ليه كده يا ود الباشا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 10:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-12-2002, 07:15 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ليه كده يا ود الباشا



    اخونا المبدع الكاتب المخضرم ود الباشا مسجل غياب كامل
    عن البورد اتمنا ان نسمع عنه كل خير
                  

06-12-2002, 07:33 PM

رومانسي

تاريخ التسجيل: 02-12-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليه كده يا ود الباشا (Re: waleed500)


    اخي وليد زكرت قامة لا ننساها ابدا
    فلنستظل تحت كلماته حتي يطل علينا
    مع اخي وليد اسال عنك
    ليت المانع خير


    (منقول من الغابة والصحراء)...
    رحل الدوش... والساقيه لسـه مدوِّره

    بقلم : صلاح الباشا.... الدوحة

    كنت ومعي مجموعة من الأصدقاء نستأجر بيتاً في حي بيت المال العريق بمدينة أم درمان علي مقربة من منزل الزعيم الوطني الراحل إسماعيل الأزهري – طيب الله ثراه - حين كنا وقتها طلاباً بجامعة القاهرة فرع الخرطوم ( 70 - 1974 م ) ، وقد كانت الدراسة مسائية وقتذاك .. مما أتاح للطلاب فرصة إيجاد عمل بالصباح لتغطية نفقات السكن والإعاشة والدراسة .. ووقتها تحصلنا علي فرصة عمل في مهنة التدريس بمدارس بيت المال الإبتدائية بجوار كبري شمبات ، وبالتالي لم نكلف أهلينا مشقة مصروفات التعليم العالي مطلقاً . وقد كانت متابعاتنا لمسارات ومستجدات الحركة الفنية من موسيقي ومسرح وسينما وبرامج تلفزيونية ، وأيضا المتابعات الرياضية من أهم إهتماماتنا بجانب التحصيل العلمي الجاد .

    وذات مرة كنا نتابع سهرة برنامج ( أمسيات) التلفزيونية حين كان الإرسال – أسود وأبيض- قبل ظهور الألوان .. وكان مقدم البرنامج هو المذيع والإعلامي اللامع ( متوكل كمال ) والذي كان يستضيف فيه عائلة كاملة فيدير نقاشا إجتماعيا شيقا وجاذباً مع ضيوفه ، وكان يستضيف أيضا مطرباً محدداً لإحياء تلك السهرة الإسبوعية التي كانت تبث مساء الإثنين من كل إسبوع.. فالمطرب في تلك السهرة كان هو الفنان الكبير حمد الريح الذي إبتدر الغناء بمقدمة موسيقية طويلة وجاذبة وبها عدة نقلات إيقاعية .. ثم بدأ يغرد:

    الساقية لسه مدورة

    ساقيتنا لسه مدورة

    صوت القواديس .. والمياه

    طلعت مشت.. متهدره

    نعسان خضارها.. النيل سقاه

    خلف الجداول.. أسوره

    كانت أغنية جاذبة.. وذات مفردات جديدة. لم نفهم وقتها ماذا يعني شاعرها.. لم يكن للغناء الرمزي أمكنة يتسلل منها وقتذاك .. فكان العمل الشعري إما غناء عاطفياً أو نشيداً وطنيا واضح المعالم والمضامين .. فقد أعلن حمد الريح في بداية تلك السهرة أن شاعر ذلك العمل الذي يتغني به هو عمر الطيب الدوش الذي كان يعمل معلماً بالتربية والتعليم بأم درمان ، وأن مؤلف ذلك اللحن المتعدد الألوان والإيقاعات هو الملحن المتمكن ( ناجي القدس ) الذي كانت جذوره تعود إلي اليمن الشقيق.. فسافر الرجل إلي حيث جذوره الأولي في صنعاء ولم يعد بعد منذ قرابة ربع من الزمان .

    وتستمر الأغنية . ونندهش نحن وقتذاك ونتساءل .. ما هذا الكلام الجديد .. ماذا يقصد شاعرها الدوش ، و الذي لم نكن نسمع له شعراً غنائياً كثيفاً قبل ساقيته العجيبة تلك .. فقط كنا نطرب لأغنية كتبها وغرد بها الفنان الضخم جدا ( محمد وردي ) في منتصف ستينيات القرن العشرين وهي أغنية ( الود ) التي قام الموسيقار الإيطالي ( أندريه رايدر ) الذي كان يعمل خبيراً للموسيقي للمعهد العالي للموسيقي العربية بالقاهرة بوضع توزيع جديد لها حين زار وردي القاهرة وقتذاك لهذا الغرض.. مما يدلل علي مدي جدية وردي في الإهتمام بأعماله الفنية ... وتتواصل الساقية العجيبة بصوت حمد الريح الطروب جداً من خلال سهرة أمسيات تلك في عام 1972م:

    أحمد حكي ...

    ووسّد الراس الضراع

    والشوق .. نواحي النيل تكا

    وصاني أبوي..

    الموج بيهدم ..

    كل رخوه علي الجروف

    شد الضراع
    والنيل .. بقاوم من زمن

    كل الظروف

    شد الضراع

    تلقي المراكبي.. مع الشراع

    لا زم تعرفو..

    الظلم جايي ..

    من وين عليك..

    أفتح عينيك

    وعشان يكون الحق.. ليك

    تعبر بحور

    تهدم جبال

    الحق هو .. والنضال

    والحق في ساحة مجزرة

    والنصر .. للفاس والرجل

    ولسواقي مدوره

    والساقيه لسه... مدوره

    بالطبع.. كنا وقتها في حيرة من أمرنا .. وقد إستمرت تلك الحيرة عدة شهور .. بل لعدة سنوات لاحقه ظلت الساقيه فيها مثار نقاشاتنا دائماً .. لأنها تمتليء بمفردات ترمز إلي عدة أشياء.. ولم تكن معاني التعبير بعيدة عن الفعل السياسي إذا نظرنا إلي الظروف المرعبة التي كانت تسود البلاد وقتذاك.. خاصة وان المشانق ودروات الإعدام رميا بالرصاص كان أمراً سهلاً عند قادة النظام المايوي الذي تزحلق إلي مزبلة التاريخ في السادس من أبريل عام 1985م بكل عنف وفي أيام معدودة .. حيث كانت إرادة الجماهير وبتوفيق بائن من الله تعالي هي الغالبة .. ولم تكن الإنتفاضة مصادفة مثلما يصرح صاحبنا النميري حالياً .

    وبعد تلك الأغنية التي تمددت لتغطي كل ساحات الوطن .. وينقلها المذياع إلي كل الدنيا .. وتكتب الصحف مفرداتها .. بدأ إسم الراحل عمر الدوش يتمدد أيضا في سماء الوطن كشاعر نضالي تعبر مفرداته دوماً عن هموم الجماهير السودانية .. فكانت المضايقات الأمنية تطارده .. والفصل من الخدمه كان له بالمرصاد .. وهو لا يتردد في توزيع أشعاره التي أخذت شكل منشورات تتداولها أيادي الطلاب هنا وهناك.. وتغزو مكاتب الموظفين .. وتجدها داخل أفرولات عمال المصانع في كل السودان . كما أن أخبار المدينة أصبحت تتأرجح مابين دخول الدوش لسجن كوبر أو الإفراج عن الدوش .. ويستمر المسلسل .. قصيدة جديدة .. يعقبها إعتقال جديد .. ثم إفراج عن الدوش .. ثم قصيدة أخري .. إلي أن يئست السطات الأمنية حين رأت تعلق الجماهير به .

    وفي منتصف عام 1974م تحديداً فا جأ الأستاذ وردي الساحة الفنية والإجتماعية في عز أزمنة القبضة الأمنية بأن غرد بأغنية فيها من مفردات الرمز الرافض للواقع السياسي وقتذاك ما تعجز الجبال عن حمله .. فأتت تتهادي بكل ثقة .. هي إذن .. ( بناديها ) .. تلك الأغنية التي كتبها عمر الدوش .. وقد أخذت وضعها داخل خارطة الغناء الرمزي الجميل .. وقد نراها حتي اللحظة تحافظ علي ألقها ونضارتها وعذوبة معانيها .. ومَن غير وردي سيغني لذلك الشاعر تحت وطأة تلك الظروف المرعبة التي عاشها السوادن حينذاك..؟؟ مَن غير وردي سيتصدي لظلام الحكم الغاشم بالغناء بأشعار شاعر أصبح مطارداً ليله ونهاره وقتذاك .. ؟؟ لذلك أتت بناديها .. لنتساءل مرة أخري ... من هي يا تري تلك التي كان يناديها الدوش ... ويرددها وردي في كل حفلاته ؟؟

    بناديها.. بناديها

    وبعزم كل زول..يرتاح ..

    علي ضحكة عيون فيها
    كتبها الدوش فأحدثت أيضا لقطاً واسعاً حينذاك ، كما أن الأستاذ الموسيقار محمد وردي وبما أتصف به من جرأة وعدم تردد بالغناء بأي نصوص شعرية غنائية يري فيها ملامح وفاء لأهل السودان أو ترميز لقضايا الناس الغائبة بسبب الفعل السياسي فإنه لا يتواني من تاليف لحن شجي للنص ، فمابالك أن يكون الشاعر في قامة رجل وطني حتي النخاع كالراحل عمر الطيب الدوش الذي نذر كل حياته في تقديم اجمل ماعنده من أشعار يخاطب فيها احاسيس شعبه بكل ما هو جميل .. وهو علي دراية بكل المضايقات التي تحدث له من جراء اشعاره تلك .. للدرجة التي إعتقد الناس بأن كل ما يكتبه لا يخرج عن نطاق التعبير بهموم الجماهير ، حتي وإن كان غناءً عاطفياً فإن المجتمع وميديا الإعلام تنظر للعمل نظرة تغلفها الأبعاد السياسية بما يكتب ... ثم تتواصل - بناديها - حين تطرح دهشة أخري :

    ولما تغيب عن الميعاد

    بفتش ليها في التاريخ

    وأسأل عنها الأجداد

    وأسأل عنها المستقبل

    اللسه سنينو بعاد

    بفتش ليها في اللوحات

    محل الخاطر الماعاد

    وفي الأعياد..

    وفي أحزان عيون الناس

    وفي الضل الوقف مازاد

    بناديها
    *****

    ألانري أن مفردات أشعار الراحل الدوش تطرح تساؤلات عديدة ؟ أغنيات تجمع بين العاطفة والوجد .. بين هموم الناس والأشواق لتحقيق مكاسب حياتيه لهؤلاء الناس .. هكذا كان الدوش .. وهكذا يترجمها محمد وردي في ألحان شجية تحدث دوياً هائلا في الساحة الفنية والإجتماعية في بلادنا.

    والراحل الدوش .. مثلما نلاحظ – لم يكتب غناء كثيفاً .. كتب شعراً صالح للغناء لكنه لم يجمعه في كتيب إلا بعد رحيله حيث قامت ( عزة للطباعة والنشر والتوزيع ) بالخرطوم بجمع أعماله ونشرها في كتيب أنيق تمت طباعته بالقاهرة ويوزع حالياً بمكتبة عزة بشارع الجامعة بالخرطوم ويحمل عنوان (ليـل المغنيـن ) .. وشكراً للأستاذ نور الهدي المدير العام لدار عزة للنشر الذي أكرمني بإهدائه لنا هذا الكتيب الأنيق .

    كما لا ننسي أن نوضح أن الأستاذ وردي قد تغني أيضاً مع نهاية سبعينات القرن العشرين بأغنية جميلة رائعة من كلمات الراحل عمر الدوش وهي أغنية ( الحزن القديم ) .. قال فيها:

    ولا الحزن القديم .. إنت ِ

    ولا لون الفرح .. إنت ِ

    ولا الشوق المشيت بيهو

    وغلبني أقيف... وما بنتِ

    ولا التذكار.. ولا كنتِ

    بتطلعي إنت .. من غابات

    ومن وديان .. ومني أنا
    ومن صحية جروف النيل

    مع الموجه الصباحية

    ومن شهقة زهور عطشانه

    فوق أحزانها .. متكيه

    بتطلعي إنت .. من صوت طفله

    وسط اللمه .. منسيه

    ****

    ذلك كان آخر عمل غنائي يكتبه الدوش ليتغني به محمد وردي .. فالراحل عمر الدوش حين ترك مهنة التدريس .. نراه قد إلتحق بالمعهد العالي للموسيقي والمسرح لدراسة المسرح .. فتفوق فيه وتخرج مساعدا للتدريس .. ثم سافر إلي براغ لينال دراسات عليا ثم يعود محاضرا في ذات المعهد بالخرطوم ... ولكن في سنواته الأخيرة كُسرت رجله من مفصل الفخذ وتعطل كثيراً وقد عاني أكثر من جراء هذا الحدث إلي أن اصبح يتوكأ علي عكازة .. فلم يجد الدوش التقدير لما قدمه لشعب السودان من شعر وأدب ومسرح ودراما .. فتم إيقاف راتبه رغم إعاقته وكسره الذي عاني منه زمنا طويلا .. وقد كانت آخر أعماله المسرحية بعنوان ( يا عبدو روق ) التي تم إخراجها وتمثيلها بالمسرح القومي بعد رحيله عن الدنيا .

    ولنري الآن حالة أخري من أعمال عمر الدوش ، كان الرمز في التعبير أكثر وضوحاً فيها وقد ظل البوح بماتعانيه الحبيبه ( الوطن) أو مايعانيه الراوي (الشاعر) بسبب حالة الإحباط يسيطر تماماً علي كل مشاريعه الخيّرة التي كان يرسمها في لوحة زاهية الألوان في خياله ، ثم حدث تغييب للأدوات التي يمكن من خلالها أن يحقق تلك المشاريع ، وقد تكون المشاريع هي الفرح المرتقب أو الإبداع الذي ينتظر ساعة الميلاد التي - بالطبع- لم تأت ، أو ربما تكون هي فرص إثبات الذات حيث يعمل كلُُ منا جاهداً لإظهارها بكل مشروعية ودون إخلال بمساحات إبداعات الآخرين ، كل تلك التراكمات جعلت هذه الحالة التي أصلاً ظلت تعاني وتعاني دون أن تبوح ، من أن يظهرها دون تردد الراحل ( عمر الطيب الدوش) ، فهو الذي قالها دون مداراة ، أي ( ختـّاها واضحه) ، وقد كانت أشبه في دقائقها وتأخذ نفس الملمح الذي قاله غيره من الشعراء المهمومين بمعاناة شعبهم ، قالها الدوش قبل أن يرحل:

    حأسأل عن بلد رايح

    وأفتش عن بلد سائح

    وأسأل عن أمانينا

    اللي ما بتدينا صوت صائح

    وأسأل وين مخابينا

    إذا جانا الزمن لافح

    وعارف الجارحو ليه جارح

    وأبكي علي بلد ممدوح

    وعارف المادحو.. ما مادح

    وتلك الحالة كان يعيشها الراحل الدوش جيداً بعد ان تأكد له تماماً أن الوطن غاب عنه أو غابت أشياء في ذلك الزمن الذي وصفه بأنه ( زمن لافح) ، وهنا تستوقفني كلمة (لافح) حيث أنها صفة أو نعت يشابه بجدارة درجة الحرارة التي تصل حد (الغليان) ،وهنا نجد أن ( الدوش) قد إستعار تعبير هذا الهواء اللافح لكي يوضح من خلاله حالة ومستوي الإحباطات التي تراكمت علي شعب بلاده ولم يجد منها فكاكاً، فقالها شعراً ثم قال غيرها مرة أخري ، ولكنه في هذه الأخري كان أكثر وضوحاً معنا ومع نفسه ، ولعله أراد أن يكون أكثر ذوقاً وأكثر شاعريه في مخاطبة المتسببين في إحباطاته تلك حيث كان يخاطبهم:

    أقول ... والشمس في عز الأمل

    تُهت ومشيت

    أقول .. يا نحن .. يا إنتو

    وبكيت

    يا مواعيد.. ياصباح من غير رسم

    تهت ومشيت..

    ما ضلـّمت !!!

    إذن هي قصيدة ( ضلـّمت) التي كان تداولها كبيراً وسط الناس ، ولعلها وجدت هويً في نفوس المُحبَطين لدرجة كبيرة ،ومن منا لم يُصَب بالإحباط ( وشيل الهم) في كل دروب الزمن العجيب في بلادنا0إذن كان لابد من تنفيس أو إرسال رسالة لمن يهمهم الأمر ، فكانت أشعار الرمز هي التي تظل بلاشك تقاوم عبر دهاليزها إحباطاتنا ، كما يتمترس (الهواء اللافح) عبر تلك الدهاليز وبإستماتة بائنه للعمل علي مصادرة تلك الأحلام ، ولقد إستمعت شخصياً ذات يوم من والي إسلاموي سابق لولاية الجزيرة عُرف بأنه كان مفرطاً جداً في الإنفعال حين كان يخطب فينا بمدينتا الصامدة في وجه كل ظالم ومتعالٍ .. إذن هي ودمدني ..قائلاً: ( إن من يحلم بأن يحكم هذا البلد عليه أن يفكر في ذلك بعد خمسين سنه من الآن ، لأن الذي يريد أن يحكم بدلاً عنا ، فإن أمُّه لم تلده بعد!!!! ) ، فتذكرت لحظتها (قصة فرعون) وقلت وقتها لبعض الأصدقاء أن هذا الرجل الأهوج المتكبر الظلامي سيعجِّل الله تعالي بذهابه عن هذا الكرسي مبكراً ويغادر مدينتنا الجميلة المتماسكة علي عجل لأن بركة أهلها تحرسها بعون الله تعالي ، وقد حدث ذلك فعلاً بعد حين ، حيث تم نقله إلي ولايه أخري ، فرفضه أهلها ومجلس ولايتها ورحل منهخا أيضاً دون عودة غير مأسوفاً عليه بالطبع ، فتذكرت هنا الفيلم الأمريكي الشهير الذي تم عرضه في بداية السبعينيات وقد كان بطله كلارك جيبل الذي شاهدناه في كوليزيوم الخرطوم عندما كنا طلاباً في مرحلة الجامعة ، إنه فيلم ( gone with a wind)0

    عموماً....هنا نري أن المسائل قد ( جاطت) وتشابكت وتناسلت في خيال الشاعر الدوش ، وإلا ماكان ذلك التراكم المحبط يلد تلك الرمزيات التاليه:

    أغشاكِ000يا نفسي الغريبه

    من همومي أطلـِّعِك

    ألقاكِ واقفه علي الطريق

    أحزان بتفرح... وتشتبك

    أفراح بتحزن... وترتبك

    لمان رحلتَ مع الغـُنا

    عِز الأماني…و ضلـّمت

    ومن منا لا يتذكر كلمة ( الواطه ضلـّمت) أي أظلمت، فالشاعرالدوش هنا ينسب الحاله ( ضلـّمت) إلي قوي الظلام ، وهي قوي تتقاطع وتلتقي ثم تتقاطع ثم تلتقي مصالحها للدرجة التي أصبح من الصعب علي الزمن حل طلاسمها مثلما يحدث الآن00

    وعند إلقاء نظره فاحصه ممتلئة بإحساس الفنان الذي يستطيع أن يعرف بحسه الموسيقي أن هنالك نصاً رمزياً من الممكن أن يتحول إلي مقاطع غناء ، فإننا نرشح لإمبراطور الغناء وفنان أفريقيا الأول ( محمد وردي) ، إن لم يكن قد حصل علي هذا النص من قبل ، أن يلتفت إليه ويترجمه لنا لحناً شجياً لأنه يخاطب فينا عدة أشياء تزدحم وتزدحم في مخيلتنا ، ولكنها لا تجد طريقها للإنعتاق في أجسادنا بسبب تكدس الهموم والشواغل وكثرة التفكيرالذي يقودنا إلي عدم التركيز أحياناً كثيرة ، ولكن اللحن الطروب يجلب لها ذلك الإنعتاق الذي ننشده، وتلك القصيدة التي نقصدها ، أطلق عليها صانعها الدوش عنوان ( حكايه) ، فماهي تلك الحكايه :-

    في الزمن الموشح .. بي سكين وحربه

    والغيم المسافر .. لمّ دموعي خبّ

    طلّ الخوف ملفـّح .. بي حزن الغلابه

    خلـّي الشوق مهاجر .. بين صمتي وعذابها

    إتلاشت مسافه .. مابين سيل وغابه

    ما بين ضُل سحابه.. وبيم وتر الربابه

    فوق أيام حنينه .. مالت بي ضفيره

    صحّت موجه نايمه .. زاد النيل دميره

    مالت نخله تهمس .. بي موجات حسيره

    عن أشواق أسيره .. ما معروف مصيرا

    ياغيم وين مسافر ..

    تلك كانت هي حكاية الدوش أو الدوش الحكايه بكل حذافيرها ، فهي تفيض لحناً موسيقياً جاهزاً لأنها تأخذ شكلاً سهلاً يساعد في إكتشاف النغمه التي بواسطتها يمكن لقصيدة (حكايه) هذه أن تستقر في خارطة الأغنيات الرمز في بلادنا ، فهي لها نفس الملامح والشبه لقصيدته القديمه( بناديها....).

    رحم الله الشاعر عمر الطيب الدوش الذي مات وهو يتوكأ علي عكازة .. مات وكان راتبه قد تم إيقافه .. مات والأجهزة الإعلامية عندنا كانت وقتذاك تخلط تيارات السياسة مع الثقافات والإبداعات.. وتعمل علي تغييب منجزات كل مبدع إن لم يكن ملتزماً بتيار السلطة الأيديولوجي.. مما أضاع الكثير من ملامح الثقافات السودانية .. إلا أن هذه التصرفات قد تم تداركها مؤخراً بعد أن فرض المزاج السوداني والإرادة السودانية قدراتها الإبداعية علي الواقع السياسي الراهن.. وأيضا علي إجهزة إعلام شعب السودان.



                  

06-12-2002, 07:40 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليه كده يا ود الباشا (Re: رومانسي)

    يا سلام عليك يا رومانسى
    وبى الفعل ود الباشا انسان ما عادى فى زمان ما عادى
    كدى خلينى اغطس وادور على العملاق ده اشوفو وين
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de