|
أدمغة الموسيقيين مختلفة
|
توصل بحث علمي إلى أن المادة السنجابية التي لها علاقة بالانتاج الموسيقي هي أكبر حجما في أدمغة الموسيقيين مقارنة بسواهم. ويفسر هذا الاكتشاف القول إن الموهبة الموسيقية لا تصنع بل أن الشخص يولد وهو يحمل العبقرية الموسيقية.
وبناء على ذلك ربما يعزى تكرار الانقباضات الدماغية لدى العازفين إلى زيادة في المادة السنجابية الموجودة في الدماغ.
وفي الدراسة الجديدة قام فريق من الباحثين في جامعة هيدلبرج الألمانية بتسجيل ردود فعل الدماغ أثناء عزف نغمات ذات تردد مختلف من قبل عازفين محترفين وآخرين هواة.
وقد وجد العلماء أن أدمغة الموسيقيين المحترفين تبدي قدرا أكبر من الاستجابة للنغمات قياسا بغير الموسيقيين. أما استجابة أدمغة الهواة فتأتي بين هؤلاء وأولئك.
واكتشف العلماء أن المادة السنجابية في الجزء الذي يتحسس للموسيقى في الدماغ أكبر بـ 130 بالمئة لدى الموسيقيين المحترفين مقارنة بالأشخاص غير الموسيقيين.
العامل الوراثي
ويقول الدكتور بيتر شنايدر، رئيس فريق البحث، إن كمية هذه المادة ثابت منذ الولادة، مما يعني دخول العامل الوراثي في الموضوع.
ويؤكد أنه لا بد أن يكون للوراثة دور كبير في وجود كمية أكبر من المادة السنجابية لدى محترفي الموسيقى، لكنه يضيف أن الجينات ليست كل شيء بل أن الترعرع في عائلة موسيقية له دور أيضا، إذ أنه يتيح للطفل تنمية أذن موسيقية.
ويرى شنايدر أن للاستماع للموسيقى وترديد الأغاني أثناء المراحل المبكرة من الطفولة دور مهم.
ويعتقد العلماء أن الميول الموسيقية أو القدرة الكامنة في هذا المجال لا يمكن تطويعها بعد سن التاسعة.
إذن السؤال هو كيف يصنع الموسيقار الكبير؟ ويجيب الدكتور شنايدر بأن التأثير قد يكون وراثيا فقط أو بسبب الجو العائلي في مراحل الطفولة الأولى.
إلا أنه ليس من المرجح أن يحسم البحث المنشور في مجلة "نيتشر نيوروساينس" الجدل الدائر حول هذا الموضوع.
ووفقا لرأي الدكتور بوب كارليون من مجلس البحوث الطبية في بريطانيا فإن هناك تفسيرات عديدة لذلك.
ويقول كارليون إن المشكلة في هذا النوع من البحوث هي عدم قدرتها على تحديد إذا كانت المادة السنجابية في الدماغ قد أصبحت أكبر حجما وأكثر استجابة بسبب الممارسة المستمرة، أم أن شخصا ما يصبح موسيقيا لأن تلك المادة في دماغه أكبر وأكثر حساسية من غيره.
لكن الدراسة توفر، على أي حال، نظرة جديدة لكيفية استجابة الدماغ للموسيقى. ٍSource: BBC NEWS
|
|
|
|
|
|