أريد حلاً

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 12:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-06-2002, 10:29 PM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18724

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أريد حلاً

    قصة ، من : بابكر مبارك كرم الله
    أسند (أسعد) رأسه إلى ظهر الكرسي الأبيض الذي يجلس عليه وأغمض عينيه بعد أن ملَّ النظر والتحديق في الجدران ذات اللونين الأبيض في النصف الأعلى والرمادي في الأسفل للغرفة التي كان يجلس بداخلها.
    كحال شباب هذه الأيام التقى (أسعد) بزوجته في الجامعة، فقد كانت تدرس في السنة الثانية بينما هو في السنة الأخيرة وتطورت العلاقة بينهما بأسرع مما كان يتوقع كل منهما، وبالرغم من إظهار حسن النوايا وتقدم كل الضمانات اللازمة، أصرت (منى) على أسعد بعد تخرجه وحصوله على عقد عمل في إحدى شركات النفط في الخليج، أن يتصل بها تلفونياً مرة على الأقل كل أسبوع وذلك لتأكيد الحجز وتجديد الثقة على حد تعبيرها.
    سافر (أسعد) لمكان عمله تحدوه دعوات الوالدة العزيزة وتشيعه دموع فراق أخته وتزجره ابتسامة واثقة من شخص ثالث. وتحمل تلفون منزل العم أحمد بوسط الخرطوم غير مكالمة عبء أن يرن بمكالمة خارجية أخرى كل أسبوع غير مكالمة ابنه الذي يدرس في ألمانيا.
    كان ( أسعد) مصرا على الزواج عند عودته في إجازته الأولى بعد عامين، يعاضده في ذلك دنو امتحانات (منى) وتخرجها. وبعد شد وجذب بين ديناصورات العائلتين، تم الاتفاق على عقد القران بعد نهاية الامتحانات مباشرة، أي قبل انتهاء الإجازة بخمسة أيام.
    كان من أسعد أيامهما، لا شك في ذلك، وبعد يوم الزفاف، بدأ (أسعد) يستعد لوضع صورة أخرى جوار صورته على جواز سفره والسفر مع صاحبتها.
    أربعة أعوام مرت على حياتهما الزوجية كما وقصص ألف ليلة وليلة وروميو وجوليت، ولكن يبدو أن الدنيا ما تنفك تدس أنفها في كل ما تراه هي من جانبها نقي وصافي ولو بما يوازي شكة دبوس.
    بدأت بعض الخدوش في الظهور على مرآة حياتهما للمناوشات الكلامية بينهما بسبب مرارة الغربة حيناً وبسبب الوقت الذي يمضيه (أسعد) خارج المنزل أحياناً وبسبب تأخرهما في الظفر بمولود دائماً.
    ساعتها أدرك (أسعد) برجاحة عقله أن حياته و (منى) على شفا جرفٍ هار ربما يهوي بهما إلى جحيم لا يقوى أي منهما على احتماله.
    شأنه شأن أي موظف في تلك البلاد عاد إلى المنزل يومها في الساعة الرابعة بعد الظهر وبمجرد دخوله لمح (منى) مستلقية على أريكة في أقصى الصالة المطلة على الباب الخارجي وهي تطالع إحدى المجلات النسائية، بادرها بالسلام، فردت عليه بفتور.
    - ما طبختي لنا الليلة؟
    - ولا شئ ...
    - ماذا ؟! نأكل باقي البارحة ؟
    - هذا إن فضَّل منن باق !! ...
    - أوففف ... استغفر الله العظيم ... شوفي يا بنت الناس، الحكاية هذه لا يمكن تستمر هكذا !!!
    لم تكلف نفسها عناء حمل حدقتيها العسليتين من المجلة إلى أقصى يمين عينيها المطاولتين حيث يقف هو على بعد نصف متر من الأريكة ...
    - حكاية ماذا يا مهندس؟!!
    لعن الشيطان في سره ثلاثاً في محاولة هي الأخيرة للسيطرة على ما تبقى من أعصابه، وجلس على المقعد جوار رأس (منى) مباشرة. وبمجرد أن ضم الإسفنج الوثير نصفه الأسفل أطلق من صدره زفرة حرًّى تعمد هو أن يضيِّق عليها المخرج بضم شفتيه فخرجت قوية ووصلت مداها حتى أنها بعثرت بعض خصل الشعر وأمالت للوراء الجزء الأعلى من المجلة على الأريكة.
    - ألاحظ في الفترة الأخيرة أن علاقتنا صارت متوترة؟!! لأول مرة منذ دخوله المنزل أزاحت المجلة جانباً وأدارت رأسها نصف دورة لليمين، فداعبت أنفها رائحة اعتادت عليها منذ زواجهما، رائحة هي خليط من عطر الرمبا ورائحة نوع من التبغ الأمريكي يفضله (أسعد) ويدعي أنه الأنسب في هذا المناخ الحار الجاف.
    - طبعاً تريد أن ترمي اللوم عليَّ أنا ! ؟!!... يا (أسعد) أنا لي سنة أتحايل عليك لنقابل دكتورا وأنت رافض، ماذا أعمل لك ؟!!...
    - للمرة الألف أقول لك الأولاد عندي ليسوا كل شئ. وللمرة الألف أقول لك أني لم أقل أن المشكلة منك لأني عارف أن صحتنا جيدة ... لا تسألي كيف عرفت ؟!!
    استعان بساعديه القويين لرفع جسمه من المقعد واتجه نحو الباب الخارجي وهي تشيعه ببصرها حتى أمسك بيده مقبض الباب ..
    - إلى أين أنت ماش؟!!
    - نازل البقالة أجيب لي حاجة آكل وأمري لله!!!
    - طيب جيب معك كيس سكر للشاي ...
    - أوففف ... استغفر الله العظيم .. حاضر ... أي أوامر ثانية؟!!
    لحظتها كان قد فتح الباب ووضع قدمه اليمنى خارج المنزل. عادت لمجلتها متجاهلة سؤاله عندما سمعت صوت الباب يغلق بعنف حينها أدركت أنها كانت تمسك المجلة بالمقلوب..... ومض ثغرها بابتسامة خفيفة وهي تصلح من وضع المجلة وتطالع عنوان الصفحة ... أريد حلاً ...
    سنة أخرى وبدأ حالهما يتغير قليلاً للأحسن ولاسيما بعد أن أسرت إليه يوماً أنها شعرت ببعض الأعراض وأن جارة لهم أخبرتها أنها أعراض الحمل، وبالفعل أكدَّ الطبيب أنها في شهورها الأولى.
    إلى أن جاءت ليلة من ليالي الشتاء الباردة وبعد منتصف الليل بدقائق، أحس (أسعد) أن شخصا ما ممسك بكتفه ويهزه بعنف، فتح عينيه دفعةً واحدة ليجد (منى) تجلس على حافة السرير ووجهها محمر وممتلئ بقطرات العرق والذي تساقط منه جزء على كفه.
    - مالِك؟!!
    - حاسة إني سأموت، رأسي ثقيل ولا أقدر أن أسيطر على جسمي، أوصلني للمستشفى بسرعة ...
    - طيب ثواني أغير جلابيتي ونمشي.
    - ما بقدر أنتظر سأموت.
    - طيب، أرح ...!!.
    تناول سلسلة المفاتيح من على التسريحة بيد وأمسك بمعصمها باليد الأخرى، أنزلها الدرج ثم ساعدها على دخول السيارة وانطلقا ...
    - (أسعد) انظر إلى الشارع .. هل أنت نائم ؟!! ...
    - لا!! ...
    كانت الشوارع خالية إلا من بعض السيارات، فالكل يبحث عن الدفء في هذه الليلة، الشيء الذي أغراه بالانطلاق بسرعة زائدة.
    - (أسعد) إلى أين تذهب ؟!! الإشارة حمراء ؟!!
    - أووه ؟!!
    - السيارة يا (أسعد) ... أسعد ... أسعد ...
    رفع رأسه من على ظهر الكرسي على صوت باب يفتح ويغلق.
    - أها ... يا (أسعد) هل تذكرت حاجة ثانية بعد زواجك و سفرك مع المرحومة ... لنا أسبوع واقفون في هذا المكان !!...
    - أحاول جهدي يا دكتور، لكن هذه الحكاية تعمل لي صداعا رهيبا ...
    - خلاص يا زول كفاية الليلة، والجلسة القادمة يوم الخميس إن شاء الله ... أرجوك تتذكر أكثر لأننا متأخرين جداً في العلاج.
    - إن شاء الله يا دكتور ... أها ... مع السلامة.
    - طيب مع السلامة يا مهندس ...
    الخرطوم
    http://www.arabicstory.net/text.php?tid=712
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de