قصص قصيرة جدًا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-28-2002, 11:04 AM

bunbun
<abunbun
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1974

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصص قصيرة جدًا

    البيان 26 مايو 2002 -العدد 124


    قصص قصيرة جداً


    بقلم: محمد عبدالواسع





    تاجر


    اشترى بشراً وشوارع، أهلاً وأصدقاء، ورشَّ عليهم بعضاً من فنادق ومطارات ومدن وأرصفة، وأضاف الى كل ما لديه قليلاً من أوطان وعواصم.. حزم الجميع في داخل حقيبة وألقاها في البحر، ثم جلس على الشاطيء يشتاق، تطلع الى الغروب وازداد اشتياقه. وعندما بدأ مد البحر لامست جسده موجة أولى فتبلل، كما لو انه قارب قد صنع من ورق مقوى، وليس جسماً آدمياً من لحم ودم.


    حلاَّق


    فرض الحلاق بساطه في الأرض، دلق فوقه كيس الجنفيص المليء بالشفرات المستعملة من ماركات مختلفة، في طرف البساط الآخر وضع عدداً لا بأس به من ماكينات الحلاقة، فيما جعل رجاله ذوي الذقون النابتة من يومين أو ثلاثة ، في صف مستقيم بجانب البساط، وتعال وجرب! اختر شفرتك يا حباب، وركِّبها بنفسك وجرِّب في أي ذقن تشاء.. تعال! قرِّب وجرِّب! بدا الحذر والاستياء في وجوه الشارين، وفضلوا ان ينتقوا شفراتهم بالفحص بالنظر أو بالتمرير على سطح ظفر الابهام، ولم يغامر أي منهم بالتجريب في الذقون التي تنتظر، مما دفع الحلاق البائع الى تشجيعهم بأن سحب أحد الرجال وبلمح البرق طرحه أرضا وذبحه.


    المصعد


    صنع سلماً بخياله وصعد، جعله عالياً لا حدود لارتفاعه، صعد ثم صعد، وعندما شعر بالتعب توقف.. لا مكان للجلوس سوى على الدرجة.. جلس ونظر الى الهوة العميقة أسفله، فعرف انه صعد طويلاً. قال في نفسه: هذه استراحة المحارب.. بعد قليل نهض وعاود الصعود، الناس، الشوارع، الحدائق.. ولما كان لا يطيق رؤية شيء، لا صغيراً ولا كبيراً، لا جميلاً ولا قبيحاً، عاد يصعد، وعندما تعب جلس من جديد على الدرجة، ولكن الجلوس أتعبه، فبدأ يفكر في وسيلة تخلصه من الصعود والجلوس معاً. جلس يفكر!


    مجاعة


    في طرف البازار انتحت الأم، ابتعدت قليلاً من الزحام، ودسّت في فم صغيرها لقمة الشواء الأولى، ثم ألحقتها بلقمة اضافية كبيرة، توقف الصغير عن تحريك فمه وجحظت عيناه واحمرّ وجهه، ضربت بكفها على ظهره، عاد فحرك فمه قليلاً باللقمة المضاعفة، وقف السائح يحملق، وشرع في فتح الكاميرا المعلقة على كتفه، فيما كانت الأم تحضر اللقمة التالية.. لكن الطفل سعل وقذف ما بفمه دفعة واحدة. خسارة! لقطة نادرة.. قال السائح: لو انه استطاع ان يأخذ صورة للطفل ينفي بها كل ما يشاع عن دعوى الجوع في بلدان العالم العاشر.


    السائرون نياماً


    لما كنت في فئة السائرين نياماً، فقد نهضت تلك الليلة مغمض العينين وخرجت الى الردهات المضيئة في الفندق الكوني «انتركونتيننتال» سرت في ممرات فسيحة على أرضية لماعة ملساء، احسست بها تنزلق تحت قدميَّ وتتراقص بقدح كالشرر في عيوني المغمضة، فحدثت نفسي قائلا: هذه ممرات أعدت للتزلج واللعب والنشوة، للغنج والتصابي، للدهشة.. وليس لمجرد سير الناس والأوهام. عندها قفزت من انشغالي باليقظة وكل ما يجلب الذهول والعجب، وعدت الى قبقابي الخشبي، لبسته ومشيت أضرب به البلاطات الصفراء التي ترصف أرض حارتنا القديمة، مشيت على هدى فرقعاته الصاهلة، انعطفت، بيدي صحن نحاس يزهو بقصديره الجديد، كان أبي قد اسقط فيه نصف ليرة فرنَّت في أذني، اتجهت نحو بائع السحلب في كتف الزقاق، شممت العبق بالقرفة وصافحت أبخرة الحليب، ووقفت أمام الفرن أنتظر الأرغفة التي تنضج على الوجهين.. وككل السائرين نياماً ما لبثت بعد خطوات ان سقطت على باب الخيبة متعثراً باليقظة الفاتكة.



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de