|
|
 الأغنيـــــة السودانية والهبوط الإضطرراى- إستراحة نقدية
|
إستراحة ساخرة سبق نشرها..قفزت الي الخاطر أثر قراءتى لحديث الأخ قرشو فى تعليقه على موضوع الأخ مانديلا عن معرض المبدعات التشكيليات فى القاهرة..وتعقيبا على الأخ قرشو أذكر أن الفضائية المصرية بثت قبل شهرين لقاءا مع إحداهن من الناعقات أنكرت فيها صلتها بالسودان وقالت بالحرف الواحد..أرجو إن الإخوة السودانيين مايزعلوش منى لأن مش ذنبى إن أنا مش سودانية..أنا مصريه بس معنديش وأت أروح أسوان عشان أجيب الأوراق اللى تثبت إنى مصريه...وكأن السودان لم يتشرف بالمبدعات من بنات القبائل..رحم الله طبق الكسره وسوق ديم مدينه..والتحية للشعب الشقيق الفنان الذى أنكرت ضمنا إنتماءها اليه من جهة الأم ..و....كفايه لغاية هنا ماتودوناش فى داهيه..دى فيها محاكم وأضايا وبهدله...تعلوا الي الإستراحـــة
الأغنية السودانية والهبوط الإضطراري
تسللت الى سطح البناية ملتمسا نسمات الليل الصيفية هاربا من جلبة الأطفال بعد قضاء نهار غائظ يكتم الأنفاس كدأب صيف القاهرة نهاره حار..حار وليله عليل النسمات رقيقها كأنه يعتذر عن حرارة الجو فى ساعات النهار ..إستلقيت على حصيرة بالسطح متأملا تلك السماء الصيفية الزرقاء بنجومها المتلألئه كعقد من اللؤلؤ فى جيد حسناء أفريقية.. داعب أذني وعانق وجدانى صوت حبيب الى النفس..صوت المبدع محمد وردى وهو يشدو برائعته..عصافير الخريف.. حلقت مع عصافير الخريف مرتحلا معها عبر سماوات بلادى فى موسم الشوق والحنين الى الوطن ..طائفا أجواء وطنى الحبيب فتلك حلفا..أواه ياحلفــا..تلك الحسناء النوبية الموؤدة..آخر عرائس النيل الأسطورية ..تلك التى لم يقدمها له الفراعنة كالعادة بل قدمها النوبة والزنج..وقضوا عمرهم يبكونها..وهذه مروى بأهرامها وتاريخها المهمل جهلا..وهو ذا جبل البركل يقف شامخا يناطح السحاب عزة وكبرياء..وهنا..هنا تلوح شنـدى..دار جعل..بعظمتها وبطولاتها وتاريخها وأمجادها الغابرة..تواصل عصافير الخريف تحليقها..أحلق معها وكلى شوق الى ملتقى النيلين حيث الأهل والصحبة...فجـــأة..تشق السكون صرخة مدوية ممطوطـة...(حمـادااااااه..حمـاااااااده)..فزعت ووجدت نفسى واقفا على قدمى وأنا أردد..(لاحول ولاقوة إلا بالله..اللهم سترك ولطفك ياكريم)..خيل الى إن هذا الصوت الصارخ المولول هو صوت (البت عيوشه)..قريبة حرمنا المصون وهى تبكى بعلها حمـادة الذى ربما يكون قد سقط فى إحدى حفر الصرف الصحى أو( الطرنشات) كما يسميها إخوتنا المصريون ..وأغلب الظن أنه تحريف للكلمة الإنجليزيةTRENCH)) فالمنطقة تشهد نهضة تعميرية واسعه وتكثر بها ..الطرنشات..أى حفر المجارى..أكرم الله القارىء..إستدرت ملتمسا طريقى الى سلم البناية وملء النفس حسرة على تلك المسكينة عيوشة التى ترملت فى عز شبابها..وعلى شباب حمادة الغض الذى قضى فى مشروع بالوعة مجارى..قبل أن أتحرك سمعت محموعة من الأصوات وهى تهتف بفــرح..حماده..حماده..حماده..حماده..فحمدت الله وفرحــت..حمدت الله أن السيد حمادة بخير..وفرحت فلابد أن هولاء(الهتيفة) أى الذين يهتفون هم أولاد حارته الأوفياء وقد إنتظموا فى هذه المظاهرة .. ترى هل أختير السيد حمادة لعضوية مجلس الشعب؟؟..ولم لا؟؟..إذن فقد إنحلت مشاكلنا..ولابد أن صلة المصاهرة التى بيننا ستأتى أكلها ..لن نعانى بعد اليوم من إنتظار تأشيرة الزيارة التى أصبحنا نحن معشر السودانيون مطالبون بها وملطوعون بعد الحصول عليها لساعات تطول ولاتقصر فى مطار القاهرة بعد أن كنا ندخل الى أرض الكنانة فى أى وقت نشاء ودون أن يقول لنا أحد (تلت التلاته كم)..وعندما قلبت الأنظمة فى البلدين ظهر المجن لإحداهما الأٌخرى..صار الأمر الى ماصار اليه..ويتشدق الجميع بحسن الجوار والتضامن العربى..عموما لن نحمل هما لذلك بعد اليوم فلدينا النائب حماده..فجــأة..يرتفع الصوت النسائى مجلجلا (والله بحبك موت ياحمــاده) ..أمعقــول هذا؟؟هل جنت (البت عيوشه؟؟)..أبأعلى صوتها وعلى مسمع من الملأ؟؟..هكذا؟؟ ..لأ أحد ينكر أن حمـادة زوجها وأبو عيالها ومن حقها أن تحبه..ولكن أن تتغنى بحبه فىالشارع..فتلك مصيبة..ف البت عيوشه..ولايغرنك الروج والأحمر والأصفر أصلها صعيديـه أهلها صعايـدة ( أقفــال ) سيفتكون بلا شك بها وببعلها حماده الغلبان (وحيخلوا الدبان الأزرق مايعرفش طريقهم)..لاريب أن الشارع سيشهد مذبحـة تتحدث بها الركبان ..إذن سأقترب من سور السطح وألقى نظرة على الشارع الذى أخاله الآن يعج (بالشوم والنبابيت ) ..والشوم هو جمع ( شومه ) والشومه هى عكاز صعيدى أثره التدميرى يفوق (صاروخ الإسكود) .. إقتربت من السور مطلا على الشارع فاذا بالصوت إياه يأتى صارخا مجلجلا (حمادااااااه...حماااااااده ) وكان مصدره جهاز التسجيل القابع فى مدخل قهوة (المعلم قرشى) المواجهة للبناية..لاحول ولا قـوة إلا بالله ..حسبى الله على تلك التى هوت بى من سماوات (عصافير الخريف ) (وزورق الألحان ) (وعـزة الخليل ) الى (طرنشات ) حبها لهذا الحمــاده وغياهب مجارى قاهرة المعـز..علمت حينها أنها أعلنت نفسها مطربة سودانيه (صحيح ..بلدا ماهو بلدك ...) ولها شعبية غير مسبوقه فى أوساط السريحة والمسطحين وهابطى الذوق..حسبى الله عليها وعلى هذا الزمان الأغبر الذى أصبح فيه الغناء مهنـة من لا مهنــة لـه.
الزاكي عبد الله الزاكي
نقلا عن منتدى النيل
http://nilenet.8k.com
|
|
 
|
|
|
|
nile1
Elmosley
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست