كلام فى الممــــــــنوع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2001م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-16-2002, 09:06 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كلام فى الممــــــــنوع

    هل لنا ان نعود لدراسة ظاهرة آخذة فى التوسع والتصاعد محطمة آمال المبدعين فى تحرير ابداعهم من نزق الرقيب "الغبى" ؟
    بعد ان هدأت العاصفة التكفيرية ضد الروائى السورى (حيدر حيدر) ، وغليان رميّه بأردأ النعوت ، حليفا ومناصرا للشيطان الاكبر : سلمان رشدى ، هل يحق لنا ان نكتب بهدوء عن ظاهرة الارهاب الفكرى والاتهامات القاسية دون ان نوصف بممالأة (وليمة لاعشاب البحر)؟ يجدر بى ان اصدر مقالتى بعبارة للفيلسوف البريطانى بيرتراند رسل ضمن استهلالاته لتناول مسألة الاخلاق عجبت لذلك النوع السخيف من الاخلاق ، الذى يجزع لكلمة نابية اكثر من جزعه لفعل قبيح ) ولن استطرد فى تفكيك عبارة "رسل" لاحتج على صمت "الفاضلين" حيال كثير من الافعال التى تجلل حياتنا بالقبح واقلّها ما تتفضل به بعض قنواتنا الفضائية من "فياجرا" حيّة ومشاهد باذخة فى امتعاضها من مخترع بشرى اسمه "الملابس" ، وغضبتهم المزرية ازاء عمل مكتوب لا يعرض فخذا ولا يعرى صدرا . لماذا لم يحتج "الفاضلون" على مسلسلات "اسلامية" استعرضت اقوال وافعال ابى جهل وابى لهب مثلا ؟ الا تنطوى على اساءات للاسلام ؟
    القضية الآن اكثر تشعبا وابعد غورا من التناول السطحى الذى يعمد اليه البعض ، ولا يمكن النظر اليها من زاوية واحدة ، فعناصر كثيرة تغوص فى خاصرة المشكلة بشكل جدلى ، وتستدعى تشريحا وتفكيكا على مستويات عدة :
    المستوى الاول :_ المستوى التاريخى ، اشارة لاعدام الحلّاج نظرا لاسباب سياسية تلبّست ثوب الفكر ( المقصلة فى وجه الفكرة _ المدية فى مواجهة القلم) ، يتبين ان الاسباب التى ادّت لسحقه هى خاصة بخطر الفاطميين على الدولة العباسية ، والقحط والجوع ، اللذين اديا لتذمر الناس فما كان بد من شغلهم بقتل الحلّاج ، شاغل الناس بفكره وشعره وكتبه رغم عدم مصادقة الحنابلة والشافعية على الامر !! مأساة الحلاج (الفكر) فى مواجهة السلطة ( المجتمع _ النموذج) دعا العديدون للدفاع عنه تاليا : صلاح عبدالصبور ، ماسينيون ، عبدالوهاب البياتى ، مارى شيمل ، هربرت ميسن.
    تفكيك المستوى التاريخى يقودنا لاستنطاق ( الثابت والمتحول : بحث فى الابداع والاتباع عند العرب / ادونيس) وكتابات العروى / الجابرى /جعيط/ وغيرهم حول مراجعة العقل العربى وتفكيكه ، ودراسة عناصر تكوينه ، فهم اشاروا بادئا لقبول العقل العربى بمصادرة العقل ومصادمة الفكر ارتهانا لمأزق النقل وتخلصا من "مجازفة العقل" او ( الابداع / الاتباع) ، فالعقل العربى واقع _ برأيهم_ فى مأزق تاريخى يشده للوراء دائما ، وفى حالة من الثبات والركود الماضوى ، المصادم لكل ما هو جديد : شعرا /فكرا / ادبا / اجتهادا . يلازم هذه الحالة ،، اخرى من تنامى الشعور بضرورة حراسة ( كل القديم) بحسبانه "ايقونة مقدسة" تستوجب الدم اذا ما تعرض لها احد ! وهذا فى حد ذاته باعث على خلق توازن عاطفى فى تحقيق الواجب الحياتى / الثيوقراطى على وجه اكمل تجاه (المقدسات) بدء بالدين نهاية بالمتنبىء وزهير ! ويحفظ للفرد والجماعة احساساها بالقرب من المصادر الاولى (الكاملة) فيتقمص روحها وحقيقتها الكاملة معظّما من (الانا) حيال (الآخر) المتجاسر على المصادر الاولى . امكانية الحوار بين (الانا) و(الآخر) تصبح مجازفة باقترابها من حدود المصادر ذاتها طالما ان (الانا) تلّح فى افتراضها _بالحلول _ فى المصادر . المحصلة النهائية لوضع كهذا هو انقراض الفكر وتشريده لأن الفكر يتغذى بالحوار (فالآخر) _ المصادر بالطبع_ هو المحفز الاول لاطلاق طاقات (الانا المترفعة) فى مجال الفكر . اى اننا امام نموذج يجزم بأنه الحق الكامل وانه ما من فكرة يمكن ان تزحزح يقينه بما وصل اليه : اذ انه اصبح المقدس نفسه ، ورقى عتبات اليقين وبلغ حد مصادرة اراء الآخرين لثبات بطلانها سلفا لحصول المعرفة الكاملة !!
    المستوى الثانى :_ اللغة . افتراض ان اللغة يمكن الاحاطة بها وحصر دلالاتها هو افتراض يمج فى هطرقته وجدليته ، ويحصرها فى اطار زمنى ومكانى ودلالى محدد . بامكان اللغة ان تتجاوز كل المألوف لقدرتها على التجدد والتشكل ( او حتى الانحدار) حسب معطيات كثيرة منها قدرة الكاتب نفسه على ارتياد مدارات جديدة للتراكيب والدلالات فالكلمة يمكن ان تعنى معان كثيرة ، وتتشرب رمزية عالية ومكثفة حسب ظرف الكاتب ومناخاته النفسية ، وتطويعه للمصطلح ، ورؤيته له ، ولغيره من المصطلحات _ وربما تماساته التاريخية به_ ، فالنص هو حالة معقدة من الظرف الوجدانى ، والتفاعل الفكرى ، والتكنيك اللغوى ، بحيث لا يمكن فصل هذه المكونات فهى تشكل فى ختامها ( فضاء النص) و(مناخ الكاتب) وبين الاثنين علاقة جدلية معقدة يستحيل حشرها فى زاوية فك الرموز ، فالنص ( وبخاصة فى الادب) لم يعد محدودا بالسقوف التقليدية بعدما خيّم على آفاقه وهج الحداثة آخذة فى ثناياها حوارات ضروب الفن المختلفة وتماهيها وتأثيراتها المتبادلة من سريالية ورمزية وتجريدية وتعبيرية ، بحيث يصعب قطعا ضبط حركة الصعود والاكتشاف داخل النص اللغوى بتجريده من المستويات الاخرى : معرفية ، وجدانية ، طفرات لغوية تختص بالكاتب نفسه ، اذ اصبح من المرجح تماما افتراض ان اللغة يمكن ان تنقاد _ لحيويتها _ الى زمان لغوى لاحق .
    المستوى الثالث :_ الفكر ،، المغامرة الفكرية (ربما قبل الحلّاج نفسه) اصبحت محفوفة بالمخاطر مما جعل الفكر مقيدا ، راكنا الى الاعتياد والترديد والتقليد ، متلبسا ومتحولا الى حقل السياسة دون الخوض فى متاهة الاسئلة الكبرى ( ما عدا النذر القليل ) ، مكتفيا بحنجرة الهتاف والاحتجاج . لاحظت ان معظم من دافعوا عن "الوليمة" عمدوا الى حيثيات تبرئتها من قصد كذا وذا ، وغاب تماما من يدافع عن حضور النص المجرّد عن (حيدر حيدر) . التحرش الفكرى الدائم ادّى لظهور "ثقافة مهادنة " لا تحفل بالدفاع عن معتقداتها وارائها بجرأة خوفا من ( القتل ، المحق والتكفير ) . هذا الامر اكاد اجزم انه عطّل حركة الابداع بل وجعلها حركة ورائية ، فما من مبدع يبدع بيننا الا واذنه على الباب وعينه على النافذة خوفا من اطلالة (ملالى) الشرف والفضيلة ، رغم ان المقاييس الاخلاقية متبدلة ولا يمكن قياسها (للفرد) حتى بالركون للملالى انفسهم . وللصوفية عبارة ذهبية يلخصون بها رأيهم فى الاخلاق : ان على الانسان ان يكف شروره عن الآخرين قبل ان يتجه بتفكيره الى تحاشى شرورهم لأن مجرد التفكير فى شىء كهذا شر فى حد ذاته ! ، ومع تطوّر الحياة وولوجنا الى عصر الوسائط التكنلوجية اصبح بمقدور ( نجيب محفوظ) ان يحط رحاله فى "روما" ليكتب ما يشاء ، و( نصر ابى زيد) فى "استكهولم" و(مارسيل خليفة) بامكانه ان يخوض معركته عبر الكاسيت او الانترنيت من "شيكاغو" ، بل ان ما يجرى من ارهاب فكرى هو مدعاة لذوى المواهب الضئيلة والطاقات الكاسدة بالتنطع وتبنى مواقف (علمانية) متطرفة ضد الدين نفسه (بحسبان ان الملالى هم الدين) سعيا وراء بطولات وهمية انطلاقا من عواصم لا تلقى بالا لما يكتب او يقال . وحتى العلمانيون المعتدلون فى ظل الموقف المتصاعد يمكن ان ينتقلوا الى خانة اكثر تشددا حيال وجود الدين فى الحياة العامة . ولعل الظاهرة اقوى وجودا فى المجتمعات المتباينة مذهبيا ودينيا اذ يصبح التشدد جزء من عوامل التماسك الداخلى لفئة او فئات دينية بعينها
    المستوى الرابع :_ الدين . فهو فى جوهره ثابت ، المتغير ، حركة الناس تجاهه او عنه (نمط التدين) التى تتشكل بحسب الاستيعاب ، الموروث الثقافى ، والبيئى وعوامل لا حصر لها . نزاع الحلّاج لم يكن بين الدين وخصومه وانما بين انماط التدين ( الخلاص الفردى _ الصوفية _ فى مواجهة الخلاص الجماعى_ الدولة العباسية ) او الحلّاج فى مواجهة خصومه ، الصراع فى لبّه كان فكريا ولا يمكن التكهن بصحة مسلك احد الطرفين فعلم ذلك عند الله (انما الاعمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى ) الآية . المشكلة ان موقف (غلاة المتعصبين) _ اليوم _ يمكن ان يقودهم الى مأزق _ فى الغد _ اذا تهجّمت على المجتمع جماعة اكثر مغالاة فى تعصبها ورفضها للحوار ، ترى فى الجماعة الاولى تساهلا ولينا تجاه (المنكر) . وقد يفرز فى الجانب الآخر خطاب من لقوا اضطهادا وذلا ثقافيا على ايدى هؤلاء ( انظر الى الخطاب المستخدم ضد الجماعات المتشددة ، يحفل بمصطلحات : الرجعية ، الظلامية ، الجمود ، قوى التخلف ، القوى المحنطة ) مما ينذر بكارثة تعطل الحوار تماما ليحل بدلا عنه خطاب العنف وحوار الدم .
    وللاستدلال على النتائج الكارثية لقمع الفكر وانتهاج العنف ، نعود بذاكرتنا ( الجمعية) الى الوراء للاستشهاد بحادثة وقعت فى بلد شديد التأثر بالمد والجذر على مستوى الفكر والحدث السياسى : السودان ! اعدم قبل عقدين من الزمان تقريبا شيخ مفكر هو محمود محمد طه بتهمة التجديف (راجع عبارة رسل التى صدّرت بها مقالى ، ثم تأمل مسيرة جعفر نميرى التى بدأها بشلالات من الدم وختمها بدفن نفايات ذرية بالصحراء السودانية ، وترحيل يهود الفلاشا الى اسرائيل فى ظل ادعاءاته بتطبيق الشريعة السمحاء ) اعتقد ان اعدام "محمود" كان الباعث الاول على كساد حركة الفكر فى السودان ، وبوارها على نهج "انج سعد فقد هلك سعيد" ادى ذلك الحادث البشع بحق شيخ سبعينى ينافح عن رأيه بالكلمة والقلم الى احجام المفكرين عن ارتياد آفاق الفكر ، واختزال طاقاتهم فى الفعالية السياسية ، خاصة بعد الصمت المفجع الذى قوبل به الاعدام فى اوساط السودانيين ( مع ميل ظاهر لتجريم محمود ومدح قتلته !) . الانتلجنسيا السودانية بدورها (الا النذر القليل) تنصلت عن واجبها تجاه محمود _ القضية _ حتى بعد ان غيّبه الموت الذى جرى فى طقوس غرائبية خلطت بين المفاهيم الثورية والصوفية والكاريزمية ، ولعل بعض المثقفين تنفسوا الصعداء بازاحة خصم قوى الحجة ، راسخ فى الدفاع عن ارائه ، ولا زال اعدامه محل تعتيم اعلامى ينبىء عن تواطؤ فادح مع المقصلة التى جزت عنقه والايدى الخفية التى تسببت بمقتله لتخلو لها الساحة "الاسلامية" فى السودان ! . اعدام محمود "برأىّ" كان نقطة تحوّل كبيرة فى مسار تطور الفكر السودانى ويحق لى استخدام مصطلح الصدمة "shock” التى حاقت به وصيّرته منغلقا لا يبارح مكانه (1983 _ 1995 م) مما دفع الفكر الدينى المتشدد الى الاضواء فى ظل انحسار للمنظومات الفكرية المعتدلة ووسط مناخ ارهابى ، ونتيجة لذلك اصبح التكفير فى السودان ايسر من غسل اليد ، ساد مناخ جديد ، شديد الترويع ادّى لخلق وتشّكل ثقافة عنف غير مسبوقة ( من المفارقات ان القتل على ايدى متشددين طال فنانا هو خوجلى عثمان وجماعات من المصلين المنتمين للفكر الوهابى بمدينتى ام درمان ومدنى بتهمة الكفر !!) ولم يجرؤ الا قلة على التعبير عن امتعاضهم لما جرى لأن سيف (الدين) كان مسلطا على الرقاب يتلاعب به المتشددون كيفما شاءوا ، بل ان الثقافة الجديدة لجّت فى عدوانيتها حين شنّت حملة تجريمية من الوزن الثقيل ضد الطيب صالح متهمة اياه بالخلاعة والفجور ومنعت رواياته من ان تدرس بالجامعات السودانية ( هذا لأنه كتب : من اين اتى هؤلاء ؟) ولو كان الاديب الكبير موجودا بالسودان لما نجا من متربص ينتظره "بمدية" او "سيف" عند طرف الشارع مثلما جرى "لمحفوظ" ، الا ان هذا كله لا يعنى عجز الاسلام عن الدفاع عن نفسه وارتهانه للبطش والعنف فقط ، انما يعبر عن ورطة فكرية بالغة الحدة تستدعى محاورة هؤلاء حول ( وادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) الآية و " اذهبوا فانتم الطلقاء " الحديث وموقف سيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبدالله بن ابىّ ، وحول معنى ان يضع فيلسوفا غربيا كتوماس كارلايل ، سيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس عظماء كتابه "الابطال _ heroes” وغيرها من مفاهيم التسامح والحوار والعقلانية التى ينطوى عليها الاسلام
    المستوى الخامس :_ المستوى الفنى / الابداعى ، اقرر بأننى لم اطلع على رواية حيدر حيدر ، الا ان ما يهم حقا هو ان اجناس الرواية _ الآن_ تعددت وتوهجت على نحو بالغ ، اجناسها من الرواية الواقعية الى الرمزية مرورا بالنفسية ورواية السجن ( باغفال العاطفية والبوليسية ) هى اجناس استحدثت نتاج تجريب انسانى عميق حوى الموروث الفلسفى ، الاجتماعى ، الفنى والمعرفى واختزنه فى الآلة الابداعية ثم انه طفق يبحث عن سماوات جديدة لاستنطاق المشاهد / المخبوء خلال فعالية ابداعية شديدة التعقيد ، الواقعية مثلا تحتم تشريح الواقع بصدقية عالية باستصحاب كل المرئيات الحياتية والابداعية ، الا تحفل حياتنا بنماذج ضائعة كان للمجتمع نصيب وافر فيما آلت اليه ؟ وهل تخلو النماذج الخيّرة نفسها من تشوّهات ومغامرات نفسية وتعقيد وشروخ ، وهل الفن معنى فقط بدراسة وتأمل حالات النبل الانسانى (حلم المدينة الفاضلة ) ، الفن "برأىّ" يلّح على تجريم "الكل" حيال مأساة "الانا" بحيث يخفف وطأة الجرم الذاتى محملا جزء منه رقاب الآخرين الذين ساعدوا فى موات "الحلم" او تعكير "الانا" ، كما فعل الروسى فيودور دستوفيسكى فى "الجريمة والعقاب crime and punishment” والنمساوى المنتحر ستيفان زيفايج فى "حذار من الشفقة _ be ware of pity " وكما فعل السيّاب فى " المومس العمياء " ونزار فى "الى اجيرة" والفرنسى شارل بودلير فى "ازهار الشر" فصياغة القبح احيانا تكون دالة الى الجمال ! وبضدها تتميّز الاشياء .
    اذا كنا عاجزين عن ادارة حوار داخلى حتى الآن ، وتتجه حواراتنا الى مثل ما سقته من نماذج حيال حادثة واحدة لجأ خلالها اشباه بن لادن الى التهديد بقتل كل المرتدين من الكتاب الفجار دون حتى "استتابتهم" فكيف نقنع الغرب بوسطيتنا واعتدالنا من اجل حوار ناجح معه ، وكيف نجادل الادمغة الناشفة هناك ايضا التى ترمى الاسلام بالتطرف ، الا تبرز حاجة ملّحة فى هكذا وقت لابراز فكرنا الدينى المتسامح ، خاصة وان التيارات الداعية للعنف استهدفت بادئا الجماعات الموصوفة من قبلها بالتقليدية فضربت اول ما ضربت الاسلام المعتدل فى مصر والوهابيين وغيرهم فى السودان وادخلت فنون جديدة من القهر على النهج الدينى المتسامح فى الجزائر فاذا بها تبشر بثورة عارمة على الاعتدال والوسطية ولا تقر نهج هؤلاء فى الدعوة بالحسنى ، واذا كنا لا نقر المعالجة الاميركية باتباعها لسياسة ( اخذ البرىء بجرم المذنب) حيال المدنيين الافغان ، فانه يتوجب علينا الانتباه من غفوتنا لمنع التشدد والتشرذم من التسلل اكثر فاكثر الى مجتمعاتنا ، طالما ثبت ان المتشددين لم يجلبوا سوى الدمار للابرياء وتشويه صورة الاسلام ، ولعل ابسط الحوادث كالتى سقتها تكفى من بعد الآن لتصدى فاعل يبرز طاقات الاسلام فى الحوار والعقلانية .
    ما نخلص اليه فعلا هو ان التطور الانسانى نتج عن حوار رفيع كبح رغبات العنف والقمع والتوحش وسحق الآخر ، واقام نموذجه على شىء ولو يسير من الحب وهو جوهر الحضارة الانسانية ، وان صاحب الفكرة لن يكسر قلمه لمجرد تهديد بالقتل والتصفية ، بل ان ذلك سيزيده تعنتا على الرغم من بطلان مسوغاته ، ومن الخير لنا ولسوانا ان نتحاور ونحترم اراء الآخرين مهما بدا لنا من شناعتها وانحطاطها ، لأن الحوار والحب هما السبيل لتصحيح المسار ، لا صيحات العنف ورغبة الدمار .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de