التجربة السودانية في استئصال الحركات الإسلامية أثبتت إنها الأنجع..!! ..د.الأفندي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 10:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-05-2002, 01:48 PM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التجربة السودانية في استئصال الحركات الإسلامية أثبتت إنها الأنجع..!! ..د.الأفندي

    التجربة السودانية في استئصال الحركات الإسلامية أثبتت إنها الأنجع..!!



    د. عبد الوهاب الأفندي



    تجتهد الحكومات ذات الطابع العلماني في الدول الاسلامية من الجزائر وتونس، مرورا بمصر وتركيا، وانتهاء بتركمانستان، في تحجيم واضعاف الحركات الاسلامية واستئصالها سياسيا، ولكن الجهود الجبارة التي تبذل لتحقيق هذا الهدف، وتشمل التعذيب والقتل والسجن الجماعي والحرمان من العمل وتدمير مؤسسات المجتمع المدني، هذه الجهود لم تحقق نجاحا يذكر، بل بالعكس، نجد الحركات الاسلامية في كل تلك البلدان هي حركات المعارضة الاقوي والاكثر شعبية، والاحري بتحقيق فوز كاسح في اي انتخابات حرة، ولهذا فان تلك الحكومات اعلنت الصوم عن كل انتخابات تشتم منها رائحة الحرية، واستبدلت ذلك بمسرحيات مفبركة، خاصة بعد ان ثبت ان سجن الاسلاميين واقصائهم، بل ومنع ناخبيهم من التصويت لم يزد من شعبية الحكومات ولم يقلل من السند الشعبي للاسلاميين.

    ولعل هذه الحكومات اذن ضلت الطريق، ولم تتبع علي ما يبدو النهج السليم لتحقيق غاياتها النبيلة، وحري بهذه الدول ان تستفيد اذن من تجربة الحكومة الوحيدة التي حققت النجاح الكاسح والحاسم في استئصال الحركة الاسلامية عندها، الا وهي الحكومة السودانية.

    فالسودان هو البلد الوحيد في العالم الاسلامي الذي لو تقدم فيه مرشحو ما يسمي بالحركة الاسلامية للترشيح للمناصب العامة في انتخابات حرة فانهم سيتلقون علي الارجح الصفع علي الوجوه والضرب بالنعال علي القفا ، فضلا عن ان يتلقوا الاصوات المؤيدة. ولعل انصار تطبيق الشريعة الاسلامية سيكونون اشد رفضا لهؤلاء الاسلاميين من غيرهم.

    وحتي لا يسارع القوم اياهم باتهامي بالتجني علي الاسلاميين، والتحدث بلسان شارون واسلام كريموف والمخابرات الامريكية ضدهم، فانني اورد السند والدليل علي ما اصاب الحركة الاسلامية السودانية من انحطاط علي لسان قادتها، ففي الرسائل المتبادلة بين مستشار الرئيس السوداني الدكتور غازي صلاح الدين والشيخ الدكتور حسن الترابي زعيم المؤتمر الوطني الشعبي المعارض، يعترف غازي بان الاصوات الاخيرة اصابت الحركة في صورتها ومصداقيتها، فما عاد خطابها مقنعا للجموع التي تجاوبت مع تجربة حكمها .

    ويضيف انه ونتيجة لما اصاب ابناءها (اي الحركة) من خزي لما وقع بهم من ضعف وضعهم الاجتماعي واثرهم الشعبي.. تناقص السند الشعبي والكسب العددي بصورة مقلقة في القطاعات الحية والتيارات المتجددة كالطلاب والشباب والفئات والنساء .

    وفي رده علي غازي في الرسائل المتبادلة بينهما في نيسان (ابريل) الماضي في مبادرة من غازي لاصلاح ذات البين ومعالجة انشقاق الحركة، يضيف الشيخ الترابي ان انشقاق الحركة كان له اثر آخر اخطر، وهو ان المشروع الاسلامي لاحياء المعاني واقامة النظم السياسية والاقتصادية اصابه ابهام في المعالم الاساسية وراء الشعار، واضعاف ايمان الجمهور به حقا، وظن بعسر ايقاعه في الوقت الحاضر.

    وهذا اخطر، فحيث تصاب الحركة عسي ان يبدل الله خلفا ينهض بالمشروع، اما حين تصاب معها دعوة المشروع ومثاله فذلك يصد الناس عن الدين في الحياة العامة ويميت واقعه حتي يحيا ويتجدد ويحيا له خلف ارشد .

    فهنا نجد اعترافا شافيا وصريحا بان تجربة الحركة الاسلامية في الحكم في السودان لم تؤد فقط الي انهيار تام في السند الشعبي للحركات الاسلامية، بل الي كفر بفكرة الاحياء الاسلامي عموما، ولا شك ان كثيرا من الحكام في البلدان التي سمينا سيقومون باستدعاء وزراء داخليتهم ورؤساء اجهزتهم الامنية، ويشبعونهم سبا وتوبيخا لتقصيرهم في تحقيق ما حققه اخوتهم في السودان، وربما يستبدلونهم بغيرهم، او ينصحونهم باستيراد مستشارين سودانيين لمساعدتهم في اداء الواجب. ولكن السؤال الاكبر علي ألسنة هؤلاء سيكون: ما هو يا تري سر نجاح حكام السودان حيث فشلنا؟

    يتفق غازي والترابي علي نسبة الاشكال لما يسميانه بالفتنة، اي الانشقاق الذي اصاب الحركة الاسلامية في عام 1999 وهو تحليل خاطيء بسبب بسيط، هو ان الحركة الاسلامية لم يكن لها وجود يذكر اساسا حين وقع الانشقاق، فقد تمت تصفية الجبهة القومية الاسلامية بقرار فوقي بعد ايام من انقلاب حزيران (يونيو) 1989، ولهذا فان الانشقاق الذي وقع لم يقع داخل الحركة الاسلامية، وانما خارجها، وبين القيادات التي تولت تصفيتها وشكلت العصبة الحاكمة علي انقاضها، وقد وقع صراع محموم بعد ذلك بين الجناحين المتصارعين علي بناء حركة اسلامية حسب الطلب ، ولم يصب ذلك الجهد من النجاح الا بقدر ما اصابت جهود لم شمل الدولة الصومالية بعد تصدعها، ذلك ان قيادات الحركة كانت قد تقسمت شيعا وطوائف ودويلات وامراء حرب، لكل مكاسبه التي يستميت للحفاظ عليها.

    ولم تتم ادارة الصراع الذي لحق ذلك وسط الجماهير المناصرة للتوجه الاسلامي، سواء بين اعضاء الجبهة الاسلامية السابقين او الانصار الجدد، وانما انحصر داخل اروقة الحكم ومجلس شوري المؤتمر الوطني، وهو كيان مصطنع ابتدعته الحكومة لحشد انصارها الطيعين، ويكفي ان نشير هنا الي ان ربع اعضاء المؤتمر هم من مواطني الجنوب وغالبيتهم من غير المسلمين. اما جل الباقين فهم ممن اصطفتهم الحكومة لولائهم، وكثير منهم لم يسمع منهم او يعلم عنهم تأييدهم للمشروع الاسلامي. وقد استخدمت الحكومة اساليب ميكيافيلية لحسم الصراع داخل المجلس لصالحها، فلجأت الي الرشوة والابتزاز والترهيب وغير ذلك لضمان الاغلبية في المؤتمر، فكأن الاسلام والحركة الاسلامية كلاهما براء مما اجترح باسميهما من اثم في هذه الملمة وغيرها.

    وهذا يقودنا الي لب المسألة، وهي الازمة الاخلاقية التي اصابت الحكم وقيادات الحركة الاسلامية عموما، ذلك ان الانشقاق كشف ابعاد هذه الازمة، ولم يكن سببها ـ وقد سمعت من احد انصار الترابي المقربين شكوي بعد الانشقاق مفادها ان كل اصحاب المناصب والمكاسب انحازوا الي معسكر الحكم حرصا علي مصالحهم، وانفضوا عن شيخهم الترابي، واضاف يقول بل ان كثيرا ممن انضموا الي الترابي لم يفعلوا الا لانهم خسروا مواقعهم. وكان تعليقي اذا كان رأيكم والشيخ الترابي هو ان زعماء الحركة الاسلامية التي نشأت لاقامة الدين والتضحية بالنفس في سبيله طلقوا المباديء واحترفوا الجري وراء البطون والجيوب، فان هذه هي المصيبة والقارعة التي توجب الاسف، لا اقصاء الترابي او سجنه.

    جذور هذه الازمة لا تعود اذن الي الفتنة وانما تعود الي استراتيجية متعمدة اتبعتها قيادات الحركة وعلي رأسها الترابي لتدمير البنية الاخلاقية للحركة.. وقد بدأت هذه الاستراتيجية منذ فترة التحالف مع النميري، حيث تم استخدام ارصدة الحركة في الحكم والبنوك الاسلامية وغيرها لاستقطاب المؤيدين ومكافأة اهل الولاء، وتعزز هذا التوجه بعد انقلاب حزيران (يونيو) ووقوع الدولة وارصدتها في يد القيادة، مع تبني استراتيجية تفكيك وتدجين الحركة، وكانت هذه الاستراتيجية واعية ومتفقا عليها، ولدي رسالة تلقيتها من مسؤول كبير في مطلع التسعينات ردا علي رسالة مني تطالب بمراعاة وتعزيز البعد الاخلاقي في الحكم يقول فيها انه شخصيا اصبح لا يؤمن بأي دور للعامل الاخلاقي بعد تجربته في الحكم، وقد استخدم التعبير الانكليزي Cynical، وهو من يؤمن بهامشية الوازع الاخلاقي لدي الخلق، ويؤمن بأن الجميع تقودهم بطونهم وتحفزهم مصالحهم الدنيوية العاجلة.

    السر في التدمير شبه الكامل للحركة الاسلامية في السودان هو اذن انها دمرت من الداخل عمدا ومع سبق الاصرار علي ايدي قيادة كانت تري في وجودها عائقا في سبيل الهيمنة الكاملة علي الدولة، وليس هذا بدعا من الامر في الانظمة الاستبدادية، من الاحزاب الشيوعية الي القومية العربية التي اصبحت عبارة عن مكاتب فرعية لاجهزة المخابرات. وكما حدث مع تلك الانظمة فان تدجين الحزب وتدميره سياسيا واخلاقيا ادي الي الكفر بمشروع هذه الاحزاب، ماركسيا كان ام قوميا ام اسلاميا، ووجه ضربة قاضية للمشروع.

    انقسام قياديي الاسلاميين في السودان لم يكن هو سبب ما حل بالحركة الاسلامية من بلاء، بل مجرد انعكاس له، واذا كان البعض صدم بالاساليب غير الكريمة التي استخدمت في الصراع اللاحق، فلأن العمي الاخلاقي الذي نجحت القيادة في زرعه كان قد جعل هؤلاء يغضون الطرف تجاه استخدام نفس الاساليب ضد الخصوم من خارج الصف. واذا كان البعض يري في انفجار الصراع فرصة لتصحيح ما سلف من اخطاء، فان البداية تكون بالاعتراف بتلك الاخطاء ودورهم فيها والتوبة عنها، اما اذا كان هذا البعض يتصنع البراءة من الآثام، ويدعي انه كان منذ البداية مع الطهارة والحق، فهذه مخادعة لله والنفس من باب ما ابتلي به اهل النفاق الذين لا تدركهم التوبة حتي يوم القيامة، حيث يحلفون امام الله تعالي كذبا انهم ما ارادوا إلا الحسني، والله بشأنهم أعلم من انفسهم، وشأن من يسعي الي التطهر من الاثم بالمزيد منه، وتبرير سالف الكذب بكذب جديد كشأن من ابتلعته الرمال المتحركة، كلما سعي الي الخروج منها غاص اكثر، الا ان يمد له اهل الخير حبلا من الارض الصلبة يستمسك به.

    وليكن هذا التنبيه حبلا لمن شاء الله انقاذه من هلاك حاق به او كاد.



    "القدس العربي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de