كانت الخرطوم وقتها لا تسمن ولا تغنى من جوع. و صلت العربة الى شارع الغابة و من ثم تابعت طريقها و عند و صولها امام بوابة معهد الكليات الخلفية. فوجى ربيع و اسامة بالجمع الذى هناك و صيحات لهما من بعض الشباب : ربيع و اسامة انزلو انزلو, المعهد غرق. فى هذه الايام, كان من المفترض ان يقدم الطلبة الامتحانات و التى تاجلت الى اجل غير مسمى. سافر اغلب الطلاب الى اهاليهم ولم يبقى الا القليل من طلاب الداخليات. عندما نزل ربيع مع اسامة امام الباب, كان المشهد مثيرا, اذ اختفى المعهد عن الاعيان, لا شى يبدو سوى المياه و الجميع ينظر, كانوا اساتذة و طلاب و عمال . لم ينطق احد. صرخ ربيع: يا جماعة لا بد من انقاذ المعهد كانت هذه الصرخة بداية عهد جديد, و بدل ان يكون الامر حوالة ساعة او اثنتين ثم يواصلا رحلتهما الى ام درمان, ظل الرفاق اسامة و ربيع الى ما يزيد عن الشهر فى هذا المكان الموحش, انضم اليهم فيما بعد بقية الرفاق و من تيسر من بقية الطلاب و الاساتذة, بدات هنا حملة انقاذ معهد الكليات. و هذه قصة اخرى.
(عدل بواسطة اسامة الخاتم on 01-15-2003, 05:39 PM)
|
|
|
|
|
|
|
|
خريف 88 ... قصة قصيرة (Re: اسامة الخاتم)
|
الاخ /اسامة الخاتم
تحياتي
الان اتذكرت انك نت بتدرس في معه الكليات التكنولوجية-ميكانيكا على مااعتقد*الواحد متخيل شكلك والبشوفك هنا ما يقول في علاقةبين شكلك في المعهد والان* وين الاخوان عادل سليمان الشاب الظريف واخوة منير سليمان وربيع السماني لانني خريج جامعة السودان *دخلت الجامعة بعد هذا الخريف 88 فعلا انت مشروع كاتب وبعدين عندك اسم فني اسامة الخاتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خريف 88 ... قصة قصيرة (Re: Wadmirghani)
|
شكرا يا أسامة أنت ذكرتني بي حاجة كويسة أنا كنت صغير في ذالك الوقت و أبلغ من العمر عامين كنا في أجازة في السودان و في نفس موقع الحدث الحلة الجديدة مكان سكن عائلة والدي لقد حكى الوالد أنه كان خارج ألى احد اعراس أهلنا الدناقلة و عندما بدأت الامطار تزخ قرر عدم الخروج و بعدهازادت شدة الأمطار و فعلا أستمرت و يعني دي فرصة سعيد
و للقصة بقية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خريف 88 ... قصة قصيرة (Re: اسامة الخاتم)
|
Wadmirghani تحياتى الاخ عادل سليمان مقيم الان بهولندا و كذلك منير سليمان اما ربيع السمانى فهو الان يعمل فى السعودية شفت كيف الزمن فرقنا, لكنى واثق ان ما بالداخل لازال كما هو و سنعود يوما الى بوابة الخرطوم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خريف 88 ... قصة قصيرة (Re: اسامة الخاتم)
|
خريف 88 . تتممة كان معهد الكليات يبدو كمدينة البندقية, الفرق فقط للناظر هو هذه الاوساخ و اكوام من الاخشاب و الزجاج و الاوراق السابحة مع التيار هنا و هناك, زوارق صغيرة امتطاها بعض الطلاب و العمال يجوبو بها انحاء المعهد,,كانت الادوار العليا من الجانب الشمالى مكتظة بالاهالى الذين نزحو اليهاعلها تاويهم بعد ان فقدو بيوتهم. اختفت مختبرات الفيزياء و معامل الكهرباء و الكيمياء, بل اصبحت كالبرك و المستنقعات, كان كل شى تحت الماء, روائح عجيبة انبعثت, كان فى اليابسة بعض اساتذة المعهد الذيت عقدو اجتماعا صغيرا بمشاركة بعض الطلاب المتواجدين ساعتها, وضعو خطة انقاذ عاجلة,لانقاذ ما يمكن انقاذه و اصبح القائد استاذ وليم الذى كان رجلا هادئا عليما با احوال المعهد و مسالكه منذ ايام الانقليز. كانت الخطة ترتكز على توفير كل طرمبات المياه صغيرة كانت ام كبيرة لضخ الماء الى الخارج, عكف حينها استاذ وليم على تشغيل المحطة الانكليزية الضخمة, قام ربيع السمانى و ود المصطفى يتقديم يد المساعدة, وتمكنو من اعادتها للعمل, فى هذه الاثناء تمكن اسامة و رفاقه من توزيع كافة المضخات الاخرى بانحاء المعهد, واشرف كل منهم على تشغيل مضخة و تزويدها بالوقود, اطلقو على الكبرى اسم "كلب الحر" نظرا لنباحها المستمر وعلى الاصغر حجما اسم "الجريو". استمر العمل ليل نهار و فى ساعات الليل المتاخرة كانوا يضعون الجاز على اجسادهم علهم يستطيعون النوم بعيدا عن خطراسراب الباعوض, ومن يصيبه الوهن و التعب كان ينزوى الى داخلية هبانى القريبة من المكان ثم يعود من جديد.و عند ساعات الصباح الاولى كان بعض الاساتذة يزودوهم ببعض الطعام و جرائد اليوم الجديد. بدات اعداد الطلبة تزيد يوما بعد يوم. اصبح التحدى الاكبر الان امام المجموعة هو افراغ الماء من المختبرات الغارقة, لم يكن هناك من سبيل سوى وضع مضخة لتقوم هى بهذا العمل, لكن كيف يمكن تثبيت خرطوم المياه داخل هذه البركة عندها,وقف الجميع فى حيرة. كان القرار صعبا و فجاة اخترق الصفوف علاء الدين الواثق و هو يخلع ملابسه طالبا من الجميع ربط الخرطوم على جسده وانه سيقوم بتثبيته هناك فى القاع, حاول البعض ثنيه عما اراد و لكنه اصر على عمله و قبل ان يكمل الاخرون اعتراضهم كان علاء الدين يقفز داخل المياه و يغوص فى الاعماق و سرعان ما اختفى, غاب علاء الدين طويلا و حبس الجميع انفاسهم و عندما اصابهم القلق ظهر فجاة من تحت الماء و هو يشير بيديه صائحا: دورو المكنة. طار الجميع من الفرح و دارت الماكنة فعلا و هى تسحب ما استطاعت من المياه الى الخارج, كان هذا نصرا لطلاب المعهد الذين واصلو عملهم بكل صبر و تضحية, لم تقدم لهم الدولة حينها سوى اكياس الخيش. بعد ايام قليلة انحسر الماء عن ارضية المعهد و بدا العمل نحو اصلاح ماكنات المختبرات و غيرها تحت الشمس, تمكن هؤلاء الطلاب القلة من انقاذ الوف الدولارات ومئات الخسائر, نعم لقد انتصروا ولكن لم يسمع بهم احد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خريف 88 ... قصة قصيرة (Re: اسامة الخاتم)
|
تعــرف يا أسامة في حكايــة قميص واحـــد حاقصــة في كل قصصــك الطويــلة منــها والقصيــرة يا اخــوي باقــي قمصانــك ويـــن عمــوما يعجبنـــي ســردك الممتــع للأحـــداث وتعــرف يــوم المطــرة داك وقبـــل عرس جميـــلة بيــوم أنا كنـت في الحلفاية في بيـــت ناس آمنــة والبيــت إتقّـــد في الســـقف وأنــا وجــون الغفيــر شغاليــن غـرِف في المــوية من أرضيـــة البيــت وفي الآخر وعنــدما تبدّى أن أمــل الحلول ضئيــل قــررت عـــدم المحـــاولة وأنقــر عملـــت شــنو؟؟؟ قعــدت في نص العنقريــــب وبديـــت أتحنّــنْ صــدق أو لا تصــدق بعـــدها بقليــل وصــل النيــل وفيصــل شايليــن همــي ومــاذا يمكــن أن يكــون قد حــدث لـــي وأنـــا وحدي في البيـــت ونامــن لقــوني محكرة الحنـــة قـــدامي ما عــرفوا يعمــلوا لــي شــنو وأخيــرا قال النيــل قلبـــي على مرتـــي وقــلب مرتـــي علــي حــجر أقصــد حنـــة ولــك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خريف 88 ... قصة قصيرة (Re: اسامة الخاتم)
|
ها ها ها الناس فى شنو و صلحة فى شنو قصة القميص الواحد دى جاية من انو كنا بنلبس قمصان بعض و انا الوحيد الذى لااستطيع لبس قمصان الاخرين مش تعالى منى لكن بس الحكاية انى كنت اسمن واحد عشان كدا ما بلقى غير قميص واحد و غالبا بكون لابسه " كان ظنو يوم يومين تلاتة الموية ترجع حالتا" حمــيد"
| |
|
|
|
|
|
|